عليه فان النبي صلى الله عليه وسلم بين القرآن بيانا واضحا جليا واظهر معانيه على نحو زال به كثير من الالتباس. في معاني كلام الله عز وجل. وبيان النبي صلى الله بنعمة الله فشتان بين من يذكر ما انعم الله تعالى به عليه على وجه الحمد والثناء واما بنعمة ربك فحدث وبين من يذكر ذلك افتخارا او علوا او زهوا او بغيا فان ذلك لا يزداد به خيرا بل قد يحبط ما كان من صالح حاله السابق. فالاخبار بفضل الله الانسان في الفهم او في العلم اذا كان على سياق التحدث بنعم الله عز وجل فانه خير الحمد لله رب العالمين احمده حق حمد له ما في السماوات وما في الارض وهو الحميد المجيد. واشهد ان لا اله الا الله. اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم. واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه بعثه الله بالهدى ودين الحق الساعة بشيرا ونذيرا. وداعيا اليه باذنه وسراجا منيرا. بلغ الرسالة وادى الامانة ولا صح الامة حتى اتاه اليقين وهو على ذلك. فصلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته وارتفع اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد فالعلم بالقرآن اشرف العلوم. قال الله تعالى بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم فجعل الله تعالى العلم بالقرآن والمعرفة به مما يميز صدور اهل العلم عن غيرهم. فجعل مقر ادراك كلامه حفظا وفهما في صدور اهل العلم. قال تعالى بل هو بينات في صدور الذين اوتوا العلم. والعلم هنا المقصود به ما يقرب الى الله عز وجل مما جاءت به الرسل مما يعرف به سبحانه وبحمده ويعرف بالطريق الموصل اليه. لذلك كلما ازداد علم الانسان من كتاب الله عز وجل ومعرفة معانيه. زاد نصيبه من العلم ما الذي اثنى الله تعالى على اهله ورد اليهم السائلين في قوله فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون. فجدير بالمؤمن ان يبذل وسعه. في معرفة معاني كلام الله عز وجل فان ذلك يفتح له ابوابا من الخير والعلم لا يدركها بسواه وان من العلم بكلام الله عز وجل ان يعرف العبد ما ذكره الله تعالى في كتابه مبينا كتابه بمعنى ان اولى ما فسر به القرآن كلام رب العالمين فان الله تعالى يجمل في مواضع من كلامه شيئا من الاحكام او الاخبار ويأتي تفصيلها وبيانها في مواضع اخرى حسب ما تقتضيه مصلحة ويقتضيه السياق او تقتضيه الحاجة. وفي الكل بيان القرآن بالقرآن من اسمى وارفعها منزلة. ذلك ان كلامه يبين كلامه. الله نزل احسن الحديث كتابا شابهة معنى قوله جل وعلا كتابا متشابها اي انه يصدق بعضه بعضا. ويبين بعضه بعض فالقرآن في بيانه وايظاحه وتجليته لبعظ ما جاء فيه من اكمل ما تكون ومن اعلى مراتب التفسير. ثم بعد ذلك بعد بيان القرآن يأتي بيان سيد الانام صلوات الله عليه وعلى اله وسلم للقرآن لم يكن مقتصرا على بيان لفظي وتفسير كلامي بل بين القرآن صلوات الله وسلامه عليه بقوله وبينه بعمله وبينه بحاله وبينه بخلقه وبينه بمعاملته صلى الله عليه وسلم. لذلك لما سئلت عائشة رضي الله تعالى عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرآن. ومعنى ان خلقه القرآن اي ان صلى الله عليه وعلى اله وسلم ترجم القرآن بعمله. ترجم القرآن بمعاملته. ترجم القرآن بحاله وهذا من اعلى اوجه البيان. لذلك العلم بالسنة هو تفسير للقرآن. العلم بالسنة يتضح بها معاني كلام الله عز وجل. ويفهم بها ما اراده الله تعالى في كتابه من قوله سبحانه وبحمده ثم بعد ذلك في المرتبة الثالثة من بيان القرآن القرآن بكلام الصحابة. رضي الله تعالى عنهم. فان القرآن نزل بالسنتهم. وجاء القرآن على طريقة استعمالهم للكلم. فالقرآن لم يأتي بلغة غريبة عنهم بل بلغتهم التي يفهمونها ويدركون معانيها. ولذلك حتى الكفار الذين عارضوا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان كانوا يجدون من تأثير القرآن ما لا يملكون معه الا الاستسلام لدلالاته وحججه وبيناته حتى تواصوا. وقال بعضهم لبعض لا تسمعوا لهذا القرآن والغوث. ولو كان لا يفهمون او لا يدركون معانيه لما احتاجوا الى هذه الوصية التي تواصوا بها حتى لا القرآن عليهم وحتى لا ينفذ الى قلوبهم. وحتى لا يكون له ذلك الاثر الذي ارتسم في اذهانهم واثر في فئام منهم حتى امن به من امن ممن شرح الله صدره للاسلام فكان الصحابة رضي الله تعالى عنهم يفهمون القرآن فهما بينا ويتعاملون معه تعاملا واضحا جليا في في في فهم معانيه. فاذا التبس عليهم شيء من رجعوا الى النبي صلى الله عليه وسلم في طلب ايضاحه وبيانه. وفي استفصالهم عن احكامه. ولذلك لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منهم الاشتغال بشيء اكثر من اشتغالهم بالقرآن. بل انه صلى الله عليه وعلى اله وسلم نهاهم عن كتابة كلامه حتى لا يلتمس بالقرآن. هكذا قال بعض اهل العلم واوضح من هذا انه نهاهم عن كتابة الحديث لاجل الا يشتغلوا بغير القرآن. فتوفرت هممهم وتوفرت اوقاتهم على تلاوة القرآن وسماعه وعلى تفهمه وطلب مدلوله. فكانوا رضي الله تعالى عنهم في الذروة من فهم كلام الله عز وجل والعمل به والاهتداء بهداياته والبيان لمعانيه. ولذلك ينبغي للمؤمن ان بتفسير الصحابة رضي الله تعالى عنهم. فلهم من المنزلة والمكانة ما ليس لغيرهم من علماء الامة والطبقاتها. فقد جمع الله لهم سلامة المقاصد. وصحة الفهم وشهود التنزيل. والنصح للامة هذه خصال متى اجتمعت في متكلم؟ لا يخطئ كلامه صوابا. سلامة القصد وصحة الفهم وشهود التنزيل والنصح. فان هذا كله مما يؤد مما يؤكد عظيم المنزلة التي تبوأها تفسير الصحابة القرآن رضي الله تعالى عنه فان الخلل والخطأ في القول ينتج عن واحد من اسباب اما من سوء قصد واما من سوء فهم واما من ضعف نصح فاذا دخل شيء من هذه الافات على المتكلم دخل في كلامه من النقص بقدر ما يصيبه من النقص في هذه الامور الثلاثة. ما هي؟ سلامة القصد وصحة الفهم كمال النصح فمتى شهود التنزيل الخاص بالصحابة؟ لكن من بعد الصحابة يأتيهم النقص من من هذه الاشياء الثلاثة اما ان يكون في قصده نقص فلا يقصد بيان الحق ولا يقصد اظهار الحق ولا الانتصار له واما ان يكون عنده نقص في الفهم عند حسن قصد لكن ليس عنده فهم يدرك به معاني الكلام على الوجه الصحيح. واما ان يكون عنده سلامة قصد وحسن فهم لكن يضعف نصحه فلا يبيد. واذا ضعف النصح قل البيان واذا عظم النصح كان ذلك حاملا للانسان على حسن البيان وعلى تقريب الحق وعلى الشفقة على الخلق وعلى بذل الهدى لمن يستطيع ان يوصله اليه. لذلك كان تفسير الصحابة رضي الله تعالى عنهم في الذروة لاجل اكتمال هذه المعاني التي هي سلامة الفهم فمهومهم اسلموا الافهام كما انهم اصحاب سلامة قصد فهم ابر الامة قلوبا. وانصحها بيانا. فلذلك كانوا رضي الله تعالى عنهم في الذروة في بيان القرآن اضافة الى انهم انصح الخلق للخلق فقد بذلوا مهجهم في حفظ الدين ونصره ونصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان بيانهم وايظاحهم وهداياتهم وتفسيرهم من اعلى ما يكون من التفسير بعد بيان وبيان السنة يأتي تفسير الصحابة رضي الله تعالى عنهم. وينبغي ان يعلم ان تفسير الصحابة رضي الله تعالى عنهم قريب من تفسير النبي صلى الله عليه وسلم. فانهم كانوا يفسرون القرآن في كثير من الاحيان بالمثال. وهذا من اقرب اوجه البيان والايضاح. بخلاف ما من جاء بعد هذا الجيل من من من الصحابة رضي الله تعالى عنهم فانهم سلكوا مسلكا في