قل هذه سبيلي. ادعو الى الله اه على بصيرة انا ومن اتبعني. وسبحان الله وما من المشركين. الحمد لله رب العالمين. احمده حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. لا احصيت عليه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد نعم ولا تتم شهادة ان لا اله الا الله الا بشهادة ان محمدا رسول الله. فانه اذا انه لا تزم محبة الله الا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه. فلا طريق الى معرفة ما يحبه وما يكرهه الا من جهة محمد المبلغ عن الله ما يحبه وما يكرهه. باتباع ما به واجتناب ما نهي عنه. فصارت محبة الله مستلزمة لمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتصديقي ومتابعته ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة رسوله في قوله تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم. الى قوله احب اليكم من الله ورسوله. تتمة العقل ان كان وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقتربتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله. هذا فيه محبة ما يحبه الله تعالى في قول المحبة ورسوله وجهاد في سبيله. فتربصوا حتى يأتي الله بامره والله لا يهدي القوم الفاسقين نعم كما قرن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة وقال صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب الرجل لا يحبه الا لله. وان يكره ان يرجع الى الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار. هذا الحديث في الصحيحين من حديث قتادة عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من كن فيه بهن حلاوة الايمان اي حصل بهن حلاوة التي تنتج وتظهر وتترتب على الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما هذا الخلة الاولى والصفة الاولى الله ورسوله احب اليه مما سواهما. وان يحب الرجل لا يحبه الا لله. وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان او ان يقذف في النار. واذا تأملت في هذه الخلال الثلاثة ماذا تجد؟ تجد انها دائرة على محبة الله تعالى ومحبة ما يحب وبغض ما ما يبغض. هذا معناه اول محبة الله ورسوله محبة الله تعالى هي الاصل ومحبة رسوله تابعة الثاني ان يحب الرجل لا يحبه الا لله ما يحبه لمال ولا لقرابة ولا لنسب ولا لجمال ولا لحسن منطق ولا لغير ذلك من الاسباب انما يحبه لله والثالثة ان يكره ان يعود في الكفر وهو ابغض ما يكون من الاعمال لله تعالى ان الله لا يرضى لعباده الكفر. فيكره ما يكرهه الله وتعالى ويسخطه فكانت هذه الخلال الثلاثة كلها دائرة على تحقيق المحبة لله تعالى بمحبته ومحبة ما يحبه وبغض ما يكرهه ويسخطه. طيب هذه حال السحرة لما سكنت المحبة قلوبهم ببذل النفوس وقالوا لفرعون اقض ما انتقى. ومتى تمكنت المحبة في القلب لم تنبعث الا الى طاعة الرب فهذا هو معنى الحديث الالهي الذي خرجه البخاري في صحيحه وفيه لا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به. ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وقد قيل ان في بعض الروايات فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي. والمعنى ان محبة الله اذا استغرق بها القلب واستولت عليه لم تنبعث الجوارح الا الى مرض الرب. وصارت النفس حينئذ مطمئنة بارادة مولاها عن مرادها وهواها. هذا من اعظم الاحاديث واشرفها وهو حديث الولاية قد رواه الامام البخاري رحمه الله من حديث شريك بن عبد الله بن ابي نمر عن ابي هريرة رضي الله عنه عن عطاء بن يسار عن ابي هريرة رضي الله عنه وهو حديث شريف فاضل عظيم بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم ما قاله الله تعالى في شرف الولاية وطريق تحصيله في شرف الولاية وطريق تحصيله. شرف الولاية في قوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى من اذى لي وليا فقد اذنته بالحرب وطريق تحصيلها في قوله صلى الله عليه وسلم وما تقرب الي عبدي باحب الي مما افترضته عليه. ولا زال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه. فاذا احببته كنت سمعه الذي اسمعوا به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها الى اخر الحديث هذا الحديث بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم ما بينه الله جل وعلا في قوله في الحديث الالهي القدسي منزلة الولاية وشرفها بعد ذلك طريق تحصيل هذه الولاية. وفيه ان من تمت محبته لله تعالى كان منبعثا الى ما يحبه الله تعالى ورسوله. لا ينصرف الى غير ذلك. ولذلك قال والمعنى معنى الحديث في قوله فاذا احببت كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ما معنى هذا؟ هل معنى هذا ان الله تعالى يحل في العبد؟ لا تعالى الله عما يقول اهل الحلول علوا كبيرا فالله تعالى بائن من خلقه ليس حالا في شيء من خلقه ولا فيه شيء من خلقه سبحانه وبحمده بل هو العلي الاعلى جل وعلا انما المقصود ما ذكره المؤلف رحمه الله من ان محبة الله اذا استغرق بها القلب يعني امتلأ و ملأت قلب العبد فانها لا يمكن ان يكون بعد ذلك من التصرفات الا ما يحبه الله ويرضاه وهذا معنى ما جاء في الصحيحين من حديث زكريا عن الشعبي عن النعمان بن بشير رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فاذا امتلأ القلب بمحبة الله تعالى فليس فيه لغيره جل وعلا محبة ولا الى سواه نظر ولا الى غيره امل التعلق كان ذلك مالئا للقلب في محبة الله الذي يثمر تمام العبودية والانقياد لله جل وعلا هذه المعاني يا اخواني معاني يحتاج العبد ان يتأملها ويفتش هل هو ممن تحققت في هذه الصفات؟ فاذا كان قد تحققت فيه هذه الصفة فليحمد الله وليعلم انه وعلى خير ان شاء الله الثبات والزيادة. وان كان قد قصر فليبادر ما دام في العمر مهلة. العمر ليس ممتدا ولا باقيا. والايام تمضي والليالي تنقضي فاذا لم نبادر الى اصلاح قلوبنا وعلى اقل الاحوال ان لم نبلغ هذه المنازل نقصدها بالنية الصالحة ونسير الى تحقيقها والانسان يبلغ بنيته الصادقة ما لا يبلغ بعملي والذين ومن يخرج من بيتي مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله فضل الله واسع نسأل الله ان يعيننا واياكم على بلوغ هذه المنازل من يعبد الله على حرف اكبر. ان اصابه خير اطمأن به. وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر ترى الدنيا والاخرة. هذي كلمة نفيسة عالية ذكرها الشيخ عبد الرحمن ابن رجب ونقلها الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في بعظ كتبه فهذا اعبد الله لمراده منك يعني لتكون عبادتك له جل وعلا لتحقيق ما يطلبه منك لمرادك منه يعني لا لتحصل ما تريده منه. بعض الناس يعبد الله تعالى حتى يحصل مكاتبه التي يريدها. فمثلا يصل رحمه ليس له غرض في صلة الرحم الا ان ينسأ له في اثره يبسط له في رزقه هذا ما عبد الله لمراده منه لمراد الله من العبد انما عبد لما يطلبه هو من نتائج العبادة. بعض الناس يعبد الله تعالى لما يدركه من نتائج العبادة في الدنيا. ولا شك ان هذا ينقص الاجر نقصا بينا اذا لم يكن في قلبه الا تحصيل هذا الاجر الدنيوي. كالذي يجاهد مثلا لتحصيل الغنيمة فقط. هذا ليس له في دنيا ولا في اخرته الا ما حصل من الغنيمة. اما الذي يجاهد مرضاة لله تعالى لاعلاء كلمته. وابتغاء وجهه جل وعلا فهذا الذي يؤجر على عمله وما اتاه من ثمار ذلك في الدنيا لا ينقص من اجره اذا كان صادقا في رغبته وفي بعض الاحاديث ما يدل على انه قد يكون نوع تعجل للاجر لكن لا شك انه اذا صدقت النية فلن ينقص ذلك من اجره شيئا. اعبد الله مراده منك يعني ما يطلبه منك من تحقيق العبودية والذل له جل وعلا لا لمرادك منه يعني لا لما تقصده انت من تحصيل المكاسب الدنيوية. فمن عبده اي عبد الله لمراده اي لمراد العبد من الله تعالى فهو ممن يعبد الله على حرف يعني على طرف وعلى جرأة ان اصابه خيرا اطمأن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة. ومتى قويت المعرفة اي تمت المعرفة بالله تعالى قلبه والمحبة له جل وعلا لم يرد صاحبها الا ما يريد مولاه يعني لم يكن في قصده وعمله الا ما يقربه ويعلي درجته ويكون مراده ما يريده الله تعالى حتى يصدق عليه اصبحت منفعلا لما يختاره مني ففعلي كله وطاعات حقيقة يعني كله اي فعله من حيث الطاعة والعبادة لا من حيث ما يذكره اصحاب البدعة من ان كل ما يكون من عبد من طاعة ومعصية فهو طاعة لله عز وجل كما يقوله الجبرية. المقصود انه اذا اخلص يعني قد لا يصح الاستشهاد بهذا البيت في هذا المقام لانه تجد به الجبرية على ان كل افعال العباد آآ مرادة لله تعالى انما المقصود انه اذا اراد العبد كمال العبودية اعبد الله تعالى مخلصا له في عبوديته واذا كان كذلك فسيكون كل فعله داخلا في قوله صلى الله عليه وسلم كن وسمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. ومتى قويت المعرفة والمحبة لم يرد صاحبها الا ما يريد مولاه. وفي بعض الكتب السالفة من احب الله لم يكن شيء عنده اثر من رضاه ومن احب الدنيا لم يكن شيء عنده اثر من هوى نفسه. وروى ابن ابي الدنيا باسناده عن الحسن قال ما نظرت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى انظر على طاعة الله او على معصيته فان كان الطاعة تقدمت وان كانت معصية تأخرت. هذه منزلة كبرى وعالية نقل هذا عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه وعن غيره من الصحابة وهو التفتيش في النية والنظر فيها في كل حركة وسكنة نسأل الله ان يجعلنا من خالص اوليائه وان يرزقنا واياكم سلوك سبيل عباده المتقين نعم. وروى ابن ابي الدنيا باسناده عن الحسن قال ما نظرت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى انظر على طاعة الله او على معصيته فان كانت طاعة تقدمت وان كانت معصية تأخرت. هذا حال خواص المحبين الصادقين الله هذا فانه من دقائق اسرار التوحيد الغامضة والى هذا المقام اشار النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته لما قدم المدينة حيث قال احبوا من كل قلوبكم قد ذكرها ابن اسحاق وغيره فان من امتلأ قلبه من محبة الله لم يكن فيه فراغ لشيء من ارادات النفس والهوى والى ذلك اشار القائل بقوله اروح وقد ختمت على فؤادي بحبك به سواك فلو اني استطعت غضبت طرفي فلم انظر به حتى اراك. احبك لا بعضه بل بكل وان لم يبق حبك لي حراكا. وفي الاحباب مخصوص بوجد. واخر يدعي معه اشتراكا اذا اشتبكت دموع في خدود تبين من بكى ممن تباكى. فاما من كاف يذوب وجدا وينطق بالهوى من قد شاك. متى بقي للمحب حظ من نفسه فما من المحبة الا الدعوة. انما المحب من يفنى عن هوى نفسه كله. ويبقى بحبيبه فبيسمع وبي يبصر القلب بيت الرب وفي الاسرائيليات يقول الله ما وسعني سمائي ولا ارضي ووسعني قلب عبدي المؤمن. فمتى كان القلب فيه غير الله فالله اغنى الاغنياء عن الشرك. وهو لا يرضى بمزاحمة اصنام الهواء الحق غيور يغار على عبده المؤمن ان يسكن في قلبه سواه او يكن فيه شيء ما يرضاه. هذا الكلام النفيس من المؤلف رحمه الله فيه بيان ثمار التوحيد. وان التوحيد الذي يجب على المؤمن ان يسعى في تحقيقه وان يحاكم نفسه اليه ليس مجرد معلومات نظرية لا اثر لها في سلوكه ولا في عمله ان التوحيد الذي يجب على المؤمن ان يحققه وذلك الذي يثمر الصدق الرغبة وسلامة النية وصحة القصد فان التوحيد اصله محبة الله تعالى اذا كمل في قلب العبد محبة الله تعالى صلح وافلح وانجح وبلغ من المنازل والدرجات ماذا يمكن ان يبلغه بغير هذا السبيل فالقلب مضطر الى محبوبه الاعلى. فلا يغنيه حب ثاني وصلاحه وفلاحه ونجاحه تجريد هذا الحب للرحمن اذا جرد الحب لله تعالى وكمله في قلبه فانه لابد ان يأتي ببقية المراتب التي يتم بها توحيده ليس التوحيد الذي يجب على المؤمن ان يحققه هو مجرد معلومات نظرية او كلمات طائشة ينظف فيها الانسان الفرق اين كذا وكذا من المعلومات انما هو قيود يقيد بها طريقه ويثبت بها قلبه على طريق الهدى ولذلك كان المتقدمون قد تحققوا بالتوحيد مع عدم وجود هذه الظوابط الكثيرة التي ندرسها وندرسها لكنهم قوم ظبطوها ظبطوا هذه العلوم بحقائقها وان غابت عنهم. ترتيباتها وتقسيماتها وليس عيبا ان يقسم الانسان مرتب او ينظم لكن العيب هو ان نشتغل بهذه التقسيمات. وهذه الظوابط وهذه الشروط ثم يغيب عنا معناها ولا ندرك ما فيها من المعاني التي هي المقصودة بان يحقق العبد التوحيد لله تعالى صدقا بتمام الانقياد له. يقول المؤلف رحمه الله بعد ما ذكر عن الحسن يقول رحمه الله هذه حال خواص المحبين. الصادقين فافهموا رحمكم الله هذا فانه من دقائق اسرار التوحيد الغامضة. والى هذا المقام اشار النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر السر في كون الاخلاص يرتبط بالمحبة. يقول رحمه الله فان من امتلأ قلبه من محبة الله لم يكن فيه فراغ شيء من ايرادات النفس والهوى هذا ارتباط الاخلاص بالمحبة اذا كمل في قلب العبد محبة الله تعالى وامتلأ قلبه بالتعلق به فليس فيه نظر الى سواه. ولا رغبة الى غيره فانه لا بد ان يثمر اخلاصا في عمله الا يكون له قصد الا الله جل وعلا. ولذلك متى تمت محبة الله جل وعلا في قلوب عباده؟ فانه ليس لهم الى سواه التفات ولا الى غيره قصد. بل قصدهم ربهم الذي يحبون. قصدهم الله الذي امتلأت قلوبهم محبته والاقبال عليه وبهذا يتبين ان كمال التوحيد انما يكون بكمال المحبة وانما يكون بكمال التعظيم وعبادة الرحمن غاية حبه مع ذل عابده هما قطبانه هذان هما ركنا اوساق التوحيد اللذان يقوم عليهما عقد العبد وتوحيده فاذا صححه ما صح عنه ثم قال رحمه الله متى بقي للمحب حظ من نفسه بعد ان ذكر الابيات؟ متى بقي للمحب حظ من نفسه فما بيده من المحبة الا الدعوة فكان يقصد تسكن اليه نفسه وما يرغبه هواه فليس معه من المحبة الا الدعوة والدعاوى ان لم تقيموا عليها بينات ابناؤها ادعية وانما المحب من يفنى عن هوى نفسه كله. المحب الصادق هو الذي يخرج من قلبه. كل محبة خارج عن محبة الله تعالى فليس في قلبي الا محبة الله ومن محبة الله تعالى ان يحب ما يحبه قال ويبقى بحبيبه ثم يحقق تلك المنزلة العظمى والمرتبة العليا فبي يسمع وبي يبصر. ذاك الذي تضمنه الحديث الشريف حديث الولاية الذي تقدم الكلام عليه فان تلك الثمرة لا تكون الا بعد تكميل المحبة. ثم ذكر آآ ما في الاسرائيليات والاسرائيليات تذكر ويراد بها الاستئناس وليس المقصود بها الاستشهاد ما وسع عن السماء والارض وسعني قلب عبدي المؤمن فمتى كان القلب فيه غير الله الله اغنى الاغنياء عن الشرك. وهذا في غاية الترهيب. ومنتهى التحذير ان يكون في قلبك سوى الله تعالى. من المقاصد فان الله تعالى اغنى الشركاء عن الشرك لا يقبل مكانا لا يقبل عملا فيه شركة وفيه مزاحمة فالله سبحانه وتعالى جل واغنى من ان يزاحم في شيء من الاشياء. ولذلك جاء في الصحيح من حديث العلا بن عبد الرحمن عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته من شركه. فاحذر ان يكون في بك غير الله جل وعلا. وهذا يا اخي ليس بانفعال ساعة وتأثر دقيقة انما هذا بدوام المراقبة. لا يتحقق هذا الا بان يكون الانسان كان رقيبا على قلبه دائما النظر في تقلباته واحواله. فالقلب له احوال له اقبال وادبار له نشاط وظعف له اخلاص وغفلة فينبغي للمؤمن ان يكون دائما نظر في هذا القلب. مديم التأمل في احواله وتقلباته. واذا شئت ان تعرف هذا فانظروا في حال النبي صلى الله عليه وسلم. فعائشة تقول كانت اكثر ايمان النبي صلى الله عليه وسلم اي ومصارف القلوب. لا ومصرف القلوب وهذا يدل على ان النبي صلى الله عليه وسلم دائم الاستحضار لهذه الصفة وهو تصرف القلوب وتغيرها من حال الى حال. ثم ذكر رحمه الله قال الحق المقصود به الله جل وعلا غيور يغار على عبده المؤمن ان يسكن في قلبه سواه او يكن فيه شيء ما يرضاه اي شيء لا يرضاه جل وعلا. نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد