عن وقت الحاجة لا يجوز عن وقت الحاجة لا يجوز ولاننا نقول لمن يتلفظ بالنية ماذا تقصد بهذا التلفظ اوتقصد ان تخبر الله بما دار في قلبك فان كنت تقصد هذا فانك قد لا تسلم من الكفر والعياذ بالله لانك تعتقد ان الله عز وجل ضعف علمه عن العلم بمقاصد نيتك. وما يخفيه صدرك وجنانك ولذلك يقول الله عز وجل قل اتعلمون الله بدينكم وقال الله عز وجل وما انفقتم من نفقة او نذرتم من نذر فان الله يعلمه. والله عليم بذات الصدور ربنا عز وجل لا يخفى عليه شيء من خفايا الصدور ولا شيء من البواعث التي يكون تكون بين الانسان وبين نفسه فاذا ما الفائدة من هذا التلفظ الجواب لا فائدة وانما هو الاحداث في الدين والابتداع في سنة سيد المرسلين شيئا ليس منه ولكن من تعلم العلم ليباهي به السفهاء او ليجاري به العلماء او ليتحيز به رؤوس المجالس فما له عند الله عز وجل يوم القيامة من خلاق لانه اشترى الدنيا بعمل وان الاحكام في الاخرة على السرائر والظواهر تبع لها ونحن بما اننا لا نزال في الدنيا فنحكم على الناس بما يظهر لنا منهم فلو جاءنا رجل وقال اني قلت لزوجتي اولها متوقف على صحة اخرها فيكفي الجميع نية واحدة وان كان اولها لا ينبني على اخرها فلا بد في كل فعل منها نية خاصة وعلى ذلك جمل من الفروع منها الصلاة لا يدخل في حيز القبول والرضا والوصف بالصواب الا اذا كان ها خالصا قال الله عز وجل ليبلوكم ايكم احسن عملا. قال ابو علي الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى فاذا التلفظ بالنية بدعة على كلا الاعتبارين ان جهرا فبالاتفاق. وان سرا ففي اصح قولي اهل العلم رحمهم الله تعالى القاعدة الثانية لا ثواب الا بالنية لا ثواب الا بالنية احسن العمل اخلصه واصوبه قيل يا ابا علي ما اخلصه وما اصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل وانه اذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون لا اثر لها ولذلك جاءنا جمع من اهل العلم يقولون ها لما رأوا ان الامر سيثقل عليه اذا امرناه باعادته من اوله قالوا ويكمل شوطه بعد الحدث اذا تطهر ويفدي دما كذا وكذا؟ هل هذا من التلفظ المشروع ولا الممنوع؟ الجواب من التلفظ الممنوع. ولذلك لا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يتلفظ بالنية لا في صلاته ولا في طهارته وضوءا وكذلك لو ان الانسان قبل طلوع الفجر بلحظة او قال الانسان مثلا عند اذان الفجر اللهم اني نويت ان اصوم لك اليوم الثاني من ايام شهر رمضان الموافق ثلاث واربعين مثلا او اربع وثلاثين او غسلا ولا في صيامه ولا في اي نوع من انواع العبادات وهذا معروف بعدم النقل عنه بعدم النقل عنه ولانه لو كان مشروعا لبينه لان المتقرر باجماع العلماء ان تأخير البيان خالصا صوابا والخالص ما كان لله والصواب ما كان على وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم القاعدة الثالثة النية تتبع العلم النية تتبع العلم وهذه قاعدة لطيفة خفيفة الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فما تقدم شرحه في هذه القاعدة يتعلق بشرح القاعدة الام ويتفرع على هذه القاعدة جمل طيبة من القواعد الطيبة المسماة بالقواعد الكلية المندرجة تحت قاعدة الاعمال بنياتها نأخذها قاعدة قاعدة مع التخفيف في ادلتها وفروعها ما استطعنا الى ذلك سبيلا القاعدة الاولى من القواعد المندرجة تحت قاعدة الاعمال بنياتها قاعدة تقول النية من اعمال القلوب لللسان النية من اعمال القلوب لا اللسان وبيان هذا ان الله عز وجل قد وزع وظائف الدين على القلب وعلى اللسان وعلى الجوارح فجعل هناك من العبادات ما هو قلبي ومنه ما هو لساني وما هو ومنه ما هو على الجوارح فالاحكام الشرعية الخمسة منقسمة على هذه الوظائف الثلاث على القلب وعلى اللسان وعلى الجوارح فتلك الوظائف الثلاث هي التي نتعبد بها لله عز وجل فالنية هل هي من اعمال الجوارح الجواب لا باجماع العلماء طيب هل هي من اعمال القلوب؟ الجواب نعم باجماع العلماء بقينا في عضو واحد وهو اللسان هل النية لها مدخل اللسان؟ له مدخل في النية ام لا نقول المسألة فيها تفصيل اما في مسألة الجهر بالنية بحيث يسمع الغير نيتك فهذا بدعة باجماع العلماء لم يقره احد من الطوائف فيما نعلم حكى هذا الاجماع ابو العباس ابن تيمية رحمه الله. فالتلفظ بالنية جهر من البدع المحدثة والامور المنكرة التي تدخل تحت قول الله عز وجل ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله وتحت قول الله تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ولان المتلفظ بالنية جهرا انما يقصد التعبد لله عز وجل بهذا التلفظ. اوليس كذلك؟ الجواب؟ بلى هو كذلك ولذلك في الصحيحين من حديث سعد بن ابي وقاص رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم له وهو في مرض في مرض خاف ان يموت منه فحينئذ نقول ان ان المتقرر عند العلماء ان الاصل في العبادات التوقيف فلا يجوز لنا ان نعبد الله عز وجل بعبادة لسانية الا وعلى ذلك دليل من الشرع والعبادات لا يدخل في اصل تشريعها الاجتهاد ولا العقل ولا الرأي ولا القياس ولا العادات ولا التقاليد حتى لو نشأ انسان في بلاد ينطق اهلها بالنية فليس ذلك بحجة له عند الله عز وجل في في مضادة الحق الذي علمه بعد طلبه للعلم فاذا هذا بدعة باجماع العلماء حكى هذا الاجماع كما ذكرت ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى وجمع من المحققين لكن بقينا في الحالة الثانية وهي حكم التلفظ بها سرا فيما بينك وبين نفسك بمعنى لا يسمعه لا يسمعك احد فهذا فيه خلاف بين اهل العلم رحمهم الله فمنهم من اجاز التلفظ بالنية باللسان ولكن سرا ومنهم من منع. والحق الحقيق بالقبول في هذه المسألة هو المن نعل اكيد فالتلفظ بالنية بدعة باجماع العلماء اذا كانت بالجهر وبدعة في اصح قولي اهل العلم اذا كانت بالاسرار. فكلاهما من الامور التي لا يعرف فعلها عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن احد من الصحابة ولا نعلمه ثابتا عن احد من سلف الامة وائمتها. وانما هي تخريجات فقهية وتعليلات عليلة لا مستند لها الا الرأي. واما من النص فلا مستند لها وما ذلك الا لان المتقرر عند العلماء ان النية من اعمال القلوب لا من اعمال اللسان. فلا مدخل للسان في النية مطلقا فانتبهوا لذلك وفقكم الله تعالى لكل خير وجعل هذه الوجوه في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر فان قلت وكيف تقول ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يثبت عنه انه تلفظ بالنية وقد كان يهل عند احرامه بحج او عمرة اللهم لبيك حجا او قال لبيك عمرة ولما ذبح اضحيته قال اللهم هذا منك ولك اللهم هذا عن محمد وال محمد وقال في الثاني عن هذا عن محمد وعن من لم يضحي من امة محمد او كما قال صلى الله عليه وسلم كيف تقول انه لم يتلفظ بالنية وقد قال ذلك فاقول هذا القول الذي رويته لنا وذكرته ليس هو من التلفظ بالنية وانما هو ذكر لساني مشروع قبل الدخول في هذه العبادات كالذكر المشروع قبل الدخول في الصلاة بقولك الله اكبر. فاذا قلت الله اكبر فانه ذكر مشروع يعلن انك الان بدأت في الصلاة. فهل كلمة الله اكبر تعتبر من التلفظ بالنية؟ الجواب لا وانما هو ذكر لساني يتعبد لله عز وجل به عند الابتدائي في في هذه العبادة وكذلك عند دخولك في النسك شرع الله عز وجل لك ذكرا لسانيا. وهو انك تقول بلسانك اللهم لبيك عمرة او لبيك عمرة فهذا ليس من التلفظ بالنية وانما يساق مساق تكبيرة الاحرام عند الدخول في الصلاة. وكذلك قول عند الاضحية اللهم هذا منك ولك. ايضا هذا من جملة الاذكار المشروعة استحب بابا كما شرع عندها التسمية. فهل اذا قلت بسم الله هذا من التلفظ بالنية؟ الجواب لا ولكنه ذكر مشروع عند هذه العبادة بخصوصها لكن لو قال اللهم اني نويت ان احج قارنا اه هذا من التلفظ بالنية هذا القول ممنوع ولو قال اللهم اني نويت ان اذبح هذه الاضحية لكذا وكذا فهذا يعتبر من التلفظ بالنية. واما الاقوال الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المواضع العبادية. فانها لا تعتبر من التلفظ بالنية في صدر ولا ورد فان قلت وكيف تقول في قول الامام الشافعي رحمه الله تعالى ان الصلاة ليست كغيرها انه لا يدخل فيها الا بذكر وحمل بعض الشافعية قول الامام الشافعي بذكر اي اي ماذا؟ اي التلفظ بالنية الجواب اجاب عن ذلك الامام ابن تيمية رحمه الله وتلميذه العلامة الامام ابن القيم بقولهم ان مراد الامام الشافعي ايش يا جماعة بقوله الا بذكر يقصد تكبيرة الاحرام ولا يقصد التلفظ بالنية. فاذا اخطأ على الامام الشافعي رحمه الله تعالى من فهم ان مراده هنا انما هو التلفظ بالنية وهذا وهذا ليس بصحيح وبناء على ذلك فلو قال الانسان عند ارادة الصلاة اللهم اني نويت ان اصلي لك صلاة الظهر اربعا خلف الامام الفلاني. هل هذا مشروع او ممنوع الجواب هذا من هذا من التلفظ الممنوع الذي لا يحب الله عز وجل سماعه في هذا الموطن ولو ان الله كان يحب سماعه لشرع قوله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم وهذا يدخل تحته جميع الاشياء جميع الاعمال لا يترتب عليها الثواب حتى ولو كانت مباحة الا اذا نويت الخير بها. اذا نويت النية الصالحة بها فيدخل تحتها الواجبات فمن قام بشيء من الواجبات بلا نية صالحة فهل يستحق الثواب ولا ما يستحق الثواب الجواب لا يستحق الثواب ولذلك يعرف العلماء رحمهم الله تعالى الواجب بقولهم هو ما يثاب فاعله ايش امتثالا. ماذا يقصدون بقولهم امتثالا اي ناويا النية الطيبة الصالحة الشرعية في القيام بهذا الواجب ويدخل في ذلك كذلك المندوبات فمن فعل شيئا من المندوبات بلا اخلاص ولا نية صالحة فان الله عز وجل يحرمه من ثواب هذا المندوب الى اذا لا ثواب الا بالنية ويدخل تحتها كذلك ترك المحرمات فمن ترك شيئا من المحرمات ولم ينوي ولم ينوي التعبد لله عز وجل بهذا الترك فان الله لا يعاقبه يوم القيامة لانه لم يفعل ولكن لا يثيبه على هذا الترك يوم القيامة لان الثواب مشروط بالنية وهو لم ينو بانه يترك لله عز وجل هذا المحرم تعبا بدا ويدخل في ذلك ترك المكروهات. فلو ترك الانسان شيئا من المكروهات فان الله عز وجل لا يثيبه على هذا الترك الا اذا كان بنية لانه لا ثواب الا بالنية فان قلت وهل يدخل تحته المباحات؟ فالجواب نعم يدخل تحته المباحات فاذا فعل الانسان مباحا بلا نية صالحة فانه لا ثواب ولا عقاب عليه ولكن اذا نوى الخير بهذا المباح فان الله عز وجل يثيبه اذ لا ثواب الا بالنية. وستأتينا قاعدة خاصة في ذلك ان شاء الله فان قلت وهل يدخل تحتها اداء الحقوق للمخلوقين هل يدخل تحتها اداء الحقوق للمخلوقين؟ كاداء الامانات ورد الحقوق الى اصحابها والديون الى اهلها هل لا بد فيها من النية حتى يثاب الانسان؟ ام انه بمجرد الفعل يثاب الجواب لابد فيها من النية حتى يتحقق الثواب ولذلك اجمع العلماء على ان من رد الدين الى صاحبه بلا نية فالرد صحيح. فالنية لا تتعلق بالصحة هنا في حقوق المخلوقين ادائها ولكن لا ثواب له في هذا الرد الا اذا نوى ها ارد الحقوق الى اصحابها والتعبد لله عز وجل بهذا الرد. والا فلا ثواب له ولو كان عند الانسان امانة وطلبها صاحبها منه ثم اداها اليه بلا نية صالحة بلا نية فانه يصح رده بالاجماع. ولكن هل هل في رده ثواب الجواب لا ثواب له اذ لا ثواب الا اذ لا ثواب الا بالنية بل ان من الحقوق بين الخلق نفقة الزوج على على زوجه واولاده نفقة الزوجة على نفقة الزوج على زوجه واولاده فانه ان ادى لهم النفقة محتسبا الاجر عند الله عز وجل. ناويا سد خلتهم واعفاف وجوههم عن تكفف الخلق. فما اعظم اجره عند الله بهذه اللقيمات وهذه النفقة قال وانك لن تنفق نفقة نكرة في سياق النفي فتعم تبتغي بها وجه الله الا اجرت عليها حتى ما تجعل فيه في امرأتك. يعني في فمها هذا منطوقه ان الثواب مربوط بالنية ويفهم منه انك انفقت نفقة لا تبتغي بها وجه الله فانه لا اجر لك ولا ثواب لك فيها وهذا من ادلة هذه القاعدة وفروعها ومنها كذلك اذا بنى الانسان مسجدا فلا جرم ان الله عز وجل يثيبه لكن ثواب الله مشروط بماذا؟ بالنية الصالحة في بنائها هذا المسجد فلو انه بناه من باب التسميع والرياء والمفاخرة نعوذ بالله من ذلك فانه مأزور وليس بمأجور. لانه طلب الدنيا بشيء من اعمال الاخرة. وما اعظم عقوبة من يطلب الدنيا بشيء من اعمال الاخرة فهذا لا خلاق له في الاخرة والعياذ بالله كونك تطلب الدنيا بشيء من اعمال الدنيا هذا لك فيه سعة تطلب المال بالبيع والشراء. انت طلبت دنيا بدنيا لكن كونك تطلب الدنيا بشيء من اعمال الاخرة فهذا والله ما اشد عقوبته عند الله عز وجل يوم القيامة اذا بنى الانسان مسجدا بالنية الصالحة فاهلا وسهلا ولذلك في الصحيحين من حديث عثمان رضي الله عنه قال من بنى مسجدا لله او قال لله مسجدا انتم معي ولا لا؟ يعني بناه لوجه الله ولارادة التقرب والتعبد لله عز وجل بهذا المسجد بنى الله له بيتا في الجنة فقوله بنى هذا جزا والجزاء معلق على شرط وهو قوله لله وبناء على ذلك فمن بنى مسجدا لا لله فهل يترتب الثواب؟ الجواب لا يترتب لتخلف الشرط والمتقرر انه اذا تخلف الشرط تخلف المشروط اي ما علق عليه ومنها كذلك تعلم العلم فانه من اعظم العبادات ولكن لا اجر في تعلمه الا اذا احتسب الانسان التعبد لله عز وجل بطلبه والنية في العلم ان تنوي رفع الجهل عن نفسك ورفعه عن امتك. ودعوة الناس الى الخير وتوجيههم الى الحق ودلالتهم الى ما يحبه الله عز وجل ويرضاه فتعمل وتعلم وتدعو الى الله عز وجل وتصبر على ما يصيبك في سبيل التعليم هذا علمه لله فيبشر بالاجر العظيم والثواب الجزيل من الله. اذ ما عبد الله عز وجل بمثل تعلم العلم ولذلك يقول الامام احمد رحمه الله لا اعلم شيئا يقاس بالعلم لمن صلحت نيته من افضل العبادات ان تتعلم ان تتعرف على على الدين وعلى الشريعة وعلى الادلة وان تدعو الى الله هذا من اعظم الاشياء بعمل من اعمال الاخرة نعوذ بالله ان نكون من هذا الصنف من الناس هذا صنف اليهود الله عز وجل اشتروا بايات الله ثمنا قليلا فمن فسد من العلماء في هذه الصورة فصار يتنصص وراء الدنيا بعمل الاخرة فهذا فيه شبه وطبع من طباع اليهود الممقوتة الملعونة نعوذ بالله منهم ومن منهجهم يدخل في ذلك ايضا الجهاد وقد تقدم ذكره. لكن عندنا حديث ابي هريرة رضي الله عنه وهو حديث لا بد من ذكره في هذا المقام فان الجهاد عمل عبادي عظيم طاعة كبيرة لله. لكن لا ثواب لمن جاهد في سبيل الله لا عفوا. لا ثواب لمن جاهد الا اذا كان جهاده لاعلاء كلمة الله عز وجل وفي سبيله انتبهوا يا طلبة العلم انتبهوا هذه دقائق ترى ليس بين الاخلاص والرياء الا شعرة فحاسب نفسك دائما قبل العمل وبعد العمل في حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا جاء قال يا رسول الله رجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عرضا من عرض الدنيا فما له يعني هل له اجر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا اجر له لم لان الثواب مربوط في الاعمال بايش؟ بالنية وهذا لم لم يخلص نيته لله وانما نوى به هذا وهذا. فهي نية مشروكة والله عز وجل لا يقبل العمل المشروك. كما قال عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه عز وجل انا اغنى الشركاء عن الشرك العمل المشروك هذا لا يقبله الله من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه قال فاعظم الناس ذلك وقالوا للرجل عد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعلك لم تفهمه فعاد الرجل فقال يا رسول الله رجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عرضا من الدنيا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا اجر له فاعظم الناس ذلك وقالوا عد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلعلك لم تفهمه. فعاد الرجل فقال كما قال فقال له النبي صلى الله عليه وسلم لا اجر اا اجر له كل ذلك يدل على صحة هذه القاعدة العظيمة وهي انه لا ثواب الا بالنية في جميع الاعمال التي يقوم بها الانسان في في هذه الحياة ومما يفرع على ذلك ايضا طاعة الامراء فان الناس في طاعتهم ينقسمون الى قسمين منهم من يطيعهم تلصصا على اموالهم ودنياهم وما يمنحونه منها او من مناصبها وشهواتها وملذاتها لا تعبدا لله عز وجل بهذه الطاعة. افهذا يؤجر يوم القيامة افهذا يؤجر يوم القيامة؟ الجواب لا ما يؤجر لا اجر له بل اننا لا نظن انه يسلم من العقوبة ان لم يغفر الله عز وجل له. لانه ابتغى الدنيا بشيء من اعمال الاخرة واما من اطاعهم ممتثلا طاعتهم بطاعة الله عز وجل فهو يطيعهم لان الله لان الله عز وجل ونبيه صلى الله عليه وسلم قد امراه بطاعتهم في غير معصية وبالسمع لهم فهو يطيعهم من هذا المبدأ يطيعهم تعبدا وتقربا لله عز وجل. وجمعا للكلمة وتوحيدا للصف ونبذا للاختلاف وقطعا لدابر الفتنة وتحقيقا للمصالح ودفعا للمفاسد. او مثل هذا يؤجر الجواب نعم لانه نوى النية الصالحة. والمتقرر عند العلماء انه لا ثواب الا بالنية. والله يعلم ما في القلوب الله يعلم ما في القلوب اذا تكلمت يا ايها العالم او يا طالب العلم على مثل ذلك. ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح ثلاثة لا يكلمهم الله شوف كيف العقوبة ما سلموا ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر اليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم وذكر منهم ورجل بايع امامه لا يبايعه الا لدنيا فان اعطاه منها رضي وان لم يعطه منها سخط واضح ولذلك وعلى ذلك قول الله عز وجل فان اعطوا منها رضوا ربوا عنك وعن صحابتك وعن دينك وشريعتك التي جئت بها لما ملأت جيوبهم من النقود رضوا عنك وان لم يعطوا منها اي من شهواتها وحظوظها اذا هم يسخطون عليك وعلى اصحابك ومنهجك ودينك وشريعتك فاذا صار مبدأ سخطهم ورضاهم وحبهم وبغضهم متعلق بامر من امور بامر من امور الدنيا فالحذر الحذر يا طلبة العلم من مثل ذلك راقبوا نياتكم دائما وحاسبوا انفسكم قبل العمل وبعد العمل وتذكروا دائما قول السلف ما من فعلة وان دقت الا وينشر لها ديوانان ديوان لم وديوان كيف فاما ديوان لم فانه سؤال عن اي شرط عن شرط الاخلاص واما ديوان كيف فانه سؤال عن المتابعة ولذلك لا يدخل العمل مهما عظمت منزلته عند الله وقد تقدم شيء من التنبيه عليه لكنني اسألكم ان كنتم فهمتم ما مضى هذه القاعدة في اي نوعين نية؟ احسنت يا علاء في نية ايقاع العمل وهي ان من عزم على فعل الشيء فقد نواه. فحقيقة النية للاعمال هو ان تعزم على فعلها فاذا عزمت عليها فحقيقة عزمك وهمتك وقيامك بها او او اليها هذه حقيقته انك نويتها ولذلك لو سمع مسلم اذانا المغرب ثم القى ما في يده واتجه الى دورة المياه فجميع المسلمين يتوضأ طبعا. فجميع الناس العقلاء اذا اطلعوا على فعل هذا ماذا سيقولون سيذهب وينام فيذهب لطبخ الطعام ها فيقول سيذهب للصلاة فاذا علم الناس من ظاهر فعلك شيئا ها انت قد لا تعلمه فتتلفظ بالنية واللهم ان نويت ان اصلي كيف لا تعلم من نفسك ما قد علمه الناس ما قد علمه الناس منك فاذا حقيقة النية في ايقاع العمل هو ان تعزم عليها وهذا العزم متعلق بمعرفة ما تريد. والعلم به فمن عرف وعلم ما يريد وما سيفعل فقد نوى والله اعلم ومن القواعد المباحات تنقلب عبادات بالنيات الصالحات المباحات تنقلب عبادات بالنيات الصالحات بسم الله وذلك لان العلماء عرفوا المباح بانه لا ثواب ما لا ثواب فيه ولا عقاب لذاته فاذا فعل الانسان مباحا فلا ثواب له ولو تركه فلا عقاب عليه ولكن لو ان الانسان قبل فعل المباح نوى بفعله الخير فان الله عز وجل يرقي هذا المباح من كونه فعلا لا ثواب ولا عقاب فيه الى كونه قربة وطاعة لله عز وجل يثاب عليها العبد يوم القيامة ولذلك المتقرر عند العلماء الوصية فيما بينهم الا تعمل عملا الا ولك فيه نية لما قيل للامام احمد اوصنا قال لا تعملوا عملا الا ولكم فيه نية صالحة فاذا من اقترن بفعله للمباح نية صالحة صار المباح طاعة وقربة وهنا تنبيه لطيف وهي انه لو سألنا سائل كيف تترقى المباحات من كونها مباحة الى كونها طاعة فاقول لك تكون المباحات طاعات بامرين بالهيئات والنيات وعلى ذلك جمل من الامثلة التوظيحية المثال الاول النوم مباح لا ثواب فيه ولا عقاب فاذا نمت فلا ثواب لك وان لم تنم فلا عقاب عليك ولكن لو ان الانسان نوى بنومته التقوي على طاعة الله عز وجل واحتسب تلك النومة في ميزان حسناته فان الله عز وجل لا يرفع قلم الحسنات عنه ما دام نائما وسيرى في ميزان حسناته يوم القيامة ان قبل الله نيته وعمله سوف يرى نومته تلك في ميزان حسناته مكتوبة له. فهي له لا عليه ولذلك كان السلف يحتسبون نومتهم كما يحتسبون قومتهم فلا ينامون الا لله ولا يقومون الا لله فاذا صار النوم بالنية ها عملا صالحا يثيب الله عليه وكذلك يكون النوم عملا صالحا مع النية بالهيئة وهي ان تنام على الصفة التي نام عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم من كونك تتوضأ اولا ثم تضطجع على شقك الايمن ثانيا ثم تنام بعد قولك للاذكار كاملة فمن فعل ذلك فان نومته تصير بتلك الهيئة والنية قربة وطاعة وان اختلت الهيئة وتحققت النية فهل يكون نومه طاعة الجواب نعم المهم لا تختل النية المثال الثاني جماع الزوج لزوجته مباح فلا ثواب له ان جامع ولا عقاب عليه ان ترك الجماع هذا باعتبار الاصالة لكن الانسان لو نوى بجماعه النية الصالحة وجامع على الهيئة الشرعية فان جماعه هذا ينقلب من كونه مباحا لا ثواب ولا عقاب عليه فيه الى كونه طاعة وقربى لله عز وجل وعلى ذلك ما في صحيح الامام مسلم من حديث ابي ذر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم وفي بضع احدكم صدقة. قالوا يا رسول الله ايأتي احدنا شهوته ويكون له فيها خير اجر يعني قال ارأيت ان وضعها في حرام؟ اكان يكون عليه وزر؟ قالوا نعم قال فكذلك اذا وضعها بحلال كان له اجر وقد ذكر العلماء ان الانسان عند الجماع له احدى ثلاث نيات ان جمع بينها فالحمد لله والا فلا تفوته واحدة منها اولا ان ينوي بجماعه اعفاف نفسه هو عن الحرام الثاني ان ينوي اعفاف زوجته عن الوقوع في الحرام الثالث ان ينوي ان يكون جماعه هذا سببا لاخراج ذرية صالحة يعبدون الله عز وجل في الارض فمن نوى واحدة من هذه او كلها فانه ينقلب جماعه الى كونه طاعة يراها في ميزان حسناته ويؤجر عليها المثال الثالث الاكل والشرب فان الاصل انهما مباحان فمن اكل فلا ثواب له ومن ترك الاكل فلا عقاب عليه ولكن كيف يجعل الانسان اكله وشربه طاعة الجواب اذا نوى به النية الصالحة. واكل على الهيئة المشروعة كيف النية الصالحة؟ الجواب ان ينوي باكلته هذه التقوي على طاعة الله عز وجل واما الهيئة ان يأكل مثلا مما يليه وان يسمي عند الابتداء ويحمد الله عند الانتهاء يأكل بثلاثة اصابع ولا يملأ بطنه شبعا وهكذا فالاكل والشرب بالنية الصالحة والهيئة الحسنة الشرعية صار طاعة ومنها ولعله اخره حتى لا نطيل عليكم. الذهاب الى الوظائف فان الذهاب الى الوظيفة من الطاعات عفوا من المباحات التي لا ثواب للانسان ولا عقاب عليه فيها فان ذهبت الى الوظيفة فلا ثواب لك وان تركت الذهاب لها فلا عقاب عليك. ولكن العاقل منا يريد ان يجير هذا الوقت الطويل في الوظيفة الى ميزان حسناته. فكيف ذلك اقول يكون ذلك طاعة بالنية الصالحة وهي انك تستشعر انك بذهابك الى الوظيفة ها تريد ان تأخذ مالا لتكف به وجهك عن تكفف الخلق وتغني به زوجك واولادك واهلك ووالديك وتنفق عليهم من المال الحلال وتنوي التيسير على المراجعين وانهاء معاملاتهم والتعاون معهم على البر والتقوى وان كنت مدرسا تنوي تعليم الناس الخير ودلالتهم عليه وتوجيه الطلاب الى الاخلاق الحسنة فاذا او نحو ذلك فاذا نويت ذلك فان هذا هذه الوظيفة من اول ذهابك الى اخر رجوعك الى بيتك مع جميع ما يصيبك فيها من صعود الدرج ونزوله وتعب الظهر والم العين وتعب اليد بكثرة الكتابة كل ذلك تحتسبه في موازين حسناتك يوم القيامة. ومنها كذلك ولا خلاص مليتوا واضحة القاعدة ها طيب البيع والشراء على كل حال هو مباح لا ثواب ولا عقاب فيه لذاته فاذا بعت واشتريت فلا ثواب لك واذا بعت واشتريت واذا تركته فلا عقاب عليك. ولكن لو نوى الانسان ببيعه النية الصالحة الحسنة وصدق ولم يغش وبين واظهر الحقيقة للناس فان الله عز وجل يبارك له في بيعه ويأجره على هذا البيع والشراء ولذلك يقول النبي عليه الصلاة والسلام ها من غش فليس منا ويفهم منه ان من صدق وبر فهو منا. اذا هو مأجور بما انه منا وكذلك في الصحيحين من حديث حكيم بن حزام قال النبي صلى الله عليه وسلم البيعان بالخيار ما لم يتفرقا او قال حتى يتفرقا. فان صدقا وبينا بوركا صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما وان كذبا وكتما محقت بركة بيعهما والفروع على هذا كثيرة معروفة. اذا اي مباح تريد ان تحوله الى كونه طاعة فما عليك الا استشعار النية الصالحة قبل قبل فعله والله اعلم. القاعدة التي بعدها النية شرط لصحة المأمورات وشرط لترتب الثواب في المتروكات النية شرط لصحة المأمورات وشرط لترتب الثواب في المتركات او نقول الطرق. وذلك لان الشريعة عندنا تنقسم الى قسمين قسم يقال للمكلف فيه افعل فهذا القسم نسميه بالمأمورات كالامر بالصلاة والزكاة والطهارة والحج وبر الوالدين والعمرة والصدق في الحديث وغيرها من مأمورات الشرع والقسم الثاني قسم يقال للمكلف فيه لا تفعل وهو قسم المتروكات نصطلح على تسميته بالمتروكات. فاذا قلنا المأمورات فنعني به ما قيل فيه افعل واذا قالوا المتروكات او التروك فيعنون به ما قيل فيه لا تفعل النية في البابين يختلف اثرها النية في البابين يختلف اثرها فاما اثر النية في باب المأمورات فهو لصحتها فاي شيء امر الشارع بفعله فان النية شرط لصحته. فلو فعل العبد عبادة امر بفعلها بلا نية بلا نية فانا عبادته باطلة اذا فائدة النية في باب المأمورات هو الصحة واما في باب الترق فلا تعلق للنية بصحتها وانما النية تؤثر في ترتب الثواب عليه فاذا فائدة النية في المتركات انما هو ترتب الثواب فقط بمعنى انك لو انك لو فعلت هذا عفوا لو تركت هذا المحرم بلا نية فانه لا عقاب عليك لعدم الفعل ولا ثواب لك لعدم النية ولكن يستثنى من باب المأمورات هذا تنبيه مهم يستثنى من باب المأمورات ما كان لحق المخلوقين ما امرك الشارع به لحق المخلوق كالامر بماذا برد الامانات في قول الله عز وجل ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها معي ولا لا طيب لو ادى الامانة بلا نية فلا يأتينا طالب علم سمع القاعدة منا ويقول اداء الامانات مأمور به فهو من باب المأمورات والمأمورات لا تصح الا بالنية. نقول لا لان ردها انما وجب لحق من حقوق الله الخاصة ولا لحق من حقوق المخلوقين ها مراعاة لحقوق المخلوقين فيما بينهم. وكذلك اداء الديون. لو سدد الانسان الدين بلا نية فهل سداده باطل اجيبوا يا اخوان ها صحيح ولكن لا ثواب له الا بالنية فاذا ما نقوله في المنهيات نقوله في المأمورات فيما بين المخلوقين فالحقوق بين المخلوقين النية لا اثر لها في صحتها وانما النية تؤثر في ثوابها اعد يا فهد نعم وعلى ذلك ما حكم النية في الوضوء الجواب شرط لصحته لانه من باب المأمورات ما حكم النية في الغسل الجواب شرط لصحته لانه من باب المأمورات ما حكم النية للصلاة الجواب شرط لصحتها لانها من باب المأمورات. ما حكم النية للحج والعمرة والصوم الجواب شرط لصحتها لانها من باب المتروكات ما حكم النية في ترك الزنا او نقول لو ترك الزنا بلا نية فما الحكم فتركه فتركه صحيح ولكن لا ثواب له في هذا الترك. لو ترك الانسان لو ترك الانسان حلق لحيته قال لها اسكت لو ترك الانسان حلق لحيته. حلق اللحية لا يدخل في باب المأمورات ولا المكروبات؟ من باب المأمورات من باب المأمورات فلا ثواب له في هذه في هذه التربية الا بالنية الصالحة طيب ترك الانسان شرب الخمر اما تركه بلا نية يصح ولا يعاقب على شرب الخمر يوم القيامة لانه لم يشرب لكن هل له ثواب في هذا الترك؟ الجواب لا لا ثواب له لان الثواب مربوط مني طيب مسألة خطيرة ازالة النجاسة لو ان الانسان علق ثوبه على الجدار فجاء مطر فغسل النجاسة التي فيه. اويثاب على زوال النجاسة هنا ولا ما يثاب زين الجواب ننظر الى نيته فان كان قصد وضع الثوب لما رأى السحاب فقال لعله يأتي مطر يغسل تلك النجاسة فحينئذ يثاب ولا ما يثاب يثاب لانه قصد لكن لو وضعه هكذا كيفما اتفق ثم جاء المطر فغسله ولم يقصد هو هذا الامر فحينئذ زوال النجاسة صحيح وحكمها قد ذهب ولا يشترط لزوالها او لصحة زوالها نية صاحب الثوب لكن لا ثواب له في نية في ازالتها الا بالنية الا بالنية واضحة القاعدة القاعدة التي بعدها الاعمال لا تقبل الا بالاخلاص والمتابعة الاعمال لا تقبل الا بالاخلاص والمتابعة وقد تقدم وكل الكلام من اول القاعدة الى الان كله في هذه القاعدة وقد اجمع العلماء على ان الاعمال لا ترفع الى الله عز وجل الا بهذين الشرطين بالاخلاص والمتابعة ومعنى اشتراط الاخلاص ان يكون الباعث لك على هذا العمل ارادة وجه الله عز وجل والدار الاخرة فقط ومعنى قولنا المتابعة يعني ان يكون عملك واقعا وفق ما اوقعه عليه النبي صلى الله عليه وسلم بلا زيادة ولا نقصان ودليل هذه القاعدة قول الله عز وجل فمن كان يرجو لقاءه ربه فليعمل عملا صالحا وهو ما وافق السنة ولا يشرك بعبادة ربه احدا وهو ما تحقق فيه الاخلاص فلا تقبل الاعمال ولا ترفع الى الله الا بهذين الشرطين وقول الله عز وجل وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين والادلة قد تقدم ذكرها على كل حال ولكن شرط المتابعة لم نذكر له ادلة فلابد ان نتحفكم بشيء من ادلته في الصحيح قوله قال الله عز وجل ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله اي الاذن الشرعي فافاد ذلك ان العبادات مبنية على التوقيف فلا يجوز للانسان ان يفعل شيئا من ما يعتقد انه عبادة الا وعلى ذلك دليل من الشرع وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم من احدث في امننا هذا ما ليس منه فهو رد وفي صحيح الامام مسلم من حديثها رضي الله عنها قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد وفي صحيح الامام مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا خطب يوم الجمعة احمرت عيناه وعلى صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم وكان يقول اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل بدعة ضلالة وفي السنن من حديث العرباظ الذي تعرفونه فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة زاد النسائي وكل ضلالة في النار والادلة في هذا المعنى كثيرة ويكفي من القلادة ما احاط بالعنق ثم اعلم رحمك الله تعالى ان القاعدة تقول عند النطق بها فمن نطق بالالفاظ الصريحة فاننا نرتب عليها اثارها ولا ننظر الى نيته لان المتقرر عند العلماء ان الاحكام فيما بيننا في الدنيا على الظواهر والسرائر تبع لها ان العبادة بكل متعلقاتها توقيفي ان العبادة بكل متعلقاتها وما يحيط بها مبناه على التوقيف فمما يحيط بالعبادة الاسباب فالاسباب فقاعدة الاسباب انها مبنية على التوقيف فلا يجوز لاحد من الناس كائنا من كان ان يربط عبادة بسبب من الاسباب الا وعلى ذلك الربط دليل من الشرع ومن الامور المحيطة بالعبادة الشروط فالقاعدة فيها تقول الاصل في شرط العبادة التوقيف على الادلة فلا يجوز لاحد كائنا من كان ان يربط عبادة بشيء من الشروط الا وعلى هذا الربط دليل من الشرع ومن الامور المحيطة بالعبادة الصفات وقاعدتها تقول صفات العبادة مبنية على التوقيف فلا يجوز لاحد كائنا من كان ان يربط عبادة بصفة من الصفات او صفات او هيئة من الهيئات الا وعلى ذلك الربط دليل من الشرع ومما ومما يحيط بالعبادة ايضا الزمان وقاعدته تقول الاصل في ربط العبادة بزمان دون زمان التوقيف على الادلة فلا يجوز لاحد كائنا من كان ان يربط عبادة او فضيلة عبادة بزمان دون زمان الا وعلى هذا الربط دليل من الشرع ومما يحيط بالعبادة ايضا المكان فقاعدته تقول الاصل في ربط العبادة بمكان او فظيلة العبادة بمكان التوقيف على الادلة فلا يجوز لاحد كائنا من كان ان يربط عبادة فضيلة عبادة بمكان دون مكان من الكرة الارضية الا وعلى هذا الربط دليل من الشرع ومن الامور المحيطة بالعبادة ايضا المقدار حرصوا على المتابعة الكاملة المطلقة هذا الصنف الوحيد هم الذين اعمالهم تقبل عند الله ولذلك يقول الله عز وجل وقليل من عبادي الشكور. يا اخوان ربع فقط هم الناجون وربع من الخلق هم الناجون فقط وقاعدته تقول الاصل في المقدرات الشرعية التوقيف على الادلة. الاصل في المقدرات الشرعية او التقديرات الشرعية التوقيف على الادلة فلا يجوز لاحد كائنا من كان ان يربط عبادة بمقدار او فضيلة عبادة بمقدار معين الا وعلى هذا الربط دليل من الشرع. اذا نخلص من هذا ان العبادة كتب بكل متعلقاتها مبنية على التوقيف. بل ويدخل في ذلك المبطلات ايضا وقاعدته تقول العبادة المنعقدة بالدليل الشرعي لا تنقض الا بالدليل الشرعي. كما قال الناظم اذ ان من عقد الدليل بحكمه لا ينقضن بلا دليل ثاني فلا يجوز لاحد مين اللي يكمل كائنا من كان فيه اهم شيء عندي انا تانى من كان هذا اهم شيء عندي فلا يجوز لاحد كائنا من كان ان يحكم على عبادة قد انعقدت بالدليل الشرعي بانها باطلة الا بالدليل الشرعي. اذا العبادة باعتبار اصلها وباعتبار اسبابها وباعتبار شروطها وباعتبار صفاتها وباعتبار زمانها وباعتباري مكانها وباعتباري مقدارها وباعتباري مبطلاتها كل ذلك مبني على التوقيف فلا يجوز لاحد ايا كانت منزلته في العلم والدين ان يحكم بشيء من ذلك الا وعلى ذلك دليل فمن حكم بلا دليل فقد شرع للناس ما لم يأذن به الله وقد قال الله عز وجل ام له ام تركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولا خلاص للمرء يوم القيامة الا اذا حقق هذين الشرطين الاخلاص والمتابعة وقد قسم العلماء الناس باعتبار عملهم وقيامهم بهذين الشرطين الى اربعة اقسام اناس لا اخلاص ولا متابعة عندهم وهؤلاء هم شر الاقسام على الاطلاق كالذين يراؤون في تقديم النذور للقبور لا تضحكوا شر البلية ماذا؟ والحمد لله اللي عافانا مما ابتلاه الذين يراؤون في الاحتفالات البدعية الذين يراؤون بدفع الاموال الطائلة للمقرئين في العزاء هؤلاء لا اصابوا في جانب الاخلاص ولا اصابوا في جانب المتابعة وهم شر الاقسام على الاطلاق. نسأل الله عز وجل الا يجعلنا ولا يدخلنا في هذا القسم القسم الثاني اخف شوي وهم اناس لا متابعة عندهم ولكنهم مخلصون في اعمالهم لا يبتغون باعمالهم الا وجه الله ولكن اعمالهم على غير وفق السنة كالذين يتعبدون لله عز وجل بالاذكار الجماعية او بالابتهالات الصوفية البدعية او بالصلوات المبتدعة فلو انك شققت عن قلبه لما وجدت فيه الا ارادة الله لكن العمل ها على غير وفق السنة. هذا ما حكمه باطل حتى وان كان صاحبه من اعظم الناس اخلاصا لفوات شرط القبول وهو المتابعة القسم الثالث اناس عندهم متابعة عجيبة وعظيمة فهم يحرصون على تتبع السنة الظاهرة ويسألون العلماء عنها حتى يسجدوا كما سجد رسول الله. ويركعوا كما ركع رسول الله. ويتصدقوا كما تصدق رسول الله ويحجوا ويعتمروا ويفعلوا كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم في ظاهري الاعمال لا اشكال عندهم. ولكن اعمالهم مبنية على غير ساق الاخلاص بنيت على غير ساق الاخلاص ففيها متابعة ولكن لا اخلاص فيها فما حكم اعمالهم عند الله الجواب غير مقبولة اعمالهم مردودة وهؤلاء الاصناف الثلاثة المحكوم على اعمالهم بالرد يدخلون تحت قول الله عز في عموم قول الله عز وجل قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا اولئك الذين كفروا. هذه وان نزلت في سبب خاص الا ان العبرة بعموم الالفاظ لا بخصوص الاسباب. ويدخلون تحت قول الله عز وجل وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا لفوات شرط القبول بقي القسم الرابع الذي اسأل الله من هذا المنبر لي ولكم ولعامة اخواننا المسلمين ان يجعلنا منهم ويثبتنا على منهجهم وعلى سيرهم وطريقهم الى ان نلقاه وهم قوم حرصوا الحرص الكامل على تصفية بواطنهم وتصفية ظواهر اعمالهم فصارت اعمالهم منبثقة من ساقي الاخلاص والمتابعة فلا تجدوا اعمالهم الا واقعة على وجه الاخلاص لله. فلا يقصدون باعمالهم شيئا من حظوظ الدنيا ولا شهواتها وانما يريدون بها وجه الله عز وجل وهي واقعة على وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا زيادة فيها ولا نقصان ولا خلافا للمتابعة مطلقا بجميع متعلقاتها جنسا وسببا وزمانا ومكانا وصفة ومقدارا والا فثلاثة ارباع الخلق ها هالكون بسبب المخالفات السابقة يعني هذه القسمة الرباعية لم ينجوا منها الا قسم واحد واما الاقسام الثلاثة فاعمالهم رد عليهم قال الله عز وجل وقليل من عبادي الشكور وقال الله عز وجل وما امن معه الا قليل. وقال عليه وقال الله عز وجل وقليل ما هم وقد كانوا اذا عدوا قليلا فقد صاروا اقل من القليل وفي الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم الا ترضون ان تكونوا شطر اهل الجنة؟ قال فحمدنا الله وكبرنا. فقال اني كذا وكذا الى الى ان قال وما انتم في اهل الشرك الا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الاحمر او قال الاسود. فاذا اهل الحق في كل زمان مذ خلق الله السماوات والارض واهل الحق هم الاكثر ولا الاقل هم الاقل دائما هم الاقل دائما ولذلك في الحديث يقول النبي عليه الصلاة والسلام ويأتي النبي وليس معه احد. القاعدة التي بعدها الكنايات تفتقر في ثبوت اثارها الى النيات الكنايات الظاهر ان اليوم كله بنجلس في القاعدة هذي لانها من اطول القواعد وما بعدها ايسر منها بكثير ان شاء الله النية الايش الكنايات تفتقر في ترتب اثارها الى النيات وبيان ذلك ان نقول ايها الاحباب ان الالفاظ باعتبار دلالاتها على معانيها تنقسم الى قسمين الفاظ هي نص في معناها لا تحتمل شيئا اخر الفاظ هي نص في معناها لا تحتمل الى معنى لا تحتمل معنى اخر كقول الله عز وجل فصيام ثلاثة ايام في الحج وسبعة اذا رجعتم تلك عشرة هذه نص في طلب صوم عشرة ايام هل يحتمل انها احدعشر يوم هل يحتمل انها تسعة ايام بل هي نص في هذا المعنى لا تحتمل الا معنى واحد فالالفاظ التي لا تحتمل الا معنى واحدا نسميها النص الفاظ نصية وهذا النوع من الالفاظ لا شأن له بقاعدتنا هذه وانما قاعدتنا في النوع الاخر من الالفاظ وهي الفاظ ليست هي نص في معناها عفوا ليست هي نصا في معناها وانما هي محتملة لمعنيين او اكثر فاذا اذا قيل لك ما الكناية قل هو اللفظ الذي يحتمل معناه ويحتمل معنى اخر يعني لفظ يحتمل معنيين فاكثر هذا يسمونه الكنايات. نحن نسميه في الفقه كناية ونسميه في باب العقائد الالفاظ المجملة ولا ليه يا جماعة طيب وان اختلفت المسميات فلكل اهل فن اصطلاحهم فعندنا في باب الفقه والقواعد نسميها كنايات طيب السؤال الان متى تترتب على الالفاظ الصريحة اثارها انت طالق فماذا سيقول له المفتي وقع الطلاق هل يقبل منه بعد ذلك انه قال كنت اريد ان اقول انت طالق من كل قيد او من كل حبل او طاهر فقلت طالق نقول نحن نفتي بوقوع الطلاق واما نيتك فندينك فيما بينها وبين الله هو الذي يحكم عليك بمنيتك لاننا ما ندري عن نيتك ولو اننا فتحنا باب انتبه باب عدم الحكم وترتيب الاثار على الالفاظ الصريحة عند تلفظ اصحابها بها الا بالنظر الى النيات لما اوقعنا طلاقا ولا اوقعنا ظهارا اذ كل محتال سيجد بابا لحيلته باسقاط هذا الاثر سؤال ثاني متى تترتب الاثار على الكنايات الجواب اذا اقترنت بالنيات فاذا نحن لا نستفصل المتكلم عن نيته الا اذا كان لفظه محتملا الا اذا كان لفظه محتملا لهذا الموضوع ولموضوع اخر. فنحن لا ندري اهو يقصد هذا الموضوع او هذا الموضوع فبما ان الامر محتمل حينئذ نرجع الى تحديد احد المعنيين في نيته فاذا سؤال اخر متى نحتاج الى سؤال المكلف عن قصده بالكنايات لا في الصنائح في الكنايات يعني في الكنايات لا في الصراحة وبناء على ذلك لو جاءكم رجل وقال قلت لزوجتي انت كامي هل هذا صريح في الظهار ولا كناية كناية تحتمل كم من احتمال احتمالين يحتمل انه اراد انت كامي باعتبار الجماع والوطء فان اراد هذه النية فهو مظاهر ويحتمل انه اراد بقوله انت كامي باعتبار المنزلة والاحترام والتقدير فهنا لا شيء عليه لكن نقول له مهما بلغت زوجتك من الحنان والعطف والرعاية فانها لا يمكن ان تصف مصافا امك فهو خطأ اخطأ فقط في القول. اذا متى رتبتم الحكم على هذه الكناية لما استفسرتم عن القصد لوجود الاحتمال. طيب ومثال اخر لو قال رجل لزوجته انت خلية انت خلية فكلمة خلية تحتمل انه اراد الطلاق يعني مخلاه واذا طلق الزوج زوجته فقد خلاها ويحتمل انه اراد بخلية يعني انك متروكة الكلام متروكة النفقة متروكة الحنان متروكة العطف متروكة كذا لا يقصد به عين الطلاق فاذا قوله انت خلية هل نرتب عليه الاثر مباشرة ام لابد من استفصاله عن نيته الجواب لابد من استفصاله عن نيته. فلو سألت وقلت لم لا بد من الاستفصال الجواب بجاوبنا الذي يضيق صدري الجواب لان اللفظ كناية وليس بصريح والاستفصال انما يكون مع الكنايات لا مع الشرائح طيب ومثال اخر لو قال الانسان لزوجته عليه عفوا قال لها ان لم تذهبي معي لاهلي فانت طالق هل هذا صيغة صريحة في الطلاق؟ الجواب يقول العلماء لو لم يعلقه لكان طلاقا صريحا منجسا لكن لما علقه لما علقه ها صار لفظا محتملا وكناية فحين اذ لو قال الزوج لزوجته ان فعلت كذا او ان تركت كذا فانت طالقة فاننا لا نحكم عليه ببقوع الطلاق مباشرة بل لا بد من الاس تف صاد عن نيته فان قال انا والله لم اقصد الطلاق هذه حبيبتي وعشيرة حياتي لا يمكن ولم يقم في ذهني اصلا انني اريد الطلاق. وانما اريد اخافتها وتهديدها وحثها ومنعها. فنقول فنقول ماذا لا يقع طلاق وانما عليك كفارة يمين لان حقيقة قولك هذا يمين في المعنى وان لم تكن يمينا في اللفظ واما ان قال نعم انا اريد طلاق هذه المرأة هذه المرأة اذتني في حياتي كلما قلت كلما كلما قلت لها اذهبي معي الى اهلي تقول لا فقلتها اذا هذه المرة هي قاصمة الظهر ان تذهبي والا تطلقي فهنا اراد حقيقة الطلاق بتصريحه هو لا بفهمك انت فاذا بين لك احد المعنيين فاحمل كلامه عليه ورتب الاثر المناسب له حينئذ فان قلت لماذا استفصلنا؟ فنقول لان الامر كناية والاستفسار يكون مع الكنايات لا مع الشرائح ويفرع على هذه القاعدة ايضا الفاظ القذف فان القذف له لفظان لفظ صريح لا يحتمل الا القذف فهذه هل نرتب عليها الاثر مباشرة الجواب لا فان قلت ولم فاقول لانها كناية والمتقرر عند العلماء ان الكنايات تفتقر في ترتب اثارها الى النيات والله اعلم. افهمتم؟ القاعدة التي بعدها العبادات ذات الاجزاء العبادات ذات الاجزاء ان كان صحة اولها متوقف على صحة اخرها فيكفي فيها نية فاصلة بعد وان كانت عفوا وان كان اولها لا ينبني على اخرها فلابد في كل فعل منها نيته واذا مرة اخرى العبادات ذات الاجزاء ان كان صحة فانت ترى وتعلم ان اول الصلاة لا يصح الا اذا صح اخرها فما الحكم لو ان الانسان احدث قبل السلام بوقت يسير بطلت الصلاة كلها اذا الصلاة ذات اجزاء يتعلق اولها بصحة اخرها فهي اربع ركعات وفي كل ركعة منها اجزاء فهي عبادة ذات اجزاء فهل لا بد في كل ركعة منها نية خاصة؟ ام يكفي الجميع نية واحدة؟ الجواب بل يكفي الجميع نية واحدة لانها من ما يتعلق اوله بصحة اخره ومنها الصوم عبادة صوم اليوم الواحد اقصد صوم اليوم الواحد عبادة يمر عليك فيها اجزاء من الوقت. لكن لا يصح اخرها عفوا لا يصح اولها وهو صومك بعد طلوع الفجر الا اذا صح اخرها وهو صومك قبل غروب الشمس بقليل. بمعنى ان الانسان لو افسد صيامه قبل غروب الشمس بدقيقة لفسد اول الصيام فحين اذ يكفي عن اليوم كله بجميع اوقاته نية واحدة من اول النهار ومنها شهر رمضان باعتبار ايامه فانه تسع وعشرون يوما او ثلاثون يوما. اذا شهر رمظان عبادة ذات اجزاء طيب ما رأيكم لو ان الانسان صام اليوم الاول صحيحا وصام اليوم الثاني صحيحا ولكنه افسد اليوم الثالث اي افطره عمدا بلا عذر ثم صام اليوم الرابع والخامس فما الذي يفسد من صيامه اليوم الذي افسده فيه ولكن لا يفسد اول العبادة ولا ما فعله بعد هذا الافساد. اذا عبادة رمضان عبارة عن ايام لا يتعلق صحة اولها بصحة اخرها ففي ذلك دليل على ترجيح انه لابد لكل صوم صوم يوم من نية خاصة والنية يعني نية ايقاع العمل وهي ان الانسان اذا علم ان غدا من رمضان فهذا نيته بل ان الذين يتسحرون نيتهم سحورهم بل اذا افطر فهو يعلم انه سيصوم غدا فتلك نيته فاذا قلنا انه لابد في كل يوم من ايام رمضان من نية خاصة فليس الامر بتعجيز وليس الامر بتثقيل كما يظنه البعظ هذا القول ارجح من قول من قال بان رمضان كله عبادة واحدة فيكفيه نية واحدة ما لم يوجد ما لم يوجد ما يناقضها ولكن على هذا التخريج وهذا التأصيل يترجح لنا القول الاول ومنها الطواف الطواف عبادة ذات اجزاء ففي كل طوفة جزء من اجزاء الطواف وهي سبعة اطواف طيب لو ان الانسان فعل شيئا من مفسدات الطواف في اخر جزء من الطواف السابع اجيبوا يا اخوان نفس الشوط يفسد فقط وبقية وبقية الاشواط صحيحة من قال لكم ذلك من قال لكم ذلك هذه القاعدة الان لو ان لو ان امرأة طافت في الشوط السابع نزل عليها الحيض ما الذي يفسد من طوافها الشوط السابع فقط ام الطواف كله طب لو ان الانسان والعياذ بالله كان فاسقا فطاف وفي الشوط السابع مع كثرة مماسته للنساء انزل سابع فقط سبحان الله انا الان اريد لماذا قلتم السابع لان لانه لو افسد الشوط السابع لا يفسد السادس والخامس يعني بمعنى لو ان الانسان على قول من يشترطون الطهارة الصغرى احدث في الشوط السابع يأمرونه بماذا بالوضوء ثم يكمل من حيث وقف لا يا شيخ من قال لكم ذلك؟ من الذي افتى بهذا ها من قال بهذا لا بأس لكن الفصل هذا هذا لم يفوت شرطا ولان الموالاة بين ابعاد الطواف ليست شرطا انا اتكلم في الطهارة التي هي شرط ابعاد الطواف مالي دخل فيها لكن انا اتكلم في الطهارة التي هي شرط لو احدث في الشوط السابع فالقول الصحيح ان طوافه من جملة ذات التي ينبني اولها على صحة اخرها فحينئذ يلزمه لزوما ان يتطهر ويعيد الطواف من اوله ولذلك من رحمة الله بنا ايها الاخوان ان الطهارة الصغرى ليست شرطا في الطواف وانما الطهارة المشترطة في الطواف هي الطهارة الكبرى فقط ولا يشكلن عليكم ان تقام الصلاة وانت ها في اثناء الطواف فان انقطاع الطواف هنا انقطاع اضطرار ولا اختياري اضطراري والانقطاع بين ابعاد الطواف والسعي. اضطرارا لا اثر لها طيب يفدي دما لماذا الاصل براءة الذمة لماذا توجبون عليه شيئا من ذلك ولذلك اقول الطواف عبادة وواحدة لا يصح اولها الا اذا صح اخرها وهذا هو القول الصحيح. ومنها كذلك السعي السعي عبادة ذات اجزاء متى يصح سعيك الاول في الشوط الاول اذا صح سعيك الثاني عفوا في الشوط السابع فاذا خرجت من عبادة السعي صحيحا سليما فحينئذ تكون اشواط السعي كلها صحيحة. بمعنى لو ان المرأة انتبهوا لو ان المرأة حاضت لو ان المرأة حاضت في الشوط السابع ماذا يقول لها العلماء؟ يقول انتظري على احرامك حتى تطهري ثم لا تعيدي الطواف. لا. الموالاة خلها تنتهي. بكيفها. لكن تعيد الشوط تابع فقط ولا كل السعي؟ تعيد السعي كله. لان السعي عبادة لا ينبني عفوا ينبني صحة اولها على صحة اخره. ومنها الوضوء الوضوء عبادة ذات اجزاء لا يصح اولها الا اذا خرجت منها صحيحة فلو تخلف شرط او وجد مانع فان وضوءك كله يبطل. بمعنى لو ان الانسان غسل اعضاءه كلها ولكن ترك اصبعا من اصابع رجله اليسرى لم يغسلها ما حكم وضوءه الاول باطل ان ادرك غسله قبل نشوفة اعضائه فالحمد لله والا فيجب عليه اعادة الوضوء من جديد. طب لو ان الانسان غسل اعضاءه ثم احدث في اخر جزء منها قبل تمامها فنقول باطل وضوءه كله. اذا يكفي الوضوء نية واحدة والسعي يكفيه نية واحدة ولا يلزم من كل شوط سعية وكذلك الصلاة تكفيها نية واحدة. ومنه كذلك غسل الجنابة فهو سادة ذات اجزاء ولكن ينبني صحة اولها على صحة اخرها فاذا يكفي غسل جميع الاعضاء عن الجنابة غسل آآ نية نية واحدة. ومثله كذلك التيمم فهو عبادة ذات اجزاء فيها مسح اليدين والوجه بالصعيد الطيب الطاهر فهل لا بد للوجه من نية خاصة ولليدين من نية خاصة؟ الجواب لا. بل يكفي عن الجميع نية واحدة لانه من العبادات التي تتعلق يتعلق اولها بصحة اخرها. القاعدة التي بعدها. نية المرء ابلغ من عمله نية المرء ابلغ من عمله وهذا متفق عليه بين اهل العلم رحمهم الله تعالى فالنية اعظم عند الله عز وجل من العمل لما لان الله يأجر على النية المجردة عن العمل ولا يأجر على العمل المجرد عن النية ولان النية تقوم مقام الاصل والعمل يقوم مقام الفرع فالاعمال متفرعة عن نية اصحابها. صحة وبطلانا وكمالا ونقصا اذا نية المرء ابلغ من عمله ولذلك في الصحيح من حديث جابر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا شاركوكم في الاجر وفي رواية الا وهم معكم حبسهم المرض وفي رواية حبسهم العذر اذا هؤلاء المعذورون في المدينة اجروا ها كما اوتر اخوانهم المجاهدون بنياتهم واعمالهم بسبب ان نية القاعد صارت نية حسنة فاذا اوجر على نيته مع تخلف العمل فافاد ذلك ان نية المرء ابلغ من عمله ويدل على ذلك ايضا حديث من قتل التسعة والتسعين رجلا ثم كملهم بقتل الراهب فبلغ المئة قال ثم خرج فسأل عن اعلم اهل الارض تدل على عالم فاتاه فقال انه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ قال ومن يحول بينك وبين التوبة؟ طيب هل هو تاب الان ولا عزم على التوبة؟ عزم على التوبة وعزم على العبادة والاقلاع فقال ولكن اذهب الى ارض كذا وكذا فان بها قوما يعبدون الله فاعبدوا الله معهم ولا ترجعي الى ارضك فانها ارض سوء قال فانطلق حتى اذا نصف الطريق جاءه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا الى الله عز وجل. لم يعمل الى الان جاء تائبا مقبلا بقلبه الى الله عز وجل وقالت ملائكة العذاب انه لم يعمل خيرا قط فارسل الله على مدرجتهم ملكا على صورة بشر يفصل بينهم فقال قيسوا ما بينهما فالى ايتهما كان اقرب فهو لها تقاسوا ما بين الارضين فوجدوه اقرب الى الارض التي اراد بشبر فقبضته ملائكة الرحمة وفي رواية فاوحى الله الى هذه ان تبعدي والى هذه ان تقربي فقاسوا ما بينهما فقبضته ملائكة الرحمة فهنا نيته اغنت عن ايش عن عمله فاجر اجر التائب واجر العامل وقبضته ملائكة الرحمة وحومي حفظه الله من ملائكة العذاب كل ذلك بسبب نيته الصالحة مع ان العمل تخلف مما يدل على ان نية المرء ابلغ من عمله وكذلك ايضا يقول النبي صلى الله عليه وسلم ومن هم بحسنة فلم يعملها ايش يا جماعة؟ كتبها الله له حسنة كاملة. طيب اذا وجدت النية وتخلف العمل فاجر على النية مع تخلف العمل بسبب العذر طبعا فافاد ذلك ان نية المرء ابلغ من عمله. وكذلك ايضا في حديث سهل ابن سعد الساعدي رضي الله ترى هذي ادلة وفروع في نفس الوقت. ادلة وفروع. في حديث سهل ابن سعد الساعدي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سأل الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وان مات على فراشه اذا هذا عنده همة وعزيمة صادقة ودعوة حارة رفعها الى الله عز وجل. فعلم الله صدق نيته وصدق دعائه طلبه فيبلغه الله عز وجل منازل الشهداء حتى وان مات على فراشه. ومثله حديث انس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من طلب الشهادة صادقا اعطيها ولو لم تصبه من سهل من سأل الشهادة صادقا اعطيها ولو لم تصبه. ومنها كذلك حديث ابي كبشة الاماري رحمه الله تعالى. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم انما الدنيا لاربعة. رجل اتاه الله مالا وعلما فهو ينفق في ماله ويتقي الله عز وجل في ماله قال ورجل اتاه الله علما ولم يؤته مالا فيقول لو ان لي مثل مال فلان لفعلت فيه مثل الذي فعل. وش قال النبي عليه الصلاة والسلام؟ قال فهما في اجري سواء فان قلت ولم؟ قال بنيته الصالحة ونية المرء ابلغ من عمله. فان قلت هذا في نية الخير فقط ام تدخل معها نية السوء فاقولهما هو في النيتين جميعا فنية المرء ابلغ من عمله فان كانت خيرا فيؤجر ولو لم يعمل. وان كانت شرا فيؤزر ولو لم يعمل وعلى ذلك تكملة حديث ابي كبشة الاماري رضي الله عنه يقول النبي عليه الصلاة والسلام ورجل اتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يخبط في ماله خبط عشواء. لا يتقي فيه ورجل لم يؤته الله مالا ولا علما فهو يقول لو ان لي مثل مال فلان لفعلت فيه مثل الذي فعل فهما في الوزر سواء. ويدل على ذلك ما في الصحيحين من حديث ابي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. قلنا يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول مقتول في النار قال انه كان حريصا على قتل صاحبه. اي كان ناويا وعازما على قتل صاحبه ولكن لم يوفق الى العمل. فاذا وزر كتب الله عليه الوزر بنيته ولو ولو حتى ولو تخلف العمل عنها. ومن ذلك ايضا ان من عزم عزيمة صادقة على قيام الليل ثم غلبته عيناه كتب الله له اجر من قام الليل وكان نومه صدقة عليه كما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح وكذلك ما في الصحيحين ولعلكم تصبرون علي عن الاقامة قليلا. يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال رجل ممن كان قبلكم لاتصدقن بصدقة فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق فاصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على سارق. فقال اللهم لك الحمد على سارق لاتصدقن بصدقة. فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية. فاصبحوا يتحدثون. تصدق الليلة على زانية. فقال اللهم لك الحمد على زانية لاتصدقن بصدقة. فخرج بصدقته فوضعها في يدي غني اذا هل وافق الموضع الشرعي ولا ما وافق ما وافق الموضع الشرعي لكن نيته صالحة فاوتي فقيل تصدق الليلة على غني. فقال اللهم لك الحمد على سارق وزانية وغني فاتي اي في المنام فقيل له اما صدقتك على السارق فلعله ان يستعف عن سرقته واما على الزانية فلعلها ان تستعف عن زناها. واما الغني فلعله ان يعتبر اعتبر فينفق مما اتاه الله عز وجل فاذا قبل الله صدقته واعطاه ثواب المتصدقين ولا لا؟ مع انه وظع الصدقة في يد اناس لا يستحقونها لكن نية المرء ابلغ من عمله. بل يقول العلماء في ذلك فروعا جميلة لكن لعلنا ننتهي منها او نذكرها والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد