بالفعل ضرب اتصلت به هاء وهذه الهالة تعود الى زيد. وزيد ليس بمصدر ودل ذلك على ان الفعل ضرب متعد وكذلك زيد اكرمه عمرو والقلم اخذه عمرو والباب فتحه زيد بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله واصحابه اجمعين اما بعد فحياكم الله وبياكم في الدرس الثاني عشر من دروس شرح شذى العرف في فن الصرف للشيخ احمد الحملاوي عليه رحمة الله تعالى نحن في الاول من شهر شعبان من سنة بنتين واربعين واربعمئة والف من هجرة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وهذا الدرس بثه من بيتي من مدينة الرياض حفظها الله. وهذا الدرس ما زال مستمرا في القسم الاول من اقسام الصرف في صرف الافعال وسيكون في تقسيم الفعل الى متعد ولازم وفي ذلك يقول المؤلف رحمه الله تعالى التقسيم الخامس للفعل من حيث التعدي واللزوم ينقسم الفعل الى متعد ويسمى مجاوزا والى لازم ويسمى قاصرا فالفعل من حيث التعدي واللزوم ينقسم الى قسمين الاول هو الفعل المتعدي ويسمى مجاوزا ويسمى واقعا وسمي متعديا لانه يتعدى الفاعل الى المفعول به وسمي مجاوزا لانه يتجاوز الفاعل ولا يقف عنده بل يتجاوزه الى المفعول به ويسمى واقعا لانه يقع على المفعول به والقسم الثاني هو الفعل اللازم. قال ويسمى قاصرا وهو لازم لانه يلزم الفاعل ولا يتجاوزه. وكذلك سمي قاصرا لانه يقتصر على الفاعل في المعنى ولا يحتاج الى مفعول به ثم بدأ المؤلف بالكلام عن القسم الاول وهو الفعل المتعدي فبدأ بتعريفه فقال رحمه الله والمتعدي عند الاطلاق ما يجاوز الفاعل الى المفعول به لنفسه نحو حفظ محمد الدرس وعلامته ان تتصل به به هاء تعود الى غير المصدر نحو زيد ضربه عمرو واي صاغ منه اسم مفعول تام اي غير مقترن بحرف جر او ظرف نحو مضروب فعرف الفعل المتعدي بانه الذي يتجاوز الفاعل يتعداه اي من حيث المعنى ومن حيث العمل الى المفعول به فينصبه بنفسه فالفعل المتعدي لا يتم معناه بالفاعل كأن تقول اخذ زيد او ضرب زيد او اكرم زيد او رفع زيد حتى تأتي بالمفعول به فحينئذ يتم معناه ويعمل بنفسه في المفعول به فينصبه فتقول اخذ محمد الكتاب وضرب زيد عمرا ورفع زيد القلم واكرم زيد اباه وهكذا ومثال المؤلف حفظ محمد الدرس وحفظ هذا فعل متعد لانه يحتاج الى فاعل اي حافظ وهو محمد والى مفعول وهو محفوظ وهو الدرس وقد نصب المفعول به بنفسه ثم بين علامات لفظية نستطيع من خلالها ان نميز بين المتعدي وغيره فذكر علامتين العلامة الاولى ان تتصل به هاء يعنيها الغائب الا انها تعود الى غير المصدر يعني يجب ان تعود الى اسم غير مصدر لكي يكون مفعولا به نحو زيد ضربه عمرو وهكذا وانما قيدت هاء الغائب بانها تعود الى اسم غير مصدر لانها الغائب اذا عادت الى مصدر فهي تتصل بالمتعدي واللازم ولا اشكال في ذلك كان تعود الى الضرب او الشرب او الجلوس او القيام او الاكرام ونحو ذلك فتكون الضرب ضربه زيد والفرح فرحه زيد مع ان ضرب متعد وفرح لازم وذلك لان ها الغائب هنا ليست مفعولا به وانما هي مفعول مطلق لانها تعود الى مصدر كانك قلت ضرب زيد ضربا وفاء زيدون فرحا والعلامة الثانية التي تميز الفعل المتعدي ان يصاغ منه اسم مفعول تام والمراد بالتام الذي لا يحتاج الى شيء اخر لاتمام معناه بل هو ما بل معناه تام بنفسه فلا يحتاج الى حرف جر او الى ظرف لقولك مضروب ومشروب ومكرم ومستخرج بخلاف اللازم كما سيأتي ثم انتقل المؤلف رحمه الله الى ذكر اقسام الفعل المتعدي وذكر انها على ثلاثة اقسام فقال رحمه الله وهو على ثلاثة اقسام ما يتعدى الى مفعول واحد وهو كثير نحن حفظ محمد الدرس وفهم المسألة وما يتعدى الى مفعولين اما ان يكون اصلهما المبتدأ والخبر وهو ظن واخواتها واما ناء وهو اعطى واخواتها وما يتعدى الى ثلاثة مفاعيل وهو باب اعلى ما وارى فذكر ان الافعال المتعدية على ثلاثة اقسام من حيث قوة التعدي والقسم الاول وهو اضعفها في التعدي ما يتعدى الى مفعول به واحد اي ان معناه يتم بمفعول به واحد وهذا هو الاكثر في الافعال المتعدية لحفظ محمد الدرس. تم المعنى وفهم الطالب المسألة وفتح الرجل الباب واكرم زيد اباح والثاني من الافعال المتعدية ما يتعدى الى مفعولين اي ان معناه لا يتم بالفاعل ولا بالفاعل والمفعول به الاول حتى تأتي بفاعل ومفعولين اثنين وهذا النوع او هذا القسم على نوعين الاول ما يكون اصل المفعولين فيه المبتدأ والخبراء وهو باب ظن واخواتها في النحو وهي افعال القلوب والتقصير نحن ظننتم محمدا قائما وظننت الباب مفتوحا وعلمت الحق منتصرا فهذه الجملة ظننت البابا مفتوحا اصلها الباب مفتوح جملة اسمية مكونة من مبتدأ وخبر واصل المفعولين مبتدأ مبتدأ وخبر ثم دخلت بعد ذلك ظننت على المبتدأ والخبر فنصبتهما ولهذا مهما مهما حدثنا ظن واخواتها فسيعود المفعولان الى مبتدأ وخبر مرفوعين وعلم المسلم الحق منتصرا لو حذفنا الفعل والفاعل اعادة الجملة الى الحق منتصر والنوع الثاني مما يتعدى الى مفعولين ما لا يكون اصل المفعولين فيه المبتدأ والخبر وهو باب اعطى واخواتها اي افعال المنح والمنع وصار المعنى ولا تنمو عقدة النكاح اي لا تنو عقد النكاح حتى يبلغ الكتاب اجله والتظمين في حقيقته هو اشراب كلمة معنى كلمة اخرى كي تعامل معاملتها وانما خص المؤلف هنا فقال نحو اعطى المحسن المحتاج مالا اعطى فعل يحتاج الى فاعل والى مفعولين اعطى المحسن المحتاج مالا ولو حذفنا الفعل والفاعل وسنجد ان المفعولين لا يعودان الى مبتدأ وخبر. لا تقول المحتاج مال فتخبر عن المحتاج بانه مال وكقولك منع البخيل المحتاج حقه ولو حذفنا الفعل والفاعل لم يعد المفعولان الى مبتدأ وخبر لا تقول المحتاج حقه والنوع الثاني والقسم الثالث والقسم الثالث من الافعال المتعدية ما يتعدى الى ثلاثة مفاعيل وهذا هو اقوى العوامل في الافعال بل اقوى العوامل في اللغة وهي افعال قليلة تدرس في النحو في باب اعلم وارى نحو اعلنت الطالب المسألة سهلة فالاصل الاول في هذه الجملة والمسألة دهنة مبتدأ وخبر والمبتدأ والخبر انقلب بعد ذلك الى مفعول ثان ومفعول ثالث ثم سبق بفعل وفاعل ومفعول اول اعلمت الطالب المسألة سهلة وهكذا في كل هذا الباب المفعول الثاني والثالث اصلهما المبتدأ والخبر وكقولك اخبر الشرطي السائق الطريق مغلقا واصل جملة الطريق مغلق بعد ان انتهى المؤلف رحمه الله من الفعل المتعدي انتقل الى الفعل اللازم فبدأ بتعريفه فقال واللازم ما لا يجاوز الفاعل الى المفعول به لقعد محمد وخرج محمد بل قعد محمد وخرج علي نعم الفعل اللازم هو خلاف الفعل المتعدي والفعل متعدي لا بد ان يتجاوز الفاعل الى المفعول به والا فان معناه لا يتم واما الفعل اللازم فهو الذي لا يتجاوز الفاعل. يعني يقف عنده يعني ان معناه يتم بالفاعل ولا يحتاج الى مفعول به لقولك قعد محمد لا تحتاج الى مفعول به لاتمام المعنى وخرج علي ودخل زيد وقام زيد وجلس زيد ونجح زيد ومات زيد وغرق زيد وفرح زيد بخلاف كسر زيد تقول ماذا كسر المعنى ما زال ناقصا لانه فعل متعدد كسر زيد البابا اللازم لا يحتاجوا في معناه الى مفعول به وهنا نتكلم على ملحوظة وهي انه بان من ذلك ان الفرق بين المتعدي واللازم هو في نصب المفعول به فمتى ما نصب الفعل مفعولا به بنفسه فهو فعل متعد واما الفعل الذي لا يطلب مفعولا به ولا يحتاج الى مفعول به ولا ينصب مفعولا به فهو فعل لازم والفرق بينهما هو في نصب الفعل فهو في فهو في نصب المفعول به واما غير المفعول به من المعمولات المنصوبات والمجرورات فيعمل فيها الفعل المتعدي والفعل اللازم على السواء المفعول فيه طهر الزمان والمكان والمفعول له والمفعول المطلق والمفعول لاجله والحال وغير ذلك وشبه الجملة الجر والمجرور كل ذلك يعمل فيها الفعل المتعدي واللازم على السواء لقولك اكرمت زيدا في الدار اليوم حبا له اكراما شديدا وزيدا المفعول به وفي الدار شبه الجملة واليوم ظرف الزمان حبا له المفعول له واكراما المفعول المطلق كلها عمل فيها الفعل المتعدي اكرم وتقول جلس محمد اليوم في الدار اليوم رغبة في الراحة جلوس طويلا فشبه الجملة في الدار وظرف الزمان اليوم ورغبة المفعول المطلق وجلوسا بل رغبة المفعول له وجلوسنا المفعول المطلق كل هذه عمل فيها الفعل اللازم جلس وهناك ملحوظة اخرى فيشير اليها او الى شيء منها ابن هشام وهي ان بعض الافعال بعض ابنية الافعال وصيغ الافعال واوزان الافعال لا تأتي الا لازمة وسبقت مسألة كاملة في ذلك في تقسيم الفعل الى مجرد ومزيد فبعض هذه الابنية والصيغ لا تأتي افعالها الا افعالا لازمة ومن هذه الابنية باب فعل يفعل بضم العين مثل كرم ويكرم وشرف ويشرف كذلك ان فعل فانكسر وانطلق وافعل لا تحمر واعور وافعال لا تحمر وعوار وتفعل لا كد دحرجا وتبعثر ومتى رأينا فعلا من هذه الصيغ علمنا انه لازم ثم انتقل المؤلف الى مسألة اخرى وهي المهمة في الباب لانها الداخلة في علم التصريف اما تقسيم الفعل الى متعد ولازم فقط فهو ادخل في علم النحو واما الذي هو ادخل في علم الصرف فهي الاسباب التي تقلب الفعل المتعدي الى لازم والاسباب التي تقلب الفعل اللازم الى متعد لان بعض هذه الاسباب اسباب صرفية وقال المؤلف باسباب تعدي اللازم واسباب تعدي الفعل اللازم اصالة ثمانية الاول الهمزة يا اكرم زيد عمرا والثاني التضعيف كاف الرحت زيدا والثالث زيادة الف المفاعلة نحن جالس زيد العلماء وقد تقدمت والرابع زيادة حرف الجر. نحن ذهبت بعلي والخامس زيادة الهمزة والسين والتاء نحو استخرج زيد المال والسادس التضمين النحوي وهو ان تشرب كلمة لازمة معنى كلمة متعدية لتتعدى تعديتها نحو ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب اجله ضمن تعزموا معنا تنمو فعدي تعديته والسابع حذف حرف الجر توسعا كقوله تمرون الديار ولم تعوجوا. كلامكم علي اذا الحرام ويطرد حذفه مع ان وان نحو قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو او اه او عجبتم ان جاءكم ذكر من ربكم الثامن تحويل اللازم الى باب نصر لقصد المغالبة نحو قاعدته وقعدته قاعدته فقعدته فانا اقعده كما تقدم والحق ان تعدية الفعل سماعية فما سمعت تعديته بحرف لا يجوز تعديته بغيره وما لم تسمع تعديته لا يجوز ان يعدى بهذه الاسباب وبعضهم جعل زيادة الهمزة في الثلاثي اللازم لقص قياسا مطردا كما تقدم وذكر هنا اسباب تعدي الفعل اللازم اي الاسباب التي تقلب الفعل من فعل اللازم الى فعل متعد وذكر انها ثمانية والسبب الاول الهمزة يا اكرم زيد عمران ولهذا يسمونها همزة التعدية او همزة النقل طبق الكلام عليها في معاني صيغ الزوائد ها هي تزيد الفعل درجة في التعدية نحن كاروم عمرو وهذا فعل لازم فعندما ادخلنا الهمزة عليه فصار اكرم انقلب الى متعد الى واحد فقير اكرم زيد عمرا وفهم زيد المسألة الفعل فهم متعد الى واحد فلما ادخلنا عليه الهمزة تعدى الى اثنين فقيل افهم الاستاذ زيدان المسألة وعلم الرجل العلم نافعا هذا متعد الى اثنين ولما ادخلنا عليه الهمزة صار متعديا الى ثلاثة مفاعيل فيقال اعلم الشيخ الرجل العلم نافعا والسبب الثاني للتعدية التضعيف اي تضعيف العين لفرعت لفرحت زيدا والتظعيف كهمزة التعدية في التعدية ففرح زيد كان لازما فلما ادخلنا عليه التضعيف طار متعديا لواحد كا فرحت زيدا وهي فهم زيد المسألة متعد لواحد وبالتظعيف صار متعديا الاثنين تفهم الاستاذ زيدان المسألة وعلم الرجل العلم نافعا متعد الاثنين وبالتضعيف صار متعديا لثلاثة تعلم الشيخ الرجل العلم نافعا والسبب الثالث زيادة الف المفاعلة اي جعل الفعل على صيغة اه على تجالس زيد العلماء فالاصل جلس زيد عند العلماء فعل لازم فلما زدنا الف مفاعلة يعني جعلنا الفعل على صيغة فاعل صار متعديا وقيل جلس زيد العلماء وقعد زيد وقعد زيد الصلحاء وسار زيد وسايرت زيدا قال وقد تقدمت يعني ان هذه الثلاثة السابقة تقدمت كلها في الكلام على معاني صيغ الزوائد والسبب الرابع قال زيادة حرف الجر ذهبت بعلي بل فعل لازم قد يوصل الى مفعوله بمساعدة وواسطة حرف الجر ما ذهبت بعلي واصله ذهب علي ثم اوصلنا الفعل الى مفعوله بواسطة حرف الجر فقلنا ذهبت بعلي كذلك عجبت منه ورضي الله عنك واحتاج الرجل الى زيد وجلست على الكرسي والجلوس قد وقع على الكرسي الا انه لازم ضعيف لا يصل بنفسه الى الكرسي فعدي بحرف الجر والسبب الخامس لقلب اللازم الى متعد زيادة الهمزة والسين والتاء. اي جعل الفعل على صيغة استفعلاء استخرج زيد المال فاصله خرج المال لازم فلما قلبنا وعلى اذا استفعل خرج الى استفعل صار متعديا فقلنا استخرج زيد المال وعظم الامر واستعظم زيد الامر وحسن الكلام واستحسن زيد الكلام وطعم زيد الخبز هذا متعد لواحد ثم قلنا استطعمته الخبز فتعدى الاثنين سببه السادس لقلب اللازم الى متعد التضمين النحوي وعرفه المؤلف بقوله ان تشرب كلمة لازمة معنى كلمة متعدية لتتعدى تعديتها نحو ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب اجله والفعل تعزم ماضيه عزم وعزم في اصل اللغة لازم وانعزمت على الامر وعزمت على السفر ولا يقال عزمت الامر وعزمت السفر ولكنه جاء في الاية متعديا بنفسه ولا تعزموا عقدة النكاح يعني عقد النكاح وكان الظاهر ان يقال ولا تعزموا على عقد النكاح حتى يبلغ الكتاب اجله فنقول ان الفعل عزم هنا ضمنا معنى فعل اخر متعد فاتعدى تعديته لانه عمل معاملته كالفعل كانوا او تقصدوا او تقطعوا او تبت او نحو ذلك من الافعال المتعدية كلمة اللازمة معنى كلمة متعدية لانه يتكلم على اسباب تعدي لازم لا لان التظمين خاص بذلك التظمين في حقيقته عام وابو كلمة معنى كلمة اخرى لتعامل معاملتها ولهذا يشمل اشرب كلمة لازمة معنى كلمة متعدية فتتعدى مثلها والعكس كما سيأتي اقرب كلمة متعدية معنى كلمة لازمة فتكون لازمة مثلها ويشمل ايضا اشرب كلمة متعدية بحرف جر معنى كلمة متعدية بحرف جر اخر با تعامل معاملتها كقوله تعالى عينا يشرب بها عباد الله والفعل يشرب مع العين لا يتعدى بالماء لا تقول شربت بالبئر وشربت بالعين وانما شربت من البئر وشربت من العين بخلاف الالة قال شربت بالكأس ولماذا عدي الفعل هنا يشرب بالباء وكان حقه في اللغة ان يتعدى من يشرب منها قالوا لان الفعل يشرب قم بنا معنى يرتوي لبيان ان هذه العين التي يشرب منها عباد الله مهما شربوا منها ارتووا بها فهي ليست كاعين الدنيا يشرب منها الانسان فقد يرتوي وقد لا يرتوي وقد تكون قليلة الماء او ليست عذبة ونحو ذلك وكقوله سبحانه وتعالى ولاصلبنكم في جذوع النخل وكان الظاهر ان يقول لاصلبنكم على جذوع النخل والتصليب على النخل وليس في داخل النخل قالوا ان التصليب هنا ضمن معنى الادخال لاصلبنكم عليها حتى ادخلكم فيها بسبب شدة التعذيب والتحقيق ان التظمين امر بلاغي يراد منه كلتا الكلمتين كلمة المذكورة هو الكلمة المضمنة التاهما مقصودة في المعنى وهو من اساليب الايجاز الذي تتميز به اللغة العربية ومعنى ذلك انا اية ولا تعزم عقدة النكاح النهي هنا وقع عن الفعل المذكور والفعل المضمن اي ولا تعزموا على عقد النكاح ولا تنوه وكلا الامرين منهي عنه اما العزم وقد ذكر بلفظ الفعل واما النية فقد ذكرت بالتعدية وكذلك اية يخالفون عن امره كما سيأتي اي يخالفون امره ويخالفون هنا ضمن يخرجون وكلا المعنيين مراد اي ان التحذير لمن يخالف امر النبي عليه الصلاة والسلام ولمن يخرج عنه وقوله تعالى عينا يشرب بها عباد الله معناها يشرب منها ويرتوي بها وهم يتمتعون بالامرين شرب منها والارتواء بها قوله لاصلبنكم في جذوع النخل اي لاصلبنكم على جذوع النخل وابالغ في ذلك حتى كانكم تدخلون فيها من شدة التعذيب فالتضمين من مقاصد البلغاء ولا يستعمله الا قاصد لمعنى بلاغي اما من استعمل فعلا على غير استعماله اللغوي بغير قصد التظمين وهو مخطئ لا مظمن التظمين لا يكون الا من عارف باللغة قاصد لهذا المعنى والسبب السابع هل باللازم الى متعد وحذف حرف الجر توسعا فان الفعل اللازم كما عرفنا قد يتعدى الى مفعول بحرف جر فجلست على الكرسي وذهبت بزيد ثمان حرف الجر هذا قد يحذف توسعا فينتصب المجرور كقول الشاعر تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكم وعلي اذا حرام. فالشاهد في قوله تمرون الديار فالفعل مرة لازم تقول مررته بزيد ومررت بالمدينة ثم حذف الباء من تمرون بالديار فانتصب المجرور وهذا الذي يسمى الناصب بنزع الخافض وبعضهم نسميه اذهو حرف الجر وايصال الفعل بنفسه الى المجرور فهذا انما يكون في ضرورة الشعر ولا يطارد وينقاس الا مع ان وان كما قال المؤلف ويطرد حذفه اي حذف حرف الجر قبل ان وقبل ان مع هذين قبل هذين الحرفين كأن تقول عجبت ان ذهبت او عجبت انك مهمل اي عجبت من ذهابك وعجبت من اهمالك لو صرحت بالمصدر الصريح لوجب ذكر حرف الجر عجبت من اهمالك ومن ذهابك ولما استعملت المصدر المؤول مع ان وان جاز ذكر حرف الجر وجاز حذفه ومن ذلك قوله تعالى شهد الله انه لا اله الا هو اي شهد بانه بان شهد بالشهادة يتعدى بالباء وشهد بالحق وكقوله تعالى او عجبتم ان جاءكم ذكر من ربكم اي عجبتم من مجيئي ذكر من ربكم وتقول رضيت ان تذهب اي رضيت بان تذهب وغضبت انك مهمل اي غضبت من كونك مهملا والسبب الثامن لقلب اللازم الى متعد هو تحويل الفعل اللازم الى باب نصر ينصر لقصد المغالبة نحو قاعدته قعدته فانا اقعده مع ان قعد في الاصل وعاد يقعد بمعنى فعل القعود ومن ذلك قوله تعالى ان ربك فعال بما يريد ويجوز فعال ما يريد. والاصل يفعل ما يريد وقال مصدقا لما بين يديه ويجوز مصدقا ما بين يديه والاصل يصدق ما بين يديه لكن هنا المعنى انك غلبته في المقاعدة ما قعدته اي غلبته في المقاعدة وانت تقعده اي تغلبه في المقاعدة ولو اخذنا مثلا جلس يجلس واردت به معنى المغالبة فحولته الى نصر ينصر وقلت جالسته فجلسته فانا اجلسه وتقدم الكلام على تحويل الافعال الى نصر ينصر لقصد المغالبة في معاني صيغ الزوائد فلا نعيده بعد ان ذكر المؤلف هذه الاسباب التي تقلب الفعل اللازم الى متعد اجاب عن هذا السؤال الاسباب تعدي اللازم قياسية واجاب عن هذا السؤال الذي قد يسأل فقال والحق ان تعدية الفعل سماعية يعني بالاسباب السابقة فهذه الاسباب السابقة مقصورة على السماع وغير قياسية ومن تطبيقات ذلك ما ذكره المؤلف في مسألتين الاولى ما سمع تعديته بحرف من حروف الجر لا يجوز ان يعدى بحرف اخر من حروف الجر مثل تكلم يقولون تكلم عن الامر واما تحدثا فيقول تحدثا عن الامر وهما بمعنى ويجب ان يلتزم مع كل فعل بحرفه الذي يتعدى به وكذلك من تطبيقات ذلك ان ما لم تسمع تعديته لا يجوز ان يعد بهذه الاسباب لقولك غضبت من زيد لا يقال غضبت زيدا لان غضب لم يسمع متعديا بنفسه وتقول احذف حرف الجر وانصبوا المجرور بنزع الخافض. نقول لا هذا سماعي كقولك احتجت الى كتاب لا يقال احتجت كتابا وهذا مما انتشر وتقول فرح زيد بالعلماء ولا تقل فرح زيد العلماء لان هذا مقصور على السماع كما ذكر المؤلف وهنا عدة ملحوظات تشير اليها ومن هذه الملحوظات ان ما سمعت تعديته بحرف جر لا يعد بنفسه عكس المسألة السابقة التي ذكرها المؤلف الفعل اعترض متعد بنفسه. تقول اعترضت الامر او اعترظت زيدا واعترظته لا اعترظت عليه وتقول رزقه الله طفلا ويتعدى بنفسه الى مفعولين ولا يقال رزقه بطفل وهكذا ملحوظة اخرى قد يكون الفعل الواحد متعديا ولازما بمعنيين ما يكون له حكم في التعدي وحكم اخر مختلف باللزوم وقد يكون متعديا باكثر من حرف ولكل حرف من هذه الحروف معنى الفعل وجد فيقال وجد زيد الكتابة فهو متعد من الوجود ووجد عليه اذا غضب من الموجدة ووجد به اذا احبه وجدا ونزل يقول نزلت منه نزلت من الفرس نزلت من السطح ونزلت فيه ونزلت له نزلت له عن حقه وهكذا وملحوظة اخرى ايضا وبعض الافعال جاء فيها التعدي بنفسها والتعدي بحرف الجر. فيجوز فيها ان تتعدى بنفسها وان تعدى بحرف جر لان السماع جاء بذلك كالفعلي نصح فنصحته ونصحت له وفي القرآن وانصح لكم وتعدى بحرف الجر وقال النابغة الذبيان نصحت بني عوف فلم يتقبلوا وصاتي ولم تنجح لديهم وسائلي وشكر يقال شكرت له وشكرته وفي القرآن ان اشكر لي ولوالديك ودخلت الى البيت ودخلته وسكنت البيت وسكنت فيه وملحوظة اخرى ان بعض الافعال جاء فيها التعدي بنفسها الى اثنين تنصب مفعولين بنفسها وجاء فيها ايضا التعدي بنفسها الى واحد والى الاخر بحرف جر فجاء فيها الوجهان نحن استغفر الله ذنبي واستغفره من ذنبي وامرتك الخير وامرتك بالخير وسميته زيدا وسميته بزيد وكنيته ابا زيد وكنيته بابي زيد وزوجته هندا وزوجته بهند وهداه الحق واليه ومنه اهدنا الصراط المستقيم واهدنا الى الصراط المستقيم ثم اجاب المؤلف على سؤال اخر اليس بهذه الاسباب سبب قياسي فاجاب عن ذلك بقوله بعض العلماء جعل زيادة الهمزة في الثلاثي اللازم لقص تعديته قياسا مطردا كما تقدم. نعم اشرنا الى ذلك في الكلام على معاني صيغ الزوائد لانه كثير جدا ودل على انه قياسي نحو فرح زيد افرحته وطرب واضربته وجلس واجلسته وذهب واذهبته وخرج واخرجته وكذلك قال بعض العلماء بقياسية التعدية بالتضعيف لكثرة امثلته ومما يدخل في الخلاف في ذلك الفعل صلح وقد سمعت تعديته بالهمزة اصلح فهو مصلح ولم تسمع تعديته بالتضعيف صلح فهو مصلح ومن قال فمن قال بقياسية التضعيف صحح صلح فهو مصلح ومن قال بعدم قياسيته قد طئى صلح فهو مصلح ثم انتقل المؤلف رحمه الله الى مسألة عكس المسألة السابقة وهي اسباب لزوم المتعدي هنا قلبنا الفعل الى اسم فاعل الى وصف وكذلك لو قلبنا الفعل الى مصدر كأن تقول يعجبني ان تشرب الحليب فتشرب هذا فعل مضارع نصب المفعول به بنفسه فلو قلبته الى مصدر شرب يشرب شربا فقال رحمه الله واسباب لزوم الفعل المتعدي اصالة خمسة الاول التظمين وهو ان تشرب كلمة متعدية معنى كلمة لازمة لتصير مثلها لقوله فليحذر الذين يخالفون عن امره ضمن يخالف معنى يخرج فصار لازما مثله الثاني تحويل الفعل المتعدي الى فعل بضم العين لقصد التعجب والمبالغة نحو ضرب زيد اي ما اضربه والثالث صيرورته مطاوعا كما كسرته فانكسر كما تقدم الرابع ضعف العامل بتأخيره لقوله تعالى ان كنتم للرؤيا تعبرون الخامس الضرورة كقوله دبلة فؤادك في المنام خريدة تسقي الضجيع ببارد بسام اي تسقيه ريقا باردا فهذه اسباب تعدي اللزوم اي الاسباب التي تقلب الفعل المتعدي الى فعل اللازم الاسباب التي تقلب الفعل المتعدي الى فعل لازم اي عكس الاسباب السابقة قال الاول التظمين وعرفه ان تشرب كلمة متعدية او ان تشرب كلمة متعدية معنى كلمة لازمة لتصير مثلها ومثل بذلك بقوله تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ويخالف مضارع خالف والفعل خالف في اصل اللغة متعدد بنفسه تقول خالفت زيدا وخالفت الامر ولما جاء في الاية متعديا بحرف جر قالوا انه ضمن فعلا لازما فتعدى تعديته فيخرج اي يخرجون عن امره وقلنا من قبل ان المعنى الدقيق هو الجمع بين المنع معنيين يعني فليحذر الذين يخالفون عن امره اي اي فليحذر الذين يخالفون امره ويخرجون عن امره التحذير من الامرين السبب الثاني لجعل المتعدي لازما تحويل الفعل المتعدي الى فعلاء بضم العين بقص التعجب والمبالغة لا للدلالة على حدوث الفعل لقولك ضرب زيد اذا اردت ان تتعجب من ضربه او تذكر ان ضربه كثير يتعجب منه بمعنى ما اضربه وسبق ذكر ذلك في الكلام على فعل يفعل مثل كتب الرجل واذا اردت ان تتعجب اما من حسن كتابته او كثرة كتابته فلك ان تقول ما اكتبه واكتب به على صيغة التعجب المشهورة ولك ان تحوله اذا فعل يفعل اتقول كتب الرجل اي ما اكتبه فانت تتعجب من كتابته ولا تخبروا انه كتب وكذلك اكل زيد تقول اكل زيد بمعنى ما اكله والسبب الثالث سيرورته مطاوعا كسرته فانكسر كما تقدم اي في معاني صيغ الزوائد وذكرنا هناك ان المطاوعة عكس التعدي والتعدي يزيد الفعل درجة في التعدية والمطاوعة بالعكس تقلل الفعل درجة في المطاوعة وكسر زيد الباب متعد لواحد فاذا قلبته الى فعل مطاوع صار لازما فانكسر الباب وجاذب زيد الرجل الثوب متعد الاثنين ولما قلبناه الى فعل المطاوع تجاذب قلنا تجاذب زيد والرجل الثوب فصار متعديا الى واحد والسبب الرابع هو ضعف العامل اذا ضعف العامل فانه قد يقوى اللام وتسمى حينئذ لام التقوية وضعف العامل يكون بسببين السبب الاول ذكره المؤلف وهو تأخر العامل عن المعمول يعني ان المعمول يتقدم على العامل لقولنا اكرمت زيدا وزيدا اكرمت ولزيد اكرمت فاكرمت زيدا جاءت الجملة على اصلها العامل متقدم وهو الفعل اكرم والمعمول متأخر وهو زيدا فلما قدمنا المعمول قلنا زيدا اكرمت جاز ان يبقى الامر على ما هو عليه يعني ان الفعل يتعدى بنفسه وينصب زيدا اكرمت وجاز ان نقويه بدم التقوية فنقول لزيد اكرمت ومن ذلك قوله تعالى ان كنتم للرؤيا تعبورون فتعبر مضارع للفعل عبر وعبر متعدد تقول عبر الرجل الرؤيا اذا ذكر تعبيرا لها كان القياس ان كنتم تعبرون الرؤيا ولو قال تعبرون الرؤيا لعداه بنفسه فلما قدم المفعول به الرؤيا على الفعل جاز في اللغة ان يقال ان كنتم الرؤيا تعبرون وجاز ان تقوى باللام كما في الاية ان كنتم للرؤيا تعبرون وسببه الثاني لضعف العامل وقلبه من فعل الى اسم فاذا قلبت العامل من فعل الى اسم ضعف لان الاصل الفعل فلما قلب الى سورة فرعية وهي رسمية ضعف العمل فيه فيمكن ان يبقى على عمله فينصب ويمكن ان يقوى بلام التقوية فتقول انا اكرمت زيدا فالفعل اكرم فعل قوي نصب المفعول به بنفسه فاذا قلبته الى اسم فاعل اكرم يكرم فهو مكرم فقلت انا مكرم زيدا فيجوز ان تعمله ويجوز ان تقويه باللام فتقول انا مكرم زيدا وانا مكرم لزيد لجاز ان يعمل فينصب بنفسه وآآ لجاز ان يقوى باللام ويقال يعجبني شربك الحليب ويعجبني شربك للحليب وهذا الحكم قياسي في السببين. فلهذا يدرس مثل ذلك في النحو والسبب الخامس لقلب المتعدي الى لازم الضرورة الشعرية فالضرورة الشعرية قد يقلب الفعل قد يقلب الشاعر الفعل المتعدي الى لازم. وهي من الضرورات غير الحسنة كقول الشاعر ثبلت فؤادك في المنام فؤادك في المنام خريدة اي اصابته بالتعب والمرض بسبب شدة عشقك اياها وحبك لها تسقي الضجيع ببارد بسام. اي تسقي الضجيع ريقها البارد البسام والفعل تسقي من سقى ومتعدد وسقيته ماء لقيته ريقا التقيتهما نع حقيقة وسقيته ريقا على المجاز وهو فعل متعد على كل حال لكن الشاعر قال تسقط ضجيعة ببارد. وكان الاصل تسقط ضجيع باردا كما قدره المؤلف تسقيه ريقا باردا فهذا ما يتعلق تقسيم الفعل الى متعد ولازم انتهينا منه بحمد الله تعالى فاترككم في حفظ الله عز وجل الى الدرس القادم الى ذلكم الحين استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته