نقرأ ما يسر الله تعالى من الاحاديث فيما يتصل باداب قضاء الحاجة فنسأل الله عز وجل ان يرزقني واياكم العلم النافع والعمل الصالح وان يعلق ما على ما يسر الله تعالى من ذلك ثم نجيب على الاسئلة في اخر المجلس ان شاء الله. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا وللحاضرين. قال الامام الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى باب قضاء الحاجة. عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل الخلاء وضع خاتمه اخرجه الاربعة وهو معلول. وعنه رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا قال الخلاء قال اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث. اخرجه السبعة وعنه رضي الله وعنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الخلاء فاحمل انا وغلام النحوي اذاوة من ماء وعنزة فيستنجي بالماء. متفق عليه. وعن المغيرة ابن شعبة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم خذ الاداوة فانطلق حتى توارى عني فقضى حاجته. متفق عليه وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا اللاعنين الذي يتخلى في طريق الناس او ظلهم. رواه مسلم. وزاد ابو داوود عن معاذ والموارد لاحمد عن ابن عباس او نقع ماء وفيهما ضعف. واخرج الطبراني النهي عن تحت الاشجار المثمرة النهر الجاري من حديث ابن عمر بسند ضعيف وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا تغوط الرجلان فليتوارى كل واحد منهما عن صاحبه ولا يتحدثان. فان الله تعالى يمقت على ذلك. رواه احمد وصححه ابن سكن وابن القطان وهو معلول. وعن ابي قتادة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمسن احدكم ذكره بيمينه وهو يبول ولا يتمسح من الخلاء بيمينه ولا يتنفس في متفق عليه واللفظ لمسلم. وعن سلمان رضي الله عنه قال لقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نستقبل القبلة بغائط او بول او ان نستنجي باليمين. او ان نستنجي باقل من ثلاثة احجار او ان نستنجي برجيع او عظم. رواه مسلم. وللسبعة من حديث ابي ايوب رضي الله عنه لا تستقبل القبلة بغائط ولا بول ولكن شرقوا او غربوا وعن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى الغائط فليستتر. رواه ابو داوود وعنها رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا خرج من الغائط قال غفرانك اخرجه الخمسة وصححه اخرجه الخمسة وصححه ابو حاتم والحاكم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما وعن ابن مسعود رضي الله عنهما قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم الغائط فأمرني ان آتيه ثلاثة احجار فوجدت حجرين ولم اجد ثالثا. فأتيته بروثة فاخذهما والقى الروثة وقال هذا نجس اخرجه البخاري وزاد احمد والدار قطني يؤتني بغيرها وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى ان يستنجى بعظم او روث. وقال انه هما لا يطهران. رواه الدار قطني وصححه وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استنزهوا من البول فان عامة عذاب في القبر منه. رواه الدارقطني. وللحاكم اكثر عذاب القبر من البول وهو صحيح الاسناد عن سراقة بن مالك رضي الله عنه قال علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخلاء ان نقعد على اليسرى اليمنى رواه البيهقي بسند ضعيف وعن عيسى ابن يزداد عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا بال احدكم فلينتر ذكره ثلاث ثلاث مرات رواه ابن ماجة بسند ضعيف. وعن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم لما سأل اهل قباء فقالوا انا نتبع الحجارة الماء. رواه البزار بسند ضعيف واصله في ابي داوود داود والترمذي وصححه ابن خزيمة من حديث ابي هريرة رضي الله عنه بدون ذكر الحجارة هذه الاحاديث الشريفة عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كلها في بيان احكام قضاء الحاجة وادابها والنبي صلى الله عليه وسلم دل الامة على اكمل الهدي في كل شأن وحال وليعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة لاهل الايمان. واسوة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر كما قال تعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر فمن نصح نفسه ورغب فيما عند الله عز وجل وسعى في تكميل خصاله وخلقه ارتسم هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الدقيق والجلي. فان الله قد ادبه احسن ادب وشهد له بذلك فقال جل في وانك لعلى خلق عظيم. والخلق هنا ليس فقط محصورا في معاملة الخلق. بل في معاملة النفس وفي معاملة في الخلق وفي معاملة الخالق وفي معاملة كل شيء. فخلقه وهديه صلوات الله وسلامه عليه اكمل الهدي واتم المسالك لذلك كان يقول صلى الله عليه وسلم مذكرا امة باهمية لزوم سنته كان في خطبه اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم اي خير الطريق وخير السمت وخير العمل وخير الاعتقاد وخير القول وخير الدين هو ما كان عليه سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه. فمن اراد السعادة واراد الفوز واراد الكمال البشري والفوز الاخروي فليلزم ما كان عليه نبينا صلى الله عليه وسلم. السنة نجاة من التزم بها وعمل بها وجعلها حاكمة على قوله وعمله فاز فوزا عظيما وسبق سبقا كبيرا ساق المصنف رحمه الله جملة من الاحاديث نقف في التعليق عليها على وجه الاجمال حديث انس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل الخلاء وظع خاتمه. اخرجه الاربعة وهم اصحاب السنن النسائي وابو داوود والترمذي وابن ماجه. وهو معلول اي في اسناده مقال. هذا الذي ذهب اليه اكثر اهل العلم ان هذا الحديث ضعيف الاسناد وقد صححه بعض اهل العلم وسبقوا سبب ذكر المؤلف سبب ذكر المؤلف رحمه الله لهذا الحديث في هذا هو بيان ان دخول الخلاء من ادابه ان يزيل الانسان ما معه مما فيه ذكر الله عز وجل. ولذلك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل الخلاء وضع خاتمه والسبب في ذلك ان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم كان قد كتب عليه رسول الله محمد في سطر ورسول في سطر ولفظ الجلالة الله جل في علاه في سطر. فدل ذلك على ان ما فيه ذكر الله يستحب التخلي منه والى هذا ذهب عامة العلماء وجماهيرهم انه يكره ان يدخل احد الى الخلاء بشيء فيه ذكر الله مما يمكن التخلي منه وقد قال بعض اهل العلم ان الدخول بشيء فيه ذكر الله مكروه وقال اخرون بل الدخول بشيء فيه ذكر الله مما لم يثبت فيه شيء يسار اليه على نحو يقيني في هدي النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وانما هو فضيلة ان يتخلى الانسان عن الدخول بشيء فيه ذكر الله ولذلك ينبغي للداخل الى ما يكون من الخلاء مواضع قضاء الحاجة سواء كانت مبنية او كانت في فضاء فانه يستحب له ويندب له ان يتخلى عما معه من ذكر الله. اذا كان ظاهرا واما اذا انا مخفيا غير ظاهر فانه لا يكره لانه لا ظهور له والاولى التخلي من الظاهر والخفي مما فيه ذكر الله الا ان يخشى هلاكا او يخشى تلفا لماذا الحديث الثاني بيان ادب لمن دخل الخلاء وهو الذكر الذي يقوله الداخل الى الخلاء وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل الى الخلاء قال اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث الخبث الشر والخبائث هم اهله وقيل الخبث بالظن الشياطين والخبائث اناث الشياطين والاقرب في معنى هذه اللفظة ان الخبث هو الشر والخبائث هم اهل الشر ذكرانا واناثا. فقوله صلى الله عليه وسلم اللهم اني اعوذ بك اي بك والتجئ اليك من الشر واهله. ولا عصمة للانسان الا بان يعتصم بالله عز وجل. فان بالله عز وجل تصرف عن الانسان كل شر دقيق او جليل. لا سيما في الشرور التي لا يمكن للانسان ان يتلقاها بالمداراة فان الله عز وجل عندما ذكر شر الانسان وشر الشيطان ذكر في شر الانسان قال ادفع بالتي هي احسن الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم. فيدفع الانسان باخذ الاسباب التي تدفع شر الاشرار ممن يمكن دفع شرهم. لكن الشيطان لما كان عدوا مرصدا ومتربصا ولا طاقة للانسان في مقابلة شره ولا سبيل الى مداهنته او مداراته لدفع شره لم يأمر الله تعالى في حق شر الشيطان الا بالاستعاذة به فقال واما ينزغنك من الشيطان نزغ ايش تستعذ بالله ايش معنى؟ فاستعذ بالله؟ اي اعتصم به. والتجأ اليه واحتم به. واسأله العودة التحصين فانه يدفع عنك شره ولا سبيل لوقاية شر الشيطان الا بالاعتصام بالله عز وجل الرحيم الرحمن. ولذلك ينبغي للانسان ان يستحضر هذه العداوة فان الشيطان لا يتركك يقظا ولا نائما ويقظان لا يتركك في كل احوالك يتربص بك ينظر مواطن ضعفك ومواطن الخلل التي يمكن ان ينفذ عليك. فاعتصم بالله. واعظم ما يدفع الشيطان عنك لزوم ذكر الله عز وجل ولزوم هدي سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه لذلك هذا من هديه صلى الله عليه وسلم انه اذا دخل الخلاء وهو موطن آآ اجتماع الشياطين كان من السنة ان يستعيذ بالله عز وجل من شر ساكني تلك الاماكن والذين يحضرونها بالاعتصام بالله والاستعاذة به. اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث. هكذا اذا كان هديه صلى الله عليه وعلى اله وسلم. متى يقول هذا؟ يقوله اذا اراد دخول الخلاء. اذا اراد دخول الخلاء ولذلك قوله كان اذا فدخل الخلاء المقصود اذا اراد الدخول وليس المراد انه اذا دخل فان هذا يقال قبل الدخول لانه يتهيأ اه لذلك قبل ان يصل اليه. وليس انه اذا دخل الى الشر استعاذ بالله عز وجل من الشر بل يستعيذ بالله عز وجل من الشر قبل ان تلقاه حتى اذا لقيه كان قد تحصن بذكر الله وتهيأ لدفع ذلك الشر بحماية الله واللجأ اليه جل في علاه اذا السنة ان يقول اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث متى عند ارادة دخول الخلاء وهذا فيما اذا كان الخلاء مبنيا واضح قبل ان تدخل. واما اذا كان الخلاء في فضاء كالخلاء الذي يكون في الصحراء او في الاماكن الفاء المفتوحة التي ليس فيها بناء هنا اذا قدم رجله الى موضع قضاء حاجته قال هذا القول اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث فان الشياطين تحضر في مثل هذه احوال لانها احوال ظعف فتتسلط الشياطين على الناس في مثل هذه الاحوال ويستحب ايضا ان ان يزيد على قول اللهم اني اعوذ بك من الخبث والخبائث قول قول بسم الله فان بسم الله ستر ما بين اعين الجن وعورات بني ادم كما جاء في السنن والمسند من حديث علي رضي الله تعالى عنه. وقد جاء في بعض روايات هذا الحديث من طريق عبد العزيز ابن صهيب عن انس ابن مالك رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا دخل الخلاء قال بسم الله اعوذ بالله من الخبث والخبث فيسن ان ان يضيف الى هذه الاستعاذة البسملة لان البسملة مما يستر عن عن الجن عورات بني ادم والمأموم والمؤمن مأمور بحفظ عورته وستره عن كل احد حتى عن الجن الذين لا يرونه لكنهم الذين لا يراهم لكنهم يرونه كما قال قال تعالى انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم. اما الحديث الذي يليه فهو حديث انس رضي الله تعالى عنه في بيان ماذا كان يتهيأ به النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في قضاء حاجته؟ قال رضي الله تعالى عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الخلاء اي يدخل مكان قضاء الحاجة فالخلاء اسم يطلق على موضع قضاء الحاجة سواء كان مبنيا او كان لانها الكاسب الجارح الكاسب في الاصل لكن يشمل كل ما يصدر من الانسان من عمل يتضرر به غيره فان مقتضى الاسلام ان يقي الناس من ذلك. وزاد ابو داوود عن معاذ والموارد اي موارد الماء. وفي مسند احمد من حديث غير مبني فان جميعه مما يصدق عليه انه خلا وسمي هذا موضع بالخلاء لان الانسان يخلو فيه بنفسه فلا يكون معه فيه احد قال فاحمل انا وغلام النحو يا احمل انا وغلام نحوي اي قريبا مني في السر او انه نحوه في خدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فان انس بن هنالك رضي الله تعالى عنه كان خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حضره وخدمه في سفره وامتدت خدمته للنبي صلى الله عليه وسلم مدة اقامته صلى الله عليه وعلى اله وسلم في المدينة فقد خدم النبي عشر سنين رضي الله تعالى عنه وارضاه. فكان يمتهن خدمة النبي صلى الله عليه وسلم اكراما له وقربا منه فحفظ عنه علما كثيرا غزيرا. قال فاحمل انا غلام نحوي اداوة من ماء وعنزة الاداوة هي الاناء من الجلد وحمله لاجل ان يستعمله النبي صلى الله عليه وسلم فيما سيأتي ذكره وهو في قوله فيستنجي بالماء اي فيستعمل الماء الذي في الاداوة لازالة اثر الخارج من السبيلين. فالاستنجاء هو ازالة اثر الخارج من السبيلين بالماء فكان النبي صلى الله عليه وسلم يستنجي بالماء وهذا الحديث دليل على تهيؤ الانسان ليه ازالة اثر الخارج من السبيلين قبل ان يدخل الخلاء بعض الناس لا يبالي تجده يأتي الى موضع الخلاء ويقضي حاجته ثم فكر كيف يتطيب وكيف يتطهر وكيف يتمسح فيما وفي هذا من الاهمال والتنجيس للثياب او للبدن ما لا يليق بالمؤمن فان اكثر عذاب القبر في البول كما سيأتينا في حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه اي في عدم الصل والتاء والاحتراز منه وقد مر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم بقبرين فقال انهما ليعذبان كما في الصحيحين من حديث عبد الله بن انما ليعذبان وما يعذبان في كبير اي ليس في امر كبير عليهما ان يتقياه وان يتجنباه اما احدهما فكان لا يستنزه من البول واما الاخر فكان يمشي بالنميمة فالذي لا يستنزه من البول اي لا يتوقه ولا يستتر منه بل يتبول على اي نحو كان فكان من هدي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان يتهيأ لطهارته باخذ الماء قبل ان يدخل الخلاء. ولذلك كان خادمه يحمل له فحتى اذا فرغ من حاجته وجد ما اه يستعمله في ازالة اثر الخارج فيستنجي بالماء. وهذا ايضا مما يدل على ان الاستنجاء بالماء مشروع وهو قول جماهير العلماء ازالة اثر الخارج من السبيلين له عدة طرق اما بالاستنجاء وهذا ابلغ ما يكون في ازالة اثر الخارج لان استنجاء يزيل الاثر بالكلية وثاني طريق الاستجمام وهو استعمال الحجارة ونحوها في ازالة اثر الخارج. وهذا لا بد ان يبقى بعد استعمال كالحجارة او المناديل او نحوها شيء لكنه يعفى عنه وهو ما لا يمكن ازالته الا بالماء الطريق الثالث وسيأتي الاشارة اليه وهو ما جمع بين الحجارة والماء وهذا اكمل الطرق. وسيأتي التعليق عليه ان شاء الله تعالى في موضعه الحديث الذي يليه حديث المغيرة بن شعبة قال قال لي رسول الله قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم خذ الاداوة المغيرة خدم النبي صلى الله عليه وسلم في بسفرة من السفرات وانما ذكره المؤلف رحمه الله هنا لبيان ادبين من اداب قضاء الحاجة الادب الاول الاستعداد والتهيؤ بما يتطهر به من يأتي حاجته بماء او نحوه يستعمل ذلك في ازالة اثر الخارج من السبيلين. اما الادب الثاني الذي افاده الحديث قال فانطلقا اي انطلق رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم حتى توارى عني اي حتى غاب عن نظري وهذا يدل فقضى حاجته وهذا يدل على ان من اداب قضاء الحاجة ان يبعد الانسان عن الناس في قضاء حاجته لاجل ان يتحقق بذلك ستر عورته عن اعين الناس. فان ستر العورات عبادة وطاعة لله عز وجل يؤجر عليه الانسان ولو كان خاليا ولذلك في حديث بهز ابن حكيم عن ابيه عن جده ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم سئل لعن العورات قال قال له ما نأتي منها وما نذر. يعني كيف نتعامل مع عوراتنا؟ ما الذي نأتيه منها؟ وما الذي نذره؟ قال ان استطعت الا يرينها احد فافعل ان استطعت ان لا يرينها احد فافعل. اي صن عورتك عن ان يراها احد ممن لا يحل له النظر اليها. ثم قال الرجل يا رسول الله قال السائل يا رسول الله الرجل يكون خاليا يعني ما عنده احد في بيته او في اه محل ليس عنده احد. الرجل يكون خاليا. قال النبي صلى الله عليه وسلم الله احق ان يستحيا منه الله احق ان يستحيا منه. يعني اذا كنت تستر عورتك حياء من الناس فالله احق ان يستحيا منه. وهذا يدل على انه مما ينبغي للمؤمن ان يصون عورته عن ان يطلع عليها احد والا يكشفها الا بقدر الحاجة. فاذا اراد قضاء حاجته فليتوارى عن الناس. سترا لعورته فان الاستتارة من الناس حال قضاء الحاجة هو من الاداب. وبعض الناس لا يبالي بهذا وبعض الناس قد يوجد مسوغات لمثل هذا الاستهتار في ستر العورات فيقول ماذا سيرى الناس؟ لن يروا شيئا الا كما هو معهم وما اشبه ذلك من التسويقات التي هي نوع من الاستهتار وعدم المبالاة بما جاء عن الهدي بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم. والمقصود ان من اداب قضاء الحاجة ان يبعد الانسان هذا اذا كان في فضاء. ان يبعد الانسان بحيث يتوارى عن الناس. واما اذا كان في الاماكن المخصصة لقضاء الحاجة فهو بان يستر نفسه عن الناس باغلاق الباب الذي يكون بينه وبين اعين الناس في حال قضاء حاجته. ومن فوائد الابعاد حيث قال فانطلق حتى توارى عني هو ان ان لا يجد الناس منه صوتا او ريحا مما يكره ان يطلع عليه الناس او ان تبلغ او ان يصلهم منه وهذا لا يعني ان ذلك في كل الاحوال بل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه انتهى الى سباطة قوم وآآ وقف صلى الله عليه وسلم على سباطة القوم وهي موضع الزبل فبال قائما وكان عند ظهره حذيفة ابن اليمان رضي الله تعالى عنه فهذا فيما اذا لم يمكن ان يتوارى الانسان فانه لا بأس مع وجوب احتياء مع وجوب الاحتياط من ان يطلع الناس على شيء من عورته. اما الحديث الذي يليه حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه فيه بيان ان الانسان ينبغي له اذا اراد قضاء الحاجة ان يتجنب الاماكن التي يتأذى الناس بقضاء الحاجة فيها ينبغي للمؤمن اذا اراد قضاء الحاجة ان ان يتجنب الاماكن التي يتأذى الناس بقضاء الحاجة فيها فان ذلك موجب غضب الله عز وجل ولعنه. جاء في ما رواه ابو هريرة رضي الله تعالى عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اتقوا الله عليه اتقوا اي اجتنبوا واجعلوا بينكم وبين اللاعبين وقاية لما يقال لك اتق كذا ايجعل بينك وبينه وقاية. اتق الله اي اجعل بينك وبين عذاب الله وقاية. اتق النار ايجعل بينك بين النار ما يقيك وما يحفظك. اتق المعاصي اي اجعل بينك وبين الوقوع فيها ما يحميك ويمنعك من التورط فيها. فقوله صلى الله عليه وسلم اتقوا الله عني اي احموا انفسكم من هذين اللاعنين بجعل وقاية حماية بينكم وبينها وذلك بالاجتناب. واللاعنان هما ما نص عليه النبي صلى الله عليه اله وسلم الذي يتخلى في طريق الناس هذا الاول او ظلهم يعني الذي يقضي حاجته هذا معنى يتخلى يعني يقضي حاجته سواء كان بولا او غائطا الذي يقضي حاجته في طريق الناس اي في طرقهم التي يسلكونها ويمرون بها ولا فرق في هذا بين ان يقضي حاجته في وسط الطريق او في جنبتي الطريق وحرمه. لان حرم الطريق وجنبات الطريق هي مما يخدم اصحاب الطريق فقد يقفون قد يميلون لمصلحة فهذا مما لا يجوز للانسان ان يقضي حاجته فيه بما فيه من الاذى وهو من كبائر الذنوب لان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر بانه لاعن وهو اما ان يكون من الله لعن من واما ان يكون موجبا للعن الناس له. فقوله اتقوا الله عليه اما ان يكون المعنى. اتقوا ما يوجب اللعن وما هو سبب للعن من الله وهذا خطير يدل على ان هذا الفعل من كبائر الذنوب واما ان يكون معنى يحتمله النص اتقوا ما يجلب لكم اللعن فان من الناس من اذا رأى ما يكره لعن الفاعل لعن الفاعل فمن جاء مثلا الى طريق وقد وجد فيه من وجد فيه حاجة او وجد فيه اثر قضاء حاجة قد يقول لعن الله من فعل كذا فهذا يكون سببا لللعن. فقوله صلى الله عليه وسلم اتقوا اللاعين اي اجتنبوا ما يوجب اللعن اما من الله واما من الناس وهما الذي يتخلى يقضي حاجته في طريق الناس او في ظلهم يعني في الاماكن التي يستظلون فيها زمن الحر وذلك سواء كان الظل بسبب شجر تحت الاشجار او اه في المظلات المخصصة لجلوس الناس اذا كانت معدة او ظل جبل اوظ البناء فينبغي تجنب ذلك لانه مما يتأذى به الناس. وهذا مما يخالف خصال اهل الاسلام فان المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ويده هنا المقصود به كل ما يكون منه من فعل. وانما عبر باليد عبد الله بن عباس او نقع ماء قال وفيهما ظعف اي في حديث معاذ وحديث عبد الله ابن عباس ظعف لكن المعنى المستفاد من حديث ابي هريرة اتقوا اللاعينين الذي يتخلى في طريق الناس او ظلهن يشمل كل احد يمكن ان يقضي الحاجة في مكان يتأذى به الناس. وما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من هذين الموضعين انما هو على وجه التمثيل فمثلا في زمن الشتاء الناس يجلسون في اماكن الشمس ام في اماكن الظل ها وين يجلسون الناس في في الشتاء يجلسون في المشامس في الاماكن التي فيها شمس. فقظاء الحاجة في الشتاء في مشامس الناس هو كقظاء الحاجة في الصيف في اماكن ظلهم يوجب اللعن الذي حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم. واخرج الطبراني النهي عن تحت الاشجار المثمرة ضفة النهر الجاري من حديث ابن عمر بسند ضعيف والمقصود ان كل ما يتضرر الناس بقضاء الحاجة عنده او فيه يجب عليه ان يتجنبها ابى هو ان يتوقاه