بسم الله الرحمن الرحيم. حياكم الله في الدرس الثالث والعشرين بعد المئة. من دروس علم الصرف. علم الصرف هو علم باصول تعرف به احوال ابنية الافعال المتصرفة والاسماء المتمكنة التي ليست باعراب ولا بناء في صرف الافعال وفي صرف الاسماء سنكتسب مهارتين مهارة التصنيف ومهارة التصنيف بدأت بمهارتي تصنيف الافعال فصنفتها الى جامد ومتصرف والى ماض ومضارع وطلب فالى صحيح ومعتل والى مجرد ومزيد ثم بدأت الحديث عن تصنيف الافعال من حيث اللزوم والتعدي. فبدأت ببيان الصورة الكلية وقلت لكم ان الافعال في العربية تنقسم قسمين. القسم الاول ما يوصف بالتعدي او اللزوم. والقسم ما لا يوصف بالتعدي ولا باللزوم. وقلت لكم ان القسم الاول هو القسم الاعظم من افعال العربية لانه الاصل. فالاصل في الافعال ان تكون اما لازمة واما متعدية بعد ذلك بينت لكم معنى اللزوم. ثم بينت لكم معنى التعدي. ثم بدأت اه في اسقاط معنى لزوم ومعنى التعدي على انواع الافعال من حيث التجرد والزيادة. لاني قلت لكم سابقا ان فعلا ينقسم الى مجرد ومزيد. والمجرد ينقسم الى ثلاثي ورباعي. والمزيد ينقسم الى ثلاثين ورباعي فرغت في الدرس السابق من الحديث عن اللزوم والتعدي في الفعل الثلاثي المجرد بابوابه الستر وحدثتكم عن اللزوم والتعدي في الافعال المشتركة بين بابين او بين اكثر من بابين من هذه الافعال ونبهتكم بعض التنبيهات العميقة الدقيقة. في هذا الدرس سانتقل والى الحديث عن اللزوم والتعدي في الفعل الرباعي المجرد. الفعل الرباعي المجرد له وزن هو فعلنا. والافعال التي تنتمي الى هذا النوع من الافعال تنقسم قسمين. الافعال الاصلية والافعال الملحقة بالاصلية هذا الفعل الاصلي الفعل الرباعي المجرد الاصلي ينقسم قسمين فهو اما بسيط واما منحوت والبساطة هنا تقابل النحت المراد بالنحت هو ان انحت الفعل من اكثر من كلمة. لذلك حين اقول بسملة فقد هذا الفعل من بسم الله او من بسم الله الرحمن الرحيم. يقابله البصير لاحظوا البسيط ينقسم قسمين فهو اما غير مظعف واما مظعف. المظعف هذا الفعل المجرد الرباعي الاصلي البسيط المظعف هو الذي ثاؤه اي الحرف الاول ولامه الاولى اي الحرف الثالث من جنس واحد. وعينه ولامه الثانية من جنس واحد. لاحظوا زل زاي لام زاي لام. يقابله غير مظعف مثل دحرج لاحظوا هو غير مظعف. هذا كله هو الاصلي. لاحظوا لماذا هو الاصلي؟ لان جميع حروف اصلية لذلك هو مجرد. اما الملحق فهو الذي فيه زيادة الا ان هذه الزيادة لم تخرجه الى المزيد لان الغرض من الزيادة هي الحاق الفعل بفعللة الاصلي. مثل السير هو من السين والطاء والراء فهو ثلاثي والياء زائدة. فالوزن الان في على ولكن وجد ان هذه الزيادة هي فقط لالحاقه بالاصلي في تصريفه. فكما نقول دحرج يدحرج دحرجة نقول سيطرة يسيطر سيطرة وهذا الكلام تذكير بما آآ سبق ان فصلته في حديثي عن التجرد والزيادة حين تحدثت عن الفعل الرباعي المجرد. طيب لماذا ذكرتكم بهذه اسمه لاني سابدأ في ربط اللزوم والتعدي بكل قسم من هذه الاقسام. لذلك في هذا درس فكرة واحدة هي اللزوم والتعدي في فعللة الاصلي البسيط غير الذي مثلت له دحرجا. لاحظوا سنتحدث في هذا الدرس عن التعدي واللزوم في الاصلي البسيط غير المظعف. تأملوا معي هذه الامثلة. لاحظوا ارعم الشجر اذا اخرج براعمه. لاحظوا برعم فاعلل من باب فعلل وقد اسندنا الفعل الى الفاعل فاكتفى به. برعم الشجر. لماذا؟ لان هذا الحدث يحتاج الى الفاعل لا غير طيب يحتاج الى المبرعم وهو هنا الشجر لذلك سنقول برعمة الذي هو من باب الاصلي البسيط غير المظعف جاء لازما كما ترون. انظروا كلمة سيبويه للخليل اي كان له تلميذا. تلمذا سيبويه. لاحظوا حين اسندنا الفعل تلمذ الى الفاعل اكتفى به. فلما اردنا ان نتجاوزه لذكر الطرف الاخر الذي له علاقة بالحدث الذي يدل عليه هذا الفعل وهو التلمذة احتجنا الى توسيط حرف الجر فقلنا سيبويه للخليل. لذلك سنقول ايضا الفعل تلمذة من باب فعل لا. الاصلي غير المظعف وقد جاء لازما. لانه لم يتجاوز الفاعل بنفسه. بل احتاج الى توسيط حرف الجر والتعدي بحرف الجر لا يخرج الفعل عن دائرة اللزوم كما بينت لكم مرارا لاحظوا الف عل زمجرا زمجرا من باب فعللة الاصلي البسيط غير المضعف وقد اسندناه الى الفاعل فقلنا زمجر الرعد اذا احدث صوتا غليظا وقد اكتفى بفاعله كما ترون. لذلك نقول هنا فعل لازم. طيب لاحظوا طحلبة طحلبة ايضا هو من باب فعل لا الاصلي البسيط المظعف وقد اسندناه الى فاعله فاكتفى به وتم المعنى. طحلب الماء اي علاه الطحلب طيب لاحظوا قهقر الجندي. قهقر الجندي اذا تراجع دون ان يدير وجهه. هذا معنى قهقرة قهقرة من باب فعللة الاصلي البسيط غير المظعف وقد اسندناه الى فاعله فاكتفى به هو لازم. اذا هذه الامثلة الخمسة نستنتج منها ان الافعال التي من باب لا تقع لازمة لازمة اي تكتفي بفاعلها فان تجاوزت احتاجت الى توصيط حرف وقد اكتفيت بهذه الامثلة الخمسة وستجدون في الوثيقة العلمية مزيدا من الافعال لتأملها تطبيق عليها. طيب تأملوا معي هذه المجموعة. لاحظوا ترجم فلان للكتابة. لاحظوا الفعل ترجم من باب فعل لا الاصلي البسيط غير المظعف وحين اسندناه الى فاعله لم يتم المعنى. لذلك قلنا ترجم فلان ناقص المستمع لا زال ينتظر لا زال ينتظر ان يتم المعنى. لذلك هذا الفعل لا يكتفي بفاعله بل يتعداه بنفسي الى المفعول به لان المعنى لا يكتمل الا بذكر الفاعل والمفعول به. لا يكتمل الا بذكر طرفي الحدث المباشرين. المترجم والمترجم. ترجم فلان لذلك سنقول الفعل هنا جاء متعديان. طيب تأملوا معي خربشة خربش الطفل الكتابة اي لم يتقنها. لاحظوا خربشة من باب فعللة الاصلي البسيط غير المظعف. اذا اسندناه الى الفاعل فالمعنى ناقص. خربش الطفل. لاحظوا اذا تجاوزناه الى ذكر المفعول به تم المعنى لذلك نقول هذا الفعل آآ متعد لانه لا يتم معناه الا بذكر الطرفين. بذكر للفاعل والمفعول به بذكر المخربش والمخربش. بهما معا يتم هذا المعنى طيب لاحظوا دحرج دحرج من باب ثعلنة الاصلي البسيط غير المضعف. اذا اسندناه الى الفاعل فقلنا دحرج اللاعب معنى ناقص ولا يتم المعنى الا بتجاوز الفاعل الى المفعول به. وبهما معا يتم لذلك حين نقول دحرج اللاعب الكرة اكتمل المعنى. لانا ذكرنا طرفي الحدث. ذكرنا المدحرج والمدحرج. لاحظوا هنا فرعما تحتاج الى طرف واحد وهو المبرعم. اما دحرج فتحتاج الى طرفين. الى المدحرج والمدبر احراج طيب لاحظوا زخرف الرسام الجدار. زخرف من فعللة الاصلي البسيط غير المظعف. وقد اسندناه الى الفاعل فلم يكتفي به بل تخطاه وتجاوزه وتعداه الى المفعول به وبهما معا تم المعنى. لان ذكرنا المزخرف والمزخرف. لذلك حين قلنا زخرف الرسام ادارة اكتمل المعنى. اذا زخرفا فعل متعد. لاحظوا طمأن الطبيب المريض طمأنة من باب فعللة الاصلي البسيط غير المظعف وقد اسندنا هذا الفعل الى الفاعل فلم نكتفي به بل تعداه وجاوزه الى المفعول به فلما ذكرناهما معا تم المعنى. لانا ذكرنا طرفي الحدث ذكرنا طرفي الطمأنة. ذكرنا المطمئن والمطمئن. لذلك اكتمل المعنى اذا ترجم خربشة دحرج زخرف طمأنة افعال من باب ثعلبة الاصلي البسيط غير وقد جاءت متعديتان. اذا خلصنا ايضا الى نتيجة وهو ان الافعال في فعلا الاصلي البسيط غير المظعف تأتي ايظا متعدية. اكتفيت بهذه الامثلة الخمسة ستجدون في الوثيقة العلمية مزيدا من الامثلة للتطبيق عليها. تأملوا معي هذه القائمة. لا برطم فلان برطم فلان اذا اغتاظ. لاحظوا برطم وبرطم فلان خصمه اذا غاضه. اذا هنا برطم وهنا برطمة. برطمة من باب فعللة الاصل البسيطة غير المضعف. ولكن برطمة التي بمعنى اغتاظ حين اسندناها الى الفاعل اكتفت به اذا نقول برطمة في هذا المثال فعل لازم. اما برطم بمعنى غاظا فان اذا اسندناه الى الفاعل فالمعنى يظل ناقصا. لاحظوا برطم فلان كأني قلت غاظ فلان. لذلك ولا يكتفي بالفاعل ولا بد من من تجاوزه لابد من تعديه لا بد من تخطيه الى ذكر المفعول به وبهما معا يكتمل المعنى لذلك اقول برطم فلان خصمه. اذا النتيجة هي ان برطماء يقع مشتركا بين اللزوم والتعدي والسياق هو الذي يفصل بينهما. بين برطما اللازم وبين برطما المتعدي لاحظوا طلمسا طلمسا اي قطب وجهه اذا قلنا طلمس فلان اذا طلمس الى الفاعل اكتفى به لذلك سنقول طل مساء هنا فعل لازم. طلمس فلان اي قطب وجهه. لكن اذا استعملت طلمسا بمعنى محى فقلت طلمس فلان وسكت فان المعنى ناقص لان مراد هنا محى كأني قلت محى فلان ولا يتم الكلام الا بتعدي الفاعل الى المفعول به فاقول فلان الكتابة. لذلك طلمس في هذا المثال فعل متعد. اذا النتيجة من هذين المثالين معا هي ان طلمسة في العربية مشترك بين التعدي واللزوم. فطلمسا بمعنى قطب وجهه من الفعل اللازم وطلمسة التي بمعنى محا من الفعل المتعدي طيب تأملوا العرب تقول عرقل فلان على فلان. اذا عوج عليه في فعله او كلامي لذلك اذا قلت عرقلة فلان على فلان فالمعنى واضح اي عوج فلان على فلان في كلامه او في فعله. لاحظوا ان هذا الفعل اكتفى بفاعله وحين تعداه تعداه بواسطة حرف الجر لذلك سنقول عرقلة بهذا المعنى من الفعل اللازم. اما حين نقول عرقلة الامر بمعنى انه صعبه وشوشه فان هذا المعنى لا يتم الا بذكر الفاعل والمفعول به الا بذكر المعرقل والمعرقل. لذلك حين اقول عرقلة فلان واسكت لا يتم المعنى ولابد من تخطيه الى المفعول به. النتيجة من هذين المثالين هي ان الفعل عرقلة من باب الاصلي البسيط غير المظعف وقد جاء مرة لازما وجاء مرة متعدية لاختلاف معناه لذلك سنقول الفعل عرقلة مشترك بين التعدي واللزوم والسياق هو الفاصل في ذلك لاحظوا العرب تقول غربل المسافر غربل المسافر في الارض اي ذهب فيها. لذلك اذا قلنا المسافر اي ذهب. فلما ذكرنا الطرف الاخر الذي له علاقة بهذا الحدث احتجنا الى توصيف في حرب الجر. لذلك غربلة هنا فعل لازم. اما غربل فلان الطحين. بمعنى نقاه من بالغربال فغربل هنا فعل متعد لابد من ذكر الفاعل والمفعول به مع حتى يتم المعنى لا بد من ذكر المغربل والمغربل. لذلك الفعل غربلاء هنا بهذا المعنى يتعدى الفاعل الى المفعول به. لذلك سنقول غربلة هنا فعل متعد. اذا النتيجة التي لنستخلصها من المثالين هي ان الفعل غربلة من فعللة الاصلي البسيط غير المظعف وهو مشترك بين واللزوم والسياق يفصل في ذلك لاحظوا حين اقول فرقع الرعد اذا سمع له دوي فارقع الرعد. لاحظوا حين اسندت الفعل الى الفاعل اكتفى به. اذا فرقعة هنا فعل لازم. طيب حين اقول فرقع فلان اصابعه. لاحظوا ان فرقع هنا لا يكتمل معناها الا بذكر المفرقع والمفرقع. اي بذكر الفاعل والمفعول به. لذلك هنا يتعدى الفاعل بنفسه الى المفعول به. لذلك فرقعة هنا فعل متعد. النتيجة التي نستخلصها من المثالين معا هي ان فرقع فعل من باب ثعلن الاصلي البسيط غير المظعف وهو مشترك بين اللزوم والتعدي والسياق يفصل في ذلك اكتفيت ايضا بهذه الامثلة الخمسة وستجدون في الوثيقة العلمية مزيدا من الافعال لتأملها والتطبيق عليها. طيب النتيجة النهائية لهذا الدرس هي ان الافعال في باب فعلنا الاصلية البسيطة غير المضعف تقع لازمة وتقع متعدية وتقع مشتركة بين والتعدي والسياق يفصل في ذلك. وصلت الى نهاية هذا الدرس. وفي الدرس القادم ساحدثكم عن اللزوم والتعدي في الفعل الرباعي المجرد الاصلي البسيط المظعف الذي مثلت له في هذه القسمة بالفعل زلزلة والى ان التقيكم في الدرس القادم ان شاء الله تعالى استودعكم الله. واسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد