ورووه بكل امانة ودقة وعلم. لكنهم مع ذلك حرصوا على ان يجعلوا احدنا يعيش قريب من منا عاشوه وان يكون كذلك متهيأ لان يحمل من الاسلام والدين كما حملوا. وان يملأ احدنا قلبه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه السماوات وملئ الارض وملء ما بينهما وملء ما شاء ربنا من شيء بعد. احمده تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله وصفوته من خلقه وخاتم انبيائه ورسله. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان واقتفى اثرهم الى يوم الدين. وبعد فهذا هو مجلسنا الثاني في مدارسة كتاب مختصر الشمائل المحمدية. الذي نتدارس فيه واياكم شمائل النبي المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. في ليلة شريفة هي ليلة الجمعة يحملنا ذلك حملا على ان تلهج السنتنا في ساعتنا هذه بكثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وهي ليلة حظ المسلم فيها من الخير والاجر والبركة ان يكون كثير الصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام. وهو الذي ندبنا الى ذلك لقوله اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة. فهي ليلة يستحب لاحدنا ان يكون كثير الذكر لله كثير الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فما ادركه من مجلس ان يقوم احدنا عنه فقد ملأ صحيفته صلاة وسلاما على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. ثم هي صلاة وسلام على نبينا عليه الصلاة والسلام تلهج بها السنتنا في مجلس كهذه احبتي الكرام في مجلس كهذا. احبتي الكرام تنطق فيه بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتتبع وصفه الشريف عليه الصلاة والسلام. ونحن نستتبع شمائله عليه الصلاة والسلام. ونحن نعرض صفاته خلقة وخلقا. ونحن نتعرض ايضا في ذلك كله الى جملة اخلاقه واحواله والكمالات التي خلقه الله تعالى وجبله عليها صلى الله عليه واله وسلم فلا عجب اذا ان يقوم احدنا من مجلس كهذا وقد تواطأ قلبه ولسانه حبا وصلاة وسلاما فمن على رسول الله عليه الصلاة والسلام. بل لا يبعد على احدنا ان يقوم ها هنا اكثر اشتياقا لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهو مطلب شريف والله. وهو واجب ان يكون في قلب كل مسلم. وهو الواجب ان يكون ايضا مستحضرا في قلوبنا وافئدتنا او اذهاننا على الدوام غير ان الغفلة التي تعترينا والقصور الذي ينتابنا والشواغل التي تعوقنا كثيرا عن جملة من المطالب الشرعية تحول بيننا وبين الوصول الى تلك المطالب. فتأتي مثل هذه المجالس كمحطة يتزود فيها المؤمن اجدد فيها تلك المعاني السامية ويحرك فيها ايضا مياه المحبة الراكدة في القلوب لينتعش حبه للنبي صلى الله عليه واله وسلم. وهذا الباب العظيم اعني باب الشمائل المحمدية. على ما مضى شرحه في المجلس الماضي. وبيان معنى الشمائل الوجوه التي تأتي عليها وعناية اهل العلم بها وشديد روايتهم ونقلهم وامانتهم في حفظهم لهذا الباب الكبير من العلم للامة الى هذا اليوم هو اصل اصيل وركن ركين. وقاعدة راسخة يجب ان يتواصى بها اهل الاسلام. وان يذكر بعض بعضا بشمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم. ذلك ان دراستك للشمائل عبدالله وان عناية المسلم والمسلمة بشمائل المصطفى صلى الله عليه واله وسلم تزيده ايمانا للنبي عليه الصلاة والسلام وذلك واجب. تزيده حبا ومعرفة بالنبي الصلاة والسلام وذلك ايضا واجب. تزيده قربا من السنة واستمساكا بها واقتفاء لاثارها وذلكم ايضا واجب تزيده شوقا الى نبي اخبر عليه الصلاة والسلام انه اشتاق الى لقائنا ورؤيتنا وهو ينتظر اعلى الحوض سابقا لنا الصلاة والسلام وذلك كله واجب. فانظر رعاك الله. كم كم يجد المسلم والمسلمة في عنايته بالشمائل المحمدية من جملة المطالب والمقاصد والمعاني الكبيرة التي هي اساس في الدين. واذا كان طلبة العلم قد توزعوا في فنون العلم وفروعه ينتهي منه ويستكثرون ويريدون خيرا عظيما وعلما شرعيا جليلا فان الشمائل المحمدية قاعدة صلبة راسخة لتلك العلوم الشرعية على السواء. فهذا باب كبير نتواصى بمجالسته ومذاكرته وتعاهده. شمائل نبينا عليه الصلاة والسلام وان شئت فقل اوصاف خلقته وخلقه الكريم عليه الصلاة والسلام. احواله وشؤونه الخاصة عليه الصلاة والسلام. تعاملاته واحواله في نفسه ومع الاقربين ممن حوله عليه الصلاة والسلام. كل ذلك سيأتيكم تباعا في هذه الابواب المنتظمة كعقد منظوم متلألأ في شمائله صلى الله عليه واله وسلم. ونحن كما ابتدأنا في الدرس المنصرم وجلسة الاسبوع الماضي نتدارس مختصر الشمائل المحمدية كتاب الامام الترمذي رحمة الله عليه الامام العظيم صاحب السنن فانه صنف الشمائل المحمدية واودعها جملة من الابواب كل باب فيه عدد من الاحاديث يذكر فيه طرفا من تلك الشمائل فاختصره الشيخ الالباني رحمة الله عليه في الكتاب الذي بين ايدينا فكان اقل في عداد الاحاديث على ما مضى شرحه بينه وبين اصله في المجلس المنصرم. واول الابواب التي ابتدأناها في الاسبوع الماضي هو الباب الذي يصف ما جاء في عليه الصلاة والسلام هو وصف شكله وهيئته وصف وجهه وملامحه عليه الصلاة والسلام وصف جسده صلى الله عليه واله وسلم شعره عينه لون بشرته اطراف اصابعه كفه قدماه صدره وظهره كل عضو من بدنه صلى الله عليه واله وسلم حظي بوصف دقيق ورواية امينة نقلها الصحابة نقلها اقوام امتلأت قلوبهم بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكما رووا لنا الحلال والحرام والعقيدة والمسائل وابواب الاسلام حرصوا مجدا على ان ينقلوا لنا صورة رأتها اعينهم. واكتحلت بها وابتهجت قلوبهم برؤية وجهه صلى الله عليه وسلم وبصحبته وبنقل احواله فكانوا رحمة الله عليهم ورضوان الله عليهم اجمعين. كانوا حريصين على ان يكونوا معنا وعلى ان يكونوا كذلك في غاية النصح لنا. ان يحفظوا لنا جزءا من التركة المحمدية. وجزءا دليلا عظيما من التميرات النبوي ليس ليس مقصورا على معرفة احكام الدين ومسائله والحلال والحرام. كل ذلك حبا وايمانا وصدقا في الطاعة والاتباع والامتثال لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم مثلما بلغوا نقلوا لنا وصفا نقلوا لنا وصفا يعوضنا شيئا فقدناه. يعوضنا ما فقدناه من شرف الصحبة. فما كتبها الله لنا ويعوضنا ايضا منازل عاشوها تمتلئ حبا وتضحية وفداء وصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان غاية ما يمكن ان يقدموه لاحدنا في الامة ان يصفوا لنا ان يصفوا لنا نبينا صلى الله عليه وسلم. حتى كأن احدنا يراه. هذا الوصف الدقيق الذي نقلوه بكل امانة وحب لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم يجب ان نأخذه بعناية وجد يا اهل الاسلام. ويجب ان يكون حظ احدنا من هذه الرؤية ببساطة سيرته ان لم يظفر بها ببصره ان يكون ايضا كانه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رأي العين. لان ذلك ايمانك عبد الله ويقوي بلا شك محبتك لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فهدموا الى مجالس ذكروا فيها شمائله بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. تعالوا نصف جميعا ما نقله الصحابة من اوصاف خلقته عليه الصلاة والسلام لتعرف اننا اتباع امة شرفها الله بهذا النبي الكريم. العظيم الجليل الجليل عليه الصلاة والسلام جماله عليه الصلاة والسلام اوتيه من نواحيها الثلاث. جمال خلقه وطباعه وتعامله مع الناس وجمال خلقته وهيئته وشكله ومنظره عليه الصلاة والسلام. وجمال احسانه والنعمة التي جعلها الله تعالى على يديه في رقبة كل مسلم ومسلمة. انقذه الله تعالى به من الظلمات الى النور. ومن النار الى جنة عرضها السماوات الارض بلغ العلا بكماله. كشف الدجى بجماله. حسنت جميع خصاله صلوا عليه واله اللهم صلي وسلم وبارك عليه. ابتدأ مجلسنا الماضي بحديث ذكره انس رضي الله عنه يصف فيه جملة من اوصافه صلى الله عليه واله وسلم. وها نحن اذا نعيد ذلك الحديث لنستأنف ما يتبعه بمشيئة الله. نعم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. قال الحافظ ابا عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي. باب ما جاء في خلق رسول قول الله صلى الله عليه وسلم عن انس بن مالك انه سمعه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائن ولا بالقصير ولا بالابيض الامهق ولا بالادم ولا بالجعد القطط ولا بالسقط. بعثه الله تعالى على رأس اربعين سنة فاقام بمكة عشر سنين. ما تبعت عشر سنين وتوفاه الله على رأس ستين سنة وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء. الحديث تم بمعانيه والوقوف على به في المجلس المنصرم لكن اثرنا البدء به لنربط ما سيأتي بما سبق. نعم وعنه رضي الله عنه قال وعنه رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير. حسن الجسم. وكان شعره وليس بجعل ولا سقط اسمر اللون اذا مشى يتكفأ. هذا حديث اخر يرويه ايضا انس رضي الله عنه في وصف رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. والحديث ايضا في الصحيحين كالذي سبقه. الحديث ايضا بالرواية انس وانت تلحظ رعاك ان انسا رضي الله عنه ذلك الغلام الفتى الصغير الذي تشرف بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم قادما له فانه قد جاءت به امه منذ ان وصل رسولنا صلى الله عليه وسلم المدينة جاءت به امه تعهد به الى رسول الله عليه الصلاة والسلام. ليتشرف بصحبته وخدمته. فنعم الام ونعم ما قامت به رضي الله عنها. ونعم الذي حازه انس رضي الله عنه ان صباه وصغر سنه الذي هيأ له مثل هذا الدور بان يكون مصاحبا ملازما خادما لرسولنا صلى الله عليه وسلم. هيأ له شيئا لم يتهيأ لكثير غيره من الصحابة رضي الله عنهم اجمعين ولعلك تلحظ معي ان جملة ليست باليسيرة من الروايات التي جاءت في وصف رسولنا صلى الله عليه وسلم كان صاحبها انس رضي الله عنه ذلك انه بشدة صحبته وكثرة ملازمته يتهيأ له من نقل الدقائق وفي الاوصاف ما لم يتهيأ لغيره. وقد مضى في المجلس الماضي كيف ان انس رضي الله عنه استطاع ان يحصي عدد البيض في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي لحيته بما لا يتجاوز عشرين شعرة بيضاء. هذه وهذا الاحصاء الذي ذكر به انس رضي الله عنه لم يكن لم يكن بسبب حدة نظر كان يطيلها وليس وقد نفى الصحابة رضي الله عنهم في روايات صحيحة نفوا ان احدهم يستطيع ان يحب النظر لما لهيبة رسول الله الله عليه وسلم من جلال وجمال تحور بينهم وبين ذلك. لكن انس رضي الله عنه نال بشرف الصحبة. وبشرف الخدمة شرف الملازمة لرسول الله عليه الصلاة والسلام هذا الباب العظيم من العلم. نعم واقول هو علم. روى انس احاديث في الاحاديث في الحلال والحرام وفي العبادات والاحكام. لكنه ظفر بهذه الجملة العظيمة الكثيرة من وصف رسول الله عليه الصلاة والسلام وانا ها هنا اتساءل واياكم انس رضي الله عنه عندما روى مثل هذه الاحاديث ما رواها جوابا عن سؤال لم يأتي في الرواية ان رجلا قال له صف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا ان احدا من التابعين سأله بشوق كيف كان شكله وكيف كان شعره؟ وكيف كان لونه؟ لكن انسا رضي الله عنه اذ يقول ذلك ابتداء وينقله للامة من غير سؤال وترويه الاجيال نقلا عنه رضي الله تعالى عنه وارضاه فانما هي فتنة وعلم عظيم يدل على فقه انس رضي الله عنه فان هذا الباب كما قلت باب شريف من العلم. واذا كانت رواية الحلال والحرام ليست تقف على السؤال لكنه ارث نبوي رأى الصحابة ان من امانة الدين نقله للاجيال من بعدهم فكذلك وصفه صلى الله عليه وسلم. هو جزء من الدين رووا انه من الامانة رأوا انه من الامانة نقله للاجيال. فنقلوه رضي الله عنهم ورووه. انس رضي الله عنه في هذا في الحديث يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير والجملة واردة في حديث الذي سبقه بمعنى المقارب ليس بالطويل البائن ولا بالقصير. فوصفه في الطور كان وسطا عليه الصلاة والسلام ليس طويلا يتميز بقامته بين الرجال اذا وقفوا. وليس بالقصير الذي يفتقد ايضا في قامته بين الرجال اذا وقفوا. لكن له متوسط عليه الصلاة والسلام. وكل صفات جماله صلى الله عليه وسلم كانت على نحو الوسط. في كل الصفات والانحاء كما سيأتي معكم تفصيلا. قال رضي الله عنه ليس بالطويل ولا بالقصير. وهو تفسير لقوله ربعة. لان الربعة من الرجال قال ما كان متوسط الطور متوسط البنية والحجم. فمن لم يكن طويلا ولا قصيرا ولا سمينا ولا نحيفا وسطا بين ذلك يوصف بانه ربعه. وهو اوسط صفات الرجال واعدلها واجملها. ولذلك قال حسن الجسمي فقوله رضي الله عنه ليس بالطويل ولا بالقصير حسن الجسم هو وصف لما يوصف بالربعة من الرجال. وكان عليه الصلاة والسلام على اتم ذلك الوصف واكمله واجمله. قال رضي الله عنه وكان شعره ليس بجعد ولا سبق وتقدم ذلك ايضا في الحديث المتقدم السابق. لم يكن شعره صلى الله عليه وسلم ناعما سائحا مسترسلا ولم يكن ايضا متجعدا شديد الخشونة. بل كان وسطا بين هذا وذاك. والوصف كما ترون جاء على صفة التوسط والاعتدال. وكل ما كان من صفات الجمال واقعا بين طرفي. فانه وسط ممدوح محمود في اعين البشر قال رضي الله عنه اسمر اللون. والسمار وها هنا ليس هو السواد ولا المائل الى السواد. لكنه اراد رضي الله عنه ان يصفه ليس بالبياض الشديد كما تقدم ايضا في الحديث السابق ليس بالابي والامهق. لم يكن بياضه شديد البياض بحيث يكون قريبا من لون البرص في شدة بياضه. ولم يكن ايضا عليه الصلاة والسلام في اسمرار لون بشرته شديد السواد فقوله اسمرا يريد به توسط اللون يدل على ذلك الروايات الاخر والتي ستأتي عما قليل وفيها وصف لوني بشرته عليه الصلاة والسلام بالبياض المشرب بالحمرة. والبياظ المشرب بالحمرة لا يوصف بالبياض الشديد لان من البلاغ ما يوصف او ما يشرب بصفرة كذلك. ومن البياض ما يشرب بحمرة وهو اجمله واعدله واحلاه ايضا في العين اذا رأته. قال رضي الله عنه في اخر جملة في هذه الرواية اذا مشى يتكفأ كان في مشيته صلى الله عليه وسلم كما يصفه انس ها هنا يصف فيه طريقته في المشي ورضي الله عن انس وعن سائر الصحابة يحاول ان يخيل لك صورة تجد فيها جميع انحاءه عليه الصلاة والسلام حتى لكأنك ستراه يقول كان نبينا صلى الله عليه وسلم اذا مشى مشى يتكفأ تكفئا كانما ينحط من صمم. ستأتي روايات ايضا بهذا عما قريب. التكافؤ هو رفع الرجل رفع الرجل بجملتها من الارض. فكانت خطواته عليه الصلاة والسلام اذا وضع قدما ورفع اخرى فيها رفع القدم بجملتها وليس فيها سحب القدم على الارض لان الرجل اذا مشى وجعل يسحب رجليه فانها مشية المتماوت الضعيف الهزيل. لكن المشية الجادة في الرجال اذا وصفوا بالحزم واذا وصفوا ايضا بالسداد ووصفوا بالقوامة وبالشجاعة ان تكون المشية ايضا موصوفة كذلك فكان اذا مشى يتكفأ والمقصود كما يأتي في رواية اخرى كان اذا زال زال قلعا او تقلعا. يعني كأنما يقلع رجله من الارض ارأيت لو مشيت في رملة في رملة كثيفة او في طين ووحل كيف سترفع قدمك؟ ستنزعها نزعا لانك لو اردت ان تأخذها برفق او تسحبها للامام حتى تخطو لا يساعدك الحال. كان عليه الصلاة والسلام في مشيته في احوال كلها كذلك. كان يرفع قدمه. كان يرفع قدمه من الارض رفعا. وفي الرواية الاخرى كأنما ينحط من صبأ وصفت مشيته عليه الصلاة والسلام بثلاثة اشياء. اولها في طريقة رفع القدم وهي التكافؤ. يرفع قدمه بجملتها من الارض ولا يسحب قدمه سحبا عند المشي. والوصف الثاني في وصف خطواته عليه الصلاة والسلام وتتابعها. فانها كانت قريبة خطوة متتابعة والوصف الثالث في مشيته معدل السرعة. فكان عليه الصلاة والسلام في مشيته في مشيته ليس البطيء المتماوت ولا بالسريع في العدو الذي يهرول هرولة. لان السريعة في المشي هي وصف لاصحاب الخفة في العقول والطيش والبطر الشديد ايضا في المشي هو وصف لاصحاب الهمم الميتة والمتخاذلة والضعيفة. فكانت مشيته صلى الله عليه واله وسلم وسطا فكانت مشيته متقاربة الخطى متقاربة سريعة في المشي بمعنى انها ليست بطيئة لكن يقول اصحابه رضي الله عنهم ان يعني في مشيهم مع النبي عليه الصلاة والسلام وانا لنجهد انفسنا وانه غير مكترث. يعني كانوا اذا مشوا معه يجتهدون في مصارعة الخطوات ليلحقوا به عليه الصلاة والسلام. وانه لغير مكترث بينما وهو يمشي بتؤدته وطمأنينته وهدوءه ولا يزال يسبقهم في مشيه عليه الصلاة والسلام. هذه الاوصاف التي اشتمل عليها الحديث الذي بين ايدينا. تناولت طوله عليه الصلاة والسلام ووصف شعره عليه الصلاة والسلام. ولولا بشرته عليه الصلاة والسلام ووصف مشيته ايضا عليه الصلاة والسلام. هذه الاوصاف يكمل بعضها بعضا. ولا تزال الرواية تفتح عينيك عبد الله وفقك الله. الى ما تسمع من وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم. بل افتح بكى لتطبع فيه صورة لحبيبك صلى الله عليه واله وسلم. يراها قلبك كل حين. واذا تعطشت لرؤيته وجدت وصفه الكامل التام قريبا مما يحقق شوقك من النظر اليه عليه الصلاة والسلام. ان احدنا اذا احب شخصا احتفظ بصورته وكلما اشتاق اليه اخرجها ونظر اليها. ونبينا صلى الله عليه وسلم اشرف واعظم من ان تحيط به صورة او رسم لكنه عليه الصلاة والسلام يملأ قلوب امته بالحب والشوق اليه وبما نقل للرواية الدقيقة الصادقة لوصفه عليه الصلاة نعم عن البراء بن عازب يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا بعيد ما بين المنكبين عظيم الجمة الى شحمة اذنيه. عليه حلة حمراء ما رأيت شيئا قط احسن صلى الله عليه واله وسلم. الحديث ايضا فيه مجموعة من الجمل. فيه وصف طوله كان رجلا مربوعا. او قل كان رجلا مربوعا يعني يصف جسده صلى الله عليه وسلم وبنيته وحجمه كما تقدم في الحديث السابق كان ربعة من الرجال ليس بالطويل البائن ولا بالقصير المتردد. لم يكن عليه الصلاة والسلام بدينا كثير اللحم ولم يكن هزيلا عليه الصلاة والسلام كان وسطا بين ذلك. واذا قلت كان رجلا بكسر الجيم. فالمقصود به وصف شعره صلى الله عليه وسلم وانه كما تقدم في وصفيه السابقين لم يكن لم يكن سبقا ولا جعدا قططا. كان وسطا في نعومة عليه الصلاة والسلام بعيد ما بين المنكبين المنكبان هما كتفا الانسان ولما تصف انسانا فتقول فلان البعيد ما بين المنكبين فانك تصف طول المسافة ما بين المنكب الايمن والمنكب الايسر. وبعد المنكبين او طول المسافة بينهما يدل على عظمة في الجسم. لان بعد مسافة الانسان فيما بين منكبيه يدل على عظم واجهته التي يراها الناس بعينيه لان شخص الرجل اذا وقف واطلعت اليه الاعين ترى فيه رأسه وصدره في اعظم ما يواجب فوصف عليه الصلاة والسلام بعظم الصدر. وسيأتي ذلك ايضا تفصيلا في وصفه صلى الله عليه وسلم. قال رضي الله عنهم الجمة الى شحمة اذنيه. تعظيم الجمة الجمة هي شعر الرأس فيما نزل منه واسترسل لا وفرة الرأس مجموع الشعر اذا جمع يسمى وفرة. فالجمة ما ما تجاوز من شعر الرأس حد الاذن فنزل الى المنكبين اذا كان شعره عليه الصلاة والسلام وفيرا كثيرا مسترسلا يعني يتجاوز في في يتجاوز في مجموع شعره صلى الله عليه وسلم اذا تركه واطلقه يتجاوز شحمة الاذن الى شحمة اذنيه وشحمة الاذن ان يصل اليها الشعر يدل على وفرة وغزارة. وفي بعض الفاظ الرواية سيأتي يضرب شعره الى منكبيه يعني اذا طال فاكثر ما يبلغ طول شعره صلى الله عليه واله وسلم ان يبلغ المنكبين والمنكب هو اطراف كما قلت قبل قليل هذا وصف شعره عليه الصلاة والسلام. وسيأتيك ايضا عما قريب كيف كان يصنع بشعره صلى الله عليه كيف كان يدهنه؟ كيف كان يسرحه؟ كيف كان يفرقه؟ كيف كان يجعل شعره عليه الصلاة والسلام؟ ايضا ليتضح جمال مظهره وهيئته وحسنه الكامل عليه الصلاة والسلام. قال رضي الله عنه عليه حلة حمراء الحلة اسم للباس سواء كان يتكون من ثوبين ازار ورداء او ما يرتديه الانسان. لكن لباس الزينة في الجملة يسمى حلة والحمراء ها هنا وصف لها في اللون المجمل العام. وليس المقصود ان ازاره ورداءه عليه الصلاة والسلام كان احمر قانيا. يعني لم يكن احمر خالص لان الحمرة الخالصة ورد النهي عنها في لباس الرجال. في لباس المؤمنين عموما ووصف انه من لباس اهل النار. فمنع انا من لباس الاحمر القاني. ووصف الحمار ها هنا او الحمر في ثوبه هو الوصف العام المجمل. فاذا كان الثوب مخططا ولو كان كان فيه خطوط حمراء يقال انه رداء احمر. وليس المقصود اذا اللون الاحمر القاني الذي يوصف به جميع لون الرداء او الحلة. قال رضي الله عنه في جملة يختصر لك بها وصف النبي عليه الصلاة والسلام. ما رأيت شيئا قط احسن منه. ربما تحسب ان هذا تعبيرا للبراء ابن عازب رضي الله عنه. لكنك ستجد بعد قليل عن غيره ايضا من الصحابة في مثل هذا الوصف ان احدهم يظل يصف شعره ولونه وجسده ويديه ورجليه وصدره وحواجبه وسائر الوصف الدقيق ثم يرون انهم مهما وصفوا مهما وصفوا لن تحيط عباراتهم بجمال رسول الله عليه الصلاة والسلام احد في نهاية كلامه ان يقول ما رأيت احسن منه. ما رأيت اجمل منه. ما وقعت عيني على اعظم ولا اجمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرضي الله عنهم وارضاهم. وهنيئا لهم ما اكتحلت به عيونهم. من رؤية رسول الله عليه الصلاة والسلام. وامتلأت به قلوبهم من حب وطاعة وايمان به عليه الصلاة والسلام. نعم. وفي رواية عنه قال وفي رواية عنه قال ما رأيت من ذي لمة في حلة حمراء احسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم. له شعر يضرب منكبيه. بعيد ما بين المنكبين لم يكن بالقصير الا بالطبيب. في رواية اخرى عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال ما رأيت من ذي لمة واللمة من الشعر هو ما جاوز شحمة الاذن اذا الشعر جملة اذا كثر وعظم وتوفر وسمى وفرة. اذا جمع. فاذا نزل وتجاوز حتى يصل الى المنكب فهي جمة وما تجاوز ما بين الاذن الى المنكب يسمى لمة. يقول ما رأيت من ذي لمة في حلة حمراء. يعني رأى في مرة من المرات رأى نبينا صلى الله عليه وسلم بهذا الوصف الجميل المشرق المتلألئ عليه حلة حمراء وقد ضرب وتجاوز الى ما تحت شحمة اذنه الى المنكبين. قال ما رأيت من ذي لمة في حلة حمراء احسن من رسول الله صلى الله عليه عليه واله وسلم. له شعر يضرب منكبيه يعني يبلغ شعره في طوله حدود منكبيه عليه الصلاة والسلام بعيد ما بين المنكبين لم يكن بالقصير ولا بالطويل. هذا الوصف جاء على السنة غيره من الصحابة. عند الامام الترمذي وهو حديث حسن لغيره. من رواية جابر ابن سمرة رضي الله عنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة اضحيان الليلة الاضحيان ليلة مقبرة ابن ابي طالب قال لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بالطويل ولا بالقصير شفن الكفين والقدمين ضخم الرأس ضخم الكرابيس طويل المسردة اذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما ينحط من صبر. لم ارى قبله ولا بعده مثله يقول جابر وانظر هذا وصف صحابي اخر فتواطأت اوصافهم رضي الله عنهم على مثل هذا النحو الذي كان ملفتا للانظار فكانوا ينقلونه رضي الله عنهم نقلا فرديا لكنه توافقت الجملة. يقول جابر جابر بن سمرة رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة الاضحيان فجعلت انظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم والى القمر. وعليه حلة حمراء اذا هو عندي احسن من القمر عليه الصلاة والسلام. هذا الوصف الجميل الذي يرويه جابر. الذي يرويه جابر وانا ارجو ارجو ان افتح قلبك قبل اذنيك وانت تستمع لهذا الوصف. هذا الوصف يا اخوة ليس وصف عشاق عشقوا امرأة يصفون جمالها. ليسوا وصف ارباب هوى وعشاق للجمال الشكلى الظاهرى لكنهم صحابة اولوا ايمان وحب وفداء لرسول الله عليه الصلاة والسلام لكنني كما قلت وجدوا فيه عليه الصلاة والسلام جمال الظاهر والباطن على حد سواء قلوبهم صلى الله عليه وسلم بجمال هيئته ومنظره وشكله كما اسرهم بجمال اخلاقه وباطنه عليه الصلاة والسلام كما اسرهم بجميل معاملته واحسانه اليهم عليه الصلاة والسلام. والسؤال الآن هل اجد انا وانت هذا الاسر بحبه عليه الصلاة والسلام ربما ربما نجد الاسر في حبنا له لما من الله به علينا من هدايته ودعوته ودينه وربما نجد الاسر بما نقرأ ونصف ونستمع ونتعلم من اخلاقه عليه الصلاة والسلام. لكن الخلقة والجمال والشكل الظاهر ما ظفرنا به. ولا رأيناه عليه الصلاة والسلام. افترضى يا محب افترضى ان يفوتك من جمال رسول الله عليه الصلاة والسلام ركن عظيم استمتع به الصحابة؟ هب انك ما تشرفت بالصحبة افتظن انك محروم ان تملأ قلبك حبا بجماله عليه الصلاة والسلام. وقد نقلوا لك وصفا دقيقا يسعوك ان تملأ به قلبك حبا وشوقا لرسول الله عليه الصلاة والسلام اذا لا تتأخر هذا صحابي يقول فاذا هو عندي احسن من القمر. يقول جعل يقارن بينه عليه الصلاة والسلام والقمر يقول رضي الله عنه فجعلت انظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم والى القمر. اذا هو يلقي نظرة عليه صلى الله عليه وسلم واخرى على القمر كان صادقا والوصف والوقف الموقف الذي الموقف الذي عاشه جابر بن سمرة ما كان ينشئه اختيارا لكن وجد نفسه امام جمال اخان اخذ بلبه وعقله وبصر عينيه فجعل يقارن بين النبي عليه الصلاة والسلام وبين القمر وهو كما كل ليلة اضحيان ليلة مقمرة مضيئة يعني القمر القمر تلك الليلة بدر اجمل ما يكون واكمل ما يكون واشرق ما يكون نورا وضياء وتماما. فيقول فجعلت انظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم والى القمر. فاذا هو عندي احسن من القمر. يا احبة كل محبوب موصوف بالجمال جماله احد نوعين اما جمال رقة ولطف ونعومة واما جمال هيبة وجلال. فاما جمال حبيبنا صلى الله عليه وسلم. فليس جمال الرقة والنعومة واللطف الذي يوصف به النساء والذي يعشقه الرجال لزوجاتهم كلا لكنه جمال الهيبة والجلال. جمال هيبة وجلال سمع له فيه صلى الله عليه وسلم بين جمال الوصف في الخلقة في العينين والشعر والجسد والبشرة وسائر وسائر عليه الصلاة والسلام وبين هيبة وجلال تكسوه. لان الرجل اذا نظر الى نوعه جمال. فاذا نظر الى جمال الى جمال رقيق لطيف فانه ينزرع في قلبه حب شهوة لا غير. واذا نظر الى جمال هيبة وجلال حمله ذلك فعلى حب مقرون بتعظيم ووقار. وهكذا كان حب الصحابة لرسول الله عليه الصلاة والسلام. اقول هذا الكلام من اجل من اجل الا تنزلق الاقدام. في تتبع جميل ما نقل الصحابة رضي الله عنهم. من اوصاف المصطفى صلى الله عليه وسلم سنظل نتعامل معها تعامل العشاق الهائمين في وصف جمال النساء. حاشا جماله عليه الصلاة والسلام اشرف واجل واعظم جمال غيبة وجلال. نعم جمال يأسر القلوب حبا وشوقا الى رؤيته. لكن لا يليق ابدا ان يوصف في ابيات الشعر بجمال تسمع منه شيئا ما يحرك الغرائز فكأنك تصف امرأة يمدحها زوجها. ابدا حبنا لرسول الله عليه الصلاة سلام وجماله الكامل عليه الصلاة والسلام اجل واعظم واكمل من ان يوصف على هذا النحو. ولذلك سترى عما قريب ايضا جملة اخرى من اوصاف من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يؤكد لك ذلك المعنى. نعم صلى الله عليه وسلم. اللهم صلي وسلم وبارك عليه. سابدأ بالجملة الاخيرة. ايضا هذا علي رضي الله عنه. الصاحب الملازم ابن عم رسول الله عليه الصلاة والسلام بل ان شئت فقل هو اخوه. نعم اخوه. لان نبينا عليه الصلاة والسلام تربى في حجر عمه ابي طالب. بعدما مات جده عبد المطلب فلما انتقل الى حضانة عمه ابي طالب عاش مع اولاده وعلي ولده. فاذا تربى مع علي في بيت ونشأ علي يراه كاخيه الاكبر يحبه ويجله ويحترمه ثم بلغ به ان كان اول من اسلم رضي الله عنه من الصبيان فكان ايضا من السابقين فكان له من المنزلة والحفاوة والمكانة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يبلغه غيره من الصحابة. حتى قال له النبي عليه الصلاة والسلام انت مني بمنزلة هارون من موسى غير انه لا نبي بعدي. هذا علي رضي الله عنه الذي الذي بان يكون كمال صحبته للنبي عليه الصلاة والسلام مكملا مجللا بزواجه من ابنته فاطمة. فكان جدا لاحفاد رسوله صلى الله عليه واله وسلم. علي رضي الله عنه ايضا بلغ عن جملة من اوصافه عليه الصلاة والسلام. لكنني سابدأ من حيث انتهى في جملته الاخيرة قال لم ارى قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم. انها الجملة التي يتفق على التفوه بها كل من وصف نبينا صلى الله عليه وسلم كلهم مهما تعددت بهم العبارات ومهما نجح احدهم في تعداد اوصافه عليه الصلاة والسلام يرى نفسه في نهاية الوصف عاجزا غير قادر على الوفاء بجمال ما ترى عيناه من رسول الله عليه الصلاة والسلام فيختصر لك يا من تقرأ كلامه ويا من تسمع وصفه وروايته عبر الف واربعمئة سنة بان يقول لك في النهاية توسل لا يعدو ان يكون مقاربا والا فاني ما رأيت قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم. فعليك اذا مهما مهما حاولت ان تتبع وصفه عليه الصلاة والسلام وتحاول ان تقف على شيء ما يصف لك شكله وهيئته عليك ان تجعل هذا الاطار انه ليس قبله ولا بعده مثله عليه الصلاة والسلام. وان الذين رأوه بام اعينهم يقولون ما احسن منه عليه الصلاة والسلام ولم يروا اجمل منه عليه الصلاة والسلام. هكذا يقول علي رضي الله عنه بعدما حكى جملة من الاوصاف قال فيها لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بالطويل ولا بالقصير. هذه واحدة وقد وجدتها مروية في حديث البراء وفي حديث انس فالجميع متفق في وصف طوله المتوسط صلى الله عليه واله وسلم. قال في جملة في جريدة هي علينا الان في سياق وصف خلقته؟ قال شتم الكفين والقدمين. شتم الكفين والقدمين الآن حجم كفيه وقدميه صلى الله عليه وسلم فقال شتم القدمين والكفين. وشفن اي الاصابع والراحة. يصف كفه صلى الله عليه وسلم وقدمه صلى الله عليه واله وسلم بالضخامة ليست ليست ضخامة عيب ولا شيء ما يستفز النفس ولا تقبله العين. هي كما قلت قبل قليل ضخامة تدل على عظمة في الخلقة. يريدون انه لم يكن في جماله عليه الصلاة والسلام ناعما ولا رقيقا ولا دقيق الوصف في اوصاف اعضائه وجسده عليه الصلاة والسلام. لكنه شفن الكفين يعني عظيم قدمين واليدين فوصفت اصابعه وكفه وقدمه بالعظم والضخامة. قال رضي الله عنه ضخم الرأس ضخم الكراديس هي ايضا ضخامة لا تظن انها وصف للعمالقة وانها شيء مما تتفاوت فيه اجزاء الجسد وان جزءا من جسده هو اكبر من باقي اجزائه عليه الصلاة والسلام. لا. لكن قدمه وصف كذلك ورأسه. وكفاه وقدماه وايضا الكراديس وهي رؤوس العظام والمفاصل. فاذا نظرت الى كفه الى اصابعه الى مفاصل العظام بين الاصابع والكف بيفصلوا الكف مع اليد مفصل اليد مع الكتف. الركبتان المنكبان الكعبين مفصل القدم مع الساق. كل ذلك موصوف بضخم الكراديس. فكانت رؤوس عظامه عليه الصلاة والسلام موصوفة بالعظمة. وكانت عظام جسده عليه الصلاة والسلام بالعظمة الان كيف تجمع بين هذا الوصف بالعظمة والضخامة وبين وصف الجسم كله انه كان ربعة من كان ربعة كما قلنا اي وسطا. وسطا ليس بالطويل ولا بالقصير ولا بالسمين العريض ولا بالنحيف الهزيل. كان ربعه فاذا كان ربعة كان وسطا كيف يكون وسطا وهو ضخم الرأس ضخم الصدر ضخم الكرابيس ضخم اليدين والقدمين عليه الصلاة والسلام لا تفهموا منها الا ان الجمال الموصوف في توسط جسده لم يكن جمال دقة ورقة ونعومة لم يكن جمال صغر في الجسد ولا لطف في الاعضاء بحيث يوصف بالجمال الناعم عليه الصلاة والسلام لا تقارب هذا الوصف هذا الوصف يقول انس رضي الله عنه كما روى البخاري كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم اليدين والقدمين الوجه لاحظ كيف ربط الضخامة بالحسن حتى لا يظن السامع ان وصفه بالضخامة عليه الصلاة والسلام انما هو عيب تنفرد منه الناظر وينفر منه البصر والسمع لا. هي ضخامة لا تزيده الا حسنا. هي ضخامة تتجاوز به كما فقلت جمال النعومة والرقة واللطف. يقول انس كما في البخاري كان النبي صلى الله عليه وسلم ضخم اليدين والقدمين حسن الوجه لم ارى بعده ولا قبله مثله صلى الله عليه وسلم. الجميع يكاد يختم وصفه بهذه العبارة. لا انس ولا ولا جابر ولا علي رضي الله عن الجميع. حيثما وصفوا وحيثما تعددت العبارات وحيثما نجح احدهم ان يصف المصطفى عليه الصلاة والسلام في جمال الخلقة في جمال المنظر في كمال الهيئة مهما تعددت الاوصاف يجد نفسه عاجزا ليقول في النهاية ما رأيت قبله بعده مثله. لم تر عيني احسن منه عليه الصلاة والسلام وعليك انت الان وانت تستجمع الوصف الجميل الذي يزيدك حبا للمصطفى عليه الصلاة والسلام ويزيدك منه قربا وشوقا عليه الصلاة والسلام ايضا ان تضعه في هذا الاطار انه انه ليس مثله صلى الله عليه وسلم رجل قبل له وما بعده. وما بلغ الرجال في جمالهم وفي اوصاف حسنهم مبلغ رسول الله عليه الصلاة والسلام. حتى ان بعض اهل العلم قالوا اجمل خلقة واحسن. نبينا صلى الله عليه وسلم ام نبي الله يوسف عليه السلام؟ وهو الموصوف على لسان النبي صلى الله عليه وسلم انه قد اوتي شطر الحسن نصف الجمال. فيتبادر الى اذهان كثير من الناس ان الجمال الذي خلقه الله للبشر وزع على قسمين فنصفه اوتي ليوسف عليه السلام والنصف الاخر توازعته البشرية كلها من ادم الى قيام الساعة. واننا جميعا والبشر نتقاسم نصف الجمال حتى اولئك الباهرون في الجمال هم يتوازعون النصف الذي بقي بعد النصف الذي حازه يوسف عليه السلام وبعض اهل العلم يقول ليس الامر على هذا النحو من الفهم. لكن الحصن وصف معنوي. وهو وصف لا يتجزأ يعني لا ان الوصفة شيء واحد قسم نصفين. فنصف ويعطي باقي الخلق نصفا. لا. لكن اقول انت فيك نصف جمال. واقول في ولد الاخر فيك ربع جمال تتصور اني وزعت عليهم ثلاثة ارباع حسن البشرية؟ انا اتكلم عن نسبة الجمال الى هذا الانسان. فلما اقول لفلان فيك نصف الجمال يعني نصف ما يوصف به البشر من جمال وحسن هو فيك. واذا قلت فيك ربع الجمال فهو كذلك. يقول بعض اهل العلم فاذا كان نبي الله يوسف عليه السلام موصوفا بشطر الحسن فان نبينا صلى الله عليه وسلم اوتي الحسن كله عليه الصلاة والسلام كما قلت هو حسن الظاهر والباطن. هو حسن الخلق والتعامل. هو حسن الهيئة والمظهر والسقم. هو حسن الاخلاق والتعامل. هو حسن واحسانه ايضا الى الامة كان حسنا منه عليه الصلاة والسلام. لكننا نجد انفسنا ولابد محتاجين الى الوقوف على ما الصحابة فاستجمعوا جوانب الجمال فيه عليه الصلاة والسلام فكان ذلك مكملا ايمانهم. صدقني بلغ الصحابة مبلغا عظيما في ان يقفوا على جوانب الجمال وقفوا على جماله في التعامل. فانقادت نفوسهم واسر قلوبهم عليه الصلاة والسلام. وجدوا جمالا منه ايضا في تعامله وهو يهديهم الى الاسلام. وهو يحرص على تعليمهم وهو يشفق عليهم. ويخرجهم من الظلمات الى النور. فاسر قلوبهم عليه الصلاة والسلام ايضا وجدوا مع ذلك جمال شكله وهيئته بل وجدوا الجمال حتى في مشيته عليه الصلاة والسلام وجدوا الجمال حتى في نومته عليه والسلام. وجدوا الجمال حتى في رائحة عرقه عليه الصلاة والسلام وجدوا الجمال في كل ناحية من النواحي. انها انها عين الرضا التي عاش بها الصحابة مع نبينا صلى الله عليه وسلم. والتي لا ترى كل شيء حولها الا جميلا. فاذا عن انسان تجمل منه كل شيء في عينيك. اليس كذلك؟ واذا احببت شخصا رأيت كل شيء منه حسنا وجميلا. مهما اختلفت مع الاخرين لست ازعم ان نبينا صلى الله عليه وسلم كان فيه شيء من النقص غطاه الرضا حاشاه عليه الصلاة والسلام. لكنني ان الصحابة اجمعوا على انهم رأوا في هيئته ومنظره شيئا ما رأوه في الخلق. فهي والله همسة في اذن كل مفتون بجمال اسر قلبه. لان نقول له ارفق بنفسك. واجعل مساحة في قلبك لاجمل من يمكن ان تراه عين ما الذي اسرك من جمال اخي الكريم؟ زوجتك؟ ابنتك؟ شخص ما احببته؟ صورة ما رأيتها هنا او هناك علق به قلبك لجمال ما ما الجمال فيه؟ عيناه شعره لون بشرته ثغره وفمه ام دقة انفه؟ صدقني ستكون مغبونا وظالما لنفسك ان عشت حياتك اسيرا لجمال مخلوق سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فنقول لكل المحبين ولكل العاشقين ارفقوا بانفسكم. احبوا احبوا من شئتم هونا. واتركوا مساحة واسعة لحب المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى ان اردت ان تتكلم على حب الجمال الذي يأسر الابصار والقلوب. والله ما رأت العيون ولا احبت القلوب واجمل منه صلى الله عليه وسلم. فنقول لكل الامة افسح لقلبك مساحة تجعل فيها حظا وافرا ومكانة سامية لان نبيا صلى الله عليه وسلم اكرمه الله بجمال الخلق والخلقة. لكن مشكلتك وعيبك والكلام لكل من اسر قلبك قلبه وهواه لحب محبوب ما. مشكلته انه انه لم يكتحل قلبه بجمال رسول الله عليه الصلاة والسلام. فليعطي نفسه وليقبل على وصف المصطفى صلى الله عليه وسلم فانه والله واجد في وصف المصطفى عليه الصلاة والسلام ما يسقط من عينيه كل حسن جميل. ولا يمكن ابدا ان يبقى في قلبه من عوامل الجمال والحسن الذي يأسر القلب البصر والعين والفؤاد الا النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام. يهين بعض الناس حبا في جمال من اسر حبهم قلبه ويعيش بهذا الاسد فيظل يفكر فيه. وتظل الخواطر واردة عليه. وتظل الصورة ايضا تغشاه بين الحين والحين. حتى ربما تحلم به في المنام لانه ما زال يتذكره الى اخر لحظة قبل ان ينام. فنقول لكل هؤلاء ارفقوا بانفسكم. واجعلوا جمال المصطفى صلى الله عليه وسلم واجعلوا حب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم مقدما على كل ذلك ولن يفوتكم حب ما شئتم من زوجات ومحبوبين لكن الحب الصادق الذي يجد فيه المحبون روعة الحب في الجمال ولذته بالابصار ايضا موجودا في رسول الله عليه الصلاة والسلام. نقول هذا الكلام لئلا يظن بعض المسلمين ان حديثنا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام هو حديث الايماني فقط وهو حديث ايضا يتعلق بالتزام سنته واتباعه في الاحكام. وانه لا حظ له في جانب الجمال عليه الصلاة والسلام. هذه الروايات تؤكد لك ان الصحابة رضي الله عنهم وجدوا في وصفه صلى الله عليه وسلم شيئا ما حملهم على ان ينقلوا لنا ما ثم هم بعد اجتهادهم في رواية ذلك الجمال ومحاولة وصف ذلك الجلال يجدوا انفسهم مضطرين عاجزين لان يقولوا في اخر كل جملة ما رأيت قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم. نعم. قال رضي الله عنهم شتم الكفين والقدمين ضخم الرأس ضخم الكراديس طويل المسربة. طويل المسربة المسربة اسم المسروبة اسم للخط من الشعر الذي يربط بين الصدر والسرة. شعر الانسان في صدره نوعان شعر منتشر على الصدر ويسمى شعر الصدر. لكن الخط من الشعر الذي يربط بين هذه النقرة التي في اعلى الصدر الحفرة التي تربط بين جانبي الظلوع هذا الخط الذي يربط بين اعلى الصدر الى السرة من الشعر يسمى مسربة. فكان عليه الصلاة والسلام في شعري في شعر صدره لم يكن ذا شعر لم يكن في صدره شعر سوى هذا الخط من الشعر الذي يربط بين الصدر والسرة وتسمى المسروبة. فكان طويل المسربة اي ليس فيه الا هذا الخط الدقيق من الشعر واما باقي جسده في جوانب كتفيه او في ظهره او في صدره او في بطنه فلم يكن صلى الله عليه وسلم ذا شعر والسؤال اين وكيف رأى الصحابة هذا الجزء الباطن من جسده عليه الصلاة والسلام؟ والجواب في احرامه لما يحرم ربما في ردائه اذا لبس حتى في غير الاحرام. فربما سقط الرداء عن منكبيه كما رووا ذلك في غزوة بدر وغيرها. وهوى حاصل بكل في حال انهم يقعوا بصرهم على شيء من جسده فلقوا ذلك الجزء الذي رووه. هذا الجزء الذي رواه علي رضي الله عنه قال طويل سيأتيك ايضا مزيد وصف. كيف كان هذا الخط من الشعر؟ ممثل جزءا من الجمال في خلقته عليه الصلاة والسلام في جسده الباطن الذي لا يراه الناس عامة. قال اذا مشى تكفأ تكافؤا كأنما ينحط من صبب. ذكر فيه الان في المشية مضى شرحهما قبل قليل. يتكفأ تكفؤا وهو المقصود انه يقلع رجليه قلعا من الارض قال لقمان لابنه في وصاياه واقصد في مشيك. قال يا قال يا بني اقم الصلاة وامر بالمعروف وانهى عن عن المنكر واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور ولا تصعر خدك للناس. ولا تمشي في الارض مرحا. ان الله لا يحب كل عند مختار فخور واقصد في مشيه. قال لا تمشي في الارض مرحا وقال واقصد في مشيك. مشية المرح ما هي؟ مشية الاغتيال مشية في الفخر والغرور وهي غالبا غالبا تجد فيها شيئا من الكبرياء والعلو والتعالي على الخلق. قال واقصد في مشيك كن متوسطا قصدا ليست مشية المتماوت وليست مشية المتكبر المتعجرف. لكنها مشية الوسط فيها معالم الجدة. كان الصحابة يقرأون يقرأون حتى في مشيته صلى الله عليه وسلم شيئا يستحق الوصف فوصفه لنا. رأوا ان مشيته عليه الصلاة والسلام متميزة ليست كمشية كثير من الناس فرج هذا النقل كانوا يتكفأ تكفؤا كأنما ينحط من صبر ارأيت اذا انت تنزل من جبل او من طريق فيه انحدار. وانت تحاول ان تستمسك وتستجمع نفسك لئلا تنحدر بسرعة ولا تريد ان تظهر بمظهر الجري والعدو بين الناس. فما الذي سيحصل؟ مهما تحاول امساك نفسك فان خطواتك تتسارع وهي في تسارعها متقاربة. هذا الوصف تماما هو قولهم كأنما ينحط من صبب. لم يكن يفعل ذلك عليه الصلاة والسلام عندما يمشي من كلا بل حتى اذا مشى في الارض المنبسطة كانوا يجدون هذه المشية فيه. ولهذا كانوا يرون في مشيته سبقا عليهم يعني يمشي عليه الصلاة والسلام كانما ينحط من سبب يتحدر في مشيته بخطوات متتابعة قريبة اقرب الى السرعة قال وانا نجهد انفسنا وانه لغير مكترث. نحن نسرع نتعمد الاسراع في المشي. لنلحق به صلى الله عليه وسلم فما نلحقه ونحن نعمل ذلك جاهدين وهو غير مكترث عليه الصلاة والسلام. فكانت مشيته على هذا النحو على هذا النحو يقرأ فيها الصحابة جدة وعزيمة ومضيا كان ذلك جزءا من معالم الشخصية. اليوم الدارسون لشخصيات البشر والمحللون للذوات يتكلمون عن ان طريقة كلامك وطريقة لباسك وطريقة كلامك وضحكك ومشيتك وتعاملك في الجملة هي جزء من نمطك في الشخصية كان الصحابة سباقين في هذا الوصف وهم ينقلون لنا وصف النبي عليه الصلاة والسلام الممتلئ همة وعزيمة وحرصا ورغبة في هداية البشرية وحمل هذا الدين حتى في مشيته عليه الصلاة والسلام. قال في جملة اخيرة لم ارى قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه واله وسلم. نعم. من محمد من ولد علي بن ابي طالب رضي الله عنه عنه قال كان علي اذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد اكبر اكبر اشهد ان لا اله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان اشهد ان محمدا رسول الله حي حي على الفلاح الله اكبر لا اله الا الله بسم الله الرحمن الرحيم. نقف على رواية علي رضي الله عنه لتكون مبدأنا في الدرس ان شاء الله تعالى في الجمعة المقبلة. هذا سؤال يقول فيه صاحبه اغلبنا يتردد في حلق الرأس بالموس. وقد جاء في الدرس محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لاطالة الشعر. فكيف نجمع او كيف نوفق بين محبة الشعر والحلق بالموس سهلة جدا هذه لكن اولا انا لا اوافق السائل في قوله اغلبنا يتردد في حلق الرأس بالموس. ليس اغلبنا ربما بعضنا لكن هذا المقام الذي وصف به النبي عليه الصلاة والسلام باطالة شعره هو نفسه الذي كان يحلق رأسه بالموس بعد الفراغ من النسك فالمحب للنبي عليه الصلاة والسلام يتبعه في كل احواله. حال الاحرام وحال التحلل وسائر السنة. فما يريد تشبها برسول الله عليه الصلاة والسلام فليتشبه به عندما يكون محرما وليتشبه به عندما يتحلل من احرامه تشبه به في سائر ايام السنة. لكن فيما يتعلق باطالة الشعر ايها الاخوة على وجه الخصوص. كنت ساقف معها في جملة لكن ان اؤجلها الى جمرة اخرى موجودة في وصف شعره عليه الصلاة والسلام ولعلها تكون في الدرس القادم ان شاء الله. ها هنا لابد من بيان جملة من اولها ان اطالة شعر الرأس كان عادة تفعلها العرب في ذلك الزمان. فلم يكن وصفا مخصوصا رسول الله عليه الصلاة والسلام بل كانت كان ذلك وصفا مشتركا يعم العرب في ذلك الزمان. فكان عليه الصلاة والسلام يفعل ما تفعله العرب فلم يكن يتعمد اطالة الشعر في الوقت الذي ترى فيه شعور الناس قصيرة. بل كان صفة عامة سائدة ووصفا منتشرا انذاك فكانوا يحكون شيئا ما هو من اوصافهم. فكان هيئتهم كما هو لباسهم الرداء والازار كان منتشرا وكان هو عامة اللباس لبس العمة على الرأس على اختلف انحاء العمامة. كان هو اللباس السائد انذاك. قل مثل ذلك في سائر النواحي التي اخذها الناس اعتيادا ونمطا من الحياة هو ليس وصفا مقصودا تعمده عليه الصلاة والسلام. اذا فهمت ذلك فافهم ان اطالة شعره عليه الصلاة والسلام لم يكن مقصودا لذاته بمعنى انك لما تأتي اليوم وتقول اريد ان اطيل شعري تشبها برسول الله عليه الصلاة والسلام عليك ان تلحظ هذا المعنى لن امنعك ولكن اقول لم يكن ذلك الوصف مخصوصا بذاته مقصودا حتى تأتي انت وتتعمد فعله لتريد بذلك المشابهة. اقول لن امن معك لكن اقول كن واعيا لمأخذ المسألة. بمعنى انك اذا اردت ان تفعل ذلك تشبها برسول الله عليه الصلاة والسلام فيلزمك يلزمك ان تحمل نفسك على التشبه به في شأنه كله. يعني انا لا افهم ان يحلق لحيته ثم يطيل شعره ويقول اتشبه برسول الله عليه الصلاة والسلام. اذا كانت الدعوة تشبها صادقا يحملك عليه الحب. فخذ التشبه انا اخشى ان يكون عند بعض الناس باب من الهوى وهو نوع من تلبيس ابليس ووسوسة من الشيطان هو يحب اطالة الشعر ويرى فيه حسنا لشكله في المرآة اذا نظر. او ربما احبت زوجته ذلك منه. فطلبته كل ذلك لا اشكال فيه. لكن الاشكال ان يقنع نفسه ان انه هكذا متبع للسنة. في الوقت الذي يخالف السنة في جملة كثيرة من الهدي النبوي الظاهر. فيحلق لحيته ويطيل شاربه عكس السنة تماما. يسبل ازاره مثلا ويخالف السنة تماما. تطول اظافره فيخالف السنة ايضا في ذلك الباب. فالمقصود من اراد ان ينظر الى هذه المسألة على هذا النحو فليأخذها من مأخذها. اخيرا حلق الشعر في النسك بعد الفراغ من العمرة او الحج هو سنة نبوية حتى من فعل ذلك تشبها برسول الله عليه الصلاة والسلام فاذا فرغ من نسكه فان مقتضى التشبه ايضا به صلى الله عليه وسلم يحملك على ان تحلق وانت تصيب بذلك امرين اولا ان تقتدي به عليه الصلاة والسلام. ثانيا ان تصيب ثواب واجرا عظيما فانه قال اللهم ارحم المحلقين. قالوا والمقصرين يا رسول الله؟ قال اللهم ارحم المحلقين. قالوا والمقصرين يا رسول الله قال اللهم ارحم المحلقين. قالوا والمقصرين يا رسول الله؟ قال والمقصرين. حتى والمقصرين ما قال فيه اللهم المقصرين. قال والمقصرين بواو العطف. فما اظن ان مسلما محبا لرسول الله عليه الصلاة والسلام. يتردد يتردد في مثل هذا الموقف وهو يصيب بذلك سنة واقتداء ويصيب بذلك اجرا عظيما فيها ثلاث دعوات بالرحمة من فم رسول الله عليه الصلاة والسلام. اسأل الله ان يرحمني واياكم برحمته الواسعة وان يملأ قلوبنا حبا له جل وعلا وحبا صادقا لنبيه صلى الله عليه وسلم وان يحشرنا في زمرته ويوردنا حوضه وان نتشرف بشفاعته نحن واولادنا ووالدينا وزوجاتنا اجمعين. اسأل الله تعالى ان يجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا. ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء العافية ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين ايه المشكلة هذا