والارضين السبع كن في حلقة مبهمة مبهمة اي حلقة ليس فيها فتح انما هي بصمته مغلقة من كل وجه. فصمتهن لا اله الا الله. اي قصمتهن لا اله الا الله قل هذه سبيلي بصيرة انا ومن اتبعني. وسبحان الله وما انا من المشركين الحمد لله رب العالمين. احمده حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. لا احصي ثناء عليه. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع جنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد نعم. وهي تجدد ما درس من الايمان في القلب وفي المسند ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه جددوا ايمانكم. قالوا كيف نجدد اننا قال قولوا لا اله الا الله وهي لا يعدلها شيء في الوزن. فلو وزنت بالسموات والارض رجحت بهن كما في المسند عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم ان نوحا قال لابنه عند موته امرك بلا اله الا الله فان السماوات السبع والاراضين السبع لو وضعت في بكفة ووضعت لا اله الا الله في كفة رجحت بهن لا اله الا الله ولو ان السماوات السبع والاراضين السبع كنا في حلقة مبهمة فصمتهن لا اله الا الله فيه ايضا عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم ان موسى عليه السلام قال يا رب علمني شيئا اذكرك وادعوك به. قال يا موسى قل لا اله الا الله. قال يا ربي كل عبادي يقولون هذا قال قل لا اله الا الله. قال لا اله الا انت يا رب. انما اريد شيئا تخصني تخصني به. قال يا موسى لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري والاراضين السبعة في كفة ولا اله الا الله في كفة مالت بهن لا اله الا الله وكذلك ترجح بصحائف الذنوب كما في حديث السجلات والبطاقة. وقد خرجه احمد والنسائي ايضا من حديث عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم. المؤلف رحمه الله ذكر في هذه الفضيلة احاديث جملة من الاحاديث التي تبين عظيم قول عظيم فضل قول هذه الكلمة وما رتب الله تعالى لها من الاجور قال رحمه الله وهي تجدد ما درس من الايمان في القلب. الايمان اصله اقرار القلب طمأنينته. وقد ان الايمان يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. ومما يزيد الايمان زيادة بينة يكون من الذكر الذي يصدق فيه الانسان ويكون ذكرا بالقلب واللسان. ولذلك قال جل وعلا الا بذكر الله تطمئن القلوب. وانا في هذه الساعة ما يحضرني بيان اثر عمل من اعمال في القرآن على القلب الا الذكر. فان الله جل وعلا بين اثر ذلك على الذكر بيانا واظحا وصريحة فقال جل وعلا الا بذكر الله تطمئن القلوب. وكذلك قال الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم فبين اثر الذكر على القلب. فالذكر له اثر بالغ على قلب العبد. في قوته وثباته وصلاحه وزيادته. اه ايمانه ورسوخ يقينه ما لا يعرف له نظير في العمل كله. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وعلى اله في بيان سبق الذاكرين ما رواه الامام مسلم في صحيح من حديث العلا عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه سبق المفردون قالوا من المفردون يا رسول الله؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات. فالذكر له اثر بالغ في تجديد الايمان. وتزكيته واصلاحه وتلافي ما حصل من النقص. ولذلك جاء الامر في كتاب الله تعالى في الذكر كثيرا من حيث مواضع الامر به وجاء به ايضا لم يأتي به مطلقا في ذكره يعني آآ الامر بالذكر هكذا يذكر الله انما امر الله تعالى في بالذكر خصوصا ان يكون كثيرا لشدة حاجة القلب اليه. قال الله تعالى واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون. وقال في الجمعة اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون. فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وقال جل وعلا في الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فالامر بالذكر يتميز عن غيره بان الله تعالى امر به كثيرا لشدة الحاجة اليه ولعظيم اثاره. فقول هذه الكلمة جدد ما درس في قلب العبد من الايمان. ولذلك لما قل نصيب الناس من الذكر سواء كان الذكر آآ الذي في ادبار الصلوات والذكر الذي في الصباح والمساء او سائر ما يكون من الاذكار قل نصيبه من الايمان ضعف رصيده من الايمان. وبقدر ما يكون مع الانسان من الذكر بقدر ويكون معه من الصلاح والايمان. وهذا مضطرب ولذلك يقول ابن القيم رحمه الله كل عبادة فيها ذكر هي خير من العبادة الخالية من الذكر او التي يقل فيها الذكر. فاي عبادة سواء كانت صلاة او زكاة او حج او صيام او جهاد. يكون الانسان فيها ان يكون نصيبه من الفضل وجني ثمار هذه العبادة اعلى واكبر من غيره. فقول لا اله الا الله يجدد ما يعني ما نقص وعفا عليه آآ الوقت من الايمان في قلوب العباد. ولا شك ان طول العهد سبب لضعف الايمان اذا لم يجدد الانسان ايمانه وتقواه. قال الله تعالى لم يأن الذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم فطول العهد سبب لقسوة القلب. علاج هذا بكثرة الذكر وتجديد الايمان بسائر انواع الصالحات والطاعات التي ندب الله تعالى اليها. ذكر المؤلف رحمه الله حديثا في الباب قال اه وفي المسند النبي صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه جددوا ايمانكم. قالوا كيف نجدد ايماننا؟ قال قولوا لا اله الا الله. وهي لا يعدلها شيء في الوزن فلو بالسموات والارض رجحت بهن. وهذا الحديث رواه الامام احمد وغيره من طريق شثير بالنهار عن ابي هريرة رضي الله عنه وقد صححه الحاكم لكن هذا الحديث ضعيف لضعف الراوي عن ابي هريرة رضي الله عنه ولذلك اه ضعفه اه الذهبي عقب الحاكم في تصحيحه. لكن من حيث المعنى الحديث صحيح نعم كما في المسند عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم ان نوحا قال لابنه عند امرك بلا اله الا الله. فان السماوات السبع والاراضين السبع لو وضعت في كفة وضعت لا اله الا الله في كفة رجحت بهن لا اله الا الله. ولو ان السماوات السبع والاراضين السبعة كن في حلقة مبهمة فصمتهن لا اله الا الله وفيه ايضا عن ابي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم ان موسى عليه السلام قال يا رب علمني شيئا اذكرك وادعوك به. قال يا موسى قل لا اله الا الله. قال يا ربي كل عبادك قولون هذا قال قل لا اله الا انت فقال لا اله الا انت انما اريد شيئا به. قال يا موسى لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري. والاراضين السبع في ولا اله الا الله في كفة مالت بهن لا اله الا الله وكذلك ترجح بصحائف الذنوب كما في حديث السجلات والبطاقة. وقد خرجه احمد والنسائي والترمذي ايضا من حديث عبد لابن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم. فهذه الاحاديث الثلاثة كلها في فضل هذه الكلمة العظيمة كلمة لا اله الا الله التي نسأل الله ان يحيينا عليها وان يتوفقنا عليها وان يحشرنا في زمرة اهلها. يقول رحمه الله في اول ما ساق في الفضائل فضائل هذه الكلمة كما في المسند عن عبد الله ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ان نوحا قال لابنه عند موته وهذا الحديث رواه الامام احمد رحمه الله في مسنده وهو حديث صحيح فيه عظيم فضل هذه الكلمة. وان الانبياء كانوا يوصون بهذه الكلمة اهله واتباعهم وان الوصية بها عند الموت مشروعة فان نوحا عليه السلام قال لابنه عند موته امرك بلا اله الا الله والذي يظهر ان هذا عند موت نوح عليه السلام فانه امره بهذه الكلمة وصية كما قال الله تعالى في وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون. الكلمة التي جعلها ابراهيم عليه السلام في عقبه. هي كلمة توحيد لا اله الا الله المتضمنة افراد الله تعالى بالعبادة وتوحيده بها. امرك بلا اله الا الله اي بقولها ولزومها فالامر بها هنا امر بالقول اللساني والعقد القلبي فانه لا يأمره بكلمة مجردة عن معناها ثم بين له فضيلة هذه الكلمة وانها كلمة عظيمة قال فان السماوات السبع والارضين السبع لو وضعت في كفة فهي احدى جهتي الميزان التي يوزن بها. فلو وضعتها السماوات السبع والارضون السبع في كفة ووضعت لا اله الا الله في في كفة اي في الكفة الاخرى رجحت بهن لا اله الا الله وهذا لا يكون الا لمن قالها وقد اتى بمعناها. اما من خف بها لسانه ولم يوثق بها قلبه فانه لا تنفعه ولا تكون على هذا الحال. فالمنافقون يقولون لا اله الا الله لكنهم لا ينتفعون منها. وليس لها وزن ولذلك هم في الدرك الاسفل من النار. ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار. مع انهم يقولونها ويظهرونها لكنها كلمة تخرج من افواههم لا تتجاوز حناجرهم فليس لها في قلوبهم رصيد ولا لهم فيها اعتقاد فقوله صلى الله عليه وسلم في هذه الموازنة انما هو في لا اله الا الله التي يصدق فيها القلب اللسان ويصدق فيها قائلها فيقولها موقنا بها منشرح الصدر بها موقنا عالما بها قد استكمل حقوقها وشروطها. فان هذه الكلمة اذا قالها العبد صادقا رجحت بكل ما يكون من التقصير والخطأ كما سيأتي في حديث البطاقة وهنا الموازنة بين اعظم المخلوقات خلق المشاهدة خلق الارظ وخلق السماوات فان صلى الله عليه وسلم قال فيما قصه عن نوح فان السماوات السبع والارضين السبع. لو وضعت في كفة. ولا اله الا الله في كفة رجحت بهن لا اله الا الله وتأمل اعد النظر في هذا تجد ان ذلك انما يكون لمن صدق في قولها ويبين عظيم فظل التوحيد وان التوحيد عمل جليل كبير يرجح بالسموات والارض. ما قال صلى الله عليه وسلم ولو ان السماوات السبع والحلقة المبهمة هي التي ليس فيها فتح انما هي مسبوكة من كل وجه على قوة واحدة. خلاف بعض الحلق التي تكون فيها فتح لادخال الحلقة بالحلقة التي تليها. فلو كانت السماوات والارض في حلقة مصبوبة من كل وجه ليس فيها منفذ ولا مفتاح فصمت تكون اي قصمتهن لا اله الا الله وهذا فيه عظيم تأثيرها. فيه عظيم تأثير هذه الكلمة. وان هذه الكلمة تؤثر كثيرا بالغا فهي من حيث الثقل ترجح بالسموات والارض. ومن حيث القوة والتأثير والنفاذ تفصل الحلقة المبهمة التي تصور حلقة تكون فيها السماوات والارض كيف ستكون هذه الحلقة؟ انها ستكون من الكبر والعظم والقوة والصلابة ما هو مناسب ما تظمنته وكان في داخلها ان لا اله الا الله كلمة ثقيلة في الميزان وهي عظيمة في التأثير في كل ما تقال عليه وفي كل ما ترد عليه. وهذا يبين ان هذه الكلمات اذا كملها العبد كانت في الاثر والثقل كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عما ذكره نوح عليه السلام لابنه في ثقلها وتأثيرها. المقصود ان هذا الحديث بين لنا ثقل هذه الكلمة وتأثيرها وعظيم نفاذها وانها تؤثر هذا التأثير الكبير. يقول رحمه الله فيه اي في المسند عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم ان موسى عليه السلام قال يا ربي علمني شيئا اذكرك الى اخر ما ذكرت. هذا الحديث ليس في المسند الذي بين ايدينا. وليس من رواية عبد الله بن عمرو في مصادر الموجودة بين ايدينا فلعل المؤلف رحمه الله وقف على شيء لم يصلنا او ان يكون هذا من قبيل الوهم الذي لا يسلم منه احد فالحديث في السنن سنن النسائي الكبرى من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه وفيه ان موسى عليه السلام قال يا ربي علمني شيئا اذكرك وادعوك به. علمني شيئا اذكرك وادعوك به. فطلب شيئا يذكر الله تعالى به ويدعوه به والذكر معروف وذكر اللسان وذكر القلب والدعاء هو السؤال والطلب فطلب كلاما يجمع هذين الامرين الذكر لله تعالى وسؤال الله تعالى وطلبه. قال يا موسى قل لا اله قال يا ربي كل عبادك يقولون هذا اي ليس ذلك مما اختص به. ولذلك يأتي بيان وتوظيح ما اراده عليه السلام قال قل لا اله الا الله قال لا اله الا انت يا ربي انما اريد شيئا تخصني به. فموسى عليه السلام انما اراد شيئا يختص به دون غيره. وليس في هذا انه لم يعرف قدر هذه الكلمة. انما اراد كلاما يخصه دون غيره. قال يا موسى لو ان السماوات السبع وعامرهن غيري. يعني المقصود لو ان السماوات السبع ومن فقول عامرهن اي ساكنهن. غيري غيري هنا المقصود به سواي. وهذا اما ان يكون استثنام طيب اما ان يكون استثناءا منقطعا فالله جل وعلا على السماء وليس في السماء واما ان يكون كقوله جل وعلا امنتم من في السماء اي على السماء وليس فيه ان الله تعالى تحويه السماء وان السماء ظرف له جل وعلا فان هذا دلت النصوص على انه غير مراد وان الله جل وعلا وانه ليس في شيء من خلقه بل هو سبحانه وتعالى بائن من خلقه مستو عن عرشه كما فعلى ذلك اهل السنة والجماعة. فقول عامرهن غيري معناه لو ان السماوات والارض ومن فيهن. لو ان السماوات السبع ومن فيهن والاراضين السبع في كفة. وقول ومن فيهم يشمل كل ما في السماوات. وكل ما في الارض فمن هذا من ذلك القمر والكواكب وسائر ما فيها من عظيم المخلوقات لو كان ذلك كله في ولا اله الا الله في كفة مالت بهن لا اله الا الله وهذا الحديث فيه ما في الحديث السابق من عظيم ثقل هذه الكلمة انها كلمة في الثقل والمكانة عند الله تعالى ترجح السماوات العظام والسبع السبع وترجح بالارضين وهذا يبين ثقل هذه الكلمة. هذا الحديث حديث ابي سعيد من حيث الاسناد فيه ظعف لكنه مع الحديث السابق يصلح ان يكون حديثا ثابتا من حيث المعنى. اما من حيث الاسناد فان هذا الحديث من رواية دراجة بالسمح ان ابي الهيثم وعن ابي سعيد وفي هؤلاء من الضعف ما هو معروف فان دراج عن ابي الهيثم فيه في روايته عنه ضعف ولذلك ضعف الحديث جماعة من من اهل العلم لكن من حيث يشهد له ما تقدم في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه في وصية نوح لابنه. ثم قال رحمه الله وكذلك ترجح في الاعمال. اذا كانت ترجح في السماوات والارض السماوات السبع والارضين السبع فغيرها من باب اولى. لان اعظم المخلوقات خلق السماوات فيما يشاهد الناس. قال الله تعالى لخلق السماوات والارض اكبر من خلق الناس. فبين الله جل وعلا عظم خلق السماء. نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد