وجعلنا في امة سيد الانام صلى الله عليه واله وسلم. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له لا رب سواه واشهد ان سيدنا ونبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله ونبيه ومصطفاه. اللهم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه. الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. الحمد لله الذي اكرمنا بالاسلام وعلمنا الحكمة صل وسلم وبارك عليه وعلى آل بيته وصحابته ومن استن بسنته واهتدى بهديه واتبع اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد فهذا مجلس متجدد من مجالس دراسة شمائل المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم. شمائل نبيكم ايها المسلمون علم وخير وهدى ورحمة. شمائل نبيكم صلى الله عليه وسلم يجد فيها المسلم وصف وسنته واحواله عليه الصلاة والسلام. شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم توقف المسلم على توقف على قدر كبير من هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام. في قوله وفعله وهيئته. فيفتح بابا عظيما للمسلم يحب ان يقتدي بنبيه عليه الصلاة والسلام. ثم هذه ليلة شريفة مباركة. هي ليلة الجمعة. حيث ندبنا فيها معشر المسلمين الى الاكثار من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فعل مجلسا كهذا يحملنا على الاستكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وآله وسلم. فنزداد خيرا على خير وبركة على بركة ورحمة على رحمة. فهذا مجلس علم ومجالس العلم في بيوت الله تحفها الرحمات وتغشاها الملائكة وتنزل عليها السكينة. والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ما هي الاخرى كذلك باب واسع من ابواب تنزل الرحمات. لان المسلم كلما صلى على نبيه صلى الله عليه وسلم صلاة الله عليه بها عشرة وصلاة ربكم على عبد من عباده رحمته وذكره الحسن والثناء عليه في الملأ الاعلى وبين الناس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة كهذه تروي قلوب المحبين للنبي عليه الصلاة والسلام. فلربما شغل بعضنا كثير من اعمال الحياة وصخبها طيلة ايام الشهر والاسبوع والسنة. فتأتي ليالي الجمعة وايام الجمعة فتزيد المحبة قربا من نبيه عليه الصلاة والسلام حين يستكثر من الصلاة والسلام عليه. فان القلوب تصدأ وجلاء الصدأ للقلوب كثرة ذكره لا والقلوب ايضا تظمأ. ولي ظمأها كثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فيجب المسلم المحب في ليالي الجمع وايام الجمع فرصة ان يغترث فيها بالقرب من محبه صلى الله عليه وسلم بكثرة الصلاة والسلام عليه. نحن قوم اكرمنا الله بالاسلام. وشرفنا بهذا الدين وافتخرنا ايما افتخار بهذا النبي العظيم صلى الله عليه واله وسلم فحق لكل مسلم اعتز بهذا الافتخار واعتد بهذا الانتماء لهذا الدين العظيم والنبي الكريم ان يجد في يومه وليلته وسائر ايام حياته ما يعلن به افتخاره هذا. ويشهر بذلك ايضا فرحته بالانتماء الشريف الجليل الذي يعيشه المسلم وآية ذلك في بعض معالمها هي كثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نحن قوم اكرمنا الله بهذا الدين وبالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم. ونحن قوم ما شهدنا صحبته عليه الصلاة والسلام ولا تشرفنا بادراك الايام الوضيعة التي عاشها صاحبه الكرام رضي الله عنهم اجمعين. لكننا لا زلنا على امتداد من اثر النبوة ونقترف من ذلك الارث المحمدي الكبير. فالسنن محفوظة والرواية عنه منقولة صلى الله عليه وسلم. وهي بين ايدينا اليوم نتعلم فيها وندرسها ونقرأها ونغترف من معينها. لم يحظى احدنا بصحبته عيانا صلى الله عليه وسلم فلم يجلس مجلسه ولم تكتحل عينه برؤيته لكنه ورث من خلال الرواية المنقولة عن الصحب الكرام رضي الله عنهم قدرا كبيرا من وصفه صلى الله عليه وسلم. وعندئذ يتأتى لاحدنا ان يملأ عين بصيرته ان لم تنتحل عين بصره. ان يملأ بصيرته بذلك الوصف الذي حكاه الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لكأنك تراه. فالشمائل المحمدية ودراستها توقف المسلم على هذا الباب الكبير. لما يقف على الرواية الدقيقة المفسرة المفصلة التي ينقل فيها الصحابة شأنه عليه الصلاة والسلام. وينقلون فيها ايضا هيئته عليه الصلاة والسلام. وينقلون ايضا سائر احواله في ادق تفاصيلها وجزئياتها توقفك على ذلك الوصف كأنك حاضر مجلسه عليه الصلاة والسلام كأنك حاضر ايامه ستعيش ذلك النفس الذي نقله الصحابة رضي الله عنهم في كل ما يتعلق بهديه عليه الصلاة والسلام. اما انهم والله الذي لا اله الا هو قوم قوم امنة اوفياء. اعني الصحابة رضي الله عنهم. ومن تمام امانتهم ووفائهم برسول الله صلى الله عليه وسلم فوق ما بذلوا من تضحية ونصرة وحب وفداء من تمام وفائهم وامانتهم نقلهم لذلك الارث المحمدي الى الامة من بعدهم. فقد ادوا ما عليهم رضوان الله عليهم اجمعين. وحق لنا جميعا معرفة اقدارهم وحق لهم ايضا المحبة الوافرة في القلب وتلكم من اصول علامات اهل السنة سلكنا الله بها سبيلهم اجمعين. فاذا كان الصحابة رضي الله عنهم وهم اشراف هذه الامة وخيرها على الاطلاق. اذا كانوا قد ادوا ما عليهم من تمام الامانة والوفاء في حق المصطفى عليه الصلاة والسلام فأورثونا بين ايدينا تركة كبيرة. وارثا عظيما ميراثا نبويا فاخرا والله. مليء بالأحكام والعقارات والاداب مليء ايضا بكل ما يحتاجه المسلم حتى يعيش حياة مستقيمة ملوها الطهر والعفة والنقاء. ادوا ما عليهم رضي الله عنهم فيبقى الذي علينا نحن يا اتباع صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في اخريات هذه الامة المحمدية المباركة يبقى الواجب المتعلق بنا ان ننكب على ذلك الارث. وان نغترث منه وان نقلبه وان نفتشه ان نبحر في اعماقه وان نستخرج تلك الدرر والكنائس والنفائس التي اورثنا اياها ذلك الجيل الكريم. ان فيها والله ان فيها خيرا عظيما لكل مسلم يقبل على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فوالله ما عاش مسلم على سنة الا عاش على خير على خير وال امره في الاخرة الى خير. ولا ابتعد مسلم عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. ما ابتعد عنها ولا رغب عنها او قصر وفرط فيها الا كان على حساب نفسه. فذلك المغبون حقا ان يكون بينه وبين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مسافة وان يكون بينه وبين سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم خندق وان يكون بينه وبين شمائل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة اوصافه واحواله وسمته وهيئته وكل ما يتعلق بحياته عندما يكون بيننا وبين ذلك حجاب او ستار او مسافة فنحن اول من نخسر معنى الحياة الحقيقي في معزل عن معرفة حقيقة هديه عليه الصلاة والسلام. فما تتم حياة المسلم ولا يكمل روح الحياة فيها ولذتها وطيب العيش فيها الا بالاخذ من سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتطبيق ذلك الهدي النبوي الكريم في سائر انحاء الحياة دراسة الشمائل ايها المحبون لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم. دراسة الشمائل تعطيكم ذلك القدر العظيم العلم بهديه وهيئته وسمته وسائر احواله وخواص شأنه عليه الصلاة والسلام. فتورثه بذلك محبة ويورثكم ايمانا متزايدا عظيما. ثم بعد ذلك الطريق السالك الى سبيل السنة والعمل ليحيا المسلم عليها ويموت عليها. لا يزال حديثنا موصولا في الباب الاول الذي صنعه الامام الترمذي رحمه الله في شمائله ونحن نقرأ مختصره للشيخ الالباني رحمه الله باب ما جاء في خلقه صلى الله عليه وسلم. وقد ضيع مجالس متعددة مع حديث هند بن ابي هالة رضي الله عنه ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وذلك الحديث المشتمل على جمل متعددة وانحاء متفرقة التحق بها في الرواية ما رواه الحسين بن علي رضي الله عنه وعن ابيه عن ابيه علي رضي الله عنه في بعض اوصاف ما يتعلق بمجلسه ومدخله ومخرجه وجلسائه صلى الله عليه واله وسلم بقي لنا في المجلس الماضي جملتان اخيرتان في هذا الحديث حتى ننطلق منها الى باقي الاحاديث التي ساقها الامام الترمذي رحمه الله في هذا الباب وذلك عند قوله ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته حتى ان كان اصحاب لا يستجلبونهم نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. واصطفت والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم. واذا تكلم اطرق جلسائه كأنما على رؤوسهم الطير فاذا سكت تكلم لا يتنازعون عنده الحديث. ومن تكلم عنه حتى يكره حقيقة حديث قبولهم يضحك مما يضحكون منه ويتعجب مما يتعجبون منه ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته حتى اذا كان اصحابه ليستجلبونهم ويقول اذا رأيتم طالب حاجة تطلبها فارشدوه ولا يقبل الثناء الا من نكاف ولا او على وقد يقطع على احد حديثه حتى يجوزا بنهي او قيام. نعم. هذه تتمة حديث او رواية الحسين بن علي عن ابيه رضي الله عنهما في في حديث وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم. وآخر جملة وقفنا عندها في المجلس الماضي قوله رضي الله عنه ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته. وقد تقدم ان نبيكم صلى الله عليه وسلم قد اتاه الله عز وجل من سعة القلب الصدر لا اقول ما وسع اصحابه بل ما وسع الامة باسرها. فكان عليه الصلاة والسلام لينا. قريب التناول سهل المأخذ للغريب والقريب. للصاحب والمسافر والقادم من بعد. الجميع يجده عليه الصلاة والسلام قريب التناول منخفض الجناح لين التعامل. فكان فيما ذلك الغريب ايضا فاذا اتاه وربما كان للغريب من عدم معرفة بما يجب عليه في التعامل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فربما صدرت منه الجفوة او سوء التعامل او تجاوزوا ما ينبغي من اللائق به في التعامل معه عليه الصلاة والسلام فلا يجد الا صبرا واحتمالا منه عليه الصلاة والسلام وكان الصحابة رضي الله عنهم يفرحون بقدوم الغريب. لان الغريب يأتي وفي جوفه اسئلة ينثرها بين يدي رسول الله عليه الصلاة والسلام فيستفيد الصحابة من تلك الاسئلة ما يجدون من جوابها علما وايمانا وادابا واحكاما. وذلك ان الصحابة رضي الله عنهم كانوا يحملون في قلوبهم من الهيبة والاجلال والتوقير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحملهم على تهيب على السؤال بين يديه. لكنه ما منعهم ذلك كله من ان يسألوا علما يحتاجون اليه. او مسألة هم بحاجة الى معرفة بها لكن الادب والتوقير والتعزير لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ادبهم الله به لتؤمنوا بالله رسوله وتعزروه وتوقروه كان ذلك هو الحامل لهم رضي الله عنهم على التهيب عن السؤال. فيفرحون بالغريب اذا قدم ويجدون في مسائلته لرسول الله صلى الله عليه وسلم بابا عظيما من العلم والايمان والحكمة والادب فيتعلمون منهم والجواب ويجدون ايضا في الاجابات قدرا كبيرا مما يفرحون بتعلمه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال رضي الله عنه اي منسوبا الى رسول الله عليه الصلاة والسلام. اذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فارشدوه. من الرفد وهو العون والمساعدة. وفي رواية فارشدوه. اي دلوه على ما يقضي به حاجته. وما يصل به الى تحقيق بسؤله ومبتغاه. الحديث في هذه الجملة لا يصح سندا عند المحدثين. لكن في نصوص السنة شواهد اخر لهذا المعنى في عموم اعانة المحتاج واغاثة المكروب ولهفة ذي الكربة والغمة والمصيبة دلت نصوص الشريعة المتكافئة على وقوف المسلم مع اخيه المسلم. وانه من كان في عون اخيه المسلم كان الله في عونه. ومن نفس عن مسلم كربة تتنفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر يسر الله عليه امره في نصوص كثيرة تدل على هذا المعنى ولعل من الشواهد في ذلك ايضا قوله عليه الصلاة والسلام اذا جاء طالب حاجة بين يديه يقول لاصحابه اشفعوا تؤجروا يقضي الله على لسان نبيه ما شاء. فيرشد اصحابه الى المبادرة في اعانة المحتاج. والحديث كما قلت وان كان بهذا اللفظ في الجملة المذكورة انفا لا يصح الا ان اصله ثابت في عديد من اوجه السنة الصحيحة الثابتة التي تدل على معنى كبير اصبحنا نفتقده الى حد كبير في حياتنا اليوم. هو المبادرة الى اعانة المكروب والمحتاج قبل ان يطرق الباب. وقبل ان يسأل ان من حق اخينا المسلم على احدنا ان يحمي ماء وجهه من الذلة والسؤال. والا يجعله يمد يده ويمد يده محتاجا فذلك اوجب في السعي الى التحرك نحوه اغاثة كربته. يا احبة اذا كان هذا شأن المسلم الفرد وحقه الكبير على الامة المبادرة الى مساعدته وقضاء حاجته واغاثة كربته اجابته ونجدته عندما يكون ملهوفا اذا كان هذا حق مسلم فرد واجب على الامة ان يقوموا به. فما بالكم بحاجة امة ومجتمع وبلد باكمله يكون مكروبا او محتاجا او مظلوما او مضطهدا فذلك اوجب والله العظيم نعيش في زمن معاصر كاليوم ونجد فيه امة من امم الاسلام في بلدة من البلاد. تعيش كربة وبلاء واضطهادا وظلما وعدوانا فان الواجب يتأكد والله. والامانة تعظم. وتبوء الامة بالاثم عندما تتقاصر عن هذا الدور. وعندما تعجز ان تمد يدها باعانة وقرب وتفريج كربة واغاثة ملهوف. عندما نجد في البلدان التي يأن فيها المسلمون من في ذكر الصعقة يوم القيامة ويذكر نفخة الصور وقول الله تعالى ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من يا الله ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون. فيذكر صلى الله عليه وسلم نفخة البعث التي يبعث فيها وطأة الظلم والعدوان. هل نحكي عن اخواننا المسلمين في فلسطين؟ ام في بلاد الشام؟ ام العراق؟ ام في كثير من بلاد الاسلام التي لا يزال اهلها وهم اخوتنا في الملة والعقيدة. يشهدون شهادتنا ويستقبلون قبلتنا. ويدينون بملتنا لهم من الحق ذلك الحق العظيم الذي ذكره نبيكم صلى الله عليه وسلم لمسلم واحد فرد ان يكون احدنا حاضرا في اغاثته مسرعا في نجدته فما بالكم بامة تئن؟ فاطفال يتمون ونساء ترمل وعجائز مستضعفون الذين ينادون ليل نهار نهار وهم لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا. ربنا اخرجنا من هذه القرية الظالم اهلها. واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك الا فاعلموا رعاكم الله ان اقل ما يعجز عنه العاجز فينا اليوم ان يذكرهم في دعواته في كل الاوقات في ذلك كالذي لا يعجز عنه مسلم. ولذلك قال نبيكم صلى الله عليه وسلم اعجز المسلمين او الاعجز منا من عجز عن الدعاء. ان تعجز عن الدعاء لاخوانك وان تذكرهم في جوف دعواتك في جوف الليل وبين الاذان والاقامة وفي صلاتك. فانت منصرف تماما لا تحمل لهم هما ولا تذكروا لهم ايضا شيء يتعلق بهم. وهذا من حقوق المسلم على اخوانه. تجدون في شمائل نبيكم صلى الله عليه وسلم. العناية الكبرى باحوال الافراد من صحابته. فالفقير يأتيه يسأل ما يسد به حاجته. والمكروب يأتيه صلى الله عليه وسلم اسألوا ما يفرج به كربته كان يعلمنا عليه الصلاة والسلام ان الواجب على احدنا تجاه اخوانه المسلمين ان يكون حاضرا يعيش همهم ويؤدي حاجتهم ويسارع مبادرا في قضاء ما يعينهم على عبادة ربهم في هذه الحياة. يقول رضي الله عنه في تمام حديثه في الجملتين الاخيرتين ولا يقبل الثناء الا من مكافئ. يقصد بذلك ان نبينا صلى الله عليه وسلم كان لا يقبل مدح المادحين عليه الصلاة والسلام. وهو احق من مدح على وجه الارض على الاطلاق. ومع ذلك لا يقبل مدحا ولا يرضى عليه الصلاة والسلام تواضعا واخباتا لا يرضى صلى الله عليه وسلم ان يذكر مدح صريح يقال في مجلسه عنه عليه الصلاة والسلام. لما قال له القائل انت سيدنا وابن سيدنا وخيرنا وابن خيرنا قال قولوا بقولكم او ببعض قولكم لا يستجرينكم الشيطان. فانما انا ابن امرأة كانت تأكل وتستفيد. يقصد عليه الصلاة والسلام انه لا ينبغي ان يحمل على التعاظم الذي يفضي الى الغلو في حقه عليه الصلاة والسلام. الغلو الذي يرفعه فوق منزله مرفوض واول من رفضه هو عليه الصلاة والسلام. رفض عليه الصلاة والسلام ان تعلى منزلته فوق درجة النبوة المحفوفة بالبشرية عندما يظن مسلم ان من تمام حبه للنبي صلى الله عليه وسلم وان من عظيم مدحه ان جاوز به العبارات ويبالغ في الاطراء حتى يبلغ به درجة درجة تفوق درجة البشر ويتجاوز به رتبة البشرية فذلك مبدأ مرفوض. واول من رفضه كما قلت هو نبيكم صلى الله عليه وسلم. لا يجوز لمسلم ان نتحدث عن نبيه صلى الله عليه وسلم بدافع المحبة فتقع قدمه فيما لا يجوز شرعا. نعم نحن نحبه ونذكر له من الاوصاف والخلال والمنزلة الرفيعة ما ثبت له عليه الصلاة والسلام. وهنا يجب ان تفهموا مسألتين. احداهما ما ثبت له عليه الصلاة والسلام من المنزلة والمكانة والرتبة وما ثبت له من الخصال والخصائص والحقوق عليه الصلاة والسلام فهذا تحدث فيه كما شئت. واملأ قلبك فيه كما شئت. وحدث الناس فيه بما شئت. بل احمل الأمة من ورائك. على ان تعرف فهذا القدر وان تقوم بهذا الدور وان تحمل هذا الواجب العظيم تجاه نبيها صلى الله عليه وسلم. اما المسألة الاخرى فهو الذي يجب ان نفهمه من موقفه عليه الصلاة والسلام لما يرفض مدح المادحين يقول له القائل انت سيدنا يا ابن سيدنا فيأبى ذلك عليه الصلاة والسلام ويقول لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم. انما انا عبد فقولوا عبد الله ورسوله. ويقول عليه الصلاة والسلام لما ما جلس الصحابة يفاضلون بين الانبياء ففضلوه صلى الله عليه وسلم فيقول لا تفضلوني على يونس ابن متى مع انه افضل عليه الصلاة والسلام. والله عز وجل يقول تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض. ويذكر في تمام تواضعه عليه الصلاة والسلام تفضيله على موسى ابن عمران فيشير في حديث ما يحمل الناس على الاقلال من المبالغة في شأنه عليه الصلاة والسلام الخلائق بعد نفخة الصعق يقول فاكون في اول من يفيق فاذا موسى ابن عمران اخذ بقوائم العرش فلا ادري قبلي ام كان ممن استثنى الله؟ نبيكم صلى الله عليه وسلم مع بلوغه المنزلة التي ما بلغها ملك مقرب لا نبي مرسل كان يحمل نفسه صلى الله عليه وسلم على تمام التواضع في ذاته ويحمل الامة على التواضع في شأنه عليه الصلاة والسلام دعونا من هذا كله واخبروني اي باب زيف به الشيطان على بعضنا اليوم؟ لما احب ان يفتخر بما اوتي ما لم يؤتى بعضنا ادمن ثناء الناس ومدحهم. فاذا افتقده فكأنما انقصوه حقا واجبا. كان يجب ان يقولوه من اجله واذا فقد العبارة التي يرفع بها الى عنان السماء ظن ان الناس لم تعرف قدره. ثم هو يوحي صراحة او بطريقة غير مباشرة انه يجب ان يكون الممدوح قياما وقعودا. بعض الناس الف هذا وادمنه. فنقول لكل هؤلاء كن كما شئت وابلغ في العظمة في منازل البشر ما شئت ملكا او سموا او مرتبة رفيعة لم يبلغ احد من البشر منزلة فوق منزلة صلى الله عليه وسلم. فلما قال له القائل انت سيدنا ابا عليه الصلاة والسلام. ولما فضلوه على بعض الانبياء كموسى ويونس عليهما السلام ارشدهم الى التأني في ذلك والتأتي في العبارة عليه الصلاة والسلام. اما انه والله الذي لا اله الا هو امام الانبياء وسيد البشر وهو القائل عليه الصلاة والسلام وانا سيد ولد ادم ولا فخر. فهو سيدهم على الاطلاق عليه الصلاة سلام لكنه كان يعلمنا بهذا المبدأ العظيم. كيف لاحدنا ان يعيش حياته؟ ان كان ان كان في مرتبة عظيمة ومنزلة الرفيعة كيف يتعامل مع هذا المكانة؟ وكيف يجب ان يتعامل مع ثناء الناس ومدحهم واطرائهم ومبالغتهم؟ لا بد ان يعرف المسلم المسلم المتبع لسنة رسوله عليه الصلاة والسلام. ان الناس لا يقبلون على مدح الا ابتغاء قصد من فيتقربون بذلك المديح الى مسؤول او سلطان او عظيم او كبير. رجاء منفعة. فما كان من هذا الباب فخذ من النفاق ما يكون ابلغ من الصدق في العبارة. فاي شيء يفرح به؟ لكنه مرض يقع في بعض القلوب اجاركم الله. فتألف مثل هذا ثناء بل تستجلبه تستجلبه وتدعو اليه وترى عند غيابه نقصا وفقدا لحق واجب لابد ان يكون مذكور مشهورا معلنا فهذا مبدأ يعيش عليه بعض الناس لما غاب عنهم هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم وليت شعري لو احد هؤلاء زمنه عليه الصلاة والسلام. فتصاغرت عظمته بجوار عظمة المصطفى عليه الصلاة والسلام. وتلاشت من الموهومة في حضرته عليه الصلاة والسلام. سيعرف اي قدر موهوم زائف كان يغشاه. واي باب عظيم من الزيف اتاه الشيطان من خلاله فعاش في ذلك الوهم الكبير. في المقابل امرنا معشر المسلمين ان نكون مقتصدين في مدح من نحب ان نمدح رفض وابى عليه الصلاة والسلام ان يبلغ المسلم بمدح اخيه عبارة يقولها في وجهه. لانه يكسر بذلك ظهره وقال اذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم الترة. ويرفض عليه الصلاة والسلام لما سمع قول رجل يمدح صاحبه بعبارة استرسل في اطلاقها قال له مهلا فقد كسرت عنق صاحبك. يقصد ان مبالغة المرء في مدح اخيه المسلم تورث العجب في قلب اخيه والعجب اذا دخل القلب افسده. وكان عليه الصلاة والسلام يراعي في ذلك كله اكمل الاحوال التي تعيشها عليها امته. فكان نبيكم صلى الله عليه وسلم لا يقبل الثناء الا من مكافئ يقصد لا يقبل الثناء بحضرته الا من مقولة انسان اقتصدوا في العبارة ويتوسط فيها ويذكر ما يستدعيه المقام. فاذا تجاوز ذلك وقف له صلى الله عليه وسلم رحم الله مسلما طبق هذه السنة. فاذا سمع مدح المادح وثناء المثني عليه استوقفه. وابى ان يسترسل معه فضلا عن ان يقبله او يفرح به. او ينتفخ به رأسه وتنتفش به نفسه. ابو بكر رضي الله عنه لما عاش في خلافته وقد تبوأ رتبة الخلافة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الامة كان يعيش هذا المبدأ الكبير وكذلك سائر الصحابة فكان احد لا يفتخر بشيء ولا يلوي على شيء ويشعر انه احوج الى رحمة الله وافقر الى عفوه ورضاه. ذلك مبدأ نحتاج اليه. كان ابو بكر رضي الله عنه اذا مدح. وقيل في وجهه كلام لا يستطيع دفعه. او اذا استوقف صاحبه فالكلمة قد بلغت الابل واذا دخلت الاذن وقعت في القلب فكان يدفع ذلك رضي الله عنه بدعوة لطيفة بدعوة لطيفة يدفع بها اثر هذا المدح من قلب المسلم يقول اللهم اجعلني خيرا مما يظنون. واغفر لي ما لا يعلمون. يقصد رضي الله عنه انه انه في رتبة اقل مما ظنها المادح. وان الله ستر ولطف واخفى من عيوبه ما جعل المادح يمدحه. فانظر الى هذا المعنى الذي يستشعره رجل كابي بكر رضي الله عنه اعظم الامة ايمانا واعظمها فقها ودراية بمثل هذا الباب. يقول رضي الله عنه في تمام حديثه ولا يقطع صلى الله عليه وسلم على احد حديثه حتى يجوزا. يجوز ان يجاوز كلامه يعني لا يقطع على المتكلم كلامه حتى ينتهي. حتى يفرغ من العبارة. حتى ينتهي من تعبيره عما اراد. من الحاجة او السؤال قال فيقطعه بنهي او قيام. يقطع حديث المتحدث بالنهي عن الاسترسال في الكلام كما تقدم اذا في المدح والاقرار او يقوم صلى الله عليه وسلم من المجلس فيكون هذا مؤذنا بانهائه لحديث المتحدث. هذا هو ما مضى في حديث هند ابن ابي هالة رضي الله عنه موصولا به حديث الحسين ابن علي عن ابيه رضي الله عنهما وفيه جمل عظيمة متعددة قضينا بها مجالس متعددة مباركة فيها الحديث عن انحاء متفرقة من هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم كان الاكبر منها متعلقا بهيئته وخلقته عليه الصلاة والسلام. وماذا اتاه الله عز وجل من جمال الخلقة وكمال مالها وجلالها. نستمر في متابعة الباب بالاحاديث المتبقية. وفيها ما عنون له الامام رحمه الله باب ما جاء في خلقه صلى الله عليه وسلم. نعم. عن جابر بن سمرة يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم طليع الفم اشكل العين منهوص العقب. قال شعبة قلت بسماك ما ضليع الفن؟ قال عظيم الفم. قلت ما اشكل العين قال طويل شق العين. قلت ما من هو العقل؟ الى لحم العقب. هذا حديث مصحوب بمعاني الالفاظ الواردة فيه من رواية جابر بن سمرة رضي الله عنه وارضاه. والحديث صحيح اخرجه الامام مسلم. يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضليع الفم. والآن عش عش يا محب. عش يا محب وصف نبيك صلى الله عليه وسلم. يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم ضليع الفم اشكل العين منهوس العقب. هذه ثلاثة اوصاف. اولها وليع الفم وقد سأل شعبة امير المؤمنين في الحديث رحمة الله عليه سأل سماكا الراوي الذي روى عنه الحديث ما ضليع الفم ما معنى قول جابر؟ كان ضليع الفم؟ فقال اي عظيم الفم. وعظمة فمه صلى الله عليه وسلم جاءت في الرواية متعددة منها حديث هند بلادي هذا المنتهي انفا. فان سعة فمه عليه الصلاة والسلام فسرت بمعنيين كلاهما جمال في الخلقة. اول المعنيين هو اتساع الفم. اتساعه حقيقة. وان فمه عليه الصلاة والسلام كان عظيما اي واسع الفم. وهو من اوصاف الجمال. وعظمة فمه عليه الصلاة والسلام بهذا المعنى متسقة تماما مع عظم خلقته في سائر انحاء جسده. فقد وصف عليه الصلاة والسلام بانه كان عظيم الرأس عظيم الصدر ضخم الكراديس شتم الكفين والقدمين. وقد تقدم شرح ذلك كله مرارا المقصود بعظمة هذه الاجزاء من جسده عليه الصلاة والسلام هو عظمة الجلال المحفوفة بالجمال. ليست عظمة الضخامة التي يتصف بها العمالقة كلا. لكنها العظمة التي تقع في قلب الناظر هيبة وجلالا في المرأة. فكان عليه الصلاة والسلام في جماله محفوفا بهذا الجلال. لانه كما سبق القول ان الجمال نوعان. ان الجمال نوعان جمال نعومة ولطف ورقة كما هو المحمود في جمال النساء. ولم يكن هذا الباب من جمال النبي عليه الصلاة والسلام لكنه جمال من النوع الاخر جمال الجلال والهيبة والعظمة. وهذا الموصوف به عليه الصلاة والسلام. فكان في في اجزاء جسده موصوفا بالعظمة. عظم الرأس ضخم الرأس ضخم الصدر. عظيم الصدر سائل الأطراف اليدين ضخم القدمين والكفين. كل ذلك جاء في عبارات شتى على السنة الصحابة. يصفون فيها عظمة خلقته عليه الصلاة والسلام. فلما يأتي وصف الفم بهذا الاتجاه فهو اتساق تام في جماله وتكامل اجساد جسده صلى الله الله عليه وسلم جمالا وجلالا وبهاء. اما المعنى الآخر في سعة الفم. وعظمة الفم فهو تعبير مجازي يراد به فصاحة القول وقوة العبارات. والكلام الجامع الفذ الذي يجتمع في العبارات القليلة الموجزة منها المعاني التي لا حد لها. وهو الموصوف او المسمى بجوامع الكلم على السنة اهل العلم. فان نبينا صلى الله عليه وسلم قد اوتي من ذلك اوفى والحظ الاوفر في اجتماع المعاني العظيمة المتسعة له في قليل من القول. ووجيز من العبارة واللفظ وهذا شأنه الصلاة والسلام فيكون بهذا المعنى حمل قوله ظليع الفم او عظيم الفم هو على المعنى المجازي اي عظمة كلامه ولسانه صلى الله عليه وسلم كلا المعنيين ان حملته على المعنى الحقيقي او المجازي هو معنى مراد وهو ايضا يعني يصب في قالب الجمال الموصوف به عليه الصلاة والسلام. قال رضي الله عنه كان ضليع الفم اشكل العين. ولما سئل ما اشكل ان قال طويل شق العين طويل شق العين وهو ايضا اية في الجمال في الوجه. وما تغزل ما تغزل شعراء في جمال العين الا بمثل هذا. ان تكون العين على سعتها على سعتها طويلة الشق. فتكون فيكون شق العين مسحوبا الى الطرف فيزيد فيزيد العين حورا وجمالا يفتن الناظر. وجمال عين نبيكم صلى الله عليه وسلم على جمل وانحاء متعددة. هذا واحد منها طول شق العين. واما الاخر فهو شدة سواد شدة سواد بؤبئ العين مع شدة البياض الذي يكون حولها. وايضا من جمال عينه صلى الله عليه وسلم طول اشفارها اي الاهداب والرموش ومن جمال عينه صلى الله عليه وسلم ما وصف ايضا في حديثهم انه كان ازج الحواجب سوابغ من غير قرن كانت حواجبه مزججة اي مقوسة وفيها شعر غزير لا يقترب فيها الحاجبان بمزيد متصل من الشعر بل كان بعرق يدرهما الغضب. فكل ذلك في تمام الجمال له عليه الصلاة والسلام. قال رضي الله عنه من هوس العقد ولما سئل ما منهوس العقب؟ قال قليل لحم العقب. فلم يكن عليه الصلاة والسلام كما مر ايضا في جمل كثيرة لم يكن لم يكن موصوفا بالسمن في الجسد. والمقصود ها هنا تحديدا لحم العقب وهو مؤخرة القدم من الخلف. فكان قليل اللحم يشير به الى دقة في قدميه صلى الله عليه وسلم لا على وجه الانتفاخ في القدمين كما يفهم من الضخامة في الحديث الوارد سابقا. نعم وعنه قال رأيت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة اضحيان وعليه حلة حمراء فجعلت انظر اليه الى القمر قل هو عندي احسن من القمر صلى الله عليه وآله وسلم. هذا جابر مرة اخرى رضي الله عنه يقول والان افتح قلبك معي ايها المحب. وحلق معي في هذا الوصف الرائع الذي يحكيه الصحابة. لتعرف معي انهم والله العظيم عاشوا جمالا عاشوا جمالا تعلقت به قلوبهم فازدادوا حبا له صلى الله عليه وسلم. لكن تعجب لما يكون الراوي هذا صحابي عظيم هذا الصحابي الذي يروي وصف جماله صلى الله عليه وسلم هو واحد من الصحابة الذين نقلوا الدين ورووا الاحكام وعلمونا الحلال والحرام ما كانوا بمعزل عن ان يعيشوا ما يجب نقله الينا من وصفه الجميل صلى الله عليه وسلم. يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة اضحيان يعني ليلة مقمرة مضيئة. كليالي منتصف الشهر ليلة الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة اضحيان وعليه حلة حمراء. فجعلت انظر اليه والى القمر فله هي احسن من القمر. هل هذا مبالغة؟ هل كان ما يرويه جابر فيما يرويه برؤية عينه رضي الله عنه كان نوعا من الاسترسال في العبارة والمجاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كلا والله. لكنه الجمال الحقيقي الباهر. هذا جابر ليس شاعرا من شعراء الغزل هذا جابر رضي الله عنه. لو كان شاعرا غزليا لقلت استرسل كعادته. لكنه جابر الله عنه يروي لك جمال ما تعلقت به عينه في وصف خلقته عليه الصلاة والسلام. ولك ان تعجب في تلك الرواية التي يحثها جابر بعدد من المعطيات. اولا الليلة مقبرة مضيئة. بمعنى ان القمر ليلة البدر اتم ما يكون استدارة واستضاءة وجمالا وبهاء ونورا مشرقا في افق السماء. ثم هو يعقد المقارنة. يقول رأيته في ليلة الاضحيان وهذا حديث عجيب اخر اخرجه البخاري في صحيحه. عن ابي اسحاق قال سأل رجل البراء ابن عازب اكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف؟ اسمع الى السؤال وانظر الى الجواب ذي حلة حمراء وليس المقصود الحمار الخالص فانه منهي عنه. نهانا عنه صلى الله عليه وسلم. لكن المقصود انها حلة فيها خطوط حمراء راحوا مقلمة باللون الاحمر. وتعرف تعرف ان صاحب البشرة البيضاء المشرب بحمرة كشأن نبيكم صلى الله عليه وسلم اجمل ما يكون عليه في اللباس مثل هذا اللون. فتم جمالا على جمال. قال رأيته في ليلة الاضحيان وعليه حلة حمراء مباشرة انظر الى جابر كيف انتقل كيف انتقل تلقائيا الى المقارنة بين جمال ما وقعت عليه عينه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتحليق بصره مباشرة الى القمر. قال فجعلت انظر اليه والى القمر. بالله تخيلت الشعور الذي عاشه جابر اعد مرة اخرى فجعلت انظر اليه والى القمر. يريد ان يتأكد ايهما اشد نورا ايهما اعظم جمالا؟ ايهما اتم وقعا في القلب؟ ثم يقول فله عندي احسن من القمر. صلى الله عليه وسلم والله لو ان عين احدنا ابصرت جماله صلى الله عليه وسلم لعجزت ان تقول الا كما قال جابر رضي الله عنه ما قال علي وكما قال انس وكما قال عدد غير قليل من الصحابة لما عددوا جملا من اوصافه فاذا بهم جميعا يقولون في اخر عباراتهم لم ارى احسن منه صلى الله عليه وسلم. ما رأيت قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم انها قلوب اقوام اكتحلت اعينهم برؤية رسول الله عليه الصلاة والسلام. فعاينت الجمال الباهر الحقيقي ونحن نقول اليوم يا احبة لقد اكرمنا الله فما حرمنا ما حرمنا التمتع بهذا الجمال فدونكم ان تعيشوه في مجالس مجالس الشمائل ان تقرأوا فيه وصف نبيكم صلى الله عليه وسلم. اقرأوا وصفا وصفا يعلق بالقلب. اما قال الحسن في الحديث الذي مضى انفا لما يسأل خاله هند بن ابي هالة قال فسألته عن حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتهي ان اسمع وصفا اتعلق به. هكذا كانوا ينظرون الى عنايتهم وتتبعهم ما ثبت من صحيح وصف نبيكم صلى الله عليه وسلم. كان الحامل على ذلك ان يجد لهم في قلوبهم مساحة من اثبات هذا الجمال الموجب لحبه عليه الصلاة والسلام. يقول فجعلت انظر اليه والى القمر فلهو عندي من القمر وانت كلما ابصرت القمر ليلة البدر تذكر جمال المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. تذكرا يحملك على ان تقترب من سنته وان تغترف من شمائله وان تتعرف على هديه اكثر وان يكون لك في سنته نصيب اوفر. نحن يا اخوة في زمن كالذي نعيشه والله ونقولها مرات ومرات. نحتاج الى ان نزيل عن القلوب ما علق بها من تلك كالامور التي شغلتها في معمعة الحياة. واصبحنا كالتائهين لا يكاد احدنا يدرك من صلاته الا اقامتها في الوقت وجماعة في المسجد ان ادركها غير مستشعر لعظيم اثرها وخشوعها وعظيم حاجة المسلم اليها في يومه وليلته مثل ذلك في سائر الاذكار التي تربطه بربه ليل نهار. وقل مثل ذلك في تعلقه بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم تعيش قدرا كبيرا في حياتنا امة الاسلام. اليوم قدرا كبيرا من ذلك الجفاء والجفاف. الذي اسهمت فيه بكثير عوامل الحياة المادية المعاصرة اليوم. فنحن بحاجة الى استدراك انفسنا. وان نعود عودا حميدا فان نغترف من هديه صلى الله عليه وسلم ودراسة الشمائل كما قلت ولا زلت اقول معين لا ينضب يغترب فيه المحب من هديه صلى الله عليه وسلم شيء كان عظيما يقوي ايمانه ينمي حبه يحرك في قلبه مياه المحبة الراكدة. تجاه النبي العظيم صلى الله عليه واله وسلم هذا جابر لما وصف هذا الجمال صدقني لم يكن وحده الذي لفته ذلك الجمال في وجه المصطفى عليه الصلاة والسلام لكنه واحد ممن عبر هذا التعبير العجيب البديع. والذي قارن بين النبي عليه الصلاة والسلام وبين القمر. وانت لا يخفى عليك ان العرب لطالما ربطت الجمال بالقمر وشبهت الجمال بالقمر انما كان شيئا سرت عليه عادة العرب وانطبعت في اذهانها وفي قلوبها ان الجمال اذا حكي ذكر القمر. فلذلك قال رضي الله عنه فجعلت انظر اليه والى القمر له عندي احسن من القمر. فاذا اردت ان تشبه انسانا في جماله بالقمر فشبهه كما شئت. واذا شئت ان تشبه فمال النبي عليه الصلاة والسلام فاياك ان تقول كالقمر بل هو كما قال جابر هو احسن من القمر صلى الله عليه واله وسلم. نعم عن ابن اسحاق قال عن ابي اسحاق قال سقطت في البراء بن اكمل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل تابعي ما رأى النبي عليه الصلاة والسلام فجاء ليسأل صحابيا جاء يسأل صحابيا تشرف برؤية عليه الصلاة والسلام واكتحلت عينه برؤيته عليه الصلاة والسلام. فجعل يسأل يريد وجها للمقارنة وشيئا من المقاربة ينطبع عنه عنده عن جمال رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال اكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف مثل مثل الصيف في ماذا؟ في لمعانه نعم في بريقه في صفائه في بياضه كان اقصد هذا المعنى ان السيف يا اخوة ثقيل بمعنى انه سرعان ما يلمع من ادنى ضوء يقع عليه. ويطرق برقة ترى في الظلمة فاراد ان يبلغ اعلى درجات الوصف فسأل اكان وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف كان الجواب البديع الملفت على لسان البراء ابن عازب فقال لا بل مثل القمر. عجيب عجيب هذا الجواب هو اراد ان يثبت الصفاء. واراد ان يثبت اللمعان والاشراق. واراد ان يثبت النور والجمال. فقال لا بل مثل القمر وجه الجواب ان السيف يبرق برقة ويلمع لمعة ثم يزول اذا زال اثر الضوء الواقع عليه. اليس كذلك السيف انما يلمع لمعة اذا حركته فوافقا تربوا فيلمع ويبرق. فاذا زال عنه الضوء زال لمعانه ان القمر لكن القمر مستتم النور دائم الضوء عظيم الاشراق. فضلا عن ان القمر يهتدي الناس وينتفعون بذلك النور والاشراق. فعجيب جواب البراء رضي الله عنه لما عدل بالتشبيه من السيف الى قمر فاصاب اكثر من معنى رضي الله عنه وارضاه. والان اسأل هذا السؤال اكان البراء محظرا لمثل هذا الجواب؟ اكان يتوقع قالا كهذا فيكون على البديهة مستحضر الجواب ليقول للسائل لا. بل كان وجه النبي عليه الصلاة والسلام مثل القمر والله لطالما تأملت في مثل هذه المواقف على السنة الصحابة فلا يقع في قلبك الا شيء واحد. انهم بينهم وبين انفسهم. لطالما حدث نفسه بما يجده من شعور تجاه المصطفى عليه الصلاة والسلام. وكان يحدث ذاته بذلك الحب العظيم. وكان قد وفر البوابة الحاضرة قبل ان يسأل السائل عن وصف جماله صلى الله عليه وسلم وعظيم ما اتاه الله من الجمال المحفوف بالجلال فكان على يجب مثل هذا الجواب. تماما كما قال جابر ابن سمرة قبل قليل. فجعلت انظر اليه والى القمر. تعرف ما الذي حمل جابرا على ان يردد بين وجه رسول الله عليه الصلاة والسلام وبين القمر هو من طبع عنده سابقا عظيم منزلة جماله عليه الصلاة والسلام فلما قال البراء وفي هذا الحديث لا بل مثل القمر فانه يشير الى جمال مكتمل ونور مستتم. وضوء يستفيد منه اليه عليه الصلاة والسلام. نعم كان وجه نبيكم عليه الصلاة والسلام اتم نورا. واكثر اشراقا واعظم هديا للناظر اليه ينظر الناظر اليه فتسكن نفسه ويستريح قلبه. يحبه الناظر اليه والجليس له عليه الصلاة والسلام. وربما اتى الاتي فرأى في جمال طلعته عليه الصلاة والسلام ما يبعث في قلبه دواعي الهيبة والوقار له صلى الله عليه وسلم. مرة اخرى سأقول على المسلم ان يحرك قلبه بمثل هذه الروايات التي نقلها الصحابة والا فلنعد السؤال مرات ومرات لما يروي الصحابة فيروي عنهم التابعون واتباع التابعين فتصل الى ائمة التدوين كالترمذي والبخاري من قبل ومسلم وائمة السنة فيلتقطون هذه الروايات ويثبتونها في دواوين السنة. الا ترى معي انهم ادركوا انها علم يجب ان يقف المسلمون عليه الا ترى معي انهم ادركوا ان هذا من ركائز الايمان التي يجب ان تتوفر في قلوب المسلمين بلى والله فكما اعتنوا بتدوين احكام العقائد وروايات السنة في الحلال والحرام وفي ابواب العبادات والمعاملات هم يا اخي من حفظ هذه الروايات ونقلها. فما بالنا نتعلم احكام الحلال والحرام وصفة العبادات واحكام معاملات فانه يجب علينا كذلك ان نتعلم شمائل المصطفى صلى الله عليه وسلم. هي علم يتعلم نعم ومسائل تدرس واحكام تروى وروايات تحفظ وتنقل للامة هي امانة يجب ان نتوارثها. فالا فما كان وجه سؤال السائل وما وجه جواب الصحابي رضي الله عنه ثم ما وجه الرواية وحفظها ونقلها وتدوينها في دواوين السنة لان تكون بين ايدينا اليوم فقط شعروا ان من ورائهم اجيال من هذه الامة ما ادركت رسول الله عليه الصلاة والسلام. ولا رأته ولا تشرفت بان تطلع على محياه فلا اقل من ان يحفظوا لنا سورة تنقل بالرواية فيجد فيها المسلم ما يروي غليل قلبه المحب لرسول الله عليه الصلاة والسلام يغطي به ذلك الجانب الذي يروي فيه ظمأه لحب النبي عليه الصلاة والسلام وهو يحب ان يطلع على هيئته وصورته وسبته صلى الله عليه واله وسلم نعم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم ابيضا ابيض كأنما صيغ من فضة رجل الشعر. الجمل الثلاثة في هذا الحديث المروي عن ابي هريرة رضي الله عنهم والذي اخرجه الترمذي تقدمت في احاديث سابقة فلا حاجة للوقوف عندها. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ابيض اي ابيض لون البشرة. وتقدم ان هذا البياض موصوف بوصفين. احدهما انه بياض مشرب بحمرة وهو اجمل درجات البياض في ابصار البشر. والوصف الاخر ان بياضه صلى الله عليه وسلم لم يكن ببياض امهقي يعني ليس شديد البياض كبياض الابرص. لكنه بياض مشرب بحمرة يزيده جمالا عليه الصلاة والسلام قال كأنما صيغ من فضة وهذا وصف للبياض في وصفه بالفضة. وقد تقدم ايضا في حديث هند كأن عنقه ان نجيده عنق دمية او دمية من فضة والمقصود انه جمال خلقته وصفاء بشرته عليه الصلاة والسلام في بياض كقالب الفضة في بياضه اذا لمع. وهو يشير بذلك الى بياض بشرته عليه الصلاة والسلام في صفاء ونقاء قال رجل الشعر ورجولة الشعر المقصود بها توسط درجة نعومة الشعر فلا هو بالجعد القطط ليس بالخشن الملتف الملتوي خشونة وتجعدا والتواء ولا بالسبت. يعني ليس بالشعر ناعمة جدا المنساح المسترسل لكنه كان وسطا عليه الصلاة والسلام وهذا معني قوله كان رجل الشعر نعم عن جبر ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم قال عليه السلام قرب عليه السلام ابراهيم جبريل جبريل عليه السلام فاذا اقربك هذا حديث جابر ابن عبدالله رضي الله عنه فيه وصف مجمل في هيئته صلى الله عليه وآله وسلم والحديث اخرجه مسلم وغيره. يقول رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم كما قال عرض علي الانبياء وقد جاء في رواية اخر يقصد بذلك صلى الله عليه وسلم مقابلته اياه ليلة الاسراء عليهم جميعا وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام. فانها الليلة التي اجتمع له فيها رؤية عدد غير قليل من الانبياء عليهم السلام قال عرض علي الانبياء فاذا موسى عليه السلام ظرب من الرجال كأنه من الرجال شنوءة وشنوء قبيلة عظيمة في اليمن. واصحابها او رجالها موصوفون بالتوسط. في الطور بين الطور الممتد والقصر وفي متن الجسم بين النحافة والسمن. فهم وسط فظرب بهم المثل. قال موسى عليه السلام ضرب من الرجال اي نوع من الرجال كانهم الرجال شنوءة. لما عرفوا به من وصف جرى ذكره وصار يضرب به المثل قال ورأيت عيسى ابن مريم عليه السلام فاذا اقرب من رأيت به شبها عروة ابن مسعود وعروة ابن مسعود الثقفي رضي الله عنه احد الصحابة الكرام ممن اسلم مؤخرا وكان احد الوفود الذين قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة صلح الحديبية وهو احد المفاوضين للنبي عليه الصلاة والسلام وقد استبشر بقدومه صلى الله عليه وسلم خيرا فكان احد العقلاء الموصوفين في الجاهلية برجاحة العقل وحسن المنطق. ويقال ان فيه نزل قوله تعالى وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم هي مقولة لقريش والرجل العظيم في القريتين يعني مكة والطائف كانوا يقصدون به عروة ابن مسعود. قال ورأيت عيسى ابن مريم عليه السلام فاذا اقرب من رأيت به شبها عروة ابن مسعود. هذا من تشابه الخلقة فكان عروة رضي الله عنه شبيها جدا بعيسى عليه السلام قال ورأيت ابراهيم عليه السلام فاذا اقرب من رأيت به شبها صاحبكم يعني نفسه صلى الله عليه وسلم. اذا هذا وجه شبه بينه وبين ابي الانبياء الخليل ابراهيم عليه السلام. ورأيت جبريل عليه السلام فاذا اقرب من رأيت به شبه وهو دحية بن خليفة الكلبي رضي الله عنه. كان موصوفا بجمال الخلقة وحسن الطلعة حتى ان جبريل عليه السلام اذا اتى النبي عليه الصلاة والسلام في صورة انسان تمثل بصورة لحية ابن خليفة الكلبي رضي الله عنه فاذا رآه والناظر حسبه دحية واذا هو جبريل عليه السلام اتى النبي عليه الصلاة والسلام وانصرف. الحديث فيه في بيان خلقته عليه الصلاة والسلام شبهه بابي الانبياء ابراهيم الخليل عليه السلام. وقد جاء في احاديث اخر وصف المشبهين به صلى الله عليه وسلم اذا هو شبيه بابراهيم عليه السلام. وذكر وذكر ايضا وثبت في الرواية ان عددا من الصحابة شبهوا برسول الله عليه الصلاة والسلام منهم واقربهم واعظمه شبها سبقه وحفيده ابن بنته الحسن ابن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وعن ابيه. ولذلك يقول ابو بكر وقد رأى الحسن بن علي يلعب مع الصبيان. فاقبل اليه فحمله وهو يداعبه قائلا بابي شبيه بالنبي لا شبيه بعلي. وعلي يضحك رضي الله عنه وهو يرى مداعبة ابي بكر لطفله الصغير الحسن. فكان من اشبه الناس برسول الله عليه الصلاة والسلام. ولذلك ايضا قال انس رضي الله عنه كما روى الامام احمد قال لم يكن احد اشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من الحسن ابن علي. فهذا مما عرف به الحسن رضي الله عنه. عظيم شبهه برسوله عليه الصلاة والسلام فضلا عن عظيم حب النبي عليه الصلاة والسلام للحسن وقد حمله ونزل من على المنبر لاجله واثنى عليه بمنقبة وذكره انه سيد من شباب اهل الجنة اه سيد من سادات شباب اهل الجنة وذكر ايضا انه سيكون له شأن عظيم في امتي ويصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين. من المشبهين برسول الله عليه الصلاة والسلام ايضا الحسين ابن علي اخو الحسد لكن الاعظم شبها اخوه الحسن الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله الحمد حي الله اكبر لا اله الا الله ومن المشبهين به صلى الله عليه وسلم الحسين ابن علي رضي الله عنه ايضا فقد جاء في البخاري لما قتل الحسين واقبل عليه انس فرآه قال كان اشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم. ومنهم ايضا جعفر بن ابي طالب ابن عمه عليه الصلاة والسلام. وقد قال له يوم فتح مكة اشبهت خلقي وخلقي نعم النبي صلى الله عليه وسلم على وجه الارض احد رآه غيري قال كان ابيض مليحا مقصصا. هذا ابو الطفيل وهو اخر الصحابة موتا مات سنة مائة وعشرة للهجرة. يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وما بقي على وجه الارض احد رآه غيري. يقصد انه عاش الى زمن ما بقي احد من الصحابة سواه فقال له السائل والراوي صفه لي. فقال رضي الله عنه كان ابيض مليحا مقصدا. وقد مضى كثيرا مثل هذا المعنى انا اما البياض فتقدم قبل قليل واما الملاحة فهو الجمال والحسن. كان مليحا مقصدا من القصد وهو الاعتدال يعني كان جماله وملاحته وحسنه وسطا. وسطا في الطول وسطا في السمن والعرض وما الى ذلك. نعم عن ابن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم افلج الثنيتين. اذا يخرج من هذا اخر حديث في الباب حديث ابن عباس كان النبي صلى الله عليه وسلم اثلج الثنيتين والثنيتان السنان في مقدم فم الانسان افلج اي بينهما فرجة يسيرة ليست متراصة ملتصقة. اذا تكلم رؤية النور يخرج من بين ثناياه وهذا من وصف الجمال عند العرب فلج الاسنان. واذا فعل عمدا فهو المذموم وقد ذكر عليه الصلاة والسلام من المحرومات من رحمة الله المتفلجات بالحسن. فهذا تمام ما جاء في الباب في وصف نبيكم ايها المحبون لرسول الله عليه عليه الصلاة والسلام وجماع ذلك حديث انس كما اخرج البخاري كان رسول الله صلى الله عليه وسلم احسن الناس. فالحسنى تقدم تفصيله في مجالسكم السابقة المتعددة. وجميع ما وقفتم عليه يا احبة. يقودكم الى جملة من الفوائد في هذا الباب اعظمها واولها ان يعرف احدنا وصف نبيه صلى الله عليه وسلم. فهذا علم يجب ان نحصله. فكما يجب عليك كأن تتعلم صفة الوضوء واحكام الصلاة ان تتعلم صفة نبيك صلى الله عليه وسلم. ليقبح بالمسلم والله ان يتعلم اشياء كثيرة ليس فيها شيء من علمه برسول الله عليه الصلاة والسلام. الفائدة الاخرى نماء الحب في القلب له عليه الصلاة والسلام. لان بينوا باحد اسباب ثلاثة تقدم ذكرها مرارا. جمال الخلقة وجمال الاخلاق وجمال الاحسان الى الانسان. وثلاثة وقد اجتمعت في نبيكم صلى الله عليه وسلم اكمل اجتماع. الفائدة الرابعة صفاء القلب وزيادة الايمان. لان من احب النبي عليه الصلاة والسلام غريزة هذا الحب في قلبه فقد اسس عروة الايمان برسول الله عليه الصلاة والسلام في قلبه. ورابعها ان تتعرف لما تدرس في الشمائل وصف خلقته. ما الذي يمكن ان يفيدك سوى ما ذكر؟ يفيدك فائدة عظيمة. وهي تثبيت ما قد يراه الحظي برؤيته صلى الله عليه وسلم في المنام. فاذا اكرمك الله ورأيت نبيك صلى الله عليه وسلم ذات ليلة وقد وقفت على عدد من اوصاف خلقته فان هذا يثبت لك ما رأيت. اسأل الله عز وجل ان لا يحرمني واياكم في دنيانا على طولها وعرضها من ليلة واحدة نشرف فيها برؤيته صلى الله عليه وسلم في المنام. قبل ان يجمعنا الله بلقائه في الاخرة وليحشرنا في سمرته. اللهم احينا على سنته وامتنا على سنته يا ذا الجلال والاكرام. اللهم انا على حب نبيك صلى الله عليه وسلم. فألزمنا يا رب اتباع سنته. ونصرة سنته واحياء سنته والموت فعلى سنته يا حي يا قيوم. اللهم احينا مسلمين وتوفنا مسلمين والحقنا بالصالحين. اللهم اجعل لنا وللمسلمين جميعا من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية. اللهم ابعد الهم وابوابه عن اخوتنا المسلمين في بلاد الشام وفي فلسطين والعراق وفي ارض مصر واليمن وسائر بلاد الاسلام. اللهم احفظنا والمسلمين جميعا بحفظك يا ذا الجلال والاكرام. احمنا يا ربي واياهم من شر الاشرار ومن كيد الفجار ومن شر طوارق الليل والنهار. اللهم من ارادنا والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه واجعل دائرة السوء تدور عليه. اللهم اكفنا والمسلمين جميعا عداوة اعداء الدين يا رب العالمين. اللهم اجعل كيدهم في نحرهم واكفناهم بما شئت يا حي يا قيوم ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين. اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول