بقوله ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله تعالى فيه الا كان ترة عليهم يوم القيامة يعني كان حسرة عليهم يوم القيامة. انظر كيف يفعل الذكر ويعلمنا اياه ليقول لنا انتبهوا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شاء ربنا من شيء بعد. احمد ربي الا واشكره واستعينه واستغفره. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله. وصفوته من خلقه بعثه ربه بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله بعثه بالهدى نورا وسراجا منيرا ومبشرا ونذيرا. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى بيته وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد احبتي الكرام ايها الاخوة المسلمون فهلم سويا الى مجلس من مجالس الشمائل المحمدية على صاحبها افضل الصلاة والسلام. مجالس الشمائل المحمدية التي لنلتقي فيها كل ليلة من ليالي الجمعة. هذه الليالي المباركة التي يستحب لنا فيها الاكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. مجالس الشمائل المحمدية ايا مسلمون. مجالس ايمان. ومجالس علم ومجالس حب ومجالس خير ورحمة. مجالس ايمان لانك تعزز فيها ايمانك بالمصطفى صلى الله عليه واله وسلم وانت تتعرف على اخباره وصفاته وهديه وشمائله وسائر احواله وكل ذلك طريق معبد من طرق الايمان برسول الله صلى الله عليه وسلم ايمانك عبد الله بشهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه اله وسلم جزء من عقيدتنا ايها المسلمون. وهذه العقيدة انما تقوى يؤكد ويزداد صاحبها ايمانا بكل ما يعنل فيه هذا المعنى العظيم. شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ايمان في عقائدنا ايها المسلمون والشمائل المحمدية مجالس يزداد فيها المسلم ايمانا بهذا المعنى العظيم. واما انها مجالس علم. فلان العلم بسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام. وبهديه وباوصافه وبسائر احواله واقواله وافعاله صلب العلم ومتنه واعظمه ان تعلم المسلم هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم. والشمائل المحمدية بفروعها واصلها في السيرة النبوية علم جليب عظيم ينبغي ان يتواصى بتعلمه وتعليمه اهل الاسلام. لان الشمائل المحمدية علم يتعلم فيه المسلم هدى نبيه صلى الله عليه وسلم. وخصائصه واخلاقه وشمائله. وذلك صلب العلم كما اسلفت اما انها مجالس حب فلان من لوازم شهادتنا ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن مقتضيات ايمانه امن بالمصطفى صلى الله عليه واله وسلم. الايمان به وتصديقه وطاعته ومحبته عليه الصلاة والسلام وبقدر معرفتك بمن تحب ستكون اكثر حبا له. ونحن في محبتنا للمصطفى صلى الله عليه وسلم ان ما نعمق في قلوبنا معنى الحب. ونعزز في دواخلنا هذا الحب الشرعي الواجب له صلى الله عليه وسلم. بتعرفنا على شمائله فالشمائل المحمدية باب كبير ايا اخوة الاسلام. يزداد فيه المسلم حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تقدم غير ما مر. ان الاسباب والدوافع التي يحب احدنا فيها محبوبه راجعة الى واحدة من اسباب ثلاثة اما جمال جمال ظاهره وشكله وهيئته. وقد كان لنبينا صلى الله عليه وسلم من ذلك الحظ الاوفى جمال خلقته وطلعته وهيئته مما اتفق الصحابة رضي الله عنهم على نقله الى ان يبلغ واصفهم قوله رضي الله عنهم اجمعين ما رأيت قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم. وحتى يقول بن سمرة رضي الله عنه رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة اضحيان اي ليلة مقمرة مضيئة وعليه حلة حمراء فجعلت انظر اليه والى القمر فاذا هو عندي احسن من القمر بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. والسبب الاخر الذي يحملنا على حب من نحب ايها المسلمون هو جمال الباطن جمال الاخلاق والصفات ما يحمله كل امرئ في باطنه من صفات واخلاق يتعامل بها مع الناس من حوله. واذا كان الامر كذلك فالمؤمة كلها تشهد انه ما اوتي احد من الخلق ما اوتي المصطفى صلى الله عليه وسلم. وحسبه قول ربه له وانك لعلى خلق عظيم. وقد قلنا غير ما مر فان كان احدنا يتجمل بخلق يتخلق به. وكلما ازداد احدنا من الاخلاق تجملت صفاته وحسنت معاملته. نحن نتجمل بالاخلاق لكن الاخلاق تجملت بالمصطفى صلى الله عليه وسلم لما اتصف بها. ما عرف الصدق بجماله بين الاخلاق ولا الامانة بروعتها بين الصفات ولا غيرها من الاخلاق ما عرف البشر حقيقة تلك الصفات ومعانيها الرائعة الا لما تمثلت في هديه صلى الله عليه وسلم لما نقلت لنا ورويت تلك المواقف والافعال والحوادث والاثار التي وصف فيها صدقه عليه الصلاة والسلام وامانته ورحمته وتواضعه وجوده وشجاعته وسخاؤه وكرمه وحلمه ورأفته وعدد ما شئت ما عرفت الاخلاق بجمالها الا به عليه الصلاة والسلام. والسبب الثالث الذي يحب من اجله الانسان من يحب اليه والمعروف الذي يبذله اليه. ولئن كان الامر كذلك فليس لاحد من البشر في عنقك فضل ولا منة بعد الله عبد الله اكثر من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانه اعظم البشر احسانا في حق البشر. وحسبكم ان الله عز وجل استنقذنا به من الظلمات الى النور. ومن الضلال الى الهدى ومن النار الى جنة عرضها السماوات والارض. والله قد قال لنا فاتقوا الله يا اولي الالباب الذين امنوا قد انزل الله اليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم ايات الله مبينات ليخرج الذين امنوا وعملوا الصالحات من الظلمات الى النور. فاجتمعت الاسباب الثلاثة جمال الظاهر وجمال الباطن احسان الصادر منه صلى الله عليه وسلم اجتمعت ثلاثتها باكمل ما يكون واوفى ما يكون واجمل ما يكون في حقه عليه الصلاة والسلام افلا يكون من الواجب والعقل ان يكون اعظم البشر في قلوب البشر حبا عليه الصلاة والسلام؟ الا ان يكون محبوبنا الاول من البشرية عليه الصلاة والسلام. في قلوبنا ايها المسلمون فالشمائل المحمدية تعزز هذا المعنى الكبير العظيم الايماني الذي يجب ان يحمله قلب كل مسلم نحو حبه له عليه الصلاة والسلام. ومجالس الشمائل ايضا خير ورحمة. خير ورحمة لانك تجد فيها علما كما اسلفت. وايمانا كما اسلفت ومع ذلك تجد اجرا وثوابا وحسنات متتابعات. ليس لانك تجلس مجلس علم يحسب لك فيه طاعة وعبادة تتقرب به الى الله فحسب لكنك مع ذلك تجد نفسك منساقا منقادا الى ان يتحرك لسانك بكثرة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم في مجلس كهذا يذكر فيه عليه الصلاة والسلام في كل جملة لان الحديث عن شمائله عليه الصلاة والسلام. الحديث عن خصائصه عن اخلاقه عن افعاله عن اقواله. صلى الله عليه وسلم. فلا تكاد تخرج جملة من ذكره عليه الصلاة والسلام فتجد نفسك مضطرا لان تصلي وتسلم عليه. ثم ماذا؟ لك بكل صلاة وسلام عليه عشر صلوات من ربك الكريم جل في علاه. والصلاة الواحدة التي تجلب لك من الله عشر صلوات. تغمسك في بحر من الرحمة. صلاة الله على عبده رحمته يا احبة الا ترون اننا في صلواتنا على الجنازة؟ عندما نقرأ الفاتحة قبل ان ندعو لامواتنا ونطلب ولهم العفو والمغفرة فانا نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم. اوما شعرتم اننا نستجذب رحمة الله قبل ان ندعو لامواتنا نستجلبها بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. لان الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم باب من ابواب من رحمة التي يتظلل في فيئها العبد. فكلما اكثر العبد من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. وجد عشر صلوات من ربه اذا صلى الله عليك ليلتك هذه فما تظن ان الله كاتب لك من الخير. ما تظن ان الله مقدر لك من الرحمة والهدى ما تظن انه ينالك من العفو والرضا. ما تظن عبد الله في ليلة تصبح فيها صبيحة الغد ان مد الله في عمرك لك في الاجل ما تظن ان تكون صبيحتك غدا وقد امسيت مكثرا من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم. في ليلة عظيمة شريفة كهذه من ليالي الجمعة. مجالس الشمائل المحمدية اخوتي الكرام. تجدون فيها ذلك وغيره كثير عظيم. وحسب ان احدكم يجلس في بيت الله الحرام ينتظر الصلاة الى الصلاة يرابطها هنا يبتغي اجرا ويلتمس من الله عفوا ورضا ثم هو يتقلب في ذلك البحر العظيم من الخيرات والحسنات. نسأل الله عز وجل ان يكتب لنا اوفاها واعظمها وادركها. لا يزال حديثنا موصولا احبتي الكرام. عن حديث هند بن ابي هالة الذي ساقه الامام الترمذي الله في كتابه الشمائل ذلك الحديث الطويل العظيم الذي هو اجمع حديث في وصف المصطفى صلى الله عليه وسلم وقد امضينا فيه مجالس ثلاثة سابقة او اكثر نأخذ طرفا من اطراف ذلك الحديث ونقف مع شيء من معاني جمله العظيمة بديعة رائعة تسابق بنا الحديث عن ذكر وصف مجلسه صلى الله عليه وسلم ومدخله ومخرجه فيما كان يسأل في الحسين بن علي رضي الله عنه اباه علي بن ابي طالب رضي الله عنه وهو يصف له ما يعرفه من شأن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وقف بنا الحديث وهو يسأله عن مخرجه كيف كان يصنع فيه. اي ما الذي كان يفعله صلى الله عليه وسلم اذا خرج من منزله اذا كان خارج المنزل اذا جلس مع جلسائه واجتمع باصحابه ما شأنه وما هديه عليه الصلاة والسلام مضى بنا الحديث في جمل متعددة كان اخرها قوله رضي الله عنه ويتفقد اصحابه ويسأل الناس عما في الناس اقرأ من قوله قال فسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه؟ بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. قال فسألته عن وجهه كيف كان يصنع؟ يصنع فيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخزن لسانه الا فيما يعنيه يخزي لسانه الا فيما يعنيه. ويؤلبهم ولا ينفرهم. ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ويكرم ويكرم كريم كل كل قوم ويوليه عليهم. ويحذر الناس ويحترس منهم. من غير ان يطوي عن احد منهم بشره وخلقه ويفتقد اصحابه ويتفقد ويتفقد اصحابه ويسأل الناس عما بالناس ويحسن الحسن ويقويه ويقبح القبيح ويوهيه. معتدل الامر غير مختلف. لا يغفل لا مخافة ان يغفلوا او يميلوا. لكل حال عنده عتاد. لا يقصر عن الحق ولا يجاوزه. الذين يلونه من خيارهم افضلهم عنده اعمهم نصيحة واعظمهم عنده منزلة احسنهم موافاة ومؤازرة. نعم. هذه الجمل التي حكاها امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه التي حكى فيها وصف هدي النبي صلى الله عليه وسلم وشأنه هو مجلسه وهو وشأنه في مخرجه كيف كان يصنع فيه. مضت الجمل الاولى من هذا الوصف ووقفنا عند قوله ويتفقد اصحابه ويسأل الناس عما في الناس. كان عليه الصلاة والسلام يتفقد اصحابه. وتأملوا معي الجمل التي ذكرت قبل قليل هي تصف تعامله صلى الله عليه وسلم مع اصحابه. وان شئت فقل سياسته في تربيته اصحابه في التعامل معهم في تخلقه عليه الصلاة والسلام مع اصحابه على اختلاف درجاتهم ومراتبهم وايمانهم رضي الله عنهم اجمعين. انها جمل تحمل دروسا عظيمة عميقة لنا جميعا. لكل واحد منا لاننا نتعامل مع الناس من حولنا على اختلاف فئاتهم ودرجاتهم. فانا نحتاج والله الى ان نتخلق باخلاق الهدي النبوي لمن اراد ان يكون له حظ وافر من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الناس. دعك مما به الناصحون ومما يخبرك به المجربون. وما يقترحه عليك كثير من عقلاء الناس. مما يجب ان تتعامل به مع الناس وتعالى واغترف من هدي نبيك وحبيبك صلى الله عليه وسلم. نعم نحن كلنا يا احبة كلنا طلاب كلنا تلاميذ في مدرسته صلى الله عليه وسلم نتعلم من سيرته ونقتدي بقدوته ونتأسى بشأنه وهديه عليه الصلاة والسلام الصغير منا والكبير والمعلم قبل التلميذ. نحن احوج ما يكون الى ان نتعلم تلك خطوات التي كان يخطو بها عليه الصلاة والسلام في تعامله مع الناس. اسمع الى قوله يتفقد اصحابه. نحن وبحاجة الى ان نتعلم هذا الهدي لمن كان منا قائدا او معلما او مربيا بل بل احاد الناس بحاجة الى مثل هذا الهدي يتفقد اصحابه عليه الصلاة والسلام. انها تعني انه كان يهتم غاية الاهتمام بالواحد من اصحابه اذا غاب يسأل عنه يسأل عن حاله لم يكن له صاحب ولا اثنان ولا ثلاثة ولا عشرة كانت الامة كلها داخلة في دائرة اصحابه رضي الله عنهم. من اوسعنا اليوم يا احبة؟ في دائرة علاقاته الاجتماعية؟ كم شخصا تعرف كم انسانا تربطك بينك؟ تربط بينك وبينه صلة وعلاقة؟ ثم اخبرني مهما اتسعت دائرة علاقاتك مع من ان تفي بالسؤال والمواصلة والتفقد وحسن المراعاة الى كم ستدرك؟ ما الذي يسعفك من الوقت؟ بل ما الذي يدركك من راحة البال وان كان السؤال نحن بشر ولنا قلوب تحتمل قدرا ما من ضغوط التعامل مع الناس لكنك تعجب من نبي كريم امتلك قلبا عظيما بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. لم يكن عنده فرق بين صاحب وصاحب من سيتأكد لك هذا المعنى العظيم عما قريب. كان اصحابه عندهم سواء والجميع يسأل عنه ويتفقد حاله. ابو هريرة رضي الله رضي الله عنه مثلا احد اصحابه الذين كانوا يرافقونه في مدخله ومخرجه وجلوسه في المسجد وزيارته وذهابه ومجيئه اختفى عنه ابو هريرة دقائق. يقول ابو هريرة لقيت النبي صلى الله عليه وسلم في طرق المدينة وانا جنب لم يكن على طهارة رضي الله عنه فاستحى. استحى ان يكون جالسا بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام هو على غير طهارة قال فانخنست منه فذهبت واغتسلت. يعني اختفى فجأة وذهب واغتسل. فلما جاء كان اول اول جملة يسمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم اين كنت يا ابا هريرة؟ بالله عليك لو كنت مكان ابي هريرة ماذا تعني لك هذه لما يسألك النبي صلى الله عليه وسلم سائلا عنك اين كنت؟ الا تشعر انه سؤال يمتلئ محبة ورحمة وفيضا من من كرم التعامل وهو النبي الكريم الذي نحن بحاجة الى الاقتراب منه والسؤال عنه والتعرف عليه لكنه يبادر اصحابه فيقول اين كنت يا ابا هريرة؟ فيبدي عذره رضي الله عنه يقول والله كنت على جنابة يا رسول الله فاستحييت ان اجلس معك وانا كغير طهارة فذهبت فاغتسلت فجئت. فقال له يعلمنا حكما شرعيا سبحان الله. ان المؤمن لا ينجس. والشاهد من هذا الحديث انظر كيف تعامل عليه الصلاة والسلام مع اصحابه؟ ماتت المرأة السوداء التي كانت تقم المسجد وتنظفه. من هذه المرأة عامة الاحاديث لا تذكر حتى اسمها. اتصدق؟ حتى اسمها ما ذكر في عامة الاحاديث. يعني لم يعتني حتى الحديث بذكر اسمها ليس لي شيء. لكن لانها تدل كالرواية على انها لم تكن ذات شأن في المجتمع النبوي. ما كانت امرأة مشهورة ولا صحابية معلومة ولم تكن كذلك من ذوات القصص والاخبار والمواقع التي روتها لنا كتب السيرة لكنها كانت تقم المسجد ماتت رضي الله عنها. فما رأى الصحابة رضي الله عنهم ان يشغلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبرها فغسلوها وكفنوها ودفنوها. لكنه لانه كان يتفقد اصحابه صلى الله عليه وسلم. افتقدها ما اصبح يراها فسأل عنها فقيل له انها ماتت فقال هلا اخبرتموني؟ عتب عليهم صلى الله عليه وسلم وما كانوا يدرون ان المسألة تبلغ عنده هذا المبلغ الكبير العظيم. فمن منا يا احبة على سعة علاقاته مع الناس يصبح الصغير والكبير عنده سواء. والجميع يحل في الاهتمام منه صلى الله عليه وسلم محل العناية والسؤال والمتابعة ضربت مثالا بابي هريرة رضي الله عنه لانه كان صاحبا مقربا جليسا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وضربت مثالا بامة سوداء كانت تقم المسجد. جارية من الجواري لا اقل ولا اكثر. لتعلم ان ما بين المرتبتين من الصحابي المقرب الملازم المصاحب وما بين تلك المرأة التي لم يعرف حتى اسمها في الرواية لتدرك ان ما بينهم من طبقات الصحابة ودرجاتهم ومنازلهم كانوا كذلك عنده صلى الله عليه واله وسلم. يتفقد احوالهم ويسأل عنهم خذوا الحال والسؤال عن الصاحب يعني حبا عظيما يحمله السائل في قلبه عمن سأل. يعني عناية عظيمة يعني حمل هم يشعر المسؤول عنه انه ذو مكانة في قلب السائل عنه. هكذا كان عليه الصلاة والسلام. فلا تعجب كيف امتلك عليه الصلاة والسلام قلوب اصحابه محبة وشوقا واحسانا. كيف امتلك عليه الصلاة والسلام قلوب الامة من بعده وهي تسمع هذه القصص وتنقل تلك الروايات وتزويها الاجيال بعد الاجيال لتبقى في قلوب المسلمين تلك المحبة وجدوتها متقدة في نفوس اهل الايمان جميعا اننا والله ننتمي الى امة لها اعظم نبي خاتم الانبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام. فيملأ المسلم قلبه ايمانا واعتزازا وولاء لهذا الدين العظيم. وحبا شرفا وشوقا الى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال رضي الله عنه يتفقد اصحابه ويسأل الناس عما في الناس يسأل الناس عما في يتفقدوا احوالهم ويشاركهم ما يشغل بالهم وما يهتمون لاجله. ما الذي يشغل الناس؟ ما القضية التي تؤرقهم وتقلقهم نعم كان نبيا لكنه لم يكن يعيش في برج عاجي بعيدا عن اوساط الناس وهمومهم. ان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم رسالة لكل من يتعاطى امور الناس من القادة والعلماء وولاة الامر والمسؤولين ومن يحمل امانة صغرت او كبرت عليه ان يعيش واقع الناس وما يحملونه من هموم. يعيش ليدرك كيف يدرك هؤلاء حياتهم؟ وكيف يعيشون همومهم لم ينجح داعية ولا عالم ولا صاحب امانة في ان ينجح في دوره ما لم يكن على مقربة مما يحمله الناس في قلوبهم من هموم واشياء وما الذي يشغل افكارهم من قضايا وخواطر؟ وما الذي يدور بينهم من احاديث؟ انه عليه الصلاة والسلام كان شديد القرب منهم يعلمهم ويواسيهم ويأخذ بأيديهم يسأل الناس عما في الناس. قال رضي الله عنه ويحسن حسنة ويقويه ويقبح القبيح ويوهيه. نعم. تأتى له عليه الصلاة والسلام بهذا القرب الشديد من اصحابه حسيا ومعنويا قربا معنويا لما كان يتفقدهم ويسأل عنهم. وقربا حسيا لما كان يسائلهم عن ما بينهم ويشغلهم امتلك عليه الصلاة والسلام وتأتى له ان يكون له دور المعلم والموجه ليقول لهم هذا حسن فافعلوه وهذا قبيح فاتركوه يحسن الحسنات ويقويه. نعم كان دينه وسنته وهديه وتعليمه وارشاده كله كان صلى الله عليه وسلم في ذلك كله انما كان يدلهم على الخير ويرشدهم اليه. يحسن الحسن ويقويه. حتى ولو كان بصورة غير مباشرة. لما يقول ابن عمر او لاخته حتى تبلغ اخاها ابن عمر نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل طيب فتبلغ الكلمة اذان ابن عمر رضي الله عنهما فيعرف انه صلى الله عليه وسلم يريد ان يوصل له رسالة تحثه على العناية بقيام الليل انها تقوية لهذا المعنى. انها تحسين للحسد. وكان ايضا يقبح القبيح. فيذم يذم الصفة والمسألة والحال والقول والفعل يقول ليس لنا مثل السوء مثلا ليس لنا مثل السوء العائد في هبته الكلب يقي وثم يعود في قيئه. يقبح القبيح لينفر الناس عن الوقوع في مثل ذلك. بئس مال الرجل ان يقول خبث نفسي لا يقول احدكم نسيت اية كذا وكذا انما هو انسيها. كان عليه الصلاة والسلام يعلمنا حتى في الدقائق ادابا في اقوالنا وافعالنا وشأننا كله. كان عليه الصلاة والسلام في شأنه كله يعلم الامة ما الطريق الذي يأخذها الى مكارم الامور ومعاليها. وما الذي يجنبهم سفاني السفاسف الامور وبناياها؟ كان عليه الصلاة والسلام يحمل الامة كلها على افضل المحامل واكملها واحسنها. قال رضي الله عنه معتدل الامر غير يقصد بهذا استواء شأنه وهديه صلى الله عليه وسلم في كل احواله. ما عرف ما عرف عليه الصلاة والسلام بتقلب احوال بمعنى انك لا تجده في حالة الرضا على هيئة وعلى حال وفي حال الغضب على نحو اخر ابدا. كان في غضبه ورضاه صلى الله عليه وسلم وفي حزنه وفرحه وفي وفي موافقته ومخالفته كانت حاله واحدة. ما هي؟ هي الاستقرار والاتزان هي التعليم والارشاد هي الحرص على الامة هي الدلالة على الخير هي التحذير من الشر هي الوسطية في شأنه كله واعتداله في شأنه كله عليه الصلاة والسلام. لم تجده الامة يوما ما قد اخذه الشطط. ولا يوما ما قد قد اخذه التراخي والتغافل. ولهذا قال رضي الله عنه لا يغفل مخافة ان يغفلوا او يميلوا. لكل حال عنده لا يغفل لا يغفل مخافة ان يغفلوا او يميلوا. نعم البشر كلهم تعتريهم لحظات وساعات وايام احوال تعتريهم فيها الغفلة والمقصود بالغفلة الضعف البشري المعتاد. الذي لا ينفك عنه انسان كلنا بشر مهما كان احد في علو ايمان وسمو اخلاق ونشاط وهمة عالية تأتيه فترات يشعر فيها بشيء من الخمور والضعف والتراجع هذه الغفلة التي تصيب بعضنا كان معصوما منها صلى الله عليه واله وسلم. لا يغفل مخافة ان يغفل او لانه كان قائدا لامته لانه كان يأخذها نحو طريق النجاة فاخذ على نفسه صلى الله عليه وسلم ان ان يكون في شأنه كله على اتم حال من اليقظة والدراية والعناية لانه هذا هو شأن القائد. شأن من يحمل هم الامة الا يبحث عن استراحة ولا موضع يبحث فيه عن حاجة نفسه من الركون والسكون والهدوء. لكن التعب والنصب وحمل الهم والقادة والقيادة التي تحمله على ان يكون عليه الصلاة والسلام في احواله كلها على شأن الاستعداد والنظر لامته عليه الصلاة والسلام لكل حال عنده عتاد. يعني لكل مقام عنده مقام. ولكل وقع وشأن وحادثة له عنده ما يناسبه عليه الصلاة والسلام. فتارة يراه يشتد على اصحابه في بعض القضايا. ويكون له موقف الحزم الذي لا تراخي فيه رأى مرة خاتما من ذهب في يد بعض اصحابه فاخذه فنزعه ونبذه قال ايعمد احدكم الى جمرة من النار فيضعها في يده. والعبارة كما تراها فيها من القسوة والحزم. لست اقصد بالقسوة ها هنا الشدة والغلظة فلم يكن كذلك عليه الصلاة والسلام. لكنها القوة في العبارة كما سمعت. ولما ينصرف عليه الصلاة والسلام يقال للرجل خذ خاتمك انتفع به. فيقول لا والله لا اخذه وقد نبذه رسول الله صلى الله عليه وسلم. في الوقت الذي فيه ذلك الاعرابي فيتبول في المسجد. وينجسه ويمارس دورا رفضه كل الصحابة. فنفرت نفوسهم وهموا بالانكار عليه فيأمرهم بتركه عليه الصلاة والسلام. ويقول لهم دعوه. وفي رواية لا تزرموه حتى يقضي الرجل بوله ثم يأمر بذنوب من ماء ليراق على بوله ويأتي به فيقول له ان هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من القدر انما هي لذكر الله ودعائه. هذا التوجيه في غاية اللطف والهدوء كان مناسبا للحال. لما يأتي الى رجل مثل عمر رضي الله عنه بايمانه وقوته وحزمه وصلابته في الدين رضي الله عنه ويجد في يده قطعة من التوراة فيقول له ما هذا يا ابن الخطاب؟ يقول له بعبارة فيها من القوة التي تناسب مكانة امير المؤمنين عمر الفاروق رضي الله عنه لكنه يعرف ان عمر يحتمل مثل هذا النمط. مثل هذا الاسلوب مثل هذه العبارة فيقول امتهوكون فيها انتم يا ابن الخطاب والله لو كان موسى ابن عمران حيا ما وسعه الا ان يتبعني. يريد عليه الصلاة والسلام ان ينهاه عن ان يكون له نظر في التوراة او اقتراب منها او تعامل بها لكن انظر الى العبارة اين هذه المقولة من قوله ذلك الاعرابي في غاية لطف والهدوء لكنه لكل حال عنده عتاد صلى الله عليه وسلم. نعم يغضب. اذا انتهكت محارم الله ويرى اصحابه الغضب في وجهه عليه الصلاة والسلام. يجلس فيتكلم معهم ويكون متكئا الا انبئكم باكبر الكبائر الشرك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فيقول الا وقول الزور الا وقول الزور الا وقول الزور يقول الصحابة فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت. اشفقوا عليه صلى الله عليه وسلم. واشفقوا على مرآه من الغضب والتغير حتى قالوا ليته سكت ليكون مدعاة الى هدوءه وعودته عليه الصلاة والسلام الى راحة باله. هكذا يكون عليه الصلاة والسلام اذا كان الموقف يستدعي ذلك. ويكون احلم ما يكون حتى في حال ان يعتدى عليه بسوء او بجهل. يأتي ذلك الاعرابي فيأخذهم من ردائي فيقول يا محمد اعطني من مال الله الذي عندك فإنه ليس مالك ولا مال ابيك. ويرى الصحابة مثل هذه العبارات ويسمعون ويتضايقون لكنه عليه الصلاة والسلام يعرف مع من يتعامل لكل حال عنده عتاد فيتعامل معه بما يليق به ويأخذه بالطف المحامي وبايسر العبارات وباقل ذلك تكلفة فيعطيه من المال ولا يزال يعطيه حتى نفس الرجل وتطيب وينشرح صدره فيكون بملئ الرضا داعيا فيقول اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا احد فيقول عليه الصلاة والسلام له ممازحا لقد حجرت واسعا. رحمة الله اوسع من ان تقتصر علي وعليك. فقد حجرت واسعا لكل حال عتاد ما الذي تفهمه الان عبد الله؟ تفهمه تفهم ان العاقل من العقلاء هو من يتزن في تصرفاته وقراراته وتعامله مع الناس الناس ليسوا سواء. وليسوا كذلك في الفهم سواء وليسوا في احتمال اخلاقك مهما بلغت ليسوا سواء انت لا تعامل الناس بنمط واحد لانهم يحتاجون الى من يتفاوت معهم بتفاوت عقولهم وافهامهم وافكارهم ان الحكيم من العقلاء هو ذاك الذي يحسن الصنيعة مع الجميع. ويربأ بنفسه عن ان يرى في موقف من المواقف ناقص الهيبة او قليل الخلق او قد بدرت منه قولة او فعلة او حتى نظرة طائشة لا تليق بمثله من اهل المرور هكذا العقلاء والمسألة تحتاج الى اتزان وعقل وحكمة وروية نحن هكذا نتعلمها في مجالس الشمائل من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم. ارجوكم الا تكون عبارة نقرأها في مجلس. وتكون جملة نتعلمها وفي صفاته عليه الصلاة والسلام دون ان يكون لنا عود على ذواتنا. ونظرة في دواخلنا ليفتش احدنا في حساباته وليراجع في صفحة تعاملاته مع الناس من حوله. كيف انت؟ ما الذي تنتهجه حال الغضب؟ ما شأنك في البيت مع اسرتك كيف انت مع البائع في السوق؟ وما الذي تفعله مع الفقراء والضعفاء؟ وما طريقتك في التعامل مع مع الناس الذين لا يؤبه عادة كيف انت؟ وما تعاملك في اختلاف الاحوال؟ ان الحكمة تقتضي ان يكون احدنا على اختلاف تلك الدرجات التي تعاملوا فيها مع الناس من حوله ان يراعي تلك الحكمة مستصحبا انه مهما بلغت المواقف في استنزاف العقول وايضا مهما بلغت المواقف في في استفزاز النفوس فانها يجب ان تقف عند حد لا يرضى العاقل ولا الحكيم ان يتجاوزها الى ما يليق به فينقص من قدره. يقول رضي الله عنه لا يقصر عن الحق ولا يجاوزه الموازنة التي اصعب ما يكون في حياة الناس عندما يتعاملون مع الناس. يقول رضي الله عنه الذين يلونه من الناس خيارا يلونه يعني يكونون اقرب اليه صلى الله عليه وسلم. يلونه ان يتبعونه والمقصود الاقتراب منه سواء قل يلونه في الصف الاول مثلا في الصلاة او يلونه في مجلسه اذا جلس عليه الصلاة والسلام او يلونه في طريقه اذا سار عليه الصلاة والسلام لو قدر لك ان تتطلع على التاريخ رأي العين فتبصر صحابة النبي عليه الصلاة والسلام وهم يجلسون معه وهم يمشون معه وهم يدخلون معه وهم يعودون المريض معه وهم يصلون خلفه وهم يخرجون في الجيش في الجهاد معه لو قدر لك ذلك لرأيت ان اقرب الصحابة الى النبي صلى الله عليه وسلم في كل تلك الاحوال هم خيارهم. والمقصود اعظمهم ايمانا واقواهم منزلة واعلاهم رتبة. سؤال هل كان الصلاة والسلام يبعد احدا عن عن الاقتراب منه عليه الصلاة والسلام ابدا. لكنك تفهم ان خيار الصحابة رضي الله عنهم عنهم هم من كان يبادر الى ان يكون قريبا من رسول الله عليه الصلاة والسلام. ليعظم في عقلك وفكرك وقلبك اخي ان خيار الصحابة رضي الله عنهم كانوا اصحاب جدار يأخذون انفسهم بالجد والعزم في صحبتهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام. فاذا ما ذكر ابو بكر رضي الله عنه وعمر الفاروق رضي الله عنه وعثمان ذو النورين رضي الله عنه وعلي ابن ابي طالب رضي الله عنه وسائر واهل بدر واصحاب الشجرة وباقي الصحابة رضي الله عنهم اجمعين لتعرف ان رتبهم ومنازلهم كانت بقدر اقتراب ليس من مجلس رسول الله عليه الصلاة والسلام بل باقتراب احدهم من قلبه وحياته عليه الصلاة والسلام. لما اقتربوا المنزلة الحضية فكان لهم بذلك الاقتراب ذلك الشرف والفخر الذي خلده التاريخ. ما كانوا يقتربون يبحثون عن مناصب. لا تظن ان ابا بكر وعمر وقد كان عليه الصلاة والسلام كثيرا ما يقول دخلت انا وابو بكر وعمر وخرجت انا وابو بكر وعمر ويقول عليه الصلاة والسلام هما منزلة السمع والبصر اقول ما كانا يفعلان ذلك رضي الله عنهما بحثا عن مناصب يتولونها. ولا كانوا يخططون لخلافة يرثون من بعده عليه الصلاة والسلام اتت اليهم وقاد الله عز وجل امور الامة بايديهم. لكنك تعلم انهم رضي الله عنهم اجمعين كانوا يجدون في تلك المجالس والصحبة لرسول الله عليه الصلاة والسلام شرفا وقدرا كبيرا من الخير والايمان والعلم. فنالوا ما افلا يحق لك ان تحمل في قلوبك حبا واحتراما عظيما لهؤلاء رضي الله عنهم اجمعين؟ افلا يليق بعد ذلك ان لكل من حاول او تقرب بشيء من النقص لقدرهم ان يقال له خسئت فانت دون ان تتكلم عن احدهم ولا بنصف كلمة ولم يبلغ لم يبلغ احد في الامة معشارا ما بلغوه رضي الله عنه بل هو قائلون عليه الصلاة والسلام هو القائل لنا لا تسبوا اصحابي فان احدكم لو انفق مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيفه. افق افق عبدالله لو تصدقت بمقدار جبل احد ذهبا ما بالغت في الاجر والمثوبة صدقة احدهم بكف بكف من صدقة ما بلغت مد احدهم ولا نصيفه. لو تصدقت بجبل لن تبلغ في ثوابك واجرك صدقة احد بمقدار كف. ليقف احدنا مقادير هؤلاء الكرام رضي الله عنهم. قال الذين يلونه من الناس خيارهم. افضلهم عنده اعمهم نصيحة. واعظمهم عنده منزلة مواساة ومؤازرة. دعني اسألك. ما ميزانك في التعامل مع الناس من حولك؟ ما التي جعلتها في حياتك تزن بها الناس. نحن مختلفون في هذا على انحاء شتى. فمنا من يصنف الناس بحسب بحسب الموافقة له في الصفات والاهتمامات والاخلاق. يعني اقرب الناس اليك من حولك من اصدقائك واقربائك وارحامك وجيرانك. هم اكثرهم وموافقة لك في عقلك واهتماماتك وافكارك. وهذا حال كثير من الناس. اقرب الناس اليه وافضلهم عنده اكثرهم فقتل له في طبيعته في خلقه في اهتماماته. هذا حال كثير من الناس. وصنف اخر اعظم الناس عنده منزلا عنده مكانة هم اعظمهم نفعا له واكثرهم مصلحة له. فاكثرهم قربا من قلبه ومكانة عنده اكثرهم افادة له من يستفيد مثلا من ماله او يستفيد من جاهه او يستفيد من قربه وصحبته سواء كانت الاستفادة مادية او معنوية لكن هذا هو ميزان بعض الناس. اعظمهم عنده منزلة هو اكثرهم له فائدة. وصنف ثالث ورابع المقصود ان ليس احدا من الصحابة جلس اليه عليه الصلاة والسلام. او اقامه في حاجة يعني اراده ان تقضي له حاجة قال صابره حتى يكون هو المنصرف عنه. ما كان عليه الصلاة والسلام ينهي المجلس ولا يصرف جليسه خامس وعدد ما شئت. معايير الناس في هذا شتى. وموازين الناس في هذا مختلفة. الآن عد الى الميزان الذي نصبته في حياتك لنفسك ما ميزان التفاضل بين الناس عندك؟ من اعظم الناس حولك منزلة؟ من اقربهم اليك علاقة؟ من اوثقهم بك صلة والان عد الى ميزان المصطفى صلى الله عليه وسلم كما يراه اصحابه فيقولون افضلهم عنده اعمهم نصيحة افضلهم عنده اخلصهم لدينه. اكثرهم حرصا وغيرة وحملا هذا الدين افضلهم عنده اعمهم نصيحة اكثرهم يحمل هم الدين فيعم به القريب بعيد والراعي والرعية والصغيرة والكبير من يحمل هذا الدين. فيظل ناصحا لله ولكتابه ولرسول رسوله ولائمة المسلمين وعامتهم من يحمل هم هذا الدين. ولذلك قال عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة فاعظمهم نصيحة اعمهم نصيحة اذا هو اصدقهم دينا واقواهم عقيدة كانوا كذلك عنده صلى الله عليه لم؟ لانه عليه الصلاة والسلام صاحب رسالة وحامل هم. فاعظمهم عنده منزلة من يشعر انه في دينه فلا تكن عبد الله في ميزانك للناس الا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم. عد من جديد واعد ترتيبات الاولويات في حياتك وعلاقاتك بالناس من حولك. وقرب الناس بحسب قربهم من دين ربك لا بفائدتك انت ولا لان هذا زائل ولانه يتفاوت ولانه بهذا الاعتبار باعتبار المصالح يا اخوة القريب سيكون غدا بعيدا سيكون قريبا بل العدو يضحي صديقا والصديق يمسي عدوا وهكذا صارت حياة كثير من الناس. ما الذي جعل كثيرا الناس يخسرون علاقاتهم وما الذي جعل كثيرا من العلاقات بل والارحام والقرابات تتقطع الا لان الموازين تفاوتت والموازين عندما تكون قابلة للاختلاف بين اليوم والغد فانها اسوأ ما تكون في ربطك بالناس. لانها ستجعلك متذبذبا تجعلك متلونا متغيرا وثم ثم تجد لنفسك عذرا فتقول هم الذين تغيروا واختلفوا وتلونوا والمشكلة قد لا تكون فيهم ولا في لكنه في الميزان الذي نصبته للمفاضلة عندك بين الناس. يقولون رضي الله عنهم في وصف مكانة الصحابة عنده صلى الله عليه وسلم افضلهم عنده اعمهم نصيحة واعظمهم عنده منزلة احسنهم مواساة ومؤازرة. مواساة لمن عليه الصلاة والسلام يعني كان يبحث عن من يواسيه. وكان ينتظر من يؤازر شخصه الكريم صلى الله عليه وسلم؟ لا. انها المواساة لاهل الدين كلهم. كان اعظمهم عنده منزلة من يراه مواسيا بنفسه وماله لدينه وملته عليه الصلاة والسلام مصداق ذلك لما اراد ان يجهز جيش العسرة عليه الصلاة والسلام. فندب الناس الى الصدقة وحثهم. وكان الوقت وقت صيف وكان الوقت ايضا وقت حاجة وقلة ذات يد فاراد ان يجهز الجيش وبحاجة الى نفقة وميزانية وعتاد وتجهيز الناس فلما جاء عثمان رضي الله عنه بما جاء به من خير عظيم ومال وفير وانفق رضي الله عنه في ذلك انفاقا عظيما وقع ذلك الموقف من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم موقعا عظيما. ليس لان عثمان ابنتيه رضي الله عنه لا ولو كان كذلك لذكر له المنقبة منذ ان تزوج بابنتيه صلى الله عليه وسلم لكنه لما اكان ذلك الموقف في جيش العسرة؟ يقول عليه الصلاة والسلام مقلدا لعثمان بن عفان ذلك الشرف وذلك الوسام الذي ظل من له في التاريخ ان يقول له ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم؟ ارأيت ما الذي بلغ به عثمان رضي الله عنه؟ ان ما بلغه بحسن مواساته ومؤازرته. نعم جعل ما له وقفا في سبيل الله. جعله انفاقا ودعما لدين الله عز وجل يجهز الجيش ويقوي الدين ويحمي به دينه وعقيدته رضي الله عنه وارضاه. وهكذا كان الصحابة رضي الله عنهم عنده وافضلهم عنده واكرمهم عنده اعمهم نصيحة واحسنهم واعظمهم مواساة ومؤازرة. ثم انتقل رضي الله عنه اي الحسين يسأل اباه عليا رضي الله عنه عن منحى اخر من مناحي ونواحي حياته عليه الصلاة والسلام فسأل او عن مجلسه والان انتقل معي الى لون اخر من حياته. والى باب اخر من ابواب شمائله عليه الصلاة والسلام تتعلم ونتعلم جميعا ما الذي كان يفعله في مجلسه عليه الصلاة والسلام؟ في مجلس ضيفه اذا دخل في مجلس اصحابه اذا جلس معهم كيف كانت تلك المجالس المحمدية تقطر ادبا وخلقا وايمانا وعلما وحكمة. دعونا نتعلم كلنا اصحاب مجالس صغرت ام كبرت لا يخلو احدنا في يومه وليلته من مجلس ولو جلس فيه مع اهل بيته واسرته وزوجته واولاده ولو جلس مع اصحابه لا يخلو احدنا في يومه وليلته من تلك المجالس. فما احوجنا الى ان نتعلم ونغترف هدي النبي صلى الله عليه وسلم في مجلسه كيف كان. نعم. قال فسألته عن مجلسه فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقوم ولا يجلس الا على ذكر. واذا انتهى الى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك. يعطيكن بنصيبي لا يحسب جليسه ان ان احدا اكرم عليه منه من جالسه او فاوضه في حاجة صابره حتى تكون هو المنصرف عنه المنصرف عنه. وقد سألته حاجة لم يرده الا بي. الا بها او بميسور من القول. قد وسع مات بسطه وخلقه فصار لهم ابا وصاروا عنده في الحق سواء. مجلسه مجلس علم وحلم وحياء وامانة وصبر لا فيه الاصوات ولا فيه الحكم ولا تقبل ولا تقبل فيه الحكم ولا تنفع فلا متعادلين بل كانوا فيه بالتقوى متواضعين ويوقعون فيه الكبير ويرحمون فيه الصغير ويؤثرون حاجة ويحفظون الغريب. نعم. هذا هو وصف مجلسه صلى الله عليه واله وسلم. وتأمل تلك العبارات وكل واحدة هي اعجب من اختها. يقول رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقوم ولا يجلس الا على ذكر الله تعالى. نعم كان شديد الارتباط بذكر ربه. كثير الاستغفار كثير الذكر. يفعل ذلك ويحث ما عليه. حثنا عليه يا احبة باكثر من طريقة. يقول استغفروا الله. فاني استغفر الله واتوب اليه في اليوم اكثر من مائة مرة. ويقول اصحابه وهم يحصون ما يجري على لسانه من استغفار ربه في المجلس الواحد فيجدون انه يستغفر الله في المجلس الواحد اكثر ومن سبعين استغفارا هذا في المجلس الواحد. فكيف بالمجلسين والثلاثة والاربعة في اليوم الواحد؟ كان صلى الله عليه وسلم يحثنا على ذلك ايضا اي مجلس جلسه احدكم اليوم في حياته ما ذكر الله تعالى في ذلك المجلس الا كان حسرة عليهم يوم القيامة حسرة انهم ما ذكروا الله تعالى فيه. وكم جلسنا من مجالس اخوتي الكرام؟ كم جلسنا من مجالس وانصرفنا عنها وقمنا وقعدنا في كل شيء وتكلمنا في كل قضية. تحدثنا في الجوانب السياسية واخذنا في الجوانب الاجتماعية وحللنا كثيرا من القضايا المالية وانصرفنا في احاديث شتى يتكلم منا الصغير والكبير. تكلمنا بكل كلام الا ذكر الله تعالى. كم وقع منا هذا في مجالسنا كثيرا هذا خلاف هديه عليه الصلاة والسلام لا اقل من ان يختم احدنا مجلسه بكفارة المجلس لانها تكفر خطاياه كان عليه الصلاة والسلام كثير الذكر لربهم. لا يقوم ولا يجلس الا على ذكر الله تعالى. لا يوطن الاماكن وينهى عن ايطانها والجملة اتت في سياق هذا الحديث في بعض الروايات. لا يوقن الاماكن وينهى عن ايطانها. لا يوطن اماكن اي لا يتخذوا من الاماكن في المجالس مقرا دائما يستديم الجلوس فيه صلى الله عليه وسلم. لا يخص لنفسه في المجلس موقعا يصبح لازما له مختصا به يقيم الناس عنه ولا يجلس فيه الا هو. بعض الناس يحلو له هذا في المسجد الذي يصلي فيه او في الحرم اذا كان من اهله المواظبين على الحضور فيه. فيخصص لنفسه موقعا لا يجلس الا فيه ولا يصلي الا فيه واذا سبق واليه احد اعتذر اليه بانه مكانه الدائم الذي استمر في الجلوس فيه. يقول لا يوطن الاماكن وينهى عن ايطانها لا يستحب ذلك عليه الصلاة والسلام وينهى ان يكون هذا شأن احدنا. انما المجالس انما المجالس لمن سبق منها. فماذا اذا كان بيننا صاحب علم وحشمة ووقار وجاه واردنا ان نخصص له في مجلسنا صدره ورأس المجلس ومكانه المقدم والمرتبة العالية فلا بأس. لكن لا ان يفعل احدنا ذلك لنفسه فيوطن الاماكن ويتخذها لنفسه عادة. نعم امرنا ان ننزل الناس منازلهم. وان نحسن لهم مراتبهم. وان نجعل لكل ما يليق به من الموقع في المجلس. يقول رضي الله عنه واذا انتهى الى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك. وهي من اداب المجالس ان يكون احدنا اذا بلغ مجلسا يجلس حيث ينتهي به المجلس. فاذا كانت حلقة جلس في طرفها او كان مجمعا قاربا متلاصقا كهذا جلس حيث ينتهي به المجلس. اين وصل المجلس هناك في ذلك المكان جلس فيه؟ هذا يا احبتي يتأكد في مجامع الناس ومجالسهم الشرعية كمجالس العلم. ومجالس خطب الجمعة فان السنة ان يجلس الرجل حيث ينتهي به المجلس لكن الذي ياتي متأخرا فيتخطى الرقاب ويقطع الصفوف ويرفع اقدامه فوق مناكب اخوانه لاجل ان اسبق الى صف متقدم يقال لمثل هذا ان اردت التقديم فتقدم وبكر لكن ان يتأخر ثم يتخطى الصفوف اذا اقيمت الصلاة شق الصفوف وزاحم الناس ليدرك مكانا في الصف الاول. ان الفضيلة التي يدركها اصحاب الاماكن المتقدمة انما ينالها من سبق اليها ومن تقدم اليها ومن بكر اليها. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام للرجل لما رآه متأخرا الرقاب اجلس فقد اذيت وانيت. انيت تأخرت واذيت الناس بتخطي الرقاب. فالمقصود ان الجلوس حيث ينتهي ادب نبوي علمنا اياه النبي صلى الله عليه واله وسلم. ما لم ما لم يفسح الناس لقادم كما قلت بمكانته او منزلته او كان ضيفا او كان غريبا وكان يراد تقديمه فافسحوا له فقدموه فكل ذلك لا حرج فيه. يقول رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يعطي كل جلسائه بنصيبه لا يختلف احد عنده عن احد وكل جليس له يأخذ حظه منه صلى الله عليه وسلم. ولم يذكر احد من الصحابة قط انه اتى مجلس النبي عليه الصلاة والسلام المجلس موفور ومزحوم ومملوء. ما ذكر احد منهم قط انه اراد ان يتقدم اليه ليسلم عليه صلى الله عليه وسلم فمنع معه احد او حجبه احد ما ذكر احد انه كانت له حاجة وكلمة اضمرها في نفسه او سؤالا تحمله النبي عليه الصلاة والسلام ما ذكروا يوما انه خرج خائبا. او انه ما وجد فرصة او انه ما استطاع ان يتكلم مع رسول الله عليه الصلاة والسلام يعطي كل جلسائه بنصيبه. ولما كان الصحابة عنده في ذلك سواء الصاحب والغريب والمسافر والقريب كانوا كلهم في هذا سواء. لما كانوا كذلك ما كان احد منهم يشعر ان احدا اميز عنده من الميزة منه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولهذا قال لا يحسب جليسه ان احدا اكرم عليه منه بالله عليك اعد مرة اخرى هذه العبارة وتأمل في معناها. لا يحسب جليسه لا يحسب الرجل من الصحابة. اذا جالسه لا يحسب ان احدا اكرم عليه منه من غاية ما يجد من الحفاوة والاقبال من رسول الله عليه الصلاة والسلام اهتمام والنظرة والابتسامة والكلمة الطيبة واهتمامه والالتفات والمعاملة من غاية ما يجد ومن كثرة ما وجد من الاهتمام النبوي لا يشعر احد ان احدا في هذا المجلس هو اكرم منه عند رسول الله عليه الصلاة والسلام ليس العجيب ها هنا لكن العجيب ان يكون قلب نبيكم صلى الله عليه واله وسلم رغم ما يحمل من هم الامة ورغم ما يزداد في فكره وخاطره وفؤاده صلى الله عليه وسلم من عظم الامانة وثقل المسؤولية وهم الدين الا يكون عنده الا مزيد من الاتساع للامة ولاصحابه. كيف وجد صلى الله عليه وسلم بعد ذلك كله متسعا لان في تعامله مع صحابته الى الحد الذي يشعر الجميع انهم عنده سواء. اما عجبت ان يأتي الرجل وفي مجلس كبار القوم واكابر الصحابة ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم رضي الله عنهم اجمعين. ثم لا يجد شعورا قط ان احدا سواه اكرم عنده في ذلك المجلس من رسول الله صلى الله عليه وسلم. هل حاولت ان تفعل هذا مرة فيكون جلسائك الخمسة فقط او العشرة ان يكونوا في ذلك المجلس في شعورهم نحوك انك قد ساويت بينهم في نظرتك وابتسامة وكلمتك وتعاملك اعلم اننا سنعجز لكننا نأخذ انفسنا اخذا. لم يوصف احدنا في مجالسه خصوصا اذا كان صاحب علم او فضل او يقصده الناس للافادة منه والتعلم لم يشعر احدنا ان غيره اقرب اليه منه وان غيره احظى عنده من لكن صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام كانوا يشعرون انهم في ذلك سواء ان كنت تفهم الان ان هذا المعنى ينصرف الى الى الى الاكرام المعنوي وهو الالتفات والحب والعناية والبسمة والرعاية فان المسألة تتعدى ذلك الى الاكرام المادي ايضا. وما كان يبذله صلى الله عليه وسلم ايضا من الاحسان مال النفقات الى الناس من حوله رضي الله عنهم اجمعين. ولهذا قال من جالسه او فاوضه وفي بعض الروايات من جالسه او اقامه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه ولا يقول له كفى ولا يقول له انتهيت ولا يقول له انا مشغول ولا يقول له عدوا لي لاحقا. ولا يقول له نكمل فيما بعد. كان عليه الصلاة لا ينصرف حتى يكون جليسه هو المنصرف عنه. سؤالي هو ايهما كان صاحب الحاجة من الاخر؟ نبي صلى الله عليه وسلم ام جليسه؟ جليسه كان هو صاحب الحاجة. من احق من الاخر بان يكون هو الصابر هو الذي ينتهي وينصرف صاحب الحاجة لكنه عليه الصلاة والسلام كان هو الذي يصبر وهو الذي يتركه حتى يقضي حاجته الان اجبني الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله اشهد ان لا اله الا اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله الله اكبر اكبر لا اله الا الله بسم الله الرحمن الرحيم قال رضي الله عنه من جالسه او اقامه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه. اقول اذا كان هذا من شأنه صلى الله الله عليه وسلم في مصادرة كل جلسائه حتى تنقضي حوائجهم. سؤالي هو اكان ذلك اكان ذلك من عظم فراغ الوقت عنده عليه الصلاة والسلام. من اجل انه لم يكن يشغله شيء فكان يصرف اوقاته في البقاء مع جلسائه والصبر عليهم حتى تنقضي حاجة احدهم؟ كلا والله. وقد حمل هم الامة يعلم جاهلهم ويرشد حائرهم ويقرؤهم الوحي اذا نزل ويعود مريضهم ويشهد جنازتهم ويقضي بين خصومهم ويقود الجيوش ويخطب الجمع ويصلي بالناس. ما كان عليه الصلاة والسلام. وقد مر في المجلس السابق كيف كان يصنع في وقته يتجزأوا حتى وقته الذي اذا دخله المنزل كيف كان يصرفه حتى على الناس؟ ومع ذلك هي هي حمل لشأن كان عنده صلى الله عليه وسلم وهو توطين للنفس على هذه المعاني الكبيرة. ان النفوس كلما كبرت كلما كبرت في اخلاقها وكبرت ايضا في هممها وجدت والله من سعة الوقت ما يعينها على سمو نفوسها وعظيمها اهدافها كان الوقت الذي يعيشه عليه الصلاة والسلام مع امته يسع ذلك كله. لانه عليه الصلاة والسلام ما كان يبحث في خارطة حياته عن موضع حظ لنفسه قط انما هو للدين الذي كلفه الله به. والرسالة التي بعثه الله بها افلا افلا يحق له علينا صلى الله عليه وسلم؟ حب صادق ووفاء واجب وكثرة صلاة وسلام عليه؟ بلى والله. ثم هي ليلة شريفة فاجعلوا لكم حظا وافرا من كثرة الصلاة والسلام عليه وهو القائل اكثروا الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة فان صلاتكم معروضة علي. وفي حديث من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا فاللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد عدد ما صلى عليه المصلون وصل وسلم وبارك عليه عدد ما غفل عن الصلاة عليه اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية. اللهم انا نسألك ايمانا ويقينا راسخا وعلما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء. اللهم حي يا قيوم برحمتك استغيث فاصلح لنا اللهم شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين يا رحمن يا رحيم. اللهم ارحم موتانا واشف لمرضانا واقض حوائجنا ونفس كرباتنا. اللهم انا بك نحول وبك نصول وبك نجول ولا حول لنا ولا قوة الا بك اللهم احفظ علينا امننا وايماننا وسلامتنا واسلامنا. اللهم وفقنا لما تحب وترضى وخذ بنواصينا الى البر والتقوى. اللهم امنا في الاوطان والدهور واصلح وارشد وسدد الائمة وولاة الامور. اللهم قد كتبتنا في امة محمد صلى الله عليه وسلم من غير ان نسألك فلا تحرمنا يا رب شفاعته وصحبته يوم القيامة ونحن نسأله. اللهم انا نسألك شفاعته صلى الله عليه وسلم. والحشر في زمرته والفوز برفقته وصحبته يوم نلقاه. يا رب العالمين يا اله الاولين والاخرين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين لا اله الا الله