بيان القرآن والمعاني ينحى منحى التنظير اكثر منه التمثيل. فتفسير الصحابة رضي الله تعالى عنهم يميل الى التمثيل كثيرا وهذا لانه اقرب الى الافهام. واسهل في وصول المعلومة لمن يطلب العلم بخلاف التنظير والتقعيد والتأصيل فانه لا يدركه الا المتخصصون من اصحاب التي تستوعب المعاني بسعتها وشمولها. اما رابع طرق بيان القرآن وتفسيره واباحة فهو الرجوع الى كلام العرب. فاذا لم تجد في القرآن بيانا للقرآن ولم يأتي في السنة بيان لشيء من القرآن ولم يكن في كلام الصحابة ما يجلي معنى اية من المعاني فارجع في فهمها الى اللسان الذي نزل به القرآن وهو لسان العرب. فهو كتاب انزله الله تعالى بلسانه من عربي مبين فمن عجز عن فهم شيء من المعاني ولم يجد بيانها في المنقول من القرآن او المنقول من السنة او المأثور عن سلف الامة من الصحابة والتابعين والتابعيهم رضي الله تعالى عن الجميع فليطلب بيان ذلك من كلام العرب ومأثور هو المأثور عنهم والمنقول فان بيان القرآن يكتمل بواحد من هذه الطرق الاربعة اسأل الله ان يجعلنا من اهل القرآن الذين هم اهله وخاصته. وان يفتح لنا في فهمه وان يرزقنا العمل به. وان يرزقنا تدبره يعيننا على الاستمساك به. وان يثبتنا عليه وان يجعله شفيعا لنا يوم نلقاه. فالقرآن يأتي شفيعا لاصحابه يوم القيامة. نقرأ شيئا مما يسر الله تعالى من تفسير الامام البخاري لبعض ايات سورة البقرة ثم نستكمل. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. اللهم قال يا رسول الله لو اتخذت مقام ابراهيم من صلى وقلت يا رسول الله وهم عليك قال النبي صلى الله عليه وسلم بعض نسائه قد اقمت عليه. قلت ان انتهيتم صلى الله عليه وسلم خيرا منكم. حتى تجد احدى نسائه قالت يا في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعلم نسائهم حتى تعرضهن انت. فانزل الله تبارك تبارك وتعالى هذا الباب عقده المصنف رحمه الله لبيان ما جاء في قول الله تعالى واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى هذه الاية لها سبب نزول ذكره عمر رضي الله تعالى عنه في لانه اقترح على النبي صلى الله عليه وسلم ان يتخذ مقام ابراهيم مصلى. قوله جل وعلا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى اي صيروا مقام ابراهيم مكانا للعبادة. فان المصلى هو المكان الذي تعبدوا لله تعالى فيه. هكذا قال جماعة من اهل العلم. وقال اخرون بل المقصود بالمصلى في قوله تعالى واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى اي مكانا للصلاة. وللعلماء في مقام إبراهيم قولان. فمن اهل العلم من قال مقام ابراهيم هو الحجر الذي قام عليه ابراهيم عليه السلام عند بناء الكعبة وكان هذا حجر قد قام عليه ابونا ابراهيم عليه السلام في بناء الكعبة فلما فرغ من بناء جعله ملصقا جهة الباب ملصقا بالكعبة من جهة الباب. وبقي على هذه قال الى زمن النبي صلى الله عليه وسلم. وكانت العرب تتمسح به. حتى اندرس اكثر معالم قيام إبراهيم على الحجر. ثمان هذا الحجر جرفته السيل زمن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه. فاعاده واخره قليلا عن موضعه. وهو في موضعه الان قبالة جهة باب الكعبة. وليس لهذا المقام ميزة من حيث التمسح به ولا من حيث التبرك به الا من جهة ما ذكره جماعة من اهل العلم ان انه موضع للصلاة في قول الله تعالى واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى. فان مقام ابراهيم هو مكان قيامه هذا هو التفسير الاول مقامك مكان قيامه على الحجر الذي بنى عليه الكعبة. فقوله واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى اي عنده وقد طاف رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم حول البيت سبعة اشواط ثم لما فرغ قال قرأ قول الله تعالى واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى. وذهب عند الحجر الذي الذي قام عليه ابراهيم صلى ركعتين صلى الله عليه وسلم. قرأ في الاولى قل يا ايها الكافرون. سورة الكافرون. وقرأ في الثانية سورة الاخلاص قل هو الله احد الله الصمد. هذا هو القول الاول في معنى مقام ابراهيم. اما القول الثاني فهو اوسع من هذا بكثير. فان مقام ابراهيم لا يختص الحجر الذي قام عنده ابراهيم. بل هو شامل لكل المقامات التي قامها ابراهيم في حجه وفي البيت الحرام فيشمل الحجر الصلاة صلاة الركعتين عند الحجر وكذلك القيام عند الصفا والمروة وكذلك القيام في منى ومزدلفة وعرفة كل هذه من مقامات إبراهيم. فانه قام فيها معلما الناس الحج. اي القولين اوسع؟ الاول والثاني الثاني اوسع لانه يشمل كل المقامات التي قامها ابراهيم. وعلى هذا يكون قول النبي تكون تفسير النبي صلى الله عليه وسلم بفعله في قوله واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى هو من تفسير الاية ببعض معناها والا فمن معانيها القيام على الصفا والقيام على المروة والقيام في منى والقيام في المزدلفة والقيام في عرفة. كل تلك مقامات قامها إبراهيم عليه السلام لعبادة الله عز وجل. فقوله واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى اي اتخذوا من مكان عبادة ابراهيم عند البيت وفي المشاعر مكان عبادة وطاعة فان الله تعالى جعله اماما وقدوة والنبي صلى الله عليه وسلم سار على منوال عمله فيما يتعلق بالنسك سار على ثقته فانه اول من شرع اول من نادى في الناس ان يأتوا الى هذا البيت كما قال تعالى واذ بوأنا لابراهيم كان البيت الا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود. وقال في النداء واذن في الناس في الحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق. فالناس يأتون الى هذه البنية والى هذا المكان المبارك تلبية لتلك الدعوة التي دعا بها ابراهيم من ذلك الزمان على تعاقبه وتواليه فقوله تعالى واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى اعم واوسع من ان يحصر بماذا؟ بالمقام بل هو كل المقامات التي قامها. وسواء قيل هذا او قيل هذا فبهذا قال جماعة من اهل العلم وبذاك قال جماعة من اهل العلم. لكن القول الثاني اوسع لانه يشمل المقام وغيره فيكون تكون الصلاة عند المقام اه مشمولة في داخله في القولين. واما على القول الثاني القول الاول انه فقط مكان قيام ابراهيم في بناء البيت فان تلك المقامات لا تدخل فيما امر الله تعالى به في قوله واتخذوا مقام ابراهيم مصلى. ساق الامام البخاري رحمه الله في هذا الباب قصة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فيما ذكره من شأن هذه الاية المباركة. جاء في الصحيح من حديث انس عن عمر رضي الله تعالى عنه قال وافقت ربي في ثلاث وافقت ربي في ثلاث المقصود بالموافقة اي ان عمر رضي الله تعالى عنه قال قولا فنزل القرآن مصدقا لقوله. او اقترح امرا على النبي صلى الله عليه وسلم فنزل موافقا لقوله وهذا ليس بغريب على عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه. فان النبي صلى الله عليه وسلم قال في شأنه ان في هذه الامة محدثون اي ملهمون يفتح عليهم ويبين لهم ما خفي على غيرهم فعمر ابن الخطاب وهذه الموافقات هي من الهام الله عز وجل وفتحه على عمر رضي الله تعالى عنه فقد فتح الله له ادراكا وفهما في كتاب الله عز وجل وفي شرعه ان وافق الله عز وجل في ان وافق الله عز وجل في ثلاث. قول عمر رضي الله تعالى عنه وافقت الله في ثلاث او وافقني هذا شك من الراوي او وافقني ربي في ثلاث والذي يظهر ان الاقرب من هو قول وافقت ربي في ثلاثة لان هذا اكمل ادبا وان كان موافقة الله تعالى لعمر ليس فيها سوء ادب اي قول وافقني ربي ليس فيه سوء ادب لكن الاكمل في الادب ان تنسب الموافقة موافقة العبد لربه لا موافقة الرب لعبده وعلى كل حال جاء الحديث بهذه الصيغة او بهذا اللفظ على وجه الشك وافقت ربي في ثلاث او وافقني ربي في ثلاث. اي في ثلاثة امور عدها رضي الله تعالى عنه قلت يا رسول الله اي مقترحا على النبي صلى الله عليه وسلم. قلت يا رسول الله لو اتخذت لو اتخذت من مقام ابراهيم مصلى لو عرض كلمة عرض يعني هلا او اقترح عليك ان تتخذ من مقام ابراهيم مصلى وقلت يا رسول الله هذه الاولى الثانية وقلت يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر يعني الطائع والعاصي. فلو امرت امهات المؤمنين بالحجاب اي ندبتهن الى الستر وعدم الظهور عند من يدخل عليك لان من يدخل ليس على حال واحدة في البر. فالنبي صلى الله عليه وسلم يغشاه خلق كثير منهم البر ومنهم الفاجر. قال في الثاني قال فانزل الله اية الحجاب قال وبلغني معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم بعض نسائه هذه الثالثة ان النبي وسلم عاتب نساءه وهجرهن شهرا لما اكثرن عليه في النفقة صلوات الله وسلامه عليه فدخل فدخل يقول عمر فدخلت عليهن قلت ان انتهيتن او ليبدلن الله رسوله صلى الله عليه وسلم خيرا منكن يعني انتهينا عن هذا العمل الذي وقعتن به من التشديد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في النفقة او ليبدلن الله تعالى له خيرا منكن. يقول حتى اتيت احدى نسائه. يعني جئت اعظ احدى نسائه. قالت يا عمر اما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساء حتى تعظهن انت؟ يقول فانزل الله عسى ربه ان طلقكن ان يبدله ازواجا خيرا منكن مسلمات. فبين رضي الله تعالى عنه هذه الموافقة التي حصلت منه ورضي الله تعالى عنه لله عز وجل في ثلاثة في ثلاث مسائل. المسألة الاولى ايش اتخذوا من مقام ابراهيم مصلى. والمسألة الثانية اية الحجاب. والمسألة الثالثة معاتبة قوله رضي الله تعالى عنه لنساء النبي صلى الله عليه وسلم انتهينا او ليبدلن الله ورسوله خيرا منكن فجاءت الايات مطابقة على نحو ما قال عمر رضي الله تعالى عنه وهذا كما تقدم سببه ما فتح الله على عمر من الالهام الذي يدرك به علما غزيرا كثيرا ويوافق به الحق في مواضع عديدة. هذا الحديث فيه جملة من الفوائد من فوائده ان اخبار الانسان بشيء من توفيق الله تعالى له. ليس مما يذم اذا كان على وجه التحدث اما اذا كان على وجه العلو على الخلق فانه مذموم يوشك ان ينقص به علمه وتزول وعنه بركة ما فتح الله تعالى به عليك. وفيه من الفوائد مشروعية الصلاة عند مقام ابراهيم عليه السلام ذلك سنة بالاتفاق لا خلاف بين العلماء انه يسن ان يصلي الانسان عند مقام ابراهيم عند الطواف. فانه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم انه تحرى الصلاة عند مقام ابراهيم في غير الطواف. فلا يسن ان يذهب ويصلي الا بعد الطواف لفعله صلى الله عليه وسلم ولقول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يا بني عبدي من يا بني عبد مناف لا تمنعوا احدا طاف بهذا البيت اي ساعة من ليل او نهار ان يصلي ركعتين. والمقصود بالركعتين اللتين يصليهما ما كان في مقام ابراهيم. الا ان عند مقام ابراهيم سنة فلو ان الانسان عجز عن الصلاة لكثرة الزحام او كانت صلاته عند مقام ابراهيم تفظي الى مزاحمة الناس وتعطيل طوافهم او كان ذلك مفضيا الى الحاقه اعانة ومشقة او غير ذلك من الاسباب التي تلحقه به مضرة فانه لا حرج ان يصلي حيث تيسر له ولذلك جاء ان من الصحابة من صلى ركعتي الطواف في خارج في خارج مسجد الكعبة فبعضهم صلى في الابطح وبعضهم صلاها نقل عنه انه صلاها خارج الحرم فالامر في ذلك قريب واسع لكن ان تيسر ان يصلي عند المقام بعد طوافه فذاك هو السنة. وفيه من الفوائد غيرة عمر رضي الله تعالى عنه على نساء النبي صلى الله عليه وسلم. حيث قال للنبي صلى الله عليه وسلم يدخل عليك البر والفاجر فلو امرت المؤمنين بالحجاب وهكذا المؤمن يغار على محارم الله وعلى ما عظمه الله تعالى فان الغيرة لله عز وجل مما يؤجر عليه الانسان ويدرك به خيرا عظيما. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لاصحابه اعجبون من غيرة سعد؟ والله اني لاغير من سعد والله اغير مني. فالغيرة على محارم الله دليل صدق الايمان دليل صدق الرغبة فيما عند الله وتعظيم حدوده وشرائعه. وفيه من الفوائد ان النساء مهما كن فظلا ومنزلة فقد يحصل منهن ما يكون سببا سئل عشرة او سببا التنغيص على ازواجهن فهذا اكمل الناس خلقا واعظمهم ادبا واكمل حالا كان منه صلى الله عليه وعلى اله وسلم هذا الذي جرى من زوجاته وفيه صبر النبي صلى الله عليه وسلم على نسائه وحسن نظره في شأنهن فانه صلى الله عليه وعلى اله وسلم سلك في في نزاعهن او في ما شكين من قلة النفقة المسلك الذي شرعه الله عز وجل من انه هجرهن لتربيتهن صلى الله عليه وعلى اله وسلم. وفيه ان نصح الانسان لاهل غيره بما فيه الخير لا يعتبر تطفلا ولا دخولا فيما ليس له فيه شأن فان عمر رضي الله تعالى عنه نصح ازواج النبي صلى الله عليه وسلم فيما كان منهن من المطالبة من مطالبة النبي صلى الله عليه وسلم بنفقة يعجز عنها هو وامي صلى الله عليه وسلم. وفيه ما كان عليه حال النبي صلى الله عليه وسلم من قلة ذات اليد. فلم يكن عنده من سعة دنيا ما عند كثير منا فانه صلى الله عليه وعلى اله وسلم خير بين ان يكون ملكا رسولا ان يكون عبدا رسولا فاختار ان يكون عبدا رسولا. فكان صلى الله عليه وعلى اله وسلم يربط على بطنه الحجر من الجوع وكان صلى الله عليه وسلم يجلس على على فراش مرمل من حصير يؤثر في جنبه صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهو في ذلك صابر محتسب. وهو في ذلك ناظر الى ما عند الله. ولذلك لما دخل رضي الله تعالى عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلب عينه في مكانه الذي جلس فيه صلى الله وسلم فلم يرى الا شيئا يسيرا من الطعام وقد اثر وكان قد اتكأ على شيء من الحصير اثر في جنبه صلى وسلم فقال يا رسول الله هذا انت صفوة الله من خلقه. يعني على هذه الحال وكسرى وقيصر على ما هم فيه من اي من النعيم وفتوح الدنيا فقال صلى الله عليه وسلم اما ترظى ان تكون لهم الدنيا ولنا الاخرة. هكذا يذكر نفسه صلى الله عليه وسلم بان نعيم الدنيا مهما اتسع وكثر وعظم آآ فتح فهو الى زوال ما عندكم ينفد وما عند الله باق. فينبغي للمؤمن ان يعلق قلبه بالنعيم لا ينقطع فانه قد يخسر الانسان الدنيا كلها لكن عند الله في ذلك العوض اذا صبر لكنه اذا خسر الاخرة فلا عوض عن ذلك الخسارة ولا جبر لذلك الفقد فانه فقد لا يؤمل بعده فلاح. وفيه من الفوائد رد المرأة على الرجل بما يكون موضحا لموقفها فان هذه الله تعالى انها احدى زوجات النبي وقيل انها ام سلمة قالت يا عمر اما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه حتى تعظهن انت يعني يكفي وعظ رسول الله صلى الله عليه وسلم من ان تأتي وتعظ. فالمرأة لا يمنعها حياؤها من ان ترد في ترى الحق فيه وليس في ذلك غضابة عليها. هذي بعض الفوائد المتصلة بهذا الاثر عن عمر رضي الله تعالى عنه والشاهد هو بيان قول الله تعالى واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى