الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد نعم اذا لم يرد شيء عن السلف في بيان معنى الاية فيؤخذ بما جاء في لغة العرب من بيان معاني القرآن اخذنا تنبيها مهما وهو اذا كانت هذه الكلمة في اللغة تحتمل عدة معاني وجاء احد المفسرين ورجح احد هذه المعاني في بيان الاية فهل يعني هذا رد؟ هذا المعنى في لغة العرب نعم انما يكون رده من جهة التفسير اي لا يصح تفسير الاية بهذا المعنى اللغوي والا يكون معناه في اللغة ماذا؟ صحيحا ثم نبهنا على ان الكلمة الواحدة قد ترد في اللغة او في القرآن على عدة معاني باختلاف سياق الكرام نواصل المصدر الخامس من مصادر تفسير القرآن الاسرائيلية والمراد بالاسرائيليات الاخبار المنقولة عن بني اسرائيل من اليهود والنصارى والمنقول عن اليهود اكثر اولا لانهم كانوا في المدينة وما حولها وكان وجودهم اكثر من النصارى. النصارى كانوا بعيدا في زمن الصلاة كانوا في الشام منهم في نجران لكن الذين كانوا حول المدينة هم اليهود فهذه الاخبار المنقولة عن اليهود وعن النصارى اي مما ينقلونه عن كتبهم عن كتب عن كتبهم السابقة فيفسر به القرآن استعمل جماعة من السلف الاخبار الواردة عن بني اسرائيل وذكروها في تفسير القرآن لا سيما في طبقة التابعين ذكروا كثيرا من الاخبار الوالدة عن بني اسرائيل في تفسير القرآن وقبل ان نأخذ هذه المسألة ذكر شيخ الاسلام رحمه الله في كتاب اصول التفسير ان الاحاديث والاخبار المنقولة عن بني اسرائيل ثلاثة اقسام القسم الاول ما علمنا صحته من القرآن والسنة ما نقل من اخبار بني اسرائيل وعلمنا صحة من الكتاب والسنة شهد القرآن او السنة بصحته وصدقه فهذا صحيح وهو حق يؤخذ به لا لذاته لكن لانه ورد الشهادة بصدقه في القرآن او السنة على سبيل المثال حديث عبد الله بن مسعود في الصحيحين قال جاء حبر من احبار اليهود الى النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله انا نجد اي في كتبهم ان الله تعالى يضع السماوات يوم القيامة على اصبع والاراضين على اصبع والجبال على اصبع والماء وثر على اصبع والشجر على اصبع ثم يقول انا الملك قال ابن مسعود فضحك النبي صلى الله عليه وسلم تصديقا لقول الحبر ثم قرأ قول الله سبحانه وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه اذا هذا الخبر الذي هو موجود في كتب اليهود حذر من احبار اليهود اقره النبي صلى الله عليه وسلم وصدقه ضحك تصديقا لقول الحظر ثم اتى بالدليل من القرآن الذي يوافق ما قاله اذا هذا حق وصدق يؤخذ به لانه ورد تصديقه في القرآن والسنة القسم الثاني ما علمنا كذبا من القرآن والسنة شهد القرآن والسنة بانه كذب ورد هذا الخبر هذا باطل وكذب ولا يجوز الاخذ به ولا اعتماده مثاله ما جاء في الصحيحين عن جابر رضي الله عنه قال كانت اليهود تقول اذا جامع الرجل امرأته من خلفها جاء الولد احول وسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فانزل الله سبحانه نسائكم حرف لكم فاتوا حرفكم انا شئتم فهذا الحديث بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم كذب ما يقوله اليهود فهذا الخبر عن بني اسرائيل مردود ولا يقبل القسم الثالث ما كان مسكوتا عنه ولم يرد في شرعنا تصديقه ولا تكذيبه فلا اقره الشرع وشهد بصدقه ولانكره وشهد بكذبه وهذا يتعلق به حكمان الحكم الاول لا نصدقه ولا نكذبه فلنتوقف فيه والحكم الثاني انه يجوز حكايته على سبيل الاستشهاد. لا على سبيل الاعتقاد وما كان من اخبارهم من قولا يتداولونه وليس في شرعنا شهادة بانه حق. او بانه باطل بانه صدق او بانه كذب مسكوت عنه فهذا من حيث التصديق والتكذيب لا نصدقه ولا نكذبه. لانه قد يكون حقا فاذا كذبنا كذبنا ما هو حق وقد يكون باطلا كذبا فاذا صدقناه صدقنا ما هو باطل. فلا نصدق ولا نكذبه الحكم الثاني انه يجوز التحديث به وذكره قال شيخ الاسلام على سبيل الاستشهاد لا على سبيل الاعتقاد ما نذكره ولا نصدق بمنافع لان لو صدقناه نكون اعتقدناه ويدل على هذين الحكمين حديثان فيدل على اننا لا نصدق ولا نكذبه حديث ابي نملة الانصاري. في مسند احمد وسنن ابي داود قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا حدثكم اهل الكتاب ولا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا امنا بالله وكتبه ورسله فان كان حقا لم تكذبوهم. وان كان باطلا لم تصدقوهم وهذا الحين اسناده حسن ويدل على انه يجوز حكايته للاستشهاد حديث عبدالله بن عمرو في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بلغوا عني ولو اية. وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج بلغوا عني ولو اية وحدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج يعني لا حرج عليكم ولا اثم في التحديث عنهم وذكر اخبارهم للاستشهاد للاتعاظ وهذه الاخبار المنقولة عن بني اسرائيل لا تخلو من ذلك وهي المسألة التي نحن فيها هل نفسر بهذه الاخبار القرآن مع التنبيه ان اغلب ما نقل عنهم في تفسير القرآن هو في بيان القصص اما قصة تكون مجملة في القرآن وتأتي في الاسرائيلية تفصيلها وبسطها واما اسماء مبهمة في القرآن فيأتي في الاسرائيليات تعيينها واما قصة تأتي مذكورة في القرآن فيأتي في الاسراء الذكر سبب هذه القصة وسبب هذه الحادثة والواقعة او تأتي بذكر بعض الصفات او الاحوال المذكورة في بعض القصص مجملة هذا هو اغلب ما نقل عن كتب الاسرائيليات في تفسير معاني القرآن فهل نأخذها ونجعلها تفسيرا للقرآن ظاهر المنقول عن كثير من السلف انهم كانوا يفعلون ذلك وكم يذكر ابن ابي حاتم وابن جرير وابن كثير من الاثار عن التابعين وبعضها عن الصحابة او اتباع التابعين تحت الايات اخبارا عن بني اسرائيل ولكن الظاهر انهم ذكروا ذلك على سبيل الاستشهاد لا انهم يعتمدون عليه في تفسير الايات وان هذا هو معنى كلام الله فان جعله مصدرا من المصادر المعتبرة لا يستقيم واننا نرجع اليه ونجزم بما جاء فيها في بيان معاني كلام الله وانما من ذكر من السلف كما قال شيخ الاسلام ذكره استشهادا لانه يعتمد عليه ويعتقد صحته. النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تصدقوهم ولا تكذبوهم وكيف نحن نجعل كلامهم مبينا لمعاني كلام الله الذي هو كله حق وصدق يجب اعتقاده اضافة الى ان هذي الاخبار قد وردت فيها اخبار منكرة اخبار فيها طعن في بعظ الانبياء كما في قصة داوود وسليمان وقد كثر النقل عن بني اسرائيل في تفسير قصصهم بما فيه طعن فيهم كما في قول الله وظن داوود ان ما فتناه ازيك يا ابو حيانا وقصصا منكرة وان داود نظر الى امرأة بعض جنوده وتعلق بها قلبه فبعثه في غزو يريده ان يقتل يتزوج بزوجته ثم جاءه خصمان يختصمان ونحو ذلك مما في طعن في الانبياء وكما ورد عن سليمان انه كانت عنده كتب السحر وانه كان يجعلها تحت كرسي وبها سيطرة على الجن وكلها اخبار تتضمن نقصا في الانبياء بل قال الفصل في ذلك اننا لا نعتمد الاسرائيليات مصدر تفسير للقرآن وان ذكر مما صح اسناد عن قائله فانما تذكر استشهادا ولا يعتقد ما فيها لاننا اذا اعتقدنا ما فيها نكون صدقناها وخالفنا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال لا تصدقوهم مع ان المنقول عنهم كما قال شيخ الاسلام رحمه الله قال وغالب المنقول عنهم في ذلك مما لا فائدة فيه. تعود الى امر ديني قال كذكر اسماء اصحاب الكهف ما اسماؤهم وكذكر لون كلبهم وهكذا ذكر عصا موسى من اي الشجر كان وذكر اسماء الطيور التي احياها الله لابراهيم وتعيين العضو من البقرة التي ضرب بها ذلك القتيل وقلنا اضربوا ببعضها بماذا ضرب وهكذا تعيين نوع الشجرة التي كلم الله منها موسى قال وغير ذلك مما ابهمه الله في القرآن مما لا فائدة في تعيينه. تعود على المكلفين في دنياهم ولا دينهم ثم ذكر ان نقل ذلك عنهم جائز ولكن لا يكون ذلك تفسيرا للقرآن. انما ينقل استشهادا. واستدل شيخ الاسلام رحمه الله على جواز نقله لقول الله سبحانه وتعالى سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامن كلبهم قال فذكر القولين الاولين وابطلهما بقول رجما بالغيب وذكر القول الثالث وسكت عنه فدل على انه هو الصحيح قال فهذا يدل انه يجوز حكاية اقوالهم مع بيان باطلها وبيان ما فيها من الخطأ وهذا كلام جيد وهذا الكلام الذي ذكره شيخ الاسلام هو الذي سلكه ابن كثير في تفسيره. في كثير من الاحوال ويذكر الخبر من اخبار بني اسرائيل ويقول هذا خبر منكر او يذكر الخبر ويقول هذا الخبر فيه نكارة في قوله كذا وكذا كثيرا ما يفعله الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره ولا تسلم هذه من الكذب الاخبار كما جاء في صحيح البخاري عن معاوية رضي الله عنه انه ذكر كعب الاحبار وكعب الاحبار كان من اليهود من علمائهم فاسلم وعنده علم بالكتب السابقة فجعل يحدث منها فذكره معاوية رضي الله عنه وقال ان كان من اصدق هؤلاء اي اهل الكتاب ان كان من اصدق هؤلاء المحدثين الذين يحدثون عن اهل الكتاب قال معاوية وان كنا مع ذلك لنبلوا عليه الكذب وان كنا مع ذلك لنبلوا عليه الكذب قال ابن الجوزي رحمه الله قال والمعنى ان بعض الذي يخبر به كذب عن اهل الكتاب ان بعض الذي يخبر به كعب عن اهل الكتاب يكون كذبا. لا انه يتعمد الكذب والا فقد كان كعب من اخيار الاحبار نعم فقول معاوية وان كنا لنبلوا عليه الكذب ليس معنى ان الكعب يكذب ولكن المعنى ان بعض ما يخبر به يكون في حقيقة امره كذبا مع انه موجود في كتبهم وهو كذب لانهم زادوا فيها ونقصوا ولذا جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه قال كيف تسألون عن اهل كيف تسألون اهل الكتاب عن كتبهم وكتابكم الذي انزله الله احدث الكتب بالله تقرأونه غظا لم يشب وقد اخبركم الله تعالى انهم زادوا ونقصوا في كتبهم كيف تسألونهم تعتمدون عليها وهذا حاصله ما هو حاصل ذلك؟ هل نفسر القرآن للاخبار الاسرائيلية ونجعلها بيانا لمعاني كلام الله ها لا نعتمده ولا نفسر الايات به ونجزم به وانما اذا ذكر يحكى حكاية على سبيل واذا كان فيه شيء ضعيف ومنكر فانه يبين كما بين الله تعالى الخبر عنهم سيقولون ثلاثة رابع كلبهم ويقولون خمسة سادس كلب قال الله رجما بالغيب والقول الصحيح سكت عنه فاذا اذا حكيت اقوالهم لا تكن حكاية على سبيل التفسير للقرآن والجزم بان هذا هو معنى القرآن ولكن تحكى حكاية وان وجد فيها من الباطل يبين. ولو ذهب الانسان الى عدم ذكرها وخلص تفسير منها فهذا ايضا جيد مع ان لا نستطيع نقول يحرم بالك او لا يجوز او يجب تطهير كتب التفسير منه لما فعله السلف السلف فعلوا ذلك قد جاء ذلك عن جماعة من التابعين بل عن بعض الصحابة انه كان ينقل عنهم وهذا محمول على انه استشهاد لا للاعتقاد بقي المصدر السادس من مصادر التفسير هو التفسير بالرأي والاجتهاد. وسيأتي الكلام ان شاء الله اخ يقول بعض الناس عند الحلف يضع يده في المصحف فما حكم هذا الفعل هذا الفعل غير مشروع احلف دون اخذ المصحف ووضع يديه واخ يقول رجل توفيت والدته يريد ان يحج عنها ولم يحج عن نفسه هل يحج عنها او يوكل اخر يحج عن نفسه ثم يحج عن والدته لقول النبي صلى الله عليه وسلم لذلك الصحابي الذي سمعه يقول لبيك حجا عن شبرمة قال اخ لي او صاحب الليل قال حج عن نفسه ثم حج عن شبرمة واذا كان يريد يستعجل لها ووكل او كان عاجزا ان يحج عن نفسه. لا يستطيع وليس عنده القدرة على ذلك لاباس اذا حج عنها ولو لم يحج عن نفسه اخوني يقول هل يجوز ان تكون العباءة التي تخرج المرأة من بيتها طويلة تغطي قدميها وزيادة وما هو الطول المطلوب للعباءة حديث ام سلمة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من جر ازاره بصرا لم ينظر الا اليه وقالت ام سلمة فكيف تصنع النساء قال يرخينه شبرا قالت اذا تنكشف اقدامهن وقال يرخينه ذراعا ولا يزدن اي من نصف الساق واذا ارخته ذراعا من نصف الساق غطى القدمين وسترها ولا تجعلها طويلة كثيرا بحيث ان ربما تقع عليها وتسقط في الطريق ولا تجعلها قصيرة بحيث تنكشف قدمها اذا خرج تغطي القدم هذا هو المطلوب. كما في هذا الحديث يقول ما الفائدة من الاستشهاد في اخبار بني اسرائيل مع عدم اعتقادها حدث عنهم باخذ العبرة ولا لا يعتقد ما فيه لانه لو اعتقد هيئة صدقها. واذا صدقها خالف الحديث ولا يصدق اخبار بني اسرائيل يقول بعض اهل البدع يأتون للطلاب ببعض الشبه يقول اما ان تقولوا اننا من اهل النار او اننا من الفرقة الناجية. فما جوابكم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كلها في النار ستستعط هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار والمعنى انها تستحق النار ومن كانوا مبتدعا لست انت الذي حكمت عليه بالنهار الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي حكم عليه بالنار فاما ان يستقيم على السنة والا فهو معرض لهذا الوعيد ليس منك انت بل من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ان والا وحي يوحى وقد قال كلها في النار الا واحدة الورقة ينبه فيها الاخ ثابت انه بدأ بحلقة القرآن بعد العشاء من ليلة امس ونكتفي بهذا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك