قوله رحمه الله وقل انما الايمان اي في حقيقته. والايمان في الاصل مأخوذ من امن وهو الامن ضد الخوف وقد قال جماعة من اهل العلم ان الايمان في اللغة التصديق شعب الايمان وارفع اه خصاله الا اذا كانت متظمنة لما او مطابقة لما ظهر من القول اي ان يطابق قول اللسان ما في القلب من اعتقاد ثم ذكر صلى الله عليه وسلم توكل كل هذه من اعمال القلوب فالايمان يدور على هذين الامرين عند الاطلاق يشمل ما يكون في القلب من قول وعمل وما يكون في اللسان من قول وفي العام وفي البدن من عمل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم ثم اما بعد قال المؤلف رحمه الله تعالى وقل انما الايمان قول ونية وفعل على قول النبي مصرح وينقص طورا بالمعاصي وثارة بطاعته وفي الوزن يرجح. ودع عنك آراء جاء لواء قولهم فقول رسول الله ازكى واشرح ولا تك من قوم تلهوا بدينهم فتطعن ان في اهل الحديث وتقدحوا. اذا ما اعتقدت الدهر يا صاح هذه فانت على خير تبيت اصبحوا الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن مع سنته باحسان الى يوم الدين. اما بعد شهادة هو اخر مقطع في هذه المنظومة المباركة منظومة ابن ابي داود المشهورة بالحية ذكر فيها جملة من المسائل آآ مما يتصل ما سبق قراءته في قول الناظم رحمه الله ولا تكثرن اهل الصلاة وان عصوا فكلهم يعصي وذو وذي العرش يصفح فقوله رحمه الله وقل انما الايمان قول ونية. الى اخر ما ذكر. فقوله رحمه الله وقل انما الايمان بين فيه مؤلف رحمه الله حقيقة الايمان اذ الحكم بالكفر هو فرع عن ارتفاع الايمان وانتفائه. فالايمان والكفر اثنان كل منهما حقيقة فلما نهى المؤلف رحمه الله عن تكفير اهل الصلاة من معاصي بين حقيقة الايمان وذلك ان السر في تكفير اهل المعاصي عند الخوارج والمعتزلة ومن شابههم انهم لم يضبطوا حقيقة الايمان لم لم يدركوا حقيقة الايمان ولو ادركوا حقيقة الايمان وعلموه لما كفروا بالمعاصي. بل لاثبت الايمان مع قيام المعصية وقالوا بانه ول قالوا بانه يجتمع في قلب الانسان ايمان وكفر. ايمان وكفر ايمان بالله تعالى وكفر ما يكون من المعاصي والسيئات التي هي دون دون الكفر ايمان لا كفر لا يبطل الايمان ولا يزيله. فبين المؤلف رحمه الله حقيقة الايمان فقال وقل اي دل واعتقد في القلب والجنان بالقلب واللسان بالجنان واللسان قالوا ان الايمان في اللغة التصديق. وهذا التعريف اذا تأملت الاستعمالات اللغوية لكلمة الايمان تجد انه لا يمكن ان يقال ان ما هو التصديق في كل المقامات وفي كل المحال بل بينهما فروق ولهذا قال جماعة من اهل العلم الايمان تصديق خاص الايمان تصديق خاص يعني وليس التصديق مطلقا بل هو تصديق خاص اللغة وذلك ان الايمان لا يصلح استعمال استعماله في مقام التصديق في كل المقامات وهذا هو السبب الذي جعل هؤلاء يقولون ان الايمان ليس التصديق مطلقا انما هو تصديق خاص واما في الاصطلاح الشرعي او في استعمال الكتاب والسنة لهذه الكلمة فان من العلم قال الايمان والتصديق كما هو في اللغة. وكذلك منهم من قال انه تصديق خاص. واقرب ومن هذين في تعريف الايمان ان يقال الايمان في في الاصطلاح الشرعي الايمان في الكتاب والسنة هو الاقرار المستلزم للاذعان والقبول الاقرار المستلزم للاذعان والقبول وهذا التعريف ليشمل حقيقة الايمان من حيث العقل ومن حيث الخلال والصفات والشعب واذا تأملنا كلام السلف في تعريف الايمان وجدنا ان كلام السلف في تعريف الايمان هو بيان لحقيقته ببيان محاله فيقولون لك الايمان قول وعمل وفهمنا ان الايمان يكون في القول ويكون في العمل. هذا نوع من تعريف الايمان الذي يذكره جماعة من اهل العلم فالكلمات للسلف منها ما يدور على هذا المعنى ستجد طائفة منهم يعرفون الامام بانه قول وعمل حتى اصبح هذا التعريف في الايمان شعارا لاهل السنة من حيث الاصل وان كانت الالفاظ قد تتنوع يعني فلماذا السلف متنوعة في تعريف الايمان لكن لا تجد تعريفا يخلو من ذكر مضمون هاتين الكلمتين. الايمان قول وعمل. والمقصود بالقول هنا قول القلب وقول اللسان وهل للقلب للقلب قول؟ نعم القلب له قول وجلسوا كنا نقول في كل المواضع السابقة عندما يقول مؤلف رحمه الله وقل وقل في مسائل الاعتقاد انه قول وقول اللسان لان الايمان مرتب من هاتين الحقيقتين من قول وعمل والقلب له قول لقائل ان يقول ان القول عند الاطلاق لا يصدق الا على ما تلفظ به اللسان ونطق. فالقول آآ هو الكلمات الصادرة عن المتكلم. الجواب نعم هذا الكلام صحيح وهو المقصود عند الاطلاق فاذا قلت قال كذا فلا يفهم منه الا قول اللسان هذا هو المعنى المتبادل. لهذه الكلمة. لكن اذا جاء القول مقيدا فانه يعلم به ما يناسب هذا الدقيق فقول القلب ليس كلاما ولذلك قلنا قول القلب وقول اللسان. فقول اللسان هو الكلام واما قول القلب فهو اعتقاده وتصديقه هذا معنى قول القلب في كلام السلف. اعتقاده وتصديقه وهل هناك في كلام السلف او في كلام النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على صدق اطلاق القول على ما يكون في القلب؟ الجواب نعم. وفي الحديث في الصحيحين من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله وسلم قال ان الله عفا عن امتي ما حدثت به انفسها. انفسها حدثت انفسها. فاضاف الحديث الى النفس والحديث معلوم انه كالقوم عند الاطلاق لا يفهم منه الا الكلام المرتب من كلمات. لكن لما اضافه الى النفس علم انه ما يجول فيه من الخواطر وما يقوم فيها من الهواجس والوساوس وبهذا يتبين ان قول القلب اطلاق صحيح ومعناه اعتقاده وتصديقه. اعتقاده القلب وتصديقه واما العمل وايضا يدخل في القول قول الاستعانة وهو النطق بالشهادتين والذكر سائر ما يكون من الاقوال التي تصدر على الانسان. واما القسم الثاني من آآ مما يتكون منه الايمان فهو العمل والمراد بالعمل هنا عمل الجوارح وعمل القلب. عمل الجوارح وعمل القلب عمل الجوارح صلاة. الحج بالصوم سائر العمل الصالح الذي يكون للبدن. واما عمل القلب فهو المحبة والخوف والرجاء. هذه اصول اعمال القلوب. تعظيم الخشية ومن اهل العلم اذا التعريف الاول الذي تواطأت عليه كلمات السلف ان الايمان قول وعمل وهذا بيان لحقيقته وبيان اين يكون الايمان يتحقق؟ ايضا من اهل العلم من بسط في التعريف. فقال الايمان قول واعتقاد وعمل وبعضهم يقول قول ونية وعمل هؤلاء بسطوا في تعريف الايمان فزادوا اعتقاد او نية وسبب هذه الزيادة انهم لم يعلموا القول مضافا الى غير اللسان الذي يتكلم. فلذلك ذكروا اشارة او الاعتقاد اشارة الى ايمان القلب وتصديقه ايمان القلب واقراره فافردوه بكلمة اعتقاد او بكلمة نية اما لكون القول عندهم لا يشمل قول القلب او خشية ان ان يتوهم احد ان القول فقط هو قول اللسان ومنهم من يزيد فيقول الايمان قول ونية وعمل واتباع سنة وهل الزيادة لا تخالف التعريف الاول لان هؤلاء لما ذكروا العمل قالوا ليس كل عمل ينفع انما ما ينفع هو ما كان على هدي النبي صلى الله عليه وسلم. من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو ولذلك اظافوا هذا القيد في تعريف الايمان. فتبين لنا من خلال هذا تنوع الذي ذكره العلماء في تعريف الايمان انه لا تظاد بينه ولا تصادم ونادى من باب اختلاف التنوع وليس اختلاف التضاد فالذي يقول في تعريف الايمان الايمان قول وعمل لا يخالفه قول من قال الايمان قول ونية وعمل لا يخالف قول من قال في تعريف الايمان الايمان قول ونية وعمل واتباع سنة. فالجميع يتفق على الاصول لكن منهم من يرى ان البسط ابلغ في الايضاح واجلى في بيان حقيقة الايمان ومنهم من يرى ان الاختصار يفي بالغرض ولهذا قال المؤلف رحمه الله في تعريف الايمان وقل انما الايمان قول ونية وفعل وقل انما الايمان قول ونية وفعل اي عمل فالمقصود بالفعل هنا العمل والعمل هنا يشمل عمل القلب وعمل الجوارح وهذا سار فيه المؤلف على التعريف المتوسط لا المختصر ولا المقصود. المختصر في تعريف الايمان انه قول وعمل انه قول وعمل ونية واتباع سنة فتوسط المؤلف رحمه الله وذكر النية ببيان ان القول لا بد فيه من اه آآ لان القول آآ هنا يصدق على قول المثال والنية عمل القلب. ومن اهل العلم من يقول القول في هذا المقام اشمل قول القلب وقول اللسان والنية هنا انما اتى بها المؤلف رحمه الله لان العمل الذي تجرد عن نية لا ينفع صاحبه فبين ان النية هي الاصل الذي لا بد من استحضاره في كل عمل ليكون عبادة وطاعة فالاعمال كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما اه جاء في الصحيحين حديث عمر انما الاعمال بالنيات فالعمل المجرد عامية لا يصلح ولا يستقيم لصاحبه. اذا هذا هو تعريف الايمان وهذا التعريف بين فيه المؤلف شمول الايمان للقول والنية والعمل وعلى وجه البسط الايمان قول القلب وقول اللسان وعمل الجوارح وعمل القلب وعمل القلب وعمل الجوارح بعد هذا قال المؤلف رحمه الله على قول النبي مصرح الف ان هذا التعريف مستفاد من قول النبي صلى الله عليه وسلم. فقوله على قول يعني انطلاقا من قول او موافقة لقول او مطابقة لقول النبي الله عليه وسلم وهذا القول مصرح اي قول صريح غير ملتبس ظاهر غير خفي بين لا غبش فيه. كل هذا تقرير لوضوح. هذه القضية في تعريف الايمان فبعد ان قرر عقد اهل السنة والجماعة في معنى الامام ذكر ايش؟ الدليل على ذلك. وهذي من ميزات هذا من ابرز ميزات هذا النظر انه ذكر الادلة على ما تضمنه من مسائل في غالب ما ذكر والذكر هنا ليس ليس من لازمه آآ ان ذكره بالنص انما الاشارة كافية. ولذلك قال المؤلف رحمه الله على قول النبي مصرحوا والادلة في بيان شمول الايمان القلب واللسان والجوارح كثيرة من ابرزها ما في الصحيح آآ من ما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الايمان بضعون شعبة. اعلاها قول لا اله الا الله. وادناها اماطة الاذى عن الطريق ثم قال والحياء شعبة من الايمان تأمل هذا الحديث تجد ان النبي صلى الله عليه وسلم بين اصول خصال الايمان وان منها ما يكون كل ساعة ومنها ما يكون في القلب ومنها ما يكون في الجوارح والجميع لا بد فيه من عمل القلب. لا بد فيه من عمل القلب. فعمل القلب هو الاصل لكن الايمان يشمل ويصح اطلاقه على ما يكون من ظاهر العمل فلذلك قال الايمان بضع وسبعون شعبة اي خصلة وخلى. اعلاها قول لا اله الا الله. وهذا قوله يشمل قول اللسان لكن هل هو قول اللسان مجرد عن اعتقاد القلب؟ الجواب لا لا يكون لا تكون هذه الكلمة اعلى خلة ثانية وهي اماطة الاذى عن الطريق. واماطة الاذى عن الطريق عمل من عمل الجوارح وجعله من خلال الايمان وشعبه فدل على ذلك على ان الايمان عملا ثم قال والحياء شعبة من الايمان والحياء عمل قلبي في الاصل له اثار تظهر في الجوارح لكنه في الاصل عمل قلبي فدل هذا على ان الايمان يشمل كل هذه الامور. يشمل العقل اللي هو قول القلب وقول اللسان وعمل القلب وعمل الجوارح ثم قال رحمه الله هذا دليل وهو كافر في اثبات هذه القضية ادلة هذا كثيرة ومتنوعة في لاثبات آآ ان الايمان قول ونية وعمل. هذا الاصل الذي قرره المؤلف رحمه الله في حقيقة الايمان خالف فيه الخوارج وخالف فيه المعتزلة وخلف فيه فئام فخالفوا في حقيقة الامام كما خالف به المرجئة على انواع من المخالفات فمنهم من يغلو في اثبات هذه الخصال حتى ينفي الايمان بالكلية عن من تخلف فيه شيء منها ومنهم من يقول الايمان هو مجرد المعرفة كما هو قل غلاة المرشئة. مجرد المعرفة والعلم لله تعالى يشفي في الايمان ويتحقق به الكمال الواجب بعد هذا يقول المؤلف رحمه الله في تقرير قضية ثانية من قضايا الايمان قال وينقص طورا بالمعاصي وتارته بطاعاته بطاعته يلمع او ينوي وفي الوزن يرجح. المؤلف رحمه الله ذكر في هذا حقيقة من حقائق الايمان واوصافه انه يزيد وينقص وهذا من المسائل التي وقع فيها خلاف بين اهل السنة والجماعة وبين غيرهم من الطوائف والفرق فان المؤلف قرر ان الامام يزيد وينقص. فقال وينقص فورا اي تارة. الطور هو التارة والمرة كما قال الله تعالى وقد خلقناكم وقد خلقكم اطوارا هل في مراحل ومرات فقوله وينقص طورا اي ينقص تارة ومرة بالمعاصي اي بالذنوب والمعاصي تنقسم الى قسمين في الجملة ترك ما وجب وفعل ما حرم. المعصية هذه هي. اما ترك واجب او فعل محرم. سواء كان ذا نساء من الواجبات الظاهرة او الباطنة او من المحرمات الظاهرة او المحرمات الباطلة فينقص فورا بالمعاصي اي بسببها تلقاه هنا للسببية وبه يعلم ان المعاصي سبب لنقص الايمان وهذا لا يختلف فيه ذنب عن ذنب ولا معصية عن معصية بل جميع المعاصي والذنوب تنقص الايمان. على تفاوت بينها في قدر ما تنقص فكلما عظم الذنب كان نقص الايمان اكبر يشهد لهذا ما في الصحيحين من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن وهذا يدل على عظيم ما يطرأ من النقص بسبب هذه السيئات ثم قال رحمه الله وتارة وتارة لطاعته يرمي اي يزيد فالنمو الزيادة وقوله بطاعته اي بسبب الطاعة والطاعة هي ضد المعصية. فالمعصية تقدم انها ترك الواجب او فعل المحرم. فالطاعة ما هي؟ هي امتثال الامر بفعل ما امر وترك ما لها بفعل ما امر الله به ورسوله وترك ما نهى الله عنه ورسوله فالطاعة هي ما امر الله به ورسوله والمعصية هي ما نهى الله تعالى عنه ورسوله فالايمان يزيد بالطاعة وزيادة الايمان والاقصان ودلت عليه النصوص في الكتاب والسنة دلالة ظاهرة. ولذلك هذا من الامور الظاهرة المتواترة في الكتاب والسنة لا اودي تواطئت عليها كلمات سلف الامة. لا خلاف بينهم في زيادة الايمان ونقصانه. فمن ادلة زيادة الايمان قوله تعالى زادتهم ايمانا وهم يستبشرون ومنه ايضا قوله تعالى نعم. ها؟ يزداد الذين امنوا ايمانا وزادهم هدى واتاهم تقواهم. الايات في هذا كثيرة التي فيها ذكر الزيادة في الايمان بالنص الصريح طيب هذا دليل الزيادة فما دليل النقصان انه لا يمكن ان تكون الزيادة الا ويقابلها نقص لا يمكن ان يكون هناك زيادة الا ويقابلها نقص فكل نص كل دليل يدل على الزيادة فهو دال على النقص ومما يدل على نقص الايمان بالصراحة والوظوح حديث انس وحديث وغيره في الصحيحين من اه آآ من حديث الشفاعة اخرجوا من من النار من كان في قلبه مثقال دينار ثم يقول اخرجوا من آآ آآ النار من كانت في قلبه مثقال آآ ذرة ثم يقول اخرج من النار من كان في قلبه قالوا يعني وزن خردلة. كل هذا دليل على زيادة الايمان ونقصانه فالذي في قلبه ميزان اه او وزن دينار من الايمان ليس كالذي في قلبه وزن ذرة من الايمان ثم قال رحمه الله وفي الوزن يرجح ايوة في الوزن يرجح بطاعاته. والوزن المقصود به الوزن يوم القيامة الذي تقدم الاشارة اليه في ما ذكره المؤلف رحمه الله من الايمان بالميزان فقال الله وتعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة وهذا الوزن يرجح بالطاعات ويرجح بالحسنات وهذا الاصل الذي ذكره المؤلف رحمه الله في هذا البيت من زيادة الايمان ونقصانه خالف فيه الخوارج وخالف فيه آآ المعتزلة وخالف فيه المرجئة ومخالفتهم في اعتقادهم ان الايمان كل لا يتجزأ اما ان يثبت جميعه واما ان يزول جميعه ولهذا قالوا لا تجتمع مع الايمان معصية في جانب الوعيدية وفي جانب المرجئة الغلاف قالوا لا يضر مع الامام معصية لان الايمان اصل فيه سواء لا يتفاضل الايمان. بين زيد وعمرو بين الطائع والعاصي الايمان واحد في قلوب الجميع وهذا ظلال لان النصوص دلت على زيادة الايمان ونقصانه وتفاوته وآآ اختلاف حاله. وزيادة الايمان يكون بما يقوم في القلب من علوم وما يقوم في البدن من اعمال فكل عمل يزداد به الايمان في القلب وكل علم نافع يزداد به الايمان في القلب ولذلك لما ظلوا في هذا الاصل وهو مسألة سيادة الايمان ونصرانه في مسألة زيادة الايمان ونقصانه لما ظلوا في هذا الاصل اصبح عندهم من وقع فيما يخالف الايمان خارجا عن الاسلام تدبر الخوارج اهل الكبائر بالمعاصي بناء على انه لا يمكن ان يبقى الامام. لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. فقالوا معنى هذا انه لا ايمان في قلبه وغفلوا عن النصوص الدالة على بقاء شيء من الايمان فالايمان المنفي هنا ليس هو الايمان بالكلية انما الايمان الذي يحصل به الحج عن السيئة والمعصية وليس الامام بالكلية ولذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم لابي ذر لما سأله في نفع الانتفاع بلا اله الا الله قال يا رسول الله وان زنا وان سرق؟ قال وان زنا وان سرق. في دخول من قال لا اله الا الله الجنة. فدل هذا على انه لم ينتفي ولم يرتفع عنه الامام بالكلية انما المنتهي في قوله لا يزني زاني حين يزني وهو مؤمن الايمان الذي يحجزه عن مواقعة هذه السيئات ولذلك الزاني حال زناه لا يوصف بانه كافر بل هو مسلم لكنه ناقص قيمة الذي ليس بالايمان وبهذا يعلم ان هذه النصوص لابد ان تجمع حتى يعلم ما تدل عليه والا يقتصر على نص ويعمى عن النصوص الاخرى فان هذا من اسباب الضلال في الاعتقاد والعمل فان من اسباب الضلال في الاعتقاد والعمل ان لا تجمع النصوص وان يكون النظر على جانب من من النص دون ما يجتمع اليه ما يكتمل به به المعنى ويصطلح بعد هذا الاصل الذي ذكره المؤلف رحمه الله فيما يتصل بالامام وهما حقيقة الايمان زيادتهم ونقصانه عاد فقال رحمه الله ودع عنك اراء الرجال وقولهم هذه الوصية يمكن ان نقول ودع عنك اراء الرجال وقولهم وصية تتصل بالايمان ويمكن ان نقول هي وصية بجميع ما تقدم من الاصول والعقائد التي اتفق عليه اهل السنة والجماعة فيقول ان ما عدا ما تقدم فهو من اراء الرجال واقوالهم. فدعه عنك واتركه واعرض عنه. ولا تلتزم به ولا يهمك فان ودع الشيء هو تركه والاعراض عنه ودع عنك اراء الرجال اي ما يقوله الرجال بعقولهم في هذه المسائل والاصول فان هذه الاصول انما تتلقى من الكتاب والسنة ممن لا ينطق عن الهوى ويرتسم فيها او يهتدى فيها بما كان عليه سلف الامة فمن ترك هذين الاصلين ترك الكتاب والسنة. وما كان عليه سلف الامة فانه ضال منحرف. ولذلك يقول ودع عنك رأى الرجال وقولهم فقول رسول الله ازكى واشرح فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام وكذلك وانك لتهدي الى صراط مستقيم فالله تعالى اخبر عن رسوله بهذه الاخبار الدالة على ما ذكر المؤلف رحمه الله من ان قول رسول الله اذكى واشرح فهو اطهر واطيب واطمن للقلب والنهج وهو اشرح للقلب والنفس من قول غيره. ولذلك تطيب القلوب بكلام النبي صلى الله عليه وسلم. وتضيق تتكدر باقوال غيره. يقول رحمه الله طيب آآ قوله فقول رسول الله ازكى واشرح ايش موقعها من من البيت لا اشوقعها من البيت يعني مما تضمنه البيت من معنى تعليق فانه علل لماذا تدع وللرجال ورأى الرجال وقولهم لان قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اذكى واشرح وهذا ما تقدم الاشارة اليه قبل قليل ان المؤلف اعتنى بالاستدلال والتعليم والاشارة الى الادلة في كل ما ذكره رحمه الله من الاصول. قال ولا تكن من قوم تلهوا بدونهم بدينهم. لا تكن من فوق وهنا لم يسمي فئة من الناس لان هذا الوقت يشمل كل من انحرف عن صراط الله المستقيم. لم يذكر فئة او طائفة لان الشأن ليس في الاسماء انما الشأن في العمل ولذلك ترى عملهم قال تلهوا بدينهم تلهوا اي جعلوا دينهم لهوا فاتخذوا دينهم لهوا ولعبا. واللهو ضد الحق فهو الباطل وذلك لانهم اشتغلوا بما لا ينفعهم. واعرضوا عن ما فيه زكاتهم وصلاحهم فنهى المؤلف عن سلوك طريق هؤلاء او الانضمام اليهم فقال ولا تك من قوم تلهوا بدينهم اي جعلوه لهوا لعبا يأخذون فيه قول كل قائل ويجعلونه محلا للمناظرات والمناقشات بل كن على ما كان عليه سلف الامة من التزام الكتاب والسنة وعدم الدخول في هذه المسالك الرديئة ونتيجة التلقي للدين ما ذكره المؤرخ قال فتطعن في اهل الحديث وتقدحه. هذا ثمرة اللهو في الدين فالمؤلف ذكر المآل بعد ان ذكر العمل فالعمل هو التلهي ونتيجته الطعم فيمن هم اهل للقدوة والاسوة وفي من زكاهم الله ورسوله قال فتطعن ابطال هو الذم والوصف بالنقص وقوله في اهل الحديث يعني في اهل السنة وانما نصبوا نسبوا الى الحديث دون القرآن لان القرآن ينتسب اليها اه ينتسب اليه كل احد. فجميع الفرق ينتسبون الى القرآن المميز في صدق النسبة الى القرآن العمل بالسنة وذلك ان العمل بالسنة هو الترجمة والبيان والايضاح للقرآن. قال الله تعالى ونزلنا عليك الكتاب لتبين للناس فيما نزل اليهم وامر الله تعالى رسوله امر الله تعالى لما باخذ ما جاء عن الرسول فقال وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا فكانت السنة ترجمان القرآن. وكانت السنة وكانت السنة معبرة عن القرآن موضحة كاشفة. فكل من اعرض عنها فقد اعرض القرآن واهل السنة هم اهل الحديث هم الفرقة الناجية المنصورة ثم قال رحمه الله وتقدح اي وتذب. فالقدح هو الذم وهذا يشمل كل تنقص وعيب في من التزم الكتاب والسنة وهؤلاء طعنوا فيهم وخدحوا فيهم بالوان من القدح. جهلوهم ووصفوهم باوصاف رديئة وبعضهم فيكفر فيكفر من التزم الكتاب والسنة وما دل عليه وما دل عليه مما يجب اعتقاده في الله تعالى وكل هؤلاء يدخلون في قوله رحمه الله ولا تكن من قوم تلهوا بدينهم. ثم قال بعد ان فرغ من آآ هذا اللفظ الماتع قال اذا ما اعتقدت الدهر يا صاحي هذه اذا ما اعتقدت اي عقدت قلبك على ما تضمنته وهذه المنظومة. فقول اصح هذه ايا صاحبي هذه اي هذه العقيدة التي يتضمنها هذا النبض فانت على خير تبيت وتصبح اي فقد سلم لك دينك وكنت على خير حال صباحا ومساء وهذا فيه تزكية ما تضمنته هذه العقيدة. وان بها الطمأنينة والسعادة. والانشراح هو البهجة والعقيدة التي اشار اليها المؤلف رحمه الله اذا ما اعتقدت هو ايقاظ القلب وتصديقه وتوفقه من تلك الاصول المتقدمة فان العقيدة مأخوذة من العقد وهي الربط والشد فاذا وثق قلبه وربطه وشده على هذه الاصول تحقق له ما يصبو اليه من السعادة والانشراح الذي الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون. فالامن والاهتداء هو في في كمال الالتزام بالكتاب والسنة فبقدر ما يكون مع الانسان من الالتزام قولا وعملا عقدا ومنهجا في بكلام الله تعالى كلام رسوله يفوز ويربح ويكون على هذا الوصف الذي ذكره المؤلف رحمه الله فانت على خير تبيت وتصبر وبهذا يكون قد انتهى هذا النظم المبارك الذي اه تضمن بيان اصول اهل السنة والجماعة وجملة من عقائدهم في اه اصول المسائل المتعلقة بالايمان بالله والايمان الكتب والايمان والامام بالرسل والايمان باليوم الاخر والايمان بالقدر خيره وشره. نسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يغفر للشيخ اه عبد الله ابن ابي داود اه الساجستاني رحمه الله وان يعلي درجته في المهديين وان ينفعنا بما سمعنا في هذه النظم وقد ختم المؤلف رحمه الله هذا النظم بكلمات قالت فيها قال ابو بكر ابن ابي داوود وهو الناظم هذا قولي وقول ابي اي صاحب السنن وقول احمد بن حنبل وقول احمد ابن حنبل وقول من ادركنا من اهل العلم يعني هذه ليست عقيدة خاصة انما هي عقيدة الائمة من علماء عقله وذكر الامام احمد رحمه الله على وجه الخصوص لانه امام اهل السنة. الذي دانت له القلوب بالفضل واقرت له بالسابقة لما يسر الله تعالى له من القيام واعانه عليه من الذب في تلك الكتلة التي امتحن بها اهل السنة القرن الثالث الهجري. يقول رحمه الله وقول من ادركنا من اهل العلم ومن لم ندرك ممن بلغنا عنه اذا هذا قل العلماء والائمة ممن ادركهم وممن لم يدركهم فمن ادركهم بالتلقي ومن لم يدركهم بالسماع نقل ومن لم يدرك ممن بلغنا عنه. فمن قال غير هذا فقد كذب كذب اي اخطأ والكذب يطلق على الخطأ وعدم مطابقة الصواب. والخطأ اما ان يكون عن عمد واما ان يكون عن جهل وكلاهما مذموم لكن لا شك ان الخطأ المتعمد اعظم اثما واكبر وزرا. قال وهنا تمت هذه المنظومة طيب اه اه وبهذا يكون قد انتهى هذا النظم الذي قرأناه في هذه المجالس وهذا اخر مجلس من مجالس هذا النظم نسأل الله تعالى ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح وان يجعل آآ ما تعلمناه حجة لنا لا حجة علينا يرفع به الدرجات ويحط به السيئات وان يقر بها القلوب ويصلح بها الاعمال. هذا ما آآ تم في هذا اليوم نسأل الله تعالى القبول والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد بارك الله فيكم