فباي شيء رد كلامه؟ بتلك القاعدة ان تفسيرك يا تشتري بني على غير ما تعرفه العرب من لسانها. وكل تفسير لا تعرفه العرب من لسانها فانه تفسير باطل غير مقبول ولا يجوز لنا ان ننتقل عن ظاهر القرآن. الى معنى اخر الا بقرينة تدل تدل عليه تدل عليه ومنها كذلك ولا يكفي يكفينا كم خذنا من مثال ثلاثة خلاص يكفي الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه ومن اتبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد نعود سرد قواعدنا في التفسير فنقول القاعدة الثامنة قول الصحابي في التفسير اذا بني على الاجتهاد ولم يعارض نصا ولم يخالفه صحابي اخر فهو حجة قول الصحابي في التفسير اذا لم يعارظ نصا اذا لم يخالف نصا اذهبوا نعم احسنت. اذا بني على الاجتهاد ولم يخالف نصا ولم يخالفه صحابي اخر فهو حجة بشرطه ولا مهو بلازم بشرطي خلص هذه القاعدة تبين لنا هذه القاعدة تبين لنا حكم تفاسير الصحابة المبنية على الاجتهاد وهذه غالبا ما تكون في مسائل الاحكام والامور الواضحة الظاهرة التي ليست مبنية على امور غيبية وتفاصيل غيبية فاذا قال الصحابي في التفسير قولا وبين لنا جهة من جهات التفسير وكان قوله هذا مبنيا على الاجتهاد في مسألة يقبل فيها الاجتهاد انتم معي فاننا نعطي قول هذا الصحابي حكم الحجة لا يجوز لمن بعده ان يخالفه فيه ولكن هذا مشروط بشرطين الا يخالف قوله الا يخالف قوله اي قول الصحابي اي قول الصحابي نصا مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم ولا يخالفه صحابي اخر فمتى ما توفر هذان الشرطان في قول الصحابي المبني على الاجتهاد فانه حجة لا جرماء لانهم عاينوا التنزيل وعرفوا مواقع التأويل وتخرجوا من مدرسة النبي صلى الله عليه وسلم فهم اعرفوا بمقاصد القرآن ومعانيه ممن بعدهم فلا يجوز لنا ان نهمل تفسيرات الصحابة وان حتى وان كانت مبنية على الاجتهاد اذا توفر فيها هذان الشرطان. القاعدة التي بعدها اذا اختلف الصحابة في تفسير اية اذا اختلف الصحابة في تفسير اية ورجحنا اقرب قولهم قوليهما لموافقة الدليل اذا اختلف الصحابة في تفسير اية رجحنا اقرب قوليهما لموافقة الدليل وهذا الاصل العظيم يعرف طالب العلم كيفية التعامل مع اقوال الصحابة المختلفة في التفسير فمتى ما رأيت الصحابة اختلفوا في تفسير وكان اختلافهم اختلاف تضاد وتعارض لا اختلاف تنوع فانه ليس قول بعضهم بحجة على بعض ولا بحجة على من من بعدهم وانما يجب على الامة التي تأتي بعدهم ان ينظروا اقرب القولين لموافقة الدليل وموافقة المقاصد الشرعية والاصول المرعية ثم يرجحونه على القول على القول الثاني على القول الثاني القواعد التي سبقت فيما لو لم يخالف قول الصحابي احد اخر لكن هذه القاعدة تعرفك كيفية التعامل فيما لو تعارضت اقوال الصحابة بالتفسير فهل انت تختار ايهما شئت؟ الجواب لا وانما ترجح اقرب القولين للحق والله عز وجل جعل على الحق علامات يستدل بها من من يريد الحق باطلا وظاهرا اليه باذنه عز وجل فمن ذلك مثلا قوله تعالى والذين يكنزون الذهب والفضة الاية اختلف الصحابة في المراد بهذه الاية فذهب معاوية رضي الله عنه الى ان المراد بها اهل الكتاب ورجح هذا القول الاصم لان قوله والذين يكنزون مذكور بعد قوله تعالى ان كثيرا من الاحبار والرهبان لا يأكلون اموال الناس بالباطل ولكن قال ابو ذر وغيره من الصحابة والسلف المراد بها اهل الكتاب وغيرهم من اصناف المسلمين ممن يمنع زكاته فهو موعود بهذا الوعيد العظيم فانتم ترون ان الصحابة هنا اختلفوا على قولين القول الاول قول خاص باهل الكتاب فقط وهو قول معاوية رضي الله عنه والقول الثاني عمموها لاهل الكتاب وغيرهم واقرب القولين للحق ما هو؟ لا جرم انه القول الثاني لا جرم انه القول الثاني فالمراد بهذه الاية اهل الكتاب بالاصالة وغيرهم من المسلمين بالتبع وهذا هو القول الصحيح لانه لو اراد اهل الكتاب خاصة لقال ويكنزون بغير فصل من قوله والذين ولذلك من حين ما قال الله عز وجل والذين عرفنا ان الواو هنا واو استئناف كانه استأنف طائفة جديدة وانقطع الكلام عن اهل الكتاب فاذا القول الصحيح في هذه الاية انها محمولة على من منع زكاته من سائر الطوائف. سواء اكان من اهل الكتاب او من اصناف فمن منع زكاة ماله عن الفقراء والمساكين ولم يصرفها في مصارفها فانه موعود بهذا الوعيد العظيم فان قلت وهل يطالب اهل الكتاب باخراج الزكاة اصلا الجواب هذه مسألة مبنية على خطاب الكفار بفروع الدين وقال والجار الجنب اي الطبيعة والصاحب بالجنب اي العقل ولكن ابى ذلك الامام الشاطبي رحمه الله قال وهذا كله خارج عما تفهمه العرب ودعوى ما لا دليل عليه من مراد الله تعالى وقد رجحنا سابقا في مواضع في مجالس اخرى ان الكفار مطالبون بفروع الشرع فاذا ماتوا على كفرهم فانهم يوم القيامة يعذبون على كفرهم بالاصالة ويزاد في عذابهم على تركهم لتلك الشرائع. فالكافر يعذب على على كفر وعلى ترك الصلاة وعلى كفره وعلى ترك الزكاة وعلى كفره وعلى تركه للصيام لانه اذا امر بالعبادة فانه امر بها وبجميع ما يتعلق بصحتها فاذا لا يخرج اهل الكتاب عن هذه الاية. فمن كنز ما له ولم يخرجوا زكاته الواجبة فيه فهو موعود بان يحمى عليه ماله يوم القيامة فيكوى بها جبينه وجنبه ويدل على ذلك العموم في حديث ابي هريرة في صحيح الامام مسلم قال ما من صاحب ذهب ولا فضة قال ما من ما من ولا يقصد اهل الكتاب هنا وانما جرى قوله هذا مجرى تفسير القرآن بالسنة قال الا اذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فيكوى بها جبينه وجنبه وظهره كلما بردت احمي عليها مرة اخرى او كما قال صلى الله عليه وسلم فهذا تفسير القرآن بالسنة وهو تفسير يرجح احد قولي الصحابة. فاذا اختلف الصحابة على قولين في التفسير وكان اختلافهما اختلافة ضاد فلا جرم اننا نرجح اقرب القولين لموافقة الحق. ومنها كذلك قول الله عز وجل انا انزلناه في ليلة القدر اختلف الصحابة رضوان الله تعالى عليهم في تحديد ليلة القدر اختلافا طويلا وقد سبر الامام الحافظ ابن حجر فيفتح الباري اختلاف العلماء صحابة وغير صحابة في ليلة في تحديد ليلة القدر على اربعين قولا لكننا نتكلم الان عن خلاف الصحابة فمنهم من جعلها في العام كله ويروى هذا عن ابن مسعود رضي الله عنه ومنهم من جعلها في رمضان كله ومنهم من جعلها في العشر الاوسط ومنهم من جعلها في العشر الاواخر. ومنهم من حددها بليلة من ليالي العشر الاواخر في ليلة في سبع وعشرين. وقيل غير هذا فاذا هذه الاية اختلف الصحابة فيها خلافة ضاد فالواجب علينا ان نرجح اقرب الاقوال موافقة للحق والادلة من السنة دلت على ان موضع ليلة القدر في العشر الاواخر وهي ارجى في اوتارها. هكذا دلت السنة ففي صحيح الامام البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم تحروا ليلة العشر تحروا ليلة القدر في العشر الاواخر من رمضان. وفي الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم فالتمسوها في العشر الاواخر والتمسوها في كل في كل وتر ومجيء ليلة القدر على عهد رسول الله في ليلة في صبيحة في ليلة احدى وعشرين لا يمنع ان تأتي في غيرها لاننا نقول انها تتنقل في العشر الاواخر في اوتارها واضح هذا؟ واما الحديث الذي يروى عن معاوية رضي الله عنه بقول النبي صلى الله عليه وسلم انها ليلة سبع وعشرين فهذا حديث رواه ابو داود في سننه والصحيح انه موقوف. والصحيح انه موقوف فاذا نحن لما رأينا اختلاف الصحابة رجحنا اقرب القولين للحق وهذا في باب خلاف التنوع في في باب خلاف التضاد واما اذا كان يمكننا ان نحمل الاية على تفسيراتهم جميعا فهذه ستأتينا فيها قاعدة بعد قليل باذن الله عز وجل. ومنها ومنها كذلك في قول الله عز وجل فتعالين امتعكن واسرحكن سراحا جميلا اختلف الصحابة في الرجل يقول لامرأته اختاري اختاري يعني اتختاري الفراق او تختاري البقاء؟ اختاري فتقول اخترت نفسي فذهب عمر الى رضي الله عنه الى انها لو اختارت زوجها لا تكون شيئا وان اختارت نفسها فتعتبر طلقة واحدة والزوج احق برجعتها ما دامت ما دامت في العدة ولكن خالفه صحابي اخر وهو علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه وارضاه فقال ان اختارت زوجها فهي طلقة رجعية وان اختارت نفسها فهي طلقة بائنة كذا نقل عن هذين الصحابيين الجليلين رضي الله عنهما وارضاهما فهنا تأتينا هذه القاعدة ونطبقها على هذا الخلاف فنرجح اقرب القولين للحق. واقرب القولين في هذه المسألة ان شاء الله هو قول عمر رضي الله تعالى عنه فان مجرد تخيير الزوج لزوجته ان لم تختر هي نفسها لا يعتبر طلاقا بدليل هذه الاية فحديث وبتفسير وبتفسير حديث عائشة رضي الله عنها قالت خيرا النبي صلى الله عليه وسلم ازواجه فلم يعتبره طلاقا لانهن كلهن اخترن من؟ اخترن الله ورسوله ولم يخترن انفسهن وهذا هو الظن بهن فلم يجعلها النبي صلى الله عليه عليه وسلم لا طلقة واحدة ولا طلقتين فبناء على هذا فنرجح قول عمر رضي الله عنه على قول الامام علي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه وارضاه. هذا هو الحق في هذا هذه المسألة انتم معي ولا لا ومنها كذلك في قول الله تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلى يعني من اعتدى على غيره ظلما عدوانا فقتله فالواجب علينا ان نقتل القاتل اما مسألة قتل القاتل فلا خلاف بين اهل العلم فيها ولكن ما الحكم لو اجتمع جماعة على قتل واحد فهل يقتل الجماعة بالواحد هل يقتل الجماعة بالواحد هنا اختلف اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. هل يدخل قتل الجماعة بالواحد في قول الله عز وجل كتب عليكم القصاص في القتلى ام لا تدخلوا هذه الصورة قولان لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر رضي الله تعالى عنه في غلام قتله سبعة فقتلهم جميعا وقال لو تمالأ عليه اهل صنعاء لقتلتهم به لو تمالأ عليه اهل صنعاء لقتلتهم به قال العلماء ولا يعرف له في زمانه مخالف وذلك كالاجماع ولكن يروى عن بعض الصحابة خلاف عمر رضي الله عنه وهي ان الجماعة لا يقتلون بالواحد وحكاه ابن المنذر عن صحابيين جليلين عن معاذ بن جبل وعن ابن الزبير واذا اختلفت الصحابة في قولين في تفسير اية على قولين متضادين فان سبيله النظر والاجتهاد فلما نظرنا في عموم الادلة واجتهدنا وجدنا ان قول عمر ارجح في هذه المسألة من قول غيره فالقول الصحيح في هذه المسألة هو ان الصحابة ايش هو ان الجماعة اذا تمالؤوا على قتل الواحد وكان فعل كل واحد منهم صالح للقتل فصار القتل نتيجة لفعلهم جميعا ليس لفعل واحد على انفراده هذا نظر وهذا قيد وهذا ربط وهذا خنق وهذا طعن فهؤلاء كلهم فعلهم صالح للقتل فالقتل نتيجة لافعالهم جميعا ففي هذه الحالة يقتلون جميعا بالواحد فاذا القول الصحيح ان صورة قتل الجماعة بالواحد داخلة في قول الله عز وجل كتب عليكم القصاص في القتلى وداخلة في قول الله عز وجل والنفس ان النفس بالنفس ان النفس بالنفس. وهذا تجدونه عندكم في التفسير في مواضع متعددة من الذي له الحق ان ينظر ويرجح الجواب المجتهدون الذين توفرت فيهم شرائط الاجتهاد والنظر القاعدة التاسعة ايش القاعدة العاشرة قول التابعين في التفسير ليس بحجة الا اذا ثبت اجماعهم قول التابعي في التفسير ليس بحجة الا اذا اتفقوا وتلك هي الطريقة الرابعة التي نفسر القرآن بها نفسره باقوال التابعين ونفهم كلام الله عز وجل بناء على اقوال التابعين في التفسير ولكن اختلف العلماء في الرجوع الى تفسير التابعي والاخذ باقواله في التفسير ومدى حجية قوله اذا فسر والاقرب ان شاء الله هو التفصيل فاما اذا اتفق التابعون رحمهم الله تعالى على تفسير لفظة من من القرآن فلا جرم ان قولهم في هذه الحالة يعتبر حجة لا بالنظر الى انه قول تابعي وانما بالنظر الى انه اجماع وقد تقدم عندنا قاعدة اجماع المفسرين حجة. سواء كانوا صحابة او تابعين او اتباع التابعين او في الطوائف من بعدهم واما اذا انفرد قوله واما اذا اختلفوا في تفسير لفظة ولم يحصل اجماع منهم فلا جرم اننا لا ننسف اقوالهم نسفا وانما نجعلها ضوءا نستنير به ونبراسا نستظيء به في فهم كلام الله عز وجل. لكن من غير الزام باخذها من غير الزام باخذها. فان الله عز وجل لم يأمرنا ولا نبيه صلى الله عليه وسلم الا باقتفاء قول الخلفاء الراشدين من اصحابه وباتباع اقوال اصحابه وبان قول الصحابي هو الذي قامت الادلة على انه حجة واما اقوال التابعين رحمهم الله وغفر لهم وانزل لهم الاجر والمثوبة فان اقوالهم تبقى نورا يستضاء به في فهم كتاب الله. وفي الدلالة على معانيه وفي بيان المقصود به لكنه في باب الحجية لا يعتبر حجة على انفراده. لا يعتبر حجة علم انفراده لا يعتبر حجة على انفراده القاعدة الحادية عشرة قول التابعين في التفسير اذا كان مما لا مجال للرأي فيه فله حكم الرفع فله حكم الرفع قول التابعي في التفسير اذا كان مما لا مجال للرأي فيه فله حكم الرفع فله حكم الرفع قد ينقل التابعي احيانا اقوالا في التفسير لا يمكن ان يدخلها الاجتهاد ولا يظن في التابعي انه تخوض في في القول على الله عز وجل بلا علم فيكون قوله هذا مما لا مجال للرأي فيه فنعطيه حينئذ حكما مرفوع ولكن انتم تعرفون ان التابعي اذا رفع الحديث مباشرة فانك لا فان فان حديثه يعتبر مرسلا فكذلك في التفسير ايضا يكون رفعه هذا مرسلا فلا يحكم عليه بالمرفوع الذي حكمنا عليه في الصحابة وانما نعطيه حكم الارسال. والمرسل ضعيف والمرسل ضعيف. عند قول في قول المحققين من اهل العلم رحمهم الله تعالى فاذا لنا الحق ان نقرر قاعدة تقول مرسل التابعي ضعيف. سواء كان في الحديث او في التفسير متى يوصف قول الصحابي في التفسير بانه مرسل اذا قال قولا لا مجال للرأي فيه. لاننا نعطيه في هذه الحالة حكم الرفع. لاننا نعطيه في في هذه الحالة حكم الرفع فاذا خذوها قاعدة. من قال في التفسير قولا لا مجال للرأي فيه من الصحابة او التابعين فلقوله حكم الرفع. لكنه مقبول في دائرة اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لعدم وجود الواسطة وليس بمقبول في دائرة التابعين لاحتمال وجود الواسطة الضعيفة لعلكم فهمتم هذا وسوف تمرون على اقوال للتابعين لا مجال للرأي ولا للاجتهاد فيها فحين اذ تعرف انها في حكم المرسل فلا يلزمك الاخذ بها الا اذا بين التابعي الواسطة التي منها نقل هذا الامر الغيبي فان قلت ومن اشهر التابعين المنقول عنهم كثيرا في التفسير فاقول هم اسماء كثيرة خذوا بعضهم منهم التابعي الجليل بن مزاحم ومنهم سعيد ابن جبير ومنهم الامام مجاهد بن جبر المكي رحمه الله ومنهم قتادة ابن دعامة ومنهم ابو العالية الرياح ومنهم الامام الحسن البصري ومنهم الربيع بن انس ومنهم كذلك مقاتل ابن سليمان ومنهم كذلك السدي المعروف باسماعه عفوا ومنهم كذلك اسماعيل ابن عبد الرحمن المعروف بالسدي وكذلك منهم الامام عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنه وارضاه ومنهم كذلك عطية العوف ومنهم كذلك عطاء ابن ابي رباح رضي الله عنه ومنهم كذلك عبد الله بن زيد بن اسلم فهؤلاء اغلب من نقلت عنهم الاقوال في التفسير لا سيما في التفسير بالمأثور انتم معي الى الان ماشين صح اذا اخذنا قواعد تفسير القرآن بالقرآن وقواعد تفسير السنة القرآن بالسنة وقواعد تفسير القرآن بقول الصحابة وقواعد في تفسير التابعين. بقي عندنا المصدر الخامس من مصادر التفسير وهو اللغة خذوا قاعدتها القاعدة الثانية عشر ولا الحادية عشرة الثانية عشرة كل تفسير يخرج باللفظ عن دلالة لغة العرب فهو باطل كل تفسير يخرج باللفظ عن دلالة لغة العرب فهو باطل لان الله عز وجل انزل القرآن بلسان عربي مبين ليس فيه عجمة ولا لغة اجنبية قال الله عز وجل وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وقال الله عز وجل قرآنا عربيا غير ذي عوج قرآنا عربيا غير ذي عوج فاي تفسير تراه جنح بمعنى النص القرآني عن مقتضى دلالة هذا اللسان العربي فاعرف انه تفسير باطل بعيد عن الحق والهدى فان الله ما انزل كتابه باللسان العربي المبين الا وهو يريد منا ان نحمل هذه الالفاظ القرآنية على تلك المعاني العربية المتقررة في لسان في لسان العرب فلا يجوز لنا ان نفسر القرآن بلغة الطماطم والاعاجم والبهائم او ان نحمل اللفظة على معنى لا تعرفه العرب في لسانها ولذلك تجدون كثيرا من المفسرين اذا فسروا لفظه جاءوا بما يشهد لها انها عربية من الابيات الشعرية المنقولة عن قديما اليس كذلك؟ حتى يثبتوا انها عربية قحة واظحة في عربيتها وانا اضرب لكم امثلة على بعض التفسيرات التي اخرجت بعض الفاظ القرآن عن دلالتها العربية فنحن بمجرد اخراجها عن ذلك انه انها تفسيرات بدعية باطلة منها مثلا قول الله تبارك وتعالى وفتحت ابوابها ما العلة؟ ما ما تفسير الواو هنا فانه لم ياتي بهذه الواو في ابواب جهنم قال في ابواب جهنم فتحت ابوابها ولكنه قال هنا وفتحت ابوابها في الجنة فمن المفسرين هداه الله من قال هذه واو الثمانية كل عدد ثمانية فمن المناسب ان تأتي قبله بماذا بالواو فلما كانت ابواب الجنة ثمانية ناسب ان يؤتى قبلها بالواو لكن الامام ابن القيم ابى هذا التفسير فقال رحمه الله وهذا قول ضعيف لا دليل عليه ولا تعرفه العرب فابطل هذا القول لانه خروج باللفظ عن دلالة لغة العرب. مما يدل على مما يدل على انه يجب على السر ان يكون عارفا بلسان العرب ولغة العرب حتى يعرف ما يدخل فيها مما ليس منها قال رحمه الله وهذا قول ضعيف لا دليل عليه ولا تعرفه العرب ولا ائمة العربية وانما هو من بعض المتأخرين وانما هو استنباط من بعض المتأخرين ثم جاء ابن القيم بالحكمة في هذا قال ان عدم مجيء الواو في فتح ابواب النار على اهلها دليل على انها تفتح فجأة وهذا يوجب الترويع لاهلها فهو زيادة تنكيل وتعذيب فانك اذا كنت خائفا عند باب معين ثم فتح الباب مباشرة من غير ان تطرقه فلا جرم انك سوف يوجب لك هذا من الفزع ومن الهلع الشيء الكثير كما هو معلوم. لكن ابواب الجنة اذا جاؤوها يقف اهلها عند بابها يطرقون ويتكلمون مع الخازن ويكلمهم والخازن ثم تفتح رويدا رويدا. فلا هلع ولا فزع فاذا الواو هنا دليل على ان الفجأة في ابواب الجنة غير موجودة وانما تكون مغلقة وقد دل على هذا التفسير العظيم السنة الصحيحة ففي صحيح الامام مسلم من حديث انس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اتي باب الجنة يوم القيامة فاجده مغلقا فاطرقه فيقول الخازن من انت؟ فاقول انا محمد عليه الصلاة والسلام فيقول بك امرت لا افتح لاحد قبلك ولذلك الابواب التي تفتح فجأة يساق اهلها سوقا على وجوههم ومناخرهم وهي ابواب النار واما الابواب التي تفتح بعد طرق واخذ ورد انما يساق اهلها اهلها لها سوق المكرمين سوق المكرمين قال الله عز وجل قال الله تبارك وتعالى ونسوق المجرمين الى جهنم وردا فعلى كل حال من قال انها واو الثمانية هذا نرد قوله لان القرآن لا يفسر الا بلغة العرب. ولا تعرف العرب ان هناك واوا اسمها واو الثمانية. هناك واو العطف والاستئناف لكن واو الثمانية هذي ما تعرفها العرب انتم معي ومنها كذلك الرحمن على قوله تعالى الرحمن على العرش استوى فان اهل البدع عن بكرة ابيهم يفسرون الاستواء بالاستيلاء. فيقولون الرحمن على العرش استولى العرب لا تعرف الاستواء بمعنى الاستيلاء مطلقا في لسانها وهذه معاجم العربية امامنا قد طرقت كافة اللغات كافة المصطلحات العربية لا تجد فيها استوى بمعنى استولى فلما عرف هؤلاء المبتدعة ان اهل السنة اصطادوهم في عجمة لسانهم قالوا عندنا بيت من الشعر يقول قد استوى بشر على العراق من غير سيف اودى من مهر وهذا بيت مصنوع لا يعرف قائله وانما دسوه دسوا حتى يثبتوا ان الاستواء بمعنى الاستيلاء بمعنى الاستيلاء. مع ما يلزم حمل الاستواء على هذا المعنى الباطن من اللوازم الباطلة. اذ يلزم منه ان يكون عرش غير داخل تحت ملك الله عز وجل ثم غالب صاحبه الاول فاستولى الله عز وجل عليه. لان استيلاءك على الشيء يلزم تجدد ملكك له اذ كان مملوكا لغيرك سابقا. اما ان تستولي على شيء انت تملكه اصلا هذا لا يكون في لغة العرب هذا لا يكون في لغة العرب فاذا نحن نرد تفسيرهم هذا لانه مبني على تفسير خلاف لغة العرب ومنها كذلك تفسير التستري رحمه الله وانا لا احب تفسيراته كثيرا لانها تفسيرات مبنية على الالغاز وعلى الاشارات الصوفية فتفسيره ليس سلفيا ففسر الدستري عفا الله عنه قول الله عز وجل واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا وبذو القربى واليتامى والمساكين ثم قال والجار ذي القربى والجاري الجنب والصاحب بالجنب. العرب تعرف معنى الجار وهو من؟ جابرك في بناء بيتك هذا هو الجار. من كان قريبا من نزلك. من كان قريبا من بيتك من اهل حيك. هذا هو الجار لكن اسمعوا الى تفاسير الامام عفوا ليس اماما. اسمعوا الى تفاسير التستر رحمه الله قال الجار ذو القربى اي القلب ففسر الجار بالقلب القلب القلب وهذا تفسير لا تعرفه العرب ومنها تفسير الرافضة اكرمكم الله للرجس المذكور في قوله تعالى ليذهب عنكم الرجس اهل البيت بان الرجس هو الخطأ فيستدلون بتلك الاية على ان اهل البيت معصومون عن الخطأ فرد العلماء عليهم بان الرجس ليس من معانيه الخطأ باجماع العرب لا تعرف العرب العرب لا تعرف العرب الرجس بمعنى الخطأ فالله عز وجل انما نزههم عن الرجس ولكن الرجس ليس بمعنى الخطأ باجماع السلف ومقتضى دلالة اللغة العربية ومنها كذلك تحريف الاشاعرة للايات الواردة في نسبة الكلام الى الله كقول الله عز وجل وقال الله يقول الله سنقول وكلم الله ونحوها من الايات المثبتة لصفة الكلام بانه والكلام النفسي الذي لا حرف ولا صوت له فالاشاعرة وان اثبتوا صفة الكلام الا انهم يعنون بها الكلام النفسي وقصدهم بالكلام النفسي هو دوران الكلام في نفس الانسان من غير صوت يسمع ولا حرف ينطق به وهذا لا تعرفه العرب في لسانها فان العرب اذا اطلقت الكلام فانها تعني به اللفظ المفيد يقول ابن مالك كلامنا لفظ مفيد فالعبارات والاحرف اذا كانت في النفس تسمى تفكيرا تأملا وسوسة خاطرا لكن لا تسمى قولا ولا كلاما مطلقا انتم معي ولا لا قد تسمى قولا مقيدا تقول قلت في نفسي لكن ان تسمي ما في نفسك قولا مطلقا من غير تقييد هذا لا تعرفه العرب او تقول تكلمت وتطلق وتقصد بك بكلامك اي انك فكرت هذا شيء لا تعرفه العرب فاذا هذا الذي جعل اهل السنة يجمعون على ان كلام الله بحرف وصوت يسمعه من يشاء من خلقه فايات النداء كلها تدل على ان كلام الله بحرف وصوت وكذلك في الحديث في ناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب. ايضا هذا دليل على ان كلام الله بصوت فاذا ما فسر الاشاعرة به هذه النصوص يعتبر تفسيرا خارجا عما تعرفه العرب من معاني القول ومن معاني الكلام. فحينئذ نرد كلامهم نرد تفسيرهم هذا امرين لانه خلاف فهم السلف بانه خلاف فهم السلف وبانه خلاف لغة العرب اعد ايوة نعم طيب انت الان تكلمت الجواب نعم لماذا لماذا وصفت نفسك بانك متكلم لانك لفظت وتحركت شفتاك بالحروف حتى ولو لم يسمعك الا نفسك كالقراءة السرية في الصلاة هذا كلام وقد رأيت او قد سألني رجل كبير في السن يقرأ القرآن بدون ان يحرك شفتيه وانما يمر الايات على قلبه امرارا فهل يعتبر شرعا وعربية قارئا الجواب لا يعتبر متأملا متفكرا يمر بخواطر القرآن على قلبه لكن لا يعتبر طائرا قارئا الا اذا تحرك بالفاظ القرآن شفته ولسانه هذا الان قارئ اما ان توصف اقوال وكلام وهي لا تزال في النفس فان هذا خلاف لغة الارض. ارأيتم بركة هذه القاعدة تردوا تفسيرات اهل البدع كلها ومنها كذلك ومنها كذلك تفسير اهل البدع لقول الله عز وجل بل يداه مبسوطة فيقولون بل نعمتاه وقدرتاه فيفسرون اليد هنا بالنعمة والقدرة. انتبه وهل العرب تعرف اليد بالنعمة والقدرة؟ الجواب نعم اذا لماذا نرد نقول العرب العرب لا تعرف لفظ النعمة والقدرة مثنا انتبه اذا جاء في سبيل الانعام يقول الله عز وجل بل يداه مبثوقتان. فهنا لا يمكن ان يكون المقصود بل نعمتاه مبسوطتان. لان العرب لا تثني النعمة والقدرة في هذه المواضع فاذا العرب لا تعرف الاسلوب مع انها استخدمت اليد بالنعمة والقدرة لكنها استخدمتها في اساليب معينة. والقرآن عربي الالفاظ وعربي المعاني وعربي ايش؟ الاساليب. فلا يجوز لك ايها المفسر ان تحمل القرآن على اسلوب لا تعرفه العرب من لسانها واستعمالاتها فالعرب تقول عليك نعمة لي عليك قدرة لكن ما تقول لي عليك نعمتان قدرتان ما تجي ما تأتي في هذا في هذا المجال. فاذا السياق يأبى تفسيرهم. السياق يأبى تفسيرهم. وان كان في اصل اللغة تأتي اليد بمعنى القدرة فهنا رددناها باعتبار السياق. رددناها باعتبار السياق القاعدة التي بعدها الاصل بقاء لفظ القرآن على ظاهره الاصل بقاء لفظ القرآن على ظاهره ولا يجوز العدول عنه الا بقرينة الا بدليل ولا يجوز العدول عنه الا بدليل الا بدليل وهذا اصل متفق عليه بين اهل السنة والجماعة لان الاصل في الكلام هو بقاؤه على ظاهره فلا يجوز ان ننقلك ان ننقل كلاما من القرآن او السنة عن ظاهره المتبادل للذهن الى معنى اخر غريب عنه الا بقرينة تنقلنا عنه فان فعلنا وتجرأنا ونقلنا النص القرآني عن ظاهره وادخلنا فيه معنا اخر بلا دليل فقد حرفنا الكلمة عن مواضعه فاذا قيل لك ما معنى التحريف فقل هو تغيير الدلالة الصحيحة بدلالة غريبة بلا دليل ان تأخذ ان تستخرج من من اللفظ معناه الصحيح ثم تدخل فيه معنى اخر بالاخرين تدل عليه فهذا هو حقيقة التحريف وحقيقة التزوير والكذب والبهتان على كتاب الله عز وعلى الله عز وجل ورسوله. صلى الله عليه وسلم فان دل دليل على الانتقال عن الظاهر الى معنى اخر فانتقل ولكن ان لم يكن هناك دليل ولا قرينه فلا يجوز لك ان تنتقل عن هذا المعنى الى معنى اخر حتى لا تدخل في دائرة التحريف فان قلت واي تحريف اقول تدخل في دائرة التحريف المعنوي. لانك لم تحرف اللفظ اللفظ باق على ما هو عليه بحروفه وحركاته. لكنك حرفت معناه وان تحريف المعنى عندي اخطر من تحريف اللفظ لماذا؟ لانه تحريف ها قد لا يكتشفه بعض طلبة العلم فضلا عن العامة لكن لو انك حرفت ظاهر اللفظ فصار تحريفك تحريفا لفظيا لكان اصغر طلاب القرآن في حلقات القرآن يكشفك يكشفك كما حرفت اليهود قول الله عز وجل وقولوا حطة فقالوا حبة في حمطة او قالوا حمطة وكما حرف الجهمية قول الله عز وجل استوى فكانوا يحكونها من مصاحفهم ويجعلونها لاما استولى فهناك نون اليهود ولام الجهمية فكلاهما زائدتان في وحي الله تبارك وتعالى كما قاله ابن القيم رحمه الله في من نونيته فالتحريف اللفظي وان كان خطيرا في ذاته لكنه يسير باعتبار سرعة كشفه لكن البحر الذي لا ساحل له هو التحريف المعنوي. هو الذي وقع فيه اهل البدع جميعا فانهم يحرفون الكلمة عن مواضعه بمعنى يسلبون اللفظ دلالته الصحيحة ويقحمون فيها معنى اخر لا دليل هذا المعنى الجديد فمن ذلك قول الله عز وجل عن ادم اسكن انت وزوجك الجنة استعمال القرآن للفظ الجنة اذا وردت بالالف واللام من غير اضافة انما يريد بها جنة الخلد التي في السماء هذا هو ظاهر اللفظ فلا يجوز لنا ان نحمله على معنى اخر وهي انها بستان في الارض الا وعلى هذا الحمل دليل. ولا اعلم في الدنيا دليل يدل على ذلك القول وانما الذي اعرفه باتفاق السلف الاوائل هو ان الجنة التي دخلها ابونا ادم انما هي الجنة التي في السماء وهي جنة الخلد التي سيدخلها المؤمنون يوم القيامة قال ابن تيمية رحمه الله ومن قال بانها جنة في الارض فانما هو قول ساقه من اهل البدع لماذا اوجبنا لماذا لماذا وقفنا على ظاهر اللفظ ولم ننتقل الى معنى اخر لان الاصل المتقرر في التفسير يقول يجب البقاء في الفاظ نصوص القرآن على ظاهرها ولا يجوز ان نحرف ظاهرها الى معنى اخر الا بدليل انتم معي في هذا ولا لا ومنها قوله تعالى فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين اختلف السلف رحمهم الله تعالى في تفسير هذا فمنهم من قال مسخت قلوبهم الى قلوب القردة والخنازير ولكن بقيت اجسادهم اجساد ادميين هل هذا هو ظاهر اللفظ اجيبوا يا اخوان هل هذا هو ظاهر اللفظ؟ ان المسخ للقلوب فقط؟ الجواب لا. ولذلك فالحق في هذه الاية هو بقاؤها على ظاهرها ولا يتعرض لها لا بنقل ولا بتحريف ولا بتأويل لا دليل عليه. وهي انهم مسخت ابدانهم قردة. فصار فمن يراهم يظنهم قردة. هذا هو ظاهر اللفظ هذا خلاف الظهر عفوا الاول القول الاول خلاف الظاهر. اما القول الثاني الذي هو الحق لا جرم انه هو ظاهر اللفظ والاصل هو البقاء في اللفظ القرآني على ظاهره ومنها كذلك قول الله عز وجل الم يجدك يتيما فاوى اختلفوا في تفسير اليتيم هنا المعروف في لغة العرب وظاهر النصوص ان اليتيم هو من فقد اباه في زمن الصبا قبل البلوغ هذا هو اليتيم وهذا هو المعنى الظاهر لهذه الاية وهو المعنى الذي يجب ان يقف عليه اهل العلم لكن هناك تفسير اخر وهو انك يتيم الشرف فلا احد شرفه كشرفك. ويتيم العزة فلا احد عزته كعزتك ويتيم المكانة فلا احد مكانته كمكانتك هذا تفسير منقول عن بعض اهل العلم لكن هل هو صواب؟ الجواب لا ليس بصواب. لماذا ترده الجواب لانه خلاف ظاهر القرآن وخلاف معناه. المتبادر للذهن ولعلكم تراجعون المثال الرابع عند الاحصان في القرآن في قول الله عز وجل فاذا احسنا ومثال خامس ايضا في بعض نصوص الصفات لكن لعلنا نكتفي بهذا القدر آآ القاعدة التي بعدها وانا قلت التي بعدها لان الارقام عندي بدأت تختلط الاصل في الفاظ القرآن حملها على حقيقتها الا بقرينة تصرفنا الى المجاز الاصل في الفاظ القرآن حملها على حقيقتها الا بقرينة تصرفنا الى المجاز لان المتقرر عند العلماء ان الاصل في الكلام الحقيقة يقول الناظم والاصل في الكلام عند النبلاء هو الحقيقة التي تظهر فلا تصل الى المجاز دون بينة اعني بها القرينة المبينة وبناء على ذلك فقول الله عز وجل وجاء ربك حقيقته اثبات المجيء اللائق بالله عز وجل على ما يتفق مع عظمته تبارك وتعالى فمن فسرها بانها مجيء الامر فانه حمل للكلام على مجازه والاصل في الكلام الحقيقة وكذلك قول الله عز وجل بل يداه مبسوطتان حقيقتها اثبات اليدين الذاتيتين اللائقتين بجلال الله وعز عظمته سبحانه وتعالى فمن فسرها بانها النعمة والقدرة فقد حمل الكلام على مجازه والاصل في الكلام الحقيقة لا المجاز ومنها كذلك القول الصحيح هو قول الجمهور من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين من ان المراد من لفظ سكارى انه سكر الخمر انه سكر الخمر لان لفظ السكر حقيقة في السكر من شرب الخمر والاصل في الكلام الحقيقة هذا في قول الله عز وجل ها لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى ومنها كذلك في قول الله عز وجل عن يوسف فلما دخلوا على يوسف اوى اليه اخاه قال اني انا اخوك فلا تبتأس بما كانوا يفعلون. فقوله اني انا اخوك فيها قولان قال وهب لم يرد بذلك اخوة النسب هذا الان خلاف ايش خلاف الحقيقة خلاف الحقيقة وخلاف الظاهر ايضا. هما قاعدتان متقاربتان من حمل الكلام على خلاف حقيقته فقد حمله على خلاف ظاهره قالوا وهب لم يرد انه اخوه من النسب ولكن اراد به اني اني اقوم مقام اخيك في الاناث لئلا تستوحش بالتفرد ولكن الصحيح في هذه الاية هو ما عليه سائر المفسرين واكثرهم من انه اراد تعريف اخوة النسب. لان يوسف طال زمنه عن اخوانه فقد اخذ من حضن ابيه وهو صغير. حتى وصل الى هذه المرتبة وهو شاب يافع. والصفات تتغير والملامح تتبدل. اليس كذلك فحتى يخبره بحقيقة امره قال اني انا اخوك اي ذاك الذي فقدتموه سابقا فالمقصود بالاخوة هنا اي اخوة اي اخوة ايش؟ اي اخوة النسب. لان ذلك اقوى في ازالة الوحشة وحصول الانس ان الاصل في الكلام الحقيقة فلا وجه لصرفه عنها الى المجاز من غير ظرورة ولا قرينة صادفة ما اجمل القواعد ومنها كذلك قول الله عز وجل عن مريم يا اخت هارون يا اختاه هارون. وهذا من المواظع التي اختلف فيها السلف رحمهم الله تعالى كثيرا ما وجه نسبة مريم الى اخوة هارون؟ ومن هارون هذا اختلف الصحابة فيها على عفوا. اختلف السلف رحمهم الله تعالى فيها على قولين منهم من قال ان هارون هذا رجل صالح من بني اسرائيل. صار ينسب له كل صالح فالنسبة هنا نسبة صلاح والاخوة هنا اخوة دين مثل ما يكون مثلا الالوسي في بعض البلاد فكل عالم يقال له الالوسي لانه تشبه بصفته وتزيى بزيه فكان هناك رجل من بني اسرائيل يقال له هارون فصار كل صالح يقال له يا اخ هارون والمرأة الصالحة يقال لها يا اختاه هارون وهذا قول قتادة وكعب وابن زيد والمغيرة بن شعبة وقد ذكروا قصصا عن هارون هذا انه تبع جنازته اربعون الفا كلهم يسمون هارون باسمه تبركا به ولكنها من القصص التي لا يا سند لها الثاني القول الثاني ان المقصود بهارون اي هارون اخو موسى عليه السلام فعنوا به هارون النبي وكانت مريم من عقبه وذريته وانما قيل يا اخت هارون كما يقال يا اخا همدان. ايا واحدا منهم فقولها يا فقولهم يا اخت هارون اي يا واحدة من ذريت هارون والقول الثالث عكس القول الاول تماما ان هارون هذا كان رجلا فاسقا فصار ينسب كل فاسق اليه انتم معي في هذا قال به بعض اهل العلم قال به بعض اهل العلم فنسبت اليه بمعنى التشبيه. يعني انك بفعلك هذا وهو الوقوع في الفاحشة صرت مشابهة لهارون هذا. الذي هو فاسق من الساقي زمانهم والقول الرابع وهو الاقرب عندي ان شاء الله لان فيه حملا للكلام على ظاهره وحقيقته هو ان مريم كان لها اخ يقال له هارون كان من صلحاء بني اسرائيل اخوها اما من امها او من ابيها او منهما جميعا لكن نسبة الاخوة هنا لابد وان تؤخذ على ظاهرها وان تؤخذ على حقيقتها. لان الاصل حمل الكلام على ظاهره وحقيقته فلا يجوز لنا ان نعدل عنهما الى شيء اخر الا بدليل. وهذا هو اقرب ان شاء الله هذا هو الاقرب ان شاء الله لان الاصل في الكلام الحقيقة وانما يكون ظاهر الاية محمولا على حقيقتها لو كان لها اخ اه الا اذا كان لها اخو مسما بهارون ولكن لم يشتهر مثلا هذا الاخ او لم تذكره الادلة الا هنا فهذا ليس بلازم انتفاؤه فهو موجود بما ان الله نسبها اليه او نسبها قومها اليه فهذا دليل على ان لها اخ يقال له هارون هذا هو الاقرب ان شاء الله. ومنها ايضا قول الله عز وجل وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة الحقيقة عند العرب ان النظر اذا اظيف الى الوجه قال نظرت بوجهي فان المقصود به باتفاق العرب نظر العين فقول وجوه ناظرة اظاف النظر الى الوجه فحقيقة الكلام عند العرب هي رؤية الرب عز وجل. فهذه من جملة الايات الدالة على رؤية المؤمنين لربهم تبارك وتعالى هذه هي الحقيقة لكن ابا اهل البدع ذلك فحملوه على رؤية الثواب على رؤية الثواب او على التأمل والتفكر في نعيم الله وملكوته وهذا حمل لللفظ على خلاف حقيقته والمتقرر عند العلماء ان الاصل في الكلام الحقيقة. ولعل الكلام اتضح ان شاء الله ها وتجدون في التفسير ايات كثيرة فسرت على ظاهرها وحقيقتها بينما تجد بعض التفاسير عدل بالاية عن ظاهرها وحقيقتها فيأتيك المؤصل على هذا الاصل ويقول انا مع من فسر الاية على ظاهرها وحقيقتها حتى يرد الناقل الذي ينقلني الى غير ذلك ومنها كذلك من القواعد من القواعد كذلك كل قول في التفسير ايده سياق القرآن فهو التفسير الراجح كل قول في التفسير ايده سياق القرآن فهو التفسير الراجح هذا منطوق هذه القاعدة ويفهم منها ان التفسير الذي خالف سياق القرآن هو التفسير المرجوح فاذا اختلف المفسرون على اقوال متعددة فاذا اختلف المفسرون على اقوال متعددة. وكان احد الاقوال متفقا مع السياق القرآني. يؤيده السياق القرآني الا جرم ان هذا القول هو القول الراجح. فهذا من جملة المرجحات اذا مر عليك شيء من خلاف المفسرين في ذلك فمن ذلك قول الله عز وجل ان نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون قال بعض المفسرين ان الضمير في قوله له لحافظون لا يرجع الى القرآن وانما يرجع الى النبي صلى الله عليه وسلم فالمحفوظ في هذه الاية من هو؟ على هذا القول النبي عليه الصلاة والسلام فهو كقوله عز وجل والله يعصمك من الناس ولكن قال بعض المفسرين وهو قول الاكثر بل الظمير في قوله له انما يرجع الى القرآن. وهذا القول هو الحق ولا جرم. لكن لماذا رجحناه لان سياق القرآن يدل عليه وهي قوله عز وجل انا نحن نزلنا ايش؟ الذكر. وما المقصود بالذكر هنا؟ القرآن. وانا له يرجع الى اقرب مذكور ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم اصلا في سياق الاية. فاذا هناك قولان احدهما يرجحه السياق الثاني لا يرجحه السياق فنحن نقف مع القول الذي يرجحه السياق القرآني وهذا اختاره جمع كبير من المفسرين وهو الحق في هذه المسألة ومنها قول الله عز وجل عن ابراهيم وجعلها كلمة باقية في عقبه الى يوم يرجعون. اختلف المفسرون رحمهم الله تعالى في مرجع الضمير في قوله تعالى وجعلها وجعلها فقال بعضهم ان الجاعل هو الله تبارك وتعالى الله هو الذي جعل هذه الكلمة في ابراهيم وذريته الى يوم القيامة فمن قبلها وامن بمقتضى بمدلولها وعمل بمقتضاها فهو من اهل الجنة. ومن خالف لا اله الا الله ومن خالفها واباها ورفضها ولم يقبلها قلبه او كفر بشيء من مقتضياتها فان له النار يوم فالذي جعل هذا من هو الله عز وجل ومن اهل العلم من قال بل ان الضمير يرجع الى ابراهيم فابراهيم هو الذي جعل هذه الكلمة في عقبه وامر بها بنيه وامر بها ان يأمروا بها ذريتهم من بعدهم. كما قال الله عز وجل في ابراهيم اذ قال له ربه اسلم؟ قال ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون. الان عندنا قولان متعارظان القول الصحيح هو القول الذي يؤيده السياق فالسياق من اوله الى اخره انما يتكلم عن نبي الله ايش؟ انما يتكلم عن نبي الله ابراهيم والاصل اتحاد السياق فلا يجوز لنا ان نرجع الضمير الى شيء اخر خارج عن دائرة السياق فالقول الراجح هو القول الثاني وهو ان الذي جعلها باقية في عقبه اي يأمر بها بنيه ويأمر بنيه من بعدهم انما هو ابراهيم. لان الظمير يرجع الى اقرب مذكور. واقرب المذكورين هنا هو ابراهيم عليه الصلاة والسلام وبتفسير القرآن في موضع اخر ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب. فاذا ترجح هذا القول بانه من تفسير القرآن بالقرآن ومن تفسير القرآن ظاهر السياق من تفسير القرآن بظاهر السياق. وهذه من ابدع قواعد التفسير. والتي لا يلم بها ولا يعرفها فهو محروم من لذة التفسير. انت بنفسك تستطيع ان ترجح اذا اختلفوا في مرجع ضمير او غير ذلك تستطيع ان ترجح بالسياق ومن الامثلة على الترجيح بالسياق القرآني بقول الله تبارك وتعالى فيه شفاء للناس بسورة النحل الظمير في قوله فيه اختلف المفسرون فيه فمنهم من قال انه يعود على هذا الشراب الذي اخرجه الله عز وجل من بطون النحل. والمسمى بالعسل ومن المفسرين من قال بان الضمير يرجع الى القرآن. فيه شفاء للناس اي القرآن. فيه شفاء للناس ونحن نجزم جزما بان القرآن فيه شفاء للناس لايات اخرى ليس لهذه الاية واما في هذه الاية فالقول الصحيح ان شاء الله ان المقصود به به العسل واختاره ابن مسعود وابن عباس والحسن وقتادة وابن القيم واكثر العلماء. لان ظاهر السياق يدل عليه فان السياق انما يتكلم عن النحل ومبيتها ومطعمها وما يخرج منها وخصائص ما يخرج منها من جملة خصائصه فيه شفاء للناس. فكيف نقحم القرآن هنا والقرآن لم يرد له ذكر ولا يعني كلامنا هذا ان القرآن ليس بشفاء هو شفاء ولكن ليس بهذه الاية ولان الضمير يعود الى اقرب مذكور وهو هنا الشراب وهو هنا الشراء فالسياق مهم جدا ايها المفسرون يا طلبة العلم السياق. رجح دائما القول الذي يقتضيه السياق خذ مثالا اخر قول الله عز وجل وتخفي في نفسك ما الله مبديه ما الذي كان يخفيه النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه اختلف في هذا على قولين احدهما يؤيده السياق الثاني لا يمكن ابدا ان يكون راجحا اصلا فضلا عن معارضة السياق له فمنهم من قال ان الشيء الذي كان يخفيه النبي صلى الله عليه وسلم هو امر رغبته في الزواج بزينب التي كانت تحت من زيت رضي الله عنه وانتم تعرفون ان زيدا كان ابنا له بالتبني قبل نسخه ويرمون في ذلك رواية موضوعة لا تليق بمقام النبي صلى الله عليه وسلم لا يتصور ابدا في النبي عليه الصلاة والسلام وهو سيد الناس دينا وعلما وامانة ان يمكن ان يهوى امرأة تحت رجل اخر ويرغب في الزواج بها. هذا لا يمكن ان يتصور ابدا والرواية في ذلك موضوعة لا تليق بمقام النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك فلا يعول على هذا القول مطلقا والقول الثاني وهو الحق في هذه المسألة ان الذي كان يخفيه النبي صلى الله عليه وسلم انما هو كيف يتزوج امرأة كانت ابن ابنه بالتبني كانت تحت ابنه بالتبني فهذا كان يجد النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه حرجا حرجا منه يعني لقد كان زيد ابنا لي فكيف اتزوج زوجته فيقول الناس انه تزوج ابنتا انه تزوج امرأة ابنه بالتبني هذا هو الامر الذي كان في نفس النبي صلى الله عليه وسلم. فكان عليه الصلاة والسلام يخفي في نفسه هذا الامر فكيف يتزوجها وهي امرأة ذلك الرجل الذي كان ابنا لهو وهذا القول هو الراجح وهو الحق في هذه المسألة. والله عز وجل انما عاتب انما عاتب النبي صلى الله عليه وسلم لاخفائه في ما الله مبديه والله عز وجل ابدى ذلك الامر. وزوجه من فوق سبع سماوات هذه المرأة. حتى يخرج ما في نفسه وحتى يتبين للناس جميعا ان من كنت تتبناه يجوز لك امرأته لانه لا يحكم عليه بحكم ابنك من الصلب فلا يدخل في قول الله عز وجل وحلائل ابنائكم. لان الله قال الذين من اصلابكم. هذا التفسير هو الذي هو الحق في هذه المسألة وهو الذي يدل عليه السياق لان اول السورة نهى الله فيها عز وجل عن التبني وهو الصحابي الذي صرح الله باسمه في القرآن لهذه الحكمة حتى يعلم الجميع من الصحابي الذي يتكلم الله عنه؟ فلما قضى فلما قضى منها الرجل وترا لا لان هذا له حكم خاص وقد كان ابنا له فبين الله اسمه في القرآن صريحا حتى يعلم الجميع ان من اراد ان يتزوجها كانت ابنا كانت عفوا ايش معنى كانت زوجة كانت زوجة لهذا الشخص المعين حتى يقطع الاحتمال عن اي صحابي اخر يا الله يا الله لكن المرأة هل بين اسمها؟ الجواب لا. لانه لا اشكال فيها. الاشكال في اي شيء اشكال في الزوج حتى لا تذهب الاراء ولا العقول الى الى الى رجل اخر. قال زيد الذي كان ابنا لك الذي كان ابنا لك يا حكمة الله سبحانه وتعالى ومنها ايضا قول الله تبارك وتعالى واتل عليهم نبأ ابنائي ادم بالحق اذ قربا قربانا الايات قال الحسن البصري رحمه الله لم يكونا لم يكونا ابنين من صلبه وانما كانا رجلين من من بني اسرائيل هكذا قال الحسن فابنى ادم هنا لا يراد بهما ابناه من صلبه وانما يراد بهم رجلين من ذريته والذي حمل الحسن على هذا التفسير ان القرابين انما انما عرفت في عهود بني اسرائيل لم تكن تعرفها تعرفها الامم من قبل ولكن هذا خلاف قول الجمهور رحمهم الله فقد قال الجمهور انهما كانا لادم من صلبه وهو ظاهر التلاوة. وهو ظاهر السياق ما في كلام وهو ظاهر السياق ويؤيد هذا القول قرينة في السياق نفسه في قول الله عز وجل فبعث الله غرابا يبحث في الارظ ليريه كيف يواري سوءة اخيه وبنو اسرائيل كانوا يعرفون كيف يقبرون الموتى فافاد هذا انه امر قديم جدا لم يكن يعرف الانسان اذا قتل انسانا اخر لم يكن يعرف ماذا يفعل بجثته فبعث الله هذين الغرابين ليخبرا القاتل ليخبر القاتل بان المقتول يدفن في الارض الله اكبر قرينا في السياق واضحة وظاهرة ولا لا يا جماعة؟ اليست قرينة ظاهرة فبنو اسرائيل هل كانت جثثهم لا يدرون ماذا يفعلون بها الجواب لا بل كانوا يعرفون الدفن كانوا يعرفون الدفن فتلك القرينة في السياق ترجح ما ذكرته. القاعدة السادسة عشرة اذا احتمل اللفظ معنيين لا تنافي بينهما حمل عليهما اذا احتمل اللفظ معنيين لا تنافي بينهما حمل عليهما وهذه القاعدة من اعظم قواعد التفسير والتي ينبغي ان يفهمها الطالب فهما جليا لان اغلب المنقول من خلاف السلف في التفسير انما هو من قبيل خلاف التنوع لا من قبيل خلاف التضاد فاذا فسر الصحابة لفظة من القرآن على تفسيرين او اكثر وكان يمكن حمل الاية على اقوالهم جميعا لان اللفظ يتسع لها ودائرته يمكن ان يدخل فيها كل هذه الاقوال المنقولة عن السلف. فلا جرم ان الواجب علينا ان نقول وكل اقوال السلف صحيحة وانما وظيفتنا فقط تجاه هذا النوع ان نبين كيفية التأليف بين اقوال السلف حتى تخرج كقول واحد لان عادة السلف رحمهم الله انهم كانوا لا يفسرون الشيء بحد في الجامع المانع كما هو التعريفات عند المتأخرين من الاصوليين والفقهاء وانما المعروف عن السلف انهم كانوا يفسرون الشيء بضرب مثال له فربما قال الصحابي هذا مثالا بينما يقول الصحابي الاخر مثالا اخر وكلاهما يصلحان للتفسير لتفسير هذه اللفظة. فهنا لا يأتي مقام الترجيح ابدا لاننا انما نرجح في خلاف التضاد. واما خلاف التنوع فانه ليس للترجيح اذ كل ما قيل في هذه المسألة كله صحيح مليح لا يتعارض مع بعض. فاذا احتمل اللفظ معنيين او اكثر من غير تناف بينهما فالواجب عليك ايها المفسر ان تحمل اللفظ على جميع المنقول في ذلك وهذا اغلب ما يمر عليكم في تفاسير السلف اغلب ما ما تقع عينك عليه في تفاسير السلف واختلافهم هو خلاف تنوع ولذلك خلاف التنوع عندي والله اعلم يمثل في كتب التفسير المروي عن السلف اكثر من ثمانية وثمانين في المائة من التفسير او الاقوال المنقولة وبقي فقط اقوال يسيرة من ها هنا وها هنا هي خلاف التضاد وهي التي يحتاج المفسر فيها الى ان يرجح اقرب القولين للحق والا ما يمر عليك من الاقوال انما هو من هذا النوع مثال ذلك خلاف العلماء رحمهم الله تعالى في تفسير الصراط المستقيم في قول الله عز وجل اهدنا الصراط المستقيم. فمنهم من قال ان الصراط هو القرآن ومنهم من قال هو الاسلام ومنهم من قال هو طريق الجنة ومنهم من قال هو سبيل اهل السنة ومنهم من قال هو النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من قالهما هو الصراط المستقيم طريق ابي بكر وعمر وقيل هو الحق فانت ترى انهم اختلفوا في تفسير للفظة من القرآن على خمسة او ستة اقوال لكن اذا تدبرت اقوالها اقوالهم وجدتها متآلفة ومتفقة ليست بمتعارضة ولا بمتباينة ولا بمختلفة فان القرآن هو الحق والنبي صلى الله عليه وسلم انما حكم بالقرآن ونحن مأمورون في القرآن باتباعه وهو امرنا باتباع صاح حبيه. ومن اتبع القرآن والنبي وابي بكر وعمر فلا جرم ان انه سلك طريق اهل السنة والجماعة ومن سلك طريق اهل السنة والجماعة وصل الى الجنة ما في اشكال جمعنا بينها اذا لا نحتاج الى الترجيح في مثل ذلك مطلقا. وانما نقول اللفظ صالح لكل هذه الاقوال. وانما وظيفتك فقط ان وتحاول ان تؤلف بينها وتجمع بينها فقط. مثال اخر في قول الله في قول الله عز وجل قل هو الله احد. الله الصمد اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في تفسير الصمد على اقوال فمنهم من قالوا الصمد الذي لا جوف له. فلا يطعم ولا يأكل ولا يشرب. وهذا صحيح. كما قال الله عز وجل وهو يطعم ولا يطعم وقال الله عز وجل ما اريد منهم من رزق وما اريد منهم وما اريد اي يطعموني. فهو لا يأكل ولا يشرب عز وجل لان الذي يأكل ويشرب يحتاج ومقام الالوهية والربوبية لا حاجة فيه ومن السلف من قال ان الصمد هو الذي تصمد له الخلائق في طلب حاجاتها يعني تضطر له الخلائق فتجد الانسان يدعو الله عز وجل بالحاح واضطرار وهو قائم لا يحس بتعب قدميه. ويدعو الله هالمرات والكرات الطويلة وهو لا يشعر بالتعب. فهو يصمد الى الله عز وجل في طلب الحاجات وهذا ايضا معنى صحيح. قول الله عز وجل امن يجيب المضطر اذا دعاه. واذا سألك عبادي عني فاني قريب. ومنهم من قال ان الصمد هو من بلغ في صفة الكمال منتهاها. فهو العزيز الذي بلغ النهاية في عزته. والكريم بلغ النهاية في كرمه والقوي الذي بلغ النهاية في قوته وهكذا في سائر صفات كماله كم صار عندنا من قول؟ ثلاثة اقوال هل حمل اللفظ عليها جميعا فيه تناقض او تعارف؟ الجواب لا لان كل واحدة منها تبين شيئا من تبارك وتعالى فهو الصمد الذي لا جوف له وهو الذي تدعوه الخلائق فلا تدعو ملكا ولا جنا ولا شجرا ولا حجرا وانما تصمد الخلائق بطلب حاجاتها منه عز وجل وهو الذي بلغ في صفات الكمال منتهاها كما قال الله تبارك وتعالى ولله الاسماء الحسنى. وقال الله عز وجل وله المثل اي الوصف الاعلى في السماوات والارض فاذا لا يأتينا احد يقول والراجح هو القول الاول او القول الثاني او القول الثالث. وانما نقول ان الراجح هو حمل اللفظ على هذه الاقوال جميعا. لان اللفظ اذا دار بين معنيين التنافس بينهما حمل عليهم. افهمتم؟ نكمل بقية امثلة هذه القاعدة بعد صلاة العشاء ان شاء الله والله اعلم