بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين بسم الله الرحمن الرحيم قال عبيد الله بن يحيى رحمه الله وحدثني عن مالك عن يحيى بن سعيد ان رجلا كان يؤم الناس بالعقيق فارسل اليه عمر بن عبدالعزيز فنهاه قال ما لك وانما نهاه لانه كان لا يعرف ابوه هذا الاثر كنا تقدم كان يتقدم الكلام عن بعض به في المجلس الماضي اه قلنا ان رجلا كان يؤم الناس بالعقيقة نهاه عمر بن عبدالعزيز عن امامة الناس فيه وعمر بن عبدالعزيز هو عمر بن عبدالعزيز بن مروان ابن الحكم ابن ابي العاص ابن امية ابن عبد شمس ابن عبد مناف ابن قصي ابن كلاب القرشي الاموي المدني الراشد امير المؤمنين ابو حفص غرة من غرر وجوه هذه الامة بعد اصحاب نبيها صلى الله عليه وسلم اشج بني امية اه قالوا انه كان طفلا صغيرا فدخل اسطبل ابيه فضربه فرس في الاسطبل فرك له في وجهه فشجه فجاء ابوه فنظر الى تلك الشجة فجعل يمسح الدم عن وجه ابنه ويقول له ان كنت اشج بني امية انك اذا لسعيد وهذا الذي قاله لانه فيما كانوا يتوارثونه من اقوال عمر رضي الله عنه يذكرون عن عمر انه كان يقول ان من ولدي رجلا في وجهه شجة يملأ الأرض عدلا وكانوا يذكرون عن ابن عمر رضي الله عنهما انه كان يقول ليت شعري من هذا الذي هو من ولد عمر يملأ الأرض عدلا بعد ان ملئت جورا فلذلك كان ابوه يقول له ان كنت اشج بني امية انك اذا لسعيد ثم لما نشأ وبلغ مبلغ من يطلب العلم بعث به ابوه وكان في ذلك الوقت اميرا على مصر بعث به الى المدينة ليأخذ العلم عن اهلها قال داوود ابن ابي هند دخل علينا عمر بن عبدالعزيز في المدينة فقال قائل بعث الينا هذا الفاسق بابنه ليتعلم العلم يزعم انه يلي الخلافة بعده ويسير بسيرة عمر بن الخطاب قال داوود ابن ابي هند فما مات حتى رأينا ذلك كله ولما بعث به الى المدينة كتب الى صالح ابن كيسان احد علماء المدينة آآ يأمره بان يتعاهد ابنه هناك فكان يلزمه بالصلاة في المسجد فتأخر يوما عن الصلاة فلما جاء فاتته فسأله صالح بن كيسان لماذا يعني عن علة فوات الصلاة؟ علة تأخره فقال له عمر كانت مرجلتي تسكن شعري الترجي هو تمشيط الشعر كانت مرجلتي تسكن شعري. فقال له صالح بن كيسان ابلغ بك حبك شعرك ان تؤثره على الصلاة فحلق له رأسه فلما مات ابوه عبدالعزيز بن مروان فاستقدمه عمه الخليفة في ذلك الوقت عبدالملك بن مروان تقدمه الى دمشق وخلطه باولاده بل قدمه على كثير من اولاده وزوجه ابنته ابنة عمه فاطمة بنت عبد الملك ثم لما ولي بعده خرجت في نزهة فقال له فمن يقوم عني بعمل يومي هذا قال له اخوه تعمله غدا فقال له عمر قد فدحني عمل يوم واحد فكيف لو اجتمع علي عمل يومين اه الوليد بن عبدالملك ابن عمه امره على المدينة فسار فيها سيرة حسنة ثم بعد مضي مدة عزله عنها فلما خرج منها وكان معه مولاه مزاحم التفت الى المدينة وبكى وقال لمولاه يا مزاحم هل ترى اننا ممن نفتهم المدينة لانكم تعلمون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة كالكير تنفي خبثها فبكى وقال هل ترى اننا ممن نفتهم المدينة ثم لما ولي سليمان بن عبدالملك وآآ كان محبا لعمر ابن عبد العزيز فجعله وزيرا مشيرا وقال له يا ابا حفص ان ولينا هذا الامر وليس لنا به علم ولا تدع شيئا من مصلحة العامة الا امرت به فكان من هذا انه امر بعزل الولاة الذين ولاهم الحجاج بن يوسف حجاج كان مات قبل هذا الوقت ومات في عهد الوليد بن عبدالملك لكن العمال الذين ولاهم ما زالوا على النواحي فامر بعزلهم جميعا فعزلوا جميعا ثم امر باقامة الصلاة في وقتها وكان بنو مروان قد اماتها عن وقتها. الى غير ذلك مما كان امر به رحمه الله ويذكرون ان سليمان حج في سنة من السنين ومعه عمر بن عبدالعزيز فلما وقفوا في عرفة رأوا خلقا كثيرا فقال سليمان بن عبدالملك لعمر بن عبدالعزيز يا ابا حفصة الا ترى الى هذا الخلق الذين لا يحصيهم الا الله فقال له عمر ابن عبد العزيز يا امير المؤمنين هؤلاء اليوم رعيتك وغدا خصماؤك امام الله فبكى سليمان ابن عبد الملك وذكروا مرة انه حج سليمان ومعه عمر فامطرت السماء مطرا شديدا وارعدت وابرقت حتى كادت الناس تنخلع قلوبها فلما سكن الجو قال سليمان لعمر هل رأيت مثل هذه الليلة قط فقال عمر يا امير المؤمنين هذا صوت رحمة الله فكيف لو سمعت صوت عذابي وذكروا انهم خرجوا مرة في نزهة سليمان وعمر ومعهم طبعا ندماء الخليفة وكانوا ينوون المبيت في هذه النزهة فطبعا كل واحد سيقدم خيمته وثقله اه امامه حتى اذا بلغوا الموضع وجدوا الخيام منصوبة فدخلوا ولم يقدم عمر بن عبدالعزيز شيئا امامه فلما بلغوا المنزل كل صاحب خيمة ذهب الى خيمته وبعد وقت افتقد سليمان عمر فقال اين عمر بن عبدالعزيز؟ انه لم يقدم شيئا فذهبوا يبحثوا عنه فذهبوا يبحثون عنه فوجدوه تحت شجرة يبكي اتوا سليمان فاخبروه تقدمه اليه وسأله عن علة بكائه قال يا امير المؤمنين تذكرت يوم القيامة من قدم شيئا وجده امامه ولم اقدم شيئا فلم اجد شيئا ثم لما مرض سليمان بن عبدالملك مرضه الذي مات فيه قال رجاء ابن حيوة الذي كان وزير صدق لبني مروان رآني عمر ابن عبد العزيز وانا ادخل واخرج واتردد فقال لي يا رجاء اذكرك الله واذكرك الاسلام ان تشير بي على امير المؤمنين في هذا الامر فانه لا طاقة لي به ولا قدرة لي عليه قال رجاء فانتهرته وقلت له انك لحريص على الخلافة يعني كأنك تقول له لا تشر بي كأنك تقول لي يعني تلمح الي ان اشير بي قال فانتهرت وقلت انك لحريص على الخلافة. قال فاستحيا وذهب قال فدخلت على سليمان بن عبدالملك فقال لي من ترى لهذا الامر قلت يا امير المؤمنين اتق الله فانك قادم عليه وسائلك عن هذا الامر ماذا صنعت فيه قال فمن ترى قال عمر بن عبدالعزيز قال فكيف افعل فكيف اصنع بعهد ابن عبدالملك ابي قال تولي اخاك بعده فقال سليمان نعم فكتبوا العهد لعمر بن عبدالعزيز ومن بعد عمر بن عبدالعزيز يزيد ابن عبدالملك ثم دعا هذا الرجاء رجالا فقال لهم سليمان بن عبدالملك اشهدوا على بيعتي هذه ثم اختموا في الصحيفة فختمت قال رجاء فلم يلبث ان مات سليمان ابن عبدالملك فخرجت الى الناس فقالوا كيف اصبح امير المؤمنين فقلت اصبح ساكنا قال فدخلت عليه فهيأته واجلسته واسندته يوهم انه ما زال حيا قال ثم خرجت الى القوم فقلت لهم يأمركم امير المؤمنين ان تدخلوا فتبايعوا لمن كتب العهد له قال فدخلوا قال هو انه يأمركم بالوقوف ويأمركم ان تبايعوا لمن في الصحيفة قال فبايعوا جميعا فقال بعد ذلك رجاء اجركم الله في امير المؤمنين فقالوا فمن قال رجاء ففتحت الصحيفة فاذا عمر ابن عبد العزيز قال فتغيرت وجوههم فلما قلت وبعده يزيد ابن عبد الملك تراجعوا ثم بحثوا عن عمر فوجدوه في المسجد فسلموا عليه بالخلافة فاعقر فقط فما استطاع النهوض حتى اقاموه فاجلسه على المنبر فلما طال سكوته قام رجاء ابن حيوة فقال الا تبايعون لامير المؤمنين فقاموا يبايعون حتى اذا جاء هشام بن عبد الملك ومد يده للبيعة فمد يده عمر يبايعه قال هشام انا لله وانا اليه راجعون فقال عمر نعم انا لله لما صار يلي هذه الامة انا وانت ثم قام في الناس خطيبا فحمد الله واثنى عليه وقال ايها الناس اني فرض اني قاسم ولست بفارض واني متبع ولست بمبتدع واني لست بخيركم ولكني اثقلكم حملا وان من حولكم من اهل الامصار ان اطاعوا كما اطعتم فانا واليكم وان لم يطيعوا فلست لكم بوال فقربوا له مراكب الخلافة فقال بغلتي او فقلي فقالوا له اتنزل دار الخلافة؟ قال فيها عيال سليمان وفي بيتي كفاية فدخل بيته قال احد آآ غلمانه وقد رآه منصرفا رآه مغتما فقال له ما لي اراك مهتما فقال عمر لمثل ما انا فيه فليغتم انه ليس احد من هذه الامة الا وانا اريد ان اوصل اليه حقه من غير ان يسأله مني ولا ان يكتب الي فيه ثم بدأ بقومه ببني اخوته وبني عمه فنزع ما في ايديهم من الاموال وسماها مظالم فبعثوا اليه عمته فاطمة بنت عبد الملك فلما جاءته قال اتكلمي يا عمة فقالت انت اولى بالكلام يا امير المؤمنين قال لها يا عمة ان الله عز وجل بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمة ولم يبعثوا عذابا اختار له ما عنده فترك لهم نهرا دربهم فيه سواء ثم قام بالامر بعده ابو بكر فترك النهر على حاله ثم قام عمر فعمل فيه بعمل صاحبه ثم لم يزل النهر يشتق منه يزيد ومروان وعبد الملك والوليد وسليمان حتى افضى الامر الي وقد يبس النهر الاعظم ولن يروي اهله حتى يرجع الى ما كان عليه فقالت له عمته فلست بذاكرة لك شيئا وخرجت الى بني مروان واخبرتهم وعلمتهم انه لا حاجة في مسألته فانه لا هودة عنده ثم كتب الى عماله الى كل احد منهم يقول لهم اذا نظرت الى قدرتك على خلق الله وتذكر قدرة الله عليك ثم دخل بيته ودخل غرفة فتبعته زوجته فاطمة فاطمة هذه بنت عبد الملك قالت فوجدته جالسا واضعا يده على خده مائلة دموعه قلت له يا امير المؤمنين احدث شيء قال تفكرت في امر هذه الامة فتفكرت للفقير الجائع وفي المريض الضائع في العار المجهود في المظلوم المقهور وفي الغريب المأسور في الكبير ذي العيال فعلمت ان الله سائلني عنهم وعلمت ان الذي يخاصمني فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فخفت الا يقبل الله مني عذرا فيهم والا تقوم لي حجة امام رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحمت نفسي فبكيت ودخل عليه مرة في بيته اشراف قومه اشراف بني مروان فقال لهم اتحبون ان اولي كل واحد منكم على ناحية فقال له احدهم لم تعرض علينا ما لا تفعل فقال لهم ارأيتم انبساطي هذا والله اني لاعلم انه يصير الى بلا طبلة ويطرح ويقذف ويرمى به واني والله اكره ان تدنسوه علي بارجلكم افأوليكم دين افأوليكم ديني افاوليكم اعراض المسلمين وابشارهم فيهم فقالوا له اما لنا حق املنا قرابة فقال لهم ما انتم واقصى رجل في الارض عندي في هذا الامر الا سواء انتهى مرة عنبا فقال لفاطمة اعندك درهم اشتري به عنبا فقالت لا ثم قالت له انت امير المؤمنين ولا تقدر على درهم فقال لها يا فاطمة ذلك اهون من معالجة الاغلال في جهنم مرة دخل على فاطمة فضرب على كتفها وقد رأى الضيق ضيق عيشها فقال لها لا نحن ليالي دابقة انعم منا اليوم فقالت له ما كنت اقدرا على ذلك منك اليوم كنت اميرا من الامراء اما انت اليوم خليفة فعلا التنعم انت اليوم اقدر منك امس قالت فاطمة فتولى وله انين وهو يقول يا فاطمة اني اخاف النار يا فاطمة اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم فسئلت مرة بعد موته سئلت عن حاله في عبادته فقالت والله ما كان باكثر الناس صلاة ولا باكثرهم صياما ووالله ما رأيت احدا قط اخوف لله من عمر ان كان لا يذكر الله وهو في فراشه فينتفض حتى نقول ليصبحن الناس ولا خليفة لهم قاله مرة احد اخوانه لو تروحت يا امير المؤمنين فقال له هذاك يا امير المؤمنين قد كان سليمان يتروح ويؤدي عمل يومه فقال له عمر ولا يوم من ايام الدنيا اداه اداه سليمان ثم مرض عمر ابن عبد العزيز مرضه الذي مات فيه كان قبله مات اخوه سهل مات ابنه عبدالملك ومات مولاه مزاحم وهؤلاء الثلاثة كانوا اعوانا له على الحق فلما مرض مرضه ذاك وثقل عن المشي زحف على ركبته الى شن معلقة فقام اليها فتوضأ ثم قال ثم صلى ركعتين ثم قال اللهم انك قبضت سهلا وعبد الملك ومزاحما وكانوا اعوانا لي على ما قد علمت فما ازددت لك الا حبا ولا فيما عندك الا رغبة اللهم فاقبضني اليك غير مضيع ولا مفرط قالوا فما قام من مرضه ذاك حتى قبضه الله عز وجل بمرضه هذاك دخل عليه ابن عمه مسلمة ابن عبدالملك فقال له يا امير المؤمنين تركت عيالك ولا شيء لهم فاوصي فقال له عمر ليس لي مال حتى اوصي فقال لهم اسلما يا امير المؤمنين هذه مئة الف دينار من مالي فاوصفيها بما شئت فقال يا عمر يا سليمان او خير من هذا تردها من حيث اخذتها فقال سليمان جزاك الله خيرا يا امير المؤمنين لقد النت لنا قلوبا قاسية وتركت لنا في الصالحين ذكرا سبب مرضه انه ان بني امية سقاه السم لانه ما استطاعوا على تلك الشدة التي آآ كان يعاملهم بها فسقه السم امر غلاما له ليسقيه السم فسقاه لذلك هو سأل مجاهدا فقال له ماذا يقول الناس عن مرضي هذا قال يقولون مسحور قال لست بمسحور ثم دعا غلامه فقال ويحك ما حملك على ان سقيت بالسوء فقال له الغلام الف دينار اعطيتها وان اعتق فقال له عمر هاتها فاتى بها فالقاها في بيت المال ثم قال له اذهب حيث لا يراك احد دخل عليه وهو في مرضه ذاك دخل عليه مسلمة وفاطمة فقالوا يا امير المؤمنين تركت ابناءك ولا شيء له فلو وصيت بهم الى احد اخوالهم او اعمامهم وقال لهم ان بني احد رجلين رجل صالح فالله يتولى الصالحين وغير ذلك فلن اكون اول من اعانه على معصية الله ثم قال ادعوا لي بني فدخلوا عليه وهم غلمان صغار فلما نظر اليهم ترقرقت عيناه وقال بنفسي افدي بنفسي فتية تركتهم ولا شيء لهم ثم قال بلى قد تركت لهم خيرا كثيرا يا بني انكم لن تمروا باحد من العرب او من اهل ذمتهم الا رأوا لكم عليهم حقا يا بني اني تمثلت بين امرين اما ان تستغنوا ويدخل ابوكم النار او تفتقروا ويدخل ابوكم الجنة وان وكان ان تفتقروا ويدخل ابوكم الجنة احب اليه انصرفوا عصمكم الله ثم قال لابن عمه مسلمة ولزوجته اخرجوا عني ولما خرجوا وقفوا بالباب يتسمعون فسمعوه يقول مرحبا بهذه الوجوه التي ليست بوجوه انس ولا بوجوه جن ثم قرأ قول الله تعالى تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ثم هدأ الصوت فقال مسلمة لاخته ان صاحبك قد قبض فدخلوا فوجدوه قد قبضه الله اليه سنة احدى ومئة عن تسع وثلاثين عاما ونصف ما كمل العقد الرابع وقلب الدنيا اتدرون كيف قلبها افنى فيها الفقر ازال الفقر ازال الحاجة قال القائل كان الرجل يؤتى يأتي بالمال الذي له بال فيقول اجعلوا هذا في مصالح المسلمين فما يبرح حتى يرجع بماله كله قالوا قد اغنى عمر الناس والحاصل ان هذا الرجل عجة اقامها الله على كل من يلي امر المسلمين حتى تقوم الساعة كل من يلي امر المسلمين فيتحجج بانه لا يستطيع انه لا يقدر ان الزمن وان الوقت وان المعين وان الناصر وان وان يحتج عليه بعمر بن عبدالعزيز من شعره رحمه الله كان من كلامه كان يقول ان استطعت فكن عالما فان لم تستطع فكن متعلما فان لم تستطع فاحبهم فان لم تستطع فلا تبغضهم وكان من شعره الذي يكثر ان يقوله من كان حين تصيب الشمس جبهته او الغبار يخاف الشين والشعثة ويألفوا الظل كي تبقى بشاشته فسوف يسكن يوما راغما جدثا في قعر مظلمة غبراء موحشة يطيل في قعرها تحت الثرى اللبث تجهزي بجهاز تبلغين به يا نفس قبل الردى لم تخلق يا عبثا كان رحمه الله ايضا يقول ولا خير في عيش امرئ لم يكن له من الله في دار القرار نصيب فان تعجب الدنيا اناسا فانها متاع قليل والزوال قريب ومن شعره ايضا الذي كان يقول ايقظان انت اليوم ام انت نائم وكيف يطيق النوم حيران هائم فلو كنت يقظان الغداة لخرقت مدامع عينيك الدموع السواجم تسر بما يبلى وتفرح بالمنى كما اغتر باللذات في النوم حالم نهار قيام نهارك يا مغرور سهون وغفلة وليلك نوم والرد لك لازم وسعيك فيما سوف تكره ربه فذلك في الدنيا تعيش البهائم رحمه الله ورضي عنه ونفعه بما عمل وقبل منه امين ان رجلا كان يؤم الناس بالعقيق فارسل اليه عمر بن عبدالعزيز فنهاه. قال ما لك وانما نهاه لانه كان لا يعرف ابوه نهاه عمر بن عبدالعزيز عن امامة الناس مالك رحمه الله يفسر علة النهي لماذا نهى قال لانه كان لا يعرف ابوه ما معنى كان لا يعرف ابوه كان ابن زنا ابن زنا وهذه مسألة اختلف يعني اختلف فيها الفقهاء تله في امامة ولد الزنا الجمهور على ان امامته مكروهة الامام مالك كره امامة ابن الزنا اذا كان اماما راتبا قال البشار رحمه الله وعشرة مكروهة في النقل امامة الاقطاع والاشل وذي القروح للصحيح او سلس كذاك الاعرابي ولو ذكرا درس ومثله ترتب الخصي او اغلف مأبون او بدعي مجهول حال هو هذا قال هو ترتب هؤلاء. يعني ان يكونوا ان يكونوا ائمة اه هذا هو على سبيل الترتب فاذا قدم لا على هذا الوجه فلا كراهة وهذا مذهب الشافعية ايضا وهي قوية مذهب الحنفية ولماذا كره الامام مالك ان يكون ابن الزنا اماما راتبا قالوا لان موضع الامامة منصب الامامة هذا موضع شرف وموضع تقديمة بين يدي المسلمين ومثل هذا الموضع يكثر الحسد لصاحبه وتسرع القالة اليه فاذا تقدم ابن زنا لامامة الناس تسرع اليه السنة الناس بل تسرع اليه السنة قوم لو لم يتقدم الى الامامة لكفوا عنه فلذلك كرهوا هذا لكن خالف في هذا بعض المالكية قال عيسى ابن دينار لا اقول بقول مالك في امامة ابن الزنا وليس عليه من ذنب ابويه شيء وقال ابن الحكم لا اكره امامة ابن الزنا اذا كان في نفسه اهلا للامامة وقال ابن عبد البر ليس في شيء من الاثار الواردة في شرط الامامة ما يدل على اعتبار النسب وانما الفقه والعلم والقراءة لكن هذه القضية التي قال ابن عبدالبر لا تلزم مالكا لان الامام مالكا لم يقل ولم يقل عنه انه كره امامة ابن الزنا لما ورد في الاثر. لا ولكنه قال ذلك لما علم من ان السنة الناس تسرع اليه والامام مالك لا يحب ان يأثم الناس بسبب رجل فلا السلامة اولى يذكرون ان ابراهيم النخعي اراد ان يماشي الاعمش فكره ذلك الاعمش وقال له الناس اذا رأتنا مع بعض سيقولون اعور واعمش فقال النخعي وما عليك ان يأثموا ان نؤجروا ويأثموا فقالوا الاعماش وما عليك ان نسلم ويسلم وهذا افضل هذا افضل يعني اذا علمت ان الناس ستبوء بالاثام بسببك في الصحيحين ولذلك سيقول لهم بعد ذلك واذا صلى قياما فصلوا واذا صلى قاعد فصلوا جلوسا اجمعون نهيا لهم عن ان يصلي ان يصلوا قياما وهو يصلي قاعدا وهذه المسألة وكان وكنت مستطيعا ان يسلموا من تلك الاثام فالسلامة اولى نعم قال الامام مالك رحمه الله تعالى باب صلاة الامام وهو جالس قال عبيد الله بن يحيى رحمه الله حدثني يحيى عن مالك عن ابن شهاب عن انس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فرسا فصرع فجحش شقه الايمن فصلى صلاة من الصلوات وهو قاعد وصلينا وراءه قعودا فلما انصرف قال جعل الامام ليؤتم به فاذا صلى قائما فصلوا قياما واذا ركع فاركعوا واذا رفع فارفعوا. واذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد واذا صلى جالسا فصلوا جلوسا اجمعون قال عبيد الله رحمه الله حدثني عن مالك ابن شهاب فتمة الانشاء سنة اربع وعشرين مائة متى متى انس ام ثم طيب بعد التسعين قيل سنة احدى وتسعين وقيل سنة اثنتين وتسعين وقيل سنة ثلاثة وتسعين اين مات ايوا احسنت كصحفي مصر في قصره نعم في العقل. نعم ثم بلغ من العمر اه تجاوز المئة وكم كان له من الابناء ها؟ يعني ابحث عن السؤال الذي لا تجيبون فيه ياك الا قال ان بني وابناءهم ليتعادون اليوم فوق المئة وهذا كما قلنا مرة انه استجابة منه استجابة لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سأل الله ان يطيل عمره ان يبارك له في ماله. هذا من طول العمر ومن البركة في المال ان لا ان كان له ارض تؤتي اكلها مرتين في العام مم نعم وانس بن مالك الذي كان خويدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قالت امه يملك قصرا في البصرة. مم نعم عن انس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فرسا فصرع اه رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فرسا فصرع عنه اي سقط عنه. هم. فسقوطه اه صلى الله عليه وسلم كان على جذع نخلة هذه رواية الموطأ لا لا يذكر في هذا وهذا له اهميته ستأتي ان شاء الله آآ في رواية الموطأ فصرع عن فرسه فجحش شقه. لكن في رواية عند ابن حبان انه صلى الله عليه وسلم صرع عن فرسه سقط عن عن فرسه على جذع نخلة فانفكت قدمه صلى الله عليه وسلم نعم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فرسا فصرع فجحش شقه الايمن فجوحش شقه الايمن جحش قالوا جحش معناها خدش هذا هذا المادة اللغوية هذا معناها الجحش الخدش لكن قال بعض الشراح الجحش اكثر من الخدش لماذا قالوا لانه لما جحش ما استطاع القيام ما استطاع ان يصلي قائما صلى الله عليه وسلم والمخدوش هل يمنعه خدشه عن القيام فلذلك قالوا ان الخدش دون الجحش اه لكن هذا يعني لا يلزم لا ليكون المانع آآ لنجد المانع عن القيام لا يلزم من ذلك ان يكون المانع هو الجحش لاننا قلنا انه صلى الله عليه وسلم سقط على جذع نخلة. وانتم تعلمون ان الذي يسقط على جنبه على شيء ناتئ عصى جذع درجة فانه ان جحش او ان لم يجحش فانه يتألم في اضلاعه فلا يستطيع قد لا يستطيع القيام بل قد لا يستطيع التنفس وقد يكون المانع ايضا من من من قيامه انفكاك قدمه الشريفة صلى الله عليه وسلم. فقد انفكت قدمه وسقط على جذع نخلة وجحش فلعل المانعة غير ذلك والله تعالى اعلم قال فصلى صلاة من الصلوات وهو قاعد وصلينا وراءه قعودا فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة من الصلوات وهو قاعد لا خلاف بين العلماء ان القيامة ركن من اركان الصلاة ولا خلاف بينهم ان من صلى قاعدا في فريضة وهو قادر على القيام فان صلاته باطلة ولا خلاف بينهم ان الصلاة في الفريضة من قعود لا تكون الا بعذر او عجز كما صلى كما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا بعد سقوطهم الفرس وقد جحش وكما صلى صلى الله عليه وسلم قاعدا في مرضه الذي مات فيه قال فصلى صلاة من الصلوات وهو قاعد وصلينا وراءه قعودا هاي الرواية رواية الموطأ ظاهرها يفيد انهم لما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قاعدا قعدوا وصلوا وليس الامر كذلك لانهم لما اراد صلى الله عليه وسلم ان لما شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم في امامته بهم قاعدا طلوهم قياما ما جلسوا فاشار اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اجلسوا فجلسوا وفي رواية الموطأ طي لهذا الذي ذكرت لكم وسيأتي بيانه ان شاء الله في حديث عائشة في الموطأ وهو مذكور في حديث انس فيها كلام في الفقه طويل ان شاء الله آآ عله لم يبقى من الوقت ما يكفي لها ولذلك نتركها ان شاء الله الى مجلس قادم سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك والحمد لله رب العالمين