وقيل تأول ادم ان النهي كان عن شجرة معينة فاكل من غيرها من جنسها وقيل لما حلف له ابليس صدقه لانه ظن انه لا يحلف احد كاذبا وعلى كل حال هي معصية وقع فيها الله اعلم بما باول من سجد هذا من آآ مما جاء به الخبر لكن ليس له اسناد مستقيم وقد يكون مأخوذ من بني من اخبار بني اسرائيل. لكن قوله فسجدوا الفا تفيد انك انت العليم الحكيم تذكروا مع العلم الحكمة لبيان ان ذلك مقتضى كمال التقدير فالقدر الناشئ عن علم عن حكمة لا يخطئ صوابا قال رحمه الله تعالى انبأهم باسمائهم هذا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. وعلى آله وصحبه اجمعين وبعد فقال ابن جزير رحمه الله تعالى في كتابه التسهيل في قوله تعالى وعلم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة قال قوله ثم عرضهم اي عرض المسميات وهي اشخاص بني ادم او اجناس او اجناس الاشياء قوله انبئوني امر على وجه التعجيز. ان كنتم صادقين اي في قولكم ان الخليفة يفسد في الارض ويسفك الدماء وقيل ان كنتم صادقين في جواب السؤال والمعرفة بالاسماء. طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على البشير النذير والسراج المنير نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول الله جل في علاه وعلم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين قوله جل وعلا وعلم ادم الاسماء علم ادم الاسماء وقد ذكر العلماء في الاسماء المعلمة عدة اقوال وهي بالجملة اما اسماء بني ادم واما اسماء اجناس الاشياء كتسمية الفرس و الشجر ونحو ذلك و قلنا ان الراجح في الاسماء التي علمها الله تعالى ادم هي اسماء لاشياء معينة جرى عليها الاختبار ويدخل في ضمن ذلك القدرة على تسمية الاشياء القدرة على تسمية الاشياء هذا القول يشهد له ما جاء في الصحيح في حديث الشفاعة من حديث ابي سعيد وغيره ان الناس يأتون الى ادم فيقولون خلقك الله بيده واسيد لك ملائكته وعلمك اسماءه كل شيء وعلمك اسماء كل شيء وهذا يدل على ان المعلم ليس اسماء بني ادم فقط وليس اسمى اجناس او اه ما اشبه ذلك بل اسماء كل شيء لكن الذي جرى في قوله تعالى فانبؤوني في قوله تعالى انبئوني باسماء هؤلاء هو اختبار في اسماء معينة اما التعليم فيشمل كل ما يكون من الاسماء المعينة والاسماء الحادثة بالقدرة على تسميتها واضح هذا المعنى وهذا يندرج في قوله تعالى وعلم ادم الاسماء كلها وهو من جملة ما امتن الله تعالى به على الانسان من تعليمه البيان في قوله تعالى الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان فالبيان منه الاسماء وادم عليه السلام كان يعرف الكلام قبل ذلك اي قبل هذا الاختبار الذي جرى فيما يظهر والله تعالى اعلم الخلاصة ان الاسماء التي ذكرها الله تعالى في قوله وعلم ادم الاسماء كلها يشمل اسماء اشياء معينة جرى عليها الاختبار ويشمل ايضا اسماء كل شيء اما بالتعيين واما بالقدرة على التسمية واضح يا اخوان طيب قوله تعالى ثم عرضهم اي عرض الاسماء التي علمها ادم وجرى فيها الاختبار فقال اي قال الله جل في علاه لملائكته ثم عرضهم على الملائكة وعلى ماذا الاسماء كلها ثم عرضهم اي الاسماء على الملائكة فقال انبئوني اي اخبروني انبئوني استنباط واستخبار والمعنى اخبروني باسماء هؤلاء وهي وهي اشياء جرى عليها الاختبار ان كنتم صادقين ان كنتم صادقين جملة شرطية لم يذكر فيها الجواب والجواب للعلماء فيه اقوال من ذلك ما ذكره المؤلف في قوله ان كنتم صادقين اي في قولكم ان الخليفة يفسد في الارض ويسفك الدماء وقيل ان كنتم صادقين في جواب السؤال والمعرفة بالاسماء انبئوني ان كنتم صادقين انبئوني. هذا ما قاله بعض المفسرين. ان الجواب انبئوني علم من الامر المتقدم ينبئوني فيكون الجواب اما ان كنتم صادقين فيما ذكرتم او ان كنتم صادقين في قدرتكم على الاعلام والاخبار فانبئوني و المقصود بالصدق هنا العلم على المعنى الثاني فيقول ان كنتم صادقين اي ان كنتم عالمين واما على الوجه الاول ان كنتم صادقين اي مطابقين للواقع فيما ذكرتم من انه يحدث من الخليفة فساد الارض وسفك للدماء والذي يظهر والله تعالى اعلم ان الله جل وعلا لم ينفي حدوث ما اخبرت به الملائكة من الفساد الحاصل في الارض لكن ذلك الفساد منغمر في المصالح التي قضاها الله تعالى ورتبها على خلق الانسان فيكون قوله ان كنتم صادقين على المعنى الاول يعني اذا لم يكن هناك الا هذا كنتم صادقين في انه لا يكون منه صالح ولا يكون منه منافع في في خلقه ومصالح هذا واحد واما على الوجه الثاني فيكون ذلك آآ ان كنتم عالمين بما ذكرتم اه ان كنتم عالمين بما اختبرتم به من الاسماء التي سئلتم عنها نعم قالوا قوله لا علم لنا اعتراف وقوله انبئهم باسمائهم اي انبئ الملائكة اي انبئ الملائكة باسماء ذريتك. او باسماء اجناس الاشياء طيب قوله جل وعلا قالوا سبحانك هذا جواب الملائكة ما طلب منهم الاخبار عنه وهو الاسماء قالوا سبحانك اي ننزهك ونقدسك ونمجدك ونعظمك ان نحيط علما بما لم تطلعنا عليه ولذلك قالوا لا علم لنا الا ما علمتنا يعني لا سبيل لنا الى معرفة ذلك الا بتعليمك ولا نستقل بادراك ذلك من قبل انفسنا وقدموا هذا بتنزيه الله عز وجل عن ان يحيطوا علما بشيء لم يطلعهم عليه سبحانه وبحمده وان ما ذكروه انما ذكروه استفهاما لا اعتراضا ولا معارضة لما قضاه وقدره جل في علاه. لا علم له نقل اعتراف اعتراف بجهلهم قوى وعدم علمهم وعدم معرفتهم الا بما اطلعهم الله تعالى عليه وهؤلاء الملائكة الذين اقدرهم الله آآ انواع من الامكانات والقدرات ما ليس عند البشر يقول لا علم لنا الا ما علمتنا وهذا ينبغي ان يكون في قلب الانسان في كل ما احاط به من العلم سواء في الشرع او في مصالح الدنيا ان يقر ان ذلك بفظل الله وكلما زاد اقرار الانسان بذلك زاده الله علما كلما ازددت اقرارا بفضل الله عليك في عطائه زادك الله منه سواء كان علما او مالا او جاها او دينا او دنيا الله عز وجل قد تأذن ان من شكر زاده ومن كفر سلبه. قال الله تعالى واذ تأذى ربكم لئن شكرتم لازيدنكم. ومفتاح الشكر الاقرار باظافة النعمة الى مسديها الاقرار بانه نعمة من الله ليس عن استحقاق ولا عن جدارة ولا عن تأهل انما هو محض فضل الله وانعامه واكرامه الذي ساق اليك هذا العلم وهذه المعرفة وهذا الخير وهذا الصلاح والاستقامة وهذه الدنيا وهذا الجاه لو شاء سلبه اياك والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا نكرة في سياق النفيفة تعم كل شيء ساق الله اليك المعارف والعلوم وهداك بفظله اقر بذلك يكن هذا موجبا لمزيد عطاء الله تعالى سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا امر ادم عليه السلام بعد اقرار الملائكة بعجزهم وقصور معارفهم وعلومهم قال يا ادم الله جل في علاه امر ادم يا ادم انبئهم اي اخبرهم باسمائهم الظمير يعود الى المسميات التي جرى بها الاختبار او جرى عليها الاختبار. انبئهم باسمائهم اي اعلمهم باسماء الاشياء التي علمتك اياها وجهلها هؤلاء وقد تقدم ما هي الاسماء قيل اسماء من يعقل وقيل اسماء كل شيء وقد تقدم بيان المقصود بالاسماء التي اه جرى بها الاختبار والناس مع اشياء معينة ثم قال قال يا ادم انبئهم باسمائهم فلما انبأهم باسمائهم اي اعلمهم بما اعلمه الله تعالى به واطلعه عليه قال الم اقل لكم اني اعلم غيب السماوات والارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون. هذا خطاب الله للملائكة بعد تبين فضل ادم عليهم او الله تعالى ادم عليهم بما منحه من العلم قال انبئهم باسمائهم. قال الم اقل لكم اني اعلم غيب السماوات والارض وذلك في قوله قال اني اعلم ما لا تعلمون في اول الخبر عن قصة الخلق قال تعالى الم اقل لكم اين هذا القول في قوله اني اعلم قال اني اعلم ما لا تعلمون. قال الم اقل لكم اني اعلم غيب السماوات والارض واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ما تبدون اي ما تظهرون والملائكة لا يكتمون سوءا ولا شرا لانهم مخلوقون للطاعة فما يكون في سرهم لا يختلف عما يكون في ظاهرهم لكن قال العلماء وقوله واعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون لان الشيطان كان مع الملائكة وقد اسر في نفسه ما اسر من الحقد والغل والحسد لادم فلم يظهره حتى كان امر الله تعالى بالسجود ولهذا قال واعلم ما تبدون اي ما تظهرون وما كنتم تكتمون اي وما كنتم تخفون و تسرون نعم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا يا ابليس ابى واستكبر الا ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين. وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما. ولا تقربا هذه الشجرة فتكون امن الظالمين فاذلهما الشيطان عنها فاخرجهما مما كانا فيه. وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين. فتلقى ادم ربه كلمات فتاب عليه. انه هو التواب الرحيم. قل بطوا منها جميعا. فاما يأتينكم مني هدى. فمن تبع فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. والذين كفروا وكذبوا اياتنا اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون قال قوله تعالى اسجدوا لادم السجود له على وجه التحية. وقيل عبادة لله وادم وادمك القبلة فسجدوا الصواب في هذا ان السجود لادم كان تحية واكراما وتفظيلا وتشريفا وهو عبادة بالنسبة للملائكة عبادة لله عز وجل وما ذكره في قوله وادم كالقبلة قول ضعيف لان مقتضى هذا انه لا فضل لادم وان الملائكة افضل من ادم ولهذا الذين يقولون بتفضيل الملائكة على بني ادم يقولون ان سجود الملائكة لادم ليس دليل على التفظيل لانه كالقبلة والدليل ان المؤمن يسجد الى الكعبة طاعة لله عز وجل وهو في الحرمة والمنزلة افضل عند الله من الكعبة لكن الصواب ان السجود تفضيل وتشريف وتكريم ولم يكن ادم كالقبلة بل كان السجود له تشريفا وتكريما و الذين قالوا انه كالقبلة قالوا ان معنى قوله اسجدوا لادم ايسجدوا الى ادم طولي وجهك يا شطر المسجد الحرام. وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شاطرة يعني الى الى جهته و الصواب ان السجود ليس عبادة لادم بلا خلاف فان الله لم يأمر بعبادته سواه وانما هو اكرام لادم والسجود مما يجري به التحية والاكرام هذا ما جرى في سجود الملائكة لادم وكذا في ما كان في الامم السابقة من السجود الذي آآ قصد به الاكرام والتحية كما جرى من اخوة يوسف من يعقوب وبنيه ليوسف عليه السلام وفي هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث معاذ وغيره لو كنت امرا احدا ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها ليس سجود عبادة انما هو سجود اكرام تعظيم بما يكون من حقه وقدره عند عند المرأة بل ليس سجود عبادة ما يمكن ان يأمر الله تعالى بان يعبد سواه انما هو السجود اكرام تحية. طيب قال الله تعالى اسجدوا لادم وهذه هذا الامر تكرر في القرآن عاد بهذه الصيغة في مواضع عديدة قوله فسجدوا روي ان اول من سجد اسرافيل ولذلك جازاه الله بولاية اللوح المحفوظ التعقيب المباشر والمبادرة الى امتثال ما امر الله تعالى وهذا بيان لشريف قدر الملائكة حيث بادروا الى امتثال ما امرهم به بالسجود. نعم الا قوله الا ابليس استثناء متصل عند من قال انه كان ملكا. الا ابليس استثناء متصل بمعنى ان ابليس من جنس الملائكة فيكون الاستثناء متصلا واجابوا عن قوله جل وعلا الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه. قالوا الجن هنا هم فئة من الملائكة يسمون بهذا الاسم وليس المقصود بالجن هنا آآ الذين خلقهم الله تعالى من نار ولكن هذا القول ضعيف وان كان قد قال به من قال من المفسرين من المتقدمين والمتأخرين فابليس ليس من جنس الملائكة بل هو من الجن فالملائكة مخلوقون من نور و ابليس مخلوق من نار بقوله انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين فليس هو من جنس الملائكة المخلوقين من نور وانما انضم اليهم لما كان منه من تفضيل الله له بما كان من عبادة وطاعة قبل ان يظهر ما اكن في نفسه من اه استكبار وعلو الا ابليس نعم ومنقطع عند من قال انه كان من الجن. وهذا قول الجمهور نعم قوله واستكبر معنى الاستثناء المنقطع المستثنى ليس من المستثنى منه ويكون المعنى لكن ابليس او لكن ابليس نعم وكان قوله واستكبر لقوله انا خير منه استكبر اي طلب العلو والكبر تفعل طلب الفعل اي طلب الكبر وذلك بايبائه وذاك في سورة الكهف قال الا ابليس ابى واستكبر ابى واستكبر فظم الى الاستكبار اباء هنا اختصر على ذكر استكبار النتيجة التي حصلت او الباعث على الاباء نعم قوله وكان من الكافرين قيل كفر باباء قيل قيل كفر باباء بابايته من السجود. وذلك بناء على ان المعصية كفر والاظهر انه كفر باعتراضه على الله وتسفيه له في امره بالسجود لادم وليس كفره كفر جحود لاعتراف بالربوبية الله اعلم بموجب الكفر هل هو ما كان في نفسه من اعتراض او ما وقع في نفسه من اه حسد اوجب هذه المعصية بعدم قبول ما امر الله تعالى به قوله وزوجك هي حواء خلقها الله من ضلع من ضلع ادم ويقال زوجة وزوج وهذا افصح هذا في قوله تعالى واذ قلنا نعم وقلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة نعم الجنة هي جنة الخلد عند الجماعة واهل السنة. خلافا لمن قال هي غيرها وقال به بعض اهل السنة قيل ان الجنة ان الجنة التي ادخلها ادم عليه السلام ليست هي الجنة التي يتنعم بها المؤمنون في الاخرة وظاهر القرآن انها الجنة التي وعدها المتقون وهي دار النعيم الكامل الذي اعد الله تعالى فيه لعباده ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. نعم قوله ولا تقربا النهي عن القرب يقتضي النهي عن الاكل بطريق الاولى. وانما نهى عن القرب سدا للذريعة فهذا اصل في سد الذرائع قال جل وعلا قلنا يا ادم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما اباحة له ان يأكل على وجه التنعم ما شاء قال ولا تقربا هذه الشجرة لا تقربا هذه الشجرة الشجرة مشار اليها وهي فيما يظهر شجرة بعينها او شجرة معينة عينها الله تعالى لادم بالاشارة اليها هذه شجرة فتكون من الظالمين حيث خالفتما ما امركم الله تعالى به من تركها. قال رحمه الله ولا تقرب النهي عن القرب يقتضي النهي عن الاكل واضح لان القربى انما يكون للانتفاع وابرز ما يكون من الانتفاع بالاشجار الاكل منها فنهي عن القرب فدل ذلك على النهي عن كل اوجه الانتفاع ومنه الاكل وهو اهمه نعم. قوله الشجرة ثم ذكر ان هذا دليل على قاعدة سد الذرائع وهذا جار على ما آآ عليه مذهب المالكية رحمه الله فهم اوسع المذاهب في اعمال هذه القاعدة و ابن جزيء محمد ابن احمد رحمه الله من فقهاء المالكية نعم قوله الشجرة قيل هي شجرة العنب. وقيل شجرة التين وقيل الحنطة وذلك مفتقر الى نقل صحيح واللفظ مبهم ولا نفع في تعيينه ما ابهمه الله تعالى فما ابهمه يبقى على ابهامه الا ان يجيء. الا ان يجيء بيانه عن من لا ينطق عن الهوى نعم قوله فتكون عطف على تقربا. هذا بيان وجه آآ وجه آآ حذف النون فتكونان اصلها تكونان حذفت بان بعد آآ الفا في جواب الطلب لا تقربا جواب الطلب فتكون قال قوله فتكون عطف على تقربة او نصب باضمار ان بعد الفاء في جواب النهي عطفا على آآ تقربا فيكون نهيا فلا تكون لا تقربها ولا تموت. ايه لقوله تعالى ولا تقربا هذه الشجرة فتكون من الظالمين. فيكون عطفا لا لا لا ما في ظمار نهي اما الوجه الثاني انا اجاوب الطلب ففيها وجهان انها عطف على النهي في قوله ولا تقربا فيكون مجزوما وعلى مجزمه حذف النون لانه من الافعال الخمسة والوجه الاخر انه مجزوء انه منصوب بان مظمرة جا واقعة واقعا في جواب الطلب نعم وكلاهما سائغ. نعم قوله فازلهما متعد من زلل من زلل القدم يعني اذا عثر الانسان زال القدم اذا عثر فازلهما اي فعثرا وقيل وقيل وازالهما لا قبل هذا وقيل ازلهما اي اكسبهما الزلة وهذا معنى اخر لقوله تعالى فازلهما اي فعثر بهما فوقع في المعصية او اكسبهما المعصية وفي قراءة اخرى وازالهما نعم وازالهما بالالف من الزوال من النقل وقيل ان المعنى واحد في كلا القراءتين انه نقلهما من مما كان فيه من النعيم الى ما جرى من الشقاء للخروج من الجنة. نعم عنها الضمير عائد على الجنة او على الشجرة فتكون على هذا سببية. طيب قوله تعالى فاذلهما عنها ازلهما اي ادم وزوجه اذل ادم وزوجه عنها في وجهان. الوجه الاول قال الظمير في عينها يعود الى الجنة فتكون هنا عن على بابها في معناه المجاوزة وهو الاظهر لان لانه الاقرب ذكرا وقيل على الشجرة ان الظمير يعود على الشجرة فازلهما عنها فتكون هنا عن بمعنى السببية يعني بسببها فازلهما عنها اي بسببها. ازلهما عن الجنة بسبب الشجرة نعم فائدة فائدة اختلفوا في اكل ادم في اكل ادم الشجرة فالاظهر انه كان على وجه النسيان لقوله تعالى فنسي ولم نجد له عزما وقيل سكر من خمر الجنة وحينئذ اكل منها وهذا باطل لان خمر الجنة لا تسكر. لا يصدعون عنها ولا ينصفون نعم. وقيل اكلها عمدا وهي معصية صغرى. وهذا عند من اجاز على الانبياء الصغائر وقيل تأول ادم وهذا لا يختلف عن القول الاول لان النسيان المذكور في قوله انه كان على وجه النسيان النسيان الذي تحصل به ملامة لان النسيان نوعان نسيان على وجه التضييع من العبد والتفريط فهذا يؤاخذ به ونسيان لا قدرة فيه للانسان على دفعه فهذا لا يؤاخذ به فقوله انه كان على وجه النسيان المقصود بالنسيان هنا النسيان الذي حصل فيه التفريط فنسي ولم نجد له عزما ذكر الله تعالى سببين النسيان و ضعف الارادة في قوله ولم نجد له عزما فيكون الوجه الثالث اكلها عمدا راجع الى الاول وانه نسيان اوخذ به لانه ناتج عن تفريط واضاعة اما ما كان من النسيان لا تفريط فيه ولا اضاعة فانه لا يأثم به الانسان ومثل نسيان القرآن نسيان القرآن على حالين على حال ينتج عن ضع عن تضييع وتفريط وعدم تعاهد مع قدرة انسان على ذلك وهذا يؤاخذ به وهو الذي جاء فيه الذم والنوع الثاني من النسيان نسيان خارج عن الاختيار وهو الذي وقع من النبي صلى الله عليه وسلم رحم الله فلانا فقد اذكرني اية اية كنت انسيتها في الصحيح ولا يقول احدكم نسيت اية كيت وكيت بل هو نسي فليقل انسيته نعم نسي الناس الذي فيه مؤاخذة الناتج عن ان تضيع وتفريط نعم واذا قلت وقيل اكل عمدا لا يختلف عن القول الاول بنص القرآن قال تعالى فعصى ادم ربه فغوى الله يجيرنا واياكم العصيان وان وان يقينا واياكم شر الغواية يا رب نعم قوله اهبطوا خطاب لادم الوقت انتهى نكمل هذا الوجه نكمل ولا نقف طيب نكمل قوله اهبطوا خطاب لادم وزوجه وابليس بدليل بعضكم لبعض عدو مستقر موضع استقرار وهو في مدة الحياة. وقيل في بطن الارض بعد الموت ومتاع ما يتمتع به الى حين اي الى الموت فتلقى فتلقى اي اخذ وقبل على قراءة الجماعة. وقرأ ابن كثير بنصب ادم ورفع الكلمات فتلقى على هذا من اللقاء كلمات هي قوله ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. بدليل ورودها في الاعراف وقيل غير ذلك. طيب. قوله تعالى فازا لهما الشيطان عنها فاخرجهما مما كانا فيه اي من الجنة ثم وهذا وهذه اول العقوبة الاخراج من الجنة ثم قال وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو بعد الاخراج جرى الاهباط فقال تعالى واهبطوا والاهباط هو نزول المكان سواء كان واردا عليه بعد آآ سفر او واردا عليه او واردا عليه للاقامة يعني يطلق الهبوط على المجيء الى المكان الذي يقيم فيه الانسان والذي ينتقل منه سفرا قال اهبطوا المفسر قال خطاب لادم وزوجه وابليس وذلك وهذا بيان لقوله اهبطوا بعضكم لبعض عدو فليس الخطاب لادم وزوجه لان العداوة المذكورة هنا هي عداوة الجنسين الانس والجن وليست العداوة في الجنس ذاته يبط بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض التي تهبطون اليها مستقر قال موضع استقرار وهو في مدة الحياة وقيل في بطن الارض بعد الموت. والذي يظهر انه شامل لذلك مستقر بالحياة على ظهرها وبعد الموت في بطنها كما قال الله تعالى وجعلنا الارض كفات احياء وامواتا. فهي وسعت بني ادم في حياتهم وبعد موتهم قال تعالى ومتاع اه مستقر ومتاع الى حين اي الى الاجل الذي يقضيه الله عز وجل من بقاء الدنيا. فهو ليس شيئا ممتدا دائما وقوله ومتاع اي ما يتمتع به يشمل كل ما يستمتع به وقوله الى الموت هذا بالنظر الى الافراد لكن بالنظر الى مجموع الجنس الى قيام الساعة فيشمل القيم الصغرى التي تخص كل انسان على وجه الانفراد او كل حي على وجه الانفراد والقيامة الكبرى التي تشمل كل من عليها قال بعد ذلك فتلقى ادم من ربه كلمات تلقى ادم والفاعل للتلقي من ربه من هنا من هنا لابتداء الغاية او بيانية والاغرب انها ابتداء الغاية اي انها من الله عز وجل. كلمات اي جمل فالكلمات جمع كلمة والمقصود بها بها جمل كانت تلك الكلمات موجبة لمغفرة الله تعالى وعفوه وهذا التلقي بعد النزول والاهباط فيما يظهر فتلقى لان الفاجأت هنا للتعقيب والترتيب. فتلقى ادم من ربه كلمات كانت سببا لقوله فتاب عليه انه هو التواب الرحيم. يقول هنا فتلقى اخذ وقبل على قراءة الجماعة فيكون هو الفاعل هذا هو المقصود بقراءة الجماعة وقرأ ابن كثير بنصب ادم فتلقى ادم من ربه كلمات وهذا ما في اشكال لانه المتلقي يضاف الى الطرفين فالامر في هذا قريب. قال فتلقى على هذا من اللقاء ثم قال كلمات بين الكلمات وانها قوله ربنا لا تؤاخذ ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لاكونن من الخاسرين لورودها في سورة الاعراف وقيل غير ذلك ثم قال اهبطوا في قوله تعالى قل نهبط كرر الامر بالاحباط مع انه تقدم لماذا؟ يقول رحمه الله كرر بطوء كرر ليناط به ما بعده ايش معنى ليناط بهما بعده؟ لان الاهباط الاول انيط به الخبر عن العداوة وانها وان وان الارض مستقرة قال تعالى وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاعا الى حين. فالذي انيط بالاحباط الاول الاخبار على ان الاخبار عن ان هذا الاهباط سيقترن به عداوة او سيعقبه عداوة بين الجنسين وهو مؤقت بمتاع الى حين. الثاني قل نهبط منها جميعا فاما يأتينكم مني هدى الاهباط الثاني انيط به الخبر عن من عن مجيء الهداية التي تخرجهم من الظلمات الى النور فلذلك كان الاهباط الثاني انيط به ما يختلف عن الاهباط الاول فكرر. هذا معنى قوله رحمه الله آآ في الاية قال كرر ليناط بهما بعده والا فهو هباط واحد يعني ليس التكرار لتكرر الاهباط اهباط واحد لكن التكرار لاجل اختلاف المتعلق فالاهباط الاول تعلق به الخبر عن العداوة والاهباط الثاني تعلق به الخبر عن مجيء الهداية مجيء الهداية وقيل لحظة وقيل ان وقيل ان الاحباط لتوكيد الامر التكرار لتوكيد الامر قيل ان التكرار لتوكيد الامر والذي يظهر والله تعالى اعلم ان الوجه الاول اقوى. قال ويحتمل قال ويحتمل ان يكون احد الهبوطين من السماء والاخر والاخر من الجنة هذا بعيد لانه قال فاخرجهما مما كانا فيه فهو اخراج وليس احباط ثم الجنة في السماء. نعم طيب وان يكون هذا الساني لذرية ادم لقوله فاما يأتينكم والاول لادم وزوجه وابليس يعني هذا يرجع الى انه كرر لمناط به خلاف المتقدم ولكن الاقرب هو ما تقدم ذكره نعم وروي ان ادم نزل بسرنديب من ارض الهند وحواء وحواء بجدة. بجدة وابليس بالابلة يقول في الحاشية الابلة قال في الحاشية الابلة بلدة قريبة من البصرة في العراق ذكره في معجم البلدان قوله فاما ما في دليل على هذا من اخبار بني اسرائيل نعم قوله فاما يأتينكم ان شرطية وما زائدة للتوكيل للتأكيد يعني قوله فإما مركبة من ان وما قوله والهدى. هنا زائدة لتوكيد المعنى والمعنى فان يأتيكم فالماء زائدة لكنها لتمكين المعنى فاما يأتينكم فان يأتينكم نعم والهدى هنا يراد به كتاب الله ورسالاته اما اتى لكم مني هدى العلم النافع وهو الوحي نعم قوله فمن تبع شرط وهو جواب الشرط الاول وقيل فلا خوف جواب الشرطين قوله فاما يأتينكم مني هدى هذا شرط اين جوابه فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون فيكون جوابه الشرط الثاني مع جوابه لانه قول فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون هذي جملة شرطية ايظا فيكون الشرط الاول وجوابه الشرط الثاني مع جوابه. نعم واضح والوجه الثاني الذي ذكره انهما شرطان جوابهما واحد. فقوله فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي قول فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون جواب للشرطين الاول والثاني. طبعا الاول قال قاله سيبويه وهو الارجح والقول الثاني قال هو الكسائي فمن تبع هداي آآ فمن تبع هداي الشرط وجوابه الشرط الثاني وجوابه جواب للشرط الاول هذا قال به سيبويه والثاني قال به الكسائي ونظره آآ صاحب المحرر والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد