نقرأ ذلك من صحيح البخاري نسأل الله تعالى ان يعيننا على فهم السنة والعمل بها واللزوم لها والدعوة اليها نعم السلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه اجمعين ونحن في هذا المجلس ومغرب غدا ومغرب غد وبعده ان شاء الله تعالى سنقرأ في صفة الحج من حديث جابر وهو اجمع حديث وصف حج النبي صلى الله عليه وسلم من خروجه من ميناء من مكة من المدينة الى رجوعه اليها. ولذلك عده العلماء حديثا جامعا لحج النبي صلى الله عليه وسلم في وصف حاله وعمله صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ولا يعني هذا انه استوعب كل شيء في حج النبي صلى الله عليه وسلم لكنه استوعب اكثر بقيت اشياء من حجه قالها وعملها جاء بيانها في السنة من احاديث اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. ولذلك عد العلماء حديث جابر في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم من سكن يصلح للحاج ان يقرأه وان يتعلم منه كيف يحج وهو في صحيح الامام مسلم وقد انفرد به عن البخاري فاخرجه مسلم دون البخاري الا ان معظم ما فيه جاء متفرقا في اخبار اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في حج النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا وللحاضرين. امين. روى الامام مسلم في من طريق جعفر ابن محمد عن ابيه قال دخلنا على جعفر بن عبدالله فقلت له اخبرني عن حجة رسول الله. فقال بيدي فعقد تسعة. فقال ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج. ثم اذن في الناس بالسنة العاشرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجا. وقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمسوا ان يهتم برسول الله صلى الله عليه وسلم ويعمل مثله. فخرجنا معه حتى اتينا ذا الحليفة. طيب. هذا الحديث ساقه المصنف رحمه الله باسناده عن جعفر بن محمد ابن علي ابن الحسين ابن علي ابن ابي طالب رضي الله تعالى عنه وجعفر بن محمد هو جعفر الصادق وهو من علماء الامة ومن ائمة اهل البيت الذين نفع الله تعالى بهم يروي عن ابيه محمد وهو محمد الباقر ابن علي ابن الحسين وعلي بن الحسين هو زين العابدين وهو من الائمة العلماء العباد المقصود ان هذا الحديث يخبر فيه محمد الصادق جعفر الصادق عن ابيه الباقر محمد ان محمد جاء الى جابر ابن عبد الله ابن حرام الانصاري رضي الله تعالى عنه فدخل عليه وفي دخوله سأل جابر رضي الله تعالى عنه وكان قد عمي وكبرت سنه فسأل من القوم؟ حتى وصل الى محمد بن علي بن الحسين فلما اخبره من هو ادناه اكراما له ومعرفة لحق ال البيت ومسح على رأسه وكان شابا صغيرا غلاما صغيرا ووضع يده جابر وضع يده على صدر محمد الباقر محمد ابن علي ابن الحسين رضي الله تعالى عن وانس هو الفه فسأل محمد الباقر جعفر سأل جابر بن عبدالله بن حرام عن حجة النبي صلى الله عليه وسلم فقال في بيان واضح ماذا كانت؟ كيف كانت حجة النبي صلى الله عليه وسلم؟ تاريخا وخروجا وتنقلات عمل ومناسك فقال مكث رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في المدينة تسع سنين. يقصد بذلك مكثه قبل بعد هجرته وقبل حجه مكث تسع سنين لم يحج ثم اذن في الناس في السنة العاشرة بالحج اي اعلم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الناس بانه سيحج هذه السنة فجاء المدينة خلق كبير لما علموا ان النبي صلى الله عليه وسلم سيحج جاء المدينة خلق كثير كلهم يريدوا ان يأتم بالنبي صلى الله عليه وسلم ويعمل مثل عمله كلهم يريد ان يأتم بالنبي صلى الله عليه وسلم فيجعله اماما له ويعمل مثل عمله في مناسكه وحجه وهذا يشير الى المعنى المهم في شرط العبادة وهو ان تكون العبادة على وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم فالصحابة واهل الاسلام لما سمعوا خروج النبي صلى الله عليه وسلم الى الحج جاءوا من كل مكان ليوافقوه في حجه صلوات الله وسلامه عليه والذين جاءوا خلق كثير ليس ليس فقط في من اهل المدينة بل من المدينة وغيرها. ولذلك قال جابر جاء خلق كثير وفي رواية بشر كثير. وصف كثرتهم فقال فنظرت بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مد بصره يعني منتهى الافق البصري النظر مدى البصر من راكب وماش اي من الناس الذين جاؤوا ورافقوه وعن يميني مثل ذلك وعن يساره مثل ذلك خلفه مثل ذلك هذا جمع عظيم يعني مد البصر يمتد الى في الارض المنبسطة يمتد الى مسافة بعيدة بالكيلوات وهو يخبر ان ما بين يديه مد البصر من ماش وراكب وعن يميني مثل ذلك وعن يساري مثل ذلك ومن خلفي مثل ذلك كل اولئك جاؤوا لاجل ان يوافقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجه. فيأتموا به ويعملوا بعمله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وذلك ان العمل لا يقبل الا اذا كان على وفق هديه صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثم انه لما خرج صلى الله عليه وعلى اله وسلم جاء ذا الحليفة وهو اول منزل نزله في سفره وكان خروجه من المدينة لخمس خلون من لخمس باقين من ذي يعني في اليوم الخامس والعشرين في اليوم الخامس والعشرين او السادس والعشرين. من شهر ذي القعدة خرج من المدينة يريد الحج متوجها الى مكة وقد اختلف العلماء في يوم خروجه. فقيل خرج يوم الخميس وقيل خرج يوم السبت واخطأ من قال انه خرج يوم الجمعة. لانه في ما نقل في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر في المدينة ثم صلى العصر في ذي الحليفة ولا يمكن ان يكون هذا في يوم الجمعة لان الجمعة لا يصلى فيها ظهر انما يصلى فيها جمعة فهو في خروجه اما ان يكون يوم الخميس واما ان يكون يوم السبت والاقرب ان خروجه كان يوم السبت هذا هو الارجح في خروج النبي صلى الله عليه وسلم لحجه السؤال لماذا بقي النبي صلى الله عليه وسلم تسع سنين؟ لم يحج وحج في السنة العاشرة مع ان الحج ركن من اركان الاسلام وقد بين ذلك قبل ذلك بوقت فالله تعالى قد قال واتموا الحج والعمرة لله وهذه نزلت في السنة السادسة من الهجرة وقيل قبل ذلك فالجواب ان النبي صلى الله عليه وسلم لم لم يكن يتمكن من حج البيت مدة ثمان سنوات او مدة سبع سنوات من هجرته حيث انه ان مكة كانت تحت حكم الكفار حتى فتحها الله تعالى لرسوله في السنة الثامنة من الهجرة في رمضان لكنه لم يحج صلوات الله وسلامه عليه تلك السنة بل بقي بقية رمضان وشوال وذي القعدة في مكة ثم عاد صلوات الله وسلامه الى المدينة وفي العام التاسع انتشر الاسلام في الجزيرة ووفد الى النبي صلى الله عليه وسلم قبائل العرب من ارجاء الجزيرة كلها يبايعونه على الامام والسمع والطاعة فكان مشغولا صلوات الله وسلامه عليه بالوفود ولذلك سمي العام التاسع عام الوفود لكثرة من قدم اليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم من ارجاء الجزيرة وقد بعث في السنة التاسعة من الهجرة من يحج بالناس فاقام الحج صلوات الله وسلامه عليه وبعث ابا بكر الصديق رضي الله تعالى عنه على الحج وامره ومن معه ان ينادوا في الناس تلك السنة الا يحج بعد العام مشرك والا يطاف بالبيت عريان فبعث ابا بكر وجماعة من اصحابه ليقيموا الحج وليبلغوا الناس ان هذه اخر سنة يأتي فيها المشركون الى مكة لانها بلد حرام. وقد قال الله تعالى انما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام الحرم بعد عامهم هذا وانه لا يطاف بالبيت عريان كما كانت تفعل الجاهلية فاذن ابو بكر رضي الله تعالى عنه. وعلي بن ابي طالب وابو هريرة وجماعات من الصحابة بهذا الخبر في الناس يوم الحج الاكبر كما قال الله تعالى واذان من الله الى الناس يوم الحج الاكبر ان الله بريء من المشركين ورسوله فاثبت البراءة التي من مقتضاها الا يأتوا مكة بعد هذا العام ثم انه صلوات الله وسلامه عليه في السنة العاشرة لما خلت مكة من معالم الشرك ومن اعمال اهل الشرك والكفر حج صلوات الله وسلامه عليه. وبهذا يتبين سبب سبب التأخر في حجه صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقد اختلف العلماء رحمهم الله في السنة التي فرض فيها الحج فمنهم من قال فرض في السنة السادسة واستدلوا بقوله واتموا الحج والعمرة لله قالوا الامر بالاتمام هو امر بالابتداء لكن هذا ليس بصحيح فالامر الاتمام لا يلزم الامر بالابتداء. فان الامر بالاتمام هو امر مستقل عن الامر بالابتداء ولذلك في حج التطوع وفي عمرة التطوع لا يؤمر الانسان بان يعتمر ويحج تطوعا لكن اذا اذا احرم بحج او عمرة متطوعا وجب عليه ولزم ان يتم نسكه ولا يجوز له ان يخرج من النسك ويقول ويقول لن لن اكمل حجي او لن اكمل عمرتي لان الله امره اتمام مع ان الحج تطوع والعمرة تطوع لكن لما شرع في الحج او العمرة لزمه الاتمام وثمة اعمال تلزم بالشروع اعمال عبادية اذا شرع فيها الانسان لزمه ان ان يتمها. ومن ذلك الحج. وثمة اعمال اخرى لا نطيل قام بذكرها لكن الحج من الاعمال التي اذا شرع فيها الانسان لزمه الاتمام القول الثاني في فرض الحج انه فرض في السنة التاسعة وهذا هو اقرب الاقوال الى الصواب لانه العام الذي نزل فيه قوله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. فهذه ابتدت في السنة التاسعة في عام الوفود وهي التي اخبر الله تعالى فيها بفرض الحج. طيب لماذا لم يحج في السنة التاسعة السبب في عدم حجه في السند التاسعة انه اراد تخليص الموقف من معالم الشرك واهله ولذلك بعث ابا بكر رضي الله تعالى عنه ومن معه من اصحابه الكرام ليؤذنوا في الناس الا يحج بعد العام المشرك فلما خلا موسم الحج من اهل الكفر والشرك ومن معالم الكفر واعماله حج في السنة التاسعة مع اهل الاسلام ليس في حجه مشرك صلوات الله وسلامه عليه اذا الراجح في متى فرض الحج انه فرض في السنة التاسعة وان النبي انما اخر للسنة العاشرة لاجل مصلحة خلو الموسم من الشرك واعمال اهل الشرك فلا يحج بعد العام مشرك ولا يطاف بالبيت عريان. فخرج صلى الله عليه وسلم حاجا العام العاشر من ذي الحجة العام العاشر من الهجرة وكان خروجه في اخر ذي القعدة لخمس بقين من ذي القعدة سار باصحابه ونستمع الى ما جاء في حديثه جابر من صفة عمله صلى الله عليه وعلى اله وسلم