وما خلفهم فقد احاط علمه جل وعلا بكل شيء احاط علمه ما يكون في المستقبل وما يكون في الحاضر وما يكون في الماضي ما ظهر وما خفي ما بان وما استتر نعم. في هذه الآية الكريمة العظيمة اثبات كمال ملكه جل وعلا لما في السماوات والارض. فانكاره ونفيه ان يشفع احد عنده الا باذنه يتضمن كمال ملكه لما في السماوات وما في الارض. وانه ليس له شريك. فان من شفع عنده وغيره بغير اذنه وقبل شفاعته كان مشاركا له. اذ صارت شفاعته سببا لتحريك المشفوع اليه بخلاف من لا يشفع عنده احد الا باذنه. فانه منفرد بالملك ليس له شريك بوجه من وهذا كمال الملك والربوبية وانفراده بذلك. فان نفي الملك عن غيره فان نفي الملك عن غيره يثبت انفراده بالشفاعة وحده. لذلك رد على من اتخذ شفعاء من دونه فقال ام اتخذوا من دون الله شفعاء؟ قل او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون. قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والارض ثم اليه ترجعون. بعد ان الله عز وجل في صدر اية الكرسي انه المستحق للعبادة وحده لا شريك له وان الالهية له لا يشركها لا يشركه فيها غيره سبحانه وبحمده لكمال حياته وقيوميته اثبت تمام ملكه وانما يسأل من يملك فلا يسأل الشيء من غير مالكه فلما كان الناس يتوجهون الى من يعبدونهم من دون الله ظنا منهم انهم يملكون اثبت الله تعالى الملك له وحده لا شريك له ولما كان من الناس من؟ يقول اعلم ان الذي ادعوه من الملائكة او من الرسل او من الانبياء او من ممن له والاولياء اعلم انه لا يملك لكن له جاه منزلة يشفع لي بها عند الله نفى الله تعالى كل هذه المعاني في هذه الجملة له ما في السماوات وما في الارض فقد شمل ملكه كل شيء سبحانه وبحمده لا يخرج شيء عن ملكه. فالكون كله له سبحانه وبحمده تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الان يا اخوان الواحد منا اذا ملك قطعة ارض اذا ملك مال اذا ملك شيئا من الدنيا شعر بالقوة والقدرة واطمأنت نفسه قد يعلو على الخلق انت وما تملك لله الواحد القهار الملك له جل في علاه سبحانه وبحمده كلنا له عبيد كل من في السماء والارض كل من ملك قذر واعطاه الله من البسط فيما اعطاه فهو مملوك لله عز وجل وبالتالي ينبغي ان تقطع تعلقك والتفات قلبك الى غير الله من كلية فالملك لله فلا يسأل من سواه والملك هنا الذي اثبته الله لنفسه ليس للامور الكبيرة والظخمة والعظيمة بل يشمل الدقيق والجليل الصغير والكبير وكل من سوى الله لا يملك حقيقة ولذلك قال الله والذين تدعون من دونه ما يملكون ايش من تطمير والقطمير هو غشاء التمرة ومن يغنيه غشاء التمرة لا يؤكل ولا ينتفع به. ما في نفع ابد. ومع هذا لا يملكونه فمعنى هذا وجوب الالتفات الى الله وعدم النظر الى سواه ولا تعلق قلبك بغير مولاك سبحانه وبحمده فله الملك جل في علاه كما قال سبحانه هما في السماوات وما في الارض لما كان الناس قد يتوجهون الى من يظنون ان له جاه ومنزلة لاجل الشفاعة حتى الشفاعة لا سبيل الى الانتفاع بها الا باذنه قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. من؟ استفهام لكنه استفهام ليس للاستعلام انما للانكار انه لا يشفع عنده احد الا باذنه جل في علاه. فمعنى قوله من ذا الذي يشفع اي لا يشفع عنده احد الا باذنه جل في علاه وهو لا يأذن سبحانه وبحمده الا لمن ارتضى من الشفعاء من اهل التوحيد ولمن رضي الله تعالى ان يشفع فيهم من اهل التوحيد وبالتالي لا سبيل الى الالتفات الى غيره ولا طلب الشفاعة من سواه بل لا تطلب الشفاعة الا منه سبحانه وبحمده ولهذا المشركون سوغوا عبادتهم لغير الله بانهم انما فعلوا ذلك طلبا ليش؟ للشفاعة قال تعالى وما فيما قصه وحكاه عن اهل الكفر قال قال تعالى ما نعبدهم ها الا ليقربونا الى الله زلفى يعني يقربون مرتبة ودرجة هم وسيلة بيننا وبين الله الله عز وجل يقول ان اتخذوا من دون الله شفعاء قل او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون يعني كيف تطلبون منهم الشفاعة وهذا حالهم انهم لا يملكون شيئا ولا لهم عقل يدركون بهما هذه المطالب قال تعالى قل لله الشفاعة جميعا فلا تطلب من سواه الشفاعة لله فاذا كانت الا هل تطلبها من غيره؟ هل تقول يا محمد اشفع لي يا جبريل اشفع لي يا فلان اشفع لي لا انما تطلبها من الله لا تطلبها من سواك قل لله الشفاعة جميعا فلا تطلب من غيره والمرجع اليه سبحانه وتعالى قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والارض ثم اليه ترجعون نعم يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء. في هذا اثبات سعة علمه سبحانه ثم بين انهم لا يعلمون من علمه الا ما علمهم اياه. كما قالت الملائكة لا علم لنا الا ما علمتنا. فكان في هذا النفي اثبات ان فكان في هذا النفي اثبات ان عباده لا يعلمون الا ما علمهم اياه. فهو العالم بالمعلومات ولا يعلمه احد شيئا الا بتعليم فبين انه المنفرد بالتعليم والهداية لا يعلم احد شيئا ان لم يعلمه اياه كما انه المنفرد بالخلق والاحداث. بعد ان اثبت تمام ملكه وسعة ملكه جل وعلا رجع النص الى اثبات كمال علمه لان المالك قد لا ينجد غيره لعدم علمه به فاذا كان علمه قد وسع كل شيء فلا يفوته شيء من مسائل العباد ولا يحتاج الى من يتوسط عنده لقضاء الحاجات لانه بكل شيء عليم. يقول الله تعالى يعلم ما بين ايديهم فعلمه وسع كل شيء سبحانه وتعالى كما اخبر جل وعلا في محكم كتابه عن سعة علمه فهو الواسع العليم جل في علاه. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ثم الخلق عاجزون عن ادراك علم عن ادراك شيء من علمه الاحاطة بشيء من علمه فلذلك قال ولا يحيطون بشيء من علمه لعظيم علمه وسعته فهم لا يدركون ولا الشيء اليسير من هذه الصفة التي يتصف بها رب العالمين وهو انه سبحانه وتعالى العليم الخبير. ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء يعني الا بما اعلمهم اياه واظهره لهم وعلمهم اياه الرحمن خلق الانسان علمه البيان اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا بالمطلق لكنه الذي علمكم ما تقوم به مصالحكم فهو جل وعلا يعلم عباده ويبلغهم من العلم القدر الذي تطيقه عقولهم وتقوم به مصالحهم فيما يتعلق بامر الدنيا فيما يتعلق بامر الاخرة كلاهما على حد سواء خلق فهدى سبحانه وبحمده. ولذلك قال ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء والملائكة على عظيم سعة علومهم ومعارفهم قالوا لا علم لنا الا ايش الا ما علمتنا فمهما عظم علمك فاعلم انه بفضل الله عليك فاحفظ الله فيما ساق اليك من العلم سواء كان العلم بامور الدين والشرائع والكتاب والسنة او كان العلم بمصالح الخلق فان من الناس من يطغى اذا كانت عنده معرفة سواء معرفة بعلوم الشرائع والدين او كان عنده معرفة بمصالح الخلق كان الخبير في طب خبير في هندسة خبير في نوع من المعارف قد يطغى. الله الذي علمك وهذا العلم مهما عظم لو شاء الله لسلبك اياه في لحظة في لحظة يمحو الله هذا العلم في لحظة ولذلك تصاب كبار اهل المعارف بفقدان الذاكرة فينسى كلما حصله عبر السنين ولذلك تذكر دائما ان كل فضل ساقه الله اليك والعلم اعظم ما يسوقه الله من الفضائل للخلق سواء في امر الدين او في امر الدنيا ان ذاك من فضله واحسانه وعطائه وجوده هو المتفضل عليك لا علم لنا الا ما علمتنا لا غنى بنا الا ما اغنيتنا. لا قوة بنا الا ما اعطيتنا فالكل منه سبحانه وبحمده استشعر هذا حتى تعرف عظيم فقرك الى الله اذا امتلأ قلبك بهذه المعاني عرفت عظيم قدر ربك وعرفت قدر نفسك وعندها تعرف انه لا غنى بك عن الله جل في علاه سبحانه وبحمده ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء ثم يقول جل وعلا وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤوده حفظهما. في هذه الاية الكريمة اثبات سعة والكرسي ثابت بالكتاب والسنة. واجماع جمهور السلف. وقد نقل عن بعضهم ان كرسيه علمه وهو قول ضعيف. فان علم الله وسع كل شيء. كما قال ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما. والله يعلم نفسه ويعلم ما كان وما لم يكن. فلو قيل وسع علمه السماوات والارض لم يكن هذا المعنى مناسبا لا سيما وقد قال ولا يؤوده حفظهما اي لا يثقله ولا يكره اي لا يثقله ولا يكرثه. وهذا يناسب القدرة لا العلم. والاثار المأثورة ذلك وقد قال بعضهم ان الكرسي هو العرش لكن الاكثرون على انهما شيئان فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ان الكرسي الذي وسع السماوات والارض لموضع القدمين لموضع القدمين. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال ان الكرسي الذي وسع السماوات والارض قال موضع القدمين ولا يعلم قدر العرش الا الذي خلقه. وفي هذه الآية الكريمة اثبات عظيم قدرة الرب جل وعلا حيث ذكر سعة كرسيه حيث ذكر سعة كرسيه في السماوات والارض وانه سبحانه ولا يؤوده حفظهما. اي لا يكرثه ولا يثقل عليه كما تقدم. وهذا النفي تضمن كم هذا القدرة. وهذا النفي تضمن كمال قدرته فانه مع حفظه للسموات والارض لا يثقل ذلك عليه كما يثقل على من في قوته قوله جل وعلا وسع كرسيه السماوات والارض هذه الجملة ضمن اية الكرسي التي هي اعظم اية في كتاب الله عز وجل وقد قال اهل العلم في معنى الكرسي قولين القول الاول فان الله تعالى يذكر من الاسماء والصفات في اياته عند ذكر عند الخبر عنه او عند ذكر احكام وافعاله واخبار من مضى من الخلق يذكر اسماء مناسبة وليست اثناء هبطة عشواء وقد نقل عن ابن عباس انه العلم سيكون قوله وسع كرسيه السماوات والارض تأكيد للمعنى في الجملة السابقة يعلم ما بين ايديه وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع علمه السماوات والارض هذا القول الاول وهو من حيث الثبوت قول ضعيف ومن حيث المعنى يعني لم يثبت اسناده عن ابن عباس ومن حيث المعنى ايضا فيه قصور لان لان علم الله وسع كل شيء وليس فقط السماوات والارض فالله تعالى احاط بكل شيء علما علم ما كان وما يكون وما سيكون وهذا كله في السماوات والارض وعلم ما لم يكن وهذا ليس في السماوات ولا في الارض لو كان لو كان كيف كان يكون ثم علم سبحانه وبحمده نفسه وما له من الاسماء وما له من الصفات وما له من الجليلة الافعال وجميلها وبديعها سبحانه وبحمده. وهذا كله ليس داخلا في قوله تعالى وسع كرسيه السماوات والارض. ولهذا قال العلماء ان معنى الكرسي على الراجحي والصحيح انه غير العلم فليس الكرسي العلم انما الكرسي خلق من خلق الله عظيم فلما اخبر عن الهيته وحياته وقيوميته وملكه وعدم منازعته في الملك بالشفاعة واخبر عن علمه وسعة علمه وانه لا يحيط العباد بشيء من علمه الا بما اعلمهم ذكر شيئا من عظيم صنعه وفعله وهو خلقه للكرسي الذي هذا شأنه حيث قال جل وعلا وسع كرسيه السماوات والارض وقد وقد جاء عن عبد الله ابن عباس وعن ابي موسى الاشعري رضي الله تعالى عنه ان الكرسي موضع قدمي الرب جل في علاه ثبت نقل ذلك عن ابن عباس وعن ابي موسى الاشعري. الا ان اسناد هذين الاثرين ضعيف عنهما. ولهذا الصواب في معنى الكرسي انه خلق من خلق الله عظيم. الله اعلم به ما هو؟ الله اعلم به لكنه خلق من خلق الله عظيم على هذا النحو الذي وصف رب العالمين حيث قال وسع كرسيه السماوات والارض وقوله ولا يؤوده حفظهما اي لا يثقله ولا يتعبه ولا يشغله حفظ السماوات والارض فهو سبحانه وتعالى القائم بهما الممسك لهما الذي لا قوام للسموات والارض ومن فيهما الا به جل في علاه. يمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه للسماء وهو المثبت للارض جل في علاه وهذا الحفظ غير مثقل لهما وهذا يدل على ان المقصود بالاية اثبات عظيم افعاله خلقا خلقا وسع كرسيه السماوات والارض وحفظا ولا يؤوده حفظهما سبحانه وبحمده بعد ان ذكر ما ذكر من المعاني الجليلة في شأن الرب وصفاته وما له من الكمالات سبحانه وبحمده ختم الاية باسمين عظيمين هما ثمرة العلم بما تقدم هما مما يلزم على علمك بما سبق من قبل الله عز وجل عن نفسه. فقال سبحانه في ختم اية الكرسي وهو العلي العظيم. ختم هذه الاية بهذين الاسمين الجليلين الدالين على ذاته وعظمته في نفسه واسمه العلي يفسر بانه اعلى من غيره قدرا فهو احق وبصفات الكمال ويفسر بانه العالي عليهم بالقهر والغلبة فيعود الى انه القادر عليهم وهذا يتضمن كونه خالقا لهم وربا لهم. وكلاهما يتضمن اننا نفسه فوق كل شيء فلا شيء فوقه. هذا مع ان لفظ العلي والعلو لم يستعمل في القرآن عند علاقة الا ويفيد انه نفسه فوق كل شيء فلا شيء فوقه. وبهذا تبين انه مستلزم لدينك لم يستعمل في مجرد القدرة ولا في مجرد فضيلا. واما اسم الله فمتضمن لصفات عديدة. فالعظيم من اتصف بصفات كثيرة من صفات الكمال. فاسم الله العظيم دال على جملة اوصاف عديدة لا تختص بصفة معينة. فجميع صفات والكبرياء والمجد والبهاء. الذي تحبه القلوب وتعظمه الارواح ويعرف العارفون ان عظمة متى كل شيء وان جلت في الصفن فانها محلة في جانب عظمة العلي العظيم. والله تعالى عظيم له كل وصف ومعنى يوجب التعظيم. فلا يقدر مخلوق ان يثني عليه كمال ينبغي لك ولا يحصي ثناء عليه بل هو كما اثنى على نفسه قوله جل وعلا وهو العلي العظيم هذه هذه الجملة ختم الله تعالى بها هذه الآية العظيمة. التي هي اعظم سورة في القرآن تأمل اخي الكريم ما ذكره الله تعالى من اسمائه وصفاته في ايات الكتاب الحكيم بل اسماء لها صلة في ما تقدم من خبر او حكم ولهذا كلما عظم علم الانسان بمعاني القرآن وجد التناسب بين ما يذكر من الاسماء وما يتقدمه من الاخبار او الاحكام وكلما ازداد الانسان علما وبصرا وفهما وتدبرا لايات الكتاب وجد الصلة بين ما يذكر من اسماء الله وصفاته وبينما يسبقها او يلحقها من الاحكام والاخبار اخبر الله تعالى عن نفسه في اية الكرسي بعظيم الاخبار الدالة على جلاله وعظمته وبهائه وعلوه سبحانه وبحمده عن كل نقص او طيب ولهذا ختم الله تعالى هذه الاية بهذين الاسمين الجليلين وهو العلي العظيم الدالين على علو ذاته وقدره وقهره جليل قدره وعظمته سبحانه وتعالى في نفسه. فهو العلي سبحانه ذاتا وهو العلي سبحانه قدرا وهو العلي سبحانه قهرا فكل الخلق تحت قدرته وهو القاهر فوق عباده سبحانه وبحمده ما من احد الا وهو في قدرته فهو على كل شيء قدير سبحانه وبحمده كما اخبر في ايات كتابه الحكيم ولذلك بعد ان اخبر بما اخبر من جلاله وعظيم سلطانه وجليل صفاته واسمائه قال وهو العلي العظيم واعلم بارك الله فيك ان العلو الثابت لله عز وجل علو يليق بجلاله فالله هو العلي الاعلى سبحانه وبحمده واعلم ان العلو الثابت لله علو ذات فهو فوق كل شيء الرحمن وعلى العرش استوى وهو علو قدر فليس شيء اعظم من الله قدرا وهو علو قهر فهو القاهر فوق عباده ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا فالجميع كلهم خلقه وتحت قدرته سبحانه وبحمده هذه ثلاثة معاني كلها ثابتة له بعلوه سبحانه وبحمده وانه العليم ثم بعد ان اثبت علوه وهو متعلق خلقه وبذاته عاد الى اثبات العظمة في ذاته. فقال وهو العلي العظيم. واعلم ان العظمة الثابتة لله عز وجل لا تثبت من معنى واحد العظمة الثابتة له لا تثبت الا بمجموع العلم باسمائه وصفاته فهو عظيم لانه الرحمن وهم عظيم لانه رب العالمين وهو عظيم لانه مالك يوم الدين وهو عظيم لانه الحي القيوم وهو عظيم لانه مالك كل شيء وهو عظيم لانه العليم بكل شيء وهو العظيم لانه القدير على كل شيء وهو العظيم لانه الحافظ لكل شيء. فكل هذه المعاني افادت وابانت عظمة الرب جل وعلا ولذلك العظيم لا يفسر بمعنى واحد مثل الحميد والمجيد هذه اسماء لا تفسر بمعنى واحد يعني الرحمن يفيد انه انه ذو رحمة الكريم يفيد انه ذو كرم العليم يفيد انه ذو علم لكن العظيم والمجيد والحميد لا تفيدوا معنا واحد فالعظمة والمجد والحمد ليس مستفادا من صفة واحدة بل من مجموع صفاته ولهذا قال بعض اهل العلم ان كل اسم دل على معان عديدة واسعة فهو من الاسم مما يوصف بانه الاسم الاعظم ولهذا قال بعض اهل العلم الاسم الاعظم هو الله وقال بعض اهل العلم الاسم الاعظم هو الحي القيوم وقيل غير ذلك والصواب ما ذهب اليه بعض اهل العلم من ان الاسم الاعظم هو كل اسم دل على عظمة الله جل في علاه وجليل صفاته وما له من الكمالات سبحانه وبحمده ولهذا ختم الله تعالى هذه الاية هذه السورة بهذه اه هذه الاية بهذا بهذين الوصفين العظيمين ومن فضل هذه السورة لما تضمنته من المعاني العظيمة يقول المؤلف رحمه الله وهذا ولهذا ولهذا كان من قرأ هذه الآية في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح. وبيان هذا انه قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث لابي هريرة رضي الله عنه لما وكله النبي صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة الفطر فسرق منه الشيطان ليلة فسرق منه الشيطان ليلة بعد ليلة. وهو يمسكه فيتوب فيطلقه. فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم ما فعل اسيرك البارحة؟ فيقول زعم انه لا يعود. فيقول النبي صلى الله عليه وسلم كذبك وانه سيعود. فلما كان في المرة الثالثة قال دعني اعلمك ما ينفع اذا اويت الى فراشك فاقرأ اية الكرسي الله لا اله الا هو الحي القيوم الى اخره فانه لن يزال عليك من الله حافظ. ولا يقربك شيطان حتى تصبح. فلما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم قال صدقك وهو كذب. واخبره انه شيطان. ولهذا اذا قرأها الانسان عند الاحوال الشيطانية بصدق ابطلتها. يقول المصنف رحمه الله في بيان فضيلة اية الكرسي بعد تقرير انها اعظم اية في كتاب الله قال ولهذا يعني لما تظمنته من المعاني الجليلة العظيمة في اثبات الكمالات لله عز وجل في اسمائه وصفاته وافعاله كان من قرأ هذه الاية في ليلة يعني بعد المغرب وهذا في كل ليلة ليلة تطلق على ما بعد غروب الشمس من قرأ هذه الاية اية الكرسي في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ اي يسر الله تعالى له من الاسباب من الملائكة وغيرهم من يحفظه. لم يزل عليه من الله تحافظ ان يحفظوا من كل ما يكره من العدو من المرظ من الافات من المخوفات من كل شيء لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان وانما ذكر الشيطان على وجه الخصوص لانه اعظم الاعداء فهو العدو الذي لا يفتر عن الانسان عداوة وشرا وكيدا ومكرا وايقاعا في كل ما يهلكه في دنياه وفي اخراه قال ولا يقربه شيطان حتى يصبح. وذكر في ذلك ما جاء في الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه. في قصة الشيطان والشيطان الذي له قصة مع ابي هريرة يحتمل انه الشيطان ابو الجن ابليس الذي اخرجه الله من الجنة ويحتمل انه شيطان من الشياطين من ذريته ولا يلزم ان يكون هو الشيطان الاكبر الذي اخرج ادم من الجنة يحتمل هذا ويحتمل هذا ابو هريرة وكله رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ الصدقة فجاءه فكان يحفظ الصدقة فجاءه فوجد من يسرق من الصدقة فامسكه في المرة الاولى واعتذر بانه ذو عيال وذو حاجة فرق له ابو هريرة فتركه ثم جاء في اليوم الثاني وفعل ما فعله في المرة الاولى واعتذر بنفس العذر فتركه في المرة الثالثة امسكه وقال لارفعنك الى رسول الله فقال له دعني اعلمك ما ينفعك يعني عرف عليه انه اطلقني مقابل اني اعلمك ما ينفعك اذا اويت الى فراشك اي اذا جئت الى مكان نومك فاقرأ اية الكرسي الله لا اله الا هو الحي القيوم الى اخرها فقال في فضