يتعطر فيه شمائل المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم. ان نكون اكثر الأمة حظا بهذا الخير العظيم. والأجر الكبير في الصلاة والسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم. فيجمع الله لنا مع الفضائل خيرات وبركات. ما زالت الشمائل المحمدية التي نتدارس ابوابها ايها الكرام متتابعة في وصف دقائق وخصائص وشمائل رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم. ابواب تتبع ابوابا. تعرض لنا هديه صلى الله عليه وسلم في كل شأن من شؤون حياء وفي كل باب من ابوابها الصغير والكبير الخفي والجليل. كل ذلك المقصود منه ان يعيش المسلم على قرب شديد من حياة نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام. هذا القرب الذي يحياه المسلم من حياة نبيه صلى الله عليه وسلم يكسبه حبا واجبا له عليه الصلاة والسلام. ويفتح في النفس المؤمنة طريقا معبدا للاقتداء والاستنان بهديه عليه الصلاة والصلاة وذلك ايضا مقصد جليل عظيم جعله الله عز وجل لنا عنوانا امة الاسلام. فقال جل جلاله لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا. اقربنا الى سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. واكثرنا طاعة له. واشدنا تمسكا بسنته. واعظمنا حبا له وصلى الله قل اذا كان لا يزال فيه بقية فانه يتصرف فيه اما ان يسقيه الخدم واما ان يأمر باراقته لما لان فترة نقعه قد طالت ونبذه قد طالت مدته فيقترب من الغليان الذي يتخمر به فيتخلص منه صلى الله الله عليه وسلم هو اكثرنا معرفة بسيرته وسنته وهديه وشمائله. ومن ثم كانت مدارسة النبوية على صاحبها افضل الصلاة والسلام. ومجالسة مجالس الشمائل المحمدية على صاحبها افضل الصلاة والسلام بابا مهما في حياة المسلم. تقوده نحو الحب الواجب له عليه الصلاة والسلام. وتفتح له ايضا سبل الاتباع الواجب بسنته والاستمساك بهديه عليه الصلاة والسلام. ومن ثم فكان ولم يزل لنا مجلس متجدد بفضل الله تعالى ومنته في كل ليلة من ليالي الجمعة في جنبات بيت الله الحرام. تستعطر فيها الارواح هدي وشمائل النبي المصطفى عليه الصلاة السلام وقف بنا الحديث ايها الكرام في مجلس الجمعة ليلة الجمعة الماضية عند باب ما جاء في قدح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. بعد ان انتهينا من جملة من الابواب المتتابعة. التي وصفت وحكت ورصدت بدقة عظيمة ما يتعلق بباب عيشه عليه الصلاة والسلام وطعامه واكله وقوام حياته التي عاشها ثلاثا وعشرين سنة من حسن عمره في النبوة والدعوة والبعثة التي كلفه الله بها. وتبين لكم بوصف مجمل شيء يسير من عظيم الحياة التي عاشها عليه الصلاة والسلام. وتقرر لنا ايها الكرام ان عظمة حياة الانسان ليس في ابهة الحياة التي يعيش عظمة حياة الانسان بعظمة المبدأ الذي يعيش من اجله. والهم الذي يحيا حياته من اجله ان تكون عظيما فليس ذلك في فخامة لباسك. ولا مسكنك ولا مركبك ولا طعامك وشرابك. تلك عظمة زائفة عندما نقيس عليها حياة البشر فننظر الى لباسهم وقصورهم ومراكبهم ونصف العظيم بالعظمة اذا دفع قدره في هذه الاشياء في الحياة. هذه عظمة زائفة. لكن العظمة الحقيقية التي عاشها عظماء الامة وعلى رأسهم نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ما كانت مرتهنة قط بهذه القضايا ولمظاهر الجوفاء لكنها عظمة كانت من عظمة حياته عليه الصلاة والسلام في عظمة همه الذي عاش من اجله. وكذلك القصد وكل شئون الحياة التي عاشها بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. ومن ثم فكانت مظاهر الحياء في المطاعم والمشارب والملابس كما مر بكم في ابواب سابقة المتعددة ما كانت الا بلغة بقدر ما يكتفي به الانسان ليقطع بها بحر الحياة فيصل الى شاطئ الاخرة وهناك حطوا الرحال وهناك يتنوع النعيم وهناك يستمتع الانسان بكل شيء ضاق عليه في هذه الحياة. لان العمر قصير. وهو والله اقسم من ان تفنى ايامه وسنواته في اللهث والبحث والرقض خلف متعة ستزول عما قريب وخلف متاعب من الغدر ان يعيش الانسان حياته اليسيرة التي وان بلغت الستين او الثمانين او حتى المئة فانها يسيرة جدا في الحياة اقول من الغفل ان يحياها الانسان ويقضي هذه السنوات لهفا وركضا وافناء في العمر خلف تلك المظاهر التي ستزول عما قريب. اقول ستزول لانه اما ان يفارقها او تفارقه. يفارقها فتسول عنه النعمة في الحياة ويبتلى ويحرم بكثير من الخير الذي كان يعيشه ويحياه. او يفارقها هو بموت قريب او بعيد. او بشيء مما يحول بينه وبين الاستمتاع بمتع الحياة. كان هدي نبينا عليه الصلاة والسلام كما مر بكم في ابواب سابقة متعددة قائما على التقلل وعدم التكلف في الحياة. لا تقل لانه عاش فقيرا عليه الصلاة والسلام. فما تأتي له ان يتوسع في مظاهر الحياة. نعم عاش فقيرا صلى الله عليه وسلم لكنه اختار الفقر واثره ولو شاء لسأل ربه ان يوسع له في الحياة ولو شاء عليه الصلاة والسلام لطلب من ربه ان يكون من اثر الأثرياء واغنى الأغنياء. لكن القضية ما كانت عنده ذات بال اصلا. فما عاش حياته صلى الله عليه وسلم ملتفتا الى هذه القضايا نبي يكرم بالمعجزات. وتبعث له القضايا على خوارق العادات. ويعيش حياته على نحو ليس كسائر البشر ثم يدهشك انه لا يجد طعاما يأكله يسد به جوعته يوما ويومين وربما كان طعامه خبز الشعير على وجفافه وخشونة طعمه لكنها الحياة العظيمة كما قلت قبل قليل التي لا تقف عند هذه مظاهر وقوفا طويلا ولا تتأملها مليا. باب ما جاء في قدح رسول الله عليه الصلاة والسلام. ضمن الابواب المتتابعة التي سنمر بها الان يصف الصحابة فيها وصفا دقيقا ويرصدون تلك القضايا الصغيرة حتى القدح وهو الاناء او الوعاء الذي كان يشرب فيه صلى الله عليه واله وسلم. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين والمستمعين. قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء في قدح رسول الله صلى الله عليه وسلم. عن ثابت قال اخرج الينا انس بن ما لك رضي الله عنه قدح خشب غليظا مضببا بحديد مضببا بحديد فقال يا ثابت هذا قدح رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن انس وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال لقد سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم القدح الشراب كله. الماء والنبيذ والعسل واللبن. هذان حديثان مرويان عن انس بن مالك رضي الله الله تعالى عنه وارضاه يصف فيه القدح الذي كان يشرب فيه نبيكم صلى الله عليه واله وسلم. هذا القدح وصف كما سمعت بوصف يسير زهيد جدا. يقول انس وقد اخرج القدح باصحابه ومنهم ثابت الفلاني رحمة الله عليه امام من ائمة التابعين واحد الملازمين لانس ابن مالك رضي الله عنه صحبة وتلمذة ومرافقة. يقول اخرج الينا انس ابن مالك رضي الله الله عنه قدح خشب غليظا مضببا. فقال يا ثابت هذا قدح رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. هذه اوصاف القدح من خشب وغليظ ومطبق بحديد. اما الخشب صنعه كان مصنوعا من خشب. وفي بعض الروايات كما في حديث ام سليم كان من عيدان. فهو خشب. لكنه ليس خشبا مجوفا بل هو قطع من الخشب التي تجمع ويستدار هيئتها على شكل اناء يكون مكانا او محلا لصب الشراب فيه ليشرب منه فصنع الاناء من خشب. وقطع الخشب اذا جعل بعضها بجوار بعض حتى تلتئم. ويضرب بعضها فتسد الفجوات فتحتاج الى لحام. ولهذا قال مضببا بحديد. الضبة هي القطعة من الحديد التي تجعل بين قطع خشب من اجل ان تتماسك وتلتئم وتسد الفجوات التي بينها. وهو ما نسميه اليوم باللحى. فاذا لحم قطعة الى قطعة فقد التئمت وسدت الفجوة التي بينها. هذا هو اناء نبيكم وقدحه عليه الصلاة والسلام. قدح من خشب مضبب بحديد. فقدح الخشب وغلظه يعني كان كان كبير الحجم او كان تخين الخشب او كبيرا قطعة الخشب مدببا بحديد فقال يا ثابت هذا قدح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والامر كما سمعت الان قائم على التقلب وعدم التكلم وعلى الزهد في الحياة والاكتفاء منها باليسير. وعندما ترى اناء الانسان الذي يتخذه لشرابه في كل انواع الشراب كما قال حديث انس التالي سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم القدح الشراب كله الماء والنبيذ والعسل واللبن. فكان يتخذه لشرابه عليه الصلاة والسلام. اشبه ما يتخذ احدنا اليوم كأسا له في منزله يحب ان يشرب فيه شرابه ماء كان او شاهي او قهوة او عصيرا في حب ان يختص به يلزمه فيكون معه في استعماله على الدوام. لكن ذلك كان في حياته عليه الصلاة والسلام لا على نحو التكلف ولا المباهاة لكنه اتخاذ الغرض اليسير الذي يتحقق به المقام. الامر كما سمعت قدح الخشب اليسير في صنعه في مادته الغليظ في منظره المضبب بالحديد. فليس شيء كما ترى من مظاهر الابهة ولا الترف. ولا العناية بآلية البيت ومنزله وما يتخذه عليه الصلاة والسلام فيما يقضي به طعامه وشرابه. هذا الوصف الذي الذي وصفه انس رضي الله عنه وصفه قولي ثابت كما سمعت قال ثابت اخرج الينا انس هذا القدح وقال يا ثابت هذا قدح رسول الله عليه الصلاة والسلام ماذا كان يريد انس رضي الله عنه وما الذي جعله يعمد الى القدح فيخرجه الى جيل من التابعين ما حظي بصحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا اكتحلت اعينهم برؤيته فجعل يخرج اليهم هذا القدح. هنا لفتات يا اخوة في غاية الروعة. انس رضي الله عنه صحابي ظفر بصحبة رسول عليه الصلاة والسلام منذ ان كان غلاما صغيرا كما تعلمون. جاءت به امه فجعلته خادما بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فظفر انس بشرف الصحبة وظفر بشرف الخدمة التي نتج عنها الملازمة الدائمة المتتابعة ونشأ عنها ايضا امر دقيق وهو اختصاصه رضي الله عنه بامور لم تكن تبلغ كبار الصحابة رضي الله عنهم. وذلك ما للخادم من القرب والملازمة والخصوصية فتراه يكون معه في بيته ويكون معه اذا خرج ويرافقه اذا ذهب الى خلاء ولذلك من يتأمل منكم يجد دقائق من احاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام يرويها انس يقول كنت اخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى خلائه فاحمل انا وغلام معي نحوي عداوة من ماء وعنسة. يصحبه حتى في شؤونه الخاصة يقضي الحاجة عليه الصلاة والسلام فيصحبه انس يحمل له اناءه. من هذه الخصوصية كما ترى احتفاظه بالقدح. مات عليه الصلاة والسلام ومعه شيء من متاع البيت واثاثه احتفظ انس رضي الله عنه بهذا القدح فكان في جملة مقتنياته ماذا كان يريد؟ ما كان به ولا كان رضي الله عنه يتخذه شيئا يأخذ عليه اموال الناس حتى ينظروا اليه ويتفرجوا عليه. كان كان يحمل في ذلك معنى عظيم يحاول زرعه في قلوب من حوله من من التابعين ممن يصحبه ويرافقه كأنه يقول لهم نحن عشنا مع رسول الله عليه الصلاة والسلام ورأينا هذا واستمتعنا بصحبته وكان هذا شيء يعينكم على ان تتصوروا شيئا من حياته فاخرج لهم هذا القدح اياه مما كان يستعمله عليه الصلاة والسلام. ما كان القدح وحده في مقتنيات انس رضي الله عنه. لكنه مر بكم ايضا انه قد اقتنى ايضا شعرات من شعر رسول الله عليه الصلاة والسلام كما في صحيح البخاري لما قال ثابت اخرج الينا انس رضي الله عنه شعرات من شعر رسول الله عليه الصلاة والسلام قال عبيدته كما في البخاري لان تكون عندي شعرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم احب الي من الدنيا وما فيها. فاقتنى انس شعرات واقتنى القدح. وربما كان شيء ايضا مما حفظه مما بقي بعد رسوله عليه الصلاة والسلام. الوقفة المالية هنا وهي دقيقة لطيفة تستحق الاعتناء. والتأمل ان رجلا كانس وصحابي جليلا كانس رضي الله عنه جعل ذلك جعل ذلك موضعا من مواضع تغذية الحب في قلبه لرسول الله عليه الصلاة والسلام بل جعل يغذي ذلك ايضا في قلوب من حوله من تلابيذه من التابعين. يخرج القدح يخرج الشعرات. يقول لهم هذا شيء من نبيكم صلى الله عليه وسلم هذا بقية من حياته التي كان يعيشها صلى الله عليه وسلم والله كم تقرب تلك النظرات المسافات بين العبد وبين ان يعيش حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام فيوصف له غير ما يرى. ويسمع غير ما ينصر بعينيه الرؤية والبصر والمشاهدة تقرب المعلوم الى قلب ناظر والراعي. فيعيش قربا حقيقيا من تلك الاوصاف التي ربما ما اقتصرت على الوصف المجرد بالكلام فيخرج انس هذا القدح وقال له هذا قدح رسول الله صلى الله عليه وسلم. يا احبة القضية ليست في القدح. القضية في صاحب القدح بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. انس رضي الله عنه وسائر الائمة لما نقلوا هذا الوصفة يعني الامام الترمذي يروي هذا يروي هذا الكتاب ثم يخرج فيه الحديث حديث انس في وصف القدح امام من ائمة الاسلام الترمذي وغيره واصحاب السنن واصحاب الصحيحين وكل الائمة ممن رووا هذه الروايات في وصف تلك الاشياء الدقيقة التي كانت جزءا من حياته عليه الصلاة والسلام. وصفوا نعله ووصفوا الخف الذي كان يلبسه عليه الصلاة والسلام والقدح الذي كان يشرب فيه والفراش الذي ينام عليه لم كل هذا؟ لماذا اعتدى ائمة الاسلام؟ وفقهاء الامة يحدثوها الكبار لماذا اعتنوا تماما بحفظ هذه المطويات؟ ونقلها وتدوينها في دواوين الاسلام لتحفظ الى الاجيال لتنقل جيلا بعد جيل يقف المسلمون على هذا. مع ان المسألة كما ترى ليس فيها علم ولا فقه لا حلال ولا حرام. لكن القضية تتعلق بشخص رسول الله عليه الصلاة والسلام. وهنا مكمن تلك اللطائف. ان يعيش المسلم ضمن ما يتعلم ويتقرب به الى ربي وما يغرز به عرى الايمان في فؤاده ان يكون له نصيب وافر وحظ عظيم من العناية بهدي وشمائل المصطفى النبي صلى الله عليه وسلم عندما يقف بك الوصف عند النعال والخف والقدح والشراب والطعام والفراش وسائر مناحي الحياة فانت تقترب جدا من حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام ضربا معنويا يحملك على ان تتخيل ذلك الوصف وتعيشه بقلبك ومعنى ثم يبعث ذلك في نفسك امورا عديدة. ان تقيس حياتك بحياته عليه الصلاة والسلام. وان تقيس شأنك بشأنه. وان ان تنصب هديه وشمائله كما قلنا مرارا ان تنصبها مرآة تبصر فيها على الدواء اين انت؟ من شمائله وهديه وسيرته وسنته صلى الله عليه وآله وسلم. هذا غلط عظيم. القضية ليست طرفا علميا يا كرام. القضية ايمان وحب. يتعلق المؤمنين تجاه نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ان تعرف القدح وتتوصف له الوصف الذي كان يشرب فيه عليه الصلاة والسلام وان تعرف هيئة النعل وهيئة الخف ونحو ذلك من دقائق الاوصاف في الامور التي لا تدخل عند الفقهاء كما قلنا مرارا ايضا في عباد المشروعة يعني ليس يشرع ان تتخذ قدحا بهذا الوصف فتشرب فيه وتقول اريد بذلك ثواب السنة. هذا ليس داخلا في هذا الباب كما كان ابن عمر يلبس النعل فيقول لاني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها فانا احب ان البسها ليس هذا عند الفقهاء من السنن التي يتعبد بها الانسان في شيء. لكن لها معنى اخر يا كرام هو هو غرس ركائز الايمان القائم على الحب والاجلال لرسول الله صلى الله عليه وسلم. لان المؤمن متى نجح في اعلاء بنيان المحبة في قلبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم والله الفيته متبعا صادقا يحث الخطى في اتباع السنن المحبة لرسول الله عليه الصلاة والسلام لا ينتظر منك ان تقول له هذه سنة وهذا خلاف السنة. المحب يقوده حبه نحو اتباع السنن وما اطوق السنن مما لا يدخل في عداد الاستناد المشروع على السنة الفقهاء. لكنه يحب التشبه والمحاكاة برسول الله عليه الصلاة والسلام يقول ثابت اخرج الينا انس هذا القدح. انس كان كان يرعى هذه النبتة في قلوب التابعين. كم نحتاج والله يا احبة ان نضع في قلوبنا تلك النبتة. الحب لرسول الله عليه الصلاة والسلام. القرب من شمائله من هديه من سيرته من لتكن حاضرة امامنا على الدوام. ونحن لا نرى في حياة البشر في حياة العشاق والمحبين لمن يحب تراهم يحتفظون بادق التفاصيل مع من يحبون ومع من يعشقون ويحتفظون يقودهم في ذلك حب لا ارادي تراه يحرص احدهم على ان يكون اكثر قربا من معشوقه ومحبوبه. فيهتم بدقائق تفاصيله واخباره وهيئاته. هذا امر اذا تمكن في القلب ما وجدت سبيلا الى ان تتصرف فيه عبد الله. فنحن بحاجة الى ان تبلغ قلوبنا حبا لرسول الله عليه الصلاة والسلام هذا المبلغ الكبير الذي تنقاد فيه القلوب بحثا وتتبعا وتمسكا بكل مقدور عليه من سنن الرسول مصطفى صلى الله عليه وآله وسلم. يقول رضي الله عنه هذا قدح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ويقول في رواية اخرى لقد سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا القدح الشراب كله. الماء والنبيذ والعسل واللبن وفي حديث ام سليم كما اخرج النسائي في حديث انس قال رضي الله عنه كان لام سليم قدح من عيدان من عباد يعني من قطع من الخشب. وقد يكون هو هذا الاناء او غيره. يقول كان لام سليم قدح من عيدان فقالت سقيت في رسول الله صلى الله عليه وسلم كل الشراب الماء والعسل واللبن والنميم. اما الماء والعسل واللبن فمعروف واما النبيذ فهو الماء الذي ينبذ فيه التمر او العنب او الزبيب او اي طعام محلى اي طعام حلو اذا نبذ في الماء يعني اذا ترك في الماء نقع نقع في الماء فيحتفظ الماء بحلاوة هذا هذا الحلم فالتمر اذا جعل في الماء ليلة مثلا او ليلتين فان التمر يلين ثم يخرج من حناه الى ماء فيختلط به وذلك ان عامة مياه الابار التي كانوا يشربون منها انما كانت مالحة. والماء العذب كان يسيرا والابار عذبة المياه ايضا معدودة. فكان عامة الماء الذي يشربون ماء مالح او فيه ملوحة. وكان الماء العذب يسير وكان قليلا فكانوا يعمدون الى تحلية المياه بهذه الطريقة. ينبذون فيه التمرة او الزبيب او العسل او العنب. من اجل ان يحلل فتزول عنه الملوحة او تخف قليلا. وهذا النبي ليس هو الشراب المسكر من الخمر الذي يسمى نبيلا والفكرة واحدة اذا جعل الدم في الماء او العنب او الزبيب فانه يلين ويترطب ثم يكتسب الماء من حلال فإذا زادت فترة نقع التمر او الزبيب في الماء تحلل اكثر. ثم اذا ترك غدة اطول بدأ يغلي ويقذف الزبد ثم ويصبح لبيبا اقرب الى الخمر ثم يخمر فيصبح خمرا والعياذ بالله. فقوله في الرواية النبيت هو المقصود به نقيع التمرين يقول انس كنت اسقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا القدح الخشبي سقيته فيه الماء والماء المنقوع فيه الدم وهو نبيل واللبن والعسل كل ذلك شربه رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الغناء وكان يترك عادة في المساء اعني النبيل يترك حتى الصباح فاذا اصبح الانسان شرب منه. في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما يصف هذا الماء الذي يحلى بالتمر ويسمى نبيدا. يقول ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان ينبذ له ليلة الخميس كيف يشربه يوم الخميس ويوم الجمعة واراه قال ويوم السبت اذا كان يوقع له التمر في الماء ليلة الخميس ثم يصبح صلى الله عليه وسلم في شرب من هذا الماء يومين او ثلاثة يشرب منه يوم الخميس ويوم الجمعة وفي رواية قال الغراب قال ويوم السبت. ثلاثة ايام ولو جعل نقيع التمر هذا في اناء كبير. فيجمع فيه قدرا من الماء ارسلنا لصاحب البيت ان يشرب منه ويغترف مرة بعد مرة. يقول ابن عباس فإذا كان عند العصر يوم السبت اذا اصبح في عصر السبت قال فاذا كان عند العصر فان بقي منه شيء سقاه الخدم او امر به فاهريق الله عليه وسلم. وفي رواية قال كان ينقع للنبي صلى الله عليه وسلم الزبيب فيشربه اليوم والغداء وبعد الى مسائل ثالثة ثم يؤمر به فيسقى او يراق. الحديث اخرجه مسلم. يقول الامام النووي رحمه الله معلقا على الحديث يقول فيه دلالة على جواز الانتباه. يعني نقع التمر في الماء او الزبيب. قال وجواز شرب النبيل ما دام حلوا لم يتغير ولم يغلو يقصد الغليان اذا طالت فترة نقع التمر او الزبيب فيبدأ يغلي يعني يفور وتخرج حرارته فيقذف بالزبد هذه امارات تحول النبيل الى خمر. قال النووي رحمه الله وهذا جائز باجماع الامة. واما سقيه الخادم بعد ثلاث وصبه فلانه لا يؤمن بعد الثلاث تغيره. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتنزه عنه بعد الثلاثة. يعني لم يثبت عنده انه اصبح خمرا لكنه يتنزه عنه ويتحاشى صلى الله عليه وسلم ان يشرب منه وربما كان قد تغير طعمه وليس معنى ذلك انه يسقي الخاتم خمرا حاشا. لكنه اذا بدأ بعد الثالثة تركه عليه الصلاة والسلام او يؤمر به فيراق اذا بدا فيه التغير هذا هديه عليه الصلاة والسلام. وهذا ما جاء في باب القدح وهو كما رأيت. وصف يسير يدل على بساطة الحياة وقلة التكلف وعدم الاعتناء بمعطيات الحياة فيما يتعلق بالطعام والشراب والياتهما. نعم. بعض ما فاكهة رسول الله صلى الله عليه وسلم. عن عبدالله بن جعفر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب هذه فاكهة رسول الله عليه الصلاة والسلام. اليوم نأكل الفواكه ما لذ منها وطاب. ونستمتع بما اباح الله لنا من الطيبات. ونتفكه يساق الى بلادنا من الخيرات. وينزل احدنا فيشتري من الفاكهة ما لذ له وطار. بمختلف الالوان والاطعمة ومختلف الاذواق ومختلف البلدان التي تزرع فيها ايضا فتجبى الى هذا البلاد الى هذه البلاد المباركة. اسمع الان الى فاكهة رسولك ونبيك صلى الله الله عليه وسلم بماذا كان يتفكه؟ ما هي فاكهته التي كان يتخذها عليه الصلاة والسلام يتفكه بها في الطعام والفاكهة كما تعلمون ليست هي صلب القوت الذي يأكله الادمي لكنها ما يجعل بعد الطعام او اثناء الطعام يأكله الانسان يتفكه به فالفاكهة في الجملة ليست قوتا يعتمد عليه الانسان في طعامه وقوام صلبه. لكنها تفكر وهو من نعيم الجنة كما تعلمه فان الله قد قال فيهما فاكهة ونخل ورمان فالفاكهة من نعيم الجنة وهو مما اباح الله من الطيبات الان اسمع باذنيك الى فاكهة رسول الله عليه الصلاة والسلام. وقس ذلك الى ما نعيشه اليوم من انواع التفقه في الطعام. نعم عن عبد الله ابن جعفر عن عبدالله بن جعفر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل القفاء بالرطب. وعن عائشة رضي الله عنها قالت النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل البطيخ بالرطب. وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم يجمع بين الخربس والرطب. رطب مع الخربز ورطب مع البطيخ ورطب مع هذه فاكهة رسول الله عليه الصلاة والسلام. اما الرطب فطعامهم اهل المدينة. ويزرعونه ويقتاتون عليه ويدخرونه وهو صنعة وهو وهو زراعة ايديهم وهو الذي يتقوتون عليه في المدينة. فروا قب والتمر قوتهم وطعامهم. فاذا اراد ان يتفكه عليه الصلاة والسلام جمع الى الرطب ما سمعت بطيخا وخربزا كل ذلك ثبت عنه صلى الله عليه وسلم هذه فاكهة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يتفقه بالرطب مع ما سمع. اما القفاء فمعروف الذي يشبه الخيار انه افتح منه لونا. ويستخدم كاستخدامه يجعله الناس في طعامهم الى جانب مأكولاتهم. او يصنعون به السلطات احميها. واما البطيخ فمعروف واما الخردز فمثله ان كان اصفرا. كل ذلك معروف اليوم ونحن نستعمله ايضا تفقها. لكن انها كما وصف الصحابة رضي الله عنهم هذا هو منتهى تفقه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطعام في حديث عبدالله بن جعفر يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب. يعني يجعل الرطب او التمرة ومعها القفة فإذا اكل من الرطب اكل معها من وجعلها معها يتفكر بها عليه الصلاة والسلام وفي حديث عائشة انه صلى الله عليه وسلم كان يأكل البطيخ بالرطب. البطيخ معروف في رواية عند البخاري في حديث عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل البطيخ بالرطب عند ابي داوود تتمة للحديث فيقول صلى الله عليه وسلم نكسر حر هذا بمرض هذا وبرد هذا بحري هذا. ايهما الحار الرطب ام البطيخ؟ الحار هو الرطب والبطيخ يقصد بالحار ان الرطب اذا اكثر الانسان من اكله احرق المعدة واصحاب الحموضة في المعدة يجدون في اكل الرطب شيئا من اثارة الحموضة والحرقان. يقول عليه الصلاة والسلام نكسر حر هذا ببرد هذا. فيجعل من برودة البطيخ برودته على البطن والمعدة يجعله معادلا لحرارة الرطب موازنا له. وفي ذلك تمام العناية بصحة الابدان ينتفع به الانسان يقول نكسر حر هذا ببرد هذا وبرد هذا بحر هذا فصلى الله وسلم وبارك عليه الذي كان شأنه كله صلى الله عليه وسلم على التمام والكمال والعناية بكل مناحي الحياة. يقول ابن القيم رحمه الله وفي البطيخ عدة احاديث لا يصح منها شيء. في البطيخ عدة احاديث لا يصح منها شيء غير هذا الحديث الواحد لا يصح في البطيخ عن رسول الله عليه الصلاة والسلام حديث الا هذا الحديث الذي بان فيه انه اكله مع الرطب. يقول ابن القيم والمراد به الاخضر البطيخ الاخضر من خارجه لان الاصفر يسمى خربزا كما سيأتي بعد قليل وكل من البطيخة والخربز يقال هي كلمة فارسية معربة استعملها العرب وجرت على السنتهم حديث انس الثالث يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الخربزي والرطب والبطيخ كما يقولون معرب عن الفارسي وبعضهم يقول هو الاصفر خاصة وهو يسمى الى اليوم خربزا او شماما. التسميات متقاربة والفاكهة مقصودة معلومة فكان عليه الصلاة والسلام يأكل ذلك بالرطب. ومن بغى الصحة والاعتدال عند اكله الرطب وجد من ذلك في هديه عليه الصلاة والسلام اتم التوازن والاعتدال في الصحة. نعم. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان الناس اذا رأوا اول الثمر جاءوا به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاذا اخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم بارك لنا في ثمارنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في وبارك لنا في صاعنا وفي مدنا اللهم ان ابراهيم عبدك عبدك وخليلك ونبيك اللهم ان ابراهيم عبدك وخليلك ونبيك واني عبدك ونبيك وانه دعاك لمكة واني ادعوك للمدينة بمثل ما دعاك به لمكة ومثله معه قال ثم يدعو اصغر وليد يراه ويعطيه ذلك الثمر. هذا حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وارضاه وهو الصحيح قد اخرجه مسلم وغيره. يقول كان الناس اذا رأوا اول الثمن جاءوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم. كانت هذه عادة الصحابة رضي الله عنه والانصار منهم على وجه الخصوص لانهم اهل المزارع في المدينة. يقول كانوا اذا رأوا اول الثمر يقصد او ولا الحصاد اذا اخرج النبات بواكير الثمر اخذوه وانطلقوا به الى رسول الله عليه الصلاة والسلام لم لم؟ ليأكل منه ها؟ تبركا. تبركا يلتمسون بركة الدعاء من عليه الصلاة والسلام. فانظر كيف كيف عاشوا حياة رضي الله عنهم تعلقا برسول الله عليه الصلاة والسلام في كل شئون الحياة اذا زرع لجنبوا الثمر اول ما يأخذون الحصاد وباقورة الثمر يقطفونه وينطلقون به الى رسول الله عليه الصلاة والسلام فيضعونه بين يديه يفعلون هذا والله يا اخوة فرحا يفعلون هذا حبا لرسول الله عليه الصلاة والسلام يلتمسون ايضا البركة بدعائه ولذلك كان عليه الصلاة والسلام ينطلق داعيا لهم اللهم بارك لنا في ثمارنا. وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وفي مدنا فحظيت مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام ببركة دعواته لها بالبركة. دعا بالبركة في ثمنها بالبركة في مدها وصاعها. ودعا ببركة في المدينة كلها. ثم خصها عليه الصلاة والسلام بجملة من الخصائص ليس هذا اما حل ذكرها لكن لما جاء الصحابة بهذا الثمر اليه عليه الصلاة والسلام كانوا يفعلون هذا كما رأيت بمدافع من المشاعر الممتزجة التي فيها بحث عما يقربهم الى رسول الله عليه الصلاة والسلام. ما كان يطلبهم طعاما ولا يطلبهم شيئا من ثمن مزارعهم. ليأكل منه عليه الصلاة والسلام او ليستمتع به او ليطيب به حياته. لكنهم كانوا يبادرون ويسرعون في ذلك الى رسول الله عليه الصلاة والسلام فانا اتعجب كثيرا والله ما كان النبي صلى الله عليه وسلم في حياته مرتبطا بجانب العبادة بالصلاة او بالحج او بالصيام كان حاضرا في حياتهم في شأنهم كله. فاذا كانوا في المزارع وجنوا الثمر اول ما يتبادر الى ذهنه من ينطلق به الى رسول الله عليه الصلاة والسلام. الا ترى معي انه ملأ قلوبهم صلى الله عليه وسلم حبا وتعظيما واجلالا؟ بلى والله. وهو كذلك اذا استحكم حب رسول الله عليه الصلاة والسلام في القلب رأيته حاضرا معك في كل قضية تحتكم اليها في حياتك. اذا جئت تصلي فانك لا ترضى في صلاتك الا ان تكون اكثر ما يكون اقتداء واتباعا بصلاة رسول الله عليه الصلاة والسلام. اذا اويت الى فراشك لتنام ثم لا فرق ان تنام على جنبك الايمن او على الايسر على بطنك او على ظهرك فوق اللحاف تحت اللحاف كل هذا اذا كان لا فرق فيه معك لكنه متى بلغ الحب مبلغه في قلبه فان فوالله لا تذوق طعما للنوم الا ان تكون على هيئة ووضع وحالة تشبه فيها حال رسول الله عليه الصلاة والسلام. اذا اكلت اذا شربت اذا تزوجت اذا ربيت اولادك اذا تعاملت مع جيرانك اذا بعت واشتريت في السوق يبدأ يبقى عليك ويسيطر عليك هذا الهاجس الا يكون لك شأن في الحياة الا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم بسيرته وهديه وشمائله له حضور في حياتك كلها عاش الصحابة هذا المعنى في حياتهم تماما والا فما الذي جعل ذلك طارئا في اذهانهم؟ فاذا جنوا استمروا اهل زرع وتعرفون صاحب نزرع اذا جاء وقت الحصاد فان فيه من العناء والتعب والمشقة والجهد وربما استجمع معه ممن يعينه شيء يشغل بال الانسان لكن المسألة ما تجاوزت اطلاقا عند جني الثمر ان يكون اول شيء يصنعونه ان يذهبوا به الى رسول الله عليه الصلاة والسلام صدقا ونحن نقرأ هذه الاسطر فاننا والله نجد من ورائها شيئا لا يمكن قراءته الا ان تعيشه بقلبك ومشاعرك فلما يضعون هذا بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام يدعو لهم بدعوات هي والله ابرك لهم من زرعهم ومن ثمارهم كلها. يقول عليه الصلاة والسلام اللهم بارك لنا في شمالنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وفي مدنا. فدعا ليس في الثمر بل في المدينة كلها. وفي مدهم وصاعهم. والمقصود الطعام كله لان الطعام انما يكال بالمجد والصاع فاذا وضعت البركة في الود والصاع لاهل المدينة بورك لهم كل طعام يكيلونه بالمد وبالصاع. فحلت البركة في اقواتهم كلها وفي طعامهم كله. فلا تزال مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد اهلها وساكنوها وزائروها يجدون من البركة في العيش وفي الحياة وفي الطعام والشراب شيئا مما دعا به النبي عليه الصلاة والسلام. تابعي معي بقية الحديث وهو يؤكد في دعائه لربه صلى الله عليه وآله وسلم الحاحه على طلب البركة للمدينة التي الله لها وله موطنا ومنزلا ومهاجرا ومماتا صلى الله عليه وسلم فقال اللهم ان ابراهيم وخليلك ونبيك واني عبدك ونبيك. وانه دعاك لمكة واني ادعوك للمدينة بمثل ما به لمكة ومثله معه. يقول يا رب هذا ابراهيم عبدك وخليلك ونبيك. وانا ايضا عبدك ونبيك يا رب وابراهيم عليه السلام قد دعا لمكة فماذا قال؟ فماذا قال؟ وارزق اهله من الثمرات من امن منهم بالله واليوم الاخر قال ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون. ولما زار ابراهيم عليه السلام زوج ابنه اسماعيل في الحديث الذي في الصحيح وغيره وسألها عن طعامهم قالت اللحم والماء قال اللهم بارك لهم في اللحم والماء يقول النبي عليه الصلاة والسلام فهما لا يخلو عليهما احد الا لم يوافقاه الا ما كان من مكة بدعوة ابراهيم عليه السلام. والمقصود ابراهيم عليه السلام دعا لمكة بجباية الثمرات وبالرزق وبالخيرات ودعا عليه السلام ايضا له بالبركة في اللحم وفي الماء فعاشوا بركة دعاء ابي الانبياء وخليل الله ابراهيم عليه السلام. الآن النبي عليه الصلاة والسلام جعل هذا بين يدي دعوته لربه فقال اللهم ان ابراهيم عبدك وخليلك ونبيك وانه قد دعاك لمكة واني عبدك ونبيك اني ادعوك للمدينة بمثل ما دعا به لمكة. زاد عليه الصلاة والسلام قال ومثله معه. فما رضي الله عليه وسلم بالبركة التي طلبها من ربه للمدينة في ثمارها وفي ارضها وفي مدها وصاعها لم يرضى عليه الصلاة تسلم ببركة تعدل بركة مكة. بل ارادها ضعفا عليه الصلاة والسلام. قال واني ادعوك للمدينة بمثل ما دعاك به لمكة فتى ومثله معه. فكانت بركة الطعام والاقوات في مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام. اعظم منها مما هي في بلد الله الحرام وكان هذا الحديث وامثاله احد الامور التي دعت اهل العلم الى المفاضلة بين مكة والمدينة. وايهما اعظم بركة وايهما افضل وايهما اولى بان يجد فيها المسلم ضوءا يحل به ويقضي به حياته او يكون له فيها نصيب من العيش. وكانت بين اهل العلم على هذا النحو محاولة بين الموازنة ما جاء في فضائل مكة وما جاء في المدينة. وليس هذا محل بسطها. فاهل مكة ينتصرون لمكة واهل المدينة ينتصرون للمدينة. ومن اللطيف في هذا ما يحكى ان احد الولاة جمع في مجلسه اثنين من اهل العلم وكان المجلس بينهما نقاشا ومناظرة في تفضيل مكة على المدينة او العكس. فجعل احد يسرد فضائل مكة ويستشهد انها افضل ويستدل بما جمع من الايات والاحاديث في فضيلة مكة وتفضيل على المدينة وجعل العالم الآخر ينتصر للمدينة ويسوق فيها الأحاديث والآثار ويستشهد بذلك على انها افضل من مكة فلما قال المجلس واخذ كل واحد منهما يذكر ما يحضره من الادلة والشواهد. اراد الحاكم انهاء المجلس فقال واظن ان هذا القدر يكفي ولا ارى مكة والمدينة الا عينان في رأس. فقال عالم المدينة نعم ولكن المدينة هي العين اليمنى. مصر على ان يكون لها نصيب في تقدير على مكة. ولو كانت بجانب تفضيل الجهة اليمنى على اليسرى يقول عليه الصلاة والسلام واني ادعوك للمدينة بمثل ما دعاك به لمكة ومثله معا. قال ثم يدعو اصغر ولي يراه فيعطيه ذلك الثمر. هذا موقف عجيب ولطيف في الغاية. بعدما يؤتى بالثمر عليه الصلاة والسلام ويدعو له بالبركة يبحث عن اصغر وليد اصغر طفل موجود معه في المجلس ذاك فيدعوه ثم يناوله الثمر. موقف يحتاج الى لما يصنع هذا عليه الصلاة والسلام؟ هم الآن جاءوا بباكورة الثمر ما اراد ان يأكله عليه الصلاة والسلام. ولا ارسل به الى بيته وانه والله لفي حاجة كما مر بكم في باب ما جاء في عيشه وطعامه وقوته وخبزه واذامه. ما كان يجد فضلا من طعام ولا شيئا زائدا عن حاجته. لكنه عليه الصلاة والسلام كان يترفع على ذلك كله. جاؤوا يلتمسون البركة فرفع كفيه ودعا لهم. ثم يعطي ذلك الثمر ويدفعه الى اصغر ولي يراه حاضرا في المجلس اصغر طفل يقول معهم يقول تعال فيناوله ذلك الثمر فيعطيه وينصرف به فرحا. فرحا لانه طفل الطفل يفرح بكل شيء يعطى له طعام وفاكهة وحلوى وريال فيفرح بذلك. لك ان ترى في هذا الموقف قدرا عظيما من ملاطفة رسول لله صلى الله عليه وسلم للصغار وللصبيان. وهذا مكثوف في سنته كثيرا. يمر على الصبيان فيسلم عليهم. اذا لقي احد داعبه ولاطفه وربما تمازح معه. هذا وهم ليسوا اطفالهم. ليسوا اولاده ولا احفاده. انما هم اطفال المسلمين عموما ان رأيت عبد الله في قلبك رحمة بأي طفل تلقاه. ثم ترى نفسك مندفعا الى شيء من الملاطفة معه والبشاشة والتودد فهنيئا لك خطوة على طريق رسول الله عليه الصلاة والسلام. فكان يتلطف مع الصبيان وكان يتودد اليهم. فهذا موقف ترى فيه غاية من منه صلى الله عليه وسلم فيعطي ذلك الثمن اصغر وليد. وايضا سيفرح الوليد او الطفل او الصغير سيفرح فرحة اخرى ان المعطي له هو رسول الله صلى الله عليه وسلم. فتخيل اذا عاد الى امه في البيت فقال اعطاني هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لهم وهبني هذا نبي الله صلى الله عليه وسلم فطرحة على فرحة انتهى عندها الموقف. قال بعض اهل العلم ربما كان مناسبة بين الوليد وباقورة الثمر. في ان كلا منهما حديث عهد بالحياة. فالطفل صغير وهو اصغر الموجودين والثمر هذا هو اول النتاج فلما بينهما من المناسبة اعطى باتورة الثمر لباقورة الانتاج من البشر. فكان هذا الطفل او الصغير او الوليد اياه وبينهما مناسبة لطيفة. المقصود في الموقف ان تشهد كيف صنع رسول الله عليه الصلاة والسلام. ومر الموقف والصحابة حاضرون وهم يشهدون هذا الصنيع حقق لهم ما يريدون. جاءوا يلتمسون البركة. جاءوا يشاركونه عليه الصلاة والسلام شيئا من القوت الذي من الله عليهم به فشاركهم معنويا عليه الصلاة والسلام. اظهر الفرحة معهم ودعا لهم وسأل ربه والح بالدعاء وما رضي الا ان تكون البركة ضعف ما بمكة من البركة وهي مكة بلد الله الحرام التي دعا لها ابراهيم الخليل عليه السلام لكنه عليه الصلاة سلام اذا سأل ربه جعل مطلبه في اعلى الدرجات ولا يرضى بالقليل وهو يطمع في فضل الله وهذا شأن المؤمن. اذا توجهت الى باب ربك الكريم ووضعت جبهتك ساجدا بين يديه وجئت تدعوه لا تظن انك تتواضع في مطلبك. اسأل ربك وارفع سقف امانيك واعرف انك امام غني حميد لا تنفذ خزائنه. وله مقاليد السماوات والارض. وهو على كل شيء وكيل. احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا. اسأل ربك مما تشاء من خير الدنيا والآخرة ونبيكم عليه الصلاة والسلام. لما دعا ما توقف عند حدود ما دعا به ابراهيم عليه السلام. هذا وهو ابراهيم ابو الانبياء. خليل الله كان امة قانتا كما قال الله ودعاءه كان لمكة بلد الله وبيته الأمين وكعبته المعظمة. كل ذلك لم يحل بين نبيكم صلى الله عليه وسلم من الطمع في فضل الله ان يسأل سؤالا لا منتهى له ولا حدود له فرفع مطلبه لربه. عاش الصحابة هذا الموقف فامتلأت نفوسه غبطة ورضا وسرورا ان النبي عليه الصلاة والسلام اجابه ودعا لهم وفرحوا بذلك ثم ينتهي الموقف بدفع هذا الثمن الى اصغر وليد يكون حاضرا في المجلس. نعم. عن الربيع عن الربيع بنت معوذ بن عذراء قالت بعثني معاذ ابن عفراء بقناع من رطب وعليه اجر من عليه اجر وعليه اجر من غفاء زخر وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب القنفاء. فأتيته به وعنده حلية قد قدمت عليه. قد قدمت. قد قدمت عليه من البحرين فملأ فملأ يده منه منها فأعطانيه. ومن طريق آخر قالت اتيت النبي صلى الله عليه وسلم بقناع من رطب واجر زغب فاعطاني ملء كفه حليا او قالت ذهبا. حديث ابن البيع معوذ ابن عفراء حديث ضعيف سندا بطريقيه المذكورين التي سمعتهما قبل قليل وان ضعف سند حديث مش مهم سبحانه من كتابها ايه الكلام ده جمعت المكالمات رسول الله اشهد ان محمدا رسول حي متى حي حي الله اكبر لا اله الا الله حديث الربية بنت معوذ بن عفراء حديث ضعيف سند عند المحدثين وفيه معاني لطيفة لا بأس بالمرور عليها وفهم بعض مفردات الحديث. قالت رضي الله عنها وكانت خيرة وابوها معوذ ابن عفراء وعمها معاذ معاذ معوذ بني عفراء هما من شاركا صغارا في غزوة بدر ويقال انه على سيفيه ما قتل الله طاغية الامة ابا جهل. يقول تقول الربيع بعثني معاذ بن عثراء يعني عمها وليس ابوها بعثني معاذ بن عفراء بقناع من رطب القناع هو الطبق الصحن الذي يوضع عليه الرطب قالت بعث بقلاع للرطب وعليه اجر من زغب. القفاء معروف. وهو شبيه الخيار الذي يكبر حجما ويفتح عنه لونا. تقول بعثني بقناع من رطب طبق وعليه رطب. وفوق الرطب اجري من قساء زغب الاجر جمع جرو والجرو هو الصغير من كل شيء نباتا او حيوان كما يقال لصغيري الكريم جو ويقال للصغير من النبات اوله وصغيره اذا نبت يقال له جر. والجمع اجر تقول وعليه اجر من قثا. يعني وضع فوق طبق الرطب قطعا من القفة الصغيرة. التي تكون في اول منبتها وضعها فوق الرطب. لما؟ لان من هديه عليه الصلاة والسلام ان يأكل الرطب بالقفاء. فكان هذا مما يهدى اليه عليه الصلاة والسلام فبعثها عمه ابو معاذ بقناع الرطس وفوقه قطع او حبات من القفاء الصغيرة في اول منبتها وهذا معنى قولها وعليه اجر من اقساء من قساء زغب والزغب هو الصغير الذي يظهر عليه بدايات نبتة الشعر القساء فيها شعر يسير خفيف لطيف الملمس ناعم فالصغير منه يكون اكثر احتواء على هذا الشعر الذي يسمى زغبة والزغب هو منبت الشعر وبداياته كما يظهر في فراخ الطير فانها اول ما تخرج قبل ان ينبت ريشها يكون عليها زغب وهو الشعر الناعم الصغير الدقيق. تقول وكان صلى الله عليه وسلم يحب القثاء. فأتيته به. وعنده حلية قد قدمت عليه من البحرين حلية يعني ذهب وجواهر قدمت عليه من البحرين البحرين قديمة هي الاحساء اليوم في طرف الجزيرة العربية من جهة الشرق المطلة على الخليج العربي. وليست هي جزيرة البحرين. انما هي طرف الساحل الشرقي للجزيرة العربية والمسماة فيما بعد بالاحسان. قدمت عليه من البحرين وكانت خراجا قد اوتي به عليه الصلاة والسلام. فاجتمع عنده شيء من الحلي ذهب قالت فملأ يده منها فاعطانيه. لما اعطاها؟ اتت صغيرة فاراد ان يكرمها ويتحفها كما اكرم الولدان الصغار هناك في المجلس باعطائهم الثمر. ثم قدمت بهدية فاراد ان يكافئها عليه الصلاة والسلام. انظر الى اللطف التعامل مع الصغار قبل الكبار. يتلطف عليه الصلاة والسلام وبين يده حلية