على سيد المرسلين وبعد. قال المؤلف رحمه الله تعالى ولهم شبهة اخرى وهي ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان عسى يوم القيامة يستغيثون بادم ثم بنوح ثم بابراهيم ثم بموسى ثم بعيسى. فكلهم يعتذرون حتى ينتهوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا فهذا يدل على ان الاستغاثة بغير الله ليست شركا. فالجواب ان نقول سبحان من طبع على قلوب اعدائه فان الاستغاثة بالمخلوق على ما يقدر عليه لا ننكرها كما قال تعالى في قصة موسى فاستغاثه الذي من شيعته على الذي ابن عدوه وكما يستغيث الانسان بصاحبه في الحرب وغيرها في الاشياء التي يقدر عليها المخلوق. ونحن انكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الاولياء او غيبتهم في الاشياء التي لا يقدر عليها الا الله. اذا ثبت ذلك فالاستغاثة بالانبياء يوم القيامة يريدون منهم ان يدعوا الله ان يحاسب الناس حتى يستريح اهل الجنة من كرب الموقف. وهذا جائز في الدنيا والاخرة. ان تأتي عند رجل صالح حي يجالسك ويسمع كلامك وتقول له ادع الله لي كما كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه في حياته واما بعد موته فحاشى وكلا انهم سألوه. يسألونه ذلك في حياته يسألونه كما كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه ذلك في حياته. واما بعد موته فحاشى وكلا انهم سألوه عند قبره بل انكر السلف على من قصد دعاء الله عند قبره. فكيف دعاؤه بنفسه صلى الله عليه وسلم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه ومن اهتدى بهديه واتبع سنته الى يوم الدين. اما بعد قال الشيخ رحمه الله ولهم شبهة اخرى وهي ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس يوم القيامة يستغيثون بادم ثم بنوح ثم بابراهيم ثم موسى ثم بعيسى فكلهم يعتذر حتى ينتهوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا فهذا يدل على ان الاستغاثة بغير الله بغير الله ليست شركا وهذا من جملة ما يتعلق به المبتدعون في تجويد صرف العبادة لغير الله سبحانه وتعالى. والا فلو ان ما ذكروه دالة على ما ذهبوا اليه من جواز الاستغاثة بغير المخلوق بغير الله. وان الاستغاثة بغير الله ليست شركا لحملناها لعدينا كذلك من متشابه الذي يحمل على المحكم وهو ان الله سبحانه وتعالى قد قال فلا تدعوا مع الله احدا ونقول احوال يوم القيامة تختلف عن احوال الدنيا. هذا ان سلمنا بان ما ذكروه يصح الاحتجاج به او فيه شبهة لما قالوا. كيف؟ وما ذكروه ليس فيه دليل على جواز الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه الا الله سبحانه وتعالى وبيان ذلك من خلال ما ذكره الشيخ رحمه الله في جوابه. وقبل ان نشرع في الاجابة في اه مطالعة كلام الشيخ رحمه الله في الجواب نقول الاستغاثة هي طلب الغوث الاستغاثة هي طلب الغضب. وطلب الغوث لا يكون الا عند الشدة والكرب. وفي الغالب يكون عند نزوله وحلوله خلافا للاستعاذة فانها تكون قد تكون قبل نزول البلاء واما الاستعانة فهي تكون في الشدة وتكون في الرخاء. اما الاستغاثة فلا تكون الا عند نزول البلاء والكرب وشدة البلاء والكرب وطلبوا الغوث على نوعين النوع الاول ما لا يقدر عليه الا الله سبحانه وتعالى فهذا لا يجوز طلبه من غيره بل لا بد ان يتوجه العبد بقلبه ولسانه الى الله سبحانه وتعالى طالبا ان يغيثه وان يكشف عنه كربه واما ما كان في مقدور المخلوق والمخلوق حي حاظر فهذا يجوز سؤاله منه يجوز طلب الغوث منه ومنه قوله سبحانه وتعالى في كتابه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه في قصة موسى فهذه الاستغاثة جائزة لانه لانها طلب لما هو في مقدور المخلوق الحاضر فان كان المخلوق غائبا فان نداءه وطلب الغوث منه يكون من الشرك الا اذا كان نداء النداء يبلغه ويسمعه وايضا من باب اولى لو كان لو كان المخلوق ميتا فانه لا يجوز سؤاله لانه ليس في مقدوره اما ما ذكروه مما ورد في الحديث في حديث الشفاعة العظمى التي تكون في الموقف من سؤال الناس للانبياء ادم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم. ان يسأل الله ان يكشف ما بهم فان هذا ليس من الشرك بل هو سؤال للمخلوق فيما يقدر يقدر عليه. فانهم سألوهم ما يقدرون عليه. وهو سؤال الله سبحانه وتعالى ودعاؤه وهذا ليس من الشرك في شيء ولذلك اجاب الشيخ رحمه الله بهذا الجواب فقال رحمه الله والجواب ان نقول سبحان من طلب من طبع على قلوب اعدائه فان الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه لا ننكرها اذا الذي ننكره هو الاستغاثة باي شيء؟ بالمخلوق فيما لا يقدر عليه الا الله سبحانه وتعالى فلو كان المخلوق يقدر عليه ولكنه ليس حاضرا كالذين يستغيثون مثلا بالاولياء الاحياء البعيدين الذين لا يسمعون كلامهم. فاذا نزل به كرب قال يا فلان اغثني فهذا ايضا من الشرك لانه وان كان حيا قادرا على الفعل لو كان حاضرا الا انه بسبب غيبته لا يقدر ان يجيبه. فهذا دعاء لغير الله سبحانه وتعالى اما سؤال المخلوق فيما يقدر عليه فلا ايثار. سواء كان ذلك استعانة او استغاثة او استعاذة اما دليل الاستغاثة فظاهر واما دليل الاستعاذة بالمخلوق فيما يقدر عليه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث الدجال من وجد معاذا فليعذ به واما الاستعانة فلا اشكال في جواز طلب العود من المسلم. فيما يقدر عليه ثم قال رحمه الله كما قال الله تعالى في الاستدلال على جواز طلب الاعانة من المخلوق فيما يقدر عليه كما قال تعالى في قصة موسى فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه ثم قال وكما يستغيث باصحابه في الحرب او غيره في اشياء يقدر عليها المخلوق. وهذا لا ينكره احد. قال رحمه الله ونحن وانكرنا استغاثة العبادة التي يفعلونها عند قبور الاولياء. او في غيبتهم في الاشياء التي لا يقدر عليها الا الله سبحانه اذا هذا الذي ننكره وهذا الذي نقول انه من الشرك. وهو استغاثة العباد. وهي التي تكون عند الاولياء. وذلك ان هؤلاء لا يقدرون. فسؤالهم من التعلق بالاموات. الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه وبعث رسله لاجل نفيه والتحذير منه وايضا او في غيبتهم في الاشياء التي لا يقدر عليها الا الله. فانه فان سؤالهم في غيبتهم ايضا من شرك وذلك انه اذا غار ليس في مقدوره كشف البلاء عنك ولا رفع الكرب عنك ولذلك سؤالك الغائط تفريج الكربات وكشف النكبات. وما الى ذلك هو من جنس سؤال المخلوق فيما لا يقدر عليه الا الله سبحانه وتعالى يقول اذا ثبت ذلك يعني اذا ثبتت هذه المقدمة فاستغاثتهم بالانبياء يوم القيامة يريدون منهم ان يدعوا الله ان يحاسب الناس حتى يستريح اهل الجنة من كرب الموت وهذا جائز في الدنيا والاخرة لا اشكال في جوازه لا اشكال في جواز سؤال المخلوق الاخر ان يدعو له في كشف امر في الدنيا او في الاخرة اذا كان ذلك في مقدوره بشرط حضوره وهذا هو الذي حدث فان الناس يوم القيامة يقولون لما يشتد عليهم كرب الموقف يقول اذهبوا الى ابيك والى ادم ابوكم خلقه الله بيده فيذهبون اليه يقولون يا ادم انت ابو البشر خلقك الله بيده. فيطلبون منه ان يسأل الله ان يفرج عنه. فيقولون فيحولهم الى نوح ويذهبون الى نوح فيحولهم الى اه ابراهيم ثم يحولهم ابراهيم الى موسى ثم يحولهم موسى الى عيسى يحوله عيسى الى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها انا لها ثم لا يشفع صلى الله عليه وسلم مباشرة بل يقوم ويسجد عند العرش لا يبدأ بالشفاعة اولا حتى يؤذن له فيقال له ارفع رأسك واشفع تشفع وقل يسمع فيطلب من الله عز وجل الشفاعة في القضاء بين الناس. وهذا لتفريج الكرب عن اهل الايمان. والا فان اهلها كفر لا يستفيدون من هذا شيء اذ ان ما يقبلون عليه اعظم واذكى وامر. ولذلك قال الشيخ رحمه الله ان يحاسب الناس حتى استريح اهل الجنة من كرب الموت والا فالكفار ظلمات بعضها فوق بعض نسأل الله سبحانه وتعالى السلامة والعافية. يقول وهذا جائز في الدنيا والاخرة. سؤال الدعاء لمن الحي الحاضر جائز في الدنيا والاخرة اخرة ولا اشكال في ذلك يقول وذلك ان تأتي عند رجل توضيح لقوله وهذا جائز في الدنيا والاخرة قال وذلك ان تأتي عند رجل صالح حتى يجالسك عندي حدة ايه حي احسن حي يجالسك حي يجالسك ويسمع كلامك تقول له ادعو الله لي كما كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألون ذلك في حياته واما بعد موته فحاشى وكلا انهم سألوا ذلك عند قبره فسؤال الحي الدعاء لا بأس به هذا الذي يفهم من كلام الشيخ رحمه الله والذين كرهوا سؤال الحي الدعاء انما كرموه لاجل في ذم المسألة عموما وليس لان ذلك من الشرك فان شيخ الاسلام رحمه الله له قول بكراهة سؤال المخلوق الا اذا كان الدعاء الا اذا كان يقصد من سؤاله نفع المسؤول وله قول اخر قال فيه رحمه الله وطلب الدعاء من المؤمنين للمؤمن مشروع فله في المسألة قولان والقول الذي فيه كراهة سؤال الدعاء من المسلم او من المؤمن هو بسبب ان المسألة مذمومة مطلقا وان العبد الواجب عليه ان يعود نفسه السؤال والتضرع الى الله سبحانه وتعالى وذلك ان الدعاء عبادة وقربة الى الله سبحانه وتعالى فالاولى بالعبد ان يباشر ذلك بنفسه. والا يعتمد على غيره في هذا ثم ايضا قد يخشى ان يترتب على هذا السؤال مفسدة للمسؤول فيظن في نفسه خيرا فيغتر وقد يخشى ويخشى ايضا من هذا ان يتكل الانسان على دعاء غيره فيكون من عادته اذا اراد الدعاء ذهب الى غيره ليدعو له كل هذه المفاسد جعلت شيخ الاسلام رحمه الله يقول في احد قولين ان سؤال الغير مكروه سؤال الغير الدعاء مكروه وليس ذلك لكونه من الشرك او ما الى ذلك بل لكونه تترتب عليه بعض المفاسد التي تقدم ذكر شيء منها كما كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه في حياته واما بعد موته فحاشى وكلا انهم سألوا ذلك عند قبره. فلم ينقل عن احد من الصحابة رضي الله عنهم انهم كانوا يأتون الى قبره ويسألونه الدعاء. فان ذلك لم ينقل ولو فعل لنقل بل الذي نقل عنهم رظي الله عنهم انهم نهوا من اتى يسأل الله عند قبره كما روي ذلك عن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنه. فانه رأى رجلا كان يأتي الى فرجة عند بيت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو فنهاه فقال له ان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال لا تتخذوا قبري عيدا وصلوا علي اينما كنتم فان صلاتكم تبلغني وهذا فيه النهي عن قصد القبر لاجل الدعاء. فمن قصد القبر قبر النبي صلى الله عليه وسلم. او غيره لاجل طلب الدعاء او لاجل الدعاء. لاجل ان يدعو الله سبحانه وتعالى بنفسه فان هذا بدعة فلو قصده للطلب من الميت ان يدعو الله سبحانه وتعالى له فهذا ايضا بدعة فهذا بدعة من كرة وهو من وسائل الشرك فلو سأل الميت نفسه فانه قد وقع في الشرك الذي ينقل عن الملة. كما قال الله سبحانه وتعالى فلا تدعو مع الله احدا فمن دعا غير الله فقد اشرك في هذه العبادة ومن ومن صرف عبادة لغير الله سبحانه وتعالى فقد وقع في الشرك وفهم من هذا خطأ ما يفعله كثير من الناس الان اذا ذهب للسلام على قبر النبي صلى الله عليه وسلم توجه الى القبلة يدعو فان هذا امر محدث. بل نص شيخ الاسلام رحمه الله في الجواب الماهر على ان هذا من البدع فعل العبد اذا سلم ان ينصرف ويدعو في اي مكان في المسجد ولا يتقصد ولا يتحرى الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فان هذا من المحدثات ولو ولو كنا نقول ان هذا من المسجد الان المسجد احاط بيت النبي صلى الله عليه وسلم من كل جانب فلو قلت ان هذا من المسجد نقول لا تتقصد هذا المكان لان الناس لا يفهمون ان هذا من مسجد يظنونك وقفت تدعو هنا لاجل طلب البركة بركة المكان وهو قربك من قبر النبي صلى الله عليه وسلم. فاذهب وانصرف وادع الله حيث ما شئت. بل ذكر شيخ الاسلام رحمه الله الصحابة رضي الله عنهم لم ينقل عنهم الا عن ابن عمر رضي الله عنه في السفر انه كان يأتي ويسلم الى قبره يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ابي بكر وعلى عمر يقول السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا ابا بكر السلام عليك يا ابى. وينصرف؟ هذا الذي نقل فقط عن ابن عمر رضي الله عن ونقل عن انس واما سائر الصحابة فلم يكونوا يفعلوا ذلك. حتى المجيء الى السلام كان يكتفون بالسلام عند دخول دخول المسجد ولا يقصدون الحجرة للسلام على النبي صلى الله عليه وسلم فهذه من الامور التي آآ انتشرت بعد عهد الصحابة رظي الله عنهم. وكانت الوفود على سلام شيخ الاسلام. كانت الوفود تفد الى المسجد وتدخل وتخرج ولا تقف عند القبر لا للسلام ولا لغيره. وهذا الاحسن والاكمل ان آآ ان يفعله الانسان. وهو وان يكتفي بالسلام عند دخوله للمسجد ولا يقصد الحجرة او القبر للسلام فان هذا لم يفعله الا ابن عمر رظي الله عنه ابن عمر تعرفون انه لهم اجتهادات خالف فيها اكثر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن من فعله تأسيا بعمر؟ نقول بابن عمر رضي الله عنه نقول عليك بالوقوف عندما ورد عن ابن عمر رضي الله عنه. فان الذي ورد عنه انه كان يقول السلام عليك يا رسول الله. السلام عليك يا ابتي. السلام عليك نعم السلام عليك يا ابا بكر السلام عليك يا ابت وينصرف. ولا يفعله الا عند المجيء من السفر اما ما يفعله كثير من الناس من السلام عليه بعد كل صلاة. بعضهم اذا لم يتمكن او كان عنده شغل لا يستطيع الذهاب الى مجاورة الحجرة وقف في مكانه وتوجه الى القبر وتمتمة ببعض الكلمات ثم انصرف وهذا لا شك انه من البدع والمحدثات وكل بدعة ضلالة ثم قال رحمه الله ولهم شبهة اخرى وهي قصة ابراهيم عليه السلام لما القي في النار اعترض له جبريل في الهواء فقال الك حاجة؟ فقال ابراهيم عليه السلام اما اليك فلا. قالوا فلو كانت الاستغاثة بجبريل شركا لم يعرضها على ابراهيم. فالجواب ان هذا من جنس الشبهة الاولى فان جبريل عرض عليه ان ينفعه بامر يقدر عليه فانه كما قال الله تعالى فيه شديد القوى فلو اذن الله له ان يأخذ نار ابراهيم وما حولها من الارض والجبال فيها في المشرق او المغرب لفعل. ولو امره ان يضع ابراهيم عليه السلام في مكان بعيد في مكان بعيد عنه فعل ولو امره ان يرفعه الى السماء لفعل. وهذا كرجل غني له مال له مال كثير يرى رجلا محتاجا في عرض عليه ان يقرضه او ان يهوه شيئا يقضي به حاجته فيابى ذلك الرجل المحتاج ان يأخذ ويصبر حتى يأتيه الله ويصبر حتى يأتيه الله برزق لا منة فيه لاحد. فان من استغاثة العبادة والشرك والشرك لو كانوا يفقهون. نعم. فاين هذا ايه عندكم فان هذا؟ فاين هذا؟ ايه. قرأتها فاين نعم طيب هذه شبهة اخرى ولعلها اخر الشبه التي يوردها الشيخ رحمه الله في هذا الكتاب المبارك قال رحمه الله ولهم شبرا شبهة اخرى وهي قصة ابراهيم لما القيت النار اعترض عليه جبريل في الهوى فقال له الك حاجة؟ فقال ابراهيم اما اليك فلا فقالوا فلو كانت الاستغاثة شركا لم يعرضها على ابراهيم وهذا كما قال الشيخ رحمه الله فالجواب ان هذا من جنس الشبهة الاولى فان شبهة الاولى فيها فيها سؤال في فيها سؤال مختوق ما يقدر عليه. وهذا ايضا فيه سؤال المخلوق او عرض المخلوق ما يقدر عليه. فان ابراهيم علي فان جبريل عليه السلام عرض لابراهيم لما القي في النار او قبل ان يلقى في النار لما تآمر قومه على القائه في النار قال عليك حاجة؟ فقال ابراهيم اما اليك فلا فقالوا فلو كانت الاستغاثة شركا لم يعرضها على ابراهيم. نقول هذه ليست من الاستغاثة الممنوعة. هذه من الاستغاثة التي نتفق يعني نتفق معكم على جوازها لكننا نختلف معكم في كونها دالة على ايش؟ على جواز الاستغاثة العبادية التي لا يجوز صرفها الا لله سبحانه وتعالى. اما الاستغاثة التي من هذا الجنس وهي سعال المخلوق فيما يقدر عليه او سؤال المخلوق سؤال المخلوق ما يقدر عليه فليس ذلك من الشرك في شيء. قال رحمه الله فالجواب وان هذا من جنس الشبهة الاولى. وانتم تلاحظون ايها الاخوة في هذه الشبهات التي مرت معنا انها في غالب الاحيان تكون مكررة والخلاف فيها خلاف لفظي فهو من تنويع العبارة لعرض نفس الشبهة المتقدمة ولذلك سلك الشيخ رحمه الله مسلكا جيدا في هذه الشبه فعرض اولا كبريات شبهاتهم. ثم بعد ذلك بعد ان فرغ من وبهذه الكبريات ذكر ما هو فروع او ما هو تنوع في اللفظ في الشبهة للشبه المتقدمة. وكذلك هنا فانهم اعادوا ما اجبنا عليه قبل قليل في القصة المتقدمة فالجواب على هذا من جنس الشبهة الاولى فان جبريل عرض عليه ان ينفعه بامر يقدر عليه. وتوضيح هذا انه قال رحمه الله فانه قال الله تعالى فيه يعني في جبريل شديد القوى فلو فلو اذن له ان يأخذ نار إبراهيم وما حولها ويلقيها في المشرق والمغرب لفعل وهذا لا شك فيه ولو امره ان ان الا ان يضيعه عندكم يضعه عندي ان يضيع ابراهيم. عنه في مكان بعيد. احسنت ولو امره ان يظع ابراهيم عنهم في مكان بعيد لفعل وهذا لا لا شك انه في قدرة جبريل. ولو امره ان يرفعه الى السماء لفعل كرجل غني له مال له مال كثير يرى رجلا محتاجا في عرض عليه ان يقرضه ويهبه شيئا يقضي به حاجته فيابى ذلك المحتاج ان يأخذ ويصبر الى ان يأتيه الله برزق لا منة فيه لاحد وهذا تفسير من الشيخ رحمه الله لما فعله ابراهيم. فان ابراهيم عليه السلام قال اما لك اما اليك فلا فلا حاجة لي بما عندك ومعنى هذا الكلام اما الى الله فنعم فانه صبر على ما لقي منتظرا فرج الله سبحانه وتعالى. وما يختاره له. وهذا فيه غاية التسليم. وابراهيم عليه السلام انما كان امة لله كان امة لله قانتا حنيفا بسبب تسليمه لله سبحانه وتعالى. ومن ابرز ما يظهر فيه تسليم ابراهيم عليه السلام قصة رؤياه التي رأى فيها ذبح ابله الذي حرمه سنين ثم لما جاءه وبلغ معه السعي رأى هذه الرؤيا فما كان منه الا ان سلم وامن فلما اسلم وتله للجبين فكان ان فرج الله سبحانه وتعالى عنه وفداه بذبح عظيم. وما ذلك الا لتسليم ابراهيم عليه السلام واسماعيل عليه السلام من السمات البارزة في حياة ابراهيم عليه السلام تسليمه لله سبحانه وتعالى. وهذا من تسليمه اذ انه رضي بما يختاره الله سبحانه وتعالى له وما يقدره له ولم يركن الى اختياره لنفسه. وهذه فائدة يا اخوة ينبغي طلبة العلم والدعاة واهل الخير ان ان يتنبهوا لها. وهو اننا قد نختار لانفسنا امرا من الامور. نحب وقوعه ونجاهد ونجاهد في تحقيقه ويكون الخير فيما اختاره الله لنا اذ يقع شيء اذ يقع شيء يخالف ما نحب فتجد بعض الاخوة وبعض اهل الخير يضجر ويغضب لهذا الذي وقع او على اقل الاحوال يشعر في نفسه مضاضة وغضاضة لما وقع فنقول له ينبغي لك ان تسلم وان تعلم ان ما قدره الله لك سبحانه وتعالى هو خير لك ولا شك. عجبا لامر المؤمن فان امره كله له خير. ان اصابته ضراء صبرا فكان خيرا له وان اصابته سراء شكر فكان خيرا له ولا يكون ذلك الا للمؤمن فالواجب على العبد المؤمن ان يرضى بما اختاره الله سبحانه وتعالى. من تأخر النصر او من تأخر تحصيل العلم او من فوات الفرص او وما الى ذلك ولا يستعجل بل ما اختاره الله سبحانه وتعالى لنا هو الخير. وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان له من خيار. والله يصنع لدينه ماذا نصنع فينبغي لنا ان ان نسلم وهذا بارز من هذه القصة فانه رضي الله عن ابنه صلى الله عليه وسلم قال اما لك اما اليك فلا وجاءه الفرج من الله سبحانه وتعالى بان قال يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم. تفريج من رب العالمين سبحانه وتعالى فالواجب علينا ايها الاخوة ان نتنبه الى هذه الفوائد وهذه العبر من قصص الانبياء في كتاب الله سبحانه وتعالى فان الله سبحانه وتعالى انما قص علينا قصصه للعبرة وليس بالتسلي النظر فيما جرى لهم فقط بل للاعتبار. واشار الله سبحانه وتعالى الى ذلك فقال مخاطبا نبيه وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك ثلاثة في قصص الرسل فائدة وهي التثبيت والاعتبار فينبغي لنا ان نتنبه لهذا ثم قال رحمه الله فاين هذا من استغاثة العبادة والشرك لو كانوا يفقهون؟ شتان والله بين هذا وبين استغاثة الشرك والعبادة