قام فتمضمض وربما غسل كفيه ووجهه عليه الصلاة والسلام ولذلك لم يقل احد ان اكل الاقط من نواقض الوضوء قال رضي الله عنه في الجملة الاخرى ثم رآه اكل من كتف شاة علي ابن ابي طالب عبدالله ابن عباس ابن عبد المطلب هم ابناء عمومة. وهم من ال بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام. وهم كما ترى قريبة اسنانهم هم من بعض لما قالت لا يعني ليس عندي شيء يصلح ان يكون طعاما ثم لما افادت بوجود الخبز اليابس والخل قال لها ما اقفر بيت من ادم فيه خل يعني لا خلا من الادام الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى هديه باحسان الى يوم الدين اما بعد ايها الاخوة الكرام فهذا مجلس متجدد في كل ليلة من ليالي الجمعة نتدارس فيها شمائل النبي المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ونتذاكر ما ثبت عنه بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام في مختلف ابواب الحياة عرسه عليه الصلاة والسلام بتمر وسويق او بحيس ثم اذا وجد اللحم وهو كتف الشاة او وجد ذراع الشاة اكتفى به وعده طيبا عليه الصلاة والسلام. وربما اكتفى في الوان من الاطعمة حياته صلى الله عليه وسلم كانت هديا عظيما وشرعة متكاملة يسلق على سبيلها المؤمنون المتبعون لسنته المحبون له صلى الله عليه وسلم الى يوم ياما هدي النبي عليه الصلاة والسلام في كل ابواب الحياة هدي متكامل بعثه الله بشرا رسولا واراد منا امة الاسلام ان نتخذه قدوة واسوة ودليلا فعاش صلى الله عليه واله وسلم حياته البشرية بسائر ابوابها ومختلف انحائها على اكمل وجه واتمه. نقل هذا وحفظ وبوب وصنف فيما يسمى شمائل المحمدية خصائصه عليه الصلاة والسلام في كل ابواب الحياة ما زالت مدارستنا لابواب الشمائل المحمدية على صاحبها افضل الصلاة واتم السلام في رحاب بيت الله الحرام ها هنا وعلى مقربة من كعبة الله المعظمة وفي ليلة الجمعة من كل اسبوع نكتسب بها خيرا على خير ونورا على نور وبركة على بركات ليست بمجرد البقاء في بيت الله الحرام وانتظار الصلاة الى الصلاة بل هي مع ذلك مجلس علم ومذاكرة يرجى ان تحفها الملائكة وتنزل عليها السكينة وتغشاها الرحمة. ثم هي فوق ذلك كله مجالس يستكثر فيها احدنا من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في هذه الليلة ندبنا الى هذا الامر العظيم والعبادة الجليلة. ان من افضل ايامكم يوم الجمعة فاكثروا من الصلاة علي فيه. فان لا تكن معروضة علي ولا اظن مسلما يغبط اخا له في الله في ليلة كهذه مثلما يغبط احدكم ان يكون جالسا في بيت الله الحرام منتظرا الصلاة الى الصلاة في ليلة عظيمة هي ليلة الجمعة مشتغلا بالاكثار والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. هي مجالس احبتي الكرام نعيش فيها عيشا حقيقيا. حياة النبي المصطفى فصلى الله عليه وسلم حتى لكأننا نصحبه. صحبه صحابته الكرام رضي الله عنهم اجمعين حسا ومعنى. وقد اكتحلت اعينهم برؤيته وتشنفت اذانهم بسماعه وابتهجت ارواحهم وقلوبهم بمجالسته ورفقته وحياته والعيش معه صلى الله عليه وسلم لكن الله ما حرم امة الاسلام هذا الباب. اعني باب العيش مع رسول الله عليه الصلاة والسلام. هذه مجالسه وهذه شمائله صلى الله عليه وسلم مدارستها ومذاكرتها والجلوس فيها والحضور اليها نوع لذيذ من العيش مع النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم نقلب صفحات من حياته بل ونستبصر مواقع الخطى الكريمة التي خطاها عليه الصلاة والسلام في كل باب من ابواب الحياة. حتى لكأننا نصحبه نجالسه في مائدته وفي مسجده وفي بيته وفي طرقات التي مشى فيها واقواله واعماله التي صدرت عنه بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. لا ادل على ذلك مما مضى معنا في ابواب السابقة في الحديث عن باب ما جاء في ايدام رسول الله صلى الله عليه وسلم. والمقصود ذكر ما وضع على مائدته من طعام وما تنوعت به الروايات والاحاديث في نقل ذلك المأكول الذي رآه واكله واعجبه صلى الله عليه وسلم هذا الذي قصدته وعنيت به ان يعيش احدنا حياة مع رسول الله عليه الصلاة والسلام فيعيش معه في هذه الشمائل تارة في وتارة في مسجده وتارة مع اصحابه وتارة مع اهل بيته. في مختلف هذه الانحاء نحن نصحب هذه الانفاس عظيمة التي نقلت فيها انحاء هدي المصطفى صلى الله عليه واله وسلم. في مجلس الليلة ان شاء الله تعالى نختم ما جاء في باب ايدامه عليه الصلاة والسلام. والذي تقدم منه في المجالس السابقة جملة من الاحاديث مر بنا وبكم ما تقرب سابقا من قلة عيشه عليه الصلاة والسلام. وغلبة الفقر على حياته وقلة الطعام الذي اكل وخشونة النوع الذي كان ما يأكله عليه الصلاة والسلام مع قلة وعدم اكتراث عظيم بهذا الباب اعني باب الطعام والشراب. الباب الذي شغل به كثير من الناس اليوم فاصبحوا وامسوا يتحدثون عنه ويهتمون به ويشتغلون كثيرا بما يتعلق به. لكن بين عليه الصلاة والسلام انما كان هديه مع الطعام والشراب هدي المتخذ له مطية وزادا وراحلا. يقطع بها احرى الحياة حتى يلقى الله عز وجل. فتخفف من هذا الباب قدر المستطاع. فما كانت الموائد ولا السفر ولا الطعام ولا الشراب ما كانت يوما من الايام محطات يتوقف فيها نبينا عليه الصلاة والسلام. لا يستكثر منها ولا يستغرق فيها ولا يهتم كثيرا لكنها كانت امورا عابرة ما وجد منه اخذ وما انزوى عنه تركه عليه الصلاة والسلام. وقف الحديث في اخر المجلس المنصرم عند حديث عبدالله بن جعفر وقبله في حديث عائشة وابن مسعود وابي عبيد في ماذا كان يطيب له صلى الله عليه وسلم من اللحم وانه ذراع الشاة كما تقدم. وعليه فان الرواية التي ختم بها المجلس الماضي في قول عائشة رضي الله عنها ما كانت الذراع احب اللحم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم رواية ضعيفة. لضعف اسنادها من جهة ولمخالفتها الاحاديث الصحاح من جهة اخرى ونشرع الليلة في باقي انواع ما جاء في باب ايدام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فلا يفترن احدكم رعاكم الله ان يتحرك لسانه وقلبه في هذا المجلس بالصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما ذكر وكلما عرض لشأنه او الحديث عن امر يتعلق بهديه صلى الله عليه وسلم فان ابن القيم رحمه الله في كلام لطيف له يقول العبد كلما اكثر من ذكر للمحبوب واستحضاره في قلبه واستحضار محاسنه والمعاني الجالبة لحبه تضاعف حبه له وتزايد شوقه اليه ولا اظن مجلسا كهذا الا يقصد هدفا عظيما كهذا الهدف ان يزداد احدنا حبا عظيما لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم وشوقا الى رؤيته وحرصا عظيما على اتباع سنته. سلك الله بنا وبكم سبيل مرضاته نعم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين والمستمعين قال المصنف رحمه الله تعالى باب ما جاء في ادام رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه فيحمل قول ابي هريرة رضي الله عنه انه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم توظأ من ثور اقط على معنى انه رآه بعدما فرغ من اكل قطعة الاقط عن عبد الله ابن جعفر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان اطيب اللحم لحم الدهر الحديث ربما ختمنا به مجلسنا الماضي وفيه ضعف في اسناده واحب اللحم الى رسول الله عليه الصلاة والسلام كما تقدم كان لحم الذراع. اما وصفه للحم بالطيب فهو امر وان كان مجرد في استطابة الناس لحم الظهر من الشاة. وذلك لسرعة نضجه ولذة حلاوة مذاقه واستطعام كثير من الناس له لكن هذا شيء وان ينسب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم دون اثبات لاسناده شيء اخر ام قد يطيب لي او لك اكل لحم الظهر وقد نستطعمه ونستطيبه ونحب اكله لكن هذا شيء كما قلت وان ننسبه الى رسول الله صلى الله عليه قلما شيء اخر فلو صح الحديث لقلنا به لكنه ضعيف لا يصح سندا ويبقى اثبات فضيلة لشيء من الطعام او الشراب او زماني او المكان او اي شيء في الحياة الى اثبات فضيلة له يفتقر الى شيء ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم. عن ام هانئ رضي الله عنها قالت دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فقال اعندك شيء فقلت لا الا خبز يابس وخل. فقال هات ما اقصر بيت من ام فيه خلف الحديث عن ام هانئ رضي الله عنها هو شاهد لما تقدم من احاديث جاءت في صدر الباب قبل نحو مجلسين او ثلاثة والحديث في سنده ضعف لكن بما انه جاء شاهدا لاحاديث صحاح سبق ذكرها في الباب في حديث جابر وحديث عائشة رضي الله عنهما في قوله عليه الصلاة والسلام نعم الادام الخل فان الحديث يمكن ان يرتقي بتلك الاحاديث الصحاح ولذلك حسنه انه الشيخ الالباني رحمة الله عليه بسبب ما عضده من شواهد واحاديث اخر وام هانئ هي ابنة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. اخت علي ابن ابي طالب امير المؤمنين رضي الله عنه وارضاه. فام اهنئ بنت ابي طالب ابنة عم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وقد كان عليه الصلاة والسلام يأتيها وقد اتاها عام الفتح لما دخل مكة وركع في بيتها ثمان ركعات قيل هي الضحى وقيل غيرها لكنها من ال بيت رسول الله عليه الصلاة والسلام تقول دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فقال اعندك شيء يعني من طعام يلتمس عليه الصلاة والسلام عند ابنة عمه شيئا من الطعام يؤكل وما طلب عليه الصلاة والسلام الا لان بينه وبين ام هانئ قدرا من رفع التكلفة فكأنما هو بيته يدخل وكأنما هو دار احدى زوجاته يسألها عن طعام ان كان موجودا فقالت رضي الله عنها لا يعني ليس عندي شيء ثم استثنت رضي الله عنها فقالت الا خبز يابس وخل افادت رضي الله عنها ان ما في دارها من مثل هذا اللون من الطعام لا يصلح ان يقدم لرسول الله عليه الصلاة والسلام لانه ليس الا خبز وخل ثم هو خبز يابس كما سمعت قالت الا خبز يابس وخل وانت لو اردت اكرام عزيز عليك او ظيف غال عندك لاتيته بافخر الطعام والذه واطيبه لكنها ما ارادت رضي الله عنها ان تحوز دون رسول الله عليه الصلاة والسلام شيئا او تحجب عنه شيئا في بيتها وقد سألها اعندك شيء؟ فكان سؤاله عاما عليه الصلاة والسلام فافصحت رضي الله عنها فقالت لا الا خبز يابس وخل وللوهلة الاولى تتوقع انها رضي الله عنها ما كانت لترضى بهذا الطعام ضيافة لرسول الله عليه الصلاة والسلام فيفجؤها الجواب منه صلى الله عليه وسلم بقوله هات هاتي فما رده عليه الصلاة والسلام لقلة منزلة هذا النوع من الطعام ولا احتقره ولاستقله ولا رده اتقول لانه كان جائعا وان يتناول شيئا من هذا الطعام خير الا يجد شيئا ليس كذلك والدليل ما سبق في الاحاديث الاخر استطابته صلى الله عليه وسلم لما يجد من الطعام قليلا كان او كثيرا وحمد ربه عليه وقناعته بما يجد بين يديه بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام لما قال هاتي لا تدري كم حصل من تطييب لخاطر ام هانئ؟ وقد وقد اصابها شيء من الحرج لما قالت ليس عندي شيء الا خبز يابس وخل فقال لها هاتي ثم زادها تطييبا لخاطرها فقال ما اقفر بيت من ادم فيه خل يعني ليس بيت يوصف بالفقر والقلة وعدم الوجود وفيه خل. فان الخل شيء ثمين واذا كان في بيت قد انتفى عن اهله الحاجة او الجوع او العدم كيف وفيه الخل؟ هذا الخل الذي لا يراه الناس الا شيئا مكملا للطعام لا طعاما قائما بذاته فانظر كيف عاملها عليه الصلاة والسلام ولا عدم اهله طالما كان فيه خل. فانظر كيف جعله ادمن او اداما. يعني طعاما يصلح ان يؤكل وحده مع الخبز ويمكن ان يستغنى به وقد تقدم كما مر بكم في حديث جابر وحديث عائشة رضي الله عنهما. لما قال عليه الصلاة والسلام نعم داموا الخل فهذا قدر عظيم من القناعة في حياته عليه الصلاة والسلام. واكتفاؤه بما حصل بين يديه من الطعام. وانه يؤكد ما تقدم ما معنا مرارا في هذا المجلس المبارك ان الطعام في حياة نبينا صلى الله عليه وسلم لم يكن الا قدرا يتزود به يقطع به هذه الحياة فكان شيئا عابرا لا يقف عنده ولا يهتم به ولا يستغرق فيه كثيرا. ان وجد الطعام اكل ما وجد انصرف. ان اعجبه ها اكله وتناوله وان لم يعجبه تركه وانصرف. هكذا كان عليه الصلاة والسلام ما عاب طعاما قط ولا ازدرى نعمة من نعم الله على العباد قط يحمد ربه على القليل والكثير. يشكر ربه على القليل من النعم ولو كان خبزا يابسا او خلل لا يستطيب الناس طعمه على حدى. فكيف بك في النعم الاعظم التي هي ارقى والذ واشهى. اذا كان نبيك عليه الصلاة والسلام يحمد ربه ويرى هذه النعمة القليلة عظيمة ويشكر ربه عليها فكيف هو صلى الله عليه وسلم بالنعمة الكثيرة او الطعام الفاخر او ما لذ وطاب. هو ولا شك اشد حرصا على شكر ربه وحمده والثناء عليه بما هو اهله. هذا الموقف الذي تحكيه ام هانئ رضي الله عنها. شاهد متكرر لامور عظيمة مضى ذكرها مرارا عدم اكتراثه عليه الصلاة والسلام بانواع الطعام واكتفاؤه بما حصل بين يديه بل وعدم اشعار جليسه بالحرج لما يقول هاتي ما اقفر بيت من ادم فيه خل. ولما يحمد ربه على الطعام. ولما يشعر جليسه ان ما بين يديه من الطعام وان ما اضافه به شيء عظيم يستحق شكر الله فانه لا احد يزدري نعمة الله تعالى عليه نعم عن ابي موسى نعم قال صلى الله عليه هذه الطعام الحديثان عن ابي موسى الاشعري وانس ابن مالك رضي الله عنهما وعن سائر الصحب الكرام حديثان صحيح ان اخرجهما الشيخان البخاري ومسلم وغيرهما من اصحاب السنن والمسانيد وهما حديثان من اجل الاحاديث في فضل امنا ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وارضاها. حبيبة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وما كانت تحتل موقعا عظيما في قلبه وفي حياته بابي وامي هو عليه الصلاة والسلام. والمؤمن الصادق السالك سبيل السنة المحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق في هذا الباب انما يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحب من احب رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن اذ نحب هذا الصحب الكريم. انما نحبهم لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم اياهم ولحظه علينا حبنا لهم ولما ثبت من جليل مناقبهم وعظيم منازلهم في صحبتهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام. وفي تضحيتهم لدين الله جل في علاه ولعظيم بذلهم وخدمتهم وفدائهم لنصرة دين الله ونصرة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فانما قام الدين على اكتاف هذا الجيل الكريم وعلى اعناقهم قامت هذه الرسالة بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم. حفظوا الدين ونقلوه ورووه واحتفظوا به وجاهدوا في الله حق الجهاد. فنشروه في العالمين شرقا وغربا. حتى اتى الله عز وجل بامة من بعدهم تخلفهم وتحمل هذا الدين كما حملوه جيلا بعد جيل. عائشة رضي الله عنها ام المؤمنين حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والقريبة من قلبه واقرب النساء من زوجاته اليه صلى الله عليه واله وسلم. هذا الحديث احد الاحاديث المتكاثرة في بيان فضلها. ومنزلتها ومكانتها. وهذان الحديثان ومثلهما انما يساق مثل هذا النوع من الاحاديث في بيان فضل عائشة رضي الله عنها لا في بيان الطعام ولا نوعه لكنه يؤتى به ها هنا لما فيه من الشاهد لما نحن فيه اذا في الحديث فائدتان عظيمتان. اولاهما وهي المقصودة الاولى من الحديث وهي التي سيق الحديث لاجلها فضل ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها بصريح قوله عليه الصلاة والسلام فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. فتفضيلها رضي الله عنها ثابت بهذا الحديث واما الفائدة الاخرى فهو تفضيل السريد على سائر الطعام. وهو الشاهد لما نحن فيه في باب ما جاء في ايدام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. والثريد نوع من الطعام يؤتى بالمرق فيفت فيه الخبز فيتشرب ماء المرق فيلين فيأكل سواء كان بلحم او بغيره. فهو قطع الخبز كي تفت وتخلط بمرق اللحم وهو من اطيب الطعام الى رسول الله عليه الصلاة والسلام. بل هو من الطعام المستطاب عند العرب بعامة. وهو طعام نستطيبه الناس فاراد عليه الصلاة والسلام في باب من ابواب التشبيه الذي جرت احاديثه على هذا النحو في تقريب المعنى للامة في ابواب كثيرة. جاء تشبيه فضل عائشة رضي الله عنها على سائر النساء بفضل للثريد على سائر الطعام. فاذا كان الثريد طعاما مستطابا عند العرب. ويجدونه مفضلا على سائر الطعام ومقدما عليه بل يرونه سيدا للطعام وفاخرا وشيئا مقدما معظما من بين اصناف الطعام فان ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها كذلك كان شأنها بين النساء مقدمة معظمة لا يتقدمها احد. فنحن في هذا الباب موضع الشاهد فيه ذكر فضل الثريد وانه طعام مستطاب مفضل. ولو لم يرد مثل هذا لما استطعنا نسبة تفضيله صلى الله عليه وسلم فريدة على الطعام لما استطعنا نسبة ذلك الامر اليه. اما وقد قال عليه الصلاة والسلام كفضل الثريد على سائر الطعام تبين لنا تفضيله بالسريد ونقله لهذا على مسامع الصحابة فدل على ما نحن فيه في ذكر هذا النوع وهو الخبز المأدوم بالمرق باللحم كان او بغيره نعم عنه رأى رسول من ثور اقط لو رأى رسول فرآه اكل من هذا حديث اخر صحيح يرويه ابو هريرة رضي الله عنه وفيه مسألتان اولاهما انه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ من ثور اقط والاخرى انه رآه صلى الله عليه وسلم اكل من كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ الحديث ذكر نوعين من الطعام اولهما الاقط والثاني كتف الشاة اما الاقط فهو اللبن المتحجر الذي يصنع من حليب الشاة او البقر او الغنم فاذا جمع اللبن وجفف حتى تيبس وصار قطعا يابسة تؤكل يسمى هذا اقط وتسميه العامة اليوم بالمظير فلاقط وهو اللبن المتحجر اليابس تستعمله العرب سابقا في نوع من انواع استفادتها من اللحوم عفوا من الالبان والحليب لانه لم تكن ثمة وسائل تبريد يحفظ بها فما فضل عن حاجتهم من الشراب من الحليب واللبن واللبن جمع هكذا فجفف وكان يابسا فيأكل كونوا طعاما مفيدا لانه حليب جاف يابس فالاقط طعام معلوم ومضى ذكره في انواع من الاحاديث منها اصناف صدقة الفطر. وانه يمكن ان يخرج من البر والشعير او من الاقط وغيره من انواع عام. اذا هو طعام وطعام مغن بذاته. لانه حليب مجفف. وفيه من الفوائد ما في شرب الحليب وحده اذا اكتفى به الانسان يقول رضي الله عنه انه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ من ثور اقط ومعنى ثوري اقط اي قطعة كبيرة من الاقط فكلمة ثور ها هنا ليست اسم الحيوان المعروف الذي هو ذكر البقرة لكنه مأخوذ من كلمة ثار يثور فان اللبن فان اللبن اذا اغلي وسخن بالنار ثم جففت منه القطع يثور قطعا قطعا. اي تتقطع منه اجزاء الحليب قطعا قطعا فتنفصلوا عن باقيه حتى تجف وتيبس فتسمى القطعة منه ثورة فاكل عليه الصلاة والسلام ثور اقط اي قطعة من قطع الاقط قال رضي الله عنه انه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ من ثور اقط يعني اكل ثور اقط فتوضأ منه وربما يفهم للوهلة الاولى ان هذا احد اسباب الوضوء الا انه لم يقل احد من الفقهاء ان اكل الاقطي ناقض للوضوء يستوجب اعادة الطهارة بعده وعليه فلابد من فهم هذا الحديث على وجهه الصحيح والوجه الصحيح في ذلك ان يحمل لفظ الوضوء ها هنا على معناه اللغوي وليس الشرعي يعني توضأ من ثور اقط المراد تمضمض وغسل وجهه ويديه وهذا القدر يسمى وضوءا في اللغة فان المضمضة وتنظيف الوجه يسمى وضوءا وقد ثبت استعمال مثل هذا النوع من الالفاظ لهذا المعنى حتى في السنة الصحابة رضي الله عنهم في صحيح البخاري ان امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه ايام خلافته خرج الى الرحبة بالكوفة. فاوتي باناء سلا كفيه ومسح وجهه وذراعيه ثم قال هذا وضوء من لم يحدث يعني هذا يصلح ان يسمى وضوءا لكنه وضوء من لم يصب الحدث من لم ينتقض وضوءه فلماذا سماه وضوءا؟ على التسمية اللغوية المعروفة عند العرب ان هذا يسمى وضوءا ثم صلى ولم يتوضأ ليس بالضرورة ان تكون الرؤيتان المذكورتان في الحديث في موقف واحد شهده ابو هريرة رضي الله عنه وارضاه ربما كانت مواقف منفصلة لكنه جمعها في الرواية لما بينها من الجامع الذي يتناول الطعام وعلاقته بالطهارة والوضوء قال في الجملة الثانية انه رأى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اكل من كتف شاة مطبوخة او مشوية قال ثم صلى ولم يتوضأ فنفى رضي الله عنه اعتبار اكل اللحم ناقضا للوضوء وهو الذي اجتمعت عليه الادلة الشرعية الاخرى في مثل قوله عليه الصلاة والسلام في مثل حديث جابر كان اخر الامرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار ولما سئل عن لحم الشاة ان اتوضأ منها؟ قال ان شئت فتوضأ فاثبت عليه الصلاة والسلام عدم ايجاب الوضوء على من اكل الشاة. وفي اكل لحم الابل خاصة خلاف كما تعلمون بين الفقهاء رحمة الله عليهم اجمعين. لسبب ما جاء في شأنه من الروايات التي تثبت ايجاب الوضوء من اكل لحم الابل خاصة اما لحم الشاة او لحم البقر او لحم الدجاج او الطير وغيره من انواع اللحوم فانه لا وضوء مما اكل منها مطبوخا بدلالة هذا الحديث وغيره من الاحاديث الشاهدة لهذه المسألة نعم قال هذا حديث اخر فيه لون اخر من الوان الاطعمة التي لا تستطيع ان تقول انه اكلها فقط صلى الله عليه وسلم لا بل وجعلها وليمة لعرسه اذا هو لون فاخر من الطعام. الذي اكله عليه الصلاة والسلام واحتفى به. وجعله بمنزلة الضيافة في مناسبة هي الوليمة يقول انس رضي الله عنه اولم رسول الله صلى الله عليه وسلم اولم اي صنع وليمة ودعا الناس اليها والوليمة في لسان العرب طعام العرس خاصة يسمى وليمة وللعرب في تسمية الطعام الذي يدعى اليه الناس في كل نوع منه اسم خاص. فطعام العرس يسمى وليمة وطعام المولود يسمى عقيقة وطعام الضيف يسمى قرى ونحوه قال رضي الله عنه اولما اي صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليمة عرس ودعا الناس اليها وكان ذلك في زواجه من رضي الله عنها قال اولم رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية وصفية هي ام المؤمنين. صفية بنت حيي بن اخطب رضي الله عنها وارضاها. كانت في سبي خيبر وقعت اسيرة ثم اخذها النبي عليه الصلاة والسلام فكانت عنده مولاة ثم اعتقها وتزوجها وجعل عتقها صداقها فكان لها شأن عظيم ومكرمة خاصة بين نساء رسول الله عليه الصلاة والسلام. وذلك لمكانتها بين قومها فانها ابنة عظماء اليهود وابوها حيي بن اخطب سيد من ساداتهم فلما وقعت في اسر رسول الله عليه الصلاة والسلام اكرمها. وعرض عليها الاسلام فلما قبلت اعتقها وتزوجها وفي هذا مقام عظيم رفيع ولا شك لانها اذ وقعت في سهمه اسيرة عليه الصلاة والسلام فانه كان بوسعه ان يعيش معها جارية وان يطأها بملك اليمين وان تكون من اهل البيت على هذا النحو رقيقة امة لكنه عليه الصلاة والسلام اكرمها غاية الاكرام فاعتقها ثم تزوجها وجعل عتقها صداقا لها. وفي هذا مفخرة ومنقبة عظيمة لام المؤمنين صفية رضي الله عنها ان اصبحت من كونها امة رقيقة ليست الى حرة طليقة فقط بل زوجة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. فارتقت عظيما واحتلت مكانة شريفة خلد التاريخ فيه ذكرها. وهي امرأة صالحة عاقلة ذات فضل وديانة وكان في قصة زواجه منها صلى الله عليه وسلم جاءت رواية انس رضي الله عنه هذه. قال اولم رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم على صفية بتمر وسويق. هذه الوليمة وهذا الطعام الذي دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا اصحابه اليه بمناسبة عرسه وزواجه من صفية اكان الا تمرا وسويقا يا قوم فيما نعده اليوم ما يؤكل بجانب القهوة صباحا او مساء وما ليس من صلب الطعام ولا من حاشيته ولا من هوامشه. كان وليمة عند رسول الله عليه الصلاة والسلام التمر والسويق. السويق هو هو طحين الحبوب سواء كان حنطة او شعيرا فاذا حمس سمي سويقا فيعجن احيانا مع التمر ونحوه. ولا تزال العامة تسميه الى اليوم سويقا والسويق ربما كان طحين الدخن او طحين الحب والشعير. فاذا طحن وحمس سمي سويقا فاولم نبيكم صلى الله عليه وسلم بتمر وسويق قدم للناس تمر وهذا الطحين من الحب امامه يؤكل مع التمر كما يعجنه الناس اليوم ايضا مع سويق الدخن وغيره من انواع الحبوب. فكان هذا طعاما بل وليمة يدعى اليها الناس وكان كافيا كما ترى. هذه رواية الترمذي في الشمائل وفي سننه. الحديث في الصحيحين عند الامامين ومسلم بقوله اولم عليها بحيس والحيس لون قريب من التمر والسويق. الحيس هو طعام يتخذ فيه معجون التمر ويحمس مع شيء من السمن وشيء ايضا من دقيق الحب او الدخن او الشعير فاذا حمس هذا التمر وعجن معه واستعمل معه السمي حيسا وايضا لا يزال يسمى في لسان كثير من الناس اليوم بالحيث. وهو طعام معروف يتخذ من التمر وما يعجن معه من الذرة او الشعير او الحنطة او الدخن ونحوه. ويعجن بالسمن حتى يكون اكثر آآ لينا واكثر رطوبة فسواء اولم عليها صلى الله عليه وسلم بسويق وتمر او بحيس وهما متقاربان كثيرا. فلهذا يدلك على انه اكتفى تماما ان في وليمته عليه الصلاة والسلام بهذا النوع من الطعام. هذه ايها الكرام صورة تعكس لنا قلة العيش في هذا الزمن الكريم المبارك وقلة العيش انعكست في مظاهر حياة الناس. وهذا معيار ايها الاحبة ما يعيشه الناس في حياتهم من ترف وتوسع في المطاعم والمشارب وامتداد في المباحات او بالعكس ما كان من تقشف او يخشي وشان مثلا او قلة في الطعام والشراب ينعكس هذا في مظاهر حياة الناس الاجتماعية تعال وانظر الى الناس في ولائمهم في اعراسهم في مناسباتهم في اكرامهم لضيوفهم. ما كان سائدا ومنتشرا وهو الذي يعيشه عامة الناس كان اهذا معيرا على ما يعيشه المجتمع من رخاء او من ضيق من ساعة او من قلة من ترف وبطر واشر او من قلة واقتصاد واكتفاء بالقليل اليسير لما تسمع مثل هذه الاحاديث الاكتفاء بالخبز والخل فيقول لها ما اقفر بيت من ادم فيه خل. ويولم على زوجة من زوجاته بمناسبة كما تقدم في مجالس سابقة بخبز شعير. وانه لم يمر عليه في حياته يومان متتاليان فاكثر يشبع فيها هو اله عليه الصلاة والسلام من خبز الشعير وهو خبز شعير. هذه القلة في الطعام وهذا القدر القليل اليسير من الاكتفاء منه يدلك على مظهر عام يعيشه المجتمع العظيم انذاك. يا قوم نحن نتحدث عن اشرف مجتمع في الامة على الاطلاق وخير جيل في هذه الامة ايضا على الاطلاق. وانظر معي رعاك الله ان الجيل الكريم عند الله والصحبة المصطفاة عند الله والمجتمع هذا المجتمع الايماني الطاهر في اشرف مراحله واعظم درجاته هذا كان عيشهم لتدرك ان كرامة الله لانسان او لمجتمع او لجيل او لامة من الامم لا يقاس ابدا بمقدار ما يوسع لهم في الحياة من طعام وشراب ولباس ومراكب ومساكن. كلا لو كان هذا حقيقة هو المعيار الصادق لتقيس حياة الناس بما لهم من الكرامة عند الله لوجدت هذا الجيل على وجه الخصوص او اوسع الناس عيشا واكثرهم ترفا وثراء واكثرهم تنعما في الحياة بما فيها من المطاعم والمشارب والمراكب والمساكن لكنهم كانوا اقل الامة في هذا الباب. وهم في المقابل اكرم الامة عند الله قدرا ومنزلا فهذا لا يصلح ان يكون معيارا ابدا. واذ يعيش الناس في مرحلة من مراحل الحياة سعة في العيش. وتنعما في ابواب التلذذ بما الله فانه مباح اذا كان في حدود ما اذن الله ولكن لا يصلح ان يعتبر معيارا يقاس عليه رضا الله عز وجل عن امه او عن جيل او عن مجتمع انما يقاس ذلك بما لهذا الجيل ولهذه الامة من الكرامة عند الله والميزان وفي هذا هو قول ربكم سبحانه ان اكرمكم عند الله اتقاكم نعم قالوا لها قالت حديث سلمى وهي حاضنة ابراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي ايضا زوجة ابي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطباخته فهي امرأة قريبة من بيوت رسول الله عليه الصلاة والسلام. حضنت ابنه ابراهيم وهي زوجة مولاه ابي رافع رضي الله عنه عنهم اجمعين الحديث ضعيف سندا وليس فيه ما يشهد لصحته لكنه على ضعفه فيه اشارات لطيفة. وفيه ان ابناء العمومة الحسن ابن علي وعبدالله بن وعبدالله بن جعفر اجتمعوا عندها ذات يوم والمقصود بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في في موقف يحكي صورة عجيبة من حبهم لرسول الله عليه الصلاة والسلام ويحكي ايضا قدرا عجيبا من الهاجس المشترك الذي كانت تخفق به قلوب هؤلاء. ليس فقط لانهم ابناء عمومة رسول الله عليه الصلاة والسلام. عبد الله بن جعفر بن ابي طالب الحسن بن ربما كان ابن عباس اكبرهم يليه الحسن بن علي وعبد الله بن جعفر فكانوا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيان انا ولما كانوا صبيانا ما ادركوا من حياته عليه الصلاة والسلام قدرا كبيرا من استحضار معاني الحياة والعيش كالذي ادركه كبار الصحابة رضي الله عنهم. ابن عباس وهو اكبر هؤلاء الثلاثة سنا ربما يقول رضي الله عنه في في حجة الوداع عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو معه في منى. قال وانا يومئذ قد ناهزت الاحتلام يعني في حجة الوداع وهي قبل الوفاة بثلاثة اشهر يقول وانا قد ناهزت الاحتلام. يعني قاربت البلوغ يعني بين الثالثة عشرة والرابعة عشرة ونحوها فاذا كان ابن عباس وهو اكبرهم ما كان الا مقاربا للمراهقة والبلوغ عند وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام. فما ظنك بالحسن ابن علي او بعبدالله ابن جعفر وهم اصغر سنا فانما كانوا صبيانا لكن ارادوا ان يعوضوا ما فاتهم من حياة رسول الله عليه الصلاة والسلام بمثل هذا الموقف اللطيف العجيب اتوا لامر وقصدوا صاحب الامر المختص به جاؤوا يبحثون عن شيء يتعلق بطعام رسول الله عليه الصلاة والسلام. فاتوا الى سلمى زوجة ابي رافع. لانها كانت ممن يلي هذا الامر ويقوم به فانها كانت طباخة لبيوت رسول الله عليه الصلاة والسلام. قالوا لها اصنعي لنا طعاما مما اكان يعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحسن اكله مع ما في الحديث من ضعف لكن الجملة والله يا اخوة تنطق بمشاعر صادقة من الحب والشوق والحنين الدافئ لرسول الله عليه الصلاة والسلام. هذا وهم من اقرب الناس اليه نسبا. لكنهم ارادوا ان يقتربوا اكثر فاكثر حسا بكل معنى يقربهم من رسول الله عليه الصلاة والسلام. ربما ما ادرك احدهم وهو صبي ان يجلس على مائدة فيها طعام لرسول الله عليه الصلاة والسلام فيأكل معه وان حصل له هذا مرة او مرات لكنه ما ما وعي بعد ان يستطيع ان يقول ان هذا الطعام كان قال عند رسول الله عليه الصلاة والسلام من هذا الطعام. هذه مسألة. المسألة الاخرى قالوا اصنعي لنا طعاما مما كان يعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحسن اكله. يريدون ان يعيشوا هذه التجربة. يريدون ان يعيشوا شيئا طيبا محببا الى رسول الله عليه الصلاة والسلام فيعيشون مثله. هذه مسألة يا قوم ليست حكرا على عبد الله بن جعفر ولا ابن عباس ولا الحسن ابن علي انا وانت ايضا نستطيع صنع ذلك تماما سواء بسواء ابحث عن اي باب من ابواب الحياة في العبادات في المعاملات في الطعام والشراب في النكاح في معاشرة الازواج في تربية الاولاد في معاملة الجيران في بر الوالدين. وهديه عليه الصلاة والسلام في هذا كامل واف شاف. ابحث عنه ثم قل لنفسك انني ساصنع اليوم شيئا مما كان يحبه رسول الله عليه الصلاة والسلام. مما كان يعجبه قولا او فعلا فاصنع مثله هو تصنع مثلهم رظي الله عنهم اجمعين. جاؤوا لهذا الباب على وجه الخصوص فقالوا لها اصنعي لنا طعاما مما كان يعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحسن اكله. ليت شعري ما الذي جمع الثلاثة ما الذي ادار بينهم هذا النوع من الحديث؟ ما الذي جعلهم يتكلمون في هذه القضية؟ ما الذي خطر في بالهم؟ افرغت القضايا التي يتحدثون فيها عن شيء يتعلق برسول الله عليه الصلاة والسلام. حتى اتوا الى مسألة اللقمة والطعام. وما الذي كان يعجبه هو حتما والله يا اخوة انهم قد استوعبوا ابواب الهدي النبوي من جميع جوانبه وشتى انحائه. تكلموا ولا شك وعاشوا ولا شك وطبقوا ولا شك هديه في الوضوء في الصلاة في الدعاء في الصيام في الحج. لما اتوا على هذه الابواب الظاهرة من شعائر الاسلام وعباداته. جاءوا لهذه الجزئية الصغيرة فما احب ان تفوتهم؟ هكذا والله يصنع الاقتداء الصادق برسول الله عليه الصلاة والسلام. هكذا يصنع صاحب السنة هكذا يقف الحبيب بخطى من يحب به عليه الصلاة والسلام. يتتبع المواضع في الاثار ويبحث عن مواضع الهدي النبوي شبرا بشبر. قالوا لها اصنعي طعاما مما كان يعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحسن اكله. فكان الجواب غير المتوقع. قالت لهم رضي الله عنها يا بني لا تشتهيه اليوم قالت لو صنعت لك ذلك الطعام فانا اظن انك لا تشتهي اكله والسبب ان ما يعيشه الانسان من انواع المطاعم وتنوع المذاق ويرتقي به الانسان في تنوع الاكال والمشارب يجعله يزهد فيما قل من الطعام وفيما فقد من انواع التنوع واختلاف الالوان قالت يا بني لا تشتهيه اليوم وصدقت فانما كان طعامه عليه الصلاة والسلام شيئا اظنه لو جعل بين موائدنا اليوم لانصرفنا عنه. عدم اشتهاء له وذلك اننا الفنا الوانا هي اشهى منه بكثير وانواعا من المطاعم والمآكل والمشارب هي الذ واكثر طعما في الفم واكثر اشتهاء للبطن. فلذلك قالت يا بني لا تشتهيه اليوم. صرفتهم برفق ولطف فاظهروا رضي الله عنهم قال بلى اصنعيه لنا قال فقامت فاخذت من شعير فطحنته فجعلته في قدر وصبت عليه شيئا من زيد كما ترى ليست اللحوم ولا ولا الدجاج ولا انواع الموائد الفاخرة. وليست استخدام النار في كثير مما يطهى فيه انواع الطعام اليوم طحنته جعلته في قدر صبت عليه شيئا من زيت ودقت الفلفل والتوابل فقربته اليهم فقالت هذا مما يعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحسن اكله. لما نقف على مثل هذا الحديث ايها الاحبة الكرام فاننا نقف معها وقفات اولها ان نقف على باب من ابواب حياته عليه الصلاة والسلام. وكما قلت اجعلونا نصحبه في رفقة معه في باب من ابواب الحياة. على مائدته عليه الصلاة والسلام لكأنك وانت تقرأ هذا الحديث تجلس معه على السفرة انظروا الى الطبق بين يديه وماذا وظع؟ وماذا كان يأكل عليه الصلاة والسلام؟ الامر الاخر ان تعرف انك اليوم لما يضيق بك ويقل على مائدتك انواع المآكل ثق تماما انه والله ارقى بكثير من طعام رسول الله عليه الصلاة والسلام ولو اكلت خبزا يابسا وشيئا من فتات الطعام وشيئا من بقايا الغداء ومما سخن من طعام الامس وقبل امس ومما يسميه الناس اليوم والنواشف وغيرها والله هو اكثر استطابة وشهية من هذا الخبز اليابس مع الخل من هذا الشعير المصبوب عليه الزيت ويحمس على النار لا غير. لما تقف على مثل هذه المعاني والله ليمتلأن قلبك قناعة بما رزقك الله. ثم شكرا له سبحانه وتعالى على ما ساق اليك من النعم. لا يسمعن مسلم بمثل هذا يتجرأ بعد ذلك والله ان يقول انني لا اجد من الطعام كيت وكيت. او يشتكي قلة من انواع الموائد التي تبسط بين يديه في البيت او يذكروا شيئا مما يفقده في موائد الناس. من يسمع مثل هذا ومن يعيش هذا الهدي النبوي في حياته في مطعمه عليه الصلاة والسلام يشعر انه والله قد تجاوز بكثير من المراحل طعام رسول الله عليه الصلاة والسلام. فانت تجلس اليوم على مائدة في جوف بيتك مهما قل طعامك ومهما قلت قيمته ومهما قل صنفه هو اغنى بكثير مما كان على مائدة رسول الله عليه الصلاة والسلام. تنوعا في الطعام وازديادا في القيمة وفخرا ايضا بما يشتمل عليه الطعام مما هيأ له واعتني به حتى نضج واصبح متهيأ للاكل. هذه القصة التي جاءت في حديث الثلاثة عن سلمى زوجة ابي رافع رضي الله عنه هي جزء من صور يكملها في مشهد عظيم يحكي حياة النبي عليه الصلاة والسلام وهديه في باب الطعام. نعم قال كأنه حديث جابر هذا رضي الله عنه وعن ابيه اخرجه اصحاب السنن واحمد وغيرهم فيه جملة واحدة انه دعا النبي عليه الصلاة والسلام الى منزله فاتاه. قال جابر فذبحنا له شاة فقال عليه الصلاة والسلام كانهم علموا انا نحب اللحم موضع الشاهد في الحديث حبه صلى الله عليه وسلم للحم وحبه للحم بعامة يتأكد منها حبه للذراع منها بخاصة كما تقدم في مجلس الاسبوع المنصرم وقد اكله مشويا ايضا كما تقدم في الاحاديث الصحيحة السابقة قال وفي الحديث قصة وقصة الحديث طريفة لطيفة كما اخرجها الامام احمد وغيره. يقول جابر رضي الله عنه اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استعينه في دين كان على ابي ابوه جابر ابن عبد ابوه عبد الله ابن عمرو ابن حرام رجل من الانصار شهد غزوة احد وليس له من الاولاد الا جابر ابنا وسبع بنات فلما شهد احدا اشفق جابر على من تحته من الاخوات انه ليس لهم رجل يعولهم سوى ابيهم. وقد ماتت امهم فلما يذهب ابوهم الى غزوة احد فان قدرا كبيرا من القلق والشفقة اصاب جابرا رضي الله عنه لكن اباه مضى مجاهدا في احد ثم كتب الله له الشهادة ثم خصه الله بمنقبة عظيمة لا زالت تروى على مسامع الاجيال الى قيام الساعة بمال الشهيد عند الله من فضيلة ومنزلة ومكانة رفيعة. استشهد والد جابر عبدالله ابن عمرو ابن حرام شهيدا في غزوة احد وقد جاء جابر وعليه من الحزن وظلال التبعة التي بقيت له بعد وفاة ابيه من هم دين كان عليه وسبع بنات اخوات يقوم عليهن فجاء الى النبي عليه الصلاة والسلام وقد وجد ما في جابر من هذا الهم الذي اعتراه والبلاء الذي وجده محيطا به. فخفف عنه صلى الله عليه وسلم لما حكى له ما اصاب ابوه من المنقبة العظيمة وخلاصة وذلك ان الله عز وجل كلم اباه كفاحا من غير ترجمان. فقال تمنى يا عبدي. فقال اتمنى يا رب ان اعود الى فاقاتل في سبيلك فاموت شهيدا. فقال الله عز وجل اني كتبت عليهم فيها انهم اليها لا يرجعون والشاهد من ذلك في قصة جابر هذه انه جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام بعد هذه الحادثة يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم قضية الدين وجاء يستعينه وجاء يطلب منه ان يعينه في سداد دين ابيه. فما كان منه عليه الصلاة والسلام الا ان قال له يعني اسبقني الى البيت وانا اتيكم. قال جابر فرجعت فقلت للمرأة لا تكلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا اسأليه يكلم زوجته وقد تزوج بعد وفاة ابيه اكبر الله اكبر وقد تزوج جابر رضي الله عنه بعد استشهاد ابيه في احد تزوج امرأة ولما سأله النبي عليه الصلاة والسلام قال ابكرا ام ثيبا؟ فقال بل ثيبا فقال له هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك وانما تزوج ثيبا رضي الله عنه لتكون اقدر على العناية باخواته البنات فتزوج رضي الله عنه امرأة تتكفل بالرعاية باخواته وجاء يستعين النبي عليه الصلاة والسلام في سداد الدين الذي كان على ابيه فواساه عليه الصلاة والسلام وقال اتيكم يعني اسبقني الى البيت وانا اتيكم فانطلق جابر رضي الله عنه الى زوجته فقال لها لا تكلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسأليه انظر كيف يسعى الرجل في تأديب اهل بيته وما يريد ان يحملهم عليه من رفيع التعامل والخلق مع رسول الله عليه الصلاة والسلام اذا جاء يدخل دارهم قال لا تكلميه ولا تسأليه يريد رضي الله عنه اني كلمته في مسألة وهو مهتم بقضية فلا تشغليه بامر اخر ولا تفتحي له موضوعا اخر ولا تكلمي في شيء انما ننتظر ما ياتينا به عليه الصلاة والسلام لانه قال اتيكم. ثم هيئوا له ضيافة قال فاتنا فذبحنا له داجنا كان لنا فقال يا جابر كانكم عرفتم حبنا اللحم او حبنا للحم فاحب اندحم عليه الصلاة والسلام وفرح بضيافة جابر. ثم تلطف معه فقال كأنكم عرفتم حبنا للحم وكان من ذلك اثبات حبه للحم عليه الصلاة والسلام اولا ثم ملاطفته لجابر رضي الله عنه بهذه العبارة ثانيا ثم ثم قضى له ما جاء له من اجله وتكلم مع جابر. فلما خرج قالت له المرأة يعني زوجة جابر صلي علي وعلى زوجي او قالت صلي علينا والصلاة المقصود بها الدعاء لما قال الله له خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها. وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم فصلاة النبي عليه الصلاة والسلام دعاؤه. فطلبت الدعاء لها ولزوجها. قالت صلي علي وعلى زوجي او قالت صلي علينا فقال عليه الصلاة والسلام اللهم صل عليهم فدعا لهم بالثناء والرحمة والمغفرة قال جابر فقلت لها اليس قد نهيتك يعني انا ما طلبتك سابقا الا تكلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء؟ فقال الزوجة جابر ترى رسول الله صلى الله عليه سلم كان يدخل علينا ولا يدعو لنا تقول انا لا ارضى بهذا ان يدخل دارنا ونتشرف به ثم ننصرف ولا نظفر منه بدعوة ما ارادت ان تخالف امر زوجها لكنها وجدت ان الذي سيفوتها من الخير والفضل وعظمة المنقبة شيئا لا يستحق ان يفوت فعرضت عليه عذرها فكأنها ارادت ان تقول ما عصيتك ولا اردت خلاف امرك لكنه ظهر لي ان امرا عظيما كونوا بين يدينا وفي دارنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم في دارنا وقد جاء واكرمناه ثم لا نظفر منه بدعوة قالت ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل علينا ولا يدعو لنا هو غاية العقل ولا شك من هذه المرأة رضي الله عنها في طلبها الدعاء من رسول الله عليه الصلاة والسلام. ولهذا اختصر الترمذي رحمه الله الرواية فقال وفي الحديث قصة ايها الكرام، ما زلنا نقول منذ صدر هذا المجلس اننا نعيش في مثل هذه الشمائل المحمدية صحبة معنوية رسول الله عليه الصلاة والسلام. فان قال قائل لكن الصحبة الحسية ظفروا منها بدعوة طلبوا دعاء فظفروا به فاعلم ان هذا الباب لا يزال بيننا وبينه مفتوحا عليه الصلاة والسلام. الم يدعو صلى الله عليه وسلم لاناس من امته بالرحمة بالمغفرة بالبركة لمن صنع اعمالا لمن قام بامور لمن تهيأ لقضايا دعا عليه الصلاة والسلام لمن قام الليل ولمن صلى قبل العصر اربعة ولكثير من الاعمال فما بينك عبدالله وبين دعوة رسول الله عليه الصلاة والسلام التي تحب ان تصيبها كما احبت زوجة جابر رضي الله عنه لا ان تفعل تلك الاعمال التي خص نبيك صلى الله عليه وسلم اصحابها بدعوة. ابحث عنها ان كنت صادقا في طلب بدعوة من فم رسول الله عليه الصلاة والسلام. اسأل الله لي ولكم علما نافعا وعملا صالحا يقربنا اليه. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين. اللهم ارحم ابائنا وامهاتنا احياء وميتين. اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا واهدي ضالنا يا رب العالمين. اللهم اجعلنا من اقرب من تقرب اليك ومن اوجه من توجه اليك ومن اخصهم زلفى لديك يا رب العالمين. اللهم اجعل لنا ولامة الاسلام