قل هذه سبيلي ادعوك الى الله قال الامام احمد العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته. قالوا وكيف تصلح نية يا ابا عبدالله؟ قال ينوي رفع عن نفسه وعن غيره متن ثلاثة الاصول لشيخ الاسلام المجدد محمد بن عبدالوهاب قال رحمه الله ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا كانوا لنا خاشعين ودليل الخشية قوله تعالى فلا تخشوهم واخشوني ودليل الانابة قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له ودليل الاستعانة قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين وفي الحديث اذا استعنت فاستعن بالله ودليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب بالناس ودليل الاستغاثة قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ودليل الذبح قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله لله رب العالمين لا شريك له. وبذلك امرت وانا اول المسلمين. ومن السنة لعن الله من ذبح لغير الله ودليل النذر قوله تعالى يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فالشيخ رحمه الله يبين انواع العبادة المتعلقة بالاصل الاول من اصول من الاصول الثلاثة وهو العلم بالله عز وجل. وقد ذكر طرفا منها وقد قدمنا ان امهات العبادات القلبية الثلاثة وهي المحبة والخوف والرجاء وهذه المقامات هي التي يحصل بها تحقيق الايمان وتحصيله والوصول الى مراض الله عز وجل وينبغي للمؤمن الحصيف ان يعتني بهذه المقامات وان مما يؤسف له ان الذين اختطفوا الحديث في في هذه الامور الصوفية. مع ان الاحق بها والاولى هم اهل العلم النبوي الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم. ولاجل ذا ينبغي لطلبة العلم ان يكون لهم مزيد عناية في الكلام في المقام القلبية وسياقها سياقا ايمانيا خليا مما احدثه المبتدعة من الكلام المزخرف الذي يشينها ولا يزيدها وقد تكلم شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله على هذه الامور ودرج العلماء على تسمية الكلام فيها باسم السلوك واحد مجلدات مجموع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية يقال له السلوك. تكلم فيها على هذه المسائل. ومن احسن ما ترجع اليه في هذا الباب كتاب مدارج السالكين في شرح منازل السائرين التي هي منازل اياك نعبد واياك وان كان مؤلف الاصل وهو الهروي شيخ الاسلام الهروي رحمه الله قد شابه اه لوثة من صوفية الا ان ابن القيم رحمه الله لما شرح ذلك المتن شرحه شرحا سلفيا قائما على دلالة الكتاب والسنة مدعما بالاثار الصالحة عن السلف الصالح موجها للعبارات الموهمة والمجملة والمجملة التي يتناقلها اصحاب الطرق عن بعض من يعظمونهم فحملها على المحمل الحسن. فينبغي لطالب العلم ان يكون له عناية هذه الامور كي يصلح قلبه. وقد ذكر الشيخ رحمه الله اه بقية الامور. او العبادات القلبية فذكر الرغبة فقال ودليل الرغبة والرهبة والخشوع. هذه ثلاث عبادات قلبية. والمقصود بالرغبة المحبة في الوصول الى المقصود المطلوب. هذه هي الرغبة حينما تقول ارغب في شيء اي انك تطلبه. فهي محبة الوصول الى الشيء المطلوب واما الرهبة فانها نوع من الخوف. لكنه ربما كان خوفا يقترن به عمل ويقال عنه في لغة العصر الرهاب. يقال عنه الرهاب. فالرهبة نوع من انواع الخوف. كما الخشية ايضا كما سيأتي واما الخشوع فانه مأخوذ من آآ قولهم خشعت الارض كما قال الله عز وجل. آآ وترى الارض خاشعة ما معنى خاشعة؟ خاشعة هي مطمئنة وهامدة وساكنة. فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت اذا فالمقصود بالخشوع هو الذل والتطامر. المقصود بالخشوع هو الذل والتطامر. والخشوع الشرعي هو الذل والتطاول لله عز وجل. فلذلك كان عبادة. جمع هذه المقامات الثلاث قول الله عز وجل عن جملة من انبيائه من المصطفين الاخيار الذين ذكرهم الله سبحانه وتعالى في سورة الانبياء. انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين. لله درهم. اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتدى. هؤلاء ايها الاخوان يا ايتها الاخوات هم الامثلة هم النماذج هم الاسوة الحسنة التي ينبغي للبشرية ان تنسج على منوالها. لا ان يعظم بعض القاصرين الناقصين. ويمجدون ويوصفون بالكملة. الكملة حق من عباد الله هم انبياء الله تعالى. ومن سار على طريقهم ولهذا قال قال تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات. اي انهم ليسوا فقط يقتصرون على فعل الخيرات بل فوق ذلك يسارعون. وذلك ان الايمان اذا حل في القلب كان كالوقود الباعث الذي يدفع صاحبه حثيثا للوصول الى مقصوده. فلذا تجد ان اهل الايمان يحفزهم على ايمانهم باعث قوي الم تروا ان الله تعالى قد ذكر قصة رجل مؤمن فقال وجاء من اقصى المدينة رجل يسأل هذا السعي نابع من امتناعه بالايمان. فتجد المؤمن حيا يقظا متحركا بسبب هذه الندوة التي تعتمد في داخله يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا. اذا هذا دليل الرغبة والرهبة. وكما قدمنا فان مؤمن يكون في حال بين الخوف والرجاء بين الرغبة والرهبة. ادعوا ربكم تضرعا وخفية. ادعوه خوفا وطمعا. هذه حقيقة الايمان. فالخوف والرجاء والرغبة والرهبة يضاف اليهما المحبة والتعلق بالله عز وجل هي اسباب صلاح القلب ولا يجوز الاقتصار على احدها وترك الباقي فان من ممن يدعون السلوك من يختار خصلة واحدة ويدع ما سواها فتجد مثلا من يعبد الله بالخوف وحده. وتجد من يعبد الله بالرجاء وحده. وتجد من يعبد الله بالحب وحده. قال اهل العلم من عبد الله بالخوف وحده فهو حروري. ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجع. ومن عبد الله بالحب وحده فهو زنديق. ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو المؤمن الموحد. هناك من يعبد الله بالخوف وهذا حال الحرورية الخوارج الذين لا يقرأون الا نصوص الوعيد. ويحجرون رحمة الله تعالى فهم يعبدون الله بالخوف وحده. وبازائهم وبمقابلهم المرجئة الذين يوسعون دائرة الرجاء والاماني. ويتعلقون بنصوص الرجاء ويغضون الطرف عن نصوص الخوف هؤلاء هم المرجئة. وهناك طائفة ثالثة وهم غلاة الصوفية. الذين يعبدون الله بالحب ربي وحده ويدعنا ما سواه حتى ان قائلهم يقول ما عبدتك طلبا لجنتك ولا خوفا من نارك انما عبدتك محبة لك يا سبحان الله! اذا كان الخلص من عباد الله يرجون رحمة الله ويخافون عذابه. فمن انت حتى تقول انا تجاوزت هذا الحج وصرت لا اعبدك لا خوفا ولا رجاء اعبدك بالحب وحده. هذه زندقة كما قال امامهم وكبيرهم ابن عربي الطاء الاندلسي قال ادين بدين الحب انا توجهت. ركائبه فالحب ديني وايماني. اما عبادة سيد المرسلين وامام المتعبدين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم فانه يعبد الله بالحب والخوف والرجاء وسائر احوال القلوب. ثم قال رحمه الله ودليل الخشية قوله تعالى فلا تخشوهم واخشوني ولا تخشوهم واخشوني. ما الخشية؟ الخشية كما اسلفت نوع من الخوف. لكنها اخص منه. وذلك ان الخشية خوف مقرون بعلم. الخشية خوف مقرون بعلم. فهي نابعة عن علم بالمخوف وربما كان الخوف اعم قد يخاف الانسان مما لا يعلمه واذا فالخشية نوع من الخوف لكنه مصحوب بعلم يدل على ذلك قول الله تعالى انما يخشى الله من العلماء انما يخشى الله من عباده العلماء. فخشية العلماء لله تعالى مبنية على علمهم بمقتضى اسمائه وصفاته فلذلك كانت خشية مبصرة. وهذا اعلى واجل على ان الخوف ايضا كذلك من المقامات الايمانية وقيل ايضا ان الخوف او ان الخشية ترجع الى عظم المخشي والخوف يرجع الى ضعف الخائف. هذا من حيث التفريق اللغوي اذا ذكرنا لكم فرقين. الفرق الاول ان الخشية اخص من الخوف لانها خوف مقرون بعلم. الفرق ان يقال ان الخشية مبنية على عظم المخشي والخوف مبني على ضعف في الخائف. ايا كان فقد وصف الله تعالى عباده المؤمنين بالخوف والخشية فقال سبحانه او امر الله تعالى عباده المؤمنين فقال فلا تخشوهم واخشوني. اذا يجب ان نصف الخشية لله سبحانه وتعالى ولا لغيره هو المقصود بذلك خشية السر. اي خشية العبادة التي لا يجوز صرفها لغير الله. ثم قال ودليل الاناء ما الانابة؟ الانابة المقصود بها الرجوع والعود استدل بقول الله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له. معنى وانيبوا الى ربكم واسلموا اي اقبلوا على ربكم بالتوبة وراجعوه بالطاعة. اقبلوا على ربكم بالتوبة وراجعوه بالطاعة هذا هو معنى الانابة واسلموا له اي اخضعوا له. وذلك ان الاسلام نوعان. اسلام كوني واسلام شرعي اما الاسلام الكوني فانه يشمل جميع الخلائق. كما قال الله سبحانه وتعالى وله اسلم من في السماوات والارض طوعا وكرها واليه يرجعون. فهذا الاسلام لا يخرج عنه احد ما من ذرة من ذرات الكون الا وهي خاضعة لله رب العالمين مستسلمة منقادة له. لا يخرج عن ذلك احد حتى كافر هو مسلم على هذا المعنى. لانه مقاد خاضع لقدر الله الكوني. لا انفكاك له عما يجريه الله تعالى عليه من اقدام هذا هو النوع الاول وهو الاسلام الكوني. اما الاسلام الشرعي فهو الاسلام الطوعي الاختياري. الذي يفعله المرء بمحض اختياره وسبق اصراره. فيمتثل الاوامر ويجتنب النواهي وهذا هو اسلام المؤمنين. ويتفاوت اهل الايمان في درجات هذا الاسلام. فمنهم من يكمل استسلامه لله فلا يعصي الله تعالى في شيء ومنهم من يسلم اسلامه هذا بنوع معصية لكنه في اعم الاغلب يكون من جملة المسلمين. اي هذين النوعين يحمد صاحبه؟ الكون ام الشرعي؟ الشرعي لان الكون لا ليس للانسان فيه دور ولا اثر. وانما يحمد الانسان ويرتب الثواب والعقاب على هذا النوع الثاني الذي هو الاسلام الشرعي. ثم ذكر الاستعانة فقال الاستعانة قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. الاستعانة هو طلب العون. هي طلب العون والمرء ايها الاخوة الكرام ويا ايتها الاخوات الكريمات ضعيف بطبعه وخلق الانسان ضعيف. فلا غنى له عن مدد خارجي. وهو يحتاج الى كهذه المعونة في اموره الدينية وفي اموره الدنيوية اذ لقي عمله بنفسه بل لابد له من مقيم. ولذلك كانت الاستعانة عبادة كما قال الله تعالى اياك فنعبد واياك نستعين. حتى العبادة لا بد فيها من معونة الله عز وجل. وقد قيل اذا لم يكن من الله للفتى فاول ما يجني عليه اجتهاده. اذا لم يكن عون من الله للفتى فاول ما يجني عليه اجتهاده. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته الرقيقة لمعاذ ابن جبل قال يا معاذ اني احبك اني اعلمك كلمات لا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك. اذا لا غنى لك ايها مؤمن عن الاستعانة بمعبودك للوصول للوصول الى مقصودك. وقال النبي صلى الله عليه وسلم ايضا المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. اذا الاستعانة عبادة. الاستعانة عبادة. ولما كانت عبادة لم يجز صرفها لغير الله عز وجل. فمن فيما لا يقدر عليه الا الله فقد وقع في الشرك الاكبر. اما من استعان بغير الله في امر يقدر عليه ذلك الغير فذلك ليس شركا. كما تقول لصاحبك مثلا اعني على حمل متاعي. اعني على ركوب دابتي. اعني على مثلا حل هذا الواجب. اعني على اتمام هذا البحث. فاذا طلب المرء المعونة من غيره فيما يقدر عليه ذلك الغير فهذا ليس بشرك. اما من استعان بغير الله في امر لا يقدر عليه الا الله او استعان بذلك الغير فيما لا يقدر عليه ذلك الغير. كأن يستعين بميت مقبور او يستعين بشخص قائد فهذا هو الشرك الاعظم الذي يخرج صاحبه من من الملة. واما ما سوى ذلك فهو ما بين محمود وما بين مذموم وما بين مباح. فالمحمود منه التعاون على البر والتقوى. كما قال الله تعالى تعاونوا على البر والتقوى. فهذه الاستعانة استعانة محمودة. والمذموم منه ما كان تعاونا على معصية الله كان يستعين بصاحبه على تهيئة امر محرم فهذا محرم لكن لا يبلغ مبلغ الشرك. والمباح منه ما جرت به الناس من تخادمهم فيما بينهم