قل هذه سبيلي. ادعو الى الله قال الامام احمد العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته. قالوا وكيف تصلح نية يا ابا عبد الله؟ قال ينوي رفع عن نفسه وعن غيره بسم الله الرحمن الرحيم متن ثلاثة الاصول لشيخ الاسلام المجدد محمد بن عبدالوهاب قال رحمه الله اعلم ارشدك الله لطاعته ان الحنيفية ملة ابراهيم ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين وبذلك امر الله جميع الناس. وخلقهم لها كما قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ومعنى يعبدون يوحدون الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد كرر الشيخ رحمه الله تعالى هذا الخطاب بصيغة الامر اعلم وذلك لاخفي الامر مأخذ الجد والاحت به ثم دعا لسامعه فقال ارشدك الله. والرشد ضد الغيب. وضد والمقصود به الاستقامة والصواب. فقد دعا لقارئ هذا هذه الاصول او لسامعها بالرشد اعلم ارشدك الله لطاعته. والمقصود بالطاعة الموافقة. موافقة الامر فيما يحب وبامتثاله وفيما يكره بالاجتنابه. اعلم ارشدك الله لطاعته. ان الحنيفية ملة ابن ابراهيم ان تعبد الله. اذا عندنا جملة مكونة من ان واسمها وخبرها. فقوله ان الحنيفية الحنيفية هي اسم ان. وملة ابراهيم ليست خبرها وانما هي بدل فهو عرف الحنيفية بانها ملة ابراهيم. وجاء خبر ان ان تعبد الله يعني هذه الجملة المؤولة من ان وما دخلت عليه هي خبر ان فالحنيفية مأخوذة من الحنف وهو الميل فالمقصود بالحنيفية الميل عن طريق الشرك الى طريق التوحيد والاستقامة. ومنه تسمي العرب الاحنف للرجل الذي في ميله في مشيه ميل. فمعنى حنيفا اي مائلا عن طريق الضلال الى طريق الهدى. وقد وصف الله سبحانه وتعالى ابراهيم عليه السلام بهذا الوصف غير ما موضع. فقال الله سبحانه وتعالى ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا. فالحنيفية هي ملة ابراهيم عليه السلام بعث محمد صلى الله عليه وسلم. فقد بعث صلى الله عليه وسلم بالحنيفية السمحة. اذا هذا هو معنى تحنف لغة واصطلاحا. وهي ملة ابراهيم والملة المقصود بها الطريقة فالسيرة وانبا ابراهيم عليه السلام فانه احد اولي العزم من الرسل. وهو افضل الانبياء بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وهو امام الموحدين في الاولين. كما ان نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم الموحدين في الاخرين. وقد اتخذه الله تعالى خليلا. كما ان الله اتخذ نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم خليله فقال الله عز وجل واتخذ الله ابراهيم خليلا. والخلة هي اعلى المحبة. وما ذاك؟ الا لان ابراهيم عليه السلام قد محض العبادة لله رب العالمين فلم يبق في قلبه نزعة وميل الى الى والله عز وجل وقد ابتلاه الله عز وجل بمواقف عظيمة اثبتت كمال توحيده لله تعالى. من ذلك ما جرى بين وبين قومه حينما واجههم جميعا. وحاجهم تلك المحاجة العظيمة. حتى بلغ به الامر ان حطم الهتهم وكسرها حتى انجفلوا عليه وقالوا اانت فعلت هذا بالهتنا يا ابراهيم؟ ثم انه صنعوا له نارا عظيمة والقوه فيها وهو لم يحد. عن توحيده لله عز وجل. فلما هوى وتحته والسنة النار قال عرض له جبريل فقال له يا ابراهيم الك حاجة؟ قال اما اليك فلا واما الى الله فبلى. وكان يقول حسبنا الله ونعم الوكيل. فامرؤ هذا حاله في هذه المواقف العصيبة لا شك انه قد قام في قلبه من توحيد رب العالمين ما لا يبلغه وصفه. ومن دلائل توحيده عليه الصلاة والسلام ان الله تعالى ابتلاه بحبة قلبه وثمرة فؤاده وهو ابنه الذي اتاه على حين كبر. فأراه الله تعالى في المنام انه يذبحه. ورؤية الانبياء حق. فقال عليه الصلاة والسلام يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك. فانظر ماذا ترى. ولم يكن يستشيره في ذلك هل كان يتلطف في اخباره؟ فما تدري اتعجب من الاب ام تعجب من الابن؟ هذا حال الموحدين حقا ايها الاخوة. قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين. يقول ربنا عز وجل فلما اسلما وتله للجبين. يعني كما يصنع من يريد ان يذبح الشاة وناديناه ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا. هكذا يكون التوحيد ايها الاخوان بان يفرغ القلب من كل شبهة تخالفه خبر الله ورسوله. ومن كل شهوة تخالف امر الله ورسوله. صاحب هذا القلب هو صاحب القلب السليم لذلك كان إبراهيم عليه السلام يدعو ربه عز وجل بأن يكون ذا قلب سليم فقال ولا تخزني يوم يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم. تعريف القلب السليم هو الذي سلم من كل شبهة تخالف خبر الله ورسوله. ومن كل شهوة تخالف امر الله ورسوله. فتش عن قلبك هل قلبك سليم من كل شبهة تخالف خبر الله ورسوله؟ ومن كل شهوة تخالف امر الله ورسوله ان كان كذلك فحي هلا واهنئ وان كانت الاخرى فتدارك نفسك. اذا صار ابراهيم عليه السلام مثلا وعلما على التوحيد فلذلك امر الله تعالى نبيه واحاله على ملة ابراهيم. وصار كل من اتى بعد ابراهيم عليه السلام ينتحل ابراهيم وينتمي اليه. ولكن ذلك لا يكون الا لمن وافقه حقا وصدقا. ولذا ربنا عز وجل على اهل الكتاب. فقال الله عز وجل ام تقولون ان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب العقوبة والاسباط كانوا بودا او نصارى. قل اانتم اعلم ام الله. وقال ايضا ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا. ولكن كان حنيفا مسلمة ولم وما ولم يكن من وما كان من المشركين. وكذلك ايضا اه رد الله تعالى على اهل الكتاب دعوة الابراهيمية. حينما قال الله عز وجل قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم لا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا. ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله. فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون. ثم قال الله قال يا اهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما انزلت التوراة والانجيل الا من بعده. افلا تعقلون؟ فابراهيم عليه السلام هو امام الموحدين واليهود والنصارى يحاولون ان ينتموا الى ملة ابراهيم وابراهيم عليه السلام منهم براء سبب ما احدثوه وبسبب وبسبب رغبتهم عن ملته. قال الله عز وجل ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه قال قتادة رحمه الله وغيره رغبت اليهود عن ملة ابراهيم. ورغبت النصارى عن ملة ابراهيم. وبهذا يتبين لكم يا رعاكم الله ان الموافقين لملة ابراهيم عليه السلام هم المسلمون. واما اليهود والنصارى فقد حادوا عن ملة ابراهيم بسبب افسادهم لدينهم وادخالهم البدع العقدية على ملتهم. طيب اذا ما هي الحنيفية ملة ابراهيم قال الشيخ ان تعبد الله وحده مخلصا له الدين. اي والله. هذه هي الحنيفية. افراد الله تعالى بالعبادة ان تعبد الله وحده مخلصا ومعنى الاخلاص اي التنقية مخلصا له الدين اي مخلصا له العبادة. وبذلك امر الله جميع الناس وخلقهم لها. كما قال تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. نعم الله تعالى خلق الخليقة لعبادته. والدليل على ذلك هذه الاية الصريحة وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ومثل هذا الاستثناء يسمى استثناء مفرغ من اعم الاحوال. مثل قولنا لا اله الا الله. لانه لا يحصل التوحيد التام الا بالنفي والاثبات. فالله تعالى قد قال وما خلقت الجن والانس. هذا الا ليعبدون. هذا اثبات. وقد فسر ابن عباس رضي الله عنهما يعبدون اي يوحدون. لانها لا تكون حقا الا بتوحيد. فمن عبد الله وعبد معه غيره فهو مشرك. ومن لم يعبد الله عز وجل فهو ملحد مبطل. ومن عبد الله وحده فهو الموحد حقه. وما هي العبادة عبادة لها معنى من حيث اللغة ولها معنى من حيث الاصطلاح. اما معنى العبادة من حيث اللغة فمعناها التذلل والخضوع معنى العبادة لغة التذلل والخضوع. تقول العرب بعير معبد فجأة مذلل ويسميه الناس ذلول. الذلول لكونه مذللا للركوب. وتقول العرب ايضا طريق معبد. معبد يعني مهيأ للسير عليه. فالعبادة في اصل اللغة تعني التذلل الخضوع للمعبود. واما في الاصطلاح فلها معنى من حيث حقيقتها ومن حيث مفرداتها. اما حقيقة العبادة او تعريف العبادة من حيث هي فهي هي كمال المحبة مع كمال الخضوع. كمال المحبة مع كمال الخضوع. هذه هي العبادة. اي ان يقوم في القلب محبة تامة وخضوع تام. فمن قام في قلبه هذان هذان المعنيان هذان المعنيان فهو عابد حقا. كمال المحبة مع كمال الخضوع. واما تعريف العبادة من حيث مفرداته فاجمع تعريف لها ما عرفها به شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله بانها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه. من الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة. مرة اخرى اسم جامع لكل كل ما يحبه الله ويرضاه. من الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة. هذه ايها الاخوان هي العبادة التي خلقنا الله تعالى لها فالله تعالى ما خلقنا لكي نعمر الارض بالاكل والشرب والنكاح والتكاثر واليقظة والموت ثم ينتهي الامر. افحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون. خلق الله الخليقة لعبادته فهذه هي حقيقة العبادة. التي امر الله تعالى بها جميع انبيائه. فلا يظن ظان ان هذا هو فقط دين محمد عليه الصلاة والسلام او دين ابراهيم وحسب لا كما قال الشيخ رحمه الله امر الله جميع الناس وخلقهم لها تأملوا قول الله تعالى شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا. والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه. هذا هو مشروع الايمان. هذا هو مظبوط كونوا رسالات الانبياء جميعا وهي عبادة الله وحده دون ما سواه. ومما يدل على هذه الجمعية قول الله تعالى وما صلى من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدوه. امور بينة واضحة كالشمس في رابعة النهار ولهذا معشر الاخوان انظروا الى الفرق في نظر الناس حينما ينظرون الى التاريخ. اهل الايمان يقرأون التاريخ قراءة ايمانية. فيبصرون التاريخ البشري من لدن ادم عليه السلام مرورا بنوح عليه السلام عبر انبياء كما يصنع ابن كثير وابن جرير حينما يكتبون التاريخ. واما الماديون والغربيون ومن سار على شاكلتهم فانهم التاريخ قراءة سطحية فيقولون التاريخ القديم والتاريخ الوسيط والتاريخ المعاصر ويصفون الرسالات النبوية مصافا الدول والامم والممالك المتعاقبة وكانما هي مظهر من مظاهر التاريخ. بينما نحن اهل الاسلام نرى ان التاريخ هو هذه السلسلة من هذه الحلقات المتصلة من انبياء الله عز وجل. فنرى ان صلاح البشرية حينما تقترب من خط النبوة وان انحراف البشرية حينما تفترض عن خط النبوة