الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول المصنف رحمه الله فكل من اولها في الصفات كذاته من غير ما اثبات فقد تعدى واستطال واشترى وخاض في بحر الهلاك وافترى هذا بيان طريق المنحرفين في باب اسماء الله وصفاته بدأ المصنف رحمه الله او ذكر المصنف رحمه الله بدعة التأويل لانها الاشهر والاكثر ظهورا هذا امر والثاني ان النفوس تميل اليها اكثر من الميل الى التمثيل والثالث انها البدعة الباقية تأويل التمثيل قول قال به جماعة الا انه انقرض وذهب قائلوه فلم يعد له حضور في كثير من كلامهن المتكلمين في اسماء الله تعالى وصفاته لاجل هذه الاسباب الثلاثة آآ نص المؤلف رحمه الله على التأويل ذكرا فقال فكل من اول في الصفات ما هي الاوجه الثلاثة؟ ان التأويل الاكثر ظهورا وانتشارا والثاني انه الاقرب الى ميل النفس وقبولها والثالثة انه الباقي ثالثا انه الباقي يقول فكل من اولها في الصفات وذكرنا في التعليق على هذا ان التأويل في الجملة نوعان تأويل صحيح وتأويل فاسد التأويل له معنى صحيح وله معنى فاسد المعنى الصحيح يندرج في ثلاثة امور الاول التفسير وهذا هو الاغلب والاكثر وعليه قراءة وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم بايه قوله جل وعلا هو الذي انزل اليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات اما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تجابه من ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويه وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم. فعلى قراءة الوصل يكون وما يعلم تفسيره اي تفسير المتشابه الا الله والراسخون في العلم يعلمونه المعنى الثاني من معاني التأويل هو ما يؤول اليه الخطاب وما ينتهي اليه وهذا اه بعضهم يلحق به كن حقيقة حقيقة الخطاب وكن هي ونحن جعلناها قسمين. التأويل بمعنى الترجمة والامتثال والتأويل بمعنى الحقيقة والكن وهما الحقيقة جانبان اما ما يتعلق بما يؤول اليه من حيث العمل والامتثال فان امتثال الانسان بما امر الله هو تأويل له كما جاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها في قولها كان اكثر ما كان يكثر ان يقول في سجوده وركوعه سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن وهذا يعمل به ويأتي بمعنى الحقيقة والكن او ما ينتهي اليه الخطاب وهذا لا يعلمه الا الله جل وعلا وهو الذي فسر به آآ فساد ال عمران على قراءة الوقف وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا يقولون امنا به كل من عند ربنا هذه الثلاث معاني او المعنيان من معاني التأويل الصحيح واما التأويل الفاسد المذموم وهو ما اراده المصنف رحمه الله هنا وهو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادل الى معنى يحتمله النص من غير دليل من غير دليل او من غير مرجح وهو ما يعرف بالتأويل المذموم وهو في الحقيقة تحريف للكلمة عن مواضعه لانه صرف له الى معنى لا يعبده دليل ولا يسنده مرجح وهو الذي اراده المصنف رحمه الله فكل من اول في الصفات اي صرفها عن معانيها الظاهرة المتبادرة جاء الى معان آآ يحتملها النص لكن ليس ثمة ما يرجح هذا المعنى من دليل فهؤلاء هم الذين قال فيهم فقد تعدى واستطال واشترى وخاض في بحر الهلاك وافترى قال رحمه الله فكل من اول في الصفات الصفات اي في صفات الله عز وجل وما اخبر به عن نفسه وهذا يشمل التأويل في الاسماء لان الاسماء مشتملة على معاني وهي الصفات فكل اسم يدل على صفة قال كذاته من غير ما اثبات يعني كمان اول في ذاته من غير ما اثبات اي اول تأويلا يمنع من اثبات ما دل عليه النص مما هو متبادل مما هو ظاهر فقول من غير ما اثبات يعني اول تأويلا يمنعه من الاثبات اثبات المعاني الظاهرة على سبيل المثال الرحمن وعلى العرش استوى. استوى في كلام العرب بمعنى على وارتفع وصعد واستقر على هذه الكلمات دار كلام العلماء في معنى الاستواء فاذا فسر الاستواء بالاستيلاء كما هو قول بعضهم مثبتة الصفات الذين قالوا بان الاستواء هنا الاستيلا هذا صرف اللفظ عن ظاهره صرفا يقتضي عدم اثبات المعنى الذي هو المتبادل والذي عضدته الادلة الاخرى وهو نفي علو الله عز وجل على خلقه ونفي علو الله تعالى على عرشه قال من غير ما اثباتي هذا الذي وقع منه ذلك فقد تعدى واستطال واجترى هذا توصيف لفعله وهذا يبين ان ان ما فعل هو جناية على النص لان تعدى فعل ما ما لا يجوز واستطاع الاي زاد في التعدي والتمادي في الباطل واجترى اي تكلم مجترئا في امر لا علم له به فالجرأة هنا جرأة مذمومة وهو ان يخوض الانسان فيما لا علم له به وان يكون ما لا علم له به وما لا مدخل العقل فيه ولذلك قال وخاض في بحر الهلاك قام في بحر الهلاك اي خاض في ما يكون سببا لغرقه وهلاك لانه سمى البحر هنا البحر مخوف ووصفه بانه بحر الهلاك اي طريقه ومسلكه ومكانه الواسع الذي لا يسلم من دخله وافترى اي نسب الى الله تعالى ما ليس من صفاته فتعدى وافترى التعدي بتعطيل ما اخبر الله تعالى به عن نفسه وافترى باثبات ما لم تثبته النصوص فخلاصة جناية هذا على النص من وجهين الوجه الاول تعطيل ما دل عليه النص الوجه الثاني اثبات ما لم يدل عليه النص. ومثلنا بقوله تعالى الرحمن على العرش استوى التعدي في تعطيل الاستواء بمعنى العلو والافتراء بتفسير الاستواء بالاستيلاء الافتراء في تفسير الاستواء بالاستيلاء وسيأتي مزيد تقرير في هذه الصفة لكن هذا ذكرناه على وجه المثال قال الم تر اختلاف اصحاب النظر فيه وحسن ما نحاه ذو الاثر يعني الا يدلك على سوء هذا الطريق وقبح هذا المسلك وخطورة هذا السبيل اختلاف اصحاب النظر ما ابدى اليه هذا الطريق من التأويل والتحريف من اختلاف اهل النظر اختلاف اهل النظر يعني الباحثين والمتكلمين في ما اخبر الله تعالى به عن نفسه فهم في امر مريج وحسن ما نحه ذو الاثر اي وسلامة وجمال وبهاء الطريق الذي سلكه وسار فيه ذو الاثر اي صاحب الاثر الذي تمسك بالاثار والتزمها ولم يتجاوزها الى غيرها فانهم قد اقتدوا هذا بيان حسن طريقهم وسلامة مساكهم انهم اقتدوا بالمصطفى اي بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحبه ايوة من سار على طريقه من اصحابه الذين اهتدوا بهداه قال فاقنع بهذا وكفى. فاقنع اي اكتفي بهذا المسلك وهو التزام الاثار واثباتها على ما دلت عليه من المعاني دون تحريف وتأويل وصرف لها عن ظاهرها الى معان دون مرجح الى معان يحتملها النص دون مرجح وقوله رحمه الله الم تر اختلاف اصحاب النظر استدلال على خطأ الطريق بما يؤول اليه بما ينتهي اليه فان العواقب تدل على الاوائل الاواخر تدل على الاوائل. كما ان النهايات دليلة دليل صحة البدايات وخطأها والنتائج يقول العلماء بمقدماتها ولهذا لما ظل هؤلاء الطريق كانت ثمرة هذا الضلال ما ذكره المصنف من الاختلاف والاختلاف لازم لكل من خرج عن النصوص قال الله تعالى بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في امر مليج اي مضطرب مختلف مشتبك مشتبه سبقه بل كذبوا بالحق فكل من كذب بالحق بعد ان تبين له وبعد مجيئه اليه فانه سيناله ما ذكر الله تعالى من قوله بل هم في امرهم اه فهم في امر مريج وهو الذي اشار اليه مصنف هنا قوله في قوله الم تر اختلاف اصحاب النظر فيه وحسن ما ذو الاثر وكلام المتكلمين في هذا واظح وجلي ومنهما حفظ على الرازي في قوله نهاية اقدام العقول عقال وغاية سعي العالمين ظلال وارواحنا في وحشة من جسومنا وغاية دنيانا اذى ووبال ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى ان جمعنا فيه قيل وقالوا فلم يخرجوا في علم العلم المتعلق بالله الا بهذه الحيرة والاذى والوبال وانهم جمعوا اقوى قال لا ثمرة لها. الله عز وجل عرف نفسه بكتابه ليحبه عباده واذا احبوه اطمأنت قلوبهم وانشرحت صدورهم فلا طريق اكمل من الطريق والسبيل الذي سلكه النبي صلى الله عليه وسلم لاصابة الطمأنينة وللعلم بالله ومعرفته. الا بذكر الله تطمئن القلوب. واولئك جعلوا ذكره وذكر اسمائه وصفاته شقاء قلوب وحيرتها نسأل الله ان يسلك بنا سبيل اوليائه وان يعيذنا واياكم من مظلات الفتن ما ظهر منها وما بطن وصلى الله وسلم على نبينا محمد