قال عمرو بن علي قال حدثنا يحيى قال حدثنا سفيان عن حبيب عن سعيد بن جبير. عن ابن قال قال عمر رضي الله عنه ابرأنا ابي وارضانا علي. واننا ندعو من قول ابي وذاك يقول لا ادري شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد قال الله تعالى انسق من اية انفسها. باب قول الله عز وجل ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولله تعالى من اية او نوسها نهت بخير منها او مثلها خير منها او مثلها هذا الباب عقده المصنف رحمه الله لذكر ما ورد في تفسير هذه الاية وبيان معناها من كلام النبي صلى الله عليه وسلم او الاثار الواردة في ذلك عن الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم. قوله جل وعلا ما ننسخ من اية او ننسها. نأتي بخير منها او مثلها. هذا خبر من الله عز وجل ان ان هذا القرآن لا يلقى الناس منه الا خيرا. ولا يجدون منه الا فلاحا. وانه اذا قير الله تعالى شيئا من اياته او احكامه. فانه انما ينقل الناس الى ما هو احسن او الى مثل ما تركوه او مثل ما نسخ فقوله جل وعلا ما ننسخ من اية النسخ هو النقل في اللغة ومنه القول كان سخط الكتاب اين قلت الكتاب من برسم كلماته في موضع اخر. فالنسخ هو النقل فقوله ما ننسخ من اية اي ما ننقل الناس في حكم امر من الامور من شيء الى شيء. الا ننقلهم الى ما هو افظل او الى مثل ما نقلناهم عنه فليس في النسخ نزول من الاحسن الى الحسن ولا من الاعلى الى ما هو اقل علوا ولا من الافضل الى الفضل بل اما ان ينسخ الله عز وجل الاحكام الى مثيل او انه جل في علاه والى ما هو خير وقدم الله عز وجل في الاية نأتي بخير منها لان هذا هو الاصل والاكثر ان النسخ نقل للحكم من الحال الى ما هو اعلى لكن قد يأتي النقل من حكم الى نظيره الى مثيله دام ان اقتضته حكمته سبحانه وبحمده لامر اقتضته حكمة الحكيم الخبير سبحانه وبحمده. والمؤمن ليس له في شيء من احكام الله عز وجل الا ان يقول ايش؟ سمعنا واطعنا كما قال الله تعالى في محكم كتابه وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. وقد اثنى الله تعالى على النبي واصحابه عندما امنوا بما انزل اليهم كما قال الله جل وعلا امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون. كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق احد من رسله تسليم وتمام انقياد وايمان لخبره جل في علاه ثم بعد ذلك جاء التسليم لحكمه وقالوا سمعنا واطعنا فكملوا سلامة الباطل بسلامة الاعتقاد وسلامة الظاهر بتمام الانقياد هذه الاية شهد الله فيها للرسول واصحابه بسلامة الامرين وانما يتم الاسلام ويحسن ويستقيم تكميل هذين الامرين الامر الاول سلامة القلب وصلاحه وعمارته بصالح الاعتقاد. والامر الثاني بتمام انقياد والاستسلام لحكم الله ورسوله. فلا يقابل باعتراض ولا يقابل بتشغيب. ولا يقابل تردد ولا يقابل بتوقف بل يقابل ذلك كله بايش؟ بقوله سمعنا يعني قبلنا هنا السماع ليس المقصود ادراك الاصوات فهذا يحصل من كل احد انما السمع المذكور هنا هو القبول سمعنا اي سماع قبول استجابة واطعنا اي امتثلنا ما امرنا الله تعالى به. والطاعة تكون بفعل ما امر الله وترك ما نهى عنه جل في علاه وبهذا يتحقق للعبد كمال الطاعة. اذا الاية تدل على ان الاحكام يجري عليها والايات يجري عليها نسخ وقد ذكر الله تعالى شيئين ما ننسخ من اية او ننسها ما ننسخ من اية اي ما نلغي الحكم السابق بحكم جديد او ننسها او نترك العمل بها. فقيل النسخ هو ما يرفع حكمه ويبقى لفظه. واما واما النسيان فهو الترك لللفظ والحكم. وعلى كل حال وقيل غير ذلك على كل حال المقصود واحد ان الشريعة اذا غيرت حكما فانما تنقل العباد من حال الى حال هي افضل وخير او الى حال مماثلة لكن المماثل هذا هو الانسب لحال الناس والاقوم لشأنهم والذي به يستقيم دينهم. شرع ربنا جل في علاه شرع محكم متقن. لا يأتيه الباطل من بين يديه من خلفه فينبغي للمؤمن ان يوقن ان النسخ هو من كمال التشريع. وقد انكر اليهود النسخ في احكام الشريعة وهم بهذا معارضون. لما دلت عليه الادلة من ان الله يحدث في دينه ما يشاء. وانما يحدث وفي ذلك ما تصلح به احوال العباد. هذا الخبر الذي ساقه المصنف رحمه الله من قول عمر هو حديث موقوف على عمر رضي الله تعالى عنه. يقول سعيد بن جبير عن نقل المصنف باسناده من طريق سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس ترجمان القرآن قال قال عمر رضي الله تعالى عنه عمر الفاروق عمر بن الخطاب ثاني خليفة من الخلفاء الراشدين قال اقرؤنا ابي يعني اجودنا قراءة واتقننا في تلاوة كلام الله عز وجل ابي والمقصود بابي ابي بن كعب والذي اؤتيه ابي نوعان من العلم اتقان القراءة لفظا واتقان القراءة معنى وشهد له بذلك سيد الورى صلى الله عليه وسلم ففي شهادته صلى الله عليه وسلم لاتقان المعنى قوله صلى الله عليه وسلم لما سأله كما في الصحيح اي اية في كتاب الله معك اعظم؟ سأله عن ايه؟ اي اية تحفظها هي اعظم ايات الكتاب الحكيم؟ قال الله ورسوله اعلم فرد عليه السؤال صلى الله عليه وسلم فقال اية الكرسي فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده على صدر ابي فقال ليهنك العلم ابا المنذر. اي تهنأ بهذا العلم الذي رزقك الله تعالى الا اياه حتى استطعت التمييز بين ايات الكتاب فعرفت اعظم اية في كتاب الله باجتهادك دون النبي صلى الله عليه وسلم والسبب في ان اية الكرسي اعظم اية في كتاب الله انها اية تضمنت التعريف بالله وذكر وتضمنت ذكر مجده وكمال صفاته وماله جل وعلا من الكمالات في الاسماء والصفات والافعال. من اولها الى اخرها. افتتحها الله بالتوحيد الله لا اله الا هو ثم عطف على التوحيد كمال الحياة والقيومية الله لا اله الا هو الحي القيوم ثم بين جمال حياته وقيوميته فقال لا تأخذه سنة ولا نوم. الى اخر ما ذكر الله عز وجل وختمها بماذا؟ بعد ان ذكر صفات المجد صفات الكمال صفات العلو. صفات الثناء والخبر عن كمال رب العالمين ختمها بالنتيجة. وهو العلي العظيم. هذا الذي اتصف بكل هذه الصفات لا يمكن الا ان يكون عليا علو قدر وعلو قهر وعلو ذات وعظيم في كل ما يوصف به جل في علاه والعظيم لا يفسر بمعنى واحد بل العظيم كالحميد والمجيد تفسيره هو مجموع ما اتصف به الله عز وجل. فانما كانت عظمته وحمده ومجده جل في علاه نتاج ما اتصف به من كمال الصفات ولله الاسماء الحسنى وله المثل الاعلى ولله المثل الاعلى وله الاسماء الحسنى جل في علاه. كل هذه ايات ذكرها الله تعالى مخبرا عن كمالاته في اسمائه وصفاته وكذلك في افعاله سبحانه وبحمده فهو الفعال لما يشاء. اذا قول اقرؤنا ابي يشمل هذا له بعلو الرتبة ورفعة المنزلة في جودة القراءة. وفي فهم القرآن قال واعلم ان القراءة اذا ذكرت في كلام النبي صلى الله عليه وسلم فلا يقصد بها قراءة اللفظ فحسب بل قراءة اللفظ وادراك المعاني. قراءة اللفظ وادراك المعاني. وهذا الذي درج عليه كلام السلف في معنى القراءة في القراءة ليست فقط تلاوة الفاظ بل قراءة الفاظ مع ادراك مضامين تلك الالفاظ من المعاني والدلالات. ولكون ابي رضي الله تعالى عنه قد تبوأ هذه المنزلة اقامه عمر رضي الله تعالى عنه يصلي بالناس في صلاة التراويح عندما جمعهم على امام في خلافته رضي الله تعالى عنه فانه امر ابيا ان يصلي بالناس كما امر تميما الداري رضي الله تعالى عنه ان يصلي بالناس. قال رضي الله تعالى عن عمر ابن الخطاب يقول واقضانا علي اقضانا علي يعني اعلمنا بالقضاء قضاء ليس فقط احاطة باحكام شرعية. بل يحتاج الى امر زائد على ادراك الحكم الشرعي وهو الفطنة والذكاء والفراسة التي يتمكن بها من تنزيل العلم في محال الصحيحة وتطبيقه على الوقائع والحوادث. ولذلك شهد عمر رضي الله تعالى عنه لعلي بهذه المنزلة السامية وبه يتبين الوئام بين اصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. فانهم كانوا على قلب واحد احد في الشهادة لبعضهم بالخير والفضل وفي اجتماع الكلمة خلافا لمن يسعى في تفريق اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتفريق بين اهل الاسلام. يقول واقضانا علي اي اعظمنا قضاء وافقهنا في مسائل القضاء والقضاء والفصل بين الناس وحسم المنازعات قال اقضانا عليه. الشاهد من الحديث لم يأتي. وهو قول رضي الله تعالى عنه وانا لندع من قول ابي اي ندع من قول ابي اعني من قراءته ندع اي نترك من قراءة ابي مع انه قال في وصفه اقران ابي يعني اعظمنا قراءة واجودنا قراءة واعلمنا قراءة لكن مع هذا عمر رضي الله تعالى عنه شهد له بعلو المنزلة في في في ظبط القرآن وحفظه قراءته وفهمه الا انه قال وانا لندع من قول ابي اي نترك من قوله لماذا؟ بين السبب. لماذا يترك من قوله اذا كان اقرأ قال وذاك ان ابي يقول لا ادع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فابي رضي الله عنه تلقى القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم. وجرى في القرآن ما هو نسخ لبعض اياته. وترك لبعض ما فيه فعلمه من علمه من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدرك ذلك ابي. فكان ابي رضي الله تعالى عنه مستمسكا بما تلقاه عن النبي صلى الله عليه وسلم لانه تلقاه يقينا عنه. ولم يقبل من قول غيره ما اخبر به من نسخ جاء الى جاء به النبي صلى الله عليه وسلم واخبر به ولم يدركه ابي رضي الله تعالى عنه. ولهذا قال رضي الله تعالى ان قال عمر في شأن ابي وقراءته قال وذاك ان ابي يقول لا ادع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد قال الله تعالى ما ننسخ من اية او ننسها نأتي بخير منها او مثلها. فلاجل هذا كان عمر رضي الله تعالى عنه يترك بعظ قراءة ابي التي علموا انها قد نسخت وادركوا من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته انها لم تبقى محفوظة على ما هي عليه بسبب انهم علموا ذلك منه صلى الله عليه وسلم فتركوها عملا بقوله جل وعلا ما ننسخ من اية او ننسيها نأتي بخير منها او مثلها. والنسخ له امثلة كثيرة منها ما هو في كتاب الله وهو الاصل ومنهما علم بخبر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في انه ترك الحكم فمن النسخ مثلا في الصوم اول ما فرض الصوم كان تخييرا. فكان الرجل اذا شاء صام وان شاء فدى عن ذلك اطعاما قال الله تعالى في الصيام يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون اياما معدودات فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر. ثم قال جل وعلا وعلى الذين يطيقونه. يعني على من ان يستطيعوا الصوم ولكنه لا يأتي به وعلى الذين يطيقونه فدية فيما اذا تركوا الصوم فدية طعام مسكين ومن طوع خيرا يعني زاد في الاطعام على اطعام مسكين فهو خير له ثم قال في بيان افضلية الصوم وعدم الزام به ان تصوموا خير لكم. هذا هذه الاية نسخت كما قال ذلك ابن عمر وابن عباس سلمة بن الاكوع وجماعة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نسخت هذه الاية بماذا؟ بقول الله تعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس من الهدى والفرقان قال فمن شاء فمن شهد منكم الشهر فليصمه. فالزم الله تعالى الناس الصيام لكل من شهد الشهر ولم يجعل في ذلك خيارا فلم يجعل في ذلك خيار هذا نموذج من من وكذلك قوله جل وعلا في قتال الكفار الان خفف الله عنكم وعلم ان ضعفه فايكن منكم مئة صابرة يغلب مائتين وان وان يكن منكم الف يغلب الفين وكان الامر على ان الواحد يقابل عشرة فالمئة يقابلون الف لكن علم الله ضعف الناس فخفف عنهم فجعل في المقاتلة الواحد من اهل الايمان في مقابل اثنين عوضا عن ان كان في السابق الواحد مقابل عشرة فجاء النص صريحا الان خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعف هذا التخفيف نوع من النسل وقد الله تعالى ذلك بيانا واضحا ومنه ما يتعلق بالرضاعة على سبيل المثال قالت عائشة رضي الله تعالى عنها نزل في كان قد نزل في القرآن عشر رضعات معلومات يحرم. ومات رسول الله ثم نسخن بخمس بخمس رضعات معلومات يحرمه مات رسول الله ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ او يتلى في القرآن. هذا نوع من النسخ وهو التخفيف في عدد الرضعات المحرمة. وله نماذج عديدة من ارادها طلبها في آآ كلام اهل العلم وهو علم برأسه من علوم القرآن علم ناسخ والمنسوخ. هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده شهادة عمر رضي الله تعالى عنه لاثنين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بتميز في بابين من ابواب العلم. ابي في القراءة وعلي في قضاء وقد ورد هذا مرفوعا في حديث انس عند الترمذي باسناد فيه مقال صححه بعضهم وفي من الفوائد ان علو مرتبة الرجل ورفعة منزلته في باب من العلم او في باب من ابواب الخير لا يعني ولا يلزم ان يكون كل ما يقوله صحيحا. فقد يكون له اجتهاد في غير فعمر رضي الله تعالى عنه يقول اقرؤنا ابي ثم يقول وانا لندع بعض قول ابي سبب ذلك انه رضي الله تعالى عنه كان يرى الا يدع شيئا سمعه من النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وفيه من الفوائد فقه عمر رضي الله تعالى عنه وجمعه بين النصوص ورده على المخالف بالدليل من القرآن فانه لما ذكر قول ابي رد عليه بشيء من القرآن فقال وقد قال الله تعالى ما ننسخ من اية او ننسيها. نعم. باب قول الله تعالى وقالوا اتقوا اخذ الله وهداه سبحانه. قال حدثنا ابو اليمان قال اخبرنا شعيب عن عبد الله ابن ابي حسين قال حدث نافع بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله الله تعالى كذبني ابن ادم ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له ذلك. فاما تكذيب فزعم اني لا اقدر ان اعيده كما كان. واما شتمه اياياي فقوله لي فسبحان ان ادى الى صاحبة او ولدا. هذا الباب ذكر فيه المصنف رحمه الله ما ورد في تفسير قول الله عز وجل وقال وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه بل لهما في السماوات والارض كل له قانتون الله عز وجل اخبر في محكم كتابه في مواضع عديدة عن جناية عظمى ومفسدة كبرى وهي نسبة الولد اليه جل وعلا. وهذا الامر في غاية الاعتداء والجناية في وصف رب العالمين قال الله سبحانه وبحمده تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ليش؟ ان دعوا للرحمن ولدا بسبب ان ادعوا ان الله له ولد تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا تكاد السماوات يتفطرن اي يتشققن منه وتنشق الارض. وتخر الجبال هدا من سوء وشؤم هذه الدعوة الكاذبة ان له ولد جل في علاه. فهو الغني الحميد سبحانه وبحمده. لم يلد ولم يولد جل في علاه. ولذلك وفي هذا هذه الاية ما كان يقوله النصارى في رب العالمين بل ما كان يقوله اليهود والنصارى فان نسبة الى الله عز وجل في الفريقين في اليهود حيث قالت اليهود وقالت اليهود عزير ابن الله. و النصارى الذين قالوا المسيح ابن الله وكلاهما افتروا على الله كذبا. فالله تعالى منزه عنان يكون له ولد. فقوله وقالوا اتخذ الله ولدا. اي حكاية. اي حكى الله. قص الله تعالى ما ادعوه ثم نزه عن هذه الدعوة فقال جل وعلا سبحانه سبحانه اي نقدسه ونمجده وننزهه ونطهره ان يكون له ولد سبحانه وبحمده سبحانه عن هذه الدعوة هو منزه جل في علاه ان يضاف له ولد ثم بين كذب هذه الدعوة بعد تنزيه نفسه عنها قال بل له ما في السماوات والارض اي جميع من في السماوات والارض له. ملكه عبيده فهم مربوبون له وهو ربهم جل في علاه. ليس من مما في السماوات والارض شيء ينتسب اليه ولادة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. فاثبت ملكه لكل ما في السماوات والارض سبحانه بل له ما في السماوات والارض ثم قال كل له قانتون كل اي كل من في السماوات والارض له اي لاجله. قانتون اي طائعون. ذليلون مقهورون مربوبون كل من في السماوات والارض ذليل امام الله جل وعلا. فهو ربه الذي لا امام قدره ردا ولا كشفا ولا حولا ولا قوة فلا حول ولا قوة الا الا بالله. قال الله جل في علاه ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. فلا ان يكون في شيء مما في السماوات والارض لا يمكن ان يكون في شيء مما في السماوات والارض ما ينسب اليه ولادة تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. ساق المصنف رحمه الله في بيان معنى هذه الاية ما نقله باسناده عن نافع بن جبير عن ابن عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى قال يعني قال النبي صلى الله عليه وسلم واضاف القول هنا الى من؟ الى الله وهذا الحديث يسمى حديث كثير من العلماء يسمونه الحديث القدس واصوب منه في التسمية ان يقال حديث الهي. لان الله تكلم به وهو غير القرآن فتكلم به جل في علاه ولا يأخذ حكم القرآن. يقول الله يقول النبي صلى الله عليه وسلم قال الله كذبني ابن ادم ولم يكن له ذلك كذبني اي نسبني الى الكذب. ولم يصدق ما قلت ولم يقبل ما جئت به وما اخبرته به. ولم يكن له ذلك. ابن ادم اي جنس بني ادم لكن هذا لا يشمل جميع بني ادم فان المؤمنين لا يكذبونه جل في علاه انما المقصود هنا ان بعض بني ادم كذبوه جل في علاه. كذبني ابن ادم او كذبني ابن ادم ولم يكن له ذلك. اي لم يكن له ان يكذبني فمن اصدق من الله قيلا؟ ومن اصدق من الله حديثا؟ قل صدق الله فالله اصدق القائلين سبحانه وبحمده الصدق قوله فهو جل وعلا الذي لا يقول الا الحق. وقوله الحق سبحانه وبحمده والحق هو ما طابق الواقع والصدق هو ما وافق الواقع وطابق الحقيقة لا يزيد عنها ولا ينقص. قال كذبني ابن كذبني ابن ادم ولم يكن له ذلك. هذه هي السيئة الاولى التي وقعت فيها بعض الناس. وشتمني ولم يكن له ذلك ثمانية اي سبني ونسب الي القبيح من القول ولم يكن له ذلك اي ولم يكن له ان يفعل ذلك فان الله تعالى محسن بعباده له جل في علاه الفضل عليهم فهو الذي الذي خلقهم ورزقهم وهو مالكهم ومصرف شؤونهم. ومن كان هذا شأنه فحقه ان يحمد. حقه ان يمجد ان يثنى عليه لا ان يسب تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. بين الله عز وجل كيف كذبه ابن ادم وكيف شتمه قال فاما تكذيبه اياي فزعم اني لا اقدر ان اعيده كما كان. زعم. اي قال كاذبا فالزعم يطلق على القول الكذب غالبا وقد يطلق على القول والدعوة سواء كانت صادقة او كاذبة لكن يجري استعمالها كثيرا في الدعوة الكاذبة. زعم اني لا اقدر ان اعيده اي بعد موته كما كان اي كما كان قبل الموت. وهذه افة وقع فيها الذين كذبوا البعث والنشور. وقالوا ان هي الا حياة الدنيا نموت ونحيا وما نحن وما نحن بمبعوثين. وهؤلاء انواع واشكال. فمن المشركين الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم من كان يكذب بالميعاد ويكذب باليوم الاخر. ومنهم من كان يقر باليوم الاخر لكنه مع الله غيره. فقوله سبحانه وبحمده فاما تكذيبه اياه فزعم اني لا اقدر ان اعيده كما كان هذا وجه من من اوجه تكذيبه وثمة من كذبه في غير ذلك لكن هذا من اعظم ما كذب به رب العالمين افتراء وكذبا كالذي بدأ الخلق واوجد الخليقة قادر على اعادتهم سبحانه وبحمده كما بدأ كما بدأكم تعودون. وقد قال الله تعالى ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة قل اي وربي لتبعثن. امر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم ان يقسم على البعث والاعادة. ودلائل ذلك كثيرة القرآن مليء بتقرير المعاد. وان الله يعيد الخلق على نحو ما كانوا ليحاسبهم ويجزيهم على اعمالهم اما شتمه لرب العالمين يقول واما شتمه اي اي فقوله لي ولد اي زعمه ان لي ولدا والله تعالى منزه عن ان يكون له ولد لم يلد ولم يولد. قال الله عز وجل فسبحان اي انزه عن ان يكون لي ولد. فسبحان اي انزه نفسي ان اتخذ صاحبة او ولدا فالله عز وجل منزه عنان يكون له ولد. قال الله تعالى قل ادعوا الله وادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى. قال الله تعالى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل ها وكبره تكبيرا فهو المنزه عن ان يكون له صاحبة وعن ان يكون له ولد سبحانه وبحمده. فهذه الاية فسرها المصنف رحمه الله هذا الحديث الالهي المقرر لمعناها وان اظافة الولد لله عز وجل شتم له سبحانه وبحمده والحديث فيه فوائد من فوائد الحديث اثبات رواية النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه حيث قال قال الله تعالى فيه من الفوائد جناية بعظ بني ادم وتطاولهم على رب العالمين بالكذب بالكذب والشتم وفيه من قائد البيان والايضاح. صورة من صور تكذيب رب العالمين وهي من اقبح الصور. وصورة من صور شتم رب رب العالمين وهي من اقبح الصور. اما سورة التكذيب فهي زعم من زعم ان لا مبعث بعد الموت. واما سورة الشتم فهي في دعوى ان ان لله ولدا تعالى الله عما يقول الجاهلون علوا كبيرا نقتصر على هذا ونجيب على ما جاء من الاسئلة والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد ونستكمل ان شاء الله درس يوم غد فجرا