استفادة ابو داود من عدم سؤال الاصحاب لهذا الرجل هل انت مسلم ام كافر انهم يؤذنوا في عرف الصحابة وفي فقه الصحابة لمن لا يعرف مسلم ام كافر يؤذن له بالدخول بقوله وفيه غير ذلك والله اعلم وفيه اي في الحديث غير الفوائد التي قد ذكرنا والله اعلم ما هي هذه الفوائد التي يمكن ان تستنبط من الحديث ولم تكن قد ذكرت وقفت على ثلاثة فوائد وهي مهمة الفائدة الاولى ان الجملة الاخيرة يفسر الاولى افلح وبه ان صدق معنى الفلاح دخل الجنة وابيه ان صدق الفلاح هو دخول الجنة وهذا امر ظاهر ولا سيما ان اصل الفلاح في اللغة هو البقاء ولذا قال الامام ابن عبدالبر عند هذا الحديث في كتابه العظيم التمهيد المجلد السادس عشر في صفحة مية واربعة وسبعين قال لان الفلاح معناه البقاء في نعيم الجنة التي اكلها دائم وظلها وفاكهتها لا مقطوعة ولا ممنوعة. واصل الفلاح في اللغة البقاء والدوام. والشاهد عليه قول الشاعر والمسي والصبح لا فلاح معه لكل امر من الامور سعة فاذا نستفيد عدا ما عدد النووي ان المراد بالفلاح افلح ابيه هو دخول الجنة وكلا الدخول والفلاح معناه البقاء في النعيم والفائدة الثانية التي تستنبط ان بعض ائمة اللغة الامام ابن قتيبة الذي يسميه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله اديب اهل السنة وله كتاب في الادب حري بكل طالب علم ان يقرأه. وهو عيون الاخبار ابن قتيبة يقول الكذب معناه مخالفة الامر الواقع في الماضي والخلف معناه مخالفة الامر الذي يوعد به في المستقبل وخطأ من جعل الكذب فيه خلف لامر مستقبلي وقال انما يكون الكذب في مخالفة الواقع في الامر الماضي بينما في الخلف يكون في المستقبل والحديث يرد عليه وهذه هي الفائدة الثانية. وهي قوله صلى الله عليه وسلم اصلح وابيه ان صدق. وهو بعده تحت الامتحان فالصدق اطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم على الامر المستقبلي لا على الامر الماضي فتخطئة ابن قتيبة لمن لم يفرط بين الخلف والكذب بان الاول اي الخلف في المستقبل والكذب في الماضي ليست دقيقة. والحديث يرد عليه اما الفائدة الثالثة التي اهملها النووي رحمه الله تعالى عند هذا الحديث ذكرها القاضي عياض فقال رحمه الله وفي قوله صلى الله عليه وسلم افلح ان صدق رد على المرجئة. اذ فلاحه معلق بشرط صدقه في في الا ينقض مما لزمه من الاعمال والفرائض والمرجئة يزعمون بمجرد النطق بالايمان فان الفلاح يتحقق من غير تعليق ذلك على الاعمال فهذا الحديث فيه رد على المرجئة اذ علق النبي صلى الله عليه وسلم الصدق والفلاح على التزامه بما وعد به فهذه فوائد ثلاثة تدخل تحت قول الامام النووي رحمه الله تعالى في نهاية هذا الحديث وفيه غير ذلك والله تعالى اعلم والان نسمع الحديث الخامس وهو حديث انس وهذا الحديث اخرجه مسلم بطريقين كلاهما عن سليمان ابن المغيرة عن ثابت ابن اسلم الجوناني عن انس ابن مالك رفعه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم واصل هذا الحديث ايضا في صحيح الامام البخاري في كتاب العلم ولكن الامام البخاري اخرجه من طريق اخر عن انس غير طريق ثابت لبناني اخرجه من طريق شريك ابن عبد الله ابن ابي نمر نسمع اه لفظ واسناد حديث الامام مسلم ثم ان شاء الله تعالى نقارنه بلفظ الامام البخاري ونحاول جهدنا في هذه الليلة المباركة ان نحرر اشياء عامة تخص الحديث ونقرأ ان شاء الله في درسنا القادم شرح الامام النووي على هذا الحديث نستمع الى ولفظ الحديث بطريقين عند الامام مسلم ابن الحجاج في المسند الصحيح هدفني عمرو بن محمد بن بكير الناقد حدثنا هاشم بن القاسم ابو النضر حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن انس بن مالك قال نهينا ان نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء وكان يعجبنا ان يجيء الرجل من اهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع فجاء رجل من اهل البادية فقال يا محمد اتانا رسولك فزعم لنا انك تزعم ان الله ارسلك قال صدق قال فمن خلق السماء؟ قال الله قال فمن خلق الارض قال الله قال فمن نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل قال الله قال فبالذي خلق السماء وخلق الارض ونصب هذه الجبال الله ارسلك قال نعم قال وزعم رسولك ان علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا قال صدق قال فبالذي ارسلك الله امرك بهذا قال نعم قال وزعم رسولك ان علينا زكاة في اموالنا قال صدق قال فبالذي ارسلك الله امرك بهذا قال نعم قال وزعم رسولك ان علينا صوم شهر رمضان في سنتنا قال صدق قال فبالذي ارسلك الله امرك بهذا؟ قال نعم قال وزعم رسولك ان علينا حج البيت من استطاع اليه سبيلا قال صدق قال ثم ولى قال والذي بعثك بالحق لا ازيد عليهن ولا انقص منهن فقال النبي صلى الله عليه وسلم لئن صدق ليدخلن الجنة حدثني عبد الله ابن هشام ابن هاشم العبدي حدثنا بهز حدثنا سليمان ابن المغيرة عن ثابت قال قال انس كنا نهينا عن كنا نهينا في القرآن ان نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء وساق الحديث بمثله هذا الحديث مما اتفق الشيخان على اخراجه في صحيحيهما اذ الفاظه في الصحيحين متقاربة ومخرجه واحد وهو عن انس ابن مالك الانصاري رضي الله تعالى عنه ولكن اختلف الشيخان الجليلان الامامان العظيمان ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري وابو الحسين مسلم ابن الحجاج النيسابوري في ذكر اسم التابعي الذي روى هذا الحديث عن انس اخرجه مسلم بطريقيه اللتين سمعنا سمعناها عام ثابت وهو ابن اسلم البناني واخرجه البخاري من طريق شريف ابن عبدالله ابن ابي نمر وهذا البخاري في صحيحه عن اخراجه من طريق سليمان ابن المغيرة. لان سليمان ابن المغيرة ليس على شرط البخاري ولسبب اخر مهم وهو انه وقع فيه خلاف على ثابت رواه حماد ابن سلمة عن ثابت مرسلا بالقصة من غير ذكر في انس محمد ابن سلمة اقوى رواة على الاطلاق في ثابت فهو اوثق من سليمان ابن المغيرة فهذا البخاري عن اخراج طريق سليمان ابن المغيرة عن ثابت عن انس عن عمد اصل الحديث محفوظ عن شريك ابن عبد الله ابن ابي نمر عن مرفوعة وثابت هو ثابت كاسمه صحب انس بن مالك اربعين سنة وصحبه واكثر عنه حماد بن سلمة واوثق الرواة على الاطلاق في انس واصح احاديث انس عن الزهر عن انس ثم عن ثابت عن انس. ثم عن قتادة عن انس احاديث ثابت عن انس من اوثق الاحاديث وكان ثابت يقص ولكنه رحمه الله تعالى كان يتثبت وكان تلميذ محمد بن سلمة يمتحنه ويقول كنت ادخل احاديث احاديثه التي رواها عن ابن ابي ليلى عن انس والاحاديث التي رواها عن غير انس واقلمها فكان ولا يخلط في شيء فكان سبتا ثقة وكان انس الصحابي الجليل يحترمه ويمدحه. ويقول ان للاهل ان للخير اهلا وثابت من مفاتيح الخير وثابت من مفاتيح الخير وكان ثابت عابداه وكان يقول اللهم ان اعطيت احدا الصلاة في قبره اعطني الصلاة القبر ومات رحمه الله سنة ثلاث وعشرين ومئة هذا الحديث اقتصر مسلم في الصحيح على اخراجه من طريق سليمان ابن المغيرة عن ثابت انس ثم رواه مسلم من طريقين عن سليمان الطريق الثانية من طريق بهز عنه والاولى من طريق ابي النضر هاشم ابن القاسم عنه وشيخ الامام مسلم في هذا الحديث عمرو ابن محمد ابن بكير الناقد ابو عثمان البغدادي وثقه الائمة الكبار كاحمد وابن معين وبنساعد وغيرهم ومات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين للهجرة سمعتم لفظة الامام مسلم اما الامام البخاري وقد اخرجه وزاد عليه اشياء ولا سيما في اوله فقد ذكر اشياء اهملها لاخو مسلم وانما اهملها ثابت روى هذا الحديث وفي المقابل يوجد انفرادات لمسلم في هذا الحديث لم توجد عند البخاري نستمع الى طريق الامام البخاري ثم نحاول ان نستفيد بعض الفوائد الفرائض من رواية الامام البخاري ثم نحقق من هو اسم هذا الاعرابي اولا وهل هذا الحديث حديث انس هو حديث طلحة بن عبيدي بن عبيد الله السابق. ثانيا ومتى وقعت هذه القصة ثالثا وماذا يستفاد من قدوم هذا الرجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم رابعة وفي الاخير سنتعرض الى مشكلة يكثر ذكرها بين الناس اليوم الا وهي مسألة خبر واحد وهل يؤخذ به في العقيدة ام لا؟ وارجو ان تذكر ان شاء الله اشياء فيها فوائد وفيها باذن الله تعالى ما يشفي في هذا الباب اخرج الامام البخاري في كتاب العلم باب ما جاء في العلم وقوله تعالى وقل رب زدني علما البخاري بوب على هذا الحديث العلم. واما مسلم فوضعه في كتاب الايمان قال الامام البخاري حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث ابن سعد عن سعيد هو المقبوري عن شريك ابن عبد الله ابن ابي نمرة انه سمع انس بن مالك يقول بينما نحن جلوس مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد دخل رجل على جمل فاناخه في المسجد ثم عقله ثم قال لهم ايكم محمد والنبي صلى الله عليه وسلم متكئ بين ظهرانيهم فقلنا هذا الرجل الابيض المتكئ فقال الله رجل ابن عبد المطلب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم قد اجبتك فقال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم اني سائلك ومشدد عليك المسألة فلا تجد علي في نفسك فقال سل عما بدا لك قال اسألك بربك ورب من قبلك الله ارسلك الى الناس كلهم فقال اللهم نعم قال انشدك بالله الله امرك ان نصلي الصلوات الخمسة في اليوم والليلة؟ قال اللهم نعم قال انشدك بالله االله امرك ان نصوم هذا الشهر من السنة؟ قال اللهم نعم قال انشدك بالله الله امرك ان تأخذ هذه الصدقة من اغنيائنا فتقسمها على فقرائنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم نام. فقال الرجل امنت بما جئت به وانا رسول من ورائي وانا دمام ابن ثعلبة بني سعد اخو بني سعد ابن بكر هذا لفظ البخاري ثم قال الامام البخاري عقبه رواه موسى وعلي ابن عبد ابن عبد الحميد عن سليمان عن ثابت عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اذا علقه الامام البخاري تعليقا من طريق رجلين عام سليمان ابن المغيرة عن ثابت عن انس. والتعليق ان يروي المحدث الحديث ويحذف الاسناد منه لشيخه الى رجل مذكور في سند ولذا قال الامام البخاري وروى موسى وعلي بن عبد الحميد عن سليمان عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا. فقوله وروى هذا يسمى في علم المصطلح التالي اذ حدث الامام البخاري السند منه الى من رواه عن سليمان وللامام البخاري منهج في التعليق ان جذب فقال روى قال فيكون صحيحا ولكنه ليس على شرطه في الصحيح فلم يذكره بالسند. وانما علقه وان لم يكن صحيحا سيحذفه ويذكره بصيغة التقريض فيقول وروي كقوله في الصحيح وروي عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال هدية فشركاء فجلساؤه شركاؤه فيها. وكقوله وروي عن ابي هريرة من افطر يوما عامدا متعمدا لا يجزئه صيام الدهر. فهذان حديثان ساقطان في صحيح الامام البخاري ولكن الامام البخاري اشار الى ضعفهم الشديد بحذف الاسناد فعلقهما بصيغة التمريض واسم كتاب الامام البخاري المسند الجامع الصحيح فما لم يكن مسندا فهو ليس على شرطة فما لم يكن مسندا فهو ليس على شرطه. فاذا سليمان ابن المغيرة ثقة لكنه ليس على شرط الامام البخاري تعلق الامام البخاري روايته في صحيحه من بعد من اه من راويين روياه عنه عن ثابت عن انس وهنا نذكركم ايها الاخوة بان الامام مسلما قد نزل درجة في حال الرواة رجاء لمن طعن فيهم طعنا يسيرا ولكن يشملهم اسم الستر والعدالة. ولكن يكون في ضبطهم وفي حفظهم بعض الشيء وساعده على توثيق احاديثهم احاديث الباب. فكان شرط المسلم لا يصلح له الا الاحاديث على الباب. اما شرط البخاري فكان يصلح فيه تقطيع الحديث وتفريق الحديث والتطويب على ولذا من منهج الامام البخاري التبويب وفقه الامام البخاري في تبويبه قالوا فقه الامام البخاري في تراجمه رواية الامام البخاري صريحة ووقع في اخرها تصريح بان هذا الاعرابي الذي قد جاء هو ضمام ابن ثعلبة والاحاديث الواردة والالفاظ الواردة عند البخاري ومسلم هي غير الفاظ الحديث الوارد عند مسلم حديث طلحة بن عبيدالله الذي قبله وان اتفاقا في قولهما لا ازيد على هذا ولا انقص فاتفاق الارابين آآ على هذه اللفظة لا يساعد على ان يكون الحديثان حديث حديثا واحدة فاذا هذا الحديث غير حديث طلحة ابن عبيد الله وقلنا حديث طلحة بن عبيد الله لم نعرف اسم الاعرابي بينما حديث انس عرفنا اسم الاعرابي وهو ضمام ابن ثعلبة واكد بني بكر سعد بن ابي بكر وهذه تفيدنا في شيء مسلم انفرد عن البخاري في قوله في بداية الحديث من خلق السماء؟ من خلق الارض؟ من خلق الجبال؟ هذه لم يذكرها البخاري من فرج عن البخاري بذكر الحج والبخاري لم يذكر الحج قط من فرض مسلم بذكر الحج قال بعض شراح في الحديث وهو ابن التين قال النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر الحج لان هذا الحديث كان قبل الحج وهذا خطأ محض من وجوه كثيرة في شرحه على صحيح البخاري له اخطاء كثيرة حتى ان الامام السخاوي في ترجمته لشيخه ابن حجر السخاوي كتابا اسمه الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الاسلام ابن حجر مما قال فيه لو ان رجلا ابن حجر في فتح الباري لخرج معه مجلدا ضخما فكثيرا ما يخطئ ابن حجر ابن التين وشرح ابن التيم ما زال محطوطا ومما يرد على ابن رواية مسلم التي فيها ذكر الحج صراحة ومما يرد كذلك انا ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرسل الوفود الا بعد فتح مكة وكان الحج انذاك واجبة واما هذا الوفد الذي جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو وفد بني سعد بن بكر كان ايضا بعد فتح مكة والرواية الثانية ان كنتم تذكرون عند الامام مسلم وفيها قلابة كنا نهينا في القرآن ان نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء مراده اوائل المائدة ما ورد في المائدة يا ايها الذين امنوا لا تسألوا عن اشياء تبدى لكم وهذه قد نزلت من اواخر ما نزل في القرآن بعد فتح مكة ففي هذا النص دلالة صريحة على ان هذه الواقعة قد كانت بعد الحج نريد ذهبت نسحة وابو عبيدة اما هذه الحادثة كانت في سنة تسع للهجرة وفتح مكة كان في سنة ثمان بالهجرة اذا ذكر الحج قصور من بعض الرواة لم يذكره شريف وذكره ثابت وعدم وروده في البخاري لا يلزم ان هذه الحادثة كانت قبل الحج القواعد والادلة تدلل على ان هذا الحديث كان بعد فتح مكة وبعد ان فرض على جمل فاناخه في المسجد الى ان روز وبول الابل ليس بنجس او لم قالوا لان هذا الرجل قد اناخ ابله في المسجد. وما منعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته والبول والروش وارد في حق. البهيمة وان كان هذا الاستنباط صحيحا فهو صحيح من ادلة اخر وليس من هذا الدليل لانه قد ورد عند احمد والحاكم فأناح بعيره على باب المسجد فعقله ثم دخل البخاري مبهم غير واضح البخاري دخل رجل على جبل فاناخه في المسجد. ورفض الحاكم واحمد فاناخ بعيره على باب المسجد فعقله ثم دخل فكان وضع البعير خارج المسجد فالاستدلال بهذا الحديث. بهذا اللفظ استدلال ليس بدقيق هل هذا الرجل جاء مسلما ام كافرا لماذا من ثعلبة لما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء وافدان هل جاء مسلما ام كافرا باب الامام ابو داوود في سننه على هذا الحديث باب المشرك يدخل المسجد بوب ابو داوود على هذا الحديث في سننه باب المشرك يدخل المسجد مظاهر الصنيع ابي داود انه كان يراه كافرة والامر في الحق والحقيقة ليس كذلك وتبويب ابو داوود وتبويب ابي داود لا يلزم منه ذلك. اذ قد يحتمل ان يستدل على ما ذكره ابو داوود بان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم تركوا شخصا قادما يدخل المسجد ومستفصلوا وقد ورد التصريح في حديث جبير المطعم وغيره انه دخل المسجد ليفك اسر اخيه وكان كافرا. والنبي صلى الله عليه وسلم قرأ والطور في صلاة المغرب. ثم لما بلغ ان عذاب ربك لواقع ذهب فاغتسل واسلم الشاهد انه في عراف الصحابة انه يجوز في عرفهم للكافر ان يدخل المسجد ما لم يشوش على حرمة المسجد وما لم لا يخالف اه احكام الشريعة ان يكشف عورته او ما شابه. اولا يترتب على دخوله فتنة او مفسدة في حق المسلمين ولا حرج في دخول الكافر المسجد وراء الادلة وظهر النصوص ان هذا الرجل قد دخل مسلما. اذ صرح ان رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاءهم واذ وعرف ماذا عليه من الواجبات من الصيام والصلاة والزكاة والحج وقوله للنبي صلى الله عليه وسلم صدقت هذه الجرائم ثم قوله في اخر الحديث انا واثق قومي اليك والنبي صلى الله عليه وسلم كما وقع في حديث عبدالله ابن عباس في مستدرك الحاكم ارسله وحمله امانة ده تبليغ الدين الى قومه فظواهر النصوص التي في الصحيحين تبرهن على قدوم هذا الرجل الاعرابي وهضمام انه قدم مسلمة ووقع في رواية الامام مسلم فجاء رجل من اهل البادية فقال يا محمد اتانا رسولك فآمن به فزعم لنا انك تزعم ان الله ارسلك وزعم هنا والقلب المحقق القول الصدق الذي لا يخالطه ريب وفي هذا دلالة على ان دعوة الاسلام كانت تنتشر ويقام بها الحجة من خلال الرسول الواحد وقال الحافظ ابن حجر في هذا الحديث ويستنبط منه العمل بخبر واحد وهنا وقفة لابد من بيانها وتفصيلها ولو على وجه الاجماع فنقول وعلى الله الاتكال نبتت في هذا العصر نابتة تزعم ان العقيدة لا تؤخذ الا من القرآن. ومن الحديث المتواكل وزعموا ان العقيدة لا تثبت بخبر واحد وهذا زعم باطل فاسد وفساده وعواره واضح بين لكل ذي بصيرة اذ المتتبع لاصل المسألة يجد ان اول من قال بهذا القول المعتزلة ويجد المتتبع لهذه المسألة ان ائمتنا الاقدمين وعلى رأسهم الامام الشافعي في كتابه الرسالة وابن حزم في الاحكام وغير واحد من العلماء قد فندوا هذه الفرية وردوا عليها واقول على وجه الاجمال ان هذه او ان هذا الزعم باطل يعرف عواره من ثماره ويكمن فساده في اثاره الخطيرة المترتبة عليه واحاول ان اعدد هذه الاثار في نقاط لاتية اولا انتم تزعمون ان العقيدة لا تؤخذ الا بالحديث المتواتر والرواية والسند قد توقف فنقول لهم هاتوا لنا حديثا متواترا من يأتينا بحديث متواتر من يسمعنا حديثا متواترا من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. من بلغه تواتر هذا الحديث بتواتر منكم ومن جميع علماء العصر بلغنا تواتر هذا الحديث باحاد اليس كذلك تواتر الاحاديث توقفت الرواية وتعطل الاثنان وانتهت مجالس الاملاء وختمت بالحافظ الزبيدي محمد بن مرتضى رحمه الله واصبحت الاحاديث المتواترة نعرف نحن تواترها بان يقول عالم محرر محقق مخرج هذا حديث قال ابن حجر هذا الحديث متواتر فقلنا متواتر تلازم قولهم ان التواتر حتى يؤخذ به في العقيدة ينبغي ان يقع لنا بتواتر فان وقع بها حاد فلا ثمرة منه تلازم قولهم هذا ان الاحاديث المتواترة لا يؤخذ بها في العقيدة. بعد انقطاع الرواية هذا وجه الوجه الثاني قولكم ان العقيدة لا يؤخذ بها الا بالقرآن وبحديث متواتر قول ظني ولا قطعي الاستنباط والفهم فلو ان حققناكم وعاملناكم بقاعدتكم وقلنا قولكم هذا ليس بقطعي وان اردتم ان تفلتوا فاتوا لنا عليه باية لان هذا القول من العقيدة ليس كذلك تأتون باية وبحديث متواتر عليه فنأخذ به وهنا يقال التسلسل والدوران. والتسلسل والدوران امر باطل عند علماء المنطق هذا الوجه الثاني الوجه الثالث انتم تقولون ان العقيدة لا تؤخذ الا بالتواتر. هاتوا لنا كتابا كن واحدا ذكر فيه العقائد التي ثبتت في القرآن والاحاديث المتواترة فمن كتب في التوحيد من علماء السلف من القرون الاولى للان لم يذكر واحد العقائد التي ثبتت بالتواتر والعقائد التي ثبتت في خبر واحد. فلازم قولكم ان عقائد المسلمين فيها فوضى ولا يفرقوا ولا يوجد في الان كتاب فيه عقيدة صحيحة فاما انكم مخطئون. لان العلماء جميعا قد تواطؤوا على خلاف ما تقولون. واما ان الجميع من قبلكم على ضلالة وعلى بطلان وانتم فقط المصيبون هذا القول يعرفوا مين ثمرته وقد ذكر النووي كما سيأتي معنا ان شاء الله في عشرات الامثلة ومما يستفاد من الحديث ويذكر عقيدة ما هم يتعلقون بكلمة بالامام النووي في مقدمة شرحه وقد ذكر الخلاف هل الاحاديث المتواترة يؤخذ بها في العقيدة ام لا؟ الاحاديث الاحاد يؤخذ بها في العقيدة ام لا تحملوا كلام الامام النووي ما لا يحتمل وسنأتي بمزيد بيان لهذه المسألة في محلها ومواطنها ولكن ينبغي ان نحفظ هذه الوجوه الثلاثة انا لازم هذا القول ان عقائد الامة مضطربة. لازم هذا القول ان الرواية بما انقطاع الرواية ان الحديث المتوتر لا يؤخذ به ولازم هذا القول ان قولهم عقيدة وانا قائم من فهم واستنباط واستنتاج فلو كان صحيحا وعملناه بما فيه لكان لاوصلنا الى والدور وهو باطل وما يترتب على الباطل فهو باطل ولذا النبي صلى الله عليه وسلم كان يرسل الصحابي الواحد الى بلد فينشر فيها الاسلام وتقام به الحجة. وكان اول ما ينشر العقيدة والتوحيد وكليات الدين ومعرفة الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم واركان الاسلام العامة هذا الحديث مما يستنبط منه ويستفاد ان حديث الاحاد يؤخذ به في اصول الدين. ومما يدخل في اصول الدين. علم التوحيد هذا الرجل بن ثعلبة احسن ايام احسان في سؤاله وفي ذكره في رواية الامام البخاري اني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد علي في نفسك وكان عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه يقول ما رأيت احسن مسألة ولا اوجز من ضمان رضي الله تعالى عنه ومما ينبغي ان يذكر ولا يهمل في هذا المقام الاول ان من لطائف هذا الاسناد الرحلة في طلب العلم فقد جاء ضمام مع بلوغه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم جاء بنفسه ليلتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان العلماء يقولون الاعلى اغلى وكان مسلم كما سيأتي معنا طمعا في علو الاسناد يروي عن بعض من غمز فيه من الرواة اسناد مقصد اصلي في علم الرواية ولذا قال الامام الحاكم في كتابه معرفة علوم الحديث قال هذا الحديث دليل على الرحلة في علو الاسناد اذ لم يقنع هذا البدوي ما سمعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بلغه. حتى رحل بنفسه اليه وسمع منه وقال الحاكم ولو كان طلبوه غير مستحب لانكر صلى الله عليه وسلم قاله اياه عما اخبره به رسوله عنه وامره بالاقتصار على ما سمع من لطائف هذه القصة ان فيها طلب علو الاسناد والرحلة لكي يتحصل الانسان على علو ومن مقاصد المدلسين وبمناسبة ذكر من المكثرين جدا عن انس لمن يقرأ حميد الطويل كذلك جدا قال شعبة لم يسمع حميد من انس الى بضع وعشرين حديثا في مسند ابي يعلى تحت ترجمة حميد عن انس اكثر من عشرين حديث كم واحد قال وجل الأحاديث على هذه الاحاديث البضع العشرين انما رواها حميد عن ثابت عن انس اينما نظرت فوجدت اثنان. حميد عن انس ثم فتشت ونظرت في اسناد اخر حميد عن ثابت عن انس فاعلم ان حميدا قد دلس في الاسناد الاول ولا ولم يقل سمعت انما يقول عن بلغه من خلال الثقة عن انس فكان من اسباب التدليس البغية في طلب العلو في الاسناد والفائدة الثانية في هذا الحديث ذكرها الامام البخاري ومن اجلها وضع الامام البخاري هذا الحديث في كتاب العلم وقبل ان يقول حدثنا عبدالله بن يوسف وهو شيخه في هذا الحديث ذكر كلاما حسنا فقال الامام البخاري باب ما جاء في العلم وقوله وقل ربي زدني علما قال القراءة والعرض على المحدث في شيء اسمه قراءة وشيء اسمه عرض والارض قسمان عرض على اصول الشيخ بحضور الشيخ وعرض مناولة حرب مناولة ان يناولني الشيخ الكتاب فارض منسوخي على اصل الكتاب. هذا ماذا يسمى في علم المصطلح؟ عرض مناولة وان كنتم تذكرون قلنا في الدرس الاول متى جائتنا مناسبة؟ نتكلم في المصطلح او في الاصول او في الفقه او في الرجال او في قواعد الجرح والتعديل. نتكلم حتى يكون ان شاء الله تعالى درسنا شاملة وازا انت قرأت على الشيخ من اصله او من اصلك واصله بين يديه هذا يسمى العرض هذا يسمى العرض الامام البخاري قال القراءة والعرض على المحدث قال البخاري ورأى الحسن البصري والثوري ومالك القراءة جائزة واحتج بعضهم في القراءة على العالم بحديث ابن ثعلبة يأتي التلميذ سيقرأ على الشيخ. كما ان ابن اماما قد جاء وقرأ والقى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد اخذه من رسوله. قال النبي النبي صلى الله عليه وسلم االله امرك ان تصلي الصلوات؟ قال نعم. قال فهذه قراءة على النبي صلى الله عليه وسلم. اخبر ضمام قومه بذلك فاجازوه واحتج مالك بالصك يقرأ على القوم فيقولون اشهدنا فلان ويقرأ ذلك قراءة عليهم ويقرأ على المقرئ فيقول القارئ اقرأني فلان حدثنا محمد بن سلام حدثنا محمد بن حسن واسطي عن عوف عن الحسن قال لا بأس بالقراءة على على العالم اذا ثم اسند الامام البخاري عن مالك وسفيان قال القراءة على العالم وقراءته سواء ان تعرض عليه او ان تقرأ عليه كلاهما حجة ومما يؤكد حجية القراءة على العالم والعرض عليه حديث ضمام ابن ثعلبة ولذا بوب الامام البخاري على هذا الحديث باب ما جاء في العلم ثم قال القراءة والعرض على المحدث نكتفي بهذه الفوائد في درسنا هذا ونقرأ ان شاء الله تعالى في الدرس القادم كلام الامام النووي على الحديث. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين