بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللمسلمين اجمعين قال المصنف رحمه الله والايمان بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم للمذنبين الخاطئين في القيامة وعلى الصراط ويخرجهم من جوف جهنم وما من نبي الا له شفاعة وكذلك الصديقون والشهداء والصالحون ولله بعد ذلك تفضل كثير في من يشاء والخروج من النار بعدما احترقوا وصاروا فحما طيب قولوا رحمه الله الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول والايمان بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم للمذنبين الخاطئين تقدم سبب تقديم المؤلف رحمه الله هذا النوع من الشفاعة الثابتة للنبي صلى الله عليه وسلم على غيره على غيرها من الشفاعات انها موضع الخلاف فالشفاعة في الموقف التي يشفع فيها النبي صلى الله عليه وسلم للاولين والاخرين حيث يأتيه اهل الموقف فيطلبون منه ان يشفع عند الله عز وجل ليقضي بينهم بعد ان يتراجع الانبياء وادم ونوح وابراهيم موسى وعيسى يتراجعون بالشفاعة حتى تنتهي اليه صلى الله عليه وسلم فهذه الشفاعة ثابتة يقر بها جميع اهل الاسلام ولذلك لم يتقدم هالمؤلف رحمه الله الثاني من الشفاعات ايظا التي لم يذكرها شفاعته صلى الله عليه وسلم في اهل الجنة ان يدخلوا الجنة. وهذه ايظا شفاعة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وهي ثابتة متفق عليها و دليلها ما في الصحيحين من حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انا اول شفيع بالجنة قوله رحمه الله وعلى الصراط اي شفاعته على الصراط بدعائه صلى الله عليه وسلم اللهم سلم سلم فان هذه من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لمن يجيب الله لمن يجيبه الله تعالى فيهم وقوله رحمه الله والصراط هو الجسر المضروب على متن جهنم. الصراط هو الجسر المضروب على متن جهنم اي على ظهرها ولا يمر عليه الا اهل الايمان اما اهل الكفر فانهم لا يأتون على الصراط بل يكبون في نار جهنم تبا دون ان يمروا على الصراط. فالصراط لا يسير عليه الا مسلم ومراتب الناس في سيرهم لاختلاف سيره من الله عز وجل في الدنيا لاختلاف مراتب سيرهم في الدنيا ثم قال رحمه الله ويخرجهم من جوف جهنم هذا لبيان تحقيق هذا النوع من الشفاعة وهي شفاعته في من دخل النار ان يخرج منها وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم للمذنبين الخاطئين على مراتب المرتبة الاولى شفاعته في من استحق النار الا يدخلها والمرتبة الثانية شفاعته في من دخلها ان يخرج منها هاتان الشفاعتان تتعلقان باهل النار منع الدخول بعد الاستحقاق شفاعة في منع الدخول بعد الاستحقاق والشفاعة الثانية في الخروج منها بعد دخولها و هاتان الشفاعتان ثابتتان بالاجماع فان اهل السنة والجماعة متفقون على ما اتفق عليه الصحابة رضوان الله عليهم واستفاضت به النصوص من انه يشفع لاهل الكبائر من امته صلى الله عليه وسلم ولكن لا ينتفع بشفعاته الا اهل التوحيد اهل الايمان دون اهل الشرك ولهذا اثبت اهل السنة والجماعة ما اثبتته النصوص ونفوا ما نفته النصوص هذا ما يتصل شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم للمذنبين يوم القيامة ثم قال وما من نبي الا له شفاعة اي اي ليس ثمة نبي من الانبياء الا ويشفع وليعلم ان شفاعة الانبياء درجات شفاعة الانبياء وشفاعة المرسلين وشفاعة الصالحين ليسوا على ليست على درجة واحدة انما هي درجات والله تعالى يتفضل على من يشاء من عباده بما يشاء فقوله رحمه الله وما من نبي الا له شفاعة اي ب قومه يشفع فيهم بما يدفع عنهم الشر والضر ووجه ذلك ان المؤمنين من هذه الامة يشفعون والانبياء اعلى منزلة تبوته شفاعتهم من باب اولى ثم قال رحمه الله كذلك الصديقون والشهداء والصالح والصالحون ولله بعد ذلك نعم ان يشفع هؤلاء كلهم كما تشفع اي كما يشفع النبيون وتشفع الملائكة ويشفع اه الصالحون كل هؤلاء ممن يتفضل الله تعالى عليهم بالشفاعة يوم القيامة ثم بعد ذلك قال ولله بعد ذلك تفضل ولله بعد ذلك تفضل اي بعد هذه الشفاعات التي ثبتت للنبي صلى الله عليه وسلم وللانبياء اه تفضل من الله عز وجل يشفع لعباده اه ينيلهم ما يأملون من الخير بعد استحقاقهم العذاب ولذلك قال ولله بعد ذلك تفضل كثير فيمن يشاء والخروج من نار بعدما احترقوا وصاروا فحما فلا يبقى في النار احد في قلبه مثقال ذرة من ايمان بل كلهم يخرجون من النار ويدخلون الجنة ويبقى في الجنة فظل اي زيادة ليست عامرة فينشئ الله غلاهم فينشئ الله لها خلقا اخر يدخلهم الجنة كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيقول الله تعالى شفعت الملائكة وشفعت النبيون وشفع المؤمنون ولم يبقى الا ارحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج قوما لم يعملوا خيرا قط قد صاروا حمما فوقهم في نحر بافواه الجنة يقال له نهر الحياة وعلى هذا فلا يبقى احد ممن في قلبه مثقال ذرة من ايمان في النار بل كلهم يخرجون من النار ويدخلون الجنة ويبقى في الجنة فضل كما تقدم وهؤلاء ينشئ الله تعالى اقواما في الاخرة ويسكنهم ذلك الفضل كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال رحمه الله بعد ذلك والايمان والايمان بالصراط على جهنم يأخذ يأخذ الصراط من شاء الله ويجوز من شاء الله ويسقط في ان ممن في جهنم من شاء الله ولهم انوار على قدر ايمانهم والايمان بالانبياء والملائكة والايمان بان الجنة حق والنار حق والجنة والنار مخلوقتان الجنة في السماء السابعة وسقفها العرش والنار تحت الارض السابعة السفلى هما مخلوقتان قد علما قد علم الله عدد اهل الجنة ومن يدخلها ومن يدخلها عدد اهل النار ومن يدخلها لا تفنيان ابداهما مع بقاء الله تبارك وتعالى ابد الآبدين في دهر الداهرين وادم كان في الجنة الباقية المخلوقة فاخرج منها بعدما عصى الله طيب قوله رحمه الله والايمان بالصراط على جهنم الايمان بالصراط اي من اصول اهل السنة والجماعة التي دل عليها الكتاب والسنة واجمع عليها سلف الامة اثبات الصراط والصراط فعال بمعنى مفعول وهو يطلق على الطريق الفسيح الواسع قوله رحمه الله والايمان بالصراط اي مما يعتقد اهل السنة والجماعة ثبوت الصراط الذي يضربه الله تعالى جسرا على جهنم وقد ثبت ذلك في الصحيحين من حديث ابي سعيد وحديث ابي هريرة وغيرهما وقد جاء في وصفه احاديث عديدة منها ما في الصحيحين من حديث جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في وصف الصراط وعلى جسر جهنم كلاليب وحسك كلاليب اي حدائد يعلق بها السائل قوله وعلى يسر جهنم كلاليب اي تمسك من اه اه قدر الله تعالى ان تحبسه خطاياه وذنوبه وقوله وقوله صلى الله عليه وسلم وحسك ايوة شوك وهذا يدل على انه صراط به معوقات المسير فان الكلاليب والحسك مما يمنع السير او يبطئه قوله رحمه الله يأخذ الصراط من شاء الله ان يختطفهم الصراط والصراط المرور عليه مهيب ومهول ولهذا لا يتكلم احد الا الانبياء عند العبور على الصراط قولهم اللهم سلم سلم ثم قال رحمه الله يأخذ من يشاء يأخذ الصراط من يشاء من يشاء الله ويجوز من يشاء يعني ينفذ ويمر من يشاء قال ويسقط في جهنم من شاء الله تعالى ولهم انوار على قدر ايمانهم يعني هذا يوم القيامة في مرورهم على الصراط لهم من النور بقدر ما معهم من الايمان بالله عز وجل وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره قال رحمه الله بعد ذلك والايمان بالانبياء والملائكة اي ومن اصول الايمان التي اتفق عليها اهل السنة والجماعة الايمان بالانبياء والملائكة والانبياء جمع نبي وهم وهو مأخوذ من الرفعة او من الخبر بناء على الاختلاف في الاشتقاق فمن قال ان اصل الانبياء مأخوذ من النبأ فهو الخبر ومن قال انه مأخوذ من النبوة على وزن ربوة فهو من الارتفاع والعلو. وكلا المعنيين صحيح فان الانبياء يخبرنا عن الله وهم في منزلة رفيعة العالية والانبياء يجب لتحقيق الايمان بهم الايمان المجمل وهو الايمان بكل نبي ارسله الله تعالى الى قومه فان الانبياء لا حصر لهم والله تعالى قال منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك واما ما يتعلق من سمى الله تعالى منهم في كتابه او رسوله في سنته فالايمان به يقتضي الايمان بمن عينه الله ابراهيم وادم ونوح موسى وعيسى وغيره من الانبياء الذين ذكر الله تعالى اعيانهم في كتابه الحكيم فيجب اعتقاد فظلهم ومكانتهم وان الارض لا تأكلهم فان الله حرم على الارض اجساد الانبياء. اذا الايمان بالانبياء ينقسم امام مجمل وهو ان تؤمن بكل نبي ارسله الله الى كل قوم واما الايمان المفصل فهو ان تؤمن بكل رسول على ما اخبرت النصوص فيما يتعلق بالايمان به من الايمان بمن عينه الله عز وجل والايمان بما جاء من خبره وما جاء من رسالته عموما وخصوصا ثم قال والايمان بان الجنة حق والنار حق ومن الايمان باليوم الاخر الايمان بان الجنة حق اي ثابتة وان النار حق وقد جاء هذا فيما رواه آآ علي رضي الله تعالى عنه فيما كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل وجاء نظيره عن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه في الصحيحين وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اذا قام الى الصلاة من جوف الليل اللهم لك الحمد انت نور السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت قيوم السماوات والارض ولك الحمد انت رب السماوات والارض ومن فيهن انت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق فقوله لقاؤك حق يشمل ما ما يكون في اليوم الاخر من لقاء الله عز وجل في عرصات يوم القيامة. وقوله والجنة حق والنار حق يشمل ما يكون في الجنة والنار من اه مما يجب اعتقاده فيهما فالجنة اسم اسمه اللي داري النعيم الكامل الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه. اعد الله فيها لعباده الصالحين ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر والنار هي دار العذاب التي اعدها الله تعالى لمن عصاه او جحد به او كفر قال رحمه الله والجنة والنار مخلوقتان من عقائد اهل السنة والجماعة ان الجنة والنار وهما دار دار النعيم في الاخرة ودار العذاب مخلوقتان اي ان الله تعالى خلقهما و اثبات خلقهما دل عليه كتاب الله عز وجل وسنة رسوله واجمع عليه سلف الامة وقامت عليه الدلائل العقلية النظرية ولهذا كان الاجماع منعقد عند اهل السنة والجماعة ان الجنة والنار مخلوقتان وانهما يعدان لاهلهما ممن قظى الله تعالى ان يكون فيهما نسأل الله عز وجل ان يكون من اهل الجنة يقول المصنف رحمه الله والجنة والنار مخلوقتان ودليل ذلك في القرآن قوله جل وعلا ادخل الجنة لادم على القول بان الجنة التي ادخل ان الجنة التي ادخلها ادم عليه السلام هي الجنة التي تكون في الاخرة و من الادلة على ذلك قول الله جل وعلا في النعيم اعدت للمتقين و كذلك في النار وذكر اعدادها كافرين فهذا كله يدل على ان الجنة والنار مخلوقتان قال رحمه الله الجنة في السماء السابعة وسقفها العرش والنار تحت الارض السابعة السفلى وهما مخلوقتان اعاد تقرير وهما مخلوقتان نجعل هذا المقطع ان شاء الله تعالى بيومي في الدرس القادم باذن الله