بسم الله الرحمن الرحيم. حياكم الله في الدرس الرابعة عشر بعد المئة من دروس علم الصرف. علم الصرف هو علم وصول تعرف به احوال ابنية الافعال المتصرفة والاسماء المتمكنة التي ليست باعراب ولا بناء في صرف الافعال وفي صرف الاسماء سنكتسب مهارتين. مهارة التصنيف ومهارة التصريف. بدأت بمهارة تصنيف الافعال فصنفتها الى جامد ومتصرف والى ماض ومضارع وطلب. والى صحيح ومعتل والى مجرد ومزيد ثم بدأت الحديث عن تصنيف الافعال من حيث اللزوم والتعدي. فقلت لكم ان الافعال في عربية تنقسم قسمين. القسم الاول ما يوصف بالتعدي او اللزوم وهو القسم الاعظم من افعال لان هذا هو الاصل. القسم الثاني ما لا يوصف بالتعدي او اللزوم. بدأت بالقسم الاول وقلت لكم ان افعال هذا القسم تنقسم الى افعال لازمة وافعال متعدية. ثم ذكرت التفريعات لاني في الاول رسمت التقسيم الكلي بجميع تفريعاته. وقلت لكم سنبدأ في تسليط الضوء على جزئية هذه الصورة الكلية. فحدثتكم عن معنى اللزوم في درس مستقل. ثم حدثتكم عن معنى التعدي في مستقل ثم بدأت في اسقاط معنى اللزوم والتعدي على اقسام الفعل التي ذكرناها في تصنيف الافعال من حيث التجرد والزيادة. واذكركم باني قلت لكم ان الفعل ينقسم الى مجرد ومزيد والمجرد ينقسم الى ثلاثي ورباعي والمزيد ينقسم الى ثلاثي ورباعي. في الفعل الثلاثي المجرد ذكرت لكم ان له ستة ابواب. الباب الاول فعل يفعل. وهو الباب الذي يسميه العلماء باب لانا نقول نصر ينصر. هذا الباب في الدرس السابق اسقطت عليه معنى التعدي اللزوم. لذلك درسنا في الدرس السابق فكرة واحدة هي اللزوم والتعدي في باب فعل يفعل وقد انتهينا في الدرس السابق الى ان افعال هذا الباب تقع لازمة وتقع متعدية وتقع بين التعدي واللزوم. في هذا الدرس ساشرح لكم التعدي واللزوم في الباب الثاني من هذه الابواب الستة وهو باب فعل يفعل بفتح العين في الماضي وكسرها في المضارع وهو الباب الذي يسميه صرفيون اختصارا وايجازا باب ظربا. لانا نقول ضرب يظرب. لاحظوا معي الفكرة في هذا هي اللزوم والتعدي في باب فعل يفعل. تأملوا معي هذه الامثلة. افلا ما الفعل؟ افلا من هذا الباب لانا نقول افلا يأثموا عند اسناد هذا الفعل ساقول افلا النجم والمعنى يتم بهذا الاسناد. اذا هذا الفعل يكتفي بفاعله. حين اسنده الى الفاعل فان المعنى يتم لذلك ساقول افلا فعل لازم؟ لماذا؟ لانه اكتفى بفاعله كما ترون لا يدل على الافول وحدث الافول يحتاج الى الافل لا غير طيب حقد حقد يحقد فعل يفعل. لاحظوا معي ساسند هذا الفعل الى الفاعل حقد فلان تم المعنى حقد فلان فان اردت تجاوز هذا الفاعل الى ذكر الطرف الاخر الذي له صلة بمعنى الحقد احتجت الى حرف الجر. لذلك قل حقد فلان على عدوه. اذا فلان هذا هو وبه تم المعنى. اما عدوه فهو تفصيل لانه مفقود عليه. عند ذكره احتاج الى حرف الجر وعند وصفه لن اقول العدو مفقود لا ساقيده بحرف الجر. ساقول العدو مفقود عليه الفعل الذي اذا تجاوز فاعله تجاوزه بواسطة حرف الجر هو لازم. لذلك هذا لا يعد من التعدي حقيقة. وان كان بعض العلماء يقولون وهذا الفعل تعدى بحرف الجر. تعدى بحرف الجر يعني لم يتعدى بنفسه اذا لم يتعدى بنفسي فليس متعديا من حيث الاصطلاح. لذلك نقول الفعل اللازم هو الذي يكتفي بفاعله او الذي يتعدى بحرف الجر الذي يتجاوز بحرف الجر. لذلك قول العلماء وهذا الفعل يتعدى حرف الجر لا يعني انه من المتعدي. لذلك قالوا بحرف الجر ليبينوا ان هذا التعدي بواسطة. لذلك هذا لا يخرجه من ايز اللزوم الى حيز التعدي اصطلاحا. اذا افلا يأفل وحقد يحقد؟ من باب فعل يفعل وهما فعلان لازمان. طيب لاحظوا يخفت فعل يفعل. خفت صوت الرعد. لاحظوا خفت صوت اسندت الفعل الى الفاعل به. طبعا الفاعل هنا مركب من مضاف ومضاف اليه. وهما في حكم الكلمة الواحدة. خفت صوت الرعد. اذا انخفت الصوت اذا معنى خفتاه يحتاج الى ذكر الخافت الى غيره. هو لا يحتاج الى مخفوت. الحدث نفسه لا يقتضي مخفوتا. حدث الحقد لا يقتضي محقودا وان اردت ان تذكر الطرف الاخر هو ليس محقودا بل مفقود عليه. لاحظوا هنا افلا لا يحتاج مأفولا هو يحتاج الى قافل لا غير طيب لاحظوا معي فتك فتك الاسد الاسد فتك يفتك من باب فعل يفعل. اسندته الى الاسد. فتم المعنى لان معنى الفتح يحتاج الى ذكر الفاتك لا غير. ان اردت ذكر الطرف الاخر الذي له صلة بمعنى الفتك فلابد ان استعين بحرف الجر فاقول فتك الاسد بالفريسة فالاسد هو الفاتك. اما الفريسة فهي مفتوك بها مفتوك بها. لاحظوا التقييد بحرف الجر. اذا هذا الفعل حين تجاوز فاعله تجاوزه بواسطة حرف الجر وهذا التجاوز ليس من التعدي اصطلاحا. فاذا قال بعض العلماء وهذا الفعل يتعدى بحرف الجر فهذا لا يعني انه من المتعدي بل هو من اللازم لان الفعل اللازم هو الذي يكتفي بفاعلية فان تجاوزه تجاوزه بحرف الجر طيب تأملوا معي هذا المثال الاخير من هذه الامثلة الخمسة حاد الحكم عن الحق. لاحظوا حاد يحيد اصله حيدا يحيد فهي من باب فعل يفعل كما بينت في آآ دروس تصنيف الفعل من حيث التجرد والزيادة هذا الحكم تم المعنى. فان اردت ان اذكر الطرف الاخر الذي له صلة فساستعين بحرف الجر. لذلك حين اقول هذا الحكم عن الحق فالحكم حائد. والحق محيد عنه. لذلك المعنى نفسه هو يقتضي الطرف الفاعل لا غير. الطرف الفاعل. لذلك افلا يدل على الافول والافول يحتاج الى افل حقد يدل على الحقد والحقد يحتاج الى حاقد. الحدث نفسه. خفت يدل على الخفوت. وحدث الخفوت يحتاج الى خافت لا غير. فتك فتك اه يدل على الفتك وحدث الفتك يحتاج الى فاتك. لاحظوا حاد يدل على حدث الحيد الذي هو الميل الميل عن الحق لذلك هو يحتاج الى حائد. لذلك ان ذكرنا طرفا اخر فسيكون مقيدا بحرف الجر. لذلك لو قلت افل النجم من السماء. السماء مأفول منها لاحظوا حقد فلان على عدوه العدو مقود عليه. لاحظوا خفت صوت الرعد اه من السماء اذن خفت صوت الرعد من السماء. السماء مخفوت منها. فتك الاسد بالفريسة. الفريسة مفتوك بها حاد الحكم عن الحق الحق محيد عنه. اذا جميع هذه الافعال لم تخرج عن دائرة اللزوم. لان دائرة اللزوم في داخلها اصطلاحا الفعل الذي يكتفي بفاعله او الفعل الذي ان تجاوز فاعله تجاوزه بواسطة حرف الجار تأملوا معي هذه المجموعة الثانية. حبس حبس يحبس من باب فعلى يفعل. لاحظوا اذا قلت حبس مطر المعنى ناقص المعنى ما تم في ذهن السامع. لماذا؟ لان حبس يدل على حدث الحبس وحدث الحبس يقتضي طرفين والمحبوس بمنطق النحو الفاعل والمفعول به. لذلك حين اقول حبس المطر الرعاة فقدت تجاوز الفعل الفاعل الى المفعول به وبهما تم المعنى لذلك سنقول حبس هنا فعل متعد. لماذا؟ لانه تجاوز الفاعل الى المفعول به. لان طبيعة الحدث حدث الحبس نفسه يقتضي الحابس والمحبوس. لاحظوا خدش البرد الزجاجة. خدش يخدش فعلى يفعل لاحظوا اذا قلت خدش البرد وسكت فالسامع لا زال ينتظر ان احدد المخدوش. لماذا؟ لان حدث الخدش يقتضي ذكرى الخادش والمخدوش. فهذا الفعل يتجاوز الفاعل الى المفعول به. يتعدى الفاعل الى المفعول به. لذلك نقول هذا الفعل فعل متعد. هذا الفعل فعل مجاوز. هذا الفعل فعل غير هذا الفعل فعل واقع. لماذا؟ لان الخدش وقع بالزجاج. لذلك هو واقع يعني يحتاج الى الى فاعل والى مفعول به. فاعل نسند اليه الحدث والمفعول به هو الذي وقع به ذلك الحدث. اذا حبس يحبس خدش يخدش كلاهما من باب فعل يفعل وهما فعلان متعديان طيب رفس يرفس فعلى يفعل لاحظوا رفسا. اذا قلت رفس الحصان وسكت فان المعنى لا يتم. طيب اذا تم المعنى. لماذا؟ لاني اعطيت هذا الفعل حقه. هذا الفعل متعدي. وحقه ان يذكر الفاعل والمفعول به. الرافث والمرفوس. لذلك حين قلت رفس الحصان سائسة اكتمل اذا هو من النوع المتعدي. لاحظوا سفك القصاب دم الذبيحة. لاحظوا فتك بالفريسة الفتك يحتاج الى فاتك والطرف الاخر مفتوك به لذلك هو مقيد بحرف الجر. لكن سفك يقتضي سافكا ومسفوكا. سفك القصاب والسافك. ودم الذبيحة هو المسفوك وبهما تم المعنى لذلك هذا الفعل تجاوز الفاعل الى المفعول به. لذلك قلنا هو متعد. لانه اقتضى هذا الحدث السفك يقتضي ذكرى السافك والمسفوك. السافك هو القصاب والمسفوك هو الدام طيب لاحظوا معي شوى يشوي فعل يفعل. شوي اذا قلت شوى فلان فقد ذكرت الشاوي ولكني لم اذكر المشوي. لذلك حين اقول شوى فلان اللحم يتم المعنى بذكر الطرفين معا. غشاء والمشوي لذلك حبس يحبس خدش يخدش رفس يرفس سفك يسفك شوا يشوي كلها من الباب فعل يفعل وقد جاءت متعديتان. شرحت اللزوم بخمسة امثلة. وشرحت التعدي بخمسة امثلة وستجدون في الوثيقة العلمية كثيرا من الافعال لتأملها والتطبيق عليها. لاحظوا معي المجموعة الاخيرة لاحظوا خفظ يخفض فعل يفعل خفض يخفض فعل يفعل. اللفظ واحد والباب واحد. ولكن المعنى متعدد. لاحظوا اذا قلت خفض العيش بمعنى سهلا ولان. ولان فالفعل خفض الان يكتفي بفاعله. لذلك نقول خفض هنا من النوع اللازم بهذا المعنى وهو معنى الليونة خفض العيش اي اصبح لينا سهلا. طيب خفض الطائر جناحه بمعنى انزله وحطه. ها خفض الطائر جناحه. خفض هنا احتاج الى خافض ومخفوض. اذا انخفض هنا يختلف عن خفضة هنا. خفض بمعنى اللين والسهولة من اللازم. اما خفض بمعنى الانزال والحق فهو من المتعدي الذي يحتاج الى الفاعل والمفعول به. خفض الطائر جناحه. الخافض والمخفوض طيب تأملوا معي رجع يرجع. فعل يفعل. رجع يرجع. فعل يفعل. اللفظ واحد والباب واحد ولكن المعنى مختلف. رجع المسافر اي عاد. وقد اكتفى بفاعله لذلك نقول رجع هنا من النوع اللازم. طيب رجع فلان كلامه بمعنى ردده واعاده مرة بعد مرة. كرره. اذا رجع فلان كلامه لاحظوا احتاج الى راجع ومرجوع. اذا رجع هنا من المتعدي ورجع هنا من اللازم نطيب تأملوا معي. صبر يصبر. صبر يصبر. اللفظ واحد والباب واحد. فعل يفعل. ولكن معنى مختلف. صبر المريض اذا تحمل ولم يجزع. هذا من اللازم. صبر المريض. انتهى. تم الكلام. طيب اذ صبر فلان نفسه يعني حبس فلان نفسه اذا صبر بمعنى حبس تحتاج الى ذكر سوى المحبوس صبر فلان نفسه في البيت. لاحظوا صبر هنا متعدي وصبر هنا لازم الذي آآ فرق بينهما هو المعنى. صبر هنا بمعنى تحمل ولم يجزع. وصبر هنا بمعنى آآ حبس والزم طيب تأملوا فلقى يفلق فلقت النخلة خلق الله الحب. فلق يفلق فلق يفلق. اللفظ واحد والباب واحد. فعل يفعل. فلقت نخلة هنا اي انشق طلعها انشق طلعها. لذلك اذا سمعت انا فلقت النخلة تم المعنى. المتكلم لم يقصد ان النخلة انشق طلعها فلقت النخلة. لكن فلق الله لا يتم المعنى الا بذكر الطرف الاخر الفالق والمفلوق. لذلك فلق الله الحبة. فلق هنا بمعنى شق. شق الله الحب. اذا انفلق بهذا المعنى من اللازم. وفلق بهذا المعنى من المتعدي طيب تأملوا جنى فلان على نفسه. جنى فلان على نفسه اذا اذنب في حقها بجناية. جنى يجني فعل يفعل. طيب جنى المزارع الثمرة بمعنى قطف المزارع الثمرة. ايضا جنى يجني اذا اللفظ واحد والباب واحد فعل يفعل ولكن المعنى يختلف جنى فلان على نفسه بمعنى اذنب في حقها جنى المزارع الثمرة بمعنى قطف جنى بهذا المعنى لابد من ذكر الجاني مجني. اما هنا فالنفس نقول مجني عليها. الثمرة مجنية. اما النفس مجني عليها. حين تجاوز الفاعل احتاج الى توسيط حرف الجر. لذلك نقول جنى هنا من اللازم وجنى هنا من المتعدي. اذا ساقول خفض يخفض رجع يرجع صبر يصبر فلقى يفلق جنا يجني من باب يفعل ومن حيث التعدي واللزوم هي مشتركة بين التعدي واللزوم والمعنى هو الذي يفصل لماذا اشتركت بين التعدي واللزوم؟ لانها اصلا من المشترك اللفظي. فلفظها واحد ومعانيها متعددة. هذه المعاني قد تكون كلها تقتضي التعدي. وقد تكون كلها تقتضي اللزوم. وقد يكون بعضها يقتضي التعدي وبعضها يقتضي في اللزوم. هل هدفي هو تتبع اعيان هذه الافعال؟ لا. الهدف هو شرح الفكرة الصرفية. في التعدي واللزوم ان الفعل قد يكون متعديا بمعنى وقد يكون اه لازما بمعنى اخر. انا استقرأت في اثناء اعدادي لهذه الدروس استقرأت المعجم الوسيط. قد تجد بعض الافعال التي امثل بها في اللازم استعملت في معجم اخر في مثال غريب متعدية. اذا تصبح من المشترك. لذلك الهدف هو شرح اصل الفكرة لا تتبع اعيان هذه الافعال لان هذا يحتاج الى مسح لجميع المعاجم ومتون اللغة لرصد استعمالاتي في فعل من حيث التعدي واللزوم. الهدف هنا هو شرح الفكرة الصرفية. اذا هذا الدرس وهو درس اللزوم والتعدي في باب فعل يفعل خلصنا منه الى ان افعال هذا الباب وهو الباب الثاني باب فعل لا يفعلوا بفتح العين في الماضي وكسرها في المضارع الذي يسميه العلماء باب ضرب افعال هذا الباب تأتي لازمة وتأتي متعدية وتأتي مشتركة بين التعدي واللزوم. اذا النتيجة التي خلصنا اليها من هذا الدرس مشابهة للنتيجة التي خلصنا اليها في الدرس السابق. قلنا افعال الباب الاول تأتي لازمة وتأتي متعدية وتأتي مشتركة بين التعدي واللزوم. والان نقول افعال الباب الثاني تأتي لازمة وتأتي متعدية وتأتي مشتركة بين التعدي واللزوم والدرس القادم سيكشف لنا حالة افعال الباب الثالث باب فعلى يفعل بفتح العين في الماضي والمضارع الذي يسميه العلماء باب فتح لانا نقول فتح يفتح والى ان التقيكم في الدرس القادم ان شاء الله تعالى استودعكم الله واسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد