الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه احمده له الحمد كله اوله واخره. ظاهره وباطنه واشهد ان لا اله الا الله. اله الاولين والاخرين لا اله الا هو الرحمن الرحيم واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله صفيه وخليله خيرته من خلقه صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى اثره باحسان الى يوم الدين. اما بعد فنستمع الى برفع كما تقدم بيانه كنت انت الرقيب عليهم كنت يعني يا الله انت الرقيب عليهم يعني انت المراقب لما يصدر عنهم والرقيب هو الذي يحصي على الانسان ما يكون منه اخر ما ذكره الله تعالى في سورة المائدة ثم نقرأ ما يسر الله تعالى مما ورد في تفسير ذلك في صحيح الامام البخاري وفي ختم المجلس نجيب على اسئلتكم فاسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اتخذوني يا الهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته. تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربي لكم وكنتم عليهم شهيدا ما دمت فيهم. فلن بيتني كنت الرقيب عليهم وانت على كل لشيء شهيد وان تغفر لهم انك انت العزيز الحكيم قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم. لهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا رضي الله عنهم ورضوا عنه. ذلك الفوز العظيم لله ملك السماوات والارض وما فيهن وهو على كل شيء قدير. الان وكنت عليهم شهيدا اما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيء شهيد. قال حدثنا ابو الوليد قال حدثنا شعبة. قال اخبرنا المغيرة ابن النعمان. قال سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيا ايها الناس انكم محشورون الى الله حفاة عراة غرلا. ثم قال كما ان اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين. الى اخر الاية. ثم قال الاوان اول الخلائق يكسى يوم القيامة ابراهيم. الا وانه يجاء برجال من امتي فيؤخذ بهم ذات الشمال. فاقول يا رب اصيحابي. فيقال انك لا تدري ما احدثت ثم بعدك فاقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم اما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم. فيقال ان هؤلاء لم يزالوا مرتدين الا اعقابهم منذ فارقتهم هذا الاثر الذي ذكره الامام بخاري رحمه الله في تفسير هذه الاية منقولا عن ابن عباس في خطبة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يفسر شيئا مما جاءت به الاية الكريمة في قوله تعالى وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيء شهيد. تقدم الكلام عن تفسير هذه الاية في سورة المائدة وما قبلها تذكيرا بما مضى الله جل وعلا ختم سورة المائدة بما جار او يجري بما جرى او سيجري بينه وبين عيسى ابن مريم عليه السلام. حيث قال تعالى واذ قال الله يا عيسى ابن مريم اانت قلت للناس اتخذ وامي الهين من دون الله وهذا ليس استفهام استعلام انما هو تقرير واستيضاح واستبانة لما سيجيب به عيسى عليه السلام مما يفتح الله تعالى به عليه قال سبحانك ما كان ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق فهذا حق الله ولا ينازع فيه جل في علاه ان كنت قلته اي قلت لا بني اسرائيل اتخذوني وامي الهين من دون الله فقد علمته. ان كنت قلته فقد علمته يعني آآ احط به علما فهو بكل شيء عليم تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك وذكرنا في هذه الاية في قوله تعلم ما في نفسي انه اشارة الى ان هذا لم يدر حتى في خاطره وفكره وذهنه عليه السلام حتى يتلفظ به بلسانه تعلم ما في نفسي ولا اعلم ما في نفسك. فكيف يخفى عليك ما ظهر؟ وبال في اعظم دعوة وهي دعوة مشاركة الالهية سبحانه وتعالى. قال تعالى ولا اعلم ما في نفسك انك انت علام الغيوب اللام صيغة فعال تدل على المبالغة من جهتين من جهة عظم العلم ومن جهة كثرته فهو كثير العلم جل في علاه لا يخفى عليه خافية. وعلمه جل في علاه وعلمه عظيم. فهو سبحانه وبحمده السر واخفى ويعلم الجهر وما يخفى ويعلم خائنة لا عيون وما تخفي الصدور سبحانه وبحمده. قال بعد ذلك في تقرير ما قال لهم بعد ان نفى ما جاء به السؤال ما قلت لهم الا ما امرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم وهذه دعوة جميع المرسلين فما من رسول ارسله الله الى قومه الا ودعاهم الى عبادة الله وحده لا شريك له. وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم. اي كنت عليهم مطلعا على ما يظهر من اعمالهم. واشهد لهم بما يكون من من ظاهر عملهم بالقبول والايمان والانقياد او بالرد وعدم الايمان بالكفر قال تعالى تتمة ما قاله عيسى في جواب ربه فلما توفيتني اي قبظتني اليك ورقابة الله تعالى على عباده لا تختص ظاهر العمل بل هي شاملة للظاهر والباطن والدقيق والجليل والسر والاعلان فلا يخفى عليه شيء من شؤون عباده وانت على كل شيء شهيد. وهذا تقرير لشهادة الله تقتضي الا يكون منه اقرار لمن كذب عليه فيما ارسله به الى عباده كذلك شهادته على هؤلاء فيما زعموه وافتروه على عيسى عليه السلام الامر عظيم وخطير هو دعوة مشاركة رب العالمين في استحقاق الالوهية وهذا مما لا يمكن ان يكون لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا فهو سبحانه الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد. لا اله غيره ولا رب سواه جل في علاه ختم عيسى ابن مريم عليه السلام هذا الجواب المفصل فيما وجه اليه من رب العالمين انت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله قوله ان تعذبهم فانهم عبادك ان تعذبهم اي ان تنزل بهم ما يستحقون من العقوبة. فهم عبادك ولن تعذبهم وانت العادل الذي لا الذي لا الذي لا يظلم الناس شيئا الا وقد استحقوا العقوبة وهذا تسليم من عيسى عليه السلام ان من قال ذلك وافتراه فقد استوجب العقوبة من الله عز وجل اذ ان الله جل في علاه لا يظلم الناس شيء فلولا انهم مستحقون للعقوبة لما قال ان تعذبهم فانهم عبادك. فهذا فمقتضى هذا قرار عيسى بانهم استحقوا العقوبة بما زعموه وادعوه من ان موسى من ان عيسى من ان عيسى امرهم ان ان يصيروه وامه الى هين من دون الله ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فتتجاوز عما صدر منهم بتيسير التوبة لهم كما قال الطبري وغيره فانك انت العزيز الحكيم. هذه الاية الكريمة ختمها الله عز وجل بذكر عزته وحكمته في مقام مغفرته وعقوبته ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم وقد يتبادر الى الذهن ان المناسب ان يكون ختم الاية بقوله ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت الغفور الرحيم قد يتبادر الى الذهن مثل هذا ولكن التأمل في دلالات القرآن ومعانيه ومناسبة السياق لا يجد الانسان احسن من هذه الخاتمة لهذه الاية الكريمة بهذين الاسمين العظيمين من اسماء الله عز وجل الاسم العزيز والاخر الحكيم فان العزة ثمرة كمال القدرة والحكمة ثمرة كمال العلم فتضمنت فتضمن هذين الاسمين اثبات كمال قدرة الله على عباده وكمال علمه بهم سبحانه وبحمده وهذا يدل على ان المغفرة الصادرة عن من هذا وصفه لا تكون الا احسانا وبرا واكراما ومنة فان الانسان قد يغفر لعدم علمه بخطأ المخطئ وقد يغفر لعدم قدرته على معاقبته الا ان الله تعالى في مغفرته سبحانه وبحمده قد استوجب قد استكمل سبحانه وبحمده موجبات العقوبة من كمال العلم وكمال القدرة. فكمال العلم بالحكمة وكمال قدرة بالعزة فكان هذا تعريضا منه عليه السلام بطلب العفو لكنه في مقام ذكر عزة الله وقدرته على هؤلاء الذين فزعموا ان عيسى ابن مريم عليه السلام قال اتخذوني وامي الهين من دون الله فمناسبة ذكر هذين هو من الاستعطاف وطلب العفو والتعريض بطلب المغفرة لمن لا يستحقها اذ ان هؤلاء قد جاءوا بامر عظيم ولكن ذلك بالتأكيد بان ييسر الله تعالى توبتهم من الشرك على عظيم ما ادعوه وزعموه فكان مقتضى هذا الموقف الذي هو من مواقف من مواقف العظمة والجلال ومواقف الانتقام ممن جعل لله ولدا وزعم انه اتخذ صاحبة ان تذكر العزة والحكمة فهي اليق من ذكر الرحمة والمغفرة وهذا بخلاف قول ابراهيم عليه السلام عندما قال واجنبني وبني ان نعبد الاصنام حيث قال ربي انهن اظللن كثيرا من الناس فمن تبعني اي على التوحيد وتجنب عبادة الاصنام فانه مني. ومن عصاني ومن عصاني اي بالوقوع في الشرك فانك غفور رحيم. ولم يقل فانك عزيز حكيم لان المقام مقام استرحام وهو مقام دعاء وتعرض بالسؤال بخلاف المقام الذي كان فيه قول عيسى عليه السلام فانه ليس مقام دعاء ولا طلب انما كان مقام اخبار استحقاق هؤلاء مع التعريف بطلب العفو لهم والرحمة لهم وبين المقامين فرق عظيم وهذه الاية العظيمة التي ختم بها عيسى عليه السلام مقاله لربه جل في علاه تضمنت ابلغ الادب مع الله في مثل هذا المقام فان الله تعالى ارحم الراحمين جل في علاه ولذلك قدم ذكر العبيد في الاية حيث قال ان تعذبهم فانهم عبادك فهم ليسوا عبادا لغيرك ان عذبتهم مع كونهم عبيدك مع كونهم عبيدا لك فلولا انهم عبيد سوء استحقوا العقوبة واستوجبوا ما تعاقبهم به لم تعاقبهم لا لم تعاقبهم ولم تنزل بهم العقوبة الا ان الا انه ختم بطلب الاحسان من الجواد الكريم سبحانه وبحمده بقوله وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم وهذه الاية جاء في السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم قام بها ليلة كاملة كما جاء في بعض كما جاء في السنن ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الليل باية قام بها بها قام وبها ركع وبها سجد الى الصبح وهي قوله تعالى ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم باية واحدة وهذا يدل على ان المطلوب في القراءة حضور القلب وتذكر ما فيه من معاني وتدبر الايات فان اصل صلاح القلب تدبر الكتاب الحكيم صلاح القلوب في تدبر ايات الكتاب الحكيم فجدير بالمؤمن ان يعتبر بهذا سيد الورى يقيم الليل كله باية واحدة ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز فانك انت العزيز الحكيم وقد جمع الله تعالى هاتين الايتين فتلاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح الامام مسلم من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال رضي الله تعالى عنه رضي الله تعالى عنهما قال تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل في ابراهيم ربي انهن اضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فانه مني ومن عصاني فانك غفور رحيم وقال عيسى عليه السلام ان ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم جمعهما صلى الله عليه وسلم تلاوة قال الراوي فرفع يديه وقال اللهم امتي امتي اللهم امتي امتي قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هاتين الايتين وقال اللهم امتي امتي يستنجد الله تعالى ويطلب منه الرحمة بامته وبكى صلى الله عليه وسلم كيف لا نحبه وهو يبكي من اجلنا صلى الله عليه وسلم صلوا عليه وسلموا تسليما. اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد. بكى صلى الله عليه وسلم وهو يقول اللهم يسأل الله ويناجي ربه بعد قراءة هاتين الايتين اللهم امتي امتي. فقال الله عز وجل هذا الحديث في صحيح مسلم فقال الله عز وجل يا جبريل سله ما يبكيه اذهب الى محمد يا جبريل اذهب الى محمد وربك اعلم فسله ما يبكيك فاتاه جبريل عليه السلام فاخبره بما قال الله عز وجل ما يبكيك وهو اعلم سبحانه وبحمده بما جال في خاطر رسوله صلى الله عليه وسلم فقال الله يا جبريل اذهب الى محمد فقل له سنرضيك في امتك ولا نسوؤك سنرضيك في امتك ولا نسوؤك وذلك بان يجعلها امة مقدمة على الامم في دخول الجنة. وهم اكثر اهل الجنة. وذلك انه اكثر الامم تابعا صلى الله عليه وعلى اله وسلم والمقصود ان النبي صلى الله عليه وسلم لما تلا هاتين الايتين وقرن بينهما في التلاوة حصل منه هذا التأثر حيث سأل الله عز وجل لامته النجاة لعلمه بما يكون من تقصير وقصور مما يكون من طبائع الناس وغواية الشيطان لمن يغويهم عن الصراط المستقيم. فقال صلى الله عليه وسلم اللهم امتي امتي هذا الخبر الذي ذكره الامام البخاري ساقه باسناده من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا ايها الناس انكم محشورون الى الله حفاة عراة غرلا يا ايها الناس حديث لكل من يبلغه هذا الخطاب من مسلم وكافر فان الخطاب لكل البشرية فان الله تعالى بعث محمدا بكافة الخلق وليس خاصا بفئة دون فئة. قال الله تعالى قل يا ايها الناس امر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم ان يبلغ هذه الرسالة. قل ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا فما من احد الا ومحمد ابن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه رسول له صلى الله عليه وعلى اله وسلم. يجب عليه ان يؤمن به وان يقبل ما جاء به من خبر وان يذعنا الى ما جاء به من حكم صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالم نذيرا فالنبي صلى الله عليه وسلم رسالته عامة لكافة الخلق من الانس والجن ولهذا جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده يقسم صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يسمع باحد من هذه الامة يعني من من الخلق من الانس والجن بعد بعثته. هذا المقصود بالامة هنا الامة المقصود بها امة الدعوة وهم كل بني ادم على اختلاف السنتهم وابشارهم وازمانهم وبلدانهم والذي نفسي بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة ثم لا يؤمن بي يسمع به انه رسول رب العالمين. ثم يترك الايمان به صلى الله عليه وسلم الا كان من اهل النار وفي الرواية قال والذي نفسي بيده لا يسمع بي احد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي الا كان من اصحاب بالنار فكل من لومئ فكل من لم يؤمن به صلى الله عليه وسلم فانه خارج عن النجاة ولهذا الخطاب في القرآن اول خطاب اول نداء في القرآن لم يوجه لفئة من الناس بل للناس كافة اول نداء ما يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون يقول رسول الله يقول خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا ايها الناس انكم انكم محشورون محشورون اي مجموعون لميقات يوم معلوم يوم يقوم الناس لرب العالمين هذا الحشر يجمع الله تعالى فيه الخلائق والحشر المذكور في في الحديث هو حشر بني ادم ويوم القيامة يحشر جميع الخلق قال الله تعالى واذا الوحوش ايش حشرت اي جمعت حتى الوحوش وانظر ذكر من الحيوان الوحش لماذا ليش قال الوحوش هو لم يقل الحيوان لان الحيوان نوعان حيوان اليف يسهل جمعه وحشره وحيوان متوحش يشرد في البرية ولا يأنس باحد. وهذا جمعه صعب او سهل صعبة وسهل فاذا كانت الوحوش التي من طبيعتها الفرار والهرب تجمع فكيف بسائر الحيوان الذي هو اليف ويأنس واذا الوحوش حشرت ثمان الحشر ليس فقط لما دب على الارض بل لما دب على الارض ودرج وطار قال الله تعالى في محكم كتابه وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا الا امم امثالكم ثم ها ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم الى ربهم يحشرون كل هالخلق سبحان الله العظيم انت اذا اذا تخيلت فقط لوهلة هذا الجمع وجل قلبك لو كان الجمع فقط لبني ادم وبنو ادم من ادم الى اخر نفس كلهم يحشرون ويجمعون فكيف والمجموع هو كل بني ادم وكل الجن وكل خلق من خلق الله طائر او دارج وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم امم ما فرطنا في الكتاب من شيء ما في شيء يضيع. فكله في كتاب مبين. ثم الى ربهم يحشرون. يجمعون سبحانه وبحمده الى ربهم يحشرون يجمعهم سبحانه وبحمده بقدرته لا اله الا الله ما قدرناه حق قدره سبحانه وبحمده. يجمع الله تعالى هؤلاء يقول النبي صلى الله عليه وسلم في صفة حشر الناس قال محشرون الى الله اي مجموعون اليه الا الى الله تصير الامور اليه المصير جل في علاه قال حفاة عراة غرلا هذي صفة جمع الناس يوم القيامة كما بدأنا قال ثم قال كما بدأنا اول خلق نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين سبحان الله يخرج الله تعالى الناس من قبورهم كحيئتهم يوم خرجوا من بطون امهاتهم ليس في خلقهم نقص وليس معهم شيء حفاة ليس ثمة ما يقي اقدامهم من مما يحذر ويخاف من اشياء في ارض المحشر عراة ليس ثمة ما يكسوا ابدانهم غرلا يعني غير مختونين كما بدأنا اول خلق نعيده وهذا معنى قوله جل في علاه وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم يوم القيامة ما تأتي بشيء كل ما لك في الدنيا ذهب ولا تأتي به يوم القيامة انما تأتي بعملك فقط هو الذي ينفعك وهو الذي تأنس به او وهو الذي تأنس به وتسر او تساء به و تتعس يقول جل وعلا كما بدأنا اول خلق نعيده وعدا علينا اي التزمنا هذا الوعد والله لا يخلف الميعاد فهو سبحانه وبحمده لا يخلف الميعاد وهو اصدق القائلين ووعده الحق جل في علاه ولقاؤه حق سبحانه وبحمده. انا كنا فاعلين تأكيد لمعنى الاية السابقة