بسم الله الرحمن الرحيم حياكم الله في الدرس السابعة عشرة بعد المئة من دروس علم الصرف. علم الصرف هو علم باصول تعرف به احوال ابنية الافعال المتصرفة والاسماء المتمكنة التي ليست باعراب ولا بناء. في صرف بافعالي وفي صرف الاسماء سنكتسب مهارتين. مهارة التصنيف ومهارة التصريف. بدأت بمهارة تصنيف في الافعال فصنفتها الى جامد ومتصرف والى ماض ومضارع وطلب والى صحيح ومعتل والى مجرد ومزيد ثم بدأت الحديث عن تصنيف الافعال من حيث اللزوم والتعدي. فرسمت لكم الصورة الكلية وقلت لكم ان الافعال من حيث اللزوم والتعدي تنقسم قسمين. القسم الاول ما يوصف اما باللزوم او التعدي. والقسم الثاني ما لا يوصف لا باللزوم ولا بالتعدي. وقلت لكم ان القسم الاعظم من افعال العربية هو القسم الاول لانه الاصل. فالاصل في الفعل ان يوصف اما بالتعدي او اللزوم. لذلك قسمنا الافعال في هذا القسم الى افعال لازمة وافعال متعدية. ثم بدأت بعد ذلك في اسقاط معنى لزوم والتعدي على اقسام الافعال من حيث التجرد والزيادة. لان هذه التصنيفات لا لابد ان تتداخل كما سترون ان شاء الله تعالى في ختام شرحي لهذه المهارة. ذكرت لكم سابقا ان الفعل ينقسم الى مجرد ومزيد وان المجرد ينقسم الى ثلاثي ورباعي والمزيد ينقسم الى ثلاثي ورباعي الفعل الثلاثي المجرد له ستة ابواب. الباب الاول فعل يفعل وهو باب نصرا لانا نقول نصر ينصر. الباب الثاني فعل يفعل وهو باب ضرب. لانا نقول ضرب يضرب. الباب الثالث هو باب فعلى يفعل وهو باب فتح لانا نقول فتح يفتح. الباب الرابع هو باب وفعلا يفعل بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع. وهو الباب الذي يسميه العلماء باب فرس لانا نقول فرحا يفرح. في الدروس الاربعة السابقة تحدثت عن اللزوم والتعدي في كل باب من هذه الابواب الاربعة. وفي هذا الدرس ان شاء الله تعالى ساحدثكم عن اللزوم والتعدي في الباب خامس وهو باب فعل يفعل بظم العين في الماضي وظمها في المظارع وهو الباب الذي يسميه الصرفي باب شرفة لانا نقول شرفة يشرف وبعضهم يسميه باب كروما لانا نقول كرماء يكرم. اذا في هذا الدرس فكرة واحدة هي اللزوم والتعدي في باب فعل يفعل. تأملوا معي هذه الامثلة قل بدن فلان اذا صار بدينا. لاحظوا بدونا اسندنا هذا الفعل الى الفاعل فاكتفى به لذلك بدنا فلان تم المعنى وانتهى. لذلك سنقول هذا الفعل فعل لازم. لازم لانه يكتفي فهو لازم وهو قاصر وهو غير واقع وهو غير مجاوز. طيب لاحظوا معي تخن اذا صار ثخينا. ايضا اسندنا هذا الفعل الى فاعله فاكتفى به. لذلك نقول هو من الافعال لاحظوا معي جبن الجندي اي صار جبانا. لذلك جبن حين اسندناها الى الفاعل اكتفت به وتم المعنى. هذا الفعل اكتفى لذلك قلنا جبن الجندي لاحظوا معي ان الاحداث التي تدل عليها هذه الافعال لا تحتاج الا آآ طرفا واحدا. لذلك فلان اصبح بدينا سخن الجذع صار ثخينا. جبن الجندي صار جبانا لاحظوا حلم الامير اي صار حليما. حين اسندنا الفعل حلم الى الفاعل فقلنا حلم الامير اه اكتفى به ان جاوزناه وقلنا على الجاني حلم الامير على الجاني فنحن في حاجة الى حرف في الجر. لذلك هذا الفعل من الافعال اللازمة. لذا لان قلنا الفعل اللازم هو الذي يكتفي بفاعله فان تجاوزه احتاج وسيطا. هذا الوسيط هو حرف الجر. لاحظوا معي جميع هذه الافعال اكتفت اكتفت بفاعلها يتم المعنى باسنادها الى الفاعل. لاحظوا حين اقول خلع فلان اي صار خليعا من الخلاعة. حين اسندنا الفعل الى فاعله اكتفى به. فان اردنا التفصيل نحدد يعني مكان هذه الخلاعة يقول خلع فلان في كلامه. لذلك احتجنا الى حرف الجر كما ترون. اذا هذه الافعال الخمسة من الافعال اللازمة. طيب تأملوا معي هذه المجموعة. لاحظوا رفق الحارس اي صار رفيقا لاحظوا رفقة حين اسندناها الى الحارس اكتفت به رفق الحارس اي صار رفيقا. فاذا قلت بالسجين فقد فصلت ولكني احتجت الى ماذا؟ احتجت الى حرف الجر. لذلك سنقول هذا الفعل ايضا من الافعال اللازمة. طيب سمح البائع اي كان سمحا في بيعه. لاحظوا سمح حين اسندناها الى الفاعلة اكتفت به وتم المعنى. لاحظوا شجع الصبي اي كان شجاعا. لاحظوا شجع الصبي حين اسندنا شجعا الى الصبي اي الى الفاعل اكتفى بي شجع الصبي. يعني اتصف بالشجاعة اتصف بالشجاعة. لاحظوا صعب الامتحان. اسندنا الفعل صعب الى الامتحان فاكتفى به. لاحظوا عتق المسك اي صار عتيقا. حين اسندنا الفعل عتق الى المسك اكتفى به. اذا هذه الافعال العشرة كلها من اللازم. وكلها من باب فعل يفعل. بدون يبدن. سخن يثخن. جبن يجبن حال ما يحلم خلوع يخلع رفق يرفق سمح يسمح شجع يشجع صعب يصعب عتق يعتق كلها من باب فعل يفعل وكلها لازمة. لماذا؟ لانها تكتفي بالفاعل لا تتجاوز الفاعل الى المفعول به. فان تجاوزته لذكر طرف له علاقة بمعنى هذا الفعل احتجنا الى توصيط حرف الجر استمر العلماء في استقراء باب فعل يفعل فوجدوا ان اللزوم في هذا الباب بدعاء يبدعوا بصر يبصروا بطن يبطن ثبت يثبت جدب يجدب جدرا يجدر جسم يجسم جعل الشعر يجعد. جمد يجمد حقر احقروا رخص يرخص سهل يسهل ضخم يضخم ضمر يضمر وهكذا. استقرأ افعال هذا الباب فوجدوا انها لا تخرج عن معنى اللزوم. فبحثوا عن العلة فوجدوا ان العلة هي ان افعال هذا الباب لا تخرج عن الطبائع والغرائز والهيئات والصفات الذاتية اللازمة. لذلك لاحظوا بدنا صفة لازمة ذاتية ثخنة جبن حلم خلوع رفق موحا شجع صعب عتق الى اخره. تجد ان افعال هذا الباب لا تخرج عن الطبائع والغرب والهيئات والصفات الذاتية اللازمة لذلك هي لازمة لازمة فكانت هذه الافعال يعني لازمة غير متعدية لا تحتاج الى طرف اخر هي تحتاج الى طرف واحد يتصف بهذه الصفة او يتطبع بهذه الطبيعة او آآ تكون فيه هذه الهيئة او يتصف بهذه الصفة طبيعة المعنى نفسه المعنى الذي يدل عليه الفعل لا يحتاج الى مفعول به بل يحتاج الى من يتصف به او يتطبع آآ به او آآ تبدو عليه هيئته. لذلك وصل العلماء الى نتيجة هي ان جميع الافعال في باب فعل يفعل لازمة وافعال هذا الباب لا تتعدى. في اثناء هذا استقراء وقع العلماء على بعض الشواهد القليلة او المنقولات القليلة التي تكسر هذه قاعدة اشهر ما وقعوا عليه هو هذا القول المنسوب الى سيدنا علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه آآ يعني وردت الرواية انه قال عن بسر ابن العامري هذا بسر قد طلوا على اليمن لاحظوا طلع يطلع ومع ذلك جاء متعديا. جاء متعديا طلوع اليمن. طلوع اليمن. هذه الرواية تكسر هذه النتيجة التي وصل اليها الصرفيون لذلك سنضع هنا علامة استفهام. ايضا اه اه ورد قول عن نصر ابن سيار طبعا نصر ابن الكناني وقد توفي سنة احدى وثلاثين ومئة من الهجرة وهو آآ يعني من اشهر القادة سادة في الدولة الاموية وقد اه اه يعني كان واليا لبني امية على خراسان. وهو قائد من اعظم من القادة في التاريخ الاسلامي. قال نصر بن سيار اراحبكم ان تدخلوا في طاعة ابن الكرماني. طبعا ابن الكرمان خرج على نصر ابن سيار وهو والي خراسان فقتله نصر. والكرماني هذه نسبة الى كرمان وهي احدى مدن قديما وايران اليوم. وفي ضبط هذه النسبة خلاف فهناك من يقول الكرماني وهو الاشهر بفتح الكاف. وهناك من يقول الكرماني بكسر الكاف. وقد وردت هذه النسبة في نسب كثير من العلماء من ابناء هذه المدينة فيقال الكرماني ويقال الكرماني وكلاهما صحيح وليس هذا المقام هو مقام تحقيق هذه النسبة. لذلك نعود الى موضوعنا فنقول قال نصر بن السيار وقد توفي سنة احدى وثلاثين ومئة يعني هو من الفصحاء لانه عاش في عصور الفصاحة وهو عربي فصيح صريح اصيل من كنانة قال ارحبكم لاحظوا يرحب من فعل يفعل وقد عداه الى المفعول به. لذلك سنضع هنا علامة استفهام اذا بهذين النصين تنكسر هذه النتيجة التي خلص اليها العلماء باستقراء الافعال في العربية قال العلماء سنقول هذه الشواهد شاذة لقلتها ولا تؤثر على هذه النتيجة التي خلصنا اليها بالاضافة الى انها مقدوحة. كيف مقدوحة؟ قالوا هذا القول المنسوب الى علي ابن ابي طالب رضي الله عنه فيه روايتان اخريان. لذلك ورد هذا بسر قد اطلع اليمن وورد هذا بشر قد طلع اليمن. ووردت هذه الرواية فتعدد الروايات تجعل هذه وايه محل شك قد تكون من تحريفات الرواة وليست من كلامه رضي الله عنه. لذلك هذه الرواية ليست ثابتة هذا يسقطها. لانه ورد هذا بسر قد اطلع اليمن. هذا بسر قد طلع اليمن هذا بسر قد طلوع اليمن. فتعدد الروايات تعني ان الرواة قد تدخلوا في لفظ هذا القول وليس من الثابت ان هذا كلام علي رضي الله عنه. لذلك سقطت هذه الرواية. اما بالنسبة الى قول نصر ابن سيار فقلت لكم هناك من العلماء من قال هو شاذ وهناك من قال نحن سنقول ان رحب هنا ظمنت معنى وسعة. لذلك المراد اوسعكم ان تدخلوا في طاعة ابن الكرمان لذلك نقول رحب هنا محمولة على التظمين. وهناك من حملها على وجه ثالث قال ساقول ان ارحب بكم. ارحب بكم ثم حذفت الباء وقال اراحوا بكم لذلك نقول هذا اصلها ولكن نصر بن سيار تصرف فيها. هذا يسمى التأويل. ومعنى التأويل كما قال احد اساتذتي هو رد الشارد الى الحظيرة. لذلك من خلال استقراء الافعال التي من فعل يفعل وصل العلماء الى نتيجة هي ان افعال هذا الباب باب فعل يفعل كلها لا هذه النتيجة خرج عنها هذان الشاهدان. اذا هذان الشاهدان شردا عن الحظيرة لابد من ردهما اليها. بماذا؟ بالتأويل. لاحظوا قلنا هذا الشاهد اصلا يسقط لتعدد الروايات. فلم يثبت انه من كلام الامام علي رضي الله عنه. بالنسبة الى هذا الشاهد فيمكن حمله على التظمين رحب بمعنى وسع ويمكن ان نحمله على الحذف فنقول اراحبكم اي ارحب بكم. ومع ذلك نقول هذان شاهدان شاذان لقلتهما. لذلك لا تنكسر بهما هذه النتيجة. فقد اجتمع الشذوذ مع وجوه اخرى من التأويل وبهذا تستقيم هذه النتيجة. طبعا لابد ان اشير هنا الى ان بعض العلماء قال بالنسبة الى هذا الشاهد فهو ساقط لان نصر بن سيار لا يحتج بكلامه. والحق ان هذا من الظلم لان نصر بن سيار عربي صريح فصيح وقد عاش في عصور الفصاحة يعني مات سنة احدى ومئة ولا داعي لحمل هذا الشاهد على هذا الوجه فنقول هو ليس من كلام الفصحاء لا هو من كلام الفصحاء يمكن ان يؤول ومثل هذا الشذوذ والخروج مألوف في آآ قواعد الصرف والنحو بهذا نقول ان العلماء وصلوا الى هذه النتيجة وهي نتيجة صحيحة لا يقدح فيها هذه الشواهد القليلة وربما وقع غيرها، لذلك انا لم اتحدث عن بعظ ما وجده آآ العلماء عند بعظ القبائل اه في هذه المسألة انا اكتفيت فقط بشرح هذه الفكرة ان وجود بعض الشواهد الخارجة عن النتيجة شيء مألوف في النحوية اه والصرفي ولا يقدحوا في هذه النتائج والقواعد التي خلصوا اليها. اذا الافعال من باب فعل يفعل كلها لازمة لانها لا تخرج عن الطبائع والغرائز والهيئات الذاتية اللازمة. نعود هنا الان فنجد ان النتيجة التي وصلنا اليها في فعل يفعل ان الافعال التي تنتمي الى هذا الباب تأتي لازمة وتأتي متعدية وتأتي مشتركة بين التعدي واللزوم ايضا في باب فعل يفعل وفي باب فعل يفعل وفي باب فعيلة يفعل. اذا هذه الابواب الاربعة النتيجة فيها واحدة. الافعال التي تنتمي الى هذه الابواب تأتي لازمة وتأتي تعدية وتأتي مشتركة بين التعدي واللزوم. اما باب فعل يفعل فجميع افعاله لازم وافعال هذا الباب لا تتعدى. في الدرس القادم سنتحدث عن اللزوم والتعدي في الباب سادس من هذه الابواب الستة وهو باب فعي لا يفعل بكسر العين في الماضي وفي المضارع الى ان التقيكم في الدرس القادم ان شاء الله تعالى استودعكم الله واسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد