الام ولزوم طاعته ومرضاته جل في علاه هذا المعنى الذي عاشه صلى الله عليه وسلم عاشه اهل بيته. زوجاته صلوات الله وسلامه عليه ورضي الله عنهن اجمعين. عاشوا هذا المعنى قلة وخاتم المرسلين وحبيب رب العالمين سيدنا ونبينا محمد ابن عبد الله وعلى ال بيته وصحابته تابعينا ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد ايها الاخوة الكرام فما يزال مجلسنا هذا متكررا كل اسبوع بليلة من ليالي الجمعة التي يجتمع فيها المحبون لرسول الله عليه الصلاة والسلام المتبعون له من امته المكتفون باثره وسنته يستكثرون من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم امتثالا بما ندب الامة اليه بقوله ان من افضل ايامكم يوم الجمعة فاكثروا من الصلاة علي فيه فان صلاتكم معروضة علي وقوله ايضا صلى الله عليه واله وسلم اكثروا من الصلاة علي ليلة الجمعة ويوم الجمعة اما ان احدنا ايها الكرام لو جلس في مثل هذه الليلة المباركة وجعل يستكثر من الصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام لالف خيرا كثيرا ولوجد نعمة عظيمة كيف لا وله بكل صلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم ترتفع من فمه الى السماء لتهطل عليه بعشر صلوات من ربه سبحانه وتعالى اقول لو كان لاحدنا في مثل هذه الليلة جلسة يستكثر فيها من الصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام لكان خيرا عظيما ولكان ايضا رحمة تغمره في ليلته هذه ويستكثر من الحسنات ما شاء الله له ان يستكثر فكيف اذا كانت هذه الصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام كيف اذا كانت محفوفة بذكر شمائله واخباره وسيرته فان احدنا عندئذ سيجمع بين الحسنيين ان يستكثر من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وان يغترف من معين سيرته وان يتعلم من هديه وشمائله ايحمله على الاقتداء بسنته وعلى تتبع خطواته عليه الصلاة والسلام ولذلك كم قلنا ولا زلنا نقول ان الشمائل المحمدية ايمان وعلم وحب كلنا بامس الحاجة اليها يا امة محمد صلى الله عليه وسلم ان تجلس عبد الله مجلسا تذكر فيه شمائل المصطفى عليه الصلاة والسلام فانك تقترب خطوات تلو خطوات من معينه وسيرته وسنته تتعلم من هديه عليه الصلاة والسلام ما شاء الله لك ان تتعلم ولن تظن بعبد شيئا من القصور او الحرمان وهو لا يزال يتتبع خطى الحبيب صلوات الله وسلامه عليه ولن تظن ايضا بعبد الا كل خير وكل نعمة وكل بركة في الحياة طالما رأيته متقفيا خطوات المصطفى اصلوات الله وسلامه عليه ولذلك كان ولم يزل اهل السنة المعتنون بسيرة رسول الله عليه الصلاة والسلام المتتبعون لاثاره الحافظون لحديثه المتفقهون في سنته لهديه كانوا ولا يزالون في الامة انظر الامة وجوها. واعظمها بركة في الحياة. واكثرها سعادة كيف لا وهم يتقلبون بين نعيم السنن ويغترفون من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ما شاء لهم ان يغترفوا. نعم فان تباعد بنا الزمان وفصلت الحياة بيننا وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام. باكثر من الف واربعمائة عام. فصدقوني اننا نقترب كثيرا في مثل هذه المجالس من حياته عليه الصلاة والسلام. حتى لكأننا نصحبه والله ان من ادمن النظر في سيرته عليه الصلاة والسلام. ومن تعلق قلبه بدراسة شمائله عليه الصلاة والسلام يشعر وكأنه قد غدا صحابيا يتقلب سمعه وبصره وقلبه وفؤاده في كل نبضة وخفقة يتقلب بين معاني الحياة المحمدية وهو ينظر في كل زاوية من زوايا الحياة ليجد رسول الله عليه الصلاة والسلام ذا اثر عظيم وهدي كريم بهذا المعنى اللطيف يقول ابن القيم رحمه الله فاذا صدق العبد في ذلك رزق محبة الرسول صلى الله عليه وسلم واستولت روحانيته على قلبه فجعله امامه ومعلمه واستاذه وشيخه وقدوته كما جعله الله نبيه ورسوله وهاديا اليه صلى الله عليه وسلم فيطالع سيرته ومبادئ امره وكيفية نزول الوحي عليه. ويعرف صفاته واخلاقه وادابه في حركاته وسكونه ويقظته ومنامه وعبادته ومعاشرته لاهله واصحابه اسمع ماذا يقول حتى يصير كانه معه من بعض اصحابه ان تصل عبد الله الى هذه الدرجة العالية الرفيعة بالاستكثار من دراسة السيرة النبوية وبالغوص في اعماق الشمائل المحمدية لان تعيش باقي عمرك ما كتب الله لك ان تعيش كانك صحابي كانك رجل من صحابته عليه الصلاة والسلام لانك تبصر في كل خطوة من خطوات الحياة اثرا من خطى الحبيب الهادي عليه الصلاة والسلام. فاذا هذا الذي عاشه الصحابة من نظر وسمع ومجالسة ومؤانسة وتعلم من اداب وخير واحكام وقرآن كل ذلك قد حفظوه ولله درهم كم كانوا امناء رضي الله عنهم. لانهم نقلوا لنا كل شيء حفظوه فنقلوه فحفظوا للامة هذا الارث المبارك فيأتي احدنا اليوم وبينه وبين الزمن النبوي الف واربعمئة عام لكن الارث المحمدي باقي والسنة النبوية باقية محفوظة. فاحدنا اذا قلب صفحاتها وجلس ينظر ويتعلم ويطالع ويقرأ ويستمع مرة بعد مرة فاذا هو يقترب بخطوات متتابعة من حياة البشير النذير صلى الله عليه وسلم. وهذا المعنى هو الذي ادركه الصحابة رضي الله عنهم والله ما بخلوا به لانفسهم بل كانوا امناء جد امناء وكانوا اوفياء للامة من بعدهم لما حفظوا هذا اتساع المطاعم والمشارب والمآكل في الحياة لان عيش السعادة عيش السعادة ورغد الحياء لانما يتحقق بمعنى اكبر بهدوء النفس. وطمأنينة القلب وهذه غذاؤها الحقيقي وزادها الاكبر في القرب من الله سبحانه وتعالى انظر معي وتأمل. هم لم يحفظوا الشريعة فقط حلال وحرام هم نقلوا كل شيء نقلوا النظرة التي ينظر فيها احدهم الى وجه رسول الله عليه الصلاة والسلام ونقلوا لك ادق التفاصيل كما مر بكم في مجالس عدة سابقة ان ينقلوا لك ضحكته وابتسامته وتفاصيل هيئته عليه الصلاة والسلام بل حتى عدد الشعرات البيض والشيب في وجهه عليه الصلاة والسلام عدت عدا هذه الدقة المتناهية في النقل والرواية والحفظ ما ارادوا بها رضي الله عنهم الا ان يجعلوك تعيش الشعور الذي عاشوه وان ينقلوا لك صورة مسموعة تنقلها تقرأها تحفظها تعيش معها. والله ما بينك وبين ما عاشوه الا ان الا ان تنزل في هذا الميدان الذي حفظوا لك فيه الروايات. فتتقلب فيها وتنغمس فيها. وتعيش فيها حياتك صدقا. ولن بينك وبين السيرة النبوية فجوة او مسافة. ولا تجعل بينك وبين الشمائل المحمدية خندقا. ولا تكن مطالعتك للسيرة والشمائل مجرد استئناس ومزيد ثقافة واطلاع واخبار. كلا اجعلها لك شيئا تعيش به حياتك. تستأنس به وانت تقلبوا في معاني حياته عليه الصلاة والسلام من اجل ذلك كانت مجالسنا السابقة المتعددة في ابواب متفاوتة. وقفنا في باب جلس معنا مجالس عدة في باب عيشه صلى الله عليه وسلم ونقلت لك الصورة الدقيقة لهيئة حياته عليه الصلاة والسلام التي جمعت القلة والفقر والجوع ضاقت به الحياة جدا عليه الصلاة والسلام. فما اسف لها. ولا حزن عليها لان قلبه اصلا ما تعلق بها. ولا سأل ربه ان يمد له في بساطها لكن الله عز وجل يقول له مع كل ما عاش من ضيق الحياة يقول له ربه ولا تمدن عينيك الى متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه. ورزق ربك خير وابقى. لما ختم معنا باب ما جاء في عيش رسول الله الله عليه وسلم بوب الترمذي رحمة الله عليه في كتابه العظيم الشمائل لباب ما جاء في خبز رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وهو لون من الوان عيشه وان كان المراد بالعيش كما تبين لكم في تلك المجالس السابقة هو هيئة الحياة جملة دون تفاصيل ما يعيشه عليه الصلاة والسلام في حياته تلك ولذلك نقلت لك صورة التقلل من الدنيا والزهد فيها وقلة الطعام وشدة الجوع وكثرة ما كان يمر به عليه الصلاة والسلام من ضيق في العيش ثم يأتي باب ما جاء في صفة الخبز يقترب منك اكثر بعد ان ذكر صفة اكله عليه الصلاة والسلام ااكله جزء من عيشه؟ ونقل لك صفة الاكل ثم ينقل لك صفة الخبز الذي كان يأكله عليه الصلاة والسلام. ثم يأتي بعده باب ما جاء في ادام رسول الله عليه الصلاة والسلام. لما تتعلم وتقرأ وتطلع على خبزه وايدامه صلى الله عليه وسلم ثم ثم يأتيك بعد ذلك باب ما جاء في فاكهة رسول الله عليه الصلاة والسلام. تكون لك صورة مجتمعة لنمط الحياة الذي كان يعيشه عليه الصلاة والسلام. وقفنا في باب ما جاء بصفة خبز رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومرت معنا بضعة احاديث سنعود اليها حتى نصل اللاحق بالسابق ان شاء الله. نعم عليه يومين متتابعين حتى قبض رسول متى الباهلين ما كان اهل بيت ذكر رسول كان كان رسول الله هذه الاحاديث الثلاثة نقلت لنا شيئين اثنين اولهما نوع الخبز الذي كان هو طعام رسول الله عليه الصلاة والسلام وانه خبز الشعير والامر الثاني الذي نقلته هذه الروايات هو مقدار ما كان يتعيش ويتأكد به رسول الله صلى الله عليه وسلم هو هو اهل بيته من خبز الشعير وكلا الامرين فيهما غاية التقلل من الحياة الدنيا. اما الاول فلان خبز الشعير ليس فيه مما يرغب في اكله لا في طعمه ولا في خشونة مذاقه ولا فيما يستطيبه الانسان من طعم كما في انواع الخبز الاخرى فخبز الشعير خبز يابس ومذاقه خشن واكله يحتاج الى شيء ما يستسيغ به الانسان ان يأكل مثل هذا النوع من الخبز ولو اضفت الى ذلك ان طحنهم للشعير وسائر الحبوب انما كانت تنخل بالمناخر وربما اكتفوا فيها بعد الطحن كما في بعد قليل بان يطير احدهم قشر الحب الذي يطحنه فربما بقي منه اشياء كثيرة فخشونة خبز الشعير وصعوبة اكله وشدة مطعمه تدل ايضا على عدم توسع في الحياة في باب المطعم من نوع الخبز الذي كان يأكله عليه الصلاة والسلام ومع ذلك ومع انه خبز شعير وفيه من الشدة والقسوة وغلظ المأكل فانه ايضا كان قليلا في وجوده في طعام رسول الله عليه الصلاة والسلام. اسمع الى عائشة رضي الله عنها لما قالت ما شبع ال محمد صلى الله عليه وسلم من خبز الشعير امين متتابعين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم كم سنة عاش بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام عاش ثلاثا وستين سنة اذا كنا نتكلم عن الحياة النبوية فانها ثلاث وعشرون سنة ثلاث وعشرون سنة لو جئت تنقل حديث عائشة رضي الله عنها التي اصبحت فيها في بيت الزوجية لتنقل هذا المعنى فانت تتكلم عن الحياة النبوية بالمدينة فحسب فانت تتحدث عما يقارب العشر سنوات فعشر سنوات او نحوها تتكلم فيها عائشة رضي الله عنها باستقراء وهي زوجة وصاحبة بيت ولا تقول ذلك تخمينا انما تقوله تحقيقا لامر عاشته. تقول ما شبع ليس رسول الله ال محمد صلى الله عليه وسلم. يعني لا هو ولا زوجاته ما شبع ال محمد صلى الله عليه وسلم من خبز الشعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم تخيلت هذا المعنى العجيب عشر سنوات لا يمر فيها يومان متتابعان يشبع فيها رسول الله عليه الصلاة والسلام من خبز وهو خبز شعير لا غير لك ان تقول اذا ان نصف حياته عليه الصلاة والسلام كانت خالية حتى من خبز الشعير وانه لما وجد خبز الشعير انما كان يجده مدة قصيرة محدودة لا تتجاوز اليومين المتتابعين. يعني ان وجد اليوم فقد يجد غدا وقد لا يجد وان وجد الغد معك انه قد وجد اليوم فثق تماما ان اليوم الثالث لن يكون فيه خبز شعير والا فغالب حاله ان يجد يوما ولا يجد اياما وتمر به الايام تلو الايام ليأتيك ايضا حديث ابن عباس الثالث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت الليالي المتتابعة قويا هو واهله يعني يبيت جائعا ما دخل بطنه شيء من الطعام عليه الصلاة والسلام. وابن عباس ابن عم رسول الله عليه الصلاة والسلام. قريب الصلة يعني رجل من ال البيت رجل يعرف ما في داخل بيوتات رسول الله عليه الصلاة والسلام. ومع ذلك فان ميمونة ام المؤمنين زوج رسول الله عليه الصلاة والسلام هي خالته. فرجل يعيش داخل بيوت رسول الله عليه الصلاة والسلام. وابن عباس اذ ذاك صغير وقد ادرك هذا المعنى من حياته عليه الصلاة والسلام ليقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت هو واهله الليالي المتتابعة طاويا تمر عليه الليالي المتتابعة طاويا. تعرف ما معنى طاويا؟ طوى بطنه من الجوع ما وجد شيئا يأكله. ليس ليلا ولا ليلتين الليالي المتتابعة. ثم هذا ما حدث معه مرة في حياته. بل تكرر ذلك ليقول ابن عباس رضي الله عنهما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيت هكذا يعني كاد هذا من شأنه المعتاد ولا زلت احرص كل ما نقلنا صورة من هذا المعنى في الحياة النبوية ان نقلب النظر في معنى الفقر وحياة الفقراء التي نعيشها ونتحدث او اسمعوا عنها اليوم اي يبلغ بك ان تتصور حياة فقير هو واهل بيته ما يجدون حتى من خبز الشعير وهو خبز شعير كما اكدت مرارا الا يشبع منه يومين متتابعين ثم تمر به الايام المتتابعات والليالي المتتابعات يبيت جائعا اذا تقرر هذا المعنى فحاول ان تبحث عما وراء هذا المعنى ان يعيش عليه الصلاة والسلام هذا التقلل في الحياة. بل هذا الجوع وهذا الذي قد لا يصبر عليه كثير من الناس وان صبر فبتذمر وجزع وتسخط شديد ان الحياة قد ضاقت به ثم تزفر نفسه بالشكوى والاهات. اما لله واما لاقرب الناس اليه. ان يشكو الجوع ان يشكو القلة ان يشكو الجهد ان يشكو هو الا يجد شيئا تستريح به البطن والمعدة وحياته اجمع هذا كله ما وجد في حياته عليه الصلاة والسلام. فما حفظ في دعائه انه رفع يديه الى ربه شاكيا قلة الحياء نعم يسأل ربه الرزق الواسع ويسأل ربه البركة. ويسأل ربه العيش السعيد. لكنها ليس بالضرورة ان تتحقق هذه المعاني في في العيش وفقرا وجوعا فما اثر ان واحدة منهن تسخطت يوما ولا شكت اليه صلى الله عليه وسلم يوما ولا قالت له الى متى سنعيش هكذا ولا قالت له ابحث لنا عن شيء. هذا العيش المتتابع ما وجد الا صبرا وتحملا وقناعة ورضا. قد تقول لانها ربما كانت حياة عامة الناس هكذا في ذلك الزمان. وان النمط السائد في الحياة كان هكذا. نعم كان النمط السائد هو التقلل والجوع لكن ليس الى الحد الذي يكون فيه النمط السائد ان يبيت الرجل اهل بيته طاويا من الجوع ليالي متتابعات وهذا كله يؤكد لك معنا عظيما انه عليه الصلاة والسلام اولا ما التفت الى هذا المعنى في الحياة ولا جعلت هذه القضية عنده هما ولا هاجسا ولا قلقا ولا وقف عندها وانه ثانيا قد وطن اهل بيته صلى الله عليه وسلم على ان يعيشوا هذا المعنى ايضا في الحياة فما حفظ ولا اثر ولا وجد في كتب السيرة ولا الاحاديث والرواية ان زوجاته وامهات المؤمنين اشتكين ذلك وتسخطن وجزعن ابدا ثم يدلك ثالثا على انه صلى الله عليه وسلم لما تجاوز ذلك نقلنا الى معنى عظيم بديع ان القضية ما تستحق ان تكون هما في الحياة والا وقد المحنا الى هذا المعنى سابقا اذا كان ربه عز وجل قد اكرمه ورفع قدره واجل منزلته صلى الله عليه وسلم في الدنيا وفي الاخرة واتاه عليه الصلاة والسلام من المعجزات ما يؤمن على مثلها البشر ثم مع ذلك لا يجد طعاما عليه الصلاة والسلام اما كان ربه قادرا على ان يرزقه الطعام ان ينزل اليه من البركات والخيرات ما يكفيه جوع ربه قد شق له القمر وسخر له اسباب الكون وعرج به الى سابع سماء اتته المعجزات الخارقة للعادة اكان يعجز ربه ان يسوق اليه رزقا يدخل به الى بيته والى حجرات اهل بيته. المعنى اعظم من ذلك بكثير. اتظن ان الله عز وجل سيجعل نبيه صلى الله عليه وسلم مكتفيا في الحياة. لمعنى لا يستحق ان تكون قضية كبرى في حياة الانبياء والرسل عليهم السلام هذا المعنى يا احبة اذ نقرأه ونقرره ونقف عليه في حياته صلى الله عليه وسلم فانه يعطينا معان متعددة. اولها هي سلوى كما قلت في ختام الدرس السابق سلوى وعزاء والله لكل من وجد ضيقا وفقرا في الحياة لكل من ضاقت به السبل لكل من اغرقت في وجهه الابواب لكل من وجد صعوبة ومشقة في الحياة. يقال له لا تحزن لا تأسى ان ضاقت بك الحياة فقد ضاقت قبلك برسول الله عليه الصلاة والسلام. والله ليتسع صدر كل الفقراء في الامة فان اعظم الفقراء واشرفهم رسول الله عليه الصلاة والسلام. عاش حياته فقيرا. ومات فقيرا عليه الصلاة والسلام. مات ودرعه مرهونة عند يهودي في طعام طعام لاجل ان يأكل هو واهل بيته. ما وجد حتى احتاج الى ان يقترض وما عنده ما يقترض فرهن درعه وعند يهودي تظن انه فعل ذلك الا لحاجة شديدة دفعته الى مثل هذا هذا كله سلوى والله وعزاء وتصبير لكل من وجد ضيقا في الحياة. حتى لو ضاقت به السبل وتجمعت عليه الهموم وتكاثرت عليه الديون ووجد ان الحياة ليس فيها بصيص امل لمتسع في المستقبل القريب ولا البعيد يقال له هون على نفسك. ولا ينبغي ان تكون القضية مهما بلغت من شدة وجهد وقلق لا ينبغي ان تكون فعلا في حياة القلب مسلم لا تكون قضية كبرى تستحق ان ان يقف عندها الانسان ليغلق فيها سبل الحياة ومساعيها في في في مسالك الدروب المعنى الثاني العظيم اننا نوقن جازمين والله ان كرامة الله لعبد من عباده وان ما يؤتيه الله من يشاء من عباده باي معنى من معاني الكرامة والاصطفاء والتكريم على باقي البشر ابدا لن يكون في باب من ابواب الحياة الدنيا ومتاعها الزائل يعني اياك ان تفهم ان مقياس كرامة الله لعبد من عباده هو بحجم ما يوسع له من ابواب الحياة ابدا لن يكون كذلك والا لزم من ذلك ان يكون نبينا صلى الله عليه وسلم اوسع الناس في هذه الحياة عيشا لكن العكس هو الصحيح اعظم البشر منزلة عند الله هو من اضيقهم عيشا في هذه الحياة واقلهم حظا في متاعها الزائل فمقياس الكرامة عند الله ليس بمقدار ما يوسع للعباد في الحياة. لكنه بمقدار ما يجد العبد في قرب من ربه ومولاه. وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم من ذلك بالمكان الاعظم. وله من ذلك الحظ الاوفر فانه كان اسعد العباد متعة بعبادة ربه وقربه منه سبحانه وتعالى حديث ابي امامة الباهري رضي الله عنه فيه وصف زائد ما كان يفضل عن اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خبز الشعير خبز الشعير ولا يوجد اكثر من يومين متتابعين ويبيت اكثر لياليه طاويا من الجوع. لما يجد الخبز على قلة بالكاد يكفيه واهل بيته لا يفظل عن حاجتهم لا يزيد عنهم. عن حاجته واهل بيته من الطعام الذي يؤكل على مائدته. عليه الصلاة والسلام. نعم عن ابي اذا سبقتها بحرف جر فتجر عن ابي حازم دوارة قيل له عليه حديث سهل ابن سعد رضي الله عنه فيه وصف اخر للخبز الذي كان يؤكل على عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام وفي حياته على وجه الخصوص سئل سهل بن سعد هل اكل رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي يعني الدقيق النقي كما نسميه اليوم الدقيق الابيض وانما يقال نقي لانه قد طحن جيدا ثم قد نخل جيدا فما بقي فيه من فتات الحب ولا قشره ولا شيء من الشوائب التي يمكن ان تختلط بالدقيق نحن اذ نتكلم عن دقيق اليوم فانه غاية في النقاء ولا شك ايا كان نوع الحب الذي طحن واخذ منه الدقيق سئل سهل هل اكل رسول الله صلى الله عليه وسلم من مثل هذا الدقيق النقي الدقيق الابيض وهو لباب الحب وصفوته هل اكله عليه الصلاة والسلام فقال رضي الله عنه يصف في الجواب معنى اخر يقول ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي حتى لقي الله عز وجل ما ابصره بعينه ما رآه في حياته فضلا عن ان يأكله لتفهم ان الخبز الذي كان يأكله انما هو خبز شديد يابس وفيه من صعوبة الاكل والمضغ واستطعام طعمه ايضا من ذلك المعنى شيء كثير قال ما رآه عليه الصلاة والسلام قبل ان تكمل الحديث ما الذي حمل السائل على هذا السؤال المسؤول صحابي والذي سأله تابعي لما يأتي فيسأل تابعي صحابيا عن شيء دقيق خاص يتعلق بحياة رسول الله عليه الصلاة والسلام يفجر في قلبك موقفا يستحق ان تعيشه ولو للحظات التابعون هؤلاء اقرب الامة بعد الصحابة من العهد النبوي اقرب الامة اقرب جيل الى جيل العهد النبوي هو جيل التابعين بعد الصحابة ولذلك فانك تثق تماما انهم قد وجدوا شيئا عظيما من معاني السنة والشمائل المحمدية لان عيشهم وجلوسهم وذهابهم ومجيئهم بصحبة اولئك الصحب الكرام. فهم يتحدثون مع او اناس ابصرت اعينهم رسول الله عليه الصلاة والسلام. وقد ملئت اذانهم وقلوبهم من رواية الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام واوصافه وفعاله واحكامه وادابه واخلاقه. امتلأت قلوبهم اسماعهم ابصارهم بكل شيء يربطهم برسول الله عليه الصلاة والسلام لانهم يتحدثون ويجلسون ويستمعون مع قوم عاشوا مع رسول الله عليه الصلاة والسلام الان مع ذلك كله يأتي تابعي فيتوجه بالسؤال الى صحابي عن نقطة دقيقة جدا وهي عيشه واكله ولون خاص من الطعام والاكل يسأل هل اكل رسول الله عليه الصلاة والسلام مثل هذا النوع من الطعام هذا السؤال صدقني ليس فظولا لكنه تعلق القلب بمن يحب فيحب ان يعلم عنه كل شيء. هذا السؤال ما الذي جعله يطرأ على ذهن التابعي اليس هو اليس هو كثرة التفكير والعيش بالقلب والفؤاد والعقل والفكر مع حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام وعاش مع الصحابة امتلأ قلبه كما قلت لك وسمعه وبصره من الرواية عن الحديث النبوي ثم ساقه ذلك الحب الى مزيد من قال والاستعلام والاستفهام فجعل يسأل حتى طرح مثل هذا السؤال الدقيق. هل اكل رسول الله عليه الصلاة والسلام النقي يعني الحوار وهو مع ان هذه عادة ومستعملة عند كثير من الناس او عند بعضهم لئلا يكون الطعام على الارض فيوضع على خوان. قال ما اكل على خوان قط ولا في سكون رجا. سكون رجا نوع من الانية الصغيرة مثل الصحون الصغيرة التي تستعمل اليوم. يوضع فيها عادة شيء لباب الدقيق الابيض وصفوته والنقي منه كما مر بك فيجيبه سهل رظي الله عنه ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي حتى فلقي الله عز وجل فيستمر السائل فيقول هل كانت لكم مناخل على عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ المناخل جمع المنخل وهو الذي يستخدم في تنقية الدقيق بعد ان يطحن الحب. من اجل ان يصفو الحب بدقيقه ويفصل عن قشره. لانه تبقى فيه بقايا بعد الطحن. فقال ما كانت لنا مناخل فالسؤال المنطقي اذا كيف كنتم تصنعون بالشعير الشعير حب يابس وقشره ايضا خشن. كيف كنتم تصنعون بالشعير؟ اذا كان الشعير يستعمل طعاما ويستعمل خبزا فماذا تصنعون به بعد ان يطحن وفيه قشر خشن يختلط بالدقيق فقال كنا ننفخه. يعني يأخذون الدقيق المختلط بحب الدقيق بدقيق الحب مع القشر وهو مختلط قال ننفخه فيطير منه ما طار ولن يطير الا القطعة الكبيرة اليابس وسيبقى كثير من دقيق القشر المختلط باوساط الدقيق باقيا قال ننفخه فيطير منه ما طار ثم نثريه ثم نعجنه. نثريه نصب عليه الماء ونعجن وبسم الله هذا هو الطعام وصدقني سيبقى فيه من بقايا القشور شيء كثير تجعل الاكل لخبز الشعير يقع في اكله وبين اسنانه شيء كثير من القشر الذي لا يستساغ في الاكل ولا يطيب به طعم الخبز هذا هو خبز الشعير الذي ما شبع منه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومين متتابعين حتى لقي الله فتأتي وتسأل عن الخبز النقي وتسأل عن الدقيق الابيض وتسأل عن الدقيق النقي هذا ما بلغه في حياته عليه الصلاة والسلام ولا رآه هل اقتربت لك الصورة وحاولت ان تقترب اكثر من حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام. وانت تعرف نوع الطعام الذي كان يأكله الذي كان يستعمل الصلاة والسلام الان اسألك بالله كلما جلست على طعام مهما قل اليوم مهما قل صنفه وطعمه وسعره مهما كانت قلته صدقني هو هو اطيب بكثير من طعام رسول الله عليه الصلاة اما يستحق ان تحمد الله عليه ولو اكلت منه لقمتين وقمت ولا زالت بطنك تصيح من الجوع فان النبي عليه الصلاة والسلام كان يبيت الليالي المتتابعة طاويا هو واهل بيته فما بال بعضنا اليوم يجد من قرص الجوع ما يجعله يتذمر او تضيق به نفسه ما الذي يجعل احدنا اذا اكل من من انواع الطعام التي لا ليست مما يفاخر بها ولا مما تشهده موائد الكبراء والاثرياء والمترفين يجد نفسه ناقصا يجد نفسه الى الحظ من متاع الحياة ثق تماما مهما وجدت اليوم من طعام ومهما وجد على مائدتك ومهما قدمت الى اضيافك. فانه والله ارقى بكثير من طعام ذلك الجيل. فاحمد ربك على قليله وكثيره واحمد ربك على ما اتاك فان اقلنا اليوم في الحياة قد لا يبيت جائعا الا مرات معدودات او مرات بين الحين والحين. اما رسولنا عليه الصلاة والسلام فقد يمر به ذلك المرات المتتابعات كما معك في الرواية السابقة نعم يقول انس رضي الله عنه في وصف اخر لطعام رسول الله عليه الصلاة والسلام وخبزه على وجه الخصوص. قال ما اكل نبي الله صلى الله عليه وسلم على خوان ولا في سكون رجة ولا خبز له مرقق والجملة الثالثة هي الشاهدة في الباب قال ولا خبز له مرقق يعني ابدا ما اكل من الطعام خبزا رقيقا يعني ناعما لينا مما نستطعمه اليوم ونستطيبه في انواع الخبز التي نأكل ما خبز له مرقق بل كان عامة خبزه عليه الصلاة والسلام الخشن الغليظ. بل ربما كان يابسا فيجد كسرات في البيت فيأكل منها عليه الصلاة والسلام. ولا خبز له المرقق وهو تأكيد لما مر في حديث سهل لما سئل هل اكل رسول الله عليه الصلاة والسلام النقي يعني الحوارة قال ما رآه في حياته قط حتى لقي الله عز وجل اما قول انس رضي الله عنه ما اكل نبي الله صلى الله عليه وسلم على خيوان ويصح فيه الضم ايضا على خوان الخيوان والخوان قيل كلمة فارسية والمقصود بها ما يستعمله بعض الناس لوضع الطعام عليه. مائدة قصيرة يجلس امامها الجالس متربعا او نحو ذلك فهو شيء يرفع الطعام عن الارض مائدة تكون على شكل مدور من خشب او من غيره. ولها ارجل قصيرة لا تتجاوز الشبر في طولها. تجعل على الارض فيوضع فوقها الطعام قال ما اكل رسول الله صلى الله عليه وسلم على خوان قط ليس من صلب الطعام يوضع فيها قليل مما يضاف الى الطعام ويستحسن وضعه فيه. المشهيات للاكل كالسلطات ونحوها قال ما اكل نبي الله صلى الله عليه وسلم على خوان ولا في سكر رجا يقصد ان هذا النوع يعد ترفها في الطعام ما كان يستعمله عليه الصلاة والسلام هذه المائدة القصيرة هذا الخيوان نوع من الترفه في استعمال الطعام وكذلك السكر الرجاء انما تكون ليستعمل فيها ما يضاف الى الاكل من المشهيات فاذا كانت قد عدمت مائدته عليه الصلاة والسلام من صلب الطعام الذي هو الخبز وما يضاف اليه فاولى الا يوجد فيها نوع من الطعام الزائد الذي يفضل عن حاجة صلب الانسان هذه الرواية ليس فيها نهي ولا تحريم بل ولا حتى كراهة لاستعمال ما ذكر يعني الخوان وان لم يأكل فيه او عليه صلى الله عليه وسلم فانه ليس ممنوعا وليس مرفوضا انس رضي الله عنه وهو يروي هذا الحديث كان قد وضع له طعام على خوان وهو جالس امامه فسئل فاجاب رضي الله عنه. فهو على الاصل في اباحته لكن انسا رضي الله عنه يصف عيش رسول الله عليه الصلاة والسلام وان حياته ما بلغ فيها الترفه استعمال مثل هذه المعاني في الطعام فما اكل على خوان ولا في سكون رجاء فقيل له رضي الله عنه فعلام كانوا يأكلون؟ يعني اذا ما كانوا يضعون الطعام على شيء يفصله عن الارض. فقال على هذه السفر والسفر هي السفر المستعملة اليوم غير ان المستعمل اليوم هو من البلاستيك وهم كانوا يضعون قطعة من جلد او من قماش شيء ما يجعل الطعام ليس ملتصقا بالارض فالخوان مرتفع والسفرة لاصقة بالارض كما نصنع نحن اليوم فمن اكل على موائد مرتفعة كانت كما يجلس فيها على الكراسي او منخفضة كالخوان وكان صاحبها جالسا على الارض. كل ذلك الاصل فيه الاباحة ولا مانع منه. انما هي صورة تنقل لك لتعرف هيئة اكله عليه الصلاة والسلام. عاش حياته النبوية ثلاثا وعشرين سنة ما اكل على خيوان. فاذا مد الطعام بين يديه ما هي الا صفرة. قطعة من جلد او قماش يوضع عليها الطعام وفائدتها ان شيئا من الطعام لو سقط فلا يختلط بالتراب ولا بالحصى ولا بالحجارة فيمكن رفعه واكله نظيفا وفائدة السفرة حفظ ما يتساقط من الطعام عليها فيمكن العود اليها واكلها دون تقذر ولا امتناع عن اخذه قال فعلام كانوا يأكلون؟ قال انس على هذه السفر؟ نعم حديث مسروق وهو ينقل الرواية عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها حديث ضعيف فيه ضعف في سنده وشذوذ في متنه. وموضع الضعف فيه اه نقل بكاء عائشة رضي الله عنها والا فان ما ذكر في الحديث مر بكم في مجلس سابق نقله عن اكثر من صحابي. يعني لما قالت ما شبع من خبز ولحم مرتين مر بكم شواهد ذلك فان ضعف الحديث فان معناه ثابت من روايات اخرى. لكن بكاء عائشة في هذا السياق يحتاج الى تصحيح سند وليس بصحيح واما واما ما يقارن به الصحابة حالهم بعد وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام مقارنة الصحابة رضي الله عنهم حياتهم بعد وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام. بما عاشوه معه في حياته فهذا كثير ومر بكم رواية ابي هريرة ورواية سعد ورواية عتبة ابن غزوان كل اولئك وغيرهم لما اتسعت بهم الحياة بعد وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام ظلوا يذكرون هيئة الحياة التي كانوا يعيشونها زمن الرسول عليه الصلاة والسلام. ما نسوها ابدا. لانها حفظت لهم لونا من السعادة التي تيعاشوها في صحبة رسول الله عليه الصلاة والسلام. ولو كانت قليلة الطعام والشراب. ولو كان يغلب عليها الفقر والجوع لكنها امتع واكثر سعادة في ذاكرتهم. فجلسوا يحتفظون بهذا المعنى. لما اتسعت لهم الحياة رأوا ان ذلك ليس بالضرورة ان يكون دليلا على خير. ولا على رضا الله سبحانه وتعالى ولا على كرامة عند الله اتتهم وشاهدوا ذلك عندهم ودليل ذلك عندهم. واية ذلك عندهم ان الرسول عليه الصلاة والسلام قبض على قلة وجوع وفقر فايقنوا ان توسع الحياة التي ادركوها بعده عليه الصلاة والسلام لن تكون ابدا بحال من الاحوال دليلا على رضا الله او على سعة الحياة ولا على كرامة عند الله عز وجل. هذا المعنى هو الذي نحتاج ان نتعلمه. المعنى الذي قالته عائشة رضي الله عنها في هذا الحديث وقد وضع لها الطعام الشهي بين يديها ومثل ذلك ما كان في حكايات الصحابة الاخرين. تؤكد المعنى بصورة جلية واضحا ان احدنا استمتع بالوان من المطاعم والمشارب فليقدر نعمة الله اولا وليحمده عليها ثانيا وليقن ثالثا انها لا علاقة لها بما للعبد من مكانة او كرامة عند الله عز وجل. فان الدنيا يؤتيها الله لمن يحب ومن لا يحب والدنيا يوسع الله عز وجل في عطائها للمؤمن وللكافر. فليست دليلا ابدا على كرامة ولا على رضا ولا على محبة الله لعبده فيحتاج احدنا ان تتسع نظرته في الحياة. ان اردت ان تعلم خيرا يريده الله بك او رضا يحله عليك في الحياة فابحث عنه في موضع اخر وموطن غير متاع الحياة وزخرفها الزائل غير فتن الحياة غير ما يتنافس فيه اولئك القاصرون في نظر دع ذلك لمن يوغل فيه استمتاعا واستغراقا وطلبا في الحياة واجعل نظرتك الى ما هو ابعد الى ما يستمر بعد الحياة صدقني كل شيء ينتهي بخروج روحك لا يستحق ان تفني فيه حياتك كل شيء سيفارقك عند عتبة القبر لا يستحق ان تستصحبه مدى الحياة. كل شيء يدوم لك ويبقى معك وتجده قبل العبور على الصراط ومدونا في الصحائف ويسعدك في ذلك المقام هو الذي يستحق ان يكون همك في الحياة همك في الحياة ما يبقى معك بعد الممات همك في الحياة ما يقربك من الله ما تفرح برؤيته في صحيفتك يوم تعرض الصحائف امام الله. هذا هو المبدأ العظيم الذي عاشه النبي صلى الله عليه وسلم. وادركه الصحابة فلما شو مرحلة من الحياة فتحت فيها الفتوح وكثرت الاموال واتسعت الحياة عاشوا رضي الله عنهم بقلوب متقية ايه ده وكانت ضمائرهم حية وكانوا مستبصرين لهذه المعاني بجلاء ان الحياة مهما اتسعت وقد اصبحوا امراء في حديث سعد واني لسابع سبعة في حديث عتبة واني لسابع سبعة قال وليس منا اليوم احد الا وهو امير مصر من الامصار. اصبحوا امراء واصبحوا حقادا فتحت لهم الدنيا ودانت لهم الممالك لكنهم والله ابدا ما انستهم صلب المعنى في الحياة لم يعيشون وما صدق العيش وما جوهره الذي يستحق ان يعيش عليه العبد. كل ذلك طه بحياة رسول الله عليه الصلاة والسلام فعرفوا حقيقة معنى الحياة هذا منتهى باب ما جاء في صفتي خبز رسول الله عليه الصلاة والسلام ونشرع الان فيما عقب به الامام الترمذي رحمه الله بباب ما جاء في ادام رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم قال نعم الادم او الادام هذان حديثان احدهما من رواية عائشة والثاني من رواية جابر رضي الله عنهما يخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم في جملة من كلمات ثلاث يمدح فيها صلى الله عليه وسلم الخلاء وهو الخل المعروف ويختلف نوعه باختلاف المخلل فقد يخلل الزيتون وقد يخلل الجزر او الليمون فيكون الخل هو الماء المستعمل في التخليل يقول عليه الصلاة والسلام في جملة من كلمات ثلاث نعم الادام الخلق اشهد ان لا اله الصلاة باب ما جاء في ايدام رسول الله عليه الصلاة والسلام الايدام والادم لفظان بمعنى واحد وهو كل ما يؤكل به الخبز من اي نوع كان يسمى اداما كل ما يوضع مع الخبز ليؤكل به فان وضع له عسل فهو ايدامه وان وضع له جبن فهو ايدامه وان وضع معه لحم فهو ايدامه بخلاف معنى الادام المستعمل اليوم في لغة الناس وانه لا يكون الا اذا طبخ مرق فيه لحم او دجاج او خضرة فاذا كان ذا ماء فيقال له وايدام لكنه في اللغة اعم من ذلك واوسع. كيف وقد اخذ رسول الله عليه الصلاة والسلام كسرة من خبز شعير ووضع عليها تمرة وقال هذه ادام هذه يعني اصبح اداما له طالما اكل مع الخبز فما يؤكل مع الخبز يسمى اداما وقيل انما سمي اداما لانه يلائم الخبز فيجعله ملائما للطعام واكله لا يكون الخبز وحده مفردا في هذا الباب المتسع الذي سنكمله في الاسبوع القادم ان شاء الله تعالى الوان من ايدام رسول الله عليه الصلاة والسلام والمقصود كل شيء كان يأكله مع خبز اكل الخل مع الخبز واكل الزيت واكل اللحم والدجاج ولحم الحبارة واكل الوانه من الاطعمة ستأتي في هذا الباب تفصيلا من روايات متعددة ايضا هي هي مقربة يا اخوة خطوات تقربك من البيت النبوي. وتجعلك كانك جالس على مائدة رسول الله عليه الصلاة والسلام. لتصف لك حياته واكله وطعامه وشرابه كيف كان في الحديث الاول الذي سنقف عليه الليلة من رواية عائشة وجابر رضي الله عنهما يقول عليه الصلاة والسلام نعم الادام الخل هذا مدح الان للخل والخل معروف هو كما هو باسمه عمل اليوم. سواء كان خلى شيء من الفواكه كالتفاح او الخضروات كالجزر والليمون والزيتون ونحوه. يسمى خلا ويختلف باختلاف المخلل به لكنه خل وهو كما يعلم الكل طعام طعمه حام. ولا يقوى الانسان على اكله وحده بان تجعل معه الخبز فانما هو لتخفيف حدقه ومع ذلك يقول عليه الصلاة والسلام نعم الادام الخل فاي وجه لمدح الخل ثم ليكون اداما. لاحظ اذا هو معنى ان يقتصر الانسان في اكله بالخبز عليه ما يأكل شيئا معه وبالتالي سيكون اذا اكل الخل مع الخبز فهو نعم ما يؤكل به الخبز ان يكون الخل في الحديث قصة وليس يعني يقول ابن القيم رحمه الله ليس يفهم من الحديث تفضيل الخل مطلقا وليس هو كما يظن الجهال انه تفضيل مطلق للخل على غيره. لكن الحديث فيه قصة كما اخرجه مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم فبيدي ذات يوم الى منزله. فاخرج اليه فلقا من خبز فقال ما من ادمن يسأل اهل البيت. خبز حاف يعني نأكل خبز جاف لا شيء معه قال ايسأل اهل بيته ما من ادمن فقالوا لا الا شيء من خل يعني ما عندنا الا الخلق. فقال عليه الصلاة والسلام فان الخل نعم الادم. يقول هذا مواساة لاهل البيت. يعني اذا ما يوجد الا الخلف هذا نعم الادام اذا ما كان الا الخل فاكرم به وانعم هذا طعام يستحق ان يمدح فما بال بعضنا اليوم اذا وجد شيئا قليلا او شيئا آآ قد طبخ منذ يوم او يومين عافت نفسه ورآه قد ضاقت به الحياة. قال نعم الادام الخل فاكله عليه الصلاة والسلام. يقول جابر فما زلت احب الخل منذ سمعتها من رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول طلحة فما زلت احب الخل منذ سمعتها من جابر فهل لقائل لاحد منا ان يقول اليوم فما زلت احب الخل منذ سمعته في درس الشمائل هذا خل احبه النبي عليه الصلاة والسلام ومدحه. هو ليس تفضيلا مطلقا للخلق كما سمعت. لكن له قصة ومن اجل ذلك مدحه عليه الصلاة والسلام بحسب مقتضى الحال الظاهر كما قال ابن القيم وليس تفضيلا مطلقا للخل يعني لا بأس اذا عدمت طعاما ذات يوم في بيتك فما وجدت الا مخللا فاكلته مع الخبز فقل لزوجتك نعم الادام والخل واجعلها تقنع فلا تبحث لا عن بيض ولا عن فول ولا عن شيء اخر. ويكتفى بأكل الخبز مع الخل فهو مجزئ وكاف. وقال عليه الصلاة والسلام نعم الإدام والخل فهو ليس تفضيلا مطلقا كما سمعت لكنه لمناسبة الحال وهو في الوقت نفسه ما كان تصنعا كما ترى يحكي عليه الصلاة والسلام ان هذا كاف تماما ومجزئ لان يكون وجبة يأكلها فيشبع منها صلى الله عليه وسلم ولاحظ وهو خل لكن لتعلم ان خبز الشعير فيه من اليبس والخشونة ما يحتاج الى ترطيبه ولو بالخل هذا يا قوم هو عيش رسولكم صلى الله عليه وسلم وهذا هو خبزه وهذا ادامه وفي الباب بقية نأتي عليها في الاسبوع المقبل ان شاء الله تعالى. اسأل الله ان يرزقني واياكم علما نافعا وعملا