قل هذه سبيلي. ادعو الى الله اه على بصيرة انا ومن اتبعني. وسبحان الله وما من المشركين. الحمد لله رب العالمين. احمده حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. لا احصي ثناء عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد يقول وكذلك ترجح بصحائف الذنوب صحائف جمع صحيفة والذنوب المقصود بها الاعمال السيئة. والاعمال لها صحائف تحويها قال الله تعالى ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا. فهذا الكتاب يحوي عمل الانسان مسجل فيه ما يكون من بني ادم. وهذه الصحائف تتضمن كل ما يكون من الانسان من عمل صالح او عمل سيء. لا اله الا الله ترجح في صحائف الذنوب اي بالصحائف التي ملئت ذنوبا. ولذلك صحائف الذنوب ولم يقل صحائف الاعمال لانه ليس فيها عمل صالح فهذه الصحائف كلها صحائف سوء كما في حديث والبطاقة وحديث السجلات والبطاقة والحديث المشهور الذي رواه الترمذي وغيره من حديث آآ ابي عبد الرحمن من المعافر عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان الله الا يخلص رجلا من هذه الامة على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعين سجلا كل سجل من مد البصر يعني من من من الطور يعرضها عليه فيقول اتنكروا من هذا من هذه شيئا؟ فيقول لا فيقول اظلمك ظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول لا فيقر بما كان من سيئاته ويقول ويقر بمكان من مكتوب فيطلب الله جل وعلا ولا احب اليه العذر من الله تعالى يقول افلك عذر؟ قال لا يا ربي. فيقول الله تعالى بلى ان لك حسنة فيؤتى بها وهي بطاقة. البطاقة هي المكتوب الصغير. المكتوب الصغير. الكتاب الذي في الرقعة او القطعة من الكتاب الذي فيه كتابة صغيرة يؤتى بهذه البطاقة عليها لا اله الا الله في بعض الروايات اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله. فيقول هذا صاحب هذه البطاقة ما تصنع هذه البطاقة في هذه السجلات؟ فيستبعد ان تنفعه هذه البطاقة امام هذه السجلات التي كل سجل منها مد بصل فيقول الله تعالى انك لا تظلم شيئا فتوضع هذه البطاقة في الكفة الاخرى فتطش تلك سجلات تطيش اي تتطاير وتذهب وتظمح وهذه البطاقة هي لكل موحد ليست خاصة بهذا الرجل انما الذي اختص به هذا الرجل عن غيره من اصحاب الذنوب ان معه من التصديق بهذه الكلمة واليقين ما تتلاشى معه كل الذنوب والمعاصي. وليس في هذا انه اختص بهذه البطاقة. وقد تقدم في حديث انس في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال فوعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لاخرجن من النار من قال لا اله الا الله فكل مسلم له مثل هذه البطاقة لكن الناس يتفاوتون في ثقل هذه البطاقة وعظيم ما فيها من التصديق. ولذلك بعظهم يدخل النار مع وجود هذه البطاقة معه. دليل ذلك ما في حديث انس في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لاخرجن من النار من قال لا اله الا الله. فهؤلاء معهم هذه الكلمة لكنها لم ترجح بما معهم من السيئات ولذلك عوقبوا بالنار. اما هذا فان معه هذه الكلمة ومعه من الايمان واليقين بها ما تطايرت لاجله سيئاته. وهذا يؤكد لنا ما سبق تقريره مرارا ان العمل قد يكون في الصورة متفقا من كثر لكن يختلف باختلاف ما يقوم في قلوب الافراد. فالفرد ليس بصورة الاعمال لكن بحقائق الايمان. وتفاضل اعمال يتبع ما يقوم بقلب صاحبها من الايمان. حتى يكون العاملان كلاهما في صورة تبدو لنا بعيال هذا وبينهما كما بين السماء والارض في فضل وفي رجحان. وهذا كلمات لابن القيم رحمه الله في نيته وهي تؤكد وتقرر هذا المعنى. فان هؤلاء جميعا معهم هذه البطاقة لكنهم اختلفوا باختلاف ما قام في قلوبهم من الايمان بها والاعتقاد لمعناها والجزم بمقتضاها وهذا هو الذي فاوت بين الناس. فهذا الحديث لا يشكل على ما تقدم. من ان من الناس من يدخل النار مع ان معه لا اله الا الله بل هو يؤكد انه كلما حقق الانسان هذه الكلمة ورسخت في قلبه وثبتت في فانها ترتفع بها درجته تعلو بها منزلته. ويثبت يقينه ويحصل له من العلو والرفعة بقدر ما معه من اليقين بهذه الكلمة. نعم. حتى تصل الى الله عز وجل وفي الترمذي عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا اله الا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تصل اليه. وفيه ايضا عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ما قال عبد لا اله الا الله مخلصا الا فتحت له ابواب السماء حتى تفضح الى العرش ما اجتنبت الكبائر. ويروى عن ابن عباس مرفوعا. ما من شيء الا بينه وبين الله حجاب الا قول لا اله الا الله. كما ان شفتيك لا تحجبها كذلك لا يحجبها شيء كن حتى تنتهي الى الله عز وجل. وقال ابو امامة ما من عبد يهلل تهليلة فينهنه وشيء دون العرش. هذه الفضيلة وهي التي اه قال فيها المؤلف وهي التي تخرق الحجب حتى تصل الى الله تعالى. يدل لذلك قول الله تعالى في محكم كتابه اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. واطيب الكلم هو كلمة لا اله الا الله. فهي تصعد اليه جل وعلا اذا قالها العبد صادقا من قلبه. ويشهد لنفوذها الحجب وعدم وقوف شيء امامها ما تقدم في مسند الامام احمد من حديث عبد الله بن عامر آآ في وصية نوح لابنه في قوله لو ان السماوات السبع والارضين السبع كن في حلقة مبهمة خصمتهن لا اله الا واما ما ذكره من الاحاديث فانها احاديث لا تخلو من ضعف لكن المعنى الذي اشار اليه صحيح ولذلك ذكر رحمه الله هذه الاحاديث على ظعف فيها نمر عليها ان شاء الله تعالى نعم يجيب دعاءه. خرج النسائي في كتاب اليوم والليلة من حديث رجلين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو وعلى كل شيء قدير مخلصا بها روحه مصدقا بها قلبه ولسانه. الا فتقلها السماء افتقى حتى ينظر الى قائلها من اهل الارض وحق لعبد نظر الله اليه ان يعطيه وهي الكلمة التي يصدق الله قائلها. كما اخرج النسائي والترمذي وابن وابن حبان من اذ ابي هريرة وابي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم اذا قال العبد لا اله الا الله والله الله اكبر صدقه ربه وقال لا اله الا انا وانا اكبر واذا قال لا اله الا الله وحده لا شريك له. قال الله لا اله الا انا وحدي لا شريك لي. واذا قال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد قال الله لا اله الا انا للملك ولي الحمد واذا قال لا اله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله. قال الله لا اله الا انا ولا حول ولا قوة الا بي. وكان يقول من قالها في مرضه ثم مات لم وقاموا لم تطعمه النار. هذه الاحاديث وهذان الحديثان في سياق فضائل هذه الكلمة المباركة العظيمة. التي هي اساس في الدين واصله وهي الكلمة الطيبة. يقول رحمه الله وهي التي ينظر الله الى قائلها. ويجيب دعاءه سبحانه وتعالى ينظر الى عباده. فهو السميع البصير سبحانه وبحمده يبصرهم ويراهم. المقصود بالنظر هنا نظر خاص وليس عموم النظر الذي يكون لكل من يبصره الله تعالى ويراه. كقول القائل سمع الله لمن حمده اي قبل الله جل وعلا هنا سماع خاص وليس السماع العام الذي هو ادراك المسموعات. كذلك هنا النظر نظر خاص وليس النظر العام الذي يكون لجميع المبصرات والمنظورات. اه فقوله هي التي ينظر الله الى قائلها ويجيب دعاءه وفيه ايضا ان هذا النظر يقتضي اجابة السؤال والدعاء. وهذا الحديث هو من جملة الاحاديث التي استدل بها المؤلف رحمه الله في فضائل هذه الكلمة وهو حديث فيه في اسناده ضعف فان في رواته مجهولة وذلك انهم رواية وبرة عن محمد ابن عبد الله للنيمون عن يعقوب ابن عاصم عن رجل من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ومحمد ابن عبد الله بن ميمون معدود في في المجاهيل. وعلى كل فان لا اله الا الله اذا قالها العبد صادقا ادرك بها فضلا عظيما وصدقا كبيرا فمن قالها مخلصا بها قلبه له من الفضل والقبول عند الله تعالى ما ليس عند غيره فهي افضل الكلام واعظمه ولذلك فضل هذه الكلمة ثابت ولو كان هذا الحديث فيه ضعف. واما قل الا فتق لها السماء فتقا فهذا يدل على له ويشهد له وفي حديث عبد الله بن عمرو المتقدم لو ان السماوات والارض في حلقة فصمتهن لا اله الا الله ففيها من النفوذ والقوة والتأثير ما هو معلوم ثابت بالاحاديث السابقة. وقوله رحمه الله بعد ذلك فضيلة الثانية التي ذكرها وهي الكلمة التي يصدق الله قائلها. يصدق الله قائلها والتصديق هنا والشهادة على صدق هذا القول. وهذا ثابت فانها شهادة الحق التي شهد الله تعالى بها كما قال جل وعلا شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. الله جل وعلا شهد بهذه الكلمة وصدق قائليها سبحانه وبحمده واما بالحديث الذي ذكره المؤلف رحمه الله فهو من حديث كما ذكر من حديث ابي سعيد ابي هريرة وقد آآ صحه جماعة من اهل العلم على ان فيه ابا اسحاق السبيعي وهو مدلس عن عن لكنه جاء من رواية شعبة عن ابي اسحاق عن الاغر عن ابي سعيد وابي هريرة وشعبة يتحرى في احاديث ابي اسحاق فلا ينقل منها الا ما كان ثابتا لكنه في طريق شعبة روي موقوف وليس من قول ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم ولا ابي سعيد. لكن جاء من طريق اخرى عن الاغر عن ابيه عن ابي سعيد وابي هريرة رضي الله عنه. فالحديث في الجملة يصلح للاستشهاد وفيه ما ذكر المؤلف رحمه الله من ان الله نصدق قائلها اي يثبت ما قال قائله ولا شك ان الكلمة التي يصدقها الله تعالى يعطي عليها من الاجر والثواب ما فالتصديق دليل القبول ودليل الاثابة والاجر. فليس التصديق مجرد انه يقول صدقوا فقط انما اذا صدقه رب العالمين فانه يعطيه على ذلك من الاجر والمثوبة ما لا يعطي على غيره. اذا قال العبد لا اله الا الله والله اكبر صدقه ربه وقال لا اله الا انا وانا اكبر واذا قال لا اله الا الله وحده لا شريك له الى اخره قال الله جل وعلا لا اله الا انا وحدي لا شريك له واذا قال لا اله الا الله وحده لا شريك له قال الله تعالى لا اله الا انت لي الملك ولي الحمد الى اخر ما ذكر ثم قال اه وكان يقول من قالها في مرض مرضه ثم مات لم تطعمه النار وهذا يشهد له ما في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لقبوا موتاكم لا اله الا الله. فان النبي صلى الله عليه وسلم امر بتلقين هذه الكلمة المؤمن في سياق الموت. وقوله لقنوا موتاكم المقصود اي الذين في سياق الموت كما جرى من النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم مع عمه ابي طالب لما عاده في مرض موته قال يا قل لا اله الا الله كلمة احاج لك بها عند الله فقالها في سياق موته. ومن اهل العلم من يقول انها تقال بعد الموت اذا اوى الميت قبره فانه يذكر بها فيقال له قل لا اله الا الله. ولكن هذا المعنى اه ليس عليه عمل السلف والمعنى المتبادل الذي يظهر هو التلقين في وقت الانتفاع وهو في سياق الموت حتى يكون اخر كلامه من الدنيا لا اله الا الله. ومن وفق اليها في هذه الحال وفي هذه المنزلة وهذا الطبق لا شك لكن هذا من توفيق الله تعالى الذي يصرف الله تعالى به عن العبد شرا كثيرا ينال به خيرا عظيما فانه لا يوفق اليها الا موفق نسأل الله ان يختم لنا ولكم بها ان يجعلها اخر كلامنا من وهذا يدل على ان هذه الكلمة هي المطلوبات كما انها اول الواجبات. فانها اول الواجبات وهي اخر المندوبات حيث ان الله تعالى ندب الى تذكير الميت هذه الكلمة حتى يختم له بها نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد