ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله امام انبيائه وخاتم رسله وصفوة الله من خلقه اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد ايها الاخوة الكرام فيتجدد مجلسنا كل ليلة من ليالي الجمع هذه الليالي الغراء الشريفة الوضاء التي تزدان بالخيرات والبركات ورحمة رب البريات سبحانه وتعالى وقد خصت ليلتنا هذه وجمعتنا من بين ايام الاسبوع بمزيد فضل من ربنا الكريم المنان. رحمة بعباده كرما وفيضا من هباته وعفو ربنا سبحانه وتعالى هذا الفيض الكريم وهذا العطاء العظيم وهذه المنة الالهية الكبرى يلتمسها المسلم في هذه الليالي الشريفة اعني ليالي الجمع في امور عظيمة تتقلب بين يديه. يأخذ منها ما يشاء كثرة واغتناما لرحمة ربنا وفضله وكرمه وعطائه الا فاعلموا ان الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الليلة هو احد المناجم التي يقبل عليها المسلم يغتنم فيها فضل ربه الكريم. ويغترف فيها من رحمة اكرم الاكرمين. وهو يكتسب صلاته على نبيه صلى الله عليه واله وسلم صلوات متتابعة من ربه تتنزل عليه. تأتيه صلاة ربه يعيش حياته متقلبا في كنف رحمة الله سبحانه وتعالى. تحيطه الرحمة الالهية. والبركات الربانية في كل جانب فلا يخشى في هذه الحياة ضلالا ولا شقاء ولا فقرا ولا عناء ولا شيئا مما يمكن ان تحتوش حياتك الانسان من الصوارف والشواغل او عوامل الشقاء وهو متقلب في كنف رحمة الله سبحانه وتعالى. صلاتنا على صلى الله عليه وسلم موجبة عشر صلوات من ربنا سبحانه وتعالى وذلكم قوله عليه الصلاة والسلام فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا وهذا المجلس الذي نتدارس فيه شمائل نبينا الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم. نجد فيها وفرة ومساحة متسعة نحرك فيها قلوبنا قبل السنتنا بالصلاة والسلام عليه. صلى الله عليه واله وسلم. ولست اظن ان احدا سيقوم من مجلس كهذا الا وقد تقلب في صلوات عظيمة نطق بها لسانه لنبيه صلى الله عليه وسلم. وتحرك بها جنانه وامتلأ بها كيانه. ثم هو يقوم منغم في رحمة الله وصلواته التي تنزلت عليه بصلاته على نبيه عليه الصلاة والسلام وشمائل نبينا صلى الله عليه وسلم هي في الباب الاخر. باب عظيم يحرك فينا. جوانب الاقتداء والاتباع والاهتداء بمن قال فيه اكرم الاكرمين وان تطيعوه تهتدوا. وما على الرسول الا البلاغ المبين. فطاعة نبينا عليه الصلاة والسلام هداية واصطباع سنته رحمة ونجاة وسعادة. ولن يكون لمسلم تمام الاتباع والاقتداء بالنبي المصطفى صلى الله عليه سلم الا بعلم عظيم وتتبع وافر لمواقع السنن وخطوات الهدي المحمدي في الحياة. في ابواب نقلب صفحات حياته عليه الصلاة والسلام. لنقف كيف عاش في بيته وفي مسجده وعلى فراشه وفي مع ازواجه ومع اصدقائه واصحابه. كل ذلك ابواب متعددة نقلب فيها الصفحات. نريد بذلك ان نجد لانفسنا حظا وافرا وقدرا يملأ قلوب المحبين حبا ويملأ اشواق المتعلقين بسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام قدرا يعينهم على التمسك بالسنن وحث الخطى على اتباع والاقتداء برسولنا صلى الله عليه واله وسلم. لم تزل بنا ابواب السماء للمحمدية تتنقل من باب الى باب وقد مر بنا الحديث في المجلس الماضي عند باب ما جاء في نوم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ونحن نبدأ الليلة باب ما جاء ما جاء في عبادة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وهذا الباب بعنوانه الضخم عبادة النبي صلى الله عليه وسلم. هذا الباب يشعرك انك ستقف على وجوه تعبده في الحياة. والانحاء التي قضى فيها عمره صلى الله عليه وسلم متعبدا لربه. والعبادة هي الغاية العظمى التي من اجلها خلقت الخليقة قد قال ربنا سبحانه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فان كانت العبادة هي الغاية العظمى من خلق الخلق وهي الحكمة الجليلة من ايجاد الخليقة على هذه الحياة اذا نحن نتحدث في باب يتعلق بصميم وجودنا في الحياة ايها العباد وبالغاية التي من اجلها خلقنا الله معشر العباد وبالحكمة الكبرى التي من اجلها بسطت الحياة على وجه هذه الارض وعاشت البشرية تتتابع جيلا بعد جيل. انها عبادة ربنا وتحقيق هذا القصد العظيم. فاذا كان هذا هو الادب الاسمى في اقامة العبودية لله. ثم انت تتلمس هذا المقصد الاكبر في الحياة في هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام فما ظنك عبد الله لما تقف عن الحديث بالهدي النبوي في باب هو صلب الوجود في الحياة. نحن اذا نتحدث عن المهمة العظمى في الحياة في اعظم صورها في حياة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. نحن نرتقي عرش العبودية في هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانه اتم العباد عبودية لربه. واعظمهم تعظيما لجنابه واكثرهم تحقيقا لمراده صلى الله ربي وسلم وبارك عليه ومن تأمل في جوانب عبادته وجد النموذج الامثل للعبد الذي يريد ان يعيش عبدا لله كما اراد الله وكلما اقترب العبد من عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم اعني في الاقتداء به والتشبه به والتسنن فانه يوشك ان يكون اقرب العباد منزلة من ربه. اتدري لما لانه صلى الله عليه وسلم بعبادته لربه ارتقى المقام المحمود والمكانة العظيمة والدرجة الرفيعة بابي وامي هو صلوات الله وسلامه عليه. نالها اصطفاء واجتباء. ولقي من ربه حفاوة ثم كل عبد سلك مسلكه واقتدى بطريقته واستن بسنته فانه يخطو في هذا الطريق خطوات متتابعة. فاذا وصل الى المقام الاعظم في التمسك بسنن رسول الله عليه الصلاة والسلام وبهديه في عبادته لربه فانه اكثر العباد تحقيقا لمعنى العبودية لله طالما ظل في ذلك مقتديا برسول الله صلى الله عليه واله وسلم في مجلس كهذا عبد الله لا يفتر لسانك عن الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وان كنت تسمع اسمه مرة بعد مرة ويرد ذكره في الجملة مرة تلو مرة فلا يفتر لسانك ولا تبخل على نفسك بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه واله وسلم مرة بعد مرة حسبك انك تتذكر قوله عليه الصلاة والسلام ما من مسلم يسلم علي الا رد الله علي روحي حتى ارد عليه السلام وحسبك والله به فضلا وشرفا. ان تستشعر في كل مرة تقول اللهم صل وسلم على رسول الله ان يسلم عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم فما شعورك وانت تقول في كل صلاة؟ السلام عليك ايها النبي ورحمة الله وبركاته. والله من شعر بهذا الشرف والفضل لا يكاد يقف ولا يفتر لسانه. فكيف وهو في ليلة عظيمة كهذه؟ وكيف وهو في شرف كبير يحيطه من انحاء بصلاته وسلامه على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اذا نحن في باب عبودية رسول الله عليه الصلاة والسلام حقيقة نحن نفتش عن طريق نعيش به عظمة الحياة. لان عظمة العبد ليست في كثرة ماله ولا في عظيم جاهه ولا في علو منزلته ومكانته ومرتبته بين الناس في الحياة لكنها اعني العظمة البشرية هي في تمام تحقيق معنى العبودية فكلما كان العبد اعظم عبودية لله كان اعظم منزلة عند الله وكلما تمرغ العبد في ذل التعبد لله لقي من العز الذي يكتب الله تعالى به له رفعة الذكر والشأن في الحياة دنيا وفي الاخرة. والله عز وجل لما اراد ان يذكر نبيه عليه الصلاة والسلام في اشرف المواضع في كتابه الكريم. وفي مقام ذكر منة عظيمة ومعجزة كبيرة هي الاسراء والمعراج. معجزة خرقت قوانين الكون. في سرى به عليه الصلاة والسلام من مكة الى بيت المقدس ثم يعرج به من هناك الى السماء السابعة. معجزة هي خارقة لقوانين الكون. وناموسه ونظامه. لما يأتي قرآن للحديث عن هذه المعجزة العظيمة. ويأتي ذكره عليه الصلاة والسلام في مقام هذا التشريف والتكريم الالهي. وهذه الحفاوة العظيمة التي لقيها من ربه يقول الله عنه سبحان الذي اسرى بعبده ارأيت كيف لما بلغ المقام اعظم الدرجات في الحفاوة والاشادة ورفعة الذكر ما رضي الله له وصفا اجل ولا اعظم من العبودية هديت له سبحانه لتعلم انك اذا ارتقيت سلم المجد ولبست لباس الشرف ووصلت الى المقام الذي تشعر به ان ربك قد رضي عنك فاعلم انك لن تبلغ ذلك الا بمزيد تعبد وتذلل لخالقك ومولاك فنحن نفتش وننقب في باب عبادته عليه الصلاة والسلام. اذا نحن نفتش عن طريق يسلك بنا مسالك الشرف وطريق العظماء وهو قد قال عليه الصلاة والسلام بالمقام الاعظم في عبوديته لربه كما سيأتي ذكره في احاديث هذا الباب. فاذا كان قد تربع عليه الصلاة والسلام على عرش العبودية وكان قد تشرف عليه الصلاة والسلام بان يكون امام العباد في هذه الامة المحمدية وان يكون سيدهم وقائدهم عليه الصلاة والسلام فنحن نتحدث عن مسلك في الهدي النبوي يقود العباد الى اشرف المنازل في الدنيا وفي الاخرة والى اعظم المقامات في التشرف بالعبودية لله سبحانه وتعالى. فمن اراد العظمة من اراد المجد من التمس لنفسه حياة الشرف من اراد ان يحجز مقعدا رفيعا في الجنة فعليه ان يتتبع خطى النبي صلى الله عليه وسلم في عبوديته لربه سيجدها عجبا سيجدها اقبالا عظيما على الله ستجدها هضما للنفس في جنب الله ستجد مزيد اقبال وحب وتعلق بعظيم فضل الله سبحانه وتعالى. هذه المعاني المتنوعة التي جاءت في لربه صلى الله عليه واله وسلم هي ما نحاول الوقوف عليه. والاشارة اليه في باب كهذا. باب ما جاء في عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم. اذا هذا باب في صلب الحياة. لانه ذروة سنام الوجود في الحياة. ونحن كيف نعبد الله وكيف نقتدي في ذلك برسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وربما كان عنوان هذا الباب مشعرا انه سيعرض لك فيه كل عبادة تعبدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لربه. وليس كذلك لان الباب جاء في الخصوص بالحديث عن عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القيام بين يدي بربه بالصلاة على وجه الخصوص ثم هي صلاة الليل على نحو اكبر في هذا الباب. لانها صلب العبودية ولانها شرف العبد قيام الليل. ولان انما تعلو منازلهم بالعبادات الخفية. وقد كان لنبينا عليه الصلاة والسلام في هذا الباب ما يجب ان يقتدى ويحتذى ونحن نقرأ في هذا الباب طرفا من هديه عليه الصلاة والسلام. نعم بسم الله الرحمن الرحيم والسلام محمد اللهم اغفر ولشيخ وللسامعين قال المصلي الله تعالى وصلى الله قال صلى رسول الله قال صلى الله عليه وسلم ومعه اتتكلف هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال افلا اكون عبدا شكورا نعم نعم هذان حديثان اولهما عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه وثانيهما عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه والحديثان فيهما سؤال توجه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رؤي من حاله من شدة الاجتهاد في عبادة ربه وكثرة طول قيامه بين يديه سبحانه وتعالى في صلاة الليل قال المغيرة رضي الله عنه صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتفخت قدماه انتفخت يعني تورمت كما جاء في حديث ابي هريرة كان يصلي حتى ترما يعني تتورم وجاء بيانه في الرواية الاخرى قال حتى تنتفخ. اذا انتفاخ القدم وتورم القدم انما كان من طول الوقوف في صلاة الليل قياما فما وصف هذا الطول في قيامه عليه الصلاة والسلام سيأتي بعد قليل في روايات انه قد بلغ قيامه في الركعة الواحدة من قيام الليل ان يقرأ فيها سورة طويلة كالبقرة قائما في ركعة واحدة وهي تعادل الجزئين ونصف من الاجزاء ليست البقرة وحدها بل ومعها سورة النساء فان يكون هذا المقدار الطويل من القراءة يقرأه عليه الصلاة والسلام قائما في ركعة ولم يكن يفعل هذا مرة تلو مرة ولم يكن يجدوا هذا النشاط والاقبال على العبادة مرة في الشهر او في العام. كما يقع لبعضنا لكنه شأنه المستمر المتتام كل ليلة عليه الصلاة والسلام فلما يكون هذا الحال المتتابع مستمرا فان هذا من شأنه ان يورث الجسد بعض اثار العبادة فكان منها انتفاخ القدم بل انه سيأتي الوصف ايضا في صلاته. قال فصلى ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين يصف شدة الطول في صلاته عليه الصلاة والسلام. اذا طول القيام في صلاته عليه الصلاة والسلام لن يمكن ان تقدره بمقدار ايات ولا سوى. نحن نقارب هذا الوصف فنقول بقدر سورة البقرة وسورة النساء لانه قرأ بهما في ركعة. لكن اتدري ما قراءة رسول الله عليه الصلاة والسلام القراءة المتأنية المتدبرة الخاشعة القراءة التي يقف فيها عند كل اية رحمة فيسأل الله من فضله وعند كل اية عذاب فيستعيذ الله تستعيذ بالله من عذابه ونقمته وغضبه. فكم تتصور ان يبلغ هذا المقدار من قراءة الذي سيكون سببا لطول القيام. وربما يقرأ السورة حتى تكون اطول مما هي عليه يعني من تأنيه تأمله وترداده عليه الصلاة والسلام. اريد ان اقول هذا لن يحصى بالدقائق والساعات لكنها حياة عاشها صلى الله عليه وسلم في طول قيام حتى تورمت قدماه تورمت قدماه وانتفخت. فكان السؤال المتبادر على السنة الصحابة يا رسول الله اتتكلف هذا؟ وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر تدري ما معنى السؤال السؤال انطلق من منطلق بدهي ان العبد اذا اجتهد في العبادة ونافح وكافح واصر وجاهد في عبادته لربه. صلاة كان او صياما او اي وجه من وجوه البر والاحسان فغالبا يكون الدافع في الاجتهاد للعبادة شيء من حسرة الذنب والمعصية وشيء من حرقة الخطيئة فينطلق العبد محاولا تكفير ما وقع منه من الذنب والمعصية والخطيئة الا ترى الى حرارة بكاء التائبين وشدة شوق العائدين الى طريق الهداية بعدما يقضي احدهم ساعة في حرام او شطرا من عمره بعيدا عن اللام. فاذا عاد ووجد حلاوة القرب ولذة الوصال استغرق في اجتهاد شديد في العبادة يقلب نفسه بذلك النعيم ويحاول بها ما وقع فانت عندما تبصر هذا النوع المتميز من الاجتهاد وهذا اللون الفريد من شدة الطاعة والعبادة بال المنقطع النظير يكون في بادئ النظر متخيلا لك انما هذا هو ارث لسالف من الحياة فيها قدر من العصمة صيان والبعد عن الله فيها حرارة المعصية فيها الم الخطيئة فيها حرقة الذنب الذي ظل يشتعل في القلب ولا يزال وقودا يدفع العبد الى كثرة التعبد وكثرة الاجتهاد كثرة البكاء كثرة القيام كثرة الصيام سئل عليه الصلاة والسلام يعني يا رسول الله انجد عندك ذلك الدافع الذي يوجد عند باقي البشر. لما؟ قال لان الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فجاء الجواب مبينا منطلقا اخر الذي حمله عليه الصلاة والسلام فقال افلا اكون عبدا شكورا فرق ايها الاحبة بل من يبلغ في العبادة اقصى جهده تدفعه حسرة الذنب وحرارة الخطيئة وبين من تدفعه في تلك المواطن العظيمة من شدة الطاعة من يدفعه العبودية وشعور عظيم حق فضل الله ووجوب شكره عليه. فرق كبير بين المقامين فرق بين عبد شعر حرارة الذنب وحرقة المعصية فاقبل تائبا ثم انطلق مجتهدا في عبادة. هذا لون محمود بل ويحبه الله وصاحبه في بدرجة كريمة ولا شك لكن فرق بين هذا المقام ومقام صاحبه لا يزال على قدر من التقى والصلاح والارتقاء ونيل ولاية الله ثم يطمعه ذلك في مزيد تعبد بين يدي الله. واعلى ما يكون في مقامات الانبياء مثل رسولنا عليه الصلاة والسلام. وقد اخبره ربه فقال ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر. ويتم نعمته عليك ويهدي صراطا مستقيما وقد علم ان الله قد عفا عنه. وتجاوز عنه وغفر له ما تقدم وما تأخر مطلقا. فلن يبقى ذنب عليه الصلاة والسلام ولم يبقى عليه حسرة او خطيئة يحاسب عليها. ومع ذلك يجد في مقابل هذا الكرم وهذا القرب هذه الولاية وهذه النبوة يجد دافعا اعظم الى مزيد طاعة وقرب واجتهاد. هذا المقام هو الذي اشار اليه صلى الله عليه وسلم ثم قال افلا اكون عبدا شكورا؟ يعني هب انني لا التمس مغفرة لذنب ولا ابحث عن تكفير للسيئات. الا يكفي ان اكون عبدا وربي العظيم يستحق ان اجتهد في طاعته وعبادته الا يكفي ان يكون ربي قد افاض علي من النعم فاستوجب علي شكرها ولو لم ابحث عن ذنب اكفر به سيئة او خطيئة او زلة هذه لفتة عظيمة لان لا يدل احدنا يوما بعمله او يمتن به على ربه انه فعل وفعل من الخيرات والصالحات. المنة لله. والفضل له وحده. وقد قال الله يمنون عليك اسلامهم قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان ان كنتم صادقين. فافتح عينيك جيدا واعلم ان ما انت فيه من خير وطاعة وعبادة وتوفيق لاي باب من ابواب الخير والصلاح وعبادة الله اعلم والله ليس لك فيها ذرة كن من فضل ولا شيء ينسب اليك تستحق ان تقول به فعلت. بل ان تقول وفقت الى ما انت فيه وقد هداك ربك واكرمك وساقك الى ما انت فيه من الفضل والخير والكرم. فربك وحده المتفضل وله المنة وحده سبحانه فاذا استغرقك هذا الشعور علمت انك كلما بذلت من ابواب الخير والاحسان والطاعة لا تزال اسيرا لفضل ربك فتجتهد محاولا ادراك نعمه المتتابعة شكرا واعترافا وثناء. تحاول ان تسابق الطاف ربك التي تحيط بك ذات اليمين وذات الشمال حتى تعجز والله فما تدري على ما تشكر ربك وما الذي تذكر وما الذي تترك؟ ولا تزال يقظة الظمير عندك وحس فؤادك لا يزال يحدوك لا ان تكون اشد طاعة وعبادة واجتهادا وقربا من الله. ثم لا تقنع ابدا بحال ولا تكتفي يوما بمنزلة تتبوأها ولا درجة تصل اليها. لانك كلما ارتقيت درجة في الصلاح والولاية التقوى والقرب من الله نظرت فاذا بك وقد بلغت ما بلغت لا تزال بكثير دون ما افاض عليك ربك من النعم. وما حباك به من الكرم فتحمل نفسك على مزيد قرب واجتهاد. هذا المعنى العظيم اشار اليه صلى الله عليه وسلم بكلمتين لما قال افلا اكون عبدا شكورا؟ يعني هب انني كذلك لا التمس ذنبا يغفر لي ولا خطيئة ارجو ان تمحى عني. افلا يكفي ان اقدم لربي شكرا على ما تكرم به علي وان اسبت انني عبد يعرف حق ربه فاجتهد في طاعته وعبادته. اقول ايها الكرام هذه رسالة نبوية من رسول الله عليه الصلاة والسلام انه اذا كان احدنا قد تجاوز الذنوب والمعاصي فانه مع ذلك هو بامس الحاجة الى ان يتعبد لربه. تعبد الذليل وتقرب الفقير الى ربه. فكيف اذا كان حالك حالنا اذا كان الحال كحال احدنا النعم التي تحيط به. وفضل ربه الذي يتتابع عليه. ومع ذلك لا يزال خطاء المذنب كثير العصيان كثير التفريط في جنب الله عز وجل. فان لم يكن لك محمل فلك محملان. على الاجتهاد في الطاعة فمؤسف ان ترى في نفسك وارى في نفسي قدرا من التهاون والتراخي. ونحن احوج والله واولى ان نكون في قرب وحرصنا واجتهادنا ممن لم يبقى له الا محمل واحد. ودافع واحد لان لنا من الاسباب ما هو اكثر. ومن الدوافع ما هو اعظم يسأل عليه الصلاة والسلام تفعل هذا يا رسول الله؟ وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فيقول افلا اكون عبدا شكور يبقى السؤال لما يحب احدنا ان يكون شبيها برسول الله عليه الصلاة والسلام في مثل هذا الباب. لكن نفسه لم توطن بعد ولم يجد الترويض بالقدر الكافي لان تتحمل نفسه مثل هذا اللون من الاجتهاد في الطاعة. افيشرع له ان يأخذ نفسه بحزم وعزم واجتهاد شديد. يحاول الاقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام؟ الجواب انه ان وجد المرء من نفسه من قدرة على تحمل الطاعة والعبادة وان تقبلها نفسه متلذذة مشتاقة فله ذلك والباب في هذا مفتوح وما تسابق الصالحون الا في مثل هذه الميادين. لكنه ينبغي ان يحذر المرء ان لم يجد من نفسه طاقة يتحمل بها وقدرة ينشط بها فليأخذ بنفسه اخذا رفيقا. يتدرج بها شيئا فشيئا حتى تألف الطاعة حتى تحبها حتى تأنسها حتى تجد الشوق اليها حتى تتحسر اذا فارقها يوما ما. ولهذا يقول اهل العلم مثلما قرر ابن حجر رحمه الله في باب الاقتداء بطول القيام وشدة العبادة كما كان عليه الصلاة والسلام. يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله ومحل ذلك اذا لم يفض الى الملال يعني ينبغي ان يكون هذا الباب مشروطا بالا يجد العبد مللا من الطاعة الشديدة والعبادة المستمرة. قال ومحل ذلك اذا لم الى الملال لان حال النبي صلى الله عليه وسلم كانت اكمل الاحوال فكان لا يمل من عبادة ربه. وان اضر ذلك ببدنه بل صح انه قال وجعلت قرة عيني في الصلاة فاما غيره عليه الصلاة والسلام فاذا خشي الملل فلا ينبغي ان يكره نفسه وعليه يحمل حديث خذوا من اعمالي ما تطيقون فان الله لا يمل حتى تملوا هذا المبدأ وهذه القاعدة العظيمة هي اسلوب نربي به انفسنا في الاخذ بها نحو الطاعة والاجتهاد في مقامات العبودية لله سبحانه وتعالى. سنختم التعليق على هذا الحديث بان نقول وقفة يا اخوة بين ان يوازن احدنا وقفة في مثل هذا الهدي النبوي الكريم بين الم المشقة في العبادة يعني لما كانت تنتفخ القدمان اليس فيهما الم الا يجد شيئا من التعب عليه الصلاة والسلام؟ انتفاخ القدم الم وفيه شيء يحس به الانسان ولابد. لكن اقول فرق بين الم العبادة ومشقتها وبين استشعار حلاوتها ولذتها فان العبد اذا استغرق في شعور التلذذ بالعبادة طغى ذلك على شعور الالم فاستمرأ واستمتع وتلذذ ولو وجد غيره في منظر ما ان ذلك اكثر مشقة عليه سلوا سلوا العباد كيف قوي احدهم على ان يصوم صوم داوود عليه السلام طيلة العام فيصوم يوما ويفطر يوما وهو مع ذلك مختلط بالمجتمع يغدو معهم ويروح. صاحب عمل ورب وظيفة ويعول اسرة. ويخرج ويقتات لاهله. صيفا وشتاء. وهو مع ذلك من قطع عمله الصالح سلوا اولئك المحافظين المتعاهدين لكتاب الله العظيم. الذين ما تركوه وردا يوما من الايام. يقرأونه ليلا ونهارا. اناء الليل اطراف النهار. رغم الشواغل والصوارف والعوارض والامراض وكل شواغل الحياة لكن احدهم لا ينسي ليلته حتى يتم ورده. سلوهم كيف تأملوا مثل ذلك العناء رغم الصوارف والمشاق والصعوبات. لكنه كما قلت من وجد حلاوة العبادة وتلذذ بها صدقني هو لن يجاهد في تحمل المها بل هو يستمتع بحلاوتها فاذا استمتع بحلاوتها اصبح فراق الطاعة عليه اشق عليه من المها اصبح تركه للعبادة وفراقه للذة التي وجدها هي اكثر الما في نفسه من الم البدن الذي يشعر به واية ذلك انك ترى في العباد الذين استغرقوا في شعور التلذذ بالعبادة ما هو شاهد بمثل هذا المعنى. اولئك الحجيج يقطعون مسافات بعيدة ويتحملون مشقة وعناء التعب وربما كان احدهم يمضي في ذلك ليس الساعات بل الايام المتتابعات منذ ان خرج من داره حتى يصل الى محطات السفر برا او بحرا او جوا ثم يقف وقوفا طويلا وانتظارا ويركب في مقاعد ليست مريحة بدرجة كافية. ويظل السفر به يقطع ليلا ونهارا. ثم اذا بلغ المنازل ووصل الديار فانه ايضا لا يزال في تتابع اجراءات وترى عليه من اثار السفر والانهاك والتعب ما تشفق عليه معه. لكن ما ان يطأ بيت الله الحرام. فيدخل ويرمي ببصره الى الكعبة المشرفة فتسري في بدنه رعشة من الهيبة والتعظيم من الاجلال والتوقير من الحب والرجاء من الخوف والقلق من الحنين والشوق لا تدري ما هو ذلك المزيج من المشاعر المختلطة؟ فما هو الا ان ينفجر شوقا بكاء رغبة تضرعا تذللا ثم يقوى على ان يغارب تعب السفر والام الساعات ونصب المسافات ثم هو يصر على الا يقطع لذته وهو يستمتع طائفا لربه داعيا باكيا خاشعا. ما هذا؟ هو شعور التلذذ بالعبادة ايها الكرام. عندما يطغى على شاعر الم الابدان عندما يجد الانسان حلاوة العبادة فلا تسله فلا تسله عما يجد من عنائها. اولئك الذين يعبدون الله ويجتهدون صلاة وقياما وقرآنا ونفقة وبرا واحسانا. صدقني هم بشر مثلي ومثلك. ويجدون من مشاعر البشر من التعب والعناء وما يلقاه الانسان مثلما يجد كل انسان. لكن الفرق بيننا وبينهم انهم غرقوا في بحر اللذة الاستمتاع بالطاعة فلما وجدوها تناسوا في سبيل ذلك كلما يمكن ان يكون من الم. قيامه عليه الصلاة والسلام هذا القيام الطويل ثم انت تعجب تنتفخ القدمان فلا يجد الما او يجد ثم لا يشعر به او يشعر به ثم يقاومه لمزيد ما يجد من اوت المناجاة والقراءة والذكر لله سبحانه وتعالى. فاذا ركع ركع ركوعا طويلا نحوا من قيامه. واذا سجد كان نحوا من ايضا هذا السجود الطويل الذي يستمر بحساب الاوقات الدقائق المتتابعات الكثيرة. الا يشعر صاحبها بما يجد واحدنا اذا انخفض رأسه في سجود طويل من اجتماع الدم فيه او ارتفاع الضغط او الم الرأس صدقني قل ما شئت في وصفي في وصف مظاهر الابدان لكنك ستعجز ان تصف مشاعر القلوب. وهي تجد قربها من علام الغيوب سبحانه وتعالى. لذة العبادة متى وجدها صاحبها انس بها فانساه ذلك الم العبادة. او الم البدن وفي سبيل ذلك يكتب الله لعبده من مزيد القرب والحفاوة والاعتناء ما يؤهله لمزيد قرب من ربه سبحانه وتعالى. نعم رسول الله كان من الماء هذا حديث عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وقد اخرجه عدد من اهل السنن منهم الامام مسلم في صحيحه بهذا الطول سئلت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل يعني كيف كان قيامه بالليل؟ كيف كانت صلاته؟ السؤال ها هنا انبعث انبعث من منطلق عظيم في قلب التابعين كالاسود ابن يزيد الاسود بن يزيد تابعي اتى الى حجرة عائشة رضي الله عنها متعلما وقد لقيها وتعلم منها كثيرا وروى عنها احاديث عدة العجيب في هذا السؤال انه جاء يسألها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا السؤال ماذا يقف خلفه في قلب التابعين كالاسود ومثله كثير يقف خلفه يقف خلفه حب عظيم لرسول الله عليه الصلاة والسلام حب جعلهم يتتبعون شأنه في كل شيء. يسألونها كيف كان يأكل؟ كيف كان ينام؟ كيف كان يصلي؟ ما هديه في كذا ما شاء انه في كذا. نحن كذلك والله يا اخوة اذا وقعت المحبة الصادقة موقعها اللائق في قلوبنا ستجد احدنا مندفعا لان ابحث متتبعا عن سنته عليه الصلاة والسلام في كل باب فاذا رأيت الرجل متلهفا او المرأة مشتاقة متتبعا كل واحد منهما هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام في كل باب فاعلم فاعلم ان وراء ذلك كحب يشتعل في قلوب اولئك. حب وراءه ايضا رغبة في صدق الاتباع والطاعة. لا يكتفي احدهم بان يكون حب يملأ جوانح القلب فيغلق عليه ويتغنى به وينشد فيه المدائح والقصائد. لا هو حب يتحرك يشتعل يدفع النفس نحو البحث عن مواطن الاقتداء. حب يريد ان يكون له في الحياة انموذج وشاهد بالطاعة والاتباع حب يريد احدهم ان يحجز له في الاقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام. موقعا في تلك القافلة الشريفة التي امتدت من زمن الصحابة الى اليوم والى يوم الدين من اولئك الصادقين في حبهم لسيد المرسلين. صلى الله عليه واله وسلم. يبحثون عن الاقتداء وحقيقة الامتساء التمسكي والاتباع لرسول الله عليه الصلاة والسلام. سأل كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل فقالت رضي الله عنها تصف جملا في هديه في قيام الليل ذكرت صفة نومه صفة قيامه ثم ماذا يصنع حتى تحين صلاة الفجر؟ قالت رضي الله عنها كان ينام اول الليل ثم يقوم ثم يقوم فيبدأ فيبدأ عبادته لربه الثابت في السنة كما سيأتي في احاديث اخر ان نومه هذا او تقسيمه لليل كان على ثلاثة اقسام القسم الاول النوم ينام نصف الليل يعني من بعد صلاة العشاء حتى ينتصف الليل وقد مر بكم هديه عليه الصلاة والسلام في النهي عن النوم قبل العشاء وعن الكلام بعدها. يعني عن استمرار السهر. وقد مر بكم ايضا باب ما جاء في السمر في سمر رسول الله عليه الصلاة والسلام فكان ينام نصف الليل هذا القسم الاول. اما القسم الثاني فهو صلاة القيام. وكان ثلث الليل من بعد النصف فاذا نصف الليل نوم ثم ثلثه قيام فيبقى السدس والسدس الاخير من الليل كان ايضا اضطجاعا ونومة خفيفة يسبق بها صلاة الفجر. فيقوم بعدها للفجر. فاذا نوم فقيام فنومة صغيرة فالاستيقاظ للفجر. قالت عائشة رضي الله عنها كان ينام اول الليل ثم يقوم. فقيامه هذا بعد نصف الليل دل على ذلك احاديث سيأتي بعد بعضها بعد قليل. ومنها ايضا ما اخرجه الشيخان في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احب الصلاة الى الله صلاة داوود واحب الصيام الى الله صيام داوود وكان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه. ويصوم يوما ويفطر يوما فحكى صلى الله عليه وسلم هدي داود عليه السلام وانه ينام النصف ثم يقوم الثلث ثم ينام السدس وهذا الهدي في تقسيم الليل هو اعظمه في مقام العبودية وهو انفعه في حياة العبد لصحته وبدنه وتتمة عافيته. هذا انفع ما يكون للابدان. لان تجمع بين حظها من النوم وبين اجتهادها في الطاعة والعبادة بما لا يحرم الانسان نفسه من النوم اولا. وبما لا يشق على نشاطه ويؤثر على طاعته. او يرهق صحته في اليوم في النهار وهو بحاجة الى الخروج لكسب العيش والسعي في الارض والبحث في في مسارب الحياة. فهذا الهدي هو اكمل الهدي ولم يزل هديه عليه الصلاة والسلام الاكمل والاعظم والاتم والاليق بحياة العباد والذي قد قلنا قبل انه هو المتسق مع سنن الكون فكان يوزع الليل انحاء صلى الله عليه واله وسلم. كان هذا هو الهدي العام فاذا ما جاءت الاوقات الفاضلة ربما استنفر الوقت في الطاعة كما هو الشأن في رمضان في العشر الاواخر كان اذا دخلت العشر احيا الليل فاحياء الليل كاملا لم يكن من هديه الدائم عليه الصلاة والسلام انما هو في اوقات فاضلة يلتمس فيها مزيد خير وبركة او يرقب شيئا عظيما كليلة القدر بين ليالي العشر الاواخر. تقول رضي الله عنها كان ينام اول الليل ثم يقوم واختصرت الرواية في شأن القيام لانها جاءت في احاديث اخر يأتي بعضها قريبا. قالت فاذا كان من السحر او ترى اذا هذا الوتر هو خاتمة قيامه لما قام بعد نومته الاولى. فيصلي قياما يختم قيامه ذلك بوتر في السحر. السحر هو اخر اجزاء الليل قرب الفجر قالت فاذا كان من السحر او ترى ثم اتى فراشه. اذا هذه النومة الثانية في اخر الليل فاذا كان له حاجة الم باهله اذا وجد حاجة في اتيان اهله بما اباح الله من الجماع والوصال اذا كان له حاجة فعل وان لم يكن له حاجة اكتفى بالنومة تلك الصغيرة قبل الفجر. قالت رضي الله عنها فاذا سمع الاذان وثب وتأمل التعبير بوثب هو قد قام وصلى ثلث الليل قياما وتضرعا ودعاء وسؤالا وسجودا وركوعا وتسبيحا وتمجيدا فاذا نام النومة الخفيفة فاذا سمع الاذان يعني اذان الفجر قالت وثبى والوثوب ها هنا مشعر بسرعة الانطلاق بالقيام الذي يفز فيه صلى الله عليه وسلم قياما فيه السرعة في الانطلاق هي القوة في القيام يعني الحرص الشديد على موعد حان وهو صلاة الفجر. قالت فاذا سمع الاذان وثبى. فان كان ذنوبا افاض عليه الماء يعني ان كان قد جامع اهله اغتسل والا توظأ وخرج الى الصلاة اذا كان هديه في الجملة ما ذكر الان في حديث عائشة. نوم اول الليل ثم قيام ثلثه ثم يختم بوتر ثم يأوي الى الفراش بنومة وظجعة خفيفة فاذا سمع الاذان خرج الى صلاة الفجر صلى الله عليه واله وسلم. نعم واخبرني هي خالته رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم يمسح مع الوجه العشر سورة ال عمران الى شن معلق على رأسي نعم وفي رواية وفي رواية اللهم صلي هذا حديث ابن عباس رضي الله عنهما قد مر ذكر طرف منه في ابواب سابقة وفي الحديث قصة ان ابن عباس رضي الله عنهما وهو صحابي صغير فانه ما بلغ سن البلوغ الا في اواخر حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام فدل ذلك على ان المواقف التي يرويها ابن عباس فيما حصل له مع رسول الله عليه الصلاة والسلام كان اذ ذاك غلاما صغيرا لم يبلغ بعد لانه قال في حجة الوداع وانا يومئذ قد ناهزت الاحتلام بحجة الوداع يقول قد قاربت الاحتلام يعني البلوغ فهو ما قبل ذلك وحجة الوداع انما كانت قبل وفاته عليه الصلاة والسلام بثلاثة اشهر فما قبل ذلك كان غير بالغ رضي الله عنه. وميمونة زوج رسول الله عليه الصلاة والسلام خالته فاتاها ذات يوم يبيت عندها اراد البيات عند خالته ميمونة في ليلة عندها رسول الله عليه الصلاة والسلام وهذا الغلام الصغير انما اراد بتلك الرفقة في تلك الليلة القرب الاكثر الذي يكشف معه مزيدا من حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام ليقتدي بها فرضي الله عن ابن عباس وانظر كيف كانت همته مع صغر سنه فلا تعجب ان يشرف بدعوة رسول الله عليه الصلاة والسلام اللهم علمه الدين وفقهه في التأويل اللهم علمه التأويل وفقهه في الدين فكان هذا شيئا يلمح في حياة ابن عباس منذ ان كان صغيرا. فلا عجب ان يبلغ فيما بعد مبلغ عالم الامة وحبرها وترجمان القرآن ومن يصبح مرجع الامة في علم الحلال والحرام وتفسير القرآن ومعرفة الاحكام رضي الله عنه وارضاه. يقول بت عند خالتي ميمونة فاتاها وبات في حجرتها ورسول الله صلى الله عليه وسلم عندها. ثم وصف هذا المشهد الذي يقل ان تقول عنه انه طائع لانه اعجب من ذلك الوصف بكثير. يقول فاضطجعت في عرض الوسادة هذه الوسادة اذا نصبت في الارض اذا جعلت في الارض فانها تأخذ يعني نحوا بعرض الفراش يقول ابن عباس فاضطجعت في عرض الوسادة. واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طولها. يعني هو وزوجه ميمونة وسادة جمعت ثلاثة رؤوس فكم حجمها؟ اتظن انها متر في مترين هي الحجرة كلها لا تبلغ هذا الحجرة النبوية كانت من الصغر بدرجة ان النبي عليه الصلاة والسلام كان لما يصلي الليل وعائشة نائمة في الحجرة معه لا يجد مكانا للسجود اذا قام يصلي في الحجرة تقول كان النبي عليه الصلاة والسلام يقوم يصلي من الليل. فاذا سجد غمزني فقبضت رجلي اذا اراد ان يسجد غمزها فتلم رجليها حتى يجد موضعا للسجود تقول واذا قام بسطتهما فاذا قام الى الركعة تجد فرصة فتمدد رجليها. وهكذا في كل ركعة الحجرة النبوية بهذا المحدود الضيق في مساحته الواسع جدا في مكانة اهله عند الله. حجرات رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول يقول ابن عباس فاضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرض في طول الوسادة واضطجعت في عرضها. اقول فكم تتصور يكون حجم هذه الوسادة اذا الحجرة كلها كانت محدودة جدا. فهذه وسادة جمعت ثلاثة رؤوس ميمونة وابن عباس ورأس رسول الله عليه الصلاة والسلام. لكنها الحياة القليلة في التكلف البسيطة ايضا في الاغراق في عن الحياة. والله وجدت حجرات رسول الله عليه الصلاة والسلام. اسعد الوان الحياة مع شدة ما فيها من الفقر في الاثاث والتجهيز والتأثيث بينما ملئت اليوم كثير من البيوت بالفاخر من الاثاث نبحث عن السعادة في قطع نزين بها المنازل نبحث عن الراحة في البيوت بمزيد رفاهية فيما نشتري ونصنع في بيوتنا عفوا سعادة الحياة الحقيقية ليست نفرش في ارضها ونعلق في جدرانها. سعادة الحياة الحقيقية فيما نملأ به قلوبنا. سعادة البيوت النبوية كانت بهذا المعنى العظيم ليس فيها مصابيح السرير في حجم الغرفة القصيرة جدا وهو يصلي عليه الصلاة والسلام فلا يجد موضعا لسجوده. الشاهد ان ابن عباس شارك رأس رسول الله عليه الصلاة والسلام ورأس زوجه ميمونة فكان رأسا ثالثا على تلك الوسادة. فما اعظمها من وسادة جمعت تلك الرؤوس. يقول فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طولها فناما رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عباس نام معه ابن عباس جاء متعلما ولهذا فطن صلى الله عليه وسلم الى رغبته فهيأ له مراده وسمح له ان يبيت معه والمكان صغير والحجرة ضيقة. لكنه اراد ان يحقق له المراد الكبير الذي من اجله جاء يطلب المبيت تلك الليلة لانه يتعلم هديا نبويا وحق المتعلم ان يعلم. وحق السائل ان يجاب فاعطاه الفرصة عليه الصلاة والسلام. في بعض الروايات ان ابن عباس اوصى خالته ميمونة رضي الله عنهما ان توقظه اذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ادرك اتباع السنة من اول الخطوات لكنه لم يحتج رضي الله عنه الى ايقاظ خالته فاستيقظ بنفسه. ولا عجب فالحرص قد ملأ قلبه وما جاء الا حريصا راغبا رضي الله عنه وارضاه. يقول فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول عفوا فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اذا الليل اذا هو مقارب لرواية عائشة قبل قليل كان ينام اول الليل ثم يقوم. فعلمت ان النوم في اول الليل يقارب نصف فهو ولهذا قال حتى اذا انتصف الليل او قبله بقليل او بعده بقليل استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ابن عباس حريصا يقظا منتبها فاستيقظ معه. فوصف لك المشهد خطوة خطوة قال فجعل يمسح النوم عن وجهه يقول بويده هكذا على وجهه يفرك عينيه وجبهته ينشط بها بدنه ويزيل اثار النوم ولا شك ان هذا نافع في تنشيط البدن يمسح النوم عن وجهه وقرأ العشر الايات الخواتيم من سورة ال عمران وهي من قوله تعالى ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض. ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار الى اخر السورة هذه العشر الايات لها شأن عظيم فانها لما نزلت ليلة نزولها وقد جاء بلال رضي الله عنه يؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بصلاة الفجر ليلة نزول هذه الايات وجده وصلى الله عليه وسلم يبكي فعجب بلال ولم يكن تعجبه من رؤية دموع رسول الله عليه الصلاة والسلام من خشية الله فانها كانت مشهدا مألوفا. لكن العجب انه وجد اثار البكاء الذي يحمل قدرا من الفزع استدعى السؤال قال ما يبكيك يا رسول الله؟ قال يا بلال قد انزل علي الليلة ايات ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها ثم قرأ العشر الايات الخواتيم من سورة ال عمران. وهي فيها قدر عظيم من المعاني التي تهز القلوب. الان انظر كيف يستفتح قيامه عليه الصلاة والسلام في جوف الليل يقرأ هذه الايات فهي فاتحة لنشاط عظيم يريد ان يقوى به على العباد في القيام فحفز نفسه ونشط قلبه عليه الصلاة والسلام واوقظ الهمة لان تكون على قدر من الاهبة لقيام عظيم بين يدي رب العالمين وهذه الايات تحفيزا للنفس وتهيؤا للعبادة الاتية بعدها. فقرأ العشر الايات الاخيرة من سورة ال عمران. قال ابن عباس رضي الله عنهما ثم قام الى شن معلقة فتوضأ منها. الشن القربة من الجلد يجعل فيها الماء واهل البيوت قديما قبل البرادات والثلاجات والية المياه يجعلون الماء في القرب من الجلود لتبريدها. فان القربة من الجلد اذا اتى عليها الهوى وفي داخلها الماء برده فكانوا يبردون الماء في الصيف بهذه القرب. فقام الى شن معلق فتوضأ منها. استعمل الماء فتوضأ. عليه الصلاة والسلام فاحسن الوضوء ثم قام يصلي. كل هذا الان مشهد يرصده ابن عباس في غاية الدقة قال عبدالله بن عباس فقمت الى جنبه الان بدأ يجد الفرصة سانحة لان يفعل مثل ما فعل. رسول الله عليه الصلاة والسلام. لكن كان على صغر سنه كان يرصد المواقف ويرصد التصرفات خطوة خطوة قام استيقظ مسح وجهه قرأ كذا توضأ قام يصلي. الان بدأ بدأ وقت العبادة فدخل معه ابن عباس في الصلاة رضي الله عنه وارضاه. يقول فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي الان وهو يصلي دخل في الصلاة وابن عباس وقف بجانبه فوضع يده الشريفة صلى الله عليه وسلم على رأس ابن عباس قال ثم اخذ باذني اليمنى ففتى لها الفتل تحريك الاذن تحريكا خفيفا باصبعين فعل ذلك بابن عباس وهو قائم بجواره يصلي واستمر في صلاته ظنك ماذا يقصد بهذه الحركة عليه الصلاة والسلام يعني ما مراد هذه الحركة؟ ماذا يريد ان يعبر عنه هل هو مثلا مثل ما تفرك اذن الصبي اذا خالفك وعصاك فتعاقبه بفرك اذنه لا ليس هو هذا. هذا ليس فركا هذا فتل وهو تحريك لطيف خفيف للاصبعي للاذن هذا فيه اشعار التودد والملاطفة وفعل ذلك وهو في الصلاة كأنه يقول ما شاء الله ابن عباس يقوم يصلي فكأنه يقول له احسنت كانه يقول له اجبت ابن عباس شعر بهذا المعنى ولهذا في رواية غير هادي هذه الرواية التي نقرأها في الصحيحين في بعض الروايات يقول ابن عباس انما صنع ذلك ليؤنسني بيده في ظلمة الليل الحجرة مظلمة والوقت في جوف الليل. شعر ابن عباس قال اراد مؤانستي فانتقل هذا المعنى. الان تخيل شعور ابن عباس واقف يقتدي اصلا رأى مشتاقا ودخل الحجرة تلك الليلة يبيت وملؤه الشوق والحرص والحب. ثم يرصد الخطوات لحظة بلحظة فاذا وقف بكل شرف يصلي بجوار رسول الله عليه الصلاة والسلام يجد هذه اليد الكريمة الشريفة تنزل على رأسه فتمسح فتفتل اذنه. والله ليلة بالعمر باكملها وشعور يعيش ابن عباس في لحظة من ذلك ظلت محفوظة في ذاكرته. فاذا روى الحديث لم يرظى ان يقول قام وتوضأ وقرأ وصلى. اصبح حريصا اذا قص هذه الرواية وذكر هذه الحادثة ان يقول فعل بي عليه والسلام هذا واصبح جزءا من رواية الحديث كما ترى. وضع يده على رأسه فتل اذني صنع بي كذا. شعور يرون انه يحق له بكل فخر ان يرويه احدهم في سياق الحديث. وان يكون جزءا من المروي لاي كيف لا وهو شيء يشرف به من صنيع رسول الله عليه الصلاة والسلام معه يستمر ابن عباس يقول فاخذ باذني اليمنى ففتى لها فصلى ركعتين ثم ركعتين ثم فركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين. قال معا ست مرات. يعني كم ركعة ثنتي عشرة ركعة صلاها هكذا وقد فهمنا اذا العدد اولا وفهمنا التقسيم ان ركعتين ركعتين وليس فيها اتصال باربع او ست او اكثر. وفهمنا ايضا هذا التتابع كان موزعا على للوقت الذي قضاه من الليل في صلاة القيام صلوات ربي وسلامه عليه. قال معن يعني راوي الحديث ست مرات ثم اوتر فكان وتره بركعة في تتمة الثنتي عشرة ركعة السابقة في تمام ثلاث عشرة ركعة قال ثم اضطجع وفي رواية نام حتى نفخ المقصود بالنفخ هو ما يخرج من الانسان قال ابن عباس رضي الله عنهما ثم اضطجع وفي رواية نام حتى نفخ وكان اذا نام نفخا المقصود بالنفخ هنا ما يخرج من الانسان وهو نائم من الهواء من فمه فاذا تنفس وهو نائم فاخذ نفسا فسحب الهوى ثم خرج مصدرا صوتا بين بين شفتيه فان هذا يسمى نفخا لانت اذا نفخت الهواء خرج من بين شفتيك الهواء فالنفخ في النوم هو هذا فان كان اعلى من ذلك درجة واصطحب بصوت كان شخيرا لكن الصوت الذي كان يخرج منه عليه الصلاة والسلام هو النفخ لا اكثر قال وكان اذا نام نفخ. يعني يخرج الهواء من بين شفتيه عليه الصلاة والسلام فيعرف معه من جالسه انه نائم يقول حتى جاءه المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين ثم خرج فصلى الصبح. ما هاتان الركعتان الخفيفتان هما سنة الفجر وهي خفيفتان تخفيفا شديدا اما تخفيفا بالنسبة الى الركعات التي قضاها في الليل طولا وقياما وركوعا وسجودا او ايضا تخفيف حتى تقول عائشة رضي الله عنها تصف خفة صلاة هاتين الركعتين انهما كانت يسيرتين جدا. ولا يقرأ بعد الفاتحة الا بالاخلاص او الكافرون او قولوا امنا بالله وما انزل الينا. ونحو ذلك من الاقتصار على اية او سورة قصيرة. فكانت خفيفة جدا ثم يخرج في الصبح قوله حتى جاءه المؤذن فقام فصلى هل هو بوضوء جديد ام بالوضوء الاول وقد نام حتى نفخ الرواية محتملة في الرواية الاخرى في نهاية الحديث قال فاتاه بلال فاذنه بالصلاة فقام وصلى ولم يتوضأ فهذا تصريح في احدى الروايات ان خروجه للصلاة بعد نومته تلك ما كان يحتاج فيها الى تجديد وضوء ولهذا اكثر من احتمال اولها ان نومته كانت يسيرة بالقدر الذي لم يستغرق فيه في النوم فلم يكن هذا ناقضا لوضوئه عليه الصلاة والسلام المعنى الاخر وهو اظهر واوضح واولى ان نومه عليه الصلاة والسلام له خصوصية فانه قد قال لعائشة وسيأتينا الحديث يا عائشة ان عيني تنام ولا ينام قلبي فلم يكن نومه عليه الصلاة والسلام نوم استغراق وانقطاع كما يحصل لاحدنا في منامه. فلما كان له هذه الخصوصية لم يكن نومه ناقض للوضوء لان النوم عند الفقهاء ليس ناقضا بذاته. لكنه مظنة الحدث بمعنى انه قد يطرأ على النائم ما ينقض طهارته من خروج ريح او بول او اتيان يده في موضع مس الذكر ونحوه فتنتقض طهارته. فالنوم لا يشعر معه النائم بما يقع منه فلهذا يقولون النوم مظنة الحدث. فاذا كان نومه عليه الصلاة والسلام يبقى فيه قلبه غير نائم فانه لا يكون كذلك فانتفى المعنى الذي من اجله يصبح النوم ناقضا للوضوء. وعلى كل هذه الرواية مع المقارنة برواية عائشة السابقة لما قالت فان كان جود من افاض عليه الماء والا توضأ وخرج الى الصلاة. اثبتت هناك الوضوء واثبت ابن عباس هنا انه قام ولم يتوضأ فكان يفعل هذا احيانا وهذا احيانا. فالسنة كما تقررت اذا هي ملء الليل بنوم والاكتفاء بضجعة خفيفة قبل الفجر ثم الخروج الى صلاة الفجر لا يزال في الباب تتمة نأتي عليها تباعا ان شاء الله تعالى. فاحرصوا على ان تملأوا ليلتكم هذه ويوم غدكم بالصلاة والسلام على رسولنا صلى الله عليه واله وسلم ولنا في ذلك خير عظيم واسوة بما ارشدنا بالاستكثار منه عليه الصلاة والسلام فصلى عليه صلى عليك الله يا خير الورى ما بلت الامطار عودا او ثرى وعليك من ربي سلام دائم ما دامت الشمس بدنيانا ترى. اخونا هذا يسأل قل انه جاء معتمرا وكثير من اهل بلده يوصونه بتبليغ السلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام اقول يا احبة لو علم المصلي على نبيه عليه الصلاة والسلام ماذا يعني في مكانه في بلده لما يقول اللهم صلي وسلم على رسول الله ما احتاج الى هذه التوصية لانه قال عليه الصلاة والسلام ان لله ملائكة سياحين يبلغوني عن امتي السلام. فايهما اشرف لك ان ينقل سلامك ملك او ينقله بشر مثلك فصل على نبيك حيثما كنت فوق الارض وتحت السماء. قل اللهم صل وسلم على رسول الله وتشرف ان ملكا يأتي فيقول وجاء في احاديث صحيحة ان فلان ابن فلان يسلم عليك فكفاك شرفا ان يبلغ سلامك على لسان ملك وانت لست تحتاج ايضا الى ان توصي كل من جاء فتوقعه في حرج ثم تسأله والفعل او ما فعل اكثر صلاة وسلاما على نبيك صلى الله عليه واله وسلم. نسألك اللهم علما نافعا وعملا صالحا. اللهم بصلاتنا وسلامنا على نبيك صلى الله عليه وسلم هب لنا رحمة من عندك تصلح بها قلوبنا. وترحم بها امواتنا وتشفي بها مرضانا وتصلح بها نياتنا وذرياتنا يا اكرم الاكرمين. اللهم الزمنا عتبة العبودية. وارزقنا السعادة الابدية. وادفع عنا وعن كل مسلم كل شر وبلية اله الحق يا سميع الدعاء اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية يا ارحم الراحمين اللهم اصرف عنا شر الاشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار انت خير حافظا وانت ارحم راحمين سبحانك وبحمدك لا اله الا انت نتوب اليك ونستغفرك ونشهد ان لا اله الا انت وان محمدا صلى الله عليه وسلم عبدك ورسولك اللهم صل وسلم عليه عدد ما صلى عليه المصلون. وصل وسلم عليه عدد ما غفل عن الصلاة عنه الغافلون. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين