بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي اكرم من شاء لطريق طاعته. وهدى من يسر لهم من العباد سبل هدايته واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له في الوهيته وربوبيته وفي اسمائه وصفاته واشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله. وصفيه وخليله امام انبياء وخاتم المرسلين وقرة عيون المحبين صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته وصحابته ان تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد ايها الاخوة الكرام فكلما تقبل ليلة من ليالي الجمعة يهتز فيها قلب المحبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا وحبا وصلاة وسلاما عليه. هي مباركة والصلاة فيها على النبي المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. عمل جليل مشروع مبارك ندبنا الى الاكثار منه. اكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة. فان صلاتكم معروضة علي. ليس عبد يبتغي رحمة من ربه وبركة يرجوها في حياته وبعد مماته. يلتمسها في شيء اوفر حظا ولا اقرب منالا من كثرة في الصلاة والسلام على النبي المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. وقد جمع لكم ربكم عز وجل ايها الاخوة الكرام. الجلوس في رحاب بيته الحرام وجمع لكم مع ذلك انتظار الصلاة بعد الصلاة وجمع لكم مع ذلك التحلق في مجلس يذكر الله فيه على مقربة من كعبته المعظمة. فزيدوا مجلسكم هذا شرفا بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم في هذه ليلة الشريفة المباركة ونحن نتدارس شمائله عليه الصلاة والسلام. فكلما ذكر اسمه او اشير اليه عليه الصلاة والسلام فحرك شفتيك صلاة وسلاما عليه صلى الله عليه وسلم. وكلما ازددت من ذلك تحرك في قلبك ماء الحب الراكد انت واجد بعد ذلك ولا شك حبا متناميا له صلى الله عليه وسلم. فان من اكثر من ذكر شيء احبه. وكذلك من احب شيئا اكثر من ذكره ولابد ونحن امة حبانا الله عز وجل بهذا النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم وكمله ربه وجمله وعظم شأنه ورفعه قدره وجعلنا في هذه الامة امة مقتدية بنبيها الكريم عليه الصلاة والسلام. حسبكم ايها الكرام انه نبي احب ربكم واخبر بحب من يحبه وفرض علينا طاعته ولزوم سنته واتباع طريقته بل جعل طاعته سبحانه وتعالى وقفا على تحقيق طاعته ومحبته عليه الصلاة والسلام. من يطع الرسول فقد اطاع الله. وقد قرأ في صلاة المغرب قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور الرحيم. الا فاعلموا احبتي الكرام انه ما من شيء يعظم في قلب المسلم طاعة نبيه صلى الله عليه وسلم اكثر من شد الحب من شدة الحب الصادق له بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. وحبه صلى الله عليه وسلم متوقف على معرفة اخباره والتعرف على احواله والوقوف على دقائق سيرته وشمائله عليه الصلاة والسلام. ومن هنا كانت هذه في كل ليلة من ليالي الجمعة نتدارس فيها شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم. شمائله التي تعرض اخباره احواله هديه اقواله وافعاله في كل شأن من شؤون الحياة. نصيب بذلك عدة من ابواب الخير والاجور والحسن اولها واعظمها ان تكتسب بجلستك هذه كثرة صلاة وسلام عليه صلى الله عليه وسلم. في هذا المكان المبارك في هذه الليلة العظيمة الشريفة المباركة. وثانيها ان نتعلم طرفا من هديه عليه الصلاة والسلام. الذي هو اعظم الهدي واكمله على الاطلاق وحيث ما ذكرت سيرة او سنة او طريقة او عادة فلا شيء يرقى فوق هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم تمام في كل امور الحياة بلا استثناء. وثالثها انه مجلس علم يلتمس فيه كل ما يلتمس من ابواب الخير والاجور والحسنات التي جعلها الله تعالى في طريق العلم وما خص به اهله السالكين سبيله. ورابعها ايها الاحبة الكرام ان لا نزال بمدارسة سيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام نستعرض احوالنا في مقابل احواله عليه الصلاة والسلام تتطلع الى امر اعظم واكمل في كل شؤون الحياة بعرض ذلك على سيرته عليه الصلاة والسلام. القارئ لسيرة نبيه المطلع على شمائل حبيبه عليه الصلاة والسلام كانما ينظر في مرآه. ينظر في مرآة ليقيس فيها حاله وشأنه في كل قضية من قضايا الحياة. اننا امة خصنا الله بهذا النبي الكريم. وقال لنا لقد كان لكم في لله اسوة حسنة ثم قال لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا. فرحم الله عبدا اختط هذا الطريق في حياته. ورظي لنفسه الا يعدل عن سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيد امة ولا يحيد عنها شبرا شأنه ان يبحث عن سنة حبيبه ومصطفاه عليه الصلاة والسلام. وملء جوانحه الشعور الصادق ان يكون مسلما صادقا في محبته لنبيه صلى الله عليه وسلم يظهر صدق ذلك واثر المحبة في كل ما يظهر عليه من عقيدة وعبادة وسلوك في كل شأن من شؤون الحياة. وقف بنا الحديث ايها الكرام في مجلس الجمعة الماضي في باب ما جاء في خف رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو الباب الذي جاء عقب باب ما جاء في لباسه عليه الصلاة والسلام. فانه قد حكي وحفظ لنا كل ما يتعلق بشأن المصطفى صلى الله عليه واله وسلم اليس شيء غاب عنا معشر الامة ونحن لم نظفر بصحبته ولا برؤيته عليه الصلاة والسلام. لكن الرواية الامينة الصادقة التي حفظها ساداتنا من الصحابة الكرام رضي الله عنهم. حفظت لنا كل ما حظوا به. رضي الله عنهم من شرف الصحبة وجميل وما اكتحلت به اعينهم وما عمرت به قلوبهم من شرف الصحبة والرؤية له عليه الصلاة والسلام. اذا ما فاتنا شيء ايها الكرام نعم فاتنا شرف الصحبة. فاتنا ذلك الخير الذي خص الله به ذلك الجيل الكريم. لكن كل ما نالوه من صحبته من ايمان وعلم وادب وهدي وشمائل وخلق كريم حفظ ونقل لنا على اتم وجوه الامانة والوفاء والواقي الواجب علينا نحن معشر الامة ان نعيد تقريب صفحات هذا التراث المحمدي المبارك. لنتقلب في بركاته وخيراته لنغترف كثيرا من الادب والخير والعلم والايمان الذي حفظ لنا في هذا التراث العظيم الكريم. باب ما جاء في خف رسول صلى الله عليه وسلم وسيليه باب ما جاء في نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا تعجب ان ينقل الصحابة رضي الله عنهم حتى الخف والنعل ما يتعلق بصفته ما يتعلق بشكله النعال الذي كان يلبسه الصلاة والسلام. الخف الذي كان يرتديه ان جاءه وكيف لبسه؟ ومن الذي اهداه؟ وكيف كان شكله؟ هذه الصفات الدقيقة التي تتعلق بنعال سيد الخلق عليه الصلاة والسلام. كان عند الصحابة محل عناية واهتمام. تدري لم؟ لانهم امتلأت قلوبهم انه ليس شيء يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم الا وهو من الاهمية بمكان. الا وهم يجدون فيه علما واثرا نافعا ولا بد حفظوا ذلك فنقلوه. ونحن اليوم نقرأ وندرس ونطالع ونستمع الى هذه الصفات التي نقلوها في باب ما جاء في الخف لعلك تلبس خفا فالبس خفا على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. باب ما جاء في نعاله عليه الصلاة والسلام وانت تلبس النعال اكرمك الله. لعلك تقتدي به فتصيب اجرا عظيما وانت تتشبه بحبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى في لبس النعال. ثم ماذا بعد ذلك؟ متى وجدت مسلما حرص على ان يتشبه بنبي نبيه وحبيبه عليه الصلاة والسلام. حتى في خفه ونعاله. اتظن انه سيتخلى عن السنن الكبار في حياته؟ اتظن انه سيزهد في السنن الرواتب فلا يصليها. اتظن انه ينام قبل ان يوتر؟ اتظن انه سيجافي كل ما حفظ ونقل له وعلمه من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم في هديه في يومه وليلته حاشا. اذا هي تربية للنفوس مؤمنة ايها المحبون لرسول الله عليه الصلاة والسلام. سل نفسك دوما هذا السؤال لما حرص الصحابة رضي الله عنهم على نقل فيما يتعلق بالخف والنعال. والله لو لم يعلموا فيه فائدة او ايمانا او طريقا يزرع الحب الصادق في قلوب الامة ما نقلوه لو لم يروا في ذلك اثرا نافعا نافعا يستوجب الوقوف عليه والاستفادة منه والانتفاع به ما فعلوه رضي الله عنهم اجمعين هكذا حفظوا ونقلوا ورووا رضي الله عنهم اجمعين. فكيف يجب نحن علينا ان نقرأ وان نعي وان نفهم وان نستوعب لنظع الخطى موضع الخطى. ونقتفي الاثر حذو القذة بالقذة. فليجعل المسلم المحب شعاره الصادق كلما اصبح وامسى ان يكون اسوته رسول الله صلى الله عليه وسلم. ان يكون حبيبه عليه الصلاة والسلام ماثلا في قلبه حاضرا امام عينيه في كل شأن من شئون الحياة. والله يا اخوة انه ليس شيء الذ ولا اطيب ولا انعم في هذه الحياة من ان يعيش المسلم وملء قلبه الحب الصادق لرسول الله عليه الصلاة والسلام. عليها يصحو وعليها ينام. عليها ايحيى وعليها يموت حب يدفعه دفعا الى ان يكون رجلا يبحث عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل امر صغير او كبير. هذا القدر عاشه اسلافنا رضوان الله عليهم. من الصحابة والتابعين ومن تبعهم. ممن ادرك عظم هذه المسألة واهمية هذه القضية. لا تقل انه خف ونعال. لكن قل ماذا فعلت انت في حياتك؟ واين تقع وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من اهتماماتك رعاك الله. لا تقل هو نعال او خف ولست ارتدي الخف ولا حاجة بي الى النعم لكن لك اعظم الحاجة في ان يكون هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم متبوءا في حياتك المنزلة الاعلى هذا الذي نحن بحاجة اليه. يسأل ابن عمر رضي الله عنهما لم تلبس النعال السبتية وسيأتيكم في الباب؟ فيقول لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبسها وانا احب ان البسها. يسأل لما تصبغ بالصفرة؟ يقول لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبغ بها فانا احب ان اصبغ بها. يحضر انس رضي الله عنه طعاما مع النبي صلى الله عليه وسلم يقدم فيه الدباء رآه يلتقط الدباء من حول الصحفة يقول انس رضي الله عنه فما زلت احب الدباء من يومئذ. هذا النمط من الحياة الذي شعره ساداتنا من الصحابة والتابعين ربى عندهم هذا المبدأ الكبير حتى يأتي سفيان بن عيينة رحمه الله وهو شيخ مكة وفقيهها اللي يقول ان استطعت الا تحك رأسك الا باثر فافعل. فافهم اذا لماذا حكوا شأن الخف والنعال ولماذا حفظوا هذه الدقائق من حياته وسيرته وشمائله واخباره عليه الصلاة والسلام. ليس بفراغ حاشا هو نعال وخف لكنه نعال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وخفه عليه الصلاة والسلام. انت تعلم ماذا كان يلبس وكيف كان يلبس فانت تربي في نفسك ولابد مبدأا عظيما. يجعلك تبحث عن سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم في كل شأن من شؤون الحياة. لان من وفق فتعلم شأن الخف والنعال تكون خطوته التي يخطوها بالخف والنعال اقرب لان تكون وفق هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم. ومن وفق في ان تكون خطوات على مواقع خطى الحبيب عليه الصلاة والسلام كانت امور حياته العظام هي الاخرى اولى واحرى. فلا تسأل بعد عن معاشرة لاهله او تربيته لاولاده او تجارته وبيعه وشرائه او تعلمه وتعليمه او معاملته لسائر الناس سيكون رجلا محمديا جعل من المصطفى صلى الله عليه وسلم اسوته ودليله وقدوته في شأنه كله. هذا الذي قومه معشر المسلمين المحبين لرسول الله عليه الصلاة والسلام. فحيثما دعيت او جلست او وجدت او سمعت او قرأت ما يتعلق بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسننه واخباره واحكامه وادابه. فانصب ذلك فورا مرآة يطلعوا فيها الى حالك وتقيس به شأنك رعاك الله. لتقرر بكل فخر واعتزاز وفرح انتمائك له عليه الصلاة سلام لتكون اقرب الى سنته. لتقع مواقع الخطى منك على وفق هديه عليه الصلاة والسلام. هكذا يجب ان ينتصب لنا شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياتنا كلها. هكذا نكون امة مباركة. هكذا تتحقق في اجيالنا اللاحقة ما في اجيال سلفنا المبارك الذين كانوا احرص الناس على نشر السنن واحيائها وبعثها والتمسك بها. نحتاج الى ان نعيش يوما من حياتنا في الامة ايها المباركون ليمر الرجل بالرجل فينصح اخاه فيقول اخي الكريم هذه سنة وليعظ الرجل اهل بيته فيقول اتقوا الله انها سنة. وليتكلم الكل مع الكل ويبث الجميع في اذن الجميع. اننا بحاجة الى رفع شعار سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في انفسنا في بيوتنا في اسرنا في مدارسنا في اسواقنا في مجتمعاتنا في حياتنا كلها. فوالله ارحم ما تكون الامة عندما تكون اقرب الى السنة اقتداء وتطبيقا وعملا ونشرا وهداية في مثل هذا المجالس نحن انما نريد ان نقرر في النفوس هذا المعنى العظيم. باب ما جاء في خف رسول الله صلى الله وعليه واله وسلم. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم صلي وسلم عليه. باب ما جاء في خف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابيه ان النجاشي اهدى النبي صلى الله عليه وسلم خفين اسودين ساذجين فلبستهما ثم توظأ ومسح عليهما. عن ابي اسحاق عن الشعبي قال قال مغيرة ابن شعبة اهدى للنبي صلى الله عليه وسلم خفين فلبسهما. عن عامر وجبتم فلبسهما حتى لا يدري النبي صلى الله عليه وسلم اذكي هما ام لا؟ الخف الخف لباس معروف عندما يتوقى الانسان المشي حافيا فانه يضع على قدمه اكرمكم الله شيئا يتقي به الحق والقذر وكل ما يؤذي القدم. فاذا جعلت على باطن القدم قطعة من قماش او جلد تلبسه لتتقي به كل ما يمكن ان يؤذي القدم فهذا نعال اكرمكم الله. فاذا كان اعلى من ذلك واطول بحيث يغطي ايضا ظاهر القدم مع باطنه. ليرتفع الى الساق فهو خف. فالخف اذا لباس يغطي القدم ظاهرا وباطنا ويتجاوز ذلك حتى يصل الكعبين فما فوقهما. الخف معروف كان ولا يزال يلبس. تعلق بالخف احكام شرعية كثيرا اعظمها ما يتعلق بباب الطهارة في الفقه الاسلامي. حيث شرع المسح على الخفين عوضا عن غسل الرجلين في الوضوء كما سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك للمسافرين. ثلاثة ايام بلياليهن وللمقيمين يوما وليلا. المقصود في هذا الباب ليس هو مدارسة الحكم الفقهي فيما يتعلق بالخف ولبسه او طهارته. لكن المقصود هنا دراسة شمائله عليه الصلاة والسلام في باب ما جاء في خفه. في الحديث الاول الذي رواه عبدالله بن بريدة عن ابيه قال ان النبي صلى الله عليه وسلم قد اهدى له النجاشي خفين اسودين ساذجين. فلبسهما ثم توضأ عليهما. في الحديث جمل من الفوائد اولها قبوله الهدية عليه الصلاة والسلام. وكان يقبل الهدية من المسلم ومن غير المسلم على حد سواء. يقبل هدية المسلم والكافر والمشرك والوثني يقبل الهدية عليه الصلاة والسلام لان الهدية تعبير انساني لا علاقة له بالديانة. تعبير عن احترام وتقدير ووفاء. وقبولها ايضا يعبر عن قدر من المعاني فيه التقدير والاحترام. قبول الهدية بين المسلمين سنة نبوية كريمة. كان نبيكم صلى الله عليه وسلم يهدي ويهدى اليه. كان يقبل الهدية اذا اهديت ويثيب عليها. كان يقبل الهدية فيجبر خاطر المهدي. ثم يكافئه فيجد فرصة لاهداءه مثلما اهدى وافضل واعظم. هكذا كان شأن نبيكم صلى الله عليه وسلم. في هذا الحديث ان النجاشي وهو ملك الحبشة الذي هاجر اليه المسلمون الهجرة الاولى بامره عليه الصلاة والسلام يبتغي عنده العدل الذي وصفه في وحكمه وقد هاجروا من اذى قريش في مكة قبل الاسلام. قبل دخول مكة في الاسلام. فكان النجاشي بينه وبين رسول الله عليه الصلاة والسلام لطف ومودة. هذه من اثارها. والصحيح ان النجاشي هذا قد اسلم. ولهذا لما مات صلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب كما ثبت في الصحيحين. اهدى النجاشي خفين اسودين سادجين. خفين اسودين سادجين في الحديث هذا ان لون الخفين كان اسودا. وفي الحديث ايضا صفة هذين الخفين بقوله جايين الساذج الساذج كلمة فارسية معربة اصلها فيما نستعمله اليوم في اللفظ العامي فيما اقوله كلمة سادة والسادة الشيء الذي لا مزيد عليه. فتقول اليوم انت تشرب الشاهي سادة وتشرب القهوة تاد بمعنى لا سكر عليها انك لم تظف اليها من السكر شيئا. واذا لبست الثوب فقلت هذا ثوب سادة او قماش سادة فمعناه انه لا زينة فيه ولا نقش ولا زخارف. هو لون واحد. فالساذج او السادة هو البسيط من الاشياء الذي هو في ابسط صوره دون مزيد عليه. نقلت الى العربية فسميت ساذج. وربما يوصف عقل الانسان بالسذاجة فيقال فلان ساذج فماذا تفهم منه؟ تفهم انه في ادنى درجات العقل الذي لا مزيد عليه. فلا ذكاء ولا شيء من الفهم والادراك هو في اقل درجات العقل الذي ليس تحته الا الغباء. فالساذج فالساذج من العقول هو البسيط ومن منها الذي لم يحظى بقدر من الفهم والوعي والادراك. اذا الساذج في اللغة هو البسيط الذي لا مزيد عليه فالخفان الاسودان اللذان اهداهما النجاشي الى النبي صلى الله عليه وسلم كانا ساذجين. يعني لا زينة عليهما ولا نقش وكان اللون اسود ولعلك تصورت الان شكل هذين الخفين. في الحديث يقول بريدة فلبسهما. النبي عليه الصلاة والسلام. هذه لطيفة يا احبة. عندما يهدى الى احدنا هدية فيبادر باستعمالها. فيهم اللطف واشعار المهدي بمكانة الهدية وموقعها في قلبه. فكم يوصل هذا من رسالة حب وتقدير واحترام احترام الى من اهدى اليك. فمن اهداك قلما شكرته فاخذته فانتفعت به واستعملته. ومن اهداك ثوبا لبسته. ومن اهداك شيئا ما انتفع انتفعت به في الحين انتفاع المهدى اليه بالهدية فورا. بلوغها اليه فيه قدر كبير من التعبير بالفرح والسرور وادخال هذا المعنى في قلب المهدي. فانظر فانظر قبل ان يتعلم البشر. اداب التعامل فنون الحوار واثار ذلك في النفوس البشرية ها هو ذا نبينا صلى الله عليه وسلم يعلم هذا الادب قبل الف واربع مئة وثلاثين سنة يعلمنا كيف ان الهدية يجب ان يتعامل معها الرجل بقدر من الحفاوة واظهار الاهتمام حتى يقع اثر ذلك في قلب المهدي. قال فلبسهما. هذا المعنى استفدناه من العطف بالفاء. التي تفيد التعقيب. اهدى فلبس بمجرد بلوغه الهدية اخذها فلبسها عليه الصلاة والسلام. وسيأتيك ايضا الحديثان الاخران وفيهما ايضا نوع من الاهداء قال ثم توضأ ومسح عليهما. هذه الجملة الاخيرة هي الفائدة الفقهية من الحديث وهو مشروعية المسح على الخفين كما تقرر في ائمتنا الفقهاء رحمة الله عليهم اجمعين. والنبي عليه الصلاة والسلام لبس الخفين ولما توظأ وجاء الى غسل الرجلين اكتفى بالمسح عليهما بالشروط المقررة في كلام الفقهاء رحمة الله عليهم. في الحديث الاخر يقول المغيرة بن شعبة من رواية ابي اسحاق عن الشعبي قال اهدى دحيتي للنبي صلى الله عليه وسلم خفين فلبسهما. هاتان فائدتان متشابهتان مع الحديث الذي سبق اولا قبوله الهدية عليه الصلاة والسلام. هذه المرة ليست من النجاشي بل من دحية ودحية هو دحية ابن خليفة الكلبي احد الصحابة الكرام من الموصوفين بحسن الصورة وجمال المظهر. وكثيرا ما كان يأتي جبريل السلام الى النبي صلى الله عليه وسلم اذا تمثل في صورة انسان تمثل في صورة دحية ابن خليفة الكلبي الله عنه لجماله وحسن صورته. فاذا انصرف جبريل عليه السلام من عنده حسب الصحابة ان دحيته كان بحضرته فيما يخبرهم الصلاة والسلام انما هو جبريل عليه السلام. اهدى دحيته للنبي صلى الله عليه وسلم خفين. قال فلبسهما والفاء التي تفيد التعقيب تشعرك ايضا بهذا المعنى. ما ان قدم اليه دحية الخفين حتى بادر عليه الصلاة والسلام فلبسهما. لا تسلني الان انا عن شعور دحية وهو يرى الخفين وقد اهداهما للنبي عليه الصلاة والسلام فيراه يلبسها في الحين. بالله لو انت مكانه ما شعورك ان تأتي بهدية متواضعة لا تعدو ان تكون خفا. فترى من الحفاوة والاهتمام بها ما يجعل النبي عليه الصلاة والسلام امامك يأخذها فيلبسها. هذا الشعور هذا الشعور قد نحس به جميعا. لكن السؤال المتبادر قبل هذا هو موقف الصحابة رضي الله عنهم من حرصهم على احياء هذا الباب في تعاملهم مع رسول الله عليه الصلاة والسلام اعني الاهداء. فكانوا يهدون اليه عليه الصلاة والسلام وكانوا يحرصون على استمرار هذا الباب وكم ثبت ان رجلا او امرأة من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام كانوا يبادرونه بالاهداء تعبيرا عن حبهم اولا له عليه الصلاة والسلام. وشيئا من التقدير والاعتزاز به عليه الصلاة والسلام ثم استمرارا لهذه السنة المحمدية تهادوا تحابوا. فاذا اردنا اردنا ارساء سفن المحبة في ايها المسلمون فلنرسل فيها مراكب الاهداء. هذه التي ترسل رسائل الحب والاحترام والتقدير. الهدية هدية تعبر عن قدر كبير من الشعور الذي يختصر في علبة صغيرة او كيس تضع فيه هدية ترسله الى من تحب. فتقع الهدية موقعها فكانت اذا الهدايا رسائل حب تنشر بين القلوب المؤمنة حبا ينبغي ان يؤسس ولا تظنن ان الهدية يجب ان تكون فخمة او فاخرة او غالية الثمن ابعث بما تيسر. ليست الهدية بثمنها ولا قيمتها انما هو بتعبيرها الصادق ورب هدية كانت اقل ما يكون قدرا في القيمة وتواضعا في مادتها ومحتواها لكن صحبها شعور صادق وابتسامة صادقة تقدمت على الهدية قبل ان تقع في يد صاحبها. فكان لها الاثر العظيم ظلت الهدايا كم ظلت الهدايا تذكارا يذكر به المحب اخاه المحب. فيذكره بدعوة صادقة ويحتفظ له الجميل فتبقى فتبقى صروح الاخاء عامرة بالحب. وهذا احد مقاصد الاسلام رعاكم الله. ان تبقى قلوب المسلمين عامرة فيما بينها بالحب والاخاء المتبادل الذي ينبغي ان يرسى. لماذا امر الاسلام بافشاء السلام؟ لانه رسول اخر من رسل المحبة بين القلوب البشرية وهكذا الاهداء وهكذا الحقوق التي ارساها الاسلام للمسلم على المسلم. اذا لقيته فسلم عليه اذا دعاك فاجبه اذا استنصحك فانصح له. اذا مات فاتبعه اذا مرض فعده. ما كل هذا رعاكم الله؟ هو تقرير وارساء وتعزيز لمعاني الحب بين القلوب المؤمنة لان تكون اكثر تواصلا وتحببا وتقاربا. يهدي دحيته الى النبي عليه الصلاة والسلام خفين فيلبسهما صلى الله عليه وسلم. في الرواية الاخرى قال جابر عن عامر. جابر هو الجعفي ظعيف الرواية. ولهذا فالجملة الاتية ضعيفة السند ليست في صحة الجملة التي قبلها. لكنها جاءت في طريق اخر وفيها زيادة. قال وجبة يعني اهدى دحيته للنبي صلى الله عليه وسلم خفين وجبة. فالزيادة في هذه الرواية اهداء الجبة مع الخفين قال فلبسهما حتى تخرقا. يعني استعملها النبي عليه الصلاة والسلام حتى بليت في قدميه صلى الله عليه وسلم قال لا يدري النبي صلى الله عليه وسلم اذكي هما ام لا؟ الذكي ذكي من الذكاة وليس من الذكاء والذكاة هي الذبح. يعني لا يدري هل الخفان مصنوعان من جلد وان مذبوح ومذكى ذكاة شرعية ام لا. والمقصود في الجملة الفقهية لم يستفسر النبي عليه الصلاة والسلام عن طهارة الجلد الذي صنع منه الخف. فلبسه دون ان يسأل او يعرف ليدل على ان المشروع لبسه من غير معرفة اصل الجلد الذي صنع منه وقد علمت ان الزيادة هذه لا تصح. هذا باب ما يتعلق بالخف. وقد مر بك قبوله عليه الصلاة والسلام للخف هدية ومباشرة لبسه عليه عليه الصلاة والسلام وانه لبس الخف الاسود الساذج ولم يتكلف في شأنه كما تكلف كما لم يتكلف في لباسه جملة عليه الصلاة والسلام. نعم باب باب ما جاء في نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتادة قال قلت لانس بن مالك رضي الله عنهما كيف كان نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال لهما قبالان عن ابن عباس قال كان لنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم قبالان مثني شراكهما. طيب هذا باب ما جاء في نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم. والاصل في النعال والخف كالاصل في اللباس. الاباحة دون تقيد وجه مخصوص ليس باب اللباس في افعاله عليه الصلاة والسلام من الافعال التعبدية بمعنى انه لا يشرع فيه التعبد لباس النعل الذي لبسه عليه الصلاة والسلام لانه ما فعل ذلك تعبدا بل فعله عادة. وما كان يلبسه الناس في ذلك الزمان لبسه عليه الصلاة والسلام. فاذا لبس الناس اليوم لونا وشكلا ونوعا اخر من النعال يشرع لباسه دون تكلف في صناعة غيره او مخالفته سئل انس كيف كان نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال لهما قبالان قبالان مثنى قبال هو السير او الحبل الذي يكون على ظهر النعل يجعل فيه عقدة يرتديه الانسان. انت اذا اتخذت قطعة من قماش او جلد تريد ان تكون نعالا لك اكرمك الله. فتحتاج بطريقة ما لتثبيت القدم عليها. فيثبت القدم بحبل او سير يثبت في في رأس هذا النعال في مقدمه ثم يكون موصولا الى اخره تجعل تحته ويكون بين الاصبعين الابهام والتي بعدها. فتكون عروة تمسك بها القدم. هذا هو القبال وهو شبيه باللباس الذي يلبسه الناس اليوم في في في الخفيف من انواع النعال التي يلبسونها في كثير مما يقضونه به حوائجهم ويمشون به في طرق هذان القبالان وصف بهما انس رضي الله عنه شكل نعال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما الثاني قال كان لرسول الله كان لنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبالان مثني ينشركهما. يعني هذان السيران او الخطان او الحبلان اللذان يربطان القدم في النعال مثني شراكهما يعني في هذا القبال مثني في طرف النعل يعني مثبت فيه. فهو في شكله كالهيئة التي يعرفها الناس في النعال اليوم التي تكون لها حبلان يضع اللابس فيهما قدمه ويربطها بين اصبعه الابهام والتي تليها. هذا الان وصف للنعال في الجملة وشكله من الخارج انه ذو قبالين كما مر في حديث انس وفي حديث ابن عباس نعم. ساب طهماني قال اخرج الينا انس بن مالك نعلين جرداوين لهما قبالان. قال فحدثني ثابت بعد عن انس انهما كانتان عليه النبي صلى الله عليه وسلم. هذا عيسى ابن طهبان يقول اخرج الينا انس بن مالك نعلين جرداوين لهما قبالان اخرج نعلين فرآهما عيسى وحكى الوصف قال النعلان التي اخرجهما انس رضي الله عنه كانتا نعلين جرداوين وجرداوين مثنى جرداء جرداء يعني لا شعر عليها. الان النعال اذا صنعت من جلد بقر او غنم سيكون عليها الشعر لكن الجلد الذي صنع منه النعال كان مجردا. يعني منزوعا منه الشعر الذي صنع منه الجلد ونزع الشعر يكون اثناء الدبغ بشيء من الالات التي ينزع بها شعر الحيوان فيبقى الجلد املس ناعما اجرد فصنع النعال الذي لبسه عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث الذي يرويه انس قال اخرج نعلين جرداوين لهما اذا هذا الحديث فيه وصف زائد ان الجلد الذي صنع منه النعال لم يكن عليه شعر لانه كان كان جردا يقول فحدثني ثابت بعده عن انس عيسى يحكي عن ثابت وثابت هذا هو البناني. احد اقرب تلامذة انس اليه رضي الله عنه واكثرهم صحبة له من كبار اصحاب انس والتابعين الذين لزموه فتعلموا كثيرا من سنن رسول الله عليه الصلاة والسلام عن انس يقول فحدثني ثابت بعد انهما كانتا نعلي رسول الله صلى الله عليه وسلم. يعني لما رآه عيسى ما كان يعرف انها نعل رسول الله عليه الصلاة والسلام. لكن ثابتا البناني وهو اقرب الناس بانس وادراهم به واكثرهم ملازمة وصحبة ومعرفة حكى له بعد ان النعلين اللتين رأيتهما قبل كانتا لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وها هنا وقفة هاتان النعلان اللتان كانتا عند انس لما كانتا عند انس؟ اذا كان رضي الله عنه يحتفظ بهما قضى بهما فيما يحتفظ به بعض الصحابة من اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهكذا كان شأنهم رضي الله عنهم فيما به من شيء من اثاره عليه الصلاة والسلام ظلوا يحتفظون به. هذا انس احتفظ بالنعال وخالد بن الوليد رضي الله عنه احتفظ بشيء من الشعر كان عنده لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وبعض الصحابة كان لهم شيء على انه صلى الله عليه واله وسلم لم يخلف شيئا كثيرا من الاثار التي تنسب اليه عليه الصلاة والسلام. كما جاء في حديث عمرو ابن الحارث في صحيح البخاري قال ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم درهما ولا دينارا ولا عبدا ولا امة ولا شيئا الا بغلته وسلاحه. فذكر فقط شيئا يسيرا تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم هذا الشيء اليسير كان قد صار الى بعض الصحابة فاحتفظ كل منهم بالقدر الذي ظفر به من اثاره عليه الصلاة والسلام. فاين وصلت هذه الاثار يا رب اين وصلت اثاره عليه الصلاة والسلام التي احتفظ بها الصحابة؟ الجواب انها الت الى احد مصيرين. اما انها دفنت مع صاحبها. كما ثبت ايضا كما ثبت ايضا من حديث بعض الصحابة. انه اوصى بدفن ما كان له من اثار رسول الله عليه الصلاة والسلام ان تدفن معه. وحصل هذا. والمصير الاخر هو والزوال والضياع والفناء عبر تاريخ الامة الطويل. كما ثبت ايضا في حديث الخاتم وسيأتيكم في باب ما جاء في خاتمه عليه الصلاة والسلام الاسبوع المقبل ان شاء الله. فكان الخاتم الذي اتخذه عليه الصلاة والسلام وكان نقشه محمد رسول الله كان عند ابي بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام. ثم صار بعد ابي بكر الى عمر الفاروق رضي الله عنهما. ثم صار بعد عمر الى عثمان بن عفان رضي الله عنهما وبقي عند عثمان حتى سقط من يده في بئر اريس ففقد الخاتم. فهذه اثارنا نبيكم صلى الله عليه وسلم لا تظن ان اليوم بعد الف واربع مئة وثلاثين سنة ان يقول لنا انسان ان ها هنا اثرا من تار رسول الله عليه الصلاة والسلام ما لم يثبت عندنا بيقين انه فعلا اثر منسوب اليه صحيحا عليه الصلاة والسلام. اثاره التي خلفها قليلة وبعضها دفن مع اصحابه وبعضها فقد عبر تاريخ الامة الطويل. اما المغول الذين غزوا بغداد فهجموا عليها واتلفوا ما فيها من كل ما يتعلق بتاريخ الامة وتراثها فانهم اتلفوا فيما اتلفوا البردة التي كانت الخلفاء عن النبي عليه الصلاة والسلام كما ثبت ذلك في كتب التواريخ. فما بقي شيء كبير ذو اثر. يستطيع ان يعول عليه الانسان اليوم ان هذه هي شعرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. او يقول ان هذا هو نعله او هذا سيفه او هذا خفه. ليس هناك لك سبيل الى الجزم بشيء من ذلك. لكن الصحابة رضي الله عنهم وهم في الزمن الاول ظفروا بهذا المعنى. فكانوا يحتفظون بالاثام النبوية وكان عندهم يتبركون به ويفتخرون بالاحتفاظ به. لما قال لما قال ثابت عندنا دنا وهو يحكي عن عن شيء لمسه من انس. يقول عندنا شعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم اخذناه من قبل اهل انس فكان بعض الشعر موجودا وظفر به بعض التابعين. يقول عبيدة السلماني كما في صحيح البخاري. لان تكون عندي من النبي صلى الله عليه وسلم احب الي من الدنيا وما فيها. في ذلك الزمن الذي كانت الاثار النبوية صحيحة وموثوقة ويعرف صاحبها ان هذا من اثر رسول الله صلى الله عليه وسلم. اما اليوم مع تطاول الزمان وتباعد القرون ليس من اليسير ابدا ان يزعم زاعم ان ها هنا شيئا يتعلق باثار المصطفى صلى الله عليه وسلم. والا فوالله لو وجد لتسابق اليه الصالحون من هذه الامة والعلماء البررة قبل عوام الناس. لعلمنا جميعا ان الاثر متى صحت نسبته الى النبي عليه الصلاة والسلام فاعظم البركة والشرف والخيرية. يقول فحدثني ثابت بعد عن انس انهما كانتا النبي صلى الله عليه واله وسلم. نعم. قال ابن عمر رأيتك تلبس نعال السبطية قبل ان رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس النعال التي ليس فيها شعر فيها فانا احب ان البسها. يقول عبيد بن جرير في حديث طويل سأل فيه ابن عمر عن اكثر من شيء سأله عن طوافه بالكعبة وقد رأى ابن عمر يطوف بالكعبة ولا يلتمس او لا يمس او لا يستلم الا الركنين يعني الركن اليماني والحجر الاسود. فقال ما لي اراك لا لا تستلم الا الركنين. وسأله ايضا عن لباس النعال وسأله هو ايضا عن الصبغ بالصفرة. في الثلاثة الاجوبة كان ابن عمر رضي الله عنهما ينطلق من مبدأ واحد. مبدأه ان امامي رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيته فعل فعلت وما رأيته صنع صنعت وما رأيته ترك تركت. لما سئل عن الركنين قيل له ما استلم الا الركن والركن وكله بيت الله وكلها كعبة معظمة وكلها مباركة. قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستلم هذين الركنين فقط. خلاص هذه نقطة وينتهي عندها كل شيء. سأله عن النعال السبتية قال اراك تلبس النعال السبتية. فانظر الى الجواب ما قال لانها اريح لقدمي ما قال لانها اطيب عندي ما قال لانها اجمل ما قال لانها تلائمني. كانوا يتجاوزون كل هذا ايها الاحبة. يقول في جوابه فقط اني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس النعال التي ليس فيها شعر ويتوضأ فيها فانا احب ان البسها. اسألك لا هل وجدت يوما في حياتك هذا الشعور ان شيئا ما في حياتك تفعله ولست تفعله الا حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم حدثني عن امر واحد في حياتك فقط. فعلته منذ ان ولدتك امك الى اليوم. وانت لا تفعله الا حبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وتشرفا بالتشبه به. يكون جوابك ملؤه الشرف والفخر انك اتقتدي فيه برسول الله عليه الصلاة والسلام؟ دعني اسألك بالعكس حدثني عن اشياء فقدناها وهجرناها وابتعدنا عنها ونحن نعرف يقينا انها من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم. حدثني بالله عليك اين يقع الحب الصادق له عليه الصلاة والسلام في مثل هذه المواقف عندما تبتعد السنة عن حياة صاحبها اين تريدني ان ابحث عن الحب في انحائها؟ حب المسلم لحبيبه صلى الله عليه وسلم يحمله على مواقع التشبه ايها الكرام في كل شيء. لما سأل عبيد ابن عمير لما سأل عبيد بن جريج ابن عمر رضي الله عنهما اكثر من سؤال ما كان يسمع الا هذا الجواب لاني رأيت رسول الله صلى الله الله عليه وسلم يفعل ذلك فانا احب ان افعله. عودا حميدا ايها المحبون لرسول الله عليه الصلاة والسلام. عودا حميدا الى سنن حبيبكم صلى الله عليه وسلم الا مواقع الهدي النبوي في كل ابواب الحياة. في كل شؤون الحياة ستجد في ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته بركة وخيرا وهدى كثيرا. فوالله ليس اجمل ولا امتع في الحياة من ان يعيش العبد اقترابا من سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. فنظر الله امرأ ورحم الله عبدا تعلم الناس السنة مما يرونه من فعاله واقواله وخصاله. ونضر الله امرأة ورحم الله امة عاشت حياتها تحيي السنة وتطبقها في تعلم منها نساء المسلمين شأن رسول الله عليه الصلاة والسلام وسنته وهديه في شؤون الحياة يبلغ الله بك ان تكون امرأ يتعلم الناس من سمتك ومن قولك ومن فعلك ومن كل شؤونك ان يتعلموا منك السنة هنيئا لك هذا المقام ام بوأك الله ام بوأك الله مبوأ سنة رسوله عليه الصلاة والسلام وحسبك والله فلا تبحث ان فاتك شيء من الدنيا قليل او كثير. اعظم الشرف ان تعيش حياتك على سننه عليه الصلاة والسلام هذا ابن عمر وغيره من سائر الصحابة يعيشون هذا المبدأ العظيم. ليس بعجيب عن ابن عمر رضي الله عنهما. وهو الذي سمع النبي عليه الصلاة والسلام ذات مرة يقول يقول عن المسجد مسجده النبوي. لو جعلنا هذا الباب للنساء. لو تركنا هذا الباب للنساء اراد فقط عليه الصلاة والسلام ان يخص النساء في المسجد بباب لا يزاحمن فيه الرجال ولا يختلطن دخولا وخروجا مسجد صغير يسير محدود الصفوف لكنه من تمام عنايته بحشمة المرأة وعفافها واغلاقا لمنافذ الشيطان خطواته بين الرجال والنساء في اشهر جيل في اشرف جيل واطهره واكرمه عزم عليه الصلاة والسلام. واقترح قائلا لو تركنا هذا الباب للنساء. قاله اقتراحا وامنية ورغبة ولم يفعل صلى الله عليه وسلم حتى مات. العجيب ان نافعا مولى ابن عمر لما يروي هذا الحديث يقول فوالله ما دخل منه ابن عمر حتى مات. حسبه ان يعلم ان رغبة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ انا الان لا اسألكم لا اسألكم ماذا فعلنا في رغباته عليه الصلاة والسلام انا اسألكم ماذا فعلنا في سننه الحقيقية القولية والفعلية؟ اين هي في حياتنا؟ اين هي في شؤوننا كلها في هدينا في لباسنا في مظاهرنا في طعامنا وشرابنا في نكاحنا في دخولنا وخروجنا في معاشرتنا لزوجاتنا في تربيتنا لاولادنا في احساننا الى جيراننا وصلتنا لارحامنا في بيعنا وشرائنا واسواقنا ومساجدنا في كل الحياة اين نحن من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هذا ابن عمر مولاه نافع رضي الله عنه يقول لو نظرت الى ابن عمر في اتباعه في اتباعه واقتدائه برسول الله صلى الله عليه وسلم لقلت هذا مجنون. من شدة اتباع وتحريه وتأسيه لكنه والله كان يرسم لنا منهجا عظيما يربي فينا مبدأا مهما في الحياة. كيف تكون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندك مقدمة على كل شيء. فهمت؟ على كل شيء. يعني حتى على والتقاليد التي توارثناها حتى على الاهواء التي تعلقت بها قلوبنا حتى على الانظمة التي يجد فيها المسلم نفسه مخالفا لسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. مرة اخرى مرة اخرى. انتبه الى ربك وهو يقول من يطع الرسول قد اطاع الله وقد قال ايضا وان تطيعوه تهتدوا. وما على الرسول الا البلاغ المبين. ان تطيعوه تهتدوا فان لم نفعل واثرنا شيئا على سنته وقدمنا اي باب من الابواب على شيء ثبت عندنا انه هديه وسيرته وسنته عليه الصلاة والسلام فاعلموا رعاكم الله انها مؤشر خطر ونذارة شؤم والله. لان الله يقول فان لم يستجيبوا لك فاعلم انما يتبعون اهواءهم. ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله ان الله لا يهدي القوم الظالمين. هما طريقان لا ثالث لهما. اما اتباع سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام فداؤها وجعلوها وجعلوها منارة اليها يتجه المسلم في كل شؤون الحياة فالسلامة والنجاة والهداية وطاعة الله جنة عرضها السماوات والارض واما واما عزوف عن السنة فهو وقوع في وحل الهوى ولابد. الهوى الذي يجر الى شفير جهنم. فاما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى. اما المتبع لهواه منجرف وراء رغباته فمتنازل متنازل عن جنة عظيمة خصها الله لمن لمن وطئ على هواه واثر اتباع سنة نبي الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم. نعم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان لنعل رسول صلى الله عليه وسلم قبالان عن عمرو بن حريث يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في مخصوصتين في حديث ابي هريرة ما جاء في الاحاديث السابقة قبلها في حديث انس وابن عباس وهو انه كان لنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلان. وقد تقدم معناهما. وان القبلان هما السيران او الحبلان اللذان يكونان على ظهر النعال يربط فيها اللابس للنعال قدمه حتى تمسك فيه. وفي حديث عمرو بن حريث قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في نعلين مخصوصتين. مخصوصتين اي مخيطتين عليهما غرز وخياطة والخسف ربما كان لخياطة بعض قطع النعال الى بعض. فاذا كان النعال كما تتصوره قطعة من جلد ربما تمزق طرفه او تقطع فيحتاج ان يخيطه فيسمى خياطة النعل خصفا. وكان النبي عليه الصلاة والسلام يخصف نعله ويرقع ثوبه كما ثبت في شأنه صلى الله عليه وسلم. فكان هذا ايضا من من الاثار التي ترسم لك هديه عليه الصلاة والسلام في النعال وانه ما كان يتكلف فيها كان يتخذها يتخذها وطاء لقدمه وغطاء تقيه شر ما يطأ به على الارض من شوك او حجر او اذى ليس الا فلبس النعال السبتية وهي التي لا شعر عليها. ولبس النعال الجرداء التي قد ازيل عنها الشعر. ولبس النعال ولها قبالان ولبس النعال كما هنا في الحديث وهي مخصوصة اي مخيطة او مغرزة بشيء من الغرز. الجملة في الحديث تشير ايضا الى صلاته صلى الله عليه وسلم لابسا نعاله. وهذا ثابت في السنة. فالصلاة في النعال صحيحة ولا شيء فيها شرط ان تكون النعال طاهرة لا نجاسة فيها. لانه ثبت في الحديث ايضا انه صلى الله عليه وسلم بينما كان في في احدى الركعات خلع نعاله وهو في الصلاة. فخلع الصحابة نعالهم. فلما قضى الصلاة قال ما لكم قلعتم نعالكم؟ قالوا رأيناك خلعت فخلعنا. فانظر الى شدة الاتباع والاقتداء. ما كانوا ينتظرون امرا ولا توجيها. كان يكفيهم ان يروا ويطلعوا ويعلموا منه صلى الله عليه وسلم امرا فيبادر الى فعله دونما تردد. قالوا رأيناك خلعت فخلعنا. قال اما انه اتاني لجبريل فاخبرني ان بهما نجاسة فخلعتهما. فخلع النعلي لما بهما من النجاسة. فدل على ان طهارة المصلي في ثوب وبدنه شرط لصحة الصلاة. والنعال من الثياب واللباس. فمن صلى في نعال صحت صلاته بشرط ان تكون طاهرة وكانت وكان لبس النعال كان لبس النعال آآ شيئا متبعا مأثورا. وذلك ان المساجد انما كانت تفرش بالحصى وليس لها فراش ولا شيء من الاكسية. فاذا صلى المصلي في نعاله فهو كأنما دخل من الخارج الى داخل المسجد والارض هي ارض والحصباء هي الحصباء والتربة هي التربة. فلا شيء مختلف. فلو سأل سائل هل من السنة اليوم ان يصلي احدنا في النعال؟ الجواب ان كان النعال هو الذي تلبسه في الطرقات وتدخل به دورة المياه اكرمك الله وتطأ به على القاذورات والنجس فلا لانها نجسة. فلو قال قائل لا ليس بها نجاسة ما هو الا تراب وغبار. لكنه ليس نجاسة. فنقول ايضا ان نظافة المساجد مفروشة اليوم تحتم الا يطأ الواطئ عليها بنعل قد اصابها غبار او تراب ولو كانت طاهرة. ليس لانها هذا مخالف للسنة ولكن لان النظافة التي شرعت في المساجد مطلب. واليوم لا يرضى احدنا اذا فرش مجلس ظيوفه مثلا اذا فرشه بالسجاد الفاخر لا يرضى ان يدخل الداخل ويطأ عليه بنعاله فتبقى بصمات التراب والغبار الذي يكون من اثر نعاله عليه. فكيف نرضى بيوت الله ما لا نرظاه لبيوتنا. فالصلاة في النعال جائز. فمن كان في سفر او في برية واراد ان يقتدي فيه برسول الله عليه الصلاة والسلام فليفعل. يصلي لابسا نعليه فانها سنة. صلى النبي عليه الصلاة والسلام في النعلين كما ثبت ها هنا في حديث عمرو ابن حريث. نعم ابي هريرة رضي الله رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يمشين احدكم في نعل واحدة ينعلهما جميعا او ليحفهما جميعا. هذا من الاداب النبوية التي تتعلق بالنعال. ومرة اخرى فاقول ان شئت ان تعجب فتعجب فتعجب من هذا الادب النبوي حتى فيما يتعلق بلبس النعال. لا يمشين احدكم في نعل واحدة لينعلهما جميعا او ليحفهما جميعا. وربما قال قائل اصلا لا يلبس الانسان نعلا واحدا. هو اما يلبس الثنتين او يترك الثنتين لكن لهذا بعض الصور التي قد تغيب عن الذهن. احدنا اذا خلع نعليه عند باب المنزل مثلا او عند باب المسجد. ثم خرج فوجد احداهما في جهة والاخرى في جهة اخرى. فاحيانا يتجه الى الاولى فيلبسها ثم يمشي خطوات يمشي خطوات بنعل واحد حتى يبلغ الثانية فيلبسها. هذا الذي يتوجه اليه النهي لا يمشين احدكم في نعل واحدة. رأى بعض اهل العلم رجلا قد لبس نعله ومتجهين الى الاخرى فذكره بالحديث فقال انما هي خطوات. يعني انا ما اردت ان امشي بها مطلقا انما هي خطوات. قال ولا خطوة ان كانت تتعلق بنهي رسول الله عليه الصلاة والسلام فلا يجوز ولا خطوة. لا يمشين احدكم في نعل واحدة. ولو قلت انا اخطو بها احملها في يدك رعاك الله او اقذف بها الى الاخرى الى اختها فاذا اتيتهما جميعا فالبسهما جميعا. هذا شأن من يريد ان يجعل من هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام امرا يلتزم به في كل صغير وكبير. لا يمشين احدكم في نعل واحدة. قال لينعلهما جميعا او ليحثهما جميعا. جاء في الحديث الاخر ان هذه لبسة الشيطان. اذا وجه النهي ان لبس النعال الواحدة فيها تشبه بالشيطان ونحن امرنا ان نخالفه وان نتبع غير طريقه. ويقول بعض اهل العلم في كلام لطيف هذا من عدل اذا لبست نعالا ان تلبس قدميك او تحفي قدميك. فالعدل يطلبه الاسلام في المسلم حتى في شأنه خاص فإذا لبست البس نعليك جميعا. يقول ومن هذا العدل نهي الاسلام عن القزع وهو حلق بعض الشعر وترك بعضه. يقول ذلك بناؤه على العدل اما حلق جميع الرأس او ترك جميع الرأس. اما حلق البعض في جانبه او في مؤخرته او في مقدمته وترك الباقي فهو من القزع الذي نهى عنه ايضا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فكل هذا بناؤه على هدي نبوي كريم. ثم لا تنسى انه ينتظم ذلك كله جمال المظهر وحسن الهيئة التي يبدو فيها المسلم. هذا مطلب كما تقدم في باب اللباس. عناية الاسلام بمظهر مطلب شرعي الا يبدو المسلم في لباسه ونعاله ومظهره وهيئته في اكمل ما يكون ليكون المسلم باسلامه معبرا عن دين عظيم يحترم المظاهر كما يحترم البواطن. ويبني الباطن كما يبني الظاهر سواء بالسواء. نحن امة معتدلة اعتدل فيها الاسلام عناية بالباطن في القلب والعقائد وتصفية البواطن وعناية بالظاهر في لبس الحسن والجميل والهيئة المطلوبة حتى يكون المسلم في ظاهره وباطنه على اكمل ما يكون. واعظم ما يشتمل عليه هيبة وجمالا نعم عن جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان يأكل يعني الرجل بشماله نعم في حديث جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان يأكل يعني الرجل بشماله او يمشي في نعل واحدة هو كالذي تقدم في النهي السابق نهيه عليه الصلاة والسلام لا يمشين احدكم في نعل واحدة. لانه كما تقدم جاء في بعض الاحاديث الصحيحة ان الشيطان كان يمشي في النعل الواحدة والحديث اضاف جملة اخرى وهي النهي عن الاكل بالشمال. نعم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا انتعل احدكم فليبدأ باليمين. واذا نزع فليبدأ ايمان فلتكن اولاهما تنعم واخرهما تنزع. قال اذا انتعل احدكم فليبدأ باليمين. واذا نزع فليبدأ في مال فلتكن اولهما تنعل واخرهما تنزع يقصد اليمنى وهذا داخل في محبته صلى الله عليه وسلم في شأنه كله. فيما كان من باب الاكرام في لبس النعال كان عليه الصلاة والسلام يقدم اليمنى. وفي لبس القميص كان يقدم اليد اليمنى. وفي الغسل كان يقدم الجانب الايمن وفي الوضوء يقدم الاطراف اليمنى على اليسرى. وفي حلق رأسه يقدم الجانب الايمن قبل الايسر. وفي شأنه كله كما تقول عائشة رضي الله عنها وكان في ذلك الباب لبس النعال. ونحن في هذا الباب نتعلم شكل النعال الذي كان يلبسه عليه الصلاة والسلام. ولونه وصفته وها نحن تعلموا الادب النبوي الذي يتعلق بنا. والان اذا لبست نعالك بعد اليوم اكرمك الله فلا تقل لست ابالي. لبست اليمين قبل الشمال او العكس. ستلبس الثنتين معا. لكن لما يقوم بقلبك اتباع السنة سيكون عندك فرق كبير جدا بين ان تقدم اليمنى على اليسرى او العكس. وسيكون حرصك على ان تبدأ باليمنى هو اتباعا لرسول الله عليه الصلاة والسلام. يقول عليه الصلاة والسلام اذا انتعل احدكم فليبدأ باليمين. هذا امر قالوا اذا نزع فليبدأ بالشمال فاذا جئت تخلع عند باب المسجد او باب المنزل اجعل خلعك لليسرى مقدما على اليمنى قال فلتكن اولهما تنعل يعني اليمنى واخرهما تنزع. نعم وعن عائشة وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب التيمن ما استطاع ما استطاع في وتناعله وطهوره. وقد تقدم الحديث في ترجله يعني في تمشيط شعره وتسريحه وادهانه عليه الصلاة والسلام كان نبدأ بالجانب الايمن قبل الايسر وتنعرها يلبس النعال. اما الطهور فهو الوضوء والغسل وقد تقدمت السنة في كل ذلك. ابتداؤه بالجانب بالايمن صلى الله عليه وسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان لنعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبالان وابي بكر وعمر رضي الله عنهما رضي الله تعالى عنهما واول من عقد عقدا واحدا عثمان رضي الله عنه. تقدم في الاحاديث السابقة القبلان ومعناهما. يقول وكذلك كانا نعل ابي بكر وعمر رضي الله عنهما اي كان لهما قبالان. يقول واول من عقد عقدا واحدا عثمان رضي الله عنه اول من جعل السير او النعل على خطين جعلهما خطا واحدا هو عثمان رضي الله عنه. ليدلك على ان الامر في هذا على السعة وان الباب ليس تعبديا والا ما كان يغيره عثمان رضي الله عنه لكنه امر على السعة واليسر وبحسب ما يتيسر لباسه في النعال. هذا ما جاء في باب النعال في شمائل نبيكم صلى الله عليه وسلم. والمقصود الاعظم ان ينصب المسلم لنفسه في حياته سنة نبيه عليه الصلاة والسلام معلما يتربى عليه ويقوم عليه وينشئ نفسه عليه ليكون في شأن حياته كله على هدى المصطفى عليه الصلاة والسلام واكثروا من الصلاة والسلام عليه ليلتكم هذه. ويومكم غدا يوم الجمعة فانه من افضل الاعمال. وقد قال عليه الصلاة والسلام فمن صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا. وهو القائل ما من مسلم يسلم علي الا رد الله علي روحي. حتى ارد عليه السلام. فاي شرف فاي شرف لك ان يذكر اسمك في حضرة رسول الله عليه الصلاة والسلام. فيقول فلان يسلم عليك الساعة. كما ثبت في الحديث الصحيح يقل من ذلك العبد او ليستكثر هي ليلة مباركة شريفة واعمار محدودة. اكثروا فيها من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام. لكم بكل صلاة عشر صلوات من ربكم. رحمة وبركة وخيرا. فوالله ما يغفل عن ذلك الا مغبون. ولا يوفق لذلك الا موفق مأجور اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية. اللهم احفظ اخوتنا المسلمين في العراق والشام وفي مصر وفي اليمن وليبيا وسائر بلاد الاسلام. اللهم احفظنا والمسلمين جميعا بحفظك. وايدهم بتأييدك وصلى الله على نبينا محمد وسلم اشهد ان لا اله الا الله