ومثل هذا لا يمكن ان يقال انه قاله تقية او قاله مداراة او قاله في حال اكراه انما قاله في وقت عز وظهور وتمكن وسلطة ولا يكون هذا الا ممن ولذلك خير ما تستقبل به الفتن الطاعة والصدق مع الله تعالى في الرخاء وهو صدق ما جاء في وصية النبي لابن عباس تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة قال اوما تعرف يا بني؟ قال لا. قال ابو بكر. قال ثم من؟ قال عمر. وعلى هذا اتفقت الكلمة وقد قال علي رضي الله عنه وهو الخليفة بين من شايعه ممن ظهره على معاوية في الكوفة على منبرها لاوتى باحد يفظلني على ابي بكر وعمر الا جلدته حد الفرياء وهذا من قول مستفيض عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه احمده سبحانه واثني عليه الخير كله واشهد ان لا اله الا الله اله الاولين والاخرين واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن اتبع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد فبعد ذلك قال رحمه الله وقد اتفق اهل السنة والجماعة على ما تواتر عن امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه انه قال خيرها هذه الامة بعد نبيها ابو بكر. ثم عمر رضي الله عنهما. واتفق اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة عثمان بعد عمر رضي الله عنهما. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم تصير ملكا. وقال صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين مهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة وكان امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه اخر الخلفاء الراشدين المهديين. وقد اتفق عامة اهل السنة من العلماء والعباد والامراء والاجناد على ان يقولوا ابو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم ودلائل ذلك وفضائل صحابتي كثير. ليس هذا موضعه. طيب فالمؤلف رحمه الله في هذا الفصل يبين ما يجب اعتقاده في صحابة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وقد تقدم اول كلامه في هذا الفصل قال رحمه الله وقد اتفق اهل السنة والجماعة على ما تواتر عن علي ابن ابي طالب انه قال خير هذه الامة بعد نبيها ابو بكر ثم عمر هذا الذي ذكره رحمه الله هو ما اجمعت عليه كلمة اهل السنة والجماعة واتفقت عليه النصوص وبه تم عقد الفرقة الناجية. فان تفضيل ابي بكر وعمر امر متفق عليه قد تظاهرت وتظافرت عليه النصوص ولا يخالف في ذلك الا مخالف رحمه الله في الاستدلال على تقديم ابي بكر وعمر على سائر الصحابة. وقد اتفق اهل السنة والجماعة على ما تواتر عن علي. وانما ذكر علي ابن ابي طالب طالب رضي الله عنه على وجه الخصوص لان ممن يدعي مشايعته والانتصار له يقدمه على سائر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فابلغ رد على هؤلاء ان ينقل لهم قول من قدموه. فعلي ابن ابي طالب رضي الله وعن يقول لابنه كما في الصحيح يقول لابنه محمد بن حنفية لما سأله من افضل الناس اعتقد ما يقول وهذا يدل على تفضيل ابي بكر وعمر وانها مسألة محسومة لا يخالف فيها الا ضال. فمن قدم على ابي بكر وعمر غير من الصحابة فقد ضل فما بالك بمن يسبهما؟ بل من يتقرب الى الله تعالى بلعنهما وتكفيرهما لا شك ان هذا من الضلال المبين والخطأ الكبير الذي زينه الشيطان لبعض من انحرف عن الجادة. يقول رحمه الله واتفق اصحاب رسول الله على بيعة عثمان بعد عمر. في مسألة المفاضلة بين علي وعثمان طوى المؤلف رحمه الله الحديث عنها واتى بمسألة البيعة لانها مسألة متفق عليها فعندنا مسألتان مسألة فاضل بين علي وعثمان هذه مسألة وقع الخلاف فيها بين اهل السنة قديما وان كان استقر قولهم على تقديم عثمان على علي رضي الله عنه ورظي الله عنهم جميعا ومسألة البيعة لا خلاف بين اهل السنة والجماعة في تقديم عثمان في البيعة وانه مقدم في البيعة على علي. ولذلك جاء النقل عن جماعة من السلف ان من قدم علي على عثمان فقد ازرى بالمهاجرين والانصار. وذلك ان عثمان رضي الله عنه بيعته بيعة سورية فان عمر رضي الله عنه جعل الامر في ستة وجعل عليهم عبدالرحمن بن عوف فاستشار عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه كل من استطاع ان يشاوره من اهل المدينة وهم خيار الناس في ذلك الزمان. فاجمعت كلمتهم على ان عثمان احق بالولاية. ولذلك قال بعد نظره وبحث لم ارى الناس يعدلون بعثمان احدا. واما مسألة المفاضلة فقد اختلف فيها السلف فمنهم من فظل عثمان ومنهم من فظل علي ومنهم من توقف واستقرت كلمتهم على تفضيل عثمان. ولذلك لم يذكروا المفاضلة لان المتفق عليه هو ما يتعلق بالبيعة فقال رحمه الله واتفق اصحاب رسول الله على بيعة عثمان بعد عمر. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم تصير ملكا كما جاء في في مسند احمد من حديث السفينة باسناد لا بأس به وقال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي هذا حديث العرباض بن سارية المعروف وفيه قال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي وهي ما كان في هذه المدة وهي مدة الثلاثون سنة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم انتهت في عام اربعين لان النبي مات سنة عشر ثمان خلافة انتقلت الت الى ابي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي الذي انتهت خلافته في الاربعين من الهجرة النبوية فيكون بهذا قد صدق ما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من ان الخلافة التي تكون على هدي خلافة النبوة ثلاثون سنة. وهذه خلافة هؤلاء الاربعة وقد اتفق اهل السنة والجماعة من العلماء والعباد والامراء والاجناد. وهذا يدل ان اهل السنة والجماعة ليسوا فئة من الناس بل تكون في العلماء وتكون في العباد وتكون في الامرا وتكون في الاجناد وتكون في سائر الناس. على ان يقولوا ابو بكر يعني في ثم عمر ثم عثمان ثم علي ودلائل ذلك وفضائل الصحابة كثيرة ليس هذا موضعه انما اراد الاشارة التنبيه ثم قال رحمه الله وكذلك وكذلك نؤمن بالامساك عما شجر بينهم. ونعلم ان بعض المنقول في ذلك كذب. وهم كانوا مجتهدين اما مصيبين لهم اجران او مثابين على عملهم الصالح مغفور لهم خطأهم. وما كان لهم من السيئات وقد سبق لهم من الله الحسنى فان الله يغفرها لهم اما بتوبة او بحسنات ما او مصائب مكفرة او غير ذلك. فانهم خير قرون هذه الامة. كما قال صلى الله عليه وسلم خير القرون قرن الذي بعثت فيهم. ثم الذين يلونهم وهذه خير امة اخرجت للناس ونعلم مع ذلك ان علي ابن ابي طالب رضي الله عنه كان افضل واقرب الى الحق من معاوية وممن قاتل له معه لما ثبت في الصحيحين عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تم مارقة على حين فرقة من المسلمين تقتلهم ادنى الطائفتين الى الحق. الله اكبر وفي هذا الحديث دليل على انه مع كل طائفة حق. وان علي رضي الله عنه اقرب الى الحق. واما الذين عن القتال في الفتنة كسعد بن ابي وقاص وابن عمر وغيرهما رضي الله عنهم. فاتبعوا النصوص التي سمعوها في لذلك عن القتال في الفتنة. وعلى ذلك اكثر اهل الحديث. يقول رحمه الله وكذلك نؤمن بالامساك عما شجر اي ما وقع من الاختلاف بين الصحابة رضي الله عنهم فان الصحابة وقع بينهم خلاف بعد مقتل عثمان رضي الله عنه ووقع بينهم وقعات والواجب على اهل الاسلام ان يمسكوا عن ما شجر بين الصحابة من الخلاف لانها امور زيد فيها شيء كثير وغير فيها شيء كثير ويذكر فيها شيء كثير على غير وجهه وتلك امور هم فيها بين اجر واجرين كما قال المؤلف رحمه الله ونعلم ان بعض المنقول من ذلك كذب وبعضه كانوا فيه مجتهدين. اما مصيبين لهم اجران او مثابين على عمل مصطلح لهم اجر في اجتهادهم. مغفور لهم خطأهم فاذا كانت هذه حالهم ان المنقول ليس كله ثابتا وانهم فيما نقل وثبت هم اهل اجتهاد اما ان يكونوا مصيبين واما ان يكونوا مخطئين واذا قدرنا انهم مخطئون. وان بعضهم قد اتبع هواه فيما هو فيه فان لهم من الحسنات الماحية ما يسقط مؤاخذته منا والوقيعة فيه ولذلك يقول رحمه الله في موجبات الامساك يعني لو قيل لماذا نمسك عما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم فالجواب ما ذكره بعد ذلك وقد بينه وبسطه في الواسطية بسطا جيدا واجمل هنا فقال ونعلم ان بعض المنقول في ذلك كذب. اي خلاف الواقع وان بعضه كانوا فيه مجتهدين. اما مصيبين لهم اجران او مثابين على عملهم الصالح مغفور لهم خطأهم وما كان لهم من السيئات يعني هذا في الحالة الثالثة. وهو ان يكونوا قد تعمدوا الخطأ وهو وهذي مسألة مهمة. نحن لا نقول انما وقع بين الصحابة خالي من الهوى بل لا نجزم بانهم معصومون بل نعتقد انهم غير معصومين وانه يقع منهم الخطأ كما يقع من غيرهم فتجوز عليهم الذنوب في الجملة فيمكن ان يقوم ان يكون بعض الواقع بينهم من الخلاف ناشئا عن هوى وهو من الخطأ والسيء من العمل. لكن هذا يعامل بما ذكر رحمه الله. وما كان لهم من السيئات فان الله يغفرها لهم اما بتوبة او حسنات ماحية او مصائب مكفرة او غير ذلك يعني من موجبات العفو والمغفرة وقد ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية وغيره من اهل العلم لكن الشيخ جمعها قرابة عشرة اسباب كلها مما يوجب تحط السيئات ومغفرة الذنوب ذكر منها طائفة هنا التوبة وهي اعظمها واكبرها التوبة تهدم ما كان قبلها والحسنات الماحية بان يكون الانسان عندهم الحسنات ما تنغمر فيه سيئاته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في اهل بدر كما في الصحيحين من حديث علي بن ابي طالب رضي الله عنه ان الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فهؤلاء عندهم الحسنة وهي شهود هذه الواقعة ونصر النبي صلى الله عليه وسلم ونصر الله في هذه الوقعة ما جب سيئاتهم وانغمرت فيه خطيئته الثالث مصائب مكفرة وهو ان الله تعالى يجري على الناس من الاقدار والبلايا ما يكفر به ذنوبهم قال الله تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير. فهذه المصائب يجعلها الله تعالى سببا لتكفير الذنوب وحط الخطايا وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح من حديث عائشة لا ينصب المؤمن من هم ولا نصب ولا غم حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه هذا يدل على ان ادق ما يصيب الانسان مما يكره يكفر الله تعالى به الخطايا اذا احتسب العبد فكيف البلايا والمصاعب الكبار؟ يقول او غير ذلك اي من اسباب التكفير وموجبات العفو والصفح فانهم خير قرون هذه الامة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم يذكر فضلهم وما لهم من عظيم السبق. قال النبي صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وهذا الحديث في الصحيح من حديث عمران ابن حصين رضي الله عنه قال وهذه الامة خير امة اخذت للناس كما قال الله تعالى كنتم خير امة لو اخذت للناس وخير هذه الامة هو اولها وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما دل على ذلك خير الناس قرني ثم الذين يلونهم. فهذه هذا بيان لطبقات الخيرية. وذكر النبي صلى الله عليه وسلم قرنين او ثلاثة كما في بعض الروايات وثلاثة في بعضها. ثم بعد ذلك قرون الامة لم يبين فضلها بعد القرون الثالثة المفضلة فقد يكون السابق فاضلا وقد يكون السابق مفظولا على حسب ما يكون في القرن من الخير وظهور السنة والعمل بالشرع. يقول ونعلم مع ذلك ان علي ابن ابي طالب كان افضل واقرب الى الحق ممن قاتله هذا تقرير ان الامساك عما شجر بين الصحابة ليس من لازمه ان لا نقر بالحق لاهله بل نقول الحق مع علي ومعاوية مخطئ ولكن رضي الله عن الجميع ولذلك يقول الشيخ رحمه الله ونعلم مع ذلك يعني مع امساكنا عما شجر بان علي افضل كان افضل واقرب الى الحق ممن قاتله مع معاوية. طيب يمكن ان يورد مورد ويقول طيب كيف توصلتم الى هذه النتيجة؟ وانتم لم تدخلوا فيما بينهم من خلاف لكن اذا اردت ان تحكم لشخص بانه اقرب الى الحق فلابد ان تكون قد نظرت الى ما شجر من خلاف حتى تحكم اسبقيته. اجاب الشيخ رحمه الله وهذا من فقهه ودقة علمه عن هذا بقوله لما في الصحيحين اذا التفضيل هنا راجع الى النص وليس ناتجا عن النظر فيما شجر انما النظر في النصوص الواردة التي دلت على ان علي ابن ابي طالب رضي الله عنه افضل واقرب الى الحق من معاوية. يقول لما في الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال تمرق مارقة من على حين فرقة من المسلمين اختلاف وهو الواقع في زمن علي بعد خلافة عثمان رضي الله عنه تقتلهم ادنى الطائفتين الى الحق وهم الخوارج الذين قتلهم علي ابن ابي طالب رضي الله عنه. وسر بقتلهم. لانه كان دليلا على صحة عمله وصدق قوله وشهادة من النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه انه على الحق وانه اقرب الى الحق ممن نزعه وخالفه من اهل الشام معاوية ومن معه فقال النبي صلى الله عليه وسلم تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين تقتلهم ادنى الطائفتين الى الحق يقول وفي هذا الحديث دليل على انه مع كل طائفة حق لقوله ادنى الطائفتين الى الحق معناه ان الحق ليس محصورا في جهة. وهذا في غالب مسائل الاختلاف. بل تجزب انه ما من مسائل الخلاف مسألة الا ومع كل طرف شيء من الحق حتى المبتدعة الذين خالفوا وضلوا معهم جزء من الحق هو الذي يقوي قولهم ويثبت افراد على ما هم عليه من الضلال. لكن ليس هذا مسوغا لقبول ما عندهم لكن المؤمن يجب عليه العدل في قوله ولا يجرمنكم شنئان قوم على الا تعدلوا اعدلوه اقرب للتقوى. فيقال للحق حق ولو كان مع المخالف ولو كان مع الضال المبتدع. لان الحق بل لو كان مع الكافر المجانف للهدى والطريق المستقيم. فيقال للمحقي انه محق ولو كان مخالفا قالوا اما الذين قعدوا عن القتال في الفتنة كسعد بن ابي وقاص وابن عمر وهم من اشهر الصحابة رضي الله عنهم. وهذا حال غالب الصحابة الذين دخلوا في الفتنة من الصحابة افراد لا يتجاوز عددهم اصابع اليدين. واما جمهور الصحابة فهم ممن اعتزل الفتنة والصحابة لم يندموا على اعتزال الفتنة. انما ندموا على عدم مشاركة علي في قتال الخوارج. وذلك انه ورد في فضل قتالهم ما تبين بظهور العلامات التي اخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم. في حين انهم لم ينقل عن احد منهم انه ندم على عدم القتال في الفتنة والذين امتنعوا وهو غالب حال الصحابة رضي الله عنهم اعتمدوا على نصوص بينة ظاهرة في كلام النبي صلى الله عليه وسلم وهو ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من قوله ستكون فتنة في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ستكون فتن وفي بعض الروايات فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي وهذه درجات حركات الناس وعملهم فكل من كان اقل حركة كان اسلم واقرب الى الحق ثم قال صلى الله عليه وعلى اله وسلم من تشرف لها تستشرف ثم قال فمن وجد ملجأ او معاذا فليلذ به وهذا يدل على وجوب الفرار من الفتن دقيقها وجليلها صغيرها وكبيرها الذي يتعرض للفتنة تأخذه الفتنة ومن تشرف لها اخذت اما الذي يتوقى الفتن ثم يبلى بها فانه يعان من رب العالمين. وهذه في كل فتنة في فتنة المال في فتنة الولد في فتنة المنصب في فتنة الخلاف في فتنة القتال في كل امر من صد عن الفتنة وتوقاها وبعد عن اسبابها وتعرضت كان ذلك من دواعي ظفره ونصرة الله تعالى له. والمدد من الله تعالى له. لان الانسان ضعيف. ولا يغتر احد بقوته. لا سيما في الفتن لان الفتن ان تشتبه الامور وتختلط ويؤتي الانسان من حيث لا يحتسب. ولذلك قال يقضى على المرء في ايام فتنته حتى يرى حسنا ما ليس طب الحسن لكنه اذا اعتصم بالله تعالى ولجأ اليه وصدق مع الله في حال الرخاء انجاه الله تعالى في حال الفتنة فمن اعد لها ايمانا صادقا واخباتا منيبا وصدقا مع رب العالمين. فان الله لا يخذله والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وتكون الفتنة عونا له بل يبصرها قبل وقوعها ولذلك جاء عن الحسن البصري ورد مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم اذا اقبلت الفتنة عرفها العلماء واذا ادبرت عرفها كل احد. وهذا صح صدق مطابق الواقع الفتنة اول ما تقبل ما يلمحها ويعرفها الا اولوا البصائر النافذة والعقول الراجحة الصادق والعلم الراسخ ثم اذا ادبرت وانكشفت كل احد حتى الاطفال في الشوارع يعرفون انها فتنة انصرفت وانقضت قالوا اما الذين قعدوا عن القتال في الفتنة كسعد ابن ابي وقاص وابن عمر وغيرهم فاتبعوا النصوص التي سمعوها في الامساك عن القتال في الفتنة كما ذكرنا في الحديث الذي عن ابي هريرة وعلى ذلك اكثر اهل العلم واهل الحديث نعم ثم قال وكذلك ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم. وكذلك ال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. لهم من الحقوق ما رعايتها فان الله جعل لهم حقا في الخمس والفيء وامر بالصلاة عليهم مع الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لنا قولوا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ال ابراهيم انك انك حميد مجيد. وبارك على محمد وعلى ال محمد. كما باركت على ال ابراهيم انك حميد مجيد وال محمد هم الذين حرمت عليهم الصدقة. هكذا قال الشافعي واحمد بن حنبل وغيرهما من العلماء الله فان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد وقد قال الله تعالى في كتابه انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا وحرم الله عليهم الصدقة لانها اوساخ الناس. وقد قال بعض السلف حب ابي بكر وعمر ايمان وبغضهما نفاق. وفي المسانيد والسنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال للعباس لما شكى اليه جفوة قوم لهم قال والذي نفسي بيده لا يدخلون الجنة حتى يحبوكم من اجلي. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله اصطفى بني اسماعيل واصطفى بني كنانة من بني اسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى بني هاشم من قريش واصطفاني من بني هاشم تتذكر المؤلف رحمه الله في هذا المقطع ما يجب لال بيت النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم للحقوق ونحن لا نتمكن في هذه الليلة ان نستوعب ما ذكر ولا ان نعلق تعليقا بينا في ذلك لكن حق ال البيت صنوا حق الصحابة رضي الله عنه ويجب على المؤمن ان يتسع قلبه للقيام بالحقين فليس من محبة ال البيت الوقيعة في الصحابة وليس من من محبة الصحابة الوقيعة في ال البيت او التقصير في حقهم بل كلاهما يجب حفظ حقه ويجب التعبد لله تعالى بايفائه ما له. ومن قصر في ذلك فانه قد بخس نفسه ونقص ايمانه ولذلك يجب ان يبين هذا وان يوضح ومن المهم ان يبين اهل السنة والجماعة للناس في كل مكان يتمكنون فيه من البيان ان يبينوا للناس موالاتهم لال بيتي ومحبتهم لهم دون غلو وافراط وان ذلك لا يدعو الى الوقيعة في الصحابة. لان بعض من ظل في هذا الباب يجعلون ال البيت سببا للنيل من الصحابة بل الى سببا وطريقا الى تكفيرهم والقدح فيهم رظي الله عنهم. فيجب على اهل لا سيما مع ظهور بدعة الوقيعة في الصحابة والرفظ لا بد من مقابلة هذا ببيان ما يكن اهل اهل السنة والجماعة لال البيت حتى يسقط ما يدعيه اولئك من ان اهل السنة يناصبون ال البيت العداء او لا يحبونهم او لا ينزلونهم منزلتهم اللائقة بهم بل حب ال البيت عبادة نتقرب الى الله تعالى بها. ولا يتم ايمان احد حتى يحب ال بيت النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم هذا من العقد الذي تواطأت عليه كلمات اهل السنة والجماعة فلا تخلو عقيدة من عقائدهم المؤلفة ولا شيء من كتبهم المسطرة في حقوق الصحابة الا ويشار الى حق ال البيت ويذكر ما لهم من الحقوق وبه يكتمل العقد ويتم الايمان. والشيخ رحمه الله سار على هذا فبين شيئا من حقوقهم فقال وكذلك ال بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم من الحقوق ما يجب رعايتها فان الله تعالى جعل لهم حقا في الخمس وهذا من الثابتة لهم المذكورة في كتاب الله جل وعلا واعلموا ان ما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين. فذكر الله تعالى حق ال البيت في هذه الاية وكذلك في الفي فان لهم حقا ثابتا ذكره الله تعالى في سورة الحشر. قال وامر بالصلاة عليهم وهذا الحق الثاني الذي ذكره المؤلف. اذا هناك حق مالي وهناك حق دعاء يقتضي الموالاة والمحبة لانه لا يمكن ان تدعو لهم وانت لم يمتلئ قلبك بمحبتهم او لم في قلبك حبهم بل لا يكون الدعاء الا فرعا عن المحبة والموالاة ولذلك تجد ان من يكره شخصا يثقل لسانه عن الدعاء له. حتى بالخير تجده لا يتمكن من الدعاء له الا بالشر اما الخير فانه يعجز عن ذلك. حتى لو كان يحب هدايته او دعا له تجده لا يدعو له على الخصوص انما يدعو على وجه العموم. المقصود ان الدعاء لهم هو اكبر النفع الذي يوصل اليهم وهو دال على صدق محبتهم. يقول وامر بالصلاة عليهم مع الصلاة على رسوله فقال قولوا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. وبارك على محمد الى اخر الصلاة الابراهيمية ثم انتقل المؤلف رحمه الله الى بيان من هم ال محمد الذين تجب لهم الحقوق الماظية فيقول رحمه الله وال محمد هم الذين حرمت عليهم هكذا قال الشافعي احمد وغيرهما من العلماء وهذا مبني على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في حديث ربيعة بن الحارث فيما رواه مسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد وال محمد هم ال علي وال العباس وال جعفر وال عقيل بينهم زيد ابن ارقم رضي الله عنه في ما رواه الامام مسلم في صحيحه من حديث وصية النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه وصيته بالكتاب وصية اصحابه بكتاب الله تعالى وبآل بيته حيث قال في حديث غدير خم قال اوصيكم بكتاب الله ورغب فيه وحث على عليه ثم واوصى النبي صلى الله عليه وسلم باهل بيته وقال اذكركم الله في اهل بيتي وفي الحديث سئل زيد ابن ارقم رضي الله عنه عن ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم من هم؟ فقال هم ال علي وال جعفر وال عقيل وال العباس هؤلاء هم ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم وهم الذين حرمت عليهم الصدقة وازواجه من ال بيته والمؤلف رحمه الله اكتفى بالاشارة الى عموم من هم ال البيت وذلك ان هذه المسألة مبسوطة ومبينة في مواضع عديدة من كلامه رحمه الله ومن كلام اهل العلم وازواجه من ال بيته صلى الله عليه وعلى اله وسلم بنص القرآن فان قوله تعالى انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا جاء في تعليل بعض الاحكام المتعلقة بازواج النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وما جاء في ما رواه الامام مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها في حديث الكساء فانه محمول على ان ذلك بيان احق الناس بوصف ال البيت ولا يعني ان المذكورين في ذلك الحديث هم ال البيت فقط فان ال جعفر وال علي وال العباس وال عقيل من ال البيت ولم يشملهم حديث عائشة في صحيح الامام مسلم ان صلى الله عليه وسلم جاء الحسن فادخله في مرط مرحل ثم جاء الحسين فادخله ثم جاءت فاطمة فادخلها ثم جاء علي فادخله فقال اللهم هؤلاء اهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ال البيت لا ينحصرون في هؤلاء بل هؤلاء هم احق من وصف بهذا الوصف وغيرهم يدخل في هذا الوصف فيدخل ال جعفر وال علي غير المذكورين كمحمد بن حنفية وكذلك ال عقيل وال العباس يدخلون في ال البيت ويدخل كذلك ازواجه صلى الله عليه وعلى اله وسلم فان زوجة ابراهيم من اله وزوجة موسى من اله وزوجة ايوب وزكريا من اله فهؤلاء من باب اولى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم كما دل على كذلك ايضا الحديث في آآ الصلاة صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم واله. منها اللهم صلي على محمد وعلى ازواجه وذريته تاني وهذا بيان وتفصيل وتفسير لما اجملته الرواية الاخرى في معنى الال. اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد يقول المؤلف رحمه الله وحرم الله عليهم الصدقة لانها اوساخ الناس وقد قال بعض السلف حب ابي بكر وعمر ايمان وبغضهما نفاق ولا ريب في وحب بني هاشم ايمان وبغضهما نفاق ولا ريب في هذا فاولئك حبهم لنصرتهم وعظيم ما كانوا عليه من المكانة عند النبي صلى الله عليه وسلم وال البيت بنو هاشم حبهم لقرابتهم من النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وفي المسانيد والسنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال العبد بس لما شكى اليك جفوة قومه لهم والذي نفسي بيده لا يدخل الجنة حتى يحبوكم من اجلي وهذا بيان لسبب محبة ال البيت وانها بسبب قرابتهم وصلتهم بالنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهذا الحديث حسنه جماعة من اهل العلم وظعفه اخرون لظعف يزيد ابن ابي زياد في اسناد هذا الحديث. وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله اصطفى بني اسماعيل. واصطفى بني كنانة من بني إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى بني هاشم من قريش واصطفاني من بني هاشم فالنبي صلى الله عليه وسلم خيار من خيار اصطفاء ورأى اصطفاء وهذا لا يكون الا لامر ومعنى يخص هؤلاء في الاصطفاء يقول رحمه الله نعم. وقد كانت الفتنة لما وقعت بقتل عثمان وافتراق الامة بعده. صار قوم ممن يحب عثمان ويغلو وفيه ينحرف عن علي رضي الله عنه مثل كثير من اهل الشام ممن كان اذ ذاك يسب عليا رضي الله عنه ويبغضه وقوم ممن يحب علي رضي الله عنه ويغلو فيه ينحرف عن عثمان رضي الله عنه مثل كثير من اهل العراق ممن كان يبغض عثمان ويسب رضي الله عنه ثم تغلظت بدعتهم بعد ذلك حتى سبوا ابا بكر وعمر رظي الله عنهما وزاد البلاء بهم حينئذ. المؤلف رحمه الله يشير هنا الى مبدأ الفتنة مبدأ الشر هو مقتل عثمان رضي الله عنه ولذلك يقول وقد كانت الفتنة كانت اي حصلت ووقعت لما وقعت بقتل عثمان وافتراق الامة بعده وهو الباب الذي كسر ولن يوصل الى يوم القيامة فكان قتل عثمان رضي الله عنه مفتاح شر على الامة وذلك كان في بدايته متحجبة لعثمان وغلت فيه وفئة تحزبت لعلي رضي الله عنه وغلت فيه ثم تطور الامر الى من قبل عثمان في من تحزبوا لعلي حيث ذموا ابا بكر وعمر وسبوهما وغلا بهم الامر حتى كفروهم كما هو في قول بعض الرافضة وزاد البلاء بهم حينئذ اي زادت الفتنة والشر بهؤلاء الذين استطالوا في اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بل في خيار اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واهل السنة والجماعة وفقهم الله تعالى للقيام بالحقين بحق الصحابة محبة اجلالا وبمحبة ال بيت النبي صلى الله عليه وسلم والتقرب الى الله تعالى بإجلالهم وتوقيرهم على وفق ما امر الله ورسوله لا غلو ولا تفريط يقول سنة محبة عثمان وعلي والسنة محبة عثمان وعلي جميعا وتقديم ابي بكر وعمر عليهما رضي الله عنهما اخصهم الله به من الفضائل التي سبق بها عثمان وعليا جميعا. وقد نهى الله في كتابه عن التفرق والتشتت وامر باعتصام بحبله فهذا موضع يجب على المؤمن ان يتثبت فيه ويعتصم بحبل الله فان السنة مبناها على العلم والعدل والاتباع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. بين المؤلف رحمه الله ما الذي يجف في هذين الصحابيين الجليلين؟ الذين هما بعد ابي بكر في الفضل والخير والسنة محبة عثمان وعلي جميعا. فلا تحزب لهذا ولا تعصب لذاك. وتقديم ابي بكر وعمر عليهما اي على علي وعثمان. لما خصهم الله به من الفضائل التي سبق بها عثمان وعلي جميعا. ثم قال وقد نهى الله في كتابه عن التفرق والتشتت وهذا فيه النهي عن التحزب والتفرق بموالاة ومغالاة وامر بالاعتصام بحبله اي الاستمساك بشرعه فحبل الله تعالى هو دينه الذي جعله سببا للوصول اليه. فمن استمسك به فقد هدي. يقول فهذا موضع يجب للمؤمن ان يتثبت فيه. ويعتصم بحبل الله ها فان السنة مبناها على العلم والعدل. الله اكبر سنة تقوم على العلم والعدل الذين بهما يكمل الانسان. ليس هناك سبيل يكمل به العبد بمثل العدل والعلم فالعلم والعدل بهما يكمل خلق الانسان ويستقيم دينه ودنياه. قال فان السنة مبناها على العلم والعدل العلمي بشرع الله تعالى وما له من الحقوق والعدل الذي جاءت الشريعة به فان الشريعة بل الشرائع كلها جاءت لاقامة العدل. قال الله تعالى وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط فجعل العلة في انزال الكتب وارسال الرسل هو قيام الناس بالقسط وهو العدل. وقد قال الله تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى. فامر الله تعالى بالعدل في كل امر. ثم قال رحمه الله والاتباع لكتاب الله وسنة رسوله الاتباع كتاب الله وسنة رسوله بهما يتحقق العلم والعدل. فلا يمكن ان يكون عدل في غير شريعة الله تعالى. ولا يمكن ان يكون علم في غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم بل العلم والعدل والكمال في طريقته صلى الله عليه وعلى اله وسلم. الان نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد