الدرس القادم ان شاء الله تعالى والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد سم الله يا اخي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين قال المصنف رحمه الله تعالى قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته هذه الاية تدل على التشديد البالغ في تقوى الله تعالى وقد جاءت ايات اخرى تدل على خلاف ذلك وهي قوله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فاسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح ان يرزقنا الفقه في الدين والعمل بالتنزيل وان يجعلنا من اهل التأويل الذين يفقهون كلامه ويعرفون معاني كتابه اللهم صلي على محمد في هذه الاية وهي من ايات سورة ال عمران اه ذكر المصنف رحمه الله ما قد يتوهم من التعارض مع اية سورة التغابن. يقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق طغاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون آآ هذه الاية يقول المصنف تدل على التشديد البالغ في تقوى الله تعالى حيث امر الله تعالى فيها بتقواه وجعل ذلك منتهي الى القيام بحقه جل وعلا من التقوى. اتقوا الله حق تقاتل يعني الحق الذي يستحقه وهذا امر عظيم و شيء كبير جاء في تفسيره عن عبد الله ابن مسعود وروي مرفوعا انه قال تقوى الله حقا تقاته ان يطاع فلا يعصى وان يذكر فلا ينسى وان يشكر فلا يكفر والقيام بهذا على وجه الكمال دون قدرة الانسان القيام بهذا على وجه الكمال دون قدرة الانسان والله تعالى قد كلف الناس ما يستطيعون قال جل وعلا لا يكلف الله نفسا الا ما اتاها وقال جل وعلا ما جعل عليكم في الدين من حرج قال في اية الاية الاخرى التي امر فيها بالتقوى وانما لم اذكرها لانها موضع موضع توهم التعارض قال فاتقوا الله ما استطعتم فامر بالتقوى وجعل ذلك منوطا بالاستطاعة. القدر الواجب من التقوى هو ما يقدره الانسان ما يستطيعه وهناك فرق بين الايتين. هناك قالت فاتقوا الله حقا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته يعني الحق الذي يستحقه من التقوى او القدر الذي يستحقه من التقوى وهو ما وصفه ابن مسعود فيما ذكرت ليش؟ ان يطاع فلا يعصى وان يذكر فلا ينسى وان يشكر فلا يكفر وهنا قال فاتقوا الله ما استطعتم فهل هذا تعارض الجواب انه لا يمكن ان يتعارض شيء من كلام الله عز وجل وهذا مقرر سابقا انه لا يمكن ان يكون بين كلام الله تعارض. قال تعالى في محكم كتابه ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا. وقال جل وعلا كتاب انزلناه اليك مبارك وقال جل وعلا الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني متشابه يعني يشبه بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضا ليس فيه تعارض ولا فيه آآ ما ينفي آآ ما جاء فيه من الاوامر بل كله متسق اذا كان كذلك فما التوفيق بين الايتين بين قوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته وبين قوله فاتقوا الله ما استطعتم. يقول اه الشيخ الشنقيطي رحمه الله في كتابه دفع ايهام الاضطراب عن ايات الكتاب يقول والجواب بامرين يعني يجاب عن هذا الاشكال المتوهم من التعارض بامرين الامر الاول الاول ان اية فاتقوا الله ما استطعتم ناسخة لقوله اتقوا الله حق تقاته. وذهب الى هذا القول سعيد بن جبير وابو العالية والربيع ابن والربيع ابن انس وقتادة ومقاتل بن حيان وزيد بن اسلم والسدي وغيرهم قاله ابن كثير هذا الوجه الاول الوجه الاول ان قوله فاتقوا الله ما استطعتم ناسخة لقوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاتل وعندما نقول ناسخة النسخ هو رفع حكم حكم سابق بحكم لاحق ومعنى هذا ان قوله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم متأخرة في النزول وهذا في الحقيقة نحتاج الى اثبات يحتاج الى اثبات ان هذه الاية اية سورة التغابن نزلت بعد اية سورة ال عمران حتى يقال انها ناسخة لكن ذهب جماعة من اهل العلم الى ان النسخ الذي ذكره الائمة هو اوسع من رفع الحكم بمعنى ان النسخ يأتي لرفع ظاهر اية ويأتي لرفع ظن دلالة لم آآ اه لم تفهم على الوجه الصحيح فتكون ناسخة بهذا المعنى. ولذلك يسمي العلماء التخصيص تخصيص العام يسمونه نسخا مع انه ليس بمفهوم النسخ الاصطلاحي الذي يعرفه الاصوليون المتأخرون فالنسخ عند السلف اوسع من ان يكون رفع اوسع من ان يكون رفعا لحكم بل يشمل رفع ظاهر ورفع ظن دلالة اية على دلالة نص على خلاف ما قصد منه ومنهما ذكره الاصولي السلف من تسمية تخصيص العامي مسخا اذا ان نسخن اوسع من كونه رفعا لحكم الاية السابقة بما دل عليه الحكم في الاية اللاحقة وهي قوله فاتقوا الله ما استطعتم فتكون فيكون قوله فاتقوا الله ما استطعتم ليس نسخا بمعنى ازالة حكم قوله فيا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته انما بيان وتوظيح وبهذا يرجع القول الاول الى القول الثاني الذي قال فيه في الجواب الثاني انها الله تعالى اه هذا هذا الوجه الثاني. اذا الوجه الثاني ان ان قوله فاتقوا الله ما استطعتم بيان للمراد بقوله فاتق يا ايها الذين امنوا فاتقوا الله حق تقاته فيكون هذا هو المقصود بالنسخ الذي ذكره من ذكره من السلف كسعيد ابن جبير وابي العالية والربيع بن انس وقتادة ومقاتل وزيد ابن اسلم وليس ان ذلك آآ رفعا للحكم السابق بل هذه الاية مبينة مفسرة موضحة كاشفة لمعنى قوله يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته وبهذا يتبين انه لا تعارض بين الايتين فانت مأمور بتقوى الله حق تقاته وذلك مقيد بما تستطيع وهذا الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ما امرتكم به من امر تأتوا منه ما استطعتم اذا الامر قائم لكن قد تعجز عن فانت يطلب منك في الامر ما استطعت يطلبوا منك في الامر القدر الذي تستطيعه. وما زاد لا يطلب منك وبهذا تكون الاية موضحة اية فاتقوا الله ما استطعتم موضحة لاية سورة ال عمران يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته نعم قوله تعالى هذه الاية الكريمة تدل على ان الانصار ما كان بينهم وبين النار الا ان يموتوا. مع انهم كانوا اهل الفترة والله تعالى يقول وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. ويقول رسلا مبشرين ومنذرين لا للناس على الله حجة بعد الرسل وقد بين تعالى هذه الحجة بقوله هذه الحجة بقوله في سورة طه ولو ان اهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا ما ارسلت الينا رسولا فنتبع اياتك فنتبع اياتك من قبل ان نذل ونخزى. والايات بمثل هذا كثيرة والذي يظهر في الجواب الان واضحة وجه وجه توهم التعارض ان الله تعالى امتن على الانصار بان بانه انقذهم من النار. قال الله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا ثم قال وكنت على شفا حفرة من النار فانقذكم منها يقول كيف يكونون على شفا حفرة من النار وهم لم تبلغهم الرسالة ومعلوم ان الله تعالى لا يؤاخذ الناس الا بعد بعثة الرسل كما قال تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا فلا تكليف قبل العلم لا تكليف قبل العلم والرسالة واضح هذا هذا توهم التعارض الجواب عن هذا يقول رحمه الله والذي يظهر في الجواب والله تعالى اعلم نعم ان انه برسالة محمد صلى الله عليه وسلم لم يبقى عذر لاحد. وكل من لم يؤمن به فليس بينه وبين النار الا ان يموت كما بينه تعالى بقوله ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده وما اجاب به بعضهم من ان عنده ان عنده ان عندهم بقية طيب الجواب ما هو الان اجاب بان هؤلاء بلغتهم الرسالة ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم فقوله تعالى وكنتم على شفا حفرة من النار انما هو بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وليس ذلك قبل البعثة فلا يتعارض هذا مع قوله وما كنا معذبين حتى نبعث رسوله. اول ما بعث النبي صلى الله عليه وسلم وين في مكة انتشر خبره في الافاق امن به من امن والذي وممن بلغهم خبر النبي صلى الله عليه وسلم اهل المدينة وهم الاوس والخزرج فمن الله عليهم بالايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم فانقذهم به من النار. ولو بقوا على شركهم وكفرهم بعد علمهم ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم لكانوا في النار. اذا الاية لا تعارض لا تعارض ما ما هو معلوم من انه لا عذاب الا برسالة وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. هذا هو الجواب الواضح. انه لا تعاون لان الاية تصف حال الانصار بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم. وانهم لو لم يؤمنوا ويناصروه لكانوا على شفا حفرة من النار وبهذا لا يتعارض معقول وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. ثم سيذكر جوابا اخر يناقشه نقرأ ذلك في