سانية بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا والحاضرين وجميع المسلمين قال الامام الطحاوي رحمه الله تعالى خلق الخلق بعلمه وقدر لهم اقدارا وظرب لهم اجالا. ولم ولم يخف عليهم شيئا يخفى احسن الله اليك ولم يخفى عليه شيء قبل ان يخلقهم وعلم ما هم عاملون قبل ان قبل ان يخلقهم وامرهم بطاعته ونهاهم عن وكل شيء يجري بتقديره ومشيئته ومشيئته تنفذ لا مشيئة للعباد الا ما شاء لهم فما شاء لهم كان وما ما لم يشأ لم يكن يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلا ويضل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلا. وكلهم يتقلبون في بمشيئته بين فضله وعدله وهو متعال عن الاضداد والانداد لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ولا غالب لامره امنا بذلك كله وايقنا ان كلا من عنده وان محمدا عبده المصطفى الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا المقطع من كلام المؤلف رحمه الله مما يتصل اه الايمان بالقدر وهو اصل من اصول الايمان التي لا يستقيم ايمان احد الا بها كما قال الله جل وعلا ان كل شيء خلقناه بقدر وكما جاء في الصحيح من حديث عبد الله ابن عمر عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم لما سأله جبريل عن اه الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره ولا خلاف بين اهل الاسلام ان الايمان بالقدر لا يتم ايمان احد الا به ولذلك قال ابن عباس من كذب بالقدر نقض تكذيبه توحيده نقض تكذيبه توحيده ومعنى هذا انه لا يمكن ان يستقيم ايمان ولا توحيد الا بالايمان بالقدر وما ذكره المصنف رحمه الله في هذا المقطع قرر فيه عقيدة اهل السنة والجماعة في القدر. ولا يتحقق الايمان بالقدر الا بالايمان باربع مراتب الايمان بعلم الله السابق للحوادث وهذي المرتبة الاولى المرتبة الثانية الايمان بكتابة الله لكل ما يكون قبل ان يكون كتابة الله لذلك العلم السابق ثالث من مراتب القدر انه ما من شيء الا شاءه الله تعالى ما من شيء في الكون الا فهو بمشيئة الله جل في علاه الامر الرابع من مراتب الايمان بالقدر ان كل شيء في الكون خلق لله وسنأتي على تفصيل هذه المراتب وسيتكرر كلام المصنف رحمه الله في تقريرها لكن آآ احببت ان اعرظها حتى نعرف ما الذي يتطرق اليه المصنف رحمه الله في هذا الموضع من هذه المراتب المؤلف في هذا المقطع تطرق الى ثلاث مراتب من مراتب الايمان بالقدر. ابتدأ بالخلق وهو المنتهى. فقال خلق الخلق بعلمه فاثبت الخلق واثبت العلم المرتبة الاولى والمرتبة الاخيرة قوله رحمه الله خلق الخلق بعلمه اي اوجد جميع الخلق بعلمه وهو وهو هنا غرضه تقرير علم الله السابق للخلق وانه ما من خلق الا وهو بعلمه وليس المقصود تقرير ان الله خلق كل شيء فهذا سيأتي تقريره انما المقصود من قوله خلق الخلق بعلمه وتقرير مرتبة العلم السابقة للحوادث والله تعالى قد اخبر عن خلقه جل وعلا لكل شيء وانه سبحانه وبحمده آآ ما من شيء في الكون الا هو خلقه الله خالق كل شيء لكن هذا ليس هو المقصود الاساس والاصيل في هذا المقطع. يقول رحمه والله خلق الخلق بعلمه. الباء هنا للمصاحبات يكلمنا على هذا طيب والمقصود بالعلم هنا العلم المحيط بكل ما يكون العلم كلي والتفصيلي خلافا لما يعتقده من يقول ان علم السابق علم كلي واما العلم التفصيلي فلا علم لله تعالى به قبل وقوعه انما المقصود هنا كل العلم المقصود هنا كل العلم العلم التفصيلي والعلم الاجمالي. فما من حركة ولا سكون الا بعلم الله جل في علاه الذي قال جل وعلا الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير والذي قال جل وعلا ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير خلق الله تعالى شامل لكل شيء والله تعالى احاط بكل شيء علما فلا يخرج عن علمه شيء من حال الانسان لا في الدقيق ولا في الجنين لا العلم الذي يكون بعد الفعل انما العلم السابق لحدوث الحوادث اذا علم الله تعالى سابق ادلة هذا مستفيضة في الكتاب والسنة ومنها قول الله جل وعلا ما اصاب من مصيبة الا بما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب والكتاب هو اللوح المحفوظ من قبل ان نبرأها اي من قبل ان نوجدها ونخلقها ان ذلك آآ ان ذلك آآ الا في كتاب ان وذلك على الله يسير ثم قال المصنف رحمه الله وقدر لهم اقدارا وقدر لهم اقدار التقدير هنا المقصود به ان الله تعالى جعل لهم مقادير فهذا الخلق الذي سبق به علم الله تعالى فسبق علمه وجود الحوادث والخلائق هو وفق تقدير وليس علما مطلقا بل هو وفق تقديم شؤونهم و جميع احوالهم فخص كل مخلوق من الخلق بما يناسبه فما من شيء الا وهو مقدر سبق به تقدير الله تعالى كما قال سبحانه وبحمده ان كل شيء خلقناه بقدر وكما قال جل وعلا وكل شيء عنده بمقدار وكما قال الذي قدر والذي قدر فهدى وكما قال وخلق كل شيء فقدره تقديرا. بعد هذا ذكر سورة من سور التقدير السابق وهو انه جعل لخلقه اجالا فقال وظرب لهم اجالا فهذا من باب عطف الخاص على العام فان ما قدره الله تعالى للخلائق يشمل ما يكون من الاجال. فالله تعالى حدد مددا مضروبا لاعمال الخلق تنقضي اعمارهم ببلوغها لا يتجاوزونها لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون فالاجال هي مدة البقاء في الدنيا قال تعالى هو الذي خلقكم من طين ثم آآ قضى اجلا واجل مسمى عنده. ذلك كله مما تقدم من التقدير وظرب الاجال هو من تقرير الامام هو من من من لوازم الايمان بالقدر بعد هذا رجع الى تقرير العلم هو في اول ما ذكر قال خلق الخلق بعلمه فاراد ان يوضح ما هذا العلم هل هو العلم المقارن للفعل او هو علم سابق هل هو علم تفصيلي او علم جزئي ذكرت قبل قليل انه علم سابق وانه علم تفصيلي فلا يخفى شيء اكد هذا المعنى بقوله ولم يخفى عليه شيء قبل خلقهم اذا افادنا ان علمه وسع كل شيء فقوله لم يخفى عليه شيء شيء في سكة نكرة في سياق النفي فتعم كل شيء وهذا هذا مما افادته الجملة وافادت ايضا معنى اخر وهو ان هذا العلم سابق لوجودهم قبل ان يخلقهم فالله تعالى سبق علمه بكل ما يكون من خلقه في دقيق الامر وجليله قبل ان يخلقهم فلا تخفى عليه من خلقه خافية ولا اعم من قوله ما اصاب من مصيبة نكرة في سياق النفي ما اصاب من مصيبة ومن هنا نص على العموم ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب اي في مكتوب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير وقد قال تعالى لم تعلم ان الله يعلم ما في السماوات وما في السماء والارض ان ذلك في كتاب فهو يعلمه وذلك مقيد عنده. ان ذلك على الله يسير ويقول قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا. متى كتب في السابق فكل هذه الايات تدل على ان جميع شؤون الخلق وجميع احوالهم هي محاطة بايش بعلمه السابق جل في علاه وكتابته وانه لا يخفى عليه شيء من شئون خلقه. وقد جاء في صحيح الامام مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كتب الله مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وهذي مدد متطاولة عظيمة. سبقت خلق السماوات والارض وبين خلق الناس وخلق السماوات والارض مدد الله اعلم بها المقصود ان قوله لم يخفى عليه شيء قبل خلقهم افادنا فائدتين. الفائدة الاولى ما هي شمول علم الله لكل ما يكون في الكون من دقيق وجليل ومن صغير وكبير هذا واحد الثاني ان ذلك العلم سابق للخلق متقدم عليه طيب بعد ذلك قال رحمه الله وعلم ما هم عاملون قبل ان يخلقهم قبل ان يخلقهم هذا تأكيد لمعنى الجملة السابقة وهو ان الله تعالى احاط علما بما يكون من من الخلق من الاعمال قبل ايجادهم وهذا من باب عطف الخاص على العام هو ذكر انه لا لم يخفى عليه شيء قبل خلقهم ثم ذكر اعمالهم على وجه خصوص لانها موضع الخلاف مع المخالفين الذين ظلوا في مسائل القدر وهذه الضلالة قديمة فان من اوائل ما حصل فيه الانحراف من مسائل الدين ومن اصول الايمان الظلال في باب القدر ذاك انه في اواخر زمن الصحابة ظهر من يقول بان الله تعالى لا يعلم الحوادث قبل وقوعها وهذا ما اشار اليه ما جاء في صحيح الامام مسلم من حديث يحيى بن يعمر الحميري انه لقي عبدالله بن عمر فسلم عليه فسأله فقال ان قبلنا اقوام يقولون لا قدر وان الامر الف. اي مستأنف فلم يسبق به التقدير ولم يتقدم به علم من العليم الخبير جل في علاه. قال عبد الله ابن عمر رضي الله عنه لمن سأله قال فاذا لقيت فاذا لقيت اولئك فاخبرهم اني بريء منهم وانهم براء مني والذي يحلف به عبدالله بن عمر يعني الله جل في علاه لو ان لاحدهم مثل لو ان لاحدهم مثل احد ذهبا فانفقه ما تقبله الله منه حتى يؤمن بالقدر. فجعل اعتقاد انه لا سبق لعلم الله بالحوادث قبل وقوعها نقضا للايمان بالقدر وهذه البدعة التي حدثت في اواخر زمن الصحابة رضي الله عنهم اول من اظهرها معبد الجهني وهو من اوائل من تكلم في هذا الباب واخذها عنه غيلان الدمشقي وهذان من غلاة القدرية الذين يقولون لا علم ويقولون ان الامر الوف يعني كل الحوادث لم يسبق بها علم الله وسم قدرية وهم غلاة القدرية لكونهم غلوا في نفي القدر فاثبتوا مقدرا غير الله جل في علاه اثبتوا تقديرا لغيره سبحانه وبحمده والمصنف هنا يقول وعلم ما هم عاملون قبل ان يخلقهم وفي هذا الرد عليهم وعلى هذا دلت النصوص من الكتاب والسنة واجمع عليه سلف الامة وقد اجتمعت كلمة ائمة السلف من الصحابة فمن بعدهم على انكار هذه المقالة وبيان عظيم ظلالها فانكرها ابن عمر وابن عباس واثن بن الاسقع وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم الذين ادركوا هذه المقالة ثم ادركها ائمة الاسلام بعدهم وقد جاء عن ما لك والشافعي واحمد ان المنكرين لعلم الله تعالى المتقدم يكفرون ولذلك قال الشافعي ناظرهم في العلم فان اقروا به خصموا وان جحدوه كفروا اين ناقشوهم وناظروهم في اثبات علم الله المتقدم. ان اقروا به امنوا وخصموا اي بطلت حجتهم وان انكروه كفروا لان انكاره هو انكار لمعلوم من الدين بالظرورة ونقض لاصل من اصول الايمان فقوله رحمه الله وعلم ما هم عاملون قبل ان يخلقهم اثبات مرتبة العلم التي انكرها من انكرها. لما اجتمعت كلمة الصحابة والائمة على انكار هذا القول قل قائله اصبح القائل بهذا القول قليل وبقي من يقول ان الله لم يشأ ولم يخلق. اذا عندنا الاوائل من ظلال القدرية انكروا المراتب كلها انكروا العلم والكتابة والخلق والمشيئة والخلق واما المرحلة الثانية من القدرية وهم الذين اقروا بالعلم السابق وبالكتابة لكنهم قالوا ان الله لم لم يشأ ولم يخلق انما العبد افعاله خارجة عن مشيئة الله تعالى وهؤلاء من خصماء الله في القدر كما سيأتي تقريره بعد قليل ان شاء الله تعالى اذا هذا فيه اثبات علم الله عز وجل المتقدم للحوادث وانه علم من الخلق عاملون قبل ان يخلقهم