بالله مالا ينزل به سلطانا. ثم قال صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فانها لا تزيدك الا وهنا. قال بعد ذلك فانك لو مت وهي عليك اي لو قبضت بعد التعويذات التي يؤمن منها تحصيل المطلوب وادراك ما يؤمل فانه لا يتم الله له ما يؤمر فلا اتم الله له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له اي لا سكنه ولا يقول الله جل وعلا بعد ان جاء السؤال؟ الجواب لم يذكره. لانه واضح وجلي. انما انتقل الى الجواب بما يدرك الانسان به كل ما يؤمله ويتوقى به كل ما يخافه ويضره. قل حسبي الله الله حسبي. اذا كان هذه المعبودات والتي يتوجه اليها من دون الله عز وجل. لا تجلبوا نفعا ولا تكشفوا ضرا. ولا تمنعوا رحمة ولا كربة ومضرة لا وجه للتعلق بها ولا التوجه اليها انما الانسان ما يؤمله من ادراك الرحمة وما يرجوه من السلامة من المضار وكشفها باعتماده وتفويضه الامر الى الله. قل حسبي الله. اي الله كافيني. هذا معنى حسبي الله. حسبي الله معناها اي كافيني وهو كافيك جل في علاه في كل امر اهمك سواء كان ذلك فيما يتصل ما تحب او فيما يتصل بما تكره فان الله حسبك في ادراك مطلوباتك وهو حسبك في الامن مما تكره. الواقع ان كثيرا من الناس يذكرون الحسم اي الكفاية كفاية يذكرون كفاية الله فقط في السلامة من الشرور لكنهم لا يذكرونها في تحصيل المطلوبات والمرغوبات والقرآن قد ذكر الكفاية حسب الله وكفايته ذكر حسب الله وكفايته في الموضعين في نيل ما تؤمن وفي السلامة والوقاية مما تخاف. اما في نيل ما تؤمل فقول الله عز وجل حسبنا الله اهو سيؤتينا الله من فضله. هذي في في ادراك ما تؤمل. الله كافيك في ادراك كل ما تحبه اذا التوكل عليه والاعتماد عليه والرغبة فيما عنده والاعراض عن كل ما سواه. وبقدر تحقيقك لتمام التوكل على الله تدرك كل مطلوباتك فان التوكل على الله مفتاح آآ مفتاح الخيرات. وبه تدرك الطلبات وبه يسلم الانسان من المرغوبات ولذلك المتوكلون على الله يدركون ما يؤمنون بل ان المتوكل على الله حتى فيما لا يحب جل في علاه قد يدرك مطلوبه. ولذلك يقول بعض اهل العلم يكون عند السراق من التوكل على الله ما يبلغون به مطالبهم من السرقة والسلامة من الشرط ونحو ذلك. فالتوكل على الله يدرك المطلوب لكن قد يدرك به مطلوبا يفوز به وقد وقد يدرك به مطلوبا يهلكه كالسارق الذي يدرك به معصية الله عز وجل بهما يحل عليه العقوبة في الدنيا والاخرة. ان لم يتب ويرد الحقوق الى اهلها. الحزم يكون في ادراك مطالب والمراغب ويكون قوله تعالى حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ويكون ايضا في من المكروهات في قوله تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فماذا قالوا؟ فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. اي الله كافينا ما خوفتمونا من العدو الذي اوعدتمونا انه سينالنا بما يسوءنا وبما نكره. فالمقصود ان استحضار كفاية الله عز وجل عبده تكون في تحصيل طالب وبلوغ الرحمة وتكون في السلامة من المكروهات دفعا ورفعا. قل حسبي الله طيب كيف يدرك الحسن عليه يتوكل المتوكلون. فطريق تحصيل كفاية رب العالمين لك فيما تحب وفيما تكره هو ان تتوكل عليه. ولذلك قال قل حسبي الله اي الله كافيني. طيب كيف ندرك هذه الكفاية؟ عليه يتوكل المتوكلون فلا تدرك ما تؤمن ولا تسلم مما تكره الا بصدق الاهتمام على الله والتوكل عليه في جلب ما تحب وفي الاجر مما تكره وعليك تتساقط كل الاسباب. التي لم يجعلها الله تعالى سببا لادراك المطالب كما انها تتساقط كل الاسباب من حيث تعلق القلوب بها فالقلوب لا تتعلق بالاسباب. حتى لو اخذتها وعملت بها وقدمتها بين حاجاتها لكنها لا تتعلق بها بل تتعلق بمسببها الذي اذا شاء كان ما تؤمل واذا لم يشأ لم يكن. مهما فعلت من الاسباب. ولهذا نحن في كل صلاة نختم صلاتنا بقولنا اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد نوقن انه لا مانع لما اعطى مهما بذل الانسان من السبب. لا يمكن ان تدرك ما منعه الله. كلما قدره الله تعالى ان يأتيك لابد ان يأتيك لا يمكن ان يمنعه احد. مهما كان قوة وقدرة وكثرة وهيبة لا لا يتمكن من من منع ما قدر الله ان يأتيك كما انه في المقابل لا معطي لما منع فما منعك الله تعالى لو اجتمع الانس والجن ومن في السماوات والارض على ان يكون لك لن يكون لك. ثم قد يغتر الانسان بما ملكه الله طه من القدرات من الغنى من الجاه من الاسباب يقول ولا ينفع ذا الجد اي صاحب الغنى ان الجد معناه صاحب الغنى لا ينفع ذا الجد منك الجد اي لا ينفعه غناه في منع ما يكره وفي تحصيل ما يؤمن بل ذاك امره وشأنه له الامر كله واليه يرجع الامر كله ولا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع سبحانه وبحمده. اذا امتلأ قلب المؤمن بهذا هل تتوقعون او تتصورون انه سيتعلق بخير يضعه في يده لدفع بلاء او رفعه او يتعلق بحلقة او يتعلق باي شيء من اسباب الدنيا لا لن يكون ذلك ممن ملأ الله قلبه بتقواه والتوكل عليه واعتقاد ان الكفاية جميعها من الله ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وبالتالي يملك المؤمن بهذا الاعتقاد قوة تتلاشى امامها وتتبدد بين يديها كل الاسباب وكل القوى المادية لماذا؟ لانه يملك الاعتماد على الله والركون اليه. لوط عليه السلام لما جاءه الملائكة بصورة بشر على سورة حسنة وجد في نفسه ظيقا لمجيئهم بسبب ما كان من تسلط قومه على من يرون فيه حسنا وجمالا. فقال لو ان لي بكم قوة من من قبله او الى ركن شديد. قال النبي صلى الله عليه وسلم يعني او الجأ واعتصم بركن احتمي به منكم من قبيلة او عشيرة او غير ذلك. قال النبي صلى الله عليه وسلم لقد كان يأوي الى ركن شديد امنه ولا اقر عينه بما يؤمن من تعليق هذه الودعاء. هذا الحديث ايضا اه لم يتكلم المصنف رحمه الله عن اسناده بناء على انه اقوى من من الحديث السابق وقد تكلم فيه جماعة من الدعوة الى الله جل في علاه. فالمؤمن اذا امتلأ قلبه اعتقادا بقوة الله وعصمته وكفايته لم يخف شيئا ولذلك اقوى القلوب واعظمها ثباتا قلوب واولياء الله الذين صدقوا في التوكل عليه. هود عليه السلام لم يأت قومه باية كما قال المفسرون. لم يأت باية اه خلقية من شق القمر او اه ما اشبه ذلك من الايات والمعجزات التي جاء بها الانبياء لكنهم جاءهم باية هي صموده وثباته امام كيدهم ومقابلته لما كانوا عليه من ضلال ولذلك قال تكيدوني جميعا ثم لا تنظرون هذه اية هود عليه السلام. هو انه تحداهم اعتمادا على الله عز وجل وركونا اليه فكان هذا دليلا على صدقه. لانهم لم يستطيعوا ان يوصلوا اليه مضرة بصدق هذه ولجوئه الى الله جل وعلا. ذكر المصنف رحمه الله في هذا الباب عن عمران ابن رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر حلقة وهي ما باليد من صفر يعني من نحاس الصفر هو النحاس. فقال ما هذه؟ النبي صلى الله عليه وسلم سأله عن هذه في يده الحلقة التي بيده ولم تكن معهودة. فسأله عن شأنها. قال من الواهنة. اي ان هذه الحلقة سببها توقي الواهنة او رفع الواهلة. يعني اما وقاية من مرض الواهنة او انه دفع لما نزل به من هذا المرض. والواهنة مرض يصيب الانسان وهو مما تعلق بعرض الكتف واليد. يضعف به الانسان ويصيبه عجز عن ادراك مصالحه فهذا رجل لما اصابته الواهنة هذا النوع من المرض لبس لذلك هذه الحلقة او انه خشي ان يصيبه والمرض فلبس الحلقة فيحتمل انه من الواهنا وقاية او من الواهنة استطبابا وعلاج اجل فيحتمل انها لرفع الواهنة ويحتمل انها لدفع حصولها. قال له النبي صلى الله عليه وسلم انزعها اي ازلها. عن يدك انزعها فانها لا تزيدك الا وهنا. اي فانها لا تزيدك الا ظعفا. فالوهن هو الظعف. فيكون قوله صلى الله عليه وسلم لا تزيدك الا وهنا بيان ان تعلقه بهذه الحلقة سيكون ثمرته خلاف ما امل خلاف ما رجا من ازالة ما اصابه من المرض. والوهن هو المرض او هو الظعف على وجه العموم كقول زكريا عليه السلام ربي اني وهن العظم مني اي ضعف ومنه قوله تعالى ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلاء اي لا تضعفوا. فقوله صلى الله عليه وسلم انها لا تزيدك الا وهنا اي لا لا تزيدك الا ضعفا. لان القوة مبدأها ومنشأها هو هي قوة القلب بالاعتماد على الله والاعتصام به. فمن قوي قلبه بالاعتصام بالله عز وجل والاعتماد عليه كان هذا دافعا سرور عظيمة وافات كثيرة لكن اذا ضعف القلب ووهن الفؤاد بالتعلق بغير الله عز وجل والالتفات الى سواه كان ذلك موجبا لهلاكه. موجبا ضعفه. ولهذا ذكر الله تعالى من عواقب الشرك ضعف القلوب. سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب ليش؟ بما بالله ما لم ينزل به سلطانا. فاعظم ما يهن به القلب. ويمرض ويضعف ان يتعلق بغير الله. واعظم ما يقوى به القلب ويثبت ويدفع عن الانسان المضار والشرور يقينه بانه لا اله الا الله يقين بانه لا مانع لما اعطى وانه لا آآ معطي لما منع وانه لا ينفع ذا الجد منه الجد سبحانه وبحمده. فبقدر تسرب الشرك للقلب بخوف وقيل بتسويتهم برب العالمين برجاء نفعهم بخوف ضرهم من دون الله عز وجل يقع في قلب العبد الشريف وبقدر بسلامة من هذا يكون القلب قويا سليما ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسد فسد الجسد كله. واهم ما ينبغي ان يصلح القلب عليه ويسلم منه ان ان يصبح على التوحيد ويسلم من الشيطان. فان صلاحها على التوحيد وسلامته من الشرك من اعظم ما يفتح للانسان ابواب الصلاح والهدى تذكر ان الله ذكر في كتابه الرعب جزاء للشرك سنلقي في قلوب الذين كفروا الرحب. لماذا؟ بما لانها لا تنفع وبانها مما يضر فانها فانك لو مت وهي عليك ما افلحت ابدا اي ما ادركت فلاحا. لماذا؟ لان الشرك سبب للهلاك. سبب للضر. سبب لفساد الدنيا والاخرة. وهنا ينبغي ان يتنبه المؤمن ان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر في عقوبة بغير الله عقوبتين. العقوبة الاولى فوات مقصودة. والعقوبة الثانية نفي الفلاح عنه في الاخرة اما الاولى بقوله صلى الله عليه وسلم فانها لا تزيدك الا وهنا عوقب بنقيض مقصوده لما تعلق بغير الله جاءه الخلل وجاءه الضعف وجاءه الهلاك بتعلقه بغير الله جل في علاه. هذا من ناحية هذه العقوبة الاولى المرتبة على التعلق العقوبة الثانية التي تترتب على تعلق القلوب بغير الله عز وجل قوله صلى الله عليه وسلم فانك لو مت وهي عليك ما افلحت ابدا اي ما ادركت فلاحا ولا نجاحا ولا سعادة ولا توفيقا. وهذا جلي فيما اذا كان اعتقد ان هذه الحلقة تدفع الضر بذاتها. وانها تستقل عن الله عز وجل وهو ايضا واضح جلي فيما اذا كان يعتقدها سببا. كل من اعتقد في شيء انه سبب وليس بسبب شرعا ولا قدرا فانه وقع في الشرك الاصغر. كل من اعتقد في شيء انه سبب لجلب نفع او دفع استقلالا فهو شرك اكبر. اه واذا اعتقد انه سبب وليس شيئا مستقلا عن ارادة الله وتقديره لكن اعتقد اعتقده سببا وهو ليس كذلك. اي لم يكن سببا لا في الشرع ولا في القدر فان صاحبه يقع ذلك في الشرك الاصغر وهذا معنى ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث في قوله فانك لو مت وهي عليك ما افلحت ابدا اي ما ادركت نجاحا ولا فلاحا. رواه احمد باسناد لا بأس به. هكذا قال الامام رحمه الله في حكم اهل الحديث بانه لا بأس به وقد صححه الذهبي والحاكم وتكلم على اسناده جماعات من اهل العلم بالتضعيف وذكر علله وعلى كل حال الحديث لا يخلو اسناده مقال لكن المعنى الذي تضمنه دلت عليه في نصوص كثيرة في الكتاب والسنة. اما الحديث الاخر الذي ذكر المؤلف رحمه الله فهو قوله وله اي للامام احمد في مسنده عن عقبة ابن عامر رضي الله تعالى عنه مرفوعا اي ينقله عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا معناه مرفوعا اي انه يرفعه الى النبي فينقله عنه فمعنى قول كما لو قال عن عقبة ابن عامر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تعلق تميمة ما اتم الله له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له. قوله له عن عقبة بن عامر اين الامام احمد؟ في مسنده عن هذا الصحابي الجليل عقبة بن عامر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من تعلق تميمة من تعلق تميمة التعلق التعليق الحسي والتعلق المعنوي. بمعنى انه من علق تميمة سواء على صدره او في يده او في مركبته او في بيته لدفع ضر او جلب نفع. وعلق قلبه بها على انها سبب لجلب الخير او دفعه فلا اتم الله له. اي لا يتم الله له مقصوده. قوله فلا اتم الله له هذا دعاء من النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم على هذا الذي تعلق بغير الله انه لا يدرك تماما ولا يدرك مطلوبا لان كل من تعلق بغير الله لم لن يدرك ما يؤمن انما يتعب نفسه ويتورط في عناء لا يدرك بها شيء لا يدرك به شيئا من مصالح دنياه ولا اخراه وهذا معنى قوله فلا ان الله له اي لا بلغه الله ما يؤمن هذا معنى قوله فلا اتم الله له. وقوله ومن تعلق ودع تنهي صورة ثانية وهي ما كان يفعله بعض الناس من من تعليق الودع والودع يشبه الصدأ يعلقونه لدفع الضر او جلب النفع. ويا اخواني بعض الناس يقول هذا كلام قديم ما هو موجود. هذا موجود في الناس. هؤلاء الذين يعلقون العين الزرقاء على صدورهم من النساء والرجال لاجل ذبح العين والوقاية منها هم يفعلون قال ما قاله النبي في هذا الحديث من تعلق تميمة فلا اتم الله له. ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له. فليس الحكم معلقا بصورة زالت وانتهت بل كل معنى يتجدد باي صورة كل صورة تتجدد باي شكل كانت اذا جاءت بنفس المعنى فانها تأخذ نفس الحكم. ولذلك ينبغي ان يعلم ان هذا الكلام كلام يعيشه والناس وثمة في حياتهم من صوره الشيء الكثير. لعلموا بذلك ان جهلوه الواقع ان كثيرا من الناس يتعلق بالاسباب ويركن اليها فيقع فيما جاء فيه النهي من التعلق بالاسباب على وجه محرم سواء باعتقاد ان السبب يأتي بالنتيجة من دون ارادة الله وتقديره او يعتقد انه سبب وليس بسبب في الشرع ولا في القدر. فقوله من تعلق تميمة اي من تعلق فما يؤمل ان يدرك به تمام امره مما يعلق من المكتوبات يعلق من اهل العلم من حيث الاسناد وكما ذكرت ليس الشأن في حديث هذي قظية لا تستفاد من حديث واحد بل هي مستفادة من مجموع ما جاء النصوص فلو جاء حديث ضعيف فضعفه لا يؤثر في اثبات المعنى الذي دلت عليه بقية النصوص. اخر ما ذكر رحمه الله من المسائل في هذا الشاب ما نقله عن حذيفة رضي الله تعالى عنه. قال ولابي ولابن ابي حاكم عن حذيفة ابن اليمان صاحب سر النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم. انه رأى رجلا في يده من الحمى اي قد جعل في يده خيطا يتوقى به نزول الحمى او يأمل بهذا الخيط ان تندفع عنه الحمى وترتفع. قال فقطعه اي قطع هذا الخير. ابتدر بانكار هذا المنكر بقطعه فقطعه اي قطع الخيط الذي تعلق به هذا الرجل وتلا قول الله عز وجل وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. هذه الاية فيها الخبر عن حال كثير من الناس انه مع اقرارهم وايمانهم بالله عز وجل الا انهم لا يتمون الايمان بالسلامة من الشرك بل يتورطون بانواع من الشرك اما فيما يتعلق بالاسباب او فيما يتعلق بغيرها. ولهذا يقول الله جل وعلا وما اكثرهم بالله اي لا يقر بالله بربوبيته وانه الخالق المالك المدبر الرازق الا وهم مشركون اي يسوون غيره به جل وعلا. فقوله الا وهم مشركون اي الا ويسوون به غيره. وهذا لا يلزم كما ذكرت ان يكون في كل شيء يمكن ان يكون في بعض الاشياء بان يعتقد ان غير الله يجلب نفعا او يدفع ضرا يعني هذا الذي وضع خيطا في يده لا يعتقد ان هذا الخيط هو خالق السماوات والارض. فلم يسويه بالله في مسألة خلق السماوات والارض. لكنه سواه بالله في انه يدفع عنه يكره من مرض او يرفع عنه ما نزل به من مرض. هذا فقط هذا الشيء الجزئي الذي سوى فيه غير الله بالله يصدق عليه انه قد وقع به في الشرك. فلا يلزم ان يسوي غير الله بالله في كل بل لو سوى غير الله بالله في امر من الامور ولو كان جزئيا فانه وقع فيما نهى الله تعالى عنه من من الشرك به وتسوية غيره به سبحانه وبحمده. ولهذا قال الله جل وعلا في حال في بيان حال كثير من الناس وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون. خلاصة هذا الباب الذي ذكره المؤلف رحمه الله في اول ما ذكر من ابواب تفسير التوحيد التفصيلي لان المؤلف ذكر تفسير التوحيد اجمالا في قول باب تفسير التوحيد شهادة ان لا اله الا الله ثم في نهاية الباب بعد ان ذكر الايات والحديث الذي فسر به التوحيد اجمالا قال وشرح هذه الترجمة ما بعده من الاغوار. هذا مبدأ الشرح التفصيلي للتوحيد. بدأ فيه بذكر شرك الاسباب لانه الاكثر فشوة. ولانه الاكثر انتشارا. ولان كل من عبد غير الله او تعلق بسواه انما يتعلق به ويعبده رجاء نفعه وخوف برءه. ومعلوم انه اذا انقطع عن قلبك ان احدا يجلب نفعك او يدفع ضرا دون الله عز وجل فانك لن تلتفت الى غيره. لن تلتفت الى سواه اذا امتلأ قلبك يقينا بانه لا مانع لما اعطى ولا معطي لما من اعطى. الاسباب ثابتة ولا يجوز تعقيده بل تعطيلها ينافي العقل والشرع. فمن يقول ان الاسباب لا تأتي بالنتائج ولا قيمة لها يقال له قد خالفت في ذلك الشرع والعقل. ومن تعلق بالاسباب. فجعلها تفعل من دون من دون الله وتوجد الشيء من دون الله فقد وقع في شرك الربوبية. حيث انه اعتقد لان غير الله يخلق ويأتي بنفع ويدفع ضرا استقلالا عن الله ويكون بذلك قد وقع في في الشرك في شرك الربوبية وهو من الشرك الاكبر ان اعتقد ان شيئا من الاشياء سبب ولم يكن هذا في الشرع ولم يكن هذا في القدر يعني لم يأتي في الكتاب ولا في السنة انه سبب فانه تكون قد وقع في ذلك بالشرك الاصغر هذا خلاصة ما ينبغي ان ان يلم به المؤمن في شأن الاسباب. نثبت الاسباب فما من شيء في الدنيا ولا في الاخرة الا وله سبب لكن هذي الاسباب لا يجوز اعتقاد انها تفعل وتأتي بالنتائج من دون الله. بل لا تكون نتائجها وثمارها الا بمشيئة الله فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. ايضا مما يجب اعتقاده في الاسباب انه لا يجوز ان تجعل شيئا من الاشياء سببا الا اذا دل عليه الشر او دل عليه العرف والطبع والعادة وما جرى به العمل مما يوجد به رابط بين السبب والنتيجة. فمثلا لو ان انسانا اعتقد ان هذا الجهاد على سبيل المثال هذه اللاقطة ستجلب له سعادة. هل في الشرع ما يدل على ان هذا يجلب سعادة؟ الجواب لا. هل في والعرف والطبيعة ما يربط السعادة بهذا؟ الجواب لا. وبالتالي اعتقاد ان هذا سبب لتحصيل السعادة هو من الشرك الاصغر هو من الشرك الاصغر. وقس على هذا اشياء كثيرة في حياة الناس. اشياء كثيرة في معاشهم يعتقدون فيها باسباب ليست لا في الشرع لم يأتي بها دليل في القرآن ولا في السنة وليست اسبابا في الطبيعة والتجربة فيقعون بسبب هذه العقائد اما في شرك اكبر او شرك اصغر. وهذه القضية اذا اتضحت لك بهذا الاختصار وبهذا الجلاء ارتحت من عناء كثير من الانحرافات التي يقع فيها كثير من الناس بسبب اختلال قضية الاسباب فالاسباب بوابة من البوابات التي يدخل الانسان فيها الى الشرك من حيث لا يشعر. ولهذا الاسباب ثابتة بالكتاب والسنة. والله عز وجل قد اجرى الاشياء باسبابها في امر الدنيا وفي امر الاخرة لكن يجب اعتقاد ان هذه الاسباب في مشيئة الله وقدرته ان شاء انتجت نتائجها وان شاء عطلت عن نتائجها وهذا في القرآن جلي في قصة ابراهيم لما جعل النار عليه بردا وسلاما وهي في العادة السبب للاحراق هي في العادة سبب للاذى لكن لما اراد الله تعالى تعطيل ذلك قال لها سبحانه وبحمده وقل وآآ قل قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم. هذه قضايا اذا اتظعت عندك وتبينت لك انحل عندك ما تعلق بالاسباب وما يمكن ان يكون سببا للمذلة والخطأ في شأن الاسباب. الاسباب ثابتة لكنها لا تأتي بالنتائج الا اذا شاء الله يجب عليك الا تعتقد في سبب انه سبب الا اذا دل عليه شرع او جرى به قدر طبيعة وعادة هذه القضايا اساسية في باب الاسباب تسلم بها من انواع الانحرافات. نستمع الى ما جاء من اسئلة. نسأل الله ان يرزقني واياكم الاخلاص له القول والعمل وان يعيننا على الصالح في السر والعلن وان يستعملنا فيما يحب ويرضى انه ولي ذلك والقادر عليه