يعني بعده كان على مشارف البلوغ رضي الله عنه. اما خالد فرجل وقائد اما قاد جيش المشركين في احد اذا من وقت مبكر فخالد اكبر يقينا من ابن عباس رضي الله عنهما جميعا وثبت انه زجر والزجر اشد من النهي وثبت انه امر الذي شرب قائما ان يستقيم هذا النهي الشديد جعل كثيرا من اهل العلم يقول بتحريم الشرب قائما وعلى هذا مذهب كثير من الفقهاء وذلك ان ابن عباس وخالد ابن الوليد ابن خالة وميمونة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خالتهما فدخل عليها وهي خالتهما فيدخلان بيتا من بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحجرة لخالتهما. فلما دخل واطعمنا خيرا منه فيسأل ربه طعاما خيرا من الذي اكل قال ومن سقاه الله عز وجل لبنا فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه غاير عليه الصلاة والسلام في الدعاء بين شرب اللبن الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن احمد ربي تعالى واشكره واستعينه واستغفره واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ذو الجلال والاكرام واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله صفوة الانام اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى ال بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان وبعد ايها الاخوة الكرام فهذه ليلة شريفة عظيمة مباركة هي ليلة الجمعة الليلة التي خصت من بين الليالي كما خص يوم الجمعة من بين سائر الايام بفضله وبركته وعظيم اجره وقد شرع لنا ايها المسلمون في هذا اليوم العظيم من العبادات ما لا يشرع في غيره من الايام. فصلاة الجمعة وقراءة سورة الكهف وحضور خطبة الجمعة وشهودها وما في ذلك من الخيرات والبركات يلتحق به ما خص به هذا اليوم العظيم من حثنا على كثرة الصلاة والسلام فيه على النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم هذه الليلة الشريفة العظيمة يغنم فيها المسلم مربحا كبيرا بقربه من ربه جل وعلا. واغتنام تلك الفضائل الخيرات التي خصت بها هذه الليلة الشريفة وذلك اليوم العظيم ليلة الجمعة ليلة زهراء ويوم الجمعة يوم اغر. والمسلم يجد فيه يجد في هذه الليلة وهذا اليوم العظيم خيرا عظيما ليس اكثره الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد ندبنا الى الاكثار من هذا الباب العظيم اعني الاكثار من الصلاة والسلام على المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه. وللمسلم بكل صلاة يلهج بها لسانه بها قلبه له بكل صلاة عشر صلوات من ربه سبحانه وتعالى فانظروا كيف يطمعنا ربنا عز وجل ويرغبنا في الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم ويحببنا سبحانه الى رحمته الصلاة والسلام على نبيه عليه الصلاة والسلام ولا تعجب فان بين الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبين الانغماس في الرحمة هو فتح هذا الباب الا ترى اننا في الصلاة على الميت في الجنازة نسبق الدعاء على الميت بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. اننا نلتمس له الرحمة من اوسع ابوابها. فصلاتنا على عليه الصلاة والسلام اغتراف للرحمات وما على عبد التمس رحمة ربه من كل الابواب. والرحمة اذا اقبلت على العبد وسع له في رزقه وفرج عنه ووسعت له مضائق الحياة وعاش عيشة هنية. متى نالته رحمة ربه الكريم الوهاب فليس بين العبد وبين نيل اعظم الرحمات واكثرها بركة ومضاعفة الا كثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا مجلس نلتمس فيه ايها الكرام ان يكون لنا فيه حظ وافر من الصلاة والسلام على الحبيب الشفيعي والبشير النذير. نبينا صلى الله عليه وسلم. حيث نستعرض ونستذكر طرفا من هديه وسنته وسيرته. وانت جالس ها هنا رعاك الله في رحاب بيت الله. ما عليك الا ان تشغل مجلسك هذا بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. كل ما ذكر اسمه وشأنه وخبره وليس في مجلسنا هذا الا ذكر ذلك الباب العناية بهديه وشمائله وسيرته. صلوات ربي وسلامه عليه. فصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة تكم هذه ويوم غدكم حتى تنالوا الرحمات المتتابعات من اكرم الاكرمين جل في علاه لم يزل حديثنا موصولا في الشمائل النبوية التي صنفها الامام الترمذي رحمه الله ونحن نتدارس مختصر كتابه العظيم. وقف بنا الحديث في باب صفة شراب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وباب ما جاء في صفة شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذان البابان اللذان سنستأنف بهما لقاء الليلة بعون الله. والبابان متكاملان احدهما يعرض الشراب الذي كان يشربه صلى الله عليه وسلم نوعه وصفته وهيئته والاخر صفة هذا الشرب والهيئة التي كان نبينا صلى الله عليه وسلم يكون عليها اذا ما تناول شرابا بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام نعم بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين والمستمعين يوم جاء في صفة شراب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت كان احب الشراب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلو البارد هذا اول احاديث الباب وهو عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وان احب الشراب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كما سمعتم الحلو البارد فهذا الشراب كان محببا الى نبيكم عليه الصلاة والسلام اذا اجتمعت فيه هاتان الصفتان ان يكون حلوا وان يكون باردا اما الحلو فلان عامة الماء الذي كانوا يشربون كما مر في درس الجمعة المنصرمة. كان عامة مائهم مالحا وكانت الابار التي يستقى منها قليل منها ما يكون عذبا. ولهذا كان ينتبذ له صلى الله عليه وسلم يعني يطرح له التمر او والعنب في الماء يحلى به. ثم يشربه عليه الصلاة والسلام. فكان احب الشراب اليه صلى الله عليه وسلم ما كان حلوا. ما ان كان او غيره والماء يحلى بنبذ التمر فيه او بالعسل وتحريكه فيه ونحو ذلك. واما البارد فيقصد به ما كان غير ساخن وليس المقصود البرودة الشديدة فانه لم يكن لهم كما تعلمون الات تبريد ولا وسائله. فليس البرودة المقصودة هنا هو البرودة المثلجة لكنه ما تجاوز حد الحرارة والسخونة. فاذا كان اميل الى البرودة فانه اهنأ للنفس. واطيب للبدن فان الانسان اذا عطش كان ارتواؤه بالماء البارد اكثر منه بالساخن. وكان عليه الصلاة والسلام في طبعه وشأنه وهديه على النحو اكمل بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. الحديث وان ضعفه بعض اهل العلم بسنده لكن الشيخ الالباني رحمه الله عضد اسناده بحديث اخر فصححه لغيره. نعم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال دخلت مع رسول الله صلى الله عليه انا وخالد ابن الوليد على ميمونة فجعلنا باناء من لبن فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا على يمينه وخالد عن عن شماله فقال لي توبة لك الشربة قال الشربة الشربة لك فان شئت اثرت بها خالدا فقل معكم ما كنت لاثر على ثؤلك احدا ثم قال رسول الله صلى الله الله عليه وسلم ان اطعمه الله طعاما فليقل اللهم بارك لنا فيه واطعمنا خيرا منه. ومن سقاه الله عز وجل لبنا فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس شيء ليس شيء ليس شيء يجزئ مكان الطعام والشراب غير غير اللبن الحديث موضع الشاهد فيه على طوله شربه صلى الله عليه وسلم للبن وكان يتناوله وكان يسقى اياه صلى الله عليه وسلم وحده كان او مع غيره وفي الحديث قصة. موضع الشاهد كما سمعتم انه شرب اللبن بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. فكان ضمن ما شرب اللبن كما شرب الماء وشرب غيره من الاشربة شربه اللبن عليه الصلاة والسلام افاده حديث ابن عباس الذي سمعتم قبل قليل والحديث تضمن ايضا جملة من الاداب منها هذا الدعاء الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في اخر الحديث لما قال من اطعمه الله طعاما يقل اللهم بارك لنا فيه واطعمنا خيرا منه ومن سقاه الله عز وجل لبنا فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه هذان ادبان ودعاءان نبويان نحفظهما يا احبة ونحفظهما اطفالنا واهل بيوتنا ومن تحت ايدينا. فانها سنن وتربية النفس والاهل ومن تحت يد الانسان على السنن خير مكسب يجده الرجل في اهل بيته. يقول عليه الصلاة والسلام من اطعمه الله طعاما فليقل اللهم بارك لنا فيه. واطعمنا خيرا منه. يرفع الى ربه دعوتين الاولى بالطعام الذي اكل والثانية بالاستشراف لما سيأتي من الرزق فدعا ربه في اللبن الذي شرب ان يكون مباركا اللهم بارك لنا فيه في الطعام وبين اكل الطعام فاذا اكلت الطعام تقول اللهم بارك لنا فيه واطعمنا خيرا منه وان كان لبنا قلت اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه لم يطلب عليه الصلاة والسلام بعد الفراغ من شرب اللبن لم يطلب ان يطعمه الله خيرا منه. بخلاف ما دعا في اكل الطعام وجاء البيان في تتمة الحديث قال ليس شيء يجزئ مكان الطعام والشراب غير اللبن فكان اللبن طعاما من جهة وشرابا من جهة اما شراب فلانه سائل يشرب كما تشرب سائر السوائل واما طعام فلانه يحصل به الاكتفاء والاغتداء فيشبع ويحصل به الاجزاء عن الطعام وهو ليس كغيره من المشروبات فلانه طعام وشراب في ان قال عليه الصلاة والسلام اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه. فهذان ادبان يقال ان عقب شرب اللبن وعقب اكل الطعام وقد تقدم معكم ايها الكرام ان من هديه عليه الصلاة والسلام بعد الفراغ من الطعام حمد الله جل وعلى وهذا ادب عظيم وقد تقدم ان مقام الحمد من المقامات الرفيعة التي يعيشها العبد في علاقته بربه ان يكون عبدا حامدا شاكرا لربه الكبير المتعال واحدنا يا احبة اذا اكرمه انسان وجد نفسه ولابد محتاجا لان يشكره ويثني عليه فلو قدم له هدية او سقاه كأسا من شاي او اطعمه طعاما وجد نفسه مضطرا لان يشكره على ما اكرمه به تشكر مخلوقا مثلك لانه اكرمك. لانه اطعمك لانه سقاك فكيف الحال بي وبك مع الخالق جل وعلا؟ الذي سخر لنا هذا الطعام ورزقنا اياه ثم ساقه الينا سبحانه وتعالى ساقه الينا اما بكسب وعمل وجد فوجد احدنا قوته او اهدي واكرم فايضا كان مما سخره الله لك ان يكون هناك من يطعمك ومن يسقيك. ولولا تسخير الله عز وجل لنا ذلك ما تم ايها الكرام ولذلك قال بعض الفضلاء ان تحمد الله عز وجل على اكلة الخبز التي تأكلها وعلى شربة الماء التي تشربها فانت استشعروا ما فيها من عظيم فضل الله عليك ولو كانت لقمة خبز فان الخبز الذي تأكل انما كان بذرة بذرت ثم سقيت بماء المطر ثم نبتت ثم انتجت ثم حصد الحب ثم اخرج ثم طحن ثم خبز ثم ادخل الفرن ثم غدى اليك فانظر كم سخر الله لك بين حبة القمح الى ان اصبحت خبزا تتناوله في لقمة افلا يستحق بعد ذلك ان تقول الحمد لله ان تحمد الله عبد الله على كل ما اتاك الله من النعم فانت توطن نفسك على هذا المقام العظيم. مقام الحمد لرب العالمين. ثم وانظر كيف جاءنا في الاسلام تربية النفوس على هذا المبدأ. فنحن في كل صلاة لا نستفتح قراءتنا الا بقولنا الحمد لله رب العالمين ولا تصح لك صلاة الا ان تقرأ بفاتحة الكتاب وفاتحة فاتحة الكتاب هي الحمد لرب العالمين. فهذا تربية عظيمة يحتاج منا ان نستشعرها ايها الكرام. في الصلاة وحدها في الصلاة وحدها ان تكاد ان تحمد الله في كل ركن من اركانها فاذا قمت في القراءة قرأت الفاتحة وصدرها ومطلعها الحمد لله رب العالمين. فاذا ركعت او سجدت كان من المسنون لك في دعائك سبحان ربي الاعلى سبحان ربي العظيم وبحمده فتقرن تسبيحا بحمد له جل وعلا. فاذا رفعت رأسك من الركوع ناداك الامام ونادى سائر سمع الله لمن حمده هذا اوان ان يسمع الله من فيك الحمد وان تلهج به مستشعرا عظيم فضل الله عليه. فالصلاة بسائر اركانها تكاد ان تكون تعبيرا عما يحمله العبد من امتنان واعتراف بين يدي ربه سبحانه وتعالى بما ساق ويسوق اليه من جليل النعم فهذا ادب عظيم اشتمل عليه هذا الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما. في الحديث ايضا من اللطائف والفوائد ما حكاه ابن عباس رضي الله عنهما في دخوله مع خالد على ميمونة زوج رسول الله عليه الصلاة والسلام لا عليها جاءتهم باناء من لبن والنبي صلى الله عليه وسلم جالس عندها وابن عباس عن يمينه وخالد عن شماله فلما فرغ رسولنا صلى الله عليه وسلم من شرب اللبن ناول الاناء ابن عباس وهو عن يمينه وابن عباس اصغر من خالد لانه لما كان في حجة الوداع يعني في اخر ثلاثة اشهر من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وانا يومئذ قد قد ناهزت الاحتلام فلما كان ابن عباس عن يمين رسولنا صلى الله عليه وسلم وخالد عن شماله ناول الاناء للذي عن يمينه وهو ابن عباس كان اصغر سنا من خالد ثم تلطف معه صلى الله عليه وسلم ليبدأ بخالد بحكم السن لانه اكبر فهذان ادبان في موضع واحد الاول ان يكون الادب البدء بمن على يمينك ايا كان والادب الثاني هو مراعاة المشاعر والتلطف مع من ينبغي احترامه وهو الاكبر سنا. فكيف يصنع عليه الصلاة والسلام ان اعطى ابن عباس كان في ذلك شيئا من تجاوز مشاعر خالد وان اعطى خالدا وهو عن شماله ترك السنة عليه الصلاة والسلام لان ابن عباس عن يمينه فجمع بين الحسنيين بابي وامي وعليه الصلاة والسلام. هذا يقال ايها الكرام والله عندما نتحدث عن جميل الادب وعن رقيق المشاعر وعن عظيم عناية الانسان في ان واحد بمن حوله من الجلساء ومشاعر من يحتويه المجلس. فقال عليه الصلاة والسلام وقد اعطى الاناء لابن عباس قال فان شئت اثرت بها خالدا فجمع بين الامرين قال له الشربة لك بحكم انك جالس عن اليمين فان شئت اثرت بها خالدا يتلطف عليه الصلاة والسلام. فاذا اجاب ابن عباس فقد حقق الامرين عليه الصلاة والسلام بدأ بمن عن يمينه وجعل البداية في الشراب لخالد لانه اكبر سنا لكن ابن عباس لم يقبل وهيهات فقال رضي الله عنه وارضاه ما كنت لاوثر على سؤرك احدا يا رسول الله يعني تعطيني فضلة شرابك ثم اقدم احدا اقدم احدا علي في ان يشرب من فضل شرابك يا رسول الله. فما رضي رضي الله عنه وارضاه. قال ما كنت لاوثر على سؤرك احدا السؤر بقية ما يكون في الاناء من طعام او شراب يقال له سؤر ولهذا قال عليه الصلاة والسلام سؤر الهرة طاهر او قال انها ليست بنجس. والسؤر ما يبقى بعد فراغ الانسان من الطعام او الشراب في الاناء يسمى سؤرا فقال ما كنت لاوثر على سؤرك احدا. ثم قال عليه الصلاة والسلام وذكر هذا الدعاء الذي ابتدأنا به قبل قليل. فاذا في الحديث مشروعية البدء باليمين وهذا ادب ايضا ينبغي العناية به ايها الكرام. في مجالسنا اذا جاءت الضيافة فالسنة ان تتناول من على يمين الجالس ثم الذي يليه واحدا تلو الواحد ولو كان الكبير عن اليسار فان بين يدينا سنة. هذا الحديث الذي سمعتموه قصة ابن عباس مع خالد رضي الله عنهما ويشهد لها ايضا ما عند البخاري في صحيحه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال اتي النبي صلى الله عليه وسلم بقدح فشرب منه وعن يمينه غلام اصغر القوم والاشياخ عن يساره. فقال يا غلام اتأذن لي ان اعطي الاشياخ ايضا في الوقت نفسه يحافظ على السنة عليه الصلاة والسلام ويراعي مشاعر الكبار في المجلس اتأذن لي ان اعطيه الاشياخ؟ فقال اما كنت لاوثر بفضلي منك احدا يا رسول الله فاعطاه اياه فما على احدنا ايها الكرام اذا كان في مجلس وكان كبار الظيوف عن يساره او في يسار المجلس وكان الصغار او الصبية عن اليمين اتفقنا السنة وابتدأنا بمن على اليمين ونعلم الناس ان هذا سنة ولن يكون في هذا اطلاقا شيء من تجاوز حدود الادب ولا من اغراق ولا من من التطاول على حدود ادب الضيف ان كان كبيرا في المجلس. يشهد لذلك ايضا حديث انس واخرجه البخاري واصحاب السنن الا النسائي قال رضي الله عنه اوتي النبي صلى الله عليه وسلم بقدح لبن قد شيب بماء يعني من خلط بشيء من الماء فشرب صلى الله عليه واله وسلم وعن يساره ابو بكر وعن يمينه اعرابي فاعطى الاعرابي فضله وقال الايمن فالايمن وعن يساره ابو بكر اعطى الاعرابي وقال الايمن فالايمن وفي رواية قال انس فهي سنة فهي سنة فهي سنة ان تبتدأ بمن على يمينك ولو كان الفاضل عن اليسار ولو كان الاكبر سنا عن يسارك ولو كان كبار الضيوف عن يسارك فالسنة كما قال انس رضي الله عنه البدء بمن علا يمين الجالس قال عليه الصلاة والسلام ليس شيء يجزئ مكان الطعام والشراب غير اللبن ذكر اذا في هذا الباب كما سمعتم شربه عليه الصلاة والسلام للحلو البارد او تفضيله لهذا الشراب وشربه ايضا للبن. وسيأتي الباب التالي في بيان صفة شراب رسول الله عليه الصلاة والسلام يعني الهيئة التي كان يشرب عليها. وقبل ذلك فها هنا حديث اخرجه مسلم لطيف ظريف فيه قصة يرويها بعض الصحابة في شربهم اللبن مع النبي عليه الصلاة والسلام. ولطرافة الحديث اقرأه على مسامعكم. اخرج الامام في صحيحه عن المقداد رضي الله عنه قال اقبلت انا وصاحباني لي وقد ذهبت اسماعنا وابصارنا من الجهد. يعني من التعب والاعياء فكادوا لا يسمعون ولا يبصرون مما اصابهم من التعب قال فجعلنا نعرض انفسنا على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس احد منهم يقبلنا يعني ما قبل احد ضيافتهم ولا تظن ان هذا تكبرا او اعراضا عن ضيافة الضيف لا والله انما هو الفقر والقلة وعدم امكان الاستضافة. قال فما رضي احد منهم او ما قبل احد فليس احد منهم يقبلنا. قال فاتينا النبي صلى الله عليه وسلم. الان هم ثلاثة المقداد وصاحباه قال فانطلق بنا الى اهله فاذا ثلاثة اعنز فقال النبي صلى الله عليه وسلم احتلبوا هذا اللبن بيننا قال فكنا نحتلب في شرب كل انسان منا نصيبه ونرفع للنبي صلى الله عليه وسلم نصيبه. قال فيجيء من الليل النبي عليه الصلاة والسلام فيجيء من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ نائما ويسمع اليقظان. قال ثم يأتي المسجد قل لي ثم يأتي شرابه في شرب يعني يأتي الى ما ابقوه له من اللبن من حلب العنز تلك ثم يشرب نصيبه عليه الصلاة والسلام قال المقداد رضي الله عنه فاتاني الشيطان ذات ليلة وقد شربت نصيبي فقال محمد ياتي الانصار فيتحفونه ويصيب ما عندهم ما به حاجة الى هذه الجرعة شرب نصيبه من اللبن وبقي يشعر بالجوع. فجعله يلتمس المخرج. قال النبي عليه الصلاة والسلام يدخل بيوت الانصار. ما شاء الله ويكرمونه ويضيفونه وليس بحاجة الى هذه الجرعة يعني يعني لا بأس ان يشربها يشرب نصيب النبي عليه الصلاة والسلام تلك الليلة. هو يقول فاتاني الشيطان يقول فاتاني الشيطان ذات ليلة فقال محمد ياتي الانصار فيتحفونه ويصيب ما عندهم ما به حاجة الى هذه الجرعة قال فاتيتها فشربتها فلما انوغلت فلما ان وغلت في بطني. يعني لما استقرت الشربة في بطني وانتهى. فلما ان وغلت في بطني وعلمت ان انه ليس اليها سبيل قال ندمني الشيطان فقال ويحك ما صنعت اشربت شراب محمد صلى الله عليه وسلم؟ هكذا الشيطان يزين لك ثم يحزنك فقال ماذا صنعت؟ شربت شراب محمد صلى الله عليه وسلم فيجيء فلا يجده فيدعو عليك فتهلك قال فتذهب دنياك واخرتك فاصابه غم شديد قال رضي الله عنه وعلي شملة يعني شيء من الغطاء. قال وعلي شملة اذا وضعتها على قدمي خرج رأسي. واذا وضعتها على رأسي قدماي قال وجعل لا يجيئني النوم يعني تغشاه من الهم ما اطال عنه النوم وهو لا يزال على هذه الحال. قال واما صاحباي فناما ولم يصنعا ما صنعت قال فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فسلم كما كان يسلم ثم اتى المسجد فصلى ثم اتى شرابه فكشف عنه فلم يجد فيه شيئا فرفع رأسه الى السماء يقول المقداد فقلت الان يدعو علي فاهلك قال فرفع رأسه الى السماء فقلت الان يدعو علي فاهلك فقال عليه الصلاة والسلام اللهم اطعم من اطعمني واسقي من سقاني. بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. ما وجد شيئا ما اكترث ولا اغتم ولا حزن انه فقد شرابه من اللبن تلك الليلة. لكنه تجاوز هذا كله عليه الصلاة والسلام وجعل يدعو بالخير والبركة الطعام والسقيا لمن كان سببا في اطعامه وسقياه. قال اللهم اطعم من اطعمني واسق من سقاني. قال فعمدت الى الشملة فجددتها علي واخذت كثرة فانطلقت الى الاعنز ايها اسمن فاذبحها. الان جاء يستدرك الموقف رضي الله عنه. ندم على ما حصل فقام فاخذ اسمن الاعنز الثلاثة فذبحها لرسول الله عليه الصلاة والسلام قال فاذا هي حافلة اراد ان يذبحها لكن وجدها حافلة باللبن قال واذا هن مقفل كلهن واذا كلهن ملأى اذرعهن من اللبن. وقد حلبها وشرب رضي الله عنه. قال فعمدت الى اناء لال محمد صلى الله عليه وسلم ما كانوا يطمعون ان يحتلبوا فيه يعني من كبر حجم الاناء ما كانوا يطمعون ان يملأ لبن حجمها هذا الاناء قال فحلبت فيه حتى علته رغوة فجئت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اشربتم شرابكم الليل النبي عليه الصلاة والسلام يسأل المقداد قال قلت يا رسول الله اشرب فشرب ثم ناولني فقال فقلت يا رسول الله اشرب مرة ثانية فشرب ثم ناولني فلما عرفت ان النبي صلى الله عليه وسلم قد روي واصبت من دعوته اي دعوة لما قال اللهم اطعم من اطعمني واسقي من سقاني. عمد مباشرة رضي الله عنه واراد ان يفوز بهذه الدعوة. فاحتلب الاعنز وسقى النبي عليه الصلاة والسلام قال فلما علمت انه قد روي واصبت دعوته ضحكت حتى القيت الى الارض وهو بحضرة رسول الله عليه الصلاة والسلام. فقال له النبي عليه الصلاة والسلام احدى سوءاتك يا مقداد. يعني هذه واحدة من مقالبك التي لا زلت تعملها. فقلت قلت يا رسول الله كان من امري كذا وكذا وفعلت كذا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما هذه الا رحمة من الله افلا كنت اذنتني فنوقظ صاحبينا فيصيبان منها؟ قال فقلت والذي بعثك بالحق ما ابالي اذا اصبتها واصبتها معك من اصابها معنا من الناس المهم اني كنت معك وشربت انت وشربت انا ثم لا ابالي بمن شرب معنا من الصحابة رضي الله عنهم اجمعين. القصة على طول فيها مما رأيتم من رحمة رسول الله عليه الصلاة والسلام. وعظيم لطفه بل وقربه الشديد من الصحابة كما سمعتم. وهذا اللطف في التعامل وهذا الذي التي يقبلها النبي عليه الصلاة والسلام من صحابته مما لا تكلف فيه ولا مشقة ايضا ولا اخذ في عتب شديد يشق على النفوس. نعم باب ما جاء في صفة الله عليه رأيت عليه قائما وقال طبعا هما عليه وسلم قال علي عنه رأسه ثم شرب منه قال هذا وضوء هكذا رئيس عليه هذا باب ما جاء في صفة شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقصد بهذا الباب ايها الاخوة الكرام ان يبين الصفة والهيئة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب الشراب عليها هل كان قائما او قاعدا؟ وكيف يتنفس عندما يشرب من الاناء صلى الله عليه وسلم هذا الحديث او هذا الباب اراد ان يبين فيه المصنف رحمه الله هدي رسولنا صلى الله عليه وسلم. هل كان يشرب قائما او وقاعدة الاحاديث الثلاثة التي سمعتم الان فيها بيان ان النبي صلى الله عليه وسلم شرب قائما وليس المقصود ايها الكرام ان هذا هو هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم بل يشرب قائما ويشرب قاعدا والباب فيه جملة من الاحاديث الباب فيه نهي صريح وزجر منه صلى الله عليه وسلم ان يشرب الانسان قائما وملخص ذلك ما ساقه الامام ابن القيم رحمه الله في زاد المعادي لما قال وكان من هديه صلى الله عليه وسلم الشرب قاعدا كان هذا هديه المعتاد وصح عنه صلى الله عليه وسلم انه نهى عن الشرب قائما وصح عنه انه امر الذي شرب قائما ان يستقيئ مبالغة في النهي والزجر صح عنه انه امر من شرب قائما ان يستقيء الشراب الذي شرب قال وصح عنه صلى الله عليه وسلم انه شرب قائما هذه اربعة اشياء مأثورة من هديه عليه الصلاة والسلام. انه شرب قاعدا وهذا هو الهدي المعتاد وانه شرب قائما وجاء في بعض الروايات كالتي ساقها الامام الترمذي هنا في هذا الباب وانه نهى عن الشرب قائما وانه امر الذي شرب قائما ان يستقيء فكيف العمل بين هذه الاحاديث؟ يقول ابن القيم رحمه الله فقالت طائفة يعني من اهل العلم والفقهاء هذا ناسخ للنهي يعني ثبوت انه شرب قائما عليه الصلاة والسلام الاحاديث التي نهت عن الشرب قائما وقالت طائفة بل مبين ان النهي ليس للتحريم بل للارشاد وترك الاولى هذا قول اخر لاهل العلم. وقالت طائفة لا تعارض بينهما اصلا فانه انما شرب قائما للحاجة. فانه جاء الى زمزم وهم يستقون منها فاستقى فناولوه الدلو. فشرب وهو قائم صلى الله عليه وسلم. وهذا كان موضع حاجة كلام ابن القيم رحمه الله خلاصة القول ثبت في السنة الصحيحة انه نهى عن الشرب قائما عليه الصلاة والسلام ولذلك تراهم ينهون من يرونه يشرب قائما فيقولون له اجلس ويعتبرون الشرب قائما عمل محرم لهذه الاحاديث الصحيحة الشديدة في النهي لكن بعض اهل العلم لما رأى الاحاديث التي ثبت فيها انه عليه الصلاة والسلام شرب قائما فهذا يدل على ان النهي ذلك ليس للتحريم اطلاقا اما ان تقول انه نهي كراهة بدليل انه شرب قائما واما ان تقول اذا احتاج الانسان ان يشرب قائما شرب والا فالاصل ان يشرب جالسا هذا جمع بين الاحاديث كما يقول اهل العلم الاحاديث التي ساقها الترمذي رحمه الله في هذا الباب كلها اثبتت اثبتت انه شرب قائما عليه الصلاة والسلام. وهو كالجواب لمن يقول من الفقهاء ان الشرب قائما محرم فكأنه يقول لو كان حراما ها لما فعله صلى الله عليه وسلم لو كان حراما لانه ما يفعل المحرم ابدا وحاشاه صلى الله عليه واله وسلم. فالاحاديث الثلاثة التي سمعتم كالتالي حديث عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائما وقاعدة. الحديث من رواية عبدالله بن عمرو بن العاص. قال رأيته يشرب قائما وقاعدا. فاثبت برؤيته هو انه شاهد النبي عليه عليه الصلاة والسلام تارة يشرب قائما وتارة يشرب قاعدا. الحديث هذا الذي ساقه الترمذي وهو حسن اخرجه ايضا الامام اخرج مثله برواية عائشة رضي الله عنها ولفظه رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب قائما وقاعدا تصلي حافيا ومنتعلا وينصرف عن يمينه وعن شماله تعني في الصلاة فاذا ثبت من رواية عائشة وثبت من رواية عبدالله بن عمرو بن العاص اثبات شرب رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو قائم الحديث الاخر حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال سقيت النبي صلى الله عليه وسلم من زمزم فشرب وهو قائم وكما تقدم في بيان ابن القيم رحمه الله انما شرب قائما لانه كان واقفا عند البئر وهم يستقون يعني يسحبون الدلو من بئر بزمزمة محملة بزمزم. فشرب قائما عليه الصلاة والسلام والحديث الثالث عن علي رضي الله عنه وقد تقدم في باب صفة الوضوء من الطعام. عن النزال بن سبرة قال اوتي علي رضي الله عنه بكوز من ماء. كوز الماء وهو القدح والكأس الذي يكون مخروطي الشكل في الاعم الاغلب. بكوز من ماء وهو في الرحبة. الرحبة موضع بالكوفة قال فاخذ منه كفا فغسل يديه ومضمض واستنشق ومسح وجهه وذراعيه ورأسه ثم شرب منه وهو قائم. ثم قال هذا ضوء من لم يحدث هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل. موضع الشاهد في حديث علي رضي الله عنه انه عزا هذا الفعلة ونسبه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل او فعل فنسبة علي رضي الله عنه هذا الفعل الى رسولنا صلى الله عليه وسلم افاد السنية وانه شرب قائما. الحديث عند البخاري بلفظ افرح من هذا وان عليا رضي الله عنه تعمد ان يشرب قائما من اجل بيان هذا الحكم. ففي رواية البخاري قال قطع اتى علي على باب الرحمة فشرب قائما فقال ان ناسا يكره احدهم ان يشرب وهو قائم وان رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما رأيتموني افعل فتعمد ان يشرب قائما لبيان الحكم رضي الله عنه وارضاه. فهذه احاديث ثلاثة اذا جمعت اليها احاديث نهيه عليه الصلاة والسلام عن الشرب قائما فان الاولى بك ان تجمع بين هذه الاحاديث وهو اولى من ان ان تقول ان هذا ناسخ لذاك لان مسلك اهل العلم ان الجمع بين الاحاديث التي يبدو في ظاهرها التعارض اذا امكن الجمع فهو اولى من القول بالنسخ لان في الجمع اعمال لكل الاحاديث التي وردت في الباب. وان تجمع بين الاحاديث فتحمل هذا على حال وهذا على حال اولى من ان ان تعمل بطرف وتهمل طرفا بدعوى النسخ فلذلك يسعك ان تقول اذا احتاج انسان ان يشرب قائما شرب قائما بل سيأتي بعد قليل ان النبي عليه الصلاة والسلام يدخل بيوت بعض الصحابة فيأتي الى قربة معلقة عند الباب قربة معلقة فكيف اشرب فشرب قائما فضرورة الحال تستدعي ان يشرب قائما القربة معلقة فاذا كان سيتناول القربة ويضع فم القربة في فمه ليشرب لن يفعل الا وهو فهو محتاج فما كان يتعمد القيام عليه الصلاة والسلام فالاكمل اذا والاولى بحال الذي يشرب ان يشرب جالسا الا اذا احتاج الى القيام ومثال الاحتياج ان تأتي الى بعض برادات المياه والكأس عالي مرتفع فلا يسعك ان تجلس فلن تشرب الا قائما او تأتي الى مكان للشرب وتجد اسفله مبللا بالماء من كثرة ما استقى الناس وشربوا وسكب على الارض فتخشى انك اذا جلست تأذيت او تأذى ثيابك فتشرب قائما فهذه مواضع حاجة لا بأس بها او زحام شديد ولست ترى موضعا للجلوس والناس في في زحام وتخشى ان يطأ احد فامثال هذا للحاجات فلا بأس بالشرب قائما اما اذا شرب الانسان في بيته وفي مكان مطمئن فالاولى به ان يطبق السنة فيشرب جالسا. اذا الاولى ان تستشهد بما كان الاعم والاغلب والاكثر من هديه المعتاد عليه الصلاة والسلام وذاك لم يكن الا ان يشرب جالسا. فعامة شربه كان سالسا عليه الصلاة والسلام. اما احاديث القيام فهي احاديث وردت في بعض المواقف شهدها الصحابة فنقلوها ورووها رضي الله عنهم اجمعين نعم هو هو امرأ واروى وقل حديث ابن حديث انس التالي رضي الله عنه اثبات تنفس رسول الله صلى الله عليه وسلم اثناء الشراب والمقصود بالتنفس اثناء الشراب الا يجعل الانسان شربه من الاناء دفعة واحدة بل يقطعه ويجزئه ويتنفس بين كل شربة وشربة يقول انس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنفس في الاناء ثلاثا اذا شرب كيف يعني ثلاثا يعني يشرب المرة الاولى في رفع الاناء ويتنفس ثم يشرب الثانية ويتنفس بعدها فهاتان مرتان ثم يشرب الثالثة ويتنفس بعدها لانه قد انتهى من الشراب عليه الصلاة والسلام. فهذا معنى ثلاثا سيأتيك في الرواية الاخيرة الاتي عن ابن عباس كان اذا شرب تنفس مرتين ولا تعارظ لان المقصود بالتنفس مرتين وسط الشراب واما التنفس الثالث فات بعد الفراغ من الشراب فكلا الحديثين افاد انه عليه الصلاة والسلام كان لا يتناول الشراب دفعة واحدة وهذا ايضا من الادب. والهدي النبوي في الشراب ثم انظر كيف قال انس ويقول اي النبي عليه الصلاة والسلام هو امرأ واروى امر افعل تفضيل من كونه مريئا مريئا يعني مستساغا صحيا يشبع منه الانسان واروى اكثر تحقيقا للري فان الانسان العطش ربما يخيل اليه ان استكثاره من من تجرع الماء دفعة واحدة انه يروي عطشه والصواب خلافه انه لو جزأ الشراب دفعة فدفعة فدفعة كان ذلك اكثر تحقيقا لاروائه من ان يشربه دفعة واحدة لان الشراب دفعة واحدة ربما اذى المعدة. وربما تضرر بعدها او شعر بالم ولذلك قال هو امرأ واروى. فالانسان اذا شرب ثلاثا حصل له شراب مريء وفيه الري في ان واحد من كمال هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم. وفيهما يجد الانسان صحة البدن واعتدال العافية. لان هديه اكمل الهدي بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام ولسنا بحاجة الى ان نقول ايها الكرام ان الطب الحديث اليوم والدراسات المعاصرة اثبتت هذا الامر. فاننا في غنى طالما ثبت عن المصطفى عليه الصلاة والسلام لكن لا بأس ان يعضد الانسان مثل هذه الشواهد النبوية بشيء مما دل عليه بعض اكتشافات العصر والطب الحديث فانهم اثبتوا ان الانسان اذا شرب الماء وجعل يتأنى في الشراب ويفصل بين كل شربة وشربة بتنفس فان ذلك ادوم للصحة واكثر الانتفاعه بالشراب الذي شرب يقول ابن يقول انس كان انس يتنفس في الاناء ثلاثا ثم يقول ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنفس ثلاثا وذكر الحديث هذا الملحظ العظيم الذي لطالما توقفنا عنده ايها الاحبة الكرام وهو ما عاشه الصحابة من مبدأ كبير اقاموا عليه حياتهم هو الاقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام. انظر الى انس حتى لما اراد ان يروي الحديث ونقله عنه التابعون وطلابه وتلاميذه والاخذون عنه ما نقلوا رواية مجردة بل نقلوا فعلا يقول كان انس اذا شرب تنفس في الاناء ثلاثا ثم يروي ذلك وينسبه الى رسول الله عليه الصلاة والسلام هنا درسان كبيران والله يا احبتي في الحياة الدرس الاول كيف تجعل من حياتك موضعا تطبق فيه سنن المصطفى عليه الصلاة والسلام حتى في الطعام والشراب والامور المعتادة في الحياة الدرس الثاني الكبير كيف تعلم اولادك طلابك تلاميذك اطفالك اهل بيتك كيف تعلمهم بفعلك قبل قولك كان انس وسائر الصحابة انما يصنعون هذا تطبيقا عمليا. فيراه الاخذون عنهم ثم يعضدون هذا بالرواية عن رسولنا صلى الله عليه وسلم مر بك قبل قليل حديث علي انه اتى الى الرحبة فتوضأ وشرب ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل مثل ما فعلت فكانوا يربطون يا احبة بين التطبيق العملي والارشاد القولي. وعندئذ يجد الاب متسعا كبيرا لان يقول لاولاده هذه سنة وان يقول افعلوا كذا وهذا اتم للاجر وهذا اعظم وهذا انفع للصحة. اربطوا هذا رعاكم الله بسنن وهدي المصطفى صلى الله عليه اله وسلم وليس انسان ابا كان او استاذا او شيخا او اما والله ليس احد اعظم بركة في التربية من احد هؤلاء اذا ربط تربيته بهدي رسول رسول الله عليه الصلاة والسلام. لما يقول لاطفاله لطلابه لتلاميذه لما تقول الام لابنائها لاطفالها لما تقول لهم يا احبتي يا اطفالي يا اولادي هذا هو هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام. هذه سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. والله اننا لنبذر بذور المحبة في قلوب اجيالنا لرسول الله عليه الصلاة والسلام. ومتى بذرناها فابشروا فابشروا والله جار ظلالها وارث في حياة الاجيال القادمة اذا ترعرع فيها حب رسول الله عليه الصلاة والسلام. فتكون عيدانها قد اشتدت. فاذا كبر احدهم لن تجد دافعا كبيرا لان تدفعه نحو تطبيق السنن. لانك قد بذرت في قلبه شجرة الحب لرسول الله عليه الصلاة والسلام ينطلق تباعا يحث الخطى يلهث خلف اتباع السنن. هذا المبدأ الكبير لنتلقفه من مثل هذه الروايات العظيمة عن انس عن ابن عباس وغيرهما من الصحابة وهم ينقلون لنا كيف يربطون القول بالفعل. كيف يقولون للامة من بعدهم كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلوا كذا. لاحظ ان انسا في الرواية ما سئل وان نبنى وان عليا لما لاحظ امرا خلاف السنة بادر ولاحظ ان فهما قد يبتعد بهم عن السنة فبادر الى البيان رضي الله عنهم اجمعين فما كان احدهم ينتظر سؤالا بل كانوا ينشرون السنة نشرا ويحرصون رضي الله عنهم على رفع راياتها وعلى بثها بين العالمين الا فرحم الله امرأ رجلا او امرأة رحم الله من كان سببا في نشر السنة بين الانام. وتعليمها للخلائق وجعلها يقتربون من خلالها الى حب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. نعم عليه وسلم وتقدم قبل قليل الا تعارض بين حديث ابن عباس وحديث انس السابق رضي الله عنهما لكن ربما يتوهم متوهم ان التنفس المقصود هنا التنفس داخل الاناء. لحديث انس كان يتنفس في الاناء ثلاثا فاعلم انه ليس المقصود ان يتنفس داخل الكأس الذي يشرب فان هذا منهي عنه. وثبت النهي عند ابي داوود من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يتنفس في الاناء او ينفخ فيه ففهمت اذا ان قوله كان يتنفس في الاناء ثلاثا ليس المقصود اخراج النفس داخل الاناء. فان هذا منهي عنه لكن المقصود التنفس اثناء الشرب. والمقصود الاعم من ذلك الا يشرب الانسان الشراب دفعة واحدة. وقد اخرج الترمذي حديثا وان كان ضعيف السند قال لا تشربوا واحدة كشرب البعير ولكن اشربوا مثنى وثلاث الحديث وان لم يصح لكن يغني عنه التوجيه الثابت الذي مر بكم قبل قليل انه كان يتنفس عليه الصلاة والسلام مرتين او ثلاثا نعم قالت فشرب من في قربة قيل عليه وسلم قال ام معلقة قال قامت ام رأس عليه وسلم نعم. هذه ايضا احاديث ثلاثة روى الاول منها كبشة وهي كبشة بنت ثابت اخت حسان بن ثابت شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم. والاخر من رواية انس والثالث من رواية سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنهم اجمعين في حديث كبشة قالت دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فشرب من في قربة يعني شرب من فم القربة فشرب من في قربة معلقة قائما قالت فقمت الى فيها فقطعته. لماذا شرب قائما عليه الصلاة والسلام لان القربة معلقة واذا اراد ان يتناولها في شرب من فيها يعني من فم القربة وهو رأسها فلن يسعه ان يفعل ذلك الا وهو قائم اذا ما كان يتكلف عليه الصلاة والسلام لكن لو كان الاناء في متناول يده لشرب جالسا كما هو هدي معتاد. وقد تقدم قبل قليل انه وما تحتاج المرء الى ان يشرب قائما وكان هو الانفع له والارفق بحاله فلا حرج لانه ثبت في السنة قالت رضي الله عنها دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فشرب من في قربة معلقة قائما فاثبت شربه قائما عليه الصلاة والسلام قالت فقمت الى فيها فقطعته قطعت فما القربة بعدما شرب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم لانه شرب منها عليه الصلاة والسلام. طيب وماذا يعني هذا امر عظيم قطعة من جلد لامست فم رسول الله عليه الصلاة والسلام ولهذا فقد اخرج ابن ماجة هذا الحديث بزيادة في اخره قال تبتغي بركة موضع فم الرسول صلى الله عليه وسلم والحديث الاتي مثله تماما من حديث ام سليم فان ايضا صنعت صنيعة كبشة بنت ثابت رضي الله عنهما اجمعين. فالحديث دل على ما دل عليه كثير من الروايات ان صحابة رسولنا صلى الله عليه وسلم رجالا ونساء كانوا اكثر الامة حرصا على التعلم منه عليه الصلاة والسلام. وكانوا اشد الامة ايضا على حبه عليه الصلاة والسلام. وكانوا اعظمهم عناية مواضع البركة في حياتهم معه عليه الصلاة والسلام. ظفروا بالتبرك بشعره وبعرقه. وبمواظع شربه عليه الصلاة والسلام وقد مر بك ان غلاما واعرابيا وصغيرا كابن عباس رفضوا ان يشرب احدهم احد قبلهم بعد شربه من رسول الله عليه الصلاة والسلام. فهذا يعطيك صورة خفية لا تقرأ بين السطور مما تحمله تلك الصدور العظيمة من الحب لرسول الله عليه الصلاة والسلام. هذا المشهد بالرواية اجتزى في عبارة من كلمتين قالت فقمت الى فيها فقطعته ما حدثتك كبشة عن مشاعر اختلطت في داخلها وهي تفرح بانها ظفرت بقطعة لامست فم رسول الله عليه الصلاة والسلام. لم تحدثك الرواية ماذا صنعت كبشة وقد حفلت بذلك كفاها شرفا ان النبي عليه الصلاة والسلام دخل بيتها وكم كانوا يتسابقون رضوان الله عليهم اجمعين. الى ان يظفر احدهم بهذا الشرف العظيم ان يكون النبي عليه الصلاة والسلام ضيف احدهم وان يجلس مع احدهم وان يمشي مع احدهم او ان يأكل من طعامهم او يشرب من شرابهم ثم اصيبوا من الدعوة النبوية المباركة فذلك منتهى ما شهدوه رضي الله عنهم اجمعين. الحديث الاتي من حديث انس لما قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم على ام سليم وقربة معلقة فشرب من فم القربة وهو قائم. فقامت ام سليم الى رأس القربة فقطعتها. قطعتها تلتمس كما صنعت كبشة سواء بسواء والتماس البركة كما تقدم في مجلس سابق ايها الكرام انما يصح لنا معشر المسلمين متى ثبت لنا اثر من اثار رسول الله عليه الصلاة والسلام يصح نسبته اليه اما ان يقال لنا هذه قطعة قماش هي من ثوب رسول الله عليه الصلاة والسلام. او هذا اناء كان قد شرب فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام. ونحن اليوم بعد الف واربع مئة واكثر من ثلاثين سنة فاننا بحاجة الى اثبات صحة نسبة في هذا الامر الى رسول الله عليه الصلاة والسلام. ولو صح فما على احد ان يتبرك بها كما تبرك الصحابة. رضي الله عنهم اجمعين. لكن ينبغي في ان ننتبه بعناية الى ان القرون المتطاولة هذه يبعد معها جدا ويضعف معها تماما ان يبقى اثر صحيح ثابت النسبة الى رسول الله عليه الصلاة والسلام لاسباب كثيرة الشعر وهو ربما كان اكثر شيء بقي من اثاره عليه الصلاة والسلام. فانه لما حج حجة الوداع قسم نصف فشعر رأسه على الصحابة واعطى النصف الى ابي طلحة والشعر كثير والشعرات في القبض تكون بالمئات ان لم تكن بالالوف ومع ذلك فانه ثبت انه مع تمادي الزمان ربما اندثر ذلك بصورة واضحة تماما. خصوصا اذا استصحبت ان هذه الاثار كانت تنتقل بين الصحابة وكانوا يحرصون عليها. فكان كما قال ثابت اخرج الينا انس شعرات من شعرات رسول الله عليه الصلاة والسلام كانت عنده في البيت. قال عبيدته كما في صحيح البخاري. فلا ان تكون عندي شعرة من رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم احب الي من الدنيا وما فيها لكن هذا هذا في عهد التابعين والصحابة موجودون. فكان هذا شعر باق بين ايديهم رضي الله عنهم. فقل اذا استصحبنا طول الزمان وتناول هذه عبر الازمان والاجيال. ثم ما اصاب الامة ايضا من حروب حصل فيها دمار واندثار كبير. ما اتى على بلاد الاسلام في كثير من عواصم ومدن واقاليم بلاد الاسلام بالدمار والخراب. يصعب جدا ان تثبت اليوم ما يشاهد في بعض الامكنة في المتاحف ونحوها ان يقال هذا حذاء رسول الله عليه الصلاة والسلام. وهذه بردته التي كان يلبسها. وهذه عمامته التي كان يضعها على رأسه وهذا من بقايا شعره عليه الصلاة والسلام. واذا متى لم نقطع بصحة ذلك؟ فلا يجوز الاقدام على التبرك شيء من ذلك مع عدم ثبوت صحته. اما ما ثبت والصحابة رضي الله عنهم قد فعلوا. بل ثبت ان الامام احمد رحمه الله كان قد احتفظ بشعرة او شعرتين كانت باقيتين معه رحمة الله عليه. فلما حضرته الوفاة طلبها فاخرجها فقبلها ووضعها على عينيه. واوصى ان ان توضع معه في كفنه فيدفن وكذلك صنع كثير من الصحابة والتابعين ممن كان قد بقي له شيء من اثار رسول الله عليه الصلاة والسلام اوصوا ان تدفن معهم فانى نثبت اليوم بعد اكثر من الف سنة انه لا يزال بقية باقية من شعر فتخرج في بعض الصور ظفيرة عظيمة كبيرة فتقول هذه من شعر رسول الله عليه الصلاة والسلام هذا مما يبعد جدا واذا فعلى المسلم الا ينجرف في نحو التبرك بشيء لم يثبت ليس لان التبرك بشيء من اثره عليه الصلاة والسلام غير مشروع. بل لان اثبات هذا الامر ونسبته الى رسول الله عليه الصلاة والسلام سلام غير مقطوع بصحته. الحديث الاخير من رواية سعد بن ابي وقاص كما روته ابنته عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يشرب قائما. والمقصود كما تقدم اثبات جملة الهدي الذي ثبت عنه صلى الله عليه واله وسلم. وانه شرب قائما الا فان الاكثر من هديه كما تقدم شربه قاعدا عليه الصلاة والسلام نعم هذا باب العطر باب الطيب باب ما جاء في طيب رسول الله صلى الله عليه وسلم. الباب الذي سنستكمله في جلسة الجمعة المقبلة المقبلة ان شاء الله ونستفتح الليلة بكلمات يسيرة باب عظيم فيه شيء من ملامح الجمال والكمال التي عاشها نبيكم عليه الصلاة والسلام طيب الريح ايها الكرام من امارات الجمال وعناية الانسان بمظهره وهيئته ورائحته ايضا من دواعي الكمال اشهد ان محمدا رسول محمد رسول الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله فهذا الباب فيما جاء في تعطر رسول الله صلى الله عليه وسلم ابواب التي تصف لكم جمال نبيكم عليه الصلاة والسلام وكمال هيئته واحواله التي عاش عليها فانه بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام عاش حياته على اكمل الاحوال واتمها وعلى اجمل الهيئات واحسنها. قد جمع الله عز وجل له بين جمال الظاهر والباطن واعتنى عليه الصلاة والسلام بجمال هيئته ومنظره وهندامه وملبسه كما اتاه الله عز وجل حسن الخلقة صورة فكان عليه الصلاة والسلام في اكمل تلك المناحل التي اشرت اليها قبل قليل ومع ذلك فانه ثبت عنه عليه الصلاة والسلام اعتناءه بالطيب تطيبه وحبه للطيب. وحثه على التطيب. كل ذلك انما يصدر عن قلب طيب عليه الصلاة والسلام كل ذلك ايها الكرام ولم يعرف عنه صلى الله عليه وسلم انه كان يعاني ما يعانيه احدنا من الروائح التي ربما كانت تستكره ويتأذى بها الجلساء بل انما كان عرقه طيبا عليه الصلاة والسلام فما الحامل على ان لن يزيد على ذلك الطيب تطيبا اليس هو كمال الجمال الذي جبله الله عليه بابي وامه عليه الصلاة والسلام ولطالما كررنا ايها الكرام ان موجبات حب اي انسان ثلاثة اشياء جمال صورته وجمال اخلاقه وكمال احسانه الى الاخرين وثلاثة الامور قد اجتمعت لنبينا صلى الله عليه وسلم في اكمل مراتبها فاستحق اكمل الحب بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام ولهذا والله من احب انسانا لجماله فينبغي ان يكون حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم اعظم. لانه اجمل ومن احب انسانا لاخلاقه فيجب ان يكون حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم اعظم لان اخلاقه اعظم ومن احب انسانا بانه اسره باحسانه فينبغي ان يكون حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا اعظم انه اكمل احسانا في حقنا جميعا ايها المسلمون. وقد اخرجنا الله عز وجل به من الظلمات الى النور. فاللهم صل وسلم وبارك عليه ندع هذا الباب لليلة الجمعة المقبلة بامر الله تعالى هذا احد الاخوة يسأل فيقول لما اتى الراوي بصيغة الادعاء قال وزعم انس ما حد الزعم؟ ليس الزعم هو المذموم كما نستعمله اليوم فتقول يزعم فلان ان فيه تعريظا بالكذب لكن زعم في اللغة اخبر او قال فيقول زعم فلان وهذا وارد كثيرا في كلام السلف ليس على محمل الذم بل ان امام المفسرين وشيخهم الامام الطبري رحمه الله ما يقول في تفسيره وزعم بعض المفسرين وزعم بعض اهل العلم ليس شيء ذلك محمولا على الذنب يقول اذا تعارض قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله ايهما نقدم لا تعارض مطلقا بين القول والفعل الصادر عنه صلى الله عليه وسلم اطلاقا هذا اولا انما التعارض في افهامنا القاصرة وفيما نقف عليه من ادراك المعنى. فمتى لم نجد سبيلا الى الجمع بينهما وهو الواجب عند هذا الموقف؟ فان القول اعم دلالة عند اهل العلم لان الفعل يحتمل الخصوصية كما ثبت انه قال لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها ثم ثبت انه قضى حاجته عليه الصلاة والسلام كان مستدبرا للكعبة. فحمله بعض اهل العلم على الامر الخاص به عليه الصلاة والسلام. فمن ثم قالوا ان ما يعرض للافعال من احتمال الخصوصية اكثر منها في الاقوال فكان القول من هذه الجهة اعم دلالة يقول الحديث كبر كبر كيف نجمع بينه وبين البدء بالايمن في مثل الروايات الواردة قبل قليل. نعم كبر كبر قالها عليه الصلاة والسلام لما اجتمعا عنده اخوان احدهما اكبر سنا فشرع يتحدثان في قضية حصلت في قتل في خيبر فجاء يتحدثان بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال كبر كبر يعني اعطي الكلام للاكبر ليبدأ قبلك وهذا من الادب. وهذا لا تعارض بينه وبين حديثنا. فمتى كان الازدحام بين امرين او بين او شخصين ولك ان يكون التقديم للاكبر احتراما فان السنة البدء به. كما في الحديث او في الشهادة عند القاضي او الحاكم او في امر اخر من هذا فيبدأ بالكبير اما المباشرة بالضيافة على وجه الخصوص فقد ثبت ان الكبار كانوا عن يساره عليه الصلاة والسلام الاشياخ في رواية وابو بكر في في رواية وخالد اكبر من ابن عباس في رواية وكلها صحيحة. ومع ذلك عدل الى البدء باليمين وقد سمعت قول انس فانها سنة انها سنة فانها سنة فالجمع ان تحمل البداءة بالتكبير في المواضع التي يكون فيها الازدحام. كما لو جئنا عند باب ندخل الدار اما اثنان وثلاثة فمن الاحترام ان يقدم الكبير واذا جئنا ندخل الدار او نركب السيارة ونحو ذلك يبدأ بالكبير كما يبدأ بالحديث في المجالس ومن بدأ بالتيامن ايضا في تلك المواضع فله وجه من سنة معتبر نسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم علما نافعا