عمر رضي الله عنه ها هنا امير وخليفة وقائد وقد كلف عتبة بن غزوان في هذه المهمة بما كلفه به فرسم له الخطة وحدد له الهدف ورسم له المسار وجعله يتبع ما حياة اليوم اين بلغ بهم الفقر واي شدة وجدوها في الجوع الى الحد الذي يحوجهم ان يأكلوا اوراق الشجر؟ نعم قد يحصل هذا في بعض البلدان يحصل هذا لبعض الفقراء من العلم باخباره وسنته وسيرته وشمائله. لان العلم غذاء تلك المحبة ووقودها وهو فتيل ذلك الشوق الذي لم يزل ينبعث ضوءه ونور اشراقه في قلوب المحبين لرسول الله عليه الصلاة والسلام ليروي قلبه من حب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم وهو يقترب من معين سيرته وفضائل شمائله وهو يتعلم من هديه صلى الله عليه واله وسلم ما يعزز حب الايمان في قلبه يسيء في صلاته ولا يحسن امرأة امرته في بلد مسلم يتظلم اهله زورا عند امير المؤمنين انه لا يحسن ان يصلي فلذلك اعقب ذلك بقوله رضي الله عنه واصبحت بنو اسد يعزرونني في الدين الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله الحمد لله الذي اكرمنا بالاسلام وعلمنا الحكمة والقرآن كتب لمن شاء بفضله حج بيته الحرام احمده سبحانه وتعالى واثني عليه بما هو اهل له من الحمد والثناء واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ولا رب سواه لكثرت نعمه وتتابعت الائه وما زالت فيض نعومه وكرمه جل جلاله تتتابع على خلقه من قاصد بيته الحرام واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المصطفى نبي الاسلام وسيد الانام اكرمه ربه وبعثه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آل بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان واقتفى اثرهم الى يوم الدين اما بعد ايها الاخوة المباركون فعودا حميدا الى مجالس الشمائل المحمدية وشوقا حميما يقود احدنا للجلوس مرة بعد مرة وان يعاود بعد الانقطاع كرة بعد كرة وما يقربه من الاقتداء بسنن المصطفى صلى الله عليه وسلم اكثر فاكثر ان احدنا مهما بلغ به الايمان الصادق والمحبة العظيمة والشوق المتدفق نحو رسول الله عليه الصلاة والسلام فانه لا يزال بحاجة لان يستكثر اما انهما من شك ان اعظم الامة حبا لرسول الله عليه الصلاة والسلام هم صحبه الكرام رضي الله عنهم اجمعين وان اصدقهم ايمانا واكثرهم جهادا وتضحية وحبا وفداء له بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام هم ايضا ذلك جيل الكريم المبارك وما من شك انهم كانوا اعلم الامة بشأن رسول الله عليه الصلاة والسلام. اكتحلت اعينهم برؤيته وتلذذت اسماعهم سماع قوله وحديثه وامتلأت قلوبهم بما شاهدوا من مواطن الصدق والمعجزات الباهرات فكانوا قد بلغوا في العلم مبلغا عظيما بشأنه عليه الصلاة والسلام. فاورثهم ذلك العلم العظيم به صلى الله عليه واله وسلم اورثهم مرتبة عظيمة من الايمان والحب والصدق في التضحية والبذل والفداء. والاتباع للسنة والاقتداء الشديد بها فما على من سلك سبيلهم واراد ان يحذو حذوهم الا ان يأخذ بمأخذهم في الاغتراف من العلم باخباره وشمائله وسنته وسائر احواله عليه الصلاة والسلام لان الطريق الاعظم والمسلك الاكبر الذي يقود المؤمن نحو تلك المراتب العلا من الايمان الايمان والمحبة والطاعة والاتباع هو باب العلم به عليه الصلاة والسلام فما صنفت المصنفات ولا دونت الدواوين ولا حرص ائمة الاسلام سلفا وخلفا. على جمع هذا الارث المحمدي المبارك المتمثل في سنته واخباره وسيرته وشمائله الا تقريبا لهذا الباب بين يدي الامة. فلله درهم ما انصحهم وما اكثر صدقهم في بدر هذه النصيحة للامة الى يوم القيامة نحن الليلة نعاود بعد انقطاع لايام الحج الذي كان موعد درس اخر لقاء لنا فيه كان قبيل موسم الحج نعاود بعد ذلك الانقطاع ونحن الليلة في ختام ليالي شهر ذي الحجة في الليلة الاخيرة منه ونحن ايضا على بوابة عام هجري جديد فتعود بك الذاكرة قبل الف واربعمئة وست وثلاثين سنة او خمس وثلاثين سنة لتقف على الموعد الذي كان فيه النبي عليه الصلاة والسلام مهاجرا من مكة خارجا منها خارجا منها وحيدا لا يصحبه الا الصديق رضي الله عنه يخرج بهذا الدين العظيم وبهذا البلاغ الكبير وبهذه المهمة العظيمة ليقود نورا مشرقا جديدا للامة يخرج عليه الصلاة والسلام طريدا متخفيا مهاجرا في صحبة رجل واحد فقط من اصحابه فتتوالى الايام وتتابع القرون لتشهد اليوم وها انت ترى بام عينيك وانت قرب الكعبة وفي رحاب بيت الله الحرام حيث كانت مهد رسول الله عليه الصلاة والسلام ومواطئ اقدامه الشريفة وخطواته المباركة انت تبصر اليوم بعد هذا التاريخ العظيم الكبير تبصر الجموع الكبيرة المتدفقة من انحاء المعمورة بيضا وسودا عربا وعجما يقدمون اليوم في هذا الموضع الذي خرج منه عليه الصلاة والسلام مهاجرا يقدمون يشهدون ان لا لا اله الا الله وانه صدقا رسول الله عليه الصلاة والسلام يأتمون بسنته ويتعلمون من هديه ويحجون كحجته عليه الصلاة والسلام فحدث يا زمن ان هذا العمر الطويل ما كانت قريش تعلم ساعتها انها تطارد رجلا ستقود الامة ستأتي الامة تنقاد بامره ونهيه عليه الصلاة والسلام وتأتي البشرية طواعية راغبة مؤمنة محبة متبعة لرسول الله عليه الصلاة والسلام شتان ما بين الزمانين لكنها قبس من نور يشعل فتيلا من الامل في قلب كل مسلم يشهد ما تعيشه الامة اليوم في احوال حالكة الظلام. ومطبقة البلاء. وربما قذف الشيطان شيئا من اليأس في قلوب بعض سليمان واي سوء يمكن ان يبلغ بالامة اكثر مما هي عليه. واي فتن يمكن ايضا ان تذهب بحاضر الامة ومستقبلها فيها اكثر مما تشهده اليوم وقد اريقت فيها الدماء وهتكت الحرمات وضاعت الحدود. وقد اعتدي على شريعة الاسلام واوذي المسلمون واضطهدوا في كل مكان فلربما حدث المسلم نفسه او قذف الشيطان في روعه شيئا من ذلك فما على احدنا الا ان يتذكر ان تلك اللحظة التي خرج فيها رسولنا عليه الصلاة والسلام من مكة مهاجرا لربما ظن احد ان انه ما بقي من نور هذا الدين