قال انزلت عبس وتولى ابن ام مكتوم ولم يذكر فيه عن عائشة. قلت كذلك هو في الموطأ ثم روى ابن قراءة ثم روى ابن جرير وابن وابن فيكون مرسلا هذا الحمد لله رب العالمين احمده حق حمده له الحمد كله اوله واخره وظاهره وباطنه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. اما بعد رحمه الله ابن كبير اه ذكر الاسانيد وقال ذكر غير واحد من المفسرين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخاطب وذكر سبب المزمور واضح من ذكره ان سبب النزول لم يكن له اسناد معروف او يعتمد عليه والقصة شهيرة ومعروفة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يخاطب بعض عظماء قريش اما مجموعة او فرد لان الروايات اختلفت انه كان يخاطب جماعة منهم ربيعة بن عتبة ابو جهل قيل انه ابو جهل وامية بن خلف وابي بن خلف وقيل انه كان يخاطب واحدا من المشركين. من كبرائهم وعظمائهم. وسواء كان هذا او هذا العدد لا ليس ذا بال في في في في تحديد سبب النزول انما هم يعني تواطأ نقلهم على ان النبي صلى الله عليه وسلم كان مشغولا في خطاب بعض عظماء قريش طمعا في اسلامهم وهدايتهم فجاءه ابن ام مكتوم كما قال المصنف رحمه الله وكان ممن اسلم قديما وهو عبد الله وقيل عمرو اه فجعل يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء ويلح عليه وود النبي صلى الله عليه وسلم ان لو كف ساعته تلك ليتمكن من مخاطبة ذلك الرجل طبعا في وطعما طمعا ورغبة في هدايته. وعبس في وجهه عبس في وجه ابن ام مكتوم واعرض عنه لاحظ عبس واعرض وهذا ما ذكره الله تعالى في قوله عبس وتولى لكن الرجل الذي حصل معه هذا الموقف ما صفته اعمى فهو لن يرى العبوس ولن يلاحظ التولي ومع ذلك عاتب الله تعالى رسوله مع كونه الذي يعامل بهذه المعاملة او الذي جرى له هذا الموقف لم يكن بصيرا ليشهد العبوس ولا ذا نظر ليرى آآ التولي ومع هذا عاتب الله تعالى رسوله هذه المعاتبة اللطيفة في هذه السورة الكريمة وقال عبس وتولى فانزل الله عز وجل عبس وتولى ان جاءه الاعمى وما يدريك لعله يزكى قد شرع المصنف رحمه الله في ذكر تفسير آآ الايات يقول رحمه الله فانزل الله عز وجل عبس وتولى ان جاءه الاعمى وما يدريك لعله يزكى ان يحصل له زكاة وطهارة في نفسه او يتذكرك وتنفعه الذكرى اي يحصل له اتعاظ وزجار عن المحارم اما من استغنى فانت له تصدى اي اما الغني فانت تتعرض له لعله يهتدي. وما عليك الا يزكى اي ما انت بمطالب به ان لم يحصل له اذا لم يحصل له زكاة واما من جاءك يسعى وهو يخشى ان يقصدك ويؤمك ليهتدي بما تقول له فانت عنه تلفا اي تتشاغل ومنها هنا امر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم الا يخص بالانذار احدا. بل يساوي فيه بين الشريف والضعيف الفقير والغني والسادة والعبيد والرجال والنساء والصغار والكبار. ثم الله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة طيب قوله جل وعلا عبس وتولى ان جاءه الاعمى ان جاءه بيان لسبب العبوس والتولي عبس اي قطب وجهه وتغير من امر يكرهه وتولعي اعرض وقوله ان جاءه الاعمى اي لاجل ان جاءه الاعمى ففي الجملة لام مقدرة لا تظهر عادة تفسر ما قبلها اي هذاك العبوس والتولي لاجل ان جاءه الاعمى وذكر هنا الجاء بوصفه ولم يذكره باسمه مع كون الحادثة لشخص معين وذلك لذكر الصفة الموجبة للرحمة وليس هذا من ذكر ما يكرهه الانسان انما لذكر الصفة التي تقتضي الحلو والعطف والرحمة والاقبال انجاه الاعمى والاعمى هو فاقد البصر وما يدريك لعله يزكى قل وما يدريك تحول في الخطاب اليس كذلك كان في الخطاب في الايتين السابقتين بظمير الغيبة وهنا بظمير المخاطب وهذا يسميه العلماء علماء البلاغة التفاتا وهذا ما يقتضيه التوجيه وانظر بذكر الخطأ جاء الخطاب بالغيبة وفي ذكر التوجيه والتصحيح جاء الخطاب ظمير المخاطب لاجل الا يذهب الذهن الى معالجة اخطاء اخرين انما الخطأ المتعلق بك ايها المخاطب وما يدريك اي شيء نعلمك لعله يتزكى ان يتطهر آآ تصلح حاله وقد فسرها هنا بقوله الزكاة ان يحصوا له زكاء وطهارة في نفسه وذلك بالاستقامة والاهتداء الى الصراط المستقيم او يتذكر فتنفعه الذكرى وهذا تنويع اما ان يحصل له تزكي بازدياد بالطهرة او تذكر لما يكون قد غفل عنه او آآ غاب عنه فينتفع بهذا التذكير وهذا الوعظ وهذا آآ آآ التنبيه او يذكر فتنفعه الذكرى ثم قال اما من استغنى انتقال من حال الى حال تلك حاله صلى الله عليه وسلم في ذلك الموقف مع الاعمى اما من استغنى وهو من اظهر عدم الحاجة الى الهداية و اظهر التكبر والغنى عنها اما من استغنى فانت له تصدع اي تتعرظ وتهتم وتقبل رغبة في هدايته وحرصا على اخراجه من الظلمات التي هو فيها وما عليك الا يزكى وهذا فيه آآ تنبيه النبي صلى الله عليه وسلم قول وما عليك الا يزكى اي ليس عليك الا يؤمن ان لا يهتدي ان لا يستقيم وقد قال الله تعالى في غير ما اية لرسوله ليس عليك هداهم وانما المطلوب منه هو العرظ لا ان يهدي قلوبهم فهداية القلوب الى الله تعالى وما عليك اي وليس ولست مطالبا ولا مكلفا بان يصل منهم الزكاة او الهداية واما من جاءك يسعى عاد الى ذكر حاله مع الاعمى واما من جاءك يسعى والسعي دليل الحرص والعناية وشدة الاقبال وهو يخشى فهو سعي حاله مقترنة بالخوف والخشية والرغبة فيما عند الله عز وجل فقوله واما من جاءك يسعى وهو يخشى هذه حال في حال لان قوله يسعى حال ممن من الجاء في قوله واما من جاءك يسعى الجملة يسعى جملة حالية من الظمير في قوله جاءك وهو يخشى هذه ايضا حاليا من السعي وانه سعي مقترن بالخوف لا يحمله على ذلك رغبة في دنيا ولا آآ طمع تزال بل الذي حمله على ذلك السعي هو خشيته لله عز وجل. فانت اي يا محمد عنه تلهى اي تتشاغل وتتلهى وتلهى كل هذه الافعال فيها تاء مدغمة بما بعدها واصلها تتلهى وقوله تتلهى اي تتشاغل من التلهي من لها عن الشيء اذا اشتغل اشتغل عنه وانصرف عنه الى غيره وانت عنه تلهى بعد ان ذكر الله تعالى حال النبي صلى الله عليه وسلم مع الفريقين فريق من اظهر الاغتناء واعرظ عن الهداية و الذي جاء يسعى يرجو ما عند الله ويطلب الزكاة قال كلا كلا في الاصل هي كلمة للردع والزجر لكن المفسرين في هذا المقام قالوا انه تنبيه بمعنى لا تفعل ذلك اي لا تفعل هذا الذي وصف الله تعالى قبل من الاشتغال بالمستغني عن المقبل الا تتوقف عن ذلك المسلك فانه مما لا يحصل به هداية وفيه انشغال بالمفضول على الفاضل وبالغافل عن المقبل انها تذكرة انها تذكرة الظمير في قوله تعالى انها تذكرة من المفسرين من قال انه يرجع الى السورة ومنهم من قال الى الايات المتقدمة وسيأتي الكلام عليها في كلام المؤلف رحمه الله. الخلاصة الان في الايات التي تقدمت ذكر الله تعالى موقف النبي صلى الله عليه وسلم ثم عاد بذكر صنفين من الناس وموقف النبي صلى الله عليه وسلم من كل صنف في دعوته ثم بعد ذلك ختم ذلك بتوجيهه وبيان خطأ هذا المسلك قال كلا انها تذكرة فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوع الى اخر ما ذكر مرفوعة مطهرة نعم يقول رحمه الله قال حافظ ابو يعلى في مسنده حدثنا محمد وابن مهدي قال حدثنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر في قوله يا بكر رولا جاء ابن ام مكتوم الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يكلم ابي ابن خلف فعرظ عنه فانزل الله عبس وتولى جاءه الاعمى لكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يكرمه وقال قتادة واخبرني انس بن ما لك قال رأيته يوم القادسية وعليه درع ومعه راية سوداء يعني ابن ام مكتوم وقال ابو يعلى وابن الجبير حدثنا سعيد ابن يحيى الاموي قال حدثني ابي حدثني ابي عن هشام ابن عروة مما عرضه عليه العروة عن عائشة قالت انزلت عبس وتولى في ابن ام مكتوم الاعمى اتى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول ارشدني. قالت وعند رسول صلى الله عليه وسلم من من عظماء المشركين قال فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ويقبل على الاخر ويقول ارى بما اقول بأسا ويقول لا ففي هذا انزلت عبس وتولى وقد روى الترمذي هذا الحديث عن سعيد بن يحيى الاموي باسناده مثله ثم قال وقد رواه وقد رواه بعضهم عن هشام ابن عروة عن معنى قوله رحمه الله ولا يذكر فيه عائشة قلت كذلك اي مرسلا رواه هو في الموطأ يعني مثل ما رواه الترمذي من غير ذكر عائشة رضي الله عنه كذلك في الموطأ نعم ثم روى ابن جرير وابن ابي حاتم ايضا من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله عبس وتولى ان جاءه الاعمى قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يناجي عتبة بن ربيعة وابا جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب وكان يتصدى لهم كثيرا ويحرص عليهم ان يؤمنوا فاقبل اليه رجل اعمى يقال له عبدالله بن ابي مكتوم يمشي وهو يناجيهم فجعل عبد الله يستقرأ النبي صلى الله عليه وسلم اية من القرآن وقال يا رسول الله علمني مما علمك الله فاعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبست وعبس في وجهه وتولى وكره كلامه واقبل على الاخرين فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم نجواه واخذ ينقلب الى اهله امسك الله بعظ بصره ثم خفق برأس ثم انزل الله عبس وتولى ان جاءه الاعمى وما يدريك لعله يزكى او يتذكر فتنفعه الذكرى. فلما نزل فيه ما نزل اكرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلمه وقال له النبي صلى الله عليه وسلم ما حاجتك؟ هل تريد من شيء؟ واذا ذهب من عنده قال هل لك حاجة في شيء؟ وذلك لما انزل الله وتعالى اما من استغنى فانت له تصدى فما عليك الا يزكى فيه غرابة ونكارة قد تكون لما في اسناده وقال ابن ابي الغراب في امساك بصره يقول واخذ ينقلب الى اهله امسك الله بعظ بصره ثم خفق برأسه ثم انزل الله تعالى عبس وتولاه نعم الم لم يذكر هذا احد ممن روى سبب النزول فهذا وجه الغرابة والنكارة في هذه الرواية وبحاكم حدثنا احمد المنصور الرمادي قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني الليث قال حدثني يونس عن ابن شهاب قال قال سالم ابن الحمد لله عن عبدالله بن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان بلالا يؤذن بليل وكلوا واشربوا حتى تسمعوا غدانا فيه المكتوم وهو الاعمى الذي انزل الله فيه عبس وتولى ان جاءه الاعمى وكان يؤذن مع بلال قال سالم وكان رجلا ضرير البصر فلم يكن يؤذن حتى يقوم حتى يقول له الناس اين ينظرون الى بزوغ الفجر اذن وهكذا ذكر عروة ابن الزبير ومجاهد وابو مالك وقتادة الضحاك وابن زيد وابن زيد وغير واحد من السلف والخلف انها نزلت بابن ام مكتوم والمشهور ان ان اسمه عبد الله. ويقال عمرو والله اعلم الذي رجحه في الاصابة انه عمرو ابن امي مكتوم نعم. وقوله كلا انها تذكرة لهذه السورة او الوصية بالمواساة بين الناس بابلاغ العلم من شريفهم ومواضيعهم. وقال كلا انها تذكرة يعني القرآن. فمن شاء ذكر اي من شاء ذكر الله في جميع اموره. ويحتمل ومحتمل عود الضمير على الوحي بدلالة الكلام عليه وقوله في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة اي هذه السورة او العظة قوله كلا انها تذكرة هذه السورة او الوصية بالمساواة بين الناس اي المعاتبة التي حصلت من الله عز وجل لنبيه تذكرة لك يا محمد ولكل من تولى دعوة الناس الا يفرق بين شريف ووضيع في ابلاغ العلم وايصال الرسالة وقيل انها الظمير يعود الى القرآن وقيل الى الايات والاقرب والله اعلم آآ الوصية الله اعلم انها الوصية كلا انها تذكرة اي هذه الوصية التي اوصى الله تعالى بها رسوله من عدم التفريق بين الناس في تبليغ الرسالة حتى من رجا منه نفعا وهذا لا يعني ان لا يزيل الناس منازلهم ولكن فيما يتعلق بمقام البلاغ والبيان رسالة ليست مخصوصة بفئة دون فيها بل هي للناس كافة فما يعلمه شرفاء يعلمه غيرهم. وقوله كلا انها تذكرة يعني القرآن فمن شاء ذكر اي فمن شاء ذكر الله فمن من شاء ذكره اي من شاء منكم ايها المبلغون ذكره فاذا كان الله عز وجل قال ويحتمل عود الضمير على الوحي اي فمن شاء منكم ذكر الوحي وانتفع به