ولا من بصيص الامل الا مقدار ذرة او اقل لكنك تشهد بام عينيك اليوم ان هذه الذرة الضئيلة جدا من الامل المتفائل فتحت بابا جديدا للتاريخ وها هي اليوم تشهد تلك الثمرات انما على احدنا الا ان يصدق في تعامله مع الله وتوكله على الله ويحسن ظنه بالله ثم يأخذ بالاسباب مؤمنا موقنا ان الغلبة لهذا الدين. وان الله عز وجل قد وعد ووعده الحق ان دينه بالغ ما بلغ الليل والنهار. وانه سبحانه وتعالى مظهر هذا الدين على الدين كله. ولو كره المشركون وانه قد ابى سبحانه جل جلاله ابى ما يريده اعداء الملة من اطفاء نور هذا الدين. ويأبى الله الا ان يتم نوره. ولو كره الكافرون. كل ذلك نحن نقتبس في من سيرته عليه الصلاة والسلام نقتبس اضاءات من امل وعمل يقود احدنا نحو الاستدامة في التمسك بعرى هذا الدين تمسكا غليظا والتمسك ايضا بسبيل خدمته والدعوة في سبيله اخذا شديدا. فلا يفتر احدنا بل ربما قوى ثبات قدميه وقوى من حوله من اخوانه ثباتا وعزيمة وصدقا في العطاء فاننا امة مباركة. اتباع نبي عظيم صلى الله عليه واله وسلم هو الذي قد بلغ في تضحيته وصدق دعوته ما علم به الامة من بعده. ثم ها نحن اليوم نجتمع من كل ولون ولغة ولسان وبلد نجتمع نتدارس شمائلهم فليت قريشا هل كانت تعلم عندما اخرجته واضطرته للهجرة او سيأتي اليوم الذي يقدم فيه الناس من كل بلد يذكرون شأنه وخبره ويتدارسون سيرته عليه الصلاة والسلام في ظل الكعبة ها هنا لو كان لاحدنا ان يبصر بعينيه صفحة التاريخ تلك وان يعيشها شعورا حاضرا ما ظن ان ذلك حادث ابدا فابلغوا التاريخ والزمن ان الله عز وجل حافظ دينه. لكنه الشرف يا قوم لمن خدم هذا الدين وتمسك به. وبذل في تضحيته بذل من التضحية في سبيل اعلاء رايته ونشره بين العالمين ما يملك فانه الشرف والفخر. والا فان الله ناصر دينه بك او بغيرك راعاك الله. فان كان لك الشرف هو الفخر والاجر والثواب وما ترفع به الرؤوس يوم يقوم الاشهاد. وان كان بغيرنا ونحن حضور شهود قادرون. لكن الخذلان احاط بنا واليأس قعد بنا والقنوطة ايضا اضعف الهمم فينا فانه والله الخزي والحسرة والندامة ان ينصر دين الله باكف غير وبعقائد غيرنا وببذل غيرنا وان يستبدل الله بنا من هو خير منا. نحن لا زلنا في تلك المجالس نقتبس شيئا من هذا النور عظيم من هدى سيد المرسلين صلى الله عليه واله وسلم وكم لله في حكمة ان نعاود الاستئناف في مثل هذه الايام. ولا تزال جموع من بقايا قاصدي بيت الله الحرام ووافدي حج بيته معظم لا تزال بقاياهم تودع اخر هذا البيت عن اخرهم وهم يغترفون من هذا الهدي العظيم ويرتشفون من منبع هدى سيد المرسلين صلى الله عليه واله وسلم لنكون اكثر صدقا في الاستمساك بسنته واكثر رغبة في الاحاطة بهديه وطاعته واكثر حبا وثباتا على البقاء على سنته حتى نلقى الله عز وجل وقف بنا الحديث في باب ما جاء في عيش رسول الله عليه الصلاة والسلام. هذا الباب العظيم الذي كان لنا فيه مجلسان او اكثر. باب يصف لك الهيئة والحالة التي كان يعيشها اشرف الخلق وامام المرسلين صلى الله عليه وسلم. وهي في جملتها كما مر بك في مجالس سبقت من حضر او لمن سمعها ممن لم يحضر كان في جملتها وصف الفقر والقلة. وصف التقلل من الدنيا على الامكان من الاستكثار من بين يديه عليه الصلاة والسلام. لكنه اختار ما هو اوفى واعظم. عاش نبيكم عليه الصلاة والسلام ما لو اردنا ان نصفه اليوم عجزت بنا المصطلحات اهو الفقر؟ بل هو اشد والله اهو الجوع؟ بل وما هو اعظم؟ لان الفقر الا تجد وربما تجد شيئا لا يكفيه. لكن الا تجد الايام المتتابعات وان تطوي ضاويا الليالي المتتابعات فذلك ما هو فوق الفقر بكثير. وان تصفه بالجوع فيبلغ به الجوع عليه الصلاة والسلام بالصحابة من حوله ان يشدوا على بطونهم الحجارة اسكاتا لجوع المعدة. واسكاتا لذلك الحر الذي لا يوطغ ثم هو شيء ايضا فوق الجوع بكثير. نحن نصف شيئا من عيشه عليه الصلاة والسلام. في سنوات متتابعات قضاها بينما ما قد بلغه من نعم الله سبحانه وتعالى وقف بنا الحديث عند حديث سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه وهو ايضا في سياق باب ما جاء في عيش رسول الله صلى الله عليه واله وسلم مكة والمدينة قبل الهجرة وبعدها عاشها الصحابة رضي الله عنهم وذاقوا من حلوها وبرها. ووصفوا ذلك بابلغ وصف واصدق عبارة وحتى نربط اللاحق بالسابق فان الاحاديث التي مضى دراستها في المجالس السابقة وصفت انه عليه الصلاة والسلام ما كان يشبع من خبز قط ولا لحم الا على ظفف. وانه عليه الصلاة والسلام ما كان يجد من الدقل وهو رديء التمر. ما كان يجد منه ما يملأ وانه يمر عليه الاهلة الهلالان والثلاثة وما يستوقد في بيت ازواجه نار عليه الصلاة والسلام. وعندما تسأل ام مؤمنين رضي الله عنها فما كان يعيشكم يا خالة تقول ما هما الا الاسودان التمر والماء وصف معيشته عليه الصلاة والسلام بلغ به وبالصحابة الكبار من حوله ابو بكر وعمر ان يخرجوا من بيوتهم قد اذاهم الجوع فاخرجهم واضطر للبحث عما يسد تلك البطون الفارغة. فيخرج ابو بكر ويخرج عمر فيسأل يقول ما اخرجني الا الجوع. فيقول عليه الصلاة والسلام وانا قد وجدت بعض ذلك فيظيفهم ابو الهيثم ابن التيهان رضي الله عنه فاذ قدم لهم رطبا وماء عذبا رآه عليه الصلاة والسلام من النعيم الذي سيسأل عنه العبد يوم يلقى الله ليقول لهم عليه الصلاة والسلام هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة ظل بارد ورطب طيب وماء بارد هذا الوصف المجمل يجعلك تنتقل عن حياتك اليوم عبدالله وتزهد فيها كثيرا والله. وانت ترى ما قد احاط بك من النعم من لذيذ الطعام وفاخر الثياب ومريح المراكب والحياة الهنيئة والعيش الطيب. ثم ربما لا يزال بعضنا يشكو من قلة وربما ذكر ذات يوم احدنا لنفسه او لزوجه او للمقربين من حوله انه اصبح او امسى وما في جيبه شيء او في جيبه ما لا يكفيه وعياله او انه لا يزال مديونا ويتحمل من التبعات التي يريد ان يقطع بها بحر الحياة فانسى رعاك الله كل ذلك لتعلم ان امام الهدى وقدوتك في هذه الدنيا سيد البشر عليه الصلاة والسلام. كان قد تجاوز ما انت فيه بكثير. لكنه لما تقلل من الدنيا خف حملها عليه صلى الله عليه وسلم. ولما لم يكترث بها ولم يعبأ بها ما نظر عليه الصلاة والسلام الى قليل منها ولا كثير. ثم هو مع يخاطبه ربه فيقول ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه فهل تظن انه في لحظة من حياته قد تعلق قلبه بشيء مما يعيشه الناس في سعة الحياة؟ وانه ربما تعلق بصره بما في لبعض القوم من الاموال والمراكب والابل وكثير النعم كلا والله. لكنه المبدأ العظيم والاصل الكبير الذي عاش عليه. ثم يأتي لربه ليثبته عليه ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه. كم نحتاج ان نسمعها انفسنا اليوم؟ لان لا تتطلع الاعناق وعلوا نحو بنايات شاهقة فنحمد اصحابها عليها او ربما خطف ابصارنا مناظر سيارات فارهة او ملابس فاخرة فرأى بعضنا في نفسه شيئا من العجب بها او الثناء على اصحاب فضلا عن ان يتحسر على نفسه بفوات شيء منها. كم نحتاج ان نسمع انفسنا هذا الوحي الرباني الذي خوطب به من ان قطع من قلبه اي ادنى تعلق بالدنيا. فقيل له ولا تمدن عينيك فاحرى بنا والله الذين تعلقت نحن الذين تعلقت قلوبنا لا اقول بخيوط بل بحبال غليظة في هذه الدنيا ومتاعها ولذائذها احرى بنا ان نتأمل ونستوعب ان نعيش في ظلال وحي الله لنبيه عليه الصلاة والسلام ولا تمدن عينيك. القناعة التي يعيشها العباد الموفقون بما يأتيهم من رزق الله قليل او كثير ثم استشعار عظيم فضل الله والعجز عن القيام بشكره وحمده سبحانه وتعالى. كل ذلك كل ذلك خطوات ومطالب فاتت على كثير من العباد. فما احرانا ان نتنادى بها ولنتداعى اليها ان القناعة كنز يحويه المسلم الى صدره فيعيش هانئ الحياة موري مستريح البال. وان حمد الله عز وجل على ما افاء من النعم وما ساق من الخيرات هو اعظم من ان يتذكر الانسان ما قصر به. لانه لو ذهب احدنا يحصي ما وصل وما بلغه من نعم الله لعجز فعيب فيعود فعيب على من من بلغه الحياء شيئا في في نفسه ان يظل ينظر الى ما قل وقصر عنه وهو بعد لم يعد نعم فصرت اذا لقد خبت وخسرت اذا وضل عملي هذا حديث سعد ابن ابي وقاص رضي الله تعالى عنه وارضاه وهو وصف اخر يضاف الى الاوصاف السابقة في روايات الصحابة الكرام رضي الله عنهم اجمعين في وصف عيش سيد المرسلين وخاتم النبيين عليه الصلاة والسلام. سعد رضي الله عنه ها هنا يحكي مرحلة من حياته عاشها قدم بين يدي هذه الرواية اوصافا ذكر فيها مناقب شرفه الله بها سعد في هذا المقام لم يكن قائما مقام العجب بنفسه ولا الحديث عن ذاته كما قد يخيل بادئ الامر لمن يقرأ الرواية لكن الحديث بتمامه كما اخرجه البخاري عن جابر ابن سمرة ان اهل الكوفة شكوا سعدا الى عمر رضي الله عنه ايام ولايته عليهم وقد هذا مظلمة من اهل الكوفة لسعد رضي الله عنه فشكوه الى عمر فعزله واستعمل عليهم عمارا بدلا منه فشكوا فكان مما ذكروا في شكواهم سعدا لعمر انه لا يحسن يصلي يعني بلغ بهم البهتان والزور في شكوى سعد لعمر انه لا يحسن الصلاة بهم اماما فارسل اليه عمر رضي الله عنه فقال يا ابا اسحاق ان هؤلاء يزعمون انك لا تحسن تصلي فقدم سعد في ذكر هذه الواقعة هذه المناقب التي ذكرها لنفسه رضي الله عنه اني لاول رجل اهراق دما في سبيل الله عز واني لاول رجل رمى بسهم في سبيل الله ثم ساق تتمة الحديث حتى قال واصبحت بنو اسد يعزرونني في الدين يعني حتى جاء اليوم الذي تتكلم فيه بعض قبائل العرب في الكوفة ويتهمونني في ديانتي وانا اول رجل رمى بسهم في سبيل الله واول من اريق دمه في سبيل الله وقد بلغ بي الصبر وتحمل البلاء في سبيل الله انني لا اجد انا وصحابة من اصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام شيئا نسد به جوعتنا. ما الذي صبرهم على هذا البلاء وعظيم الفتنة التي مروا بها الا التضحية في الدين وسبيل نصرته في ايام كانت الفئة المؤمنة قلة وكانت الكثرة معادية وصادة عن سبيل الله. يريد ان يقول رضي الله عنه امثلي امثلي يتهم انه لا يحسن الصلاة وقد كان ممن جعله الله عز وجل في اوائل من ثبت باقدامهم ركائز هذا الدين ومن قدموا دماءهم فداء وتضحية لهذا الدين فكان هذا مساقا محمودا لان يذكر فيه رضي الله عنه. في جواب التهمة الباطلة والزور الذي افتراه اهل الكوفة ضد سعد رضي الله عنه لان يقول بين يدي الخليفة بل وان يسمع الامة الى يوم القيامة ما الذي حدى به رضي الله عنه ان يقول ما قال. قال اني لاول رجل اهراق دما في سبيل الله عز وجل. قال ذلك يذب التهمة عن نفسه. ويدفع الباطل والزور الذي دفع به اهل الكوفة غلامة رفعوها الى امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه ويقصد باراقة الدم انه لما كان بمكة قبل الهجرة في ايام القلة المؤمنة كان رظي الله عنه وجماعة من الصحابة يستخفون بصلاته فلما بلغ بعض سفهاء قريش مبلغ خبرهم وانهم يصلون خرجوا اليهم يؤذونهم واعتدوا عليهم فتلاحوا فيما بينهم وتغاطلوا الكلام فبلغ بسعد الغضب ان اخذ لحي بعير فشق به رأس رجل من المشركين فاراق دمه فعلها حمية قصارا وغضبا ودفعا للظلم رضي الله عنه. فكان اول من اراق دما في سبيل الله فصارت منقبة لسعد واولية عظيمة يفخر بها ويشهد له بها التاريخ. ما اراق احد دما قبله في سبيل الله. بمعنى ان انه ذب عن الدين ودافع عن مظلمة تتعلق بنصرة الدين حتى كان سبيلا لاراقة دم من اعتدى وصد وكفر بالله فكان سعد رضي الله عنه اول من فعل ذلك وهذا قبل ان يفرض الجهاد وقبل ان تنزل ايات القتال لما كانت المرحلة مرحلة صبر وتحمل للفتنة والاذى الذي يلقاه المسلمون بمكة قال رضي الله عنه واني لاول رجل رمى بسهم في سبيل الله وكان ذلك في اولى البعوث والسرايا التي بعث بها النبي عليه الصلاة والسلام بعد هجرته الى المدينة. امر سعدا في احداها فتلاقى مع فئة من كفار قريش تراموا بال والسهم ولم يقتتلوا فكان سعد ايضا اول من رمى بسهم في سبيل الله. فجمع الله له ذلك باثبات اولية البذل والفداء والتضحية في مكة قبل الهجرة وفي المدينة بعد الهجرة. فاول من اراق دما في سبيل الله سعد واول من رمى بسهم في سبيل الله سعد انه اكلوا ما تأكله تلك الدواب فاخرجوا ما تخرجه. هذا شيء عظيم وصدقني لم يكن وصفا عابرا يعني ما كانت اكلة ولا يوما عاشه هؤلاء الكرام. وهم في هذا في صميم في صميم خدمة الاسلام والتضحية في سعد احد السابقين ومن العشرة المبشرين خال رسول الله عليه الصلاة والسلام كان يفخر به ويثبت به منقبته العظيمة سعد رضي الله عنه مجاب الدعوة كثير التضحية والصبر. سعد قائد القادسية وفتوح الاسلام الكبيرة العظيمة. سعد صاحب قال حتى اذا كانوا بالمربد وجدوا هذا الكذان. الكذان اسم حجارة على وزن حسان. حجارة بيضاء رخوة ليست على طبيعة حجار حجارة صحراء العرب في صلابتها وقسوتها لكنها حجارة بيضاء ملسة رخوة المناقب التي ربما لا يتسع المقام لذكرها لكنه رضي الله عنه وارضاه احد القلائل الذين جمع الله لهم بين السبق في الاسلام والايمان في المرحلة المبكرة وصدق التضحية والهجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم العيش بشرف المشاركة في الغزوات والجهاد في سبيل الله ثم حمل الراية من بعد وفاته عليه الصلاة والسلام. والمشاركة في نشر دين الله عز وجل في بلاد الدنيا شرقا وغربا كان سعد رضي الله عنه في هذا المقام يذكر ما اتهمه به اهل الكوفة ليقول رضي الله عنه لقد رأيتني اغزو في العصابة من اصحاب محمد عليه الصلاة والسلام. العصابة اي العصبة وهي الفئة القليلة المجتمعة يقول ما نأكل الا ورق الشجر والحبلى يقول مرت بنا ايام في صبرنا وفدائنا وتحملنا في سبيل الله انه بلغ بنا الجوع ونحن خارجون ونحن خارجين جهادا في سبيل الله وتكليفا بامر رسول الله عليه الصلاة والسلام. ثم نجد من الجوع ما يجعلنا لا نجد من الطعام الذي نأكل الا ورق الشجر والحبلى. الحبلى نبات ذو شوك له ورق يشبه اللوبياء فبلغ بهم الامر ان يأكلوا ما تأكله البهائم والانعام ليس لشيء الا لشدة جوع واراد احدهم ان يسكت جوعه ولو بورق شجر فانظر كيف بلغ بهم الامر هذه الرواية انما تكشف لك مرحلة من التاريخ الذي عاشه الصحابة في اوائل الاسلام هو لما يحكي ذلك وقد خرجوا مجاهدين خرجوا سرية تغزو في سبيل الله. من اخرجهم رسول الله عليه الصلاة والسلام بالله عليك لو كان يجد عليه الصلاة والسلام ما يزودهم به في السرية اكان يبخل عليهم لكنهم اذ خرجوا وليس معهم ما يكفيهم من طعام ولو حتى من تمر ما يكفيهم لذهابهم وعودتهم. فانك تقف بالحقيقة واليقين انه عليه الصلاة والسلام هو وباقي صحابته في المدينة كانوا على مثل هذا الحال ان لم يكن اشد وكانوا قد بلغ بهم الجوع والقلة ما لو وجدوا معه ان يجهزوا به وان يزودوا ويمونوا به سرية تخرج في سبيل الله تدافع عن عن عن دين الله عز وجل وتطرد اذى الذين يصدون ويبتغون الاذى في في الاسلام واهل الاسلام لكان انا قد فعل عليه الصلاة والسلام لكنه الحال العظيم الذي يخبر به سعد ما مر به والشأن لا يتعلق بسعد وحده لكنها صفحة تكشف لك من تاريخ رسول الله عليه الصلاة والسلام المبلغ العظيم الذي عاشه من التقلل من الدنيا. يقول ما نأكل الا ورق الشجر والحب له حتى تقرحت اشداقنا الشدق جانب الفم ومن اكل من الطعام اليابس ما لا يتوافق مع طبيعة الانسان وما لا يستطاب لا في مذاقه ولا في مضغه ولا في هضمه ولا في بلعه فانه لا يتوافق مع طبيعة البشر فتأباه طبيعة الانسان يسبب ذلك قروحا جروحا جفافا في الفم. بلغ بهم الامر ذلك لتعلم انها ما كانت اكلة عابرة وما كانت يوما ولا ليلة قطعوا بها جوعهم على هذا النحو. لكنه استمر بهم الامر ان تقرحت اشداقهم. وتقرح الشدقين وتشققه وسيلان الدم ينبيك ايضا عن موضع صعب للغاية عظيم. انه لو كان جوعا فحسب لربما كان محتملة لكن ان يكون جوعا وحرارة معدة وشدة تملق من الجوع ثم يصحب ذلك بمحاولة بائسة لا تفيد شيئا الا مزيدا من تقرح الفم واراقة الدماء فانه والله شيء لا يكاد يوصف. وفي العبارة ذات جملة من كلام سعد ما يحمل وراءها من عظيم الوصف ما قد يسرح بك الخيال فلا تبلغ المبلغ الكامل في الصورة التي اراد نقلها ووصفها رضي الله عنه وارضاه يقول لقد رأيتني اغزو في العصابة من اصحاب محمد عليه الصلاة والسلام. ما نأكل الا ورق الشجر والحبلة حتى تقرحت اشداقنا وان احدنا ليضع كما تضع الشاة والبعير يعني يخرج اكرمكم الله من الفضلة والبراز يخرج كما تخرج الشاة والبعير كما تضع الشاة والبعير بعرة صغيرة جافة يابسة. لانه لا شيء يؤكل فما في المعدة شيء اوصل حتى يخرج. فلو خرج لكان من قلته كشأن البهائم في قلة ما تخرج من بطنها. هذا وجه شبه والاخر في سبيل وقد خرجوا غزاة سرية مجاهدين في سبيل الله فيبلغ بهم الامر هذا المبلغ. اتظن ان سعدا رضي الله عنه وقد عاش مثل هذه المرحلة من التاريخ وقد تربى وقد قد قويت عظامه وترسخت بنيان جسده على مثل هذا النوع من العيش ان يأتي به اليوم حتى فما الذي يحمله عليه الصلاة والسلام على احتمال ذلك كله وما الذي يجعله ما يلتفت الى ذلك؟ بل ولا رآها معضلة في حياته تستحق ان يرفع يديه الى ربه فيقول يا رب وفي رواية يعزروني واخرى تعزرني والمعنى سواء ان يتهمونني زورا وباطلا ويجعلون ذلك منقصة في حقه ومثلبة وشيئا من الذم الذي يساق في شأن سعد اسعد تعدن بعد كل هذا هو الذي يتهم لا يحسن الصلاة. لكن عمر رضي الله عنه اذ سأله والله ما كان متهما اياه انما هو شأن القاضي اذ يفصل في الخصومات ان عليه ان يسمع وان عليه ان يعرض الدعوة ولو كانت من افجر الفجور على المدعى عليه. وان يبلغه ما اتهموا به الخصم ولو كان الكذب وابطل الباطل واشد الزور فقال ذلك ليسمعه ما بلغ به القوم. فنأى به عمر رضي الله عنه عن امرة الكوفة واستعمل عليهم عمارا. بدلا منه ثم حفظ لسعد رضي الله عنه سابقته وفخره واثنى عليه عمر رضي الله عنه خيرا. لما سأله عمر ان هؤلاء يزعمون انك لا تحسن تصلي كما في صحيح البخاري. قال سعد اما انا والله فاني كنت اصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. اصلي صلاة العشاء كيف اركد في الاوليين واخف في الاخريين يعني يطيل شيئا ما في الركعتين الاوليين ويخف في الاخريين. قال ذاك الظن بك يا ابا اسحاق. فعمر كان يعلم ما عليه سعد رضي الله عنه لكنه كما قلت لك شأن القضاء. ومن بلغته الخصومة للحكم في الحكم فيها والفصل في دعاوى المدعين ان يعرض دعوى على المدعى عليه مهما بلغت ظلما وزورا وفجورا وكذبا. ثم شهد له عمر رضي الله عنه بما يعرف لما قال له ذاك الظن بك يا ابا اسحاق قال رضي الله عنه واصبحت بنو اسد يعزرونني في الدين لقد خبت وخسرت اذا وظل عملي كل ذلك كان موضع الشاهد فيه ما جاء في عيش رسول الله عليه الصلاة والسلام. فان قال قائل انما يصف الحديث عيش سعد ثواب ان سعدا ذكر وصفا من العيش في موقعة وفي حالة بعثهم عليها رسول الله عليه الصلاة والسلام ولو كان يجد في او حتى في بيته ما يزودهم به ويعينهم عليه من المؤونة والغذاء والعيش لفعل بابي وامه عليه الصلاة والسلام فانظر كيف عاش الصحابة في صحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام شدة العيش وشظف المأكل والمشرب. نعم الحديث كما اشار المختصر والمحقق الشيخ الالباني رحمه الله قبل رقم الحديث انه ضعيف السند وهو كذلك وظعفه لجهالة خالد ابن عمير وشويس المذكورين في الرواية لكن الحديث اخرجه الامام مسلم في صحيحه دون اوله الذي فيه الضعف المذكور ومن كان الشاهد في الحديث عند مسلم في صحيحه التي هي اخر الحديث وفيها مقولة عتبة لقد رأيتني واني لسابع سبعة الى اخر الرواية بل هي عند الامام مسلم في صحيحه باتم من هذا واوفى واكمل. فتم تحسين موضع الشاهد بل تصحيحه بحمد الله الرواية ها هنا لما يقول خالد بن عمير وشويش ابو الرقاد بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عتبة ابن غزوان وقال انطلق انت ومن معك بعث عمر رضي الله عنه هذا بقيادة عتبة كان هو بدايات فتح العراق الكوفة وجنوبها حتى اذا كانوا بالمكان الذي اشار اليه عمر بنيت البصرة ولهذا فان المعدودة في التاريخ ان مختط البصرة وبانيها هو عتبة ابن غزوان رضي الله عنه. قبل ان تكون مدينة حاضرة تعرف بهذا الاسم. فاستقر بها واقام وبنى حاضرة المدينة حتى غدت مدينة من مدن التاريخ الاسلامي المعروفة الى اليوم في جنوب العراق بالبصرة قال عمر رضي الله عنه اذ بعثهم انطلق انت ومن معك حتى اذا كنتم في اقصى بلاد العرب وادنى بلاد العجم فاقبلوا يصف له رضي الله عنه موضعا يريده ان يسير اليه فوصفه بادنى بلاد العجم واقصى بلاد العرب وهو كذلك موضع البصرة اليوم في اقصى بلاد العرب يعني في ابعد نقطة من شمال جزيرة العرب وادنى بلاد العجم يعني في اقرب نقطة من بلاد العجم والمقصود بها ارض فارس وما جاورها قال حتى اذا كنتم في اقصى بلاد العرب وادنى بلاد العجم فاقبلوا. يعني لا تستمروا في المسير واجعلوا ذلك موضعا تنتهون اليه صافوا به قال فاقبلوا ثم تنتقل الرواية الى وصف ما حصل بين عتبة واصحابه. قال حتى اذا كانوا بالمربد والمربد عادة اي موضع يحبس فيه الابل والغنم او يستخدم لتجفيف التمر يسمى المربد فان تجفيف الرطب في مكان يتعارف عليه الناس فيفردون فيه الرطب حتى يجف يسمى بالمربد وكذلك المكان الذي يحبس فيه الابل والغنم لتكون موضعا تأوي اليه وتجمع فيه يسمى ايضا بالمربد فكان منظرا ملفتا وشكلا عجيبا متميزا عن غيره من باقي البقاع المجاورة. حتى اذا وجدوا هذا الكذان فقالوا ما هذه؟ يسألون اهل المنطقة قالوا هذه البصرة لا يقصدون المدينة فانها لم تكن بعد مدينة تسمى بالبصرة لكن يقصدون اسم الحجارة من هذا النوع الكذان يسمى عند اهل المنطقة بالبصرة فاخذ عتبة الاسم وسمى به المدينة التي بناها هناك حتى عرفت اليوم بالبصرة فقالوا وجدوا هذا الكذان فقالوا ما هذه؟ فقالوا هذه البصرة والبصرة ايضا اسما للحجارة التي رأوها فساروا حتى بلغوا حيال الجسر الصغير فقالوا ها هنا امرتم يعني هذا هو وصف ما اوصى به امير المؤمنين عمر رضي الله عنه ان نقف عنده والا نتجاوزه في المسير فقالوا ها هنا امرتم فامتثلوا امر الخليفة فنزلوا. فذكروا الحديث بطوله. يعني في الحديث قصة طويلة اراد منها الامام الترمذي رحمه الله موضع الشاهد في هذا الباب اي باب باب ما جاء في عيش رسول الله عليه الصلاة والسلام كيف يكون الحديث يحوي شاهدا من عيش رسول الله عليه الصلاة والسلام والقصة واقعة في عهد الخليفة عمر رضي الله عنه والنقل فيها عن واقعة حدثت بعد وفاته عليه الصلاة والسلام باكثر من عشر سنين او اقل. كيف يوصف هذا بانه حكاية بوصف عيش رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ الجواب ان عتبة رضي الله عنه الذي سيتحدث بالجمل الاتية بعد قليل هو الذي يحكي نوعا من الوصف يريد بها وصف هيئة وحالة عاشوا فيها زمن رسول الله عليه الصلاة والسلام فكان هذا موضع الشاهد ولهذا اقتصر الامام الترمذي رحمه الله في رواية الحديث من طوله وما حصل فيه من احداث اقتصر فيه على موضع الشاهد في في الاتي واوجز الرواية على طولها لان ليس بها تعلقا بالباب. هذا الموضع الذي سيذكر الان هو الجزء الذي اقتصر الامام مسلم وفي صحيحه رحمه الله على اخراجه فصح لنا موضع الشاهد من الحديث في الباب. قال رضي الله عنه يعني عتبة لقد رأيتني اني لسابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقصد بذلك قلة الاسلام في بداياته وهل يقصد انه سابع رجل اسلم؟ ليس بالظرورة لكنه ربما يحكي انه كان في مجمع مع رسول الله عليه الصلاة والسلام سبعة ولا ثامن لهم وربما كان هذا اقرب في المعنى لان السابقين الاوائل في الاسلام الذين بلغوا الرابع والخامس والسادس والسابع ربما كانوا اكثر قبل ان اسلم عتبة ليحكي انه كان سبعة اسلم. ثم هو لا يحكي سابع السبعة في الاسلام. بل يحكي المعية مع رسول الله عليه الصلاة والسلام الجملة الاتية من وصف عتبة هي شاهدة لما تقدم في حديث سعد. لانه اشرك سعدا في الوصف الاتي بعد قليل. قال لقد رأيتني اني لسابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام الا ورق الشجر حتى تقرحت اشداقنا بالوصف ها هنا شبه بالوصف الذي ذكر سعد في الرواية السابقة قبل قليل انه احوجهم الجوع وعدم وجود الطعام الذي يأكله الادمي احوجهم الى ان يأكلوا ورق الشجر لكن الوصف الزائد في حديث عتبة عجيب ان النبي عليه الصلاة والسلام كان مشاركا في مثل هذا اللون من الطعام قال لقد رأيتني واني لسابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام الا ورق الشجر حتى تقرحت اشداقه نعم فاسألوا بالله عليكم فقراء اليوم ابلغ بهم الجوع ان يأكلوا اوراق الشجر سلوا اشد الناس فقرا في الحياة اليوم الذي ربما لا يجد مالا يكفيه ولا بيتا يؤويه ولا فراشا يضطجع عليه. وربما ولا زوجة يسكن اليها. ولا ولدا يعوله. سلوا افقر الناس عيشة في لكن ان يعيش مجتمع فيه اشرف الخلق عليه الصلاة والسلام. ومن كان ربه قادرا على ان يكرمه بمعجزة تشق القمر واخرى تصعد به عنان السماء حتى يبلغ سابع سماء. بالله عليكم اكان يعجز ان يجد لقمة يسد بها جوعته؟ كلا والله المعجزات التي المعجزات التي حفلت بها حياته عليه الصلاة والسلام حتى بلغت المبالغ التي تتجاوز العادة وتخرق عادات الحياة في الحجر وفي النبات وفي الطعام وفي الحيوان وفي الجماد وفي كل معجزات الكون التي حصلت في حياته عليه الصلاة والسلام. اكان يجد عجزا عليه الصلاة والسلام ان يجد من ربه مكرمة معجزة يطعن بها ويشرب بالله عليكم اليس هذا سؤالا واردا ما تحفظ السيرة ولا احاديث السنة انه رفع يديه الى ربه شكى الجوع وسأله طعاما او شرابا لكنه لما يواصل في الصيام يقول رضي الله عنه لصحابته اني ابيت يطعمني ربي ويسقيني يحمد ربه على الاكلة يأكلها وعلى الشربة يشربها فيجد في ذلك مقنعا كبيرا وغنا عظيما يحمد ربه سبحانه وتعالى نحن والله يا قوم بحاجة الى ان نعيد النظر في موقفنا من الحياة والغنى والفقر وسدة الجوع وما يزيد على ذلك ان نبينا عليه الصلاة والسلام الذي قال له ربه ولسوف يعطيك ربك فترضى اما اعطاه ما يسد بها جوعته ابدا والله لكن لتعلم ان العطاء الحقيقي والمكرمة البالغة في المنتهى لرسول الله عليه الصلاة والسلام ما كانت شيئا من الدنيا قط ولا حتى طعاما او شرابا ارفع رأسك وافتح عينيك وافهم ان كرامة الله لانسان اذا احبه ليست بالضرورة ان تكون ساعة في الحياة واذا ابصرت عيناك اناسا قد متعهم الله بالوان النعيم ومد لهم في اسباب هذه الحياة وتمتعوا برغيد من العيش فليس بالضرورة ان تجعل هذا امارة على منقبة ولا شرف ولا مكرمة عند الله ولا محبة يسوقها الله عز وجل الى من يشاء من عباده على هذا النحو كرامة الله لعبد من عباده ان يرتقي به في درجات الدين وان يبلغ فيه درجات اليقين والامامة. وان يجعله سبحانه وتعالى حفيا به. مختصا به وليا من اولياءه. ان وليي الله الذي الكتاب وهو يتولى الصالحين. هذه الكرامة الحقيقية لانسان لعبد من عباد الله الصالحين ايضا ليس هذا رفضا لباب النعم ولا سدا لها ولا استكثارا ايضا على على على ما ساق الله من النعم عند اصحابها. لكنه الميزان الذي يجب ان نعيد به مقاييس الحياة والنظر الى موازين الناس في هذه الدنيا والى مواقعنا نحن منها. تريد ان تعرف منزلتك عند الله كرامتك عند الله. عظيم ما لك من المكانة عند الله ما بلغت به من سلوك الدين حتى وصلت منزلة عند الله. كل ذلك ينبغي ان تقيسه بمعايير غير سعة العيش ولذيذ الحياة وما يفيء الله به على العباد. ليس بالضرورة ان يكون اكثرنا سعادة في الحياة اكثرنا متاعا فيها. ولا ان اكثرنا تمتعا برضا الله هو كان متقلب في النعيم ثم اياك ان تظن في المقابل ان المحرومين من الحياة والفقراء والمتقلبين على فراش الشوق تقللا وشظفا في العيش. ان تظن انهم ابعد الناس عن رحمة الله وعطاء الله وفضل الله انه لو اراد سبحانه وتعالى لاتاهم ابدا. والله لقد لقد تقللت الدنيا في حياة من هو اعظم قدرا عند الله وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم على على قدرة على التوسع فيها وبالرغم من امكانية العيش في سعة من الحياة واستكثار منها ليس استكثارا قل قل تكففا وكفاية منها لكن الله لما قولوا لنبيه ولسوف يعطيك ربك فترضى. تعلم يقينا ان العطاء الذي ارضاه به ربه والله ما كان سعة في الحياة. ولا كثرة في الطعام والشراب لا اتكلم عن كثرة اتكلم عن سد جوعه ان يبلغ الجوع بنبيك عليه الصلاة والسلام ان يأكل ورق الشجر او ان يربط الحجر على بطنه ايضا اذا اين عطاء الله الذي وعده به ليرضيه انما بلغ الرضا حقيقة في الحياة التي عاش. لكن اعلم ان رضاه عليه الصلاة والسلام ما كانت ترضيه اللقمة ولا الدرهم والدينار وما كان يرضيه السعة في التنعم في الحياة انما كان يرضيه قربه من ربه. وقيامه بما كلفه الله به. تقر عينه ويبتهج ويعيش اسعد لحظات عمره عليه الصلاة والسلام اذا كان الموقف عزا وشرفا ونصرا للدين. واذا رأى عليه الصلاة والسلام ما تفرح به الامة وما تسد به الجوعات وما تشد به الازر وما يشد به على العضد يبلغ ذلك من الانس في قلبه وفؤاده عليه الصلاة والسلام ما واصحابه. والله ما حزن على قلة في حياته قط ولا ذكر اصحابه ولا ازواجه ولا اهل بيته ولا الناس من حوله ما ذكر احد انه مر به موقف ذات يوم او ليلة فرؤي ممتعظا او مقطب الجبين لانه كان شديد الجوع. ما ذكر هذا قط او انه ما وجد شيئا يعود به الى اهل بيته ما ذكر هذا في حياته قط يا اخي اكل الشجر وربط الحجر على بطنه ثم لا تحفظ رواية واحدة صحيحة او ضعيفة او موضوعة. ولا حتى كذبا وزورا انه اشتكى اشتكى الى ربه او تحدث الى احد من حوله ان الدنيا ضاقت به تالله كم بثنا شكوات وهموم وعبارات ولو تحدثنا بها حتى الى اقرب الناس الى قلوبنا الزوجات والوالدين شكينا بها شيئا من الدنيا كم رفعنا اكفنا الى ربنا او همسنا في السجدات نشكو الى ربنا ان يرفع عنا ما نحن فيه من ضيق وشدة او دين او وكربة لست احرم هذا ولا امنعه لكني اقول ان المنازل الاعلى ترتقي باصحابها عند الوقوف على هذه العتبات وتجعلهم يعيشون تعلقا وتطلعا الى كمالات يتجاهل في ظلها مثل هذه القضايا في الحياة الحياة ليست مطعما ولا مشربا الزهد مطلب التقلل من الحياة هو الاساس ما اتاه الله اخذه وما زواه عنه لم يلتفت اليه ولا تطلع اليه ولا سأل ربه اليس ربك الذي اعطاك اللقمة التي اكلت اليوم فذق تماما هو الذي منعك اياها بالامس او غدا او بعد غد فاذا كنت قد رضيت بما قسم الله لك من الطعام والمال الذي بلغك ففرحت به فارضى بما زوى الله عنك والله ما اتاك الا خيرا ولا زواه عنك الا خيرا فان يحمد المسلم ربه ويقنع بان ما يكتبه الله له في الحياة هو الذي يعلم الله فيه انه الخير له والله لن يشتكي يا رب وهو على ان يشتكي ربه عليه هل شعرت يوما انه قد زاد بك من فضل الله الذي يبلغك زاد بك عن حاجتك يعني بقي من رصيدك مبلغ من المال. او فاض الطعام الذي وضعته على السفرة المائدة فزاد عن حاجتك وزوجتك واولادك. عندما يزيد ذو المال والعطاء والنعمة التي تساق اليه. عندما تزيد عن حاجتك هل رأيتها سببا للتذمر والشكوى؟ هل رفعت الى يديك ربك فقلت يا رب كفى ما فعلت هذا صح فلماذا اذا تقالت قلنا يا رب احتجنا وسألنا الذي اعطاك بقدر هو الذي منعك بقدر والذي اتاك على قدر وسعة وغنى سبحانه وتعالى هو الذي منعك على سعة وقدرة وغنى سبحانه وتعالى فان يعيش الانسان ما يتظلل فيه في افياء حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام. والله لا يعجب كل هذه المبالغ التي بلغت الشدة في الحياة والشظف في العيش لكنه ما عهدناه يوما صلى الله عليه وسلم انه انتظر من ربه لقمة او سأله اياها. ان احتاج وجد فاكل. ان لم يحتج مر ببيوته لم يجد طعاما في صبيحة يومه ذاك اعلن صيامه وقال اني فالمسألة لا تحتاج الى اكثر من هذا. ان وجد شيئا اكل ان ما وجد حمد هو في كل احواله راض بما قسمه الله. لكنه والله لما عاش حياته وفكرا وهما في مطالب اعظم تناسى وهكذا هم العظماء. يتناسون يتناسون هذه السفاسف في الحياة التي اصبحت في حياتنا اليوم هي القضايا الكبرى. وشغلنا الشاغل. فطورنا وغداؤنا وعشاؤنا. يعد احدنا للقمة التالية قبل ان افرغ مما هو فيه ويستعد ويرتب ويتهيأ لعيش الغد قبل ان ينتهي من عيش اليوم. ويعيش احدنا همه كذلك. والله حتى غرقنا الى اذاننا في الانشغال بما تكفل الله تعالى به للعباد. يقول الله لنبيه ولا تمدن عينيك. الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى وامر اهلك بالصلاة. هذه المهمات التي تشتغل بها. وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها. لا نسألك رزقا نحن نرزقك ما احوجنا الى اليقين بمثل هذه المضامين. وان نعيش نعيش في في افياء مثل هذه المواضع من شمائل المصطفى عليه الصلاة والسلام لا لنتعجب فقط من من عجيب عيشه. وان نقول لله دره ودر صحابته الكرام كيف عاشوا لكن دعنا نقول كيف لنا ان تتعلم القلوب والنفوس وان تألف الافئدة مثل هذا النمط من اليقين والرضا بالقناعة وما يكتبه الله من الرزق للعباد. وان نعود كرة اخرى لنقول بملئ الافواه. ان الرضا الذي يكتبه الله للعبد وان العطاء الذي يسوقه الله للعبد ابدا ليس مرتبطا بشيء من لذائذ الحياة ومتعها ونعيمها الذي يفنى بفناء الايام بل يفنى بفناء النعمة ذاتها فاذا انتهت وزالت انتهى امرها ولم يبلغ بصاحبها الا التمتع به في انية فقط. يقول رضي الله عنه لقد رأيتني واني لسابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام الا ورق الشجر حتى تقرحت اشداقنا فالتقطت بردة قسمتها بيني وبين سعد المسألة ليست جوعا فقط حتى قلة لباس يلتقط من على الارض بردة ساقطة فالان اجبني البردة الساقطة على الارض هل هي الا شيء تخلى عنه صاحبه اما لانه قد بلغ في القدم مبلغا او لانه تلف او تقطع او تخرق او تمزق باختصار هو غير صالح للاستعمال الادمي كما يقولون لكن الحاجة لقد ولقد التقطت بردة فالتقطت بردة فقسمتها بيني وبين سعد. لا تعجب من التقاط عتبة للبردة ساقطة تخلى عنها صاحبها ولكن اعجب انه يراها غنيمة فيقسمها بينه وبين سعد. يتقاسمان اثنان يتقاسمان بردة واحدة والله هل هو الجوع فقط؟ ام الجوع العري معا؟ ام هو القلة في الحياة من كل ابوابها الجوع واكلوا ورق الشجر. واما سد العورات وكسوة الاجساد فكانوا يكتفون ولو بقطعة ساقطة على الارض تخلى عنها صاحبها لانه لا يحتاجها فيتقاسمها اثنان. يقول فتقاسمتها فقسمتها بيني وبين سعد ثم يقول رضي الله عنه وهو يحكي النقلة التي حصلت فما منا من اولئك السبعة احد الا وهو امير مصر من الامصار دارت الايام دورتها وفتحت الفتوحات وارتقى الصحابة قيادة الجهاد وفتح الانصار. يقول فما فينا احد من اولئك السبعة الذين اكلوا ورق الشجر من الجوع حتى تقرحت الاشداق. يقول ليس فينا احد علم الا وهو امير مصر من الامصار انتبه لا تظن المسألة يحكي عن قصور فارهة ومراكب فاخرة. لا الامرة تلك الايام لا تعني شيئا اكثر من تجاوز مرتبة الجوع والفقر لا تظن انها الغنى لا تظن انها الاملاك الواسعة لا تظن انه الحمى الذي يحاط بالاسوار من كل شرق وغرب. لا تظن انه الارصدة التي تجمد في فلا يعرف كم عددها من ضخامتها. لا تظن شيئا من ذلك. انما هو تجاوز مرتبة الفقر ليس الا. لكنه يقول رضي الله عنه فما منا من اولئك السبعة احد الا وهو امير مصر من الانصار هنا وقفة قال رضي الله عنه وستجربون الامراء بعدنا. هي ستأتي الايام وتدول الدول وتتقلب الايام. تجربون الامراء ممن لم يعرف حقيقة وزن الحياة. انما خص الامراء لامور. اولها انهم معقد الامر في حياة المسلمين امرا ونهيا. وطاعة وامارة بامور الحياة ففيهم يكون الابتلاء بالطاعة او العصيان بالخروج او السمع والطاعة. وانهم ايضا هم من جعل الله عز وجل اليهم قيادة الدنيا وسياسة الدين به وسياسة سياسة الدنيا بالدين لكنه يشير ايضا رضي الله عنه الى ملمح وهو ان الامراء الذين عاشوا عاشوا مرحلة الامرأة على ترف ورفاهية هم ابدا ممن لا يمكن ان يدرك المعادلة التي يحكي عنها عتبة في مضمون روايته. يقول من عاش تلك المرحلة من الشظف والفقر وقلة العيش ثم عاش الامرأة ذلك الذي لم يقال فيه انه قد بلغ به الطغيان مبلغا او تناسى حق الله عليه. لكن من تجاوز هذا فولد وفيما يقال في فمه ملعقة من ذهب وعاش حياة الرخاء والثراء والدعة والترف فانه احرى به الا يفطن الى مثل ما اشار اليه عتبا الملحظ اللطيف في مقولة عتبة فما منا احد من اولئك السبعة الا وهو امير مصر من الانصار. هي اشارة ضمنية ان ان اولئك الذين عاشوا مرحلة فيها التمحيص والابتلاء والشدة في ذات الله والصبر على التحمل كل الاعباء والتكاليف في سبيل دين الله عز وجل هم الذين كتب الله لهم فيما بعد فكتب الله لهم علو قدر ورفعة في امور الدين والدنيا معا. اما امور الدين فان يذكروا بخير. وان يحفظ التاريخ مناقبهم. واما امور الدنيا فقد سيقت لهم الامارة واصبحوا امراء وقوادا للاسلام والمسلمين يأتمر الناس بامرهم وينتهون بنهيهم ويقودونهم نحو الخير الا ان كل امامة في الدين لم تسبق لم تسبق بصبر ويقين واحتمال في ذات الله عز وجل فهي ليست ليست امامة يفرح بها قال الله عز وجل يحكي عن بني اسرائيل لما ذكر سبحانه وتعالى موقفهم ولقد اتينا موسى الكتاب وجعلنا هودا لبني اسرائيل. قال سبحانه وتعالى فجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما وكانوا باياتنا يوقنون فجعل ذلك الامام الشافعي في مقولته الشهيرة بالصبر واليقين تنال الامامة في الدين جعلنا منهم ائمة. الامامة في دين الله عز وجل. والمبالغ العظيمة التي يفرح بها. ويغبط اصحابها عليها انما تنال هذه المطالب العظيمة يقين بوعد الله وصبر على ما كتب الله عز وجل. فمن جمع بين الحسنيين كتب الله له امامة عظيمة يفرح بمثلها ويغبط عليها. نعم هذا حديث فيه وصف جميل جليل اخر وقد اخرجه الترمذي ايضا وغيره كابن ماجة وابن حبان والحديث صحيح بمجموع طرقه كما اشار الشيخ الالباني رحمه الله يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد اخفت في الله وما يخاف احد يعني كان اعداء الدين في مكة وغيرها يجلبون مما يخاف به الانسان ويؤذون به رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت ما يخاف فيه احد قال ولقد اوذيت في الله وما يؤذى احد. يعني عاش عليه الصلاة والسلام فترة تفرد فيها بالاذى في سبيل الله وتفرد فيها بالخوف بسبب سبيل الله عز وجل. لقد اخفت في الله وما يخاف احد. واوذيت في الله وما يؤذى احد لسنا بحاجة الى ان يحكي لنا رسول الله عليه الصلاة والسلام مثل هذه المواضع التي تواترت بها مواقف حياته العظيمة في مكة قبل الهجرة وفي المدينة بعدها. يقول ولقد اتت علي ثلاثون ما بين ليلة ويوم ومالي ومالي ولبلال طعام يأكله ذو كبد الا شيء يواريه ابط بلال يقول وقد مرت بنا الليالي والايام التي تبلغ الثلاثين بين يوم وليلة قرابة الشهر او هو الشهر باكمله. يقول وانا وبلال ليس لنا شيء نأكله من الطعام. يقصد في مقداره وكميته لمدة شهر الا ما يواريه ابط بلال. الا شيء من على قلته يستطيع بلال ان يخفيه تحت ابطه. فبالله عليك اي قدر من الطعام يمكن ان يخفيه ادمي تحت ابطه. لقمة والمقصود ان ما يقدر على اخفائه من الطعام تحت ابط ادمي لا تجاوز اللقمة واللقمتين فيصف عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث قلة ما كان يعيشه من الطعام بشدة من العيش التي حكاها كثير من الصحابة وقد مر بعضها في الرواية السابقة. نعم وعنه حديث تقدم في رواية سابقة من حديث انس في في في الحديث رقم مئة اسعى في الباب ذاته من حديث ما لك ابن دين نار مرسلا ما شبع رسول الله من خبز قط. قال هنا انس لم يجتمع عند رسول الله عليه الصلاة والسلام غداء ولا عشاء من خبز ولحم الا على ضفف تقدم هناك تفسير الضفف بانه كثرة الظيوف او اجتماعهم. قال عبد الله عبد الله المقصود في الرواية هو شيخ الترمذي ابو محمد عبد الله ابن عبدالرحمن بن الفضل الدارمي صاحب المسند قال بعضه وكثرة الايدي ونقل هناك التفسير عن ما لك ان الضفف ضيوف البيت والمقصود انه عليه الصلاة والسلام ما كان يجتمع عنده اللحم ليأكل منه في اليوم مرة او مرتين متتاليتين الا اذا كان هناك ضيوف فاستدعوا ضيافتهم تقديم شيء واما عيشته واهل بيته عليه الصلاة والسلام فما كانت تبلغ ذلك المبلغ نعم وعن نوفل حديث ضعيف السند لجهالة نوفل الراوي في هذا الحديث لكن معناه صحيح وتقدمت في الروايات المتكررة كثيرا في هذا الباب شيء اصح منه يثبت عدم شبع رسول الله عليه الصلاة والسلام هو ولا اهل بيته. بل الذي يحملهم على عدم ايقاظ النار في البيت الهلالين والثلاثة. لكن العجيب في روايات سبق مثلها عند ابي هريرة وها هنا عند عبد الرحمن بن عوف تذكر الصحابة عيشتهم مع رسول الله عليه الصلاة والسلام على الرغم مما عاشوه من سعة الحياة. لما قدم الخبز واللحم تأثر عبدالرحمن فبكى رضي الله عنه يصف عيشة رسول الله عليه الصلاة والسلام ثم يخشى وهذا موضع الشاهد يخشى ان تكون انفتاح الحياة وسعتها التي حصلوها بعده عليه الصلاة والسلام فتنة لهم فما عسانا ان نقول في حياة قد تفتحت ابوابها علينا من كل جانب ثم امنا كثيرا ان تكون استدراجا بالنعم وتجاهلنا كثيرا ان قلة الحياة والتخفف منها خير للعباد. يوم يلقون الله وتكاثرنا في الاموال والمتاع والبيوت والسيارات والمراكب كثرة حتى تجاوزت بنا الحد عن عدم النظر الى ما يساق للعبد من النعم التي ربما كانت ابتلاءا واستدراجا كما اسلفت لكن الصحابة عاشوا مع قلة ما عاشوه يقظة في الضمير واستيقاظا في الحس والفكر وتفطنوا كثيرا. ما كان بطرا ولا اشرة من عبدالرحمن ان يأكل خبزا ولحما رضي الله عنه والله تعالى اعلم لا اله الا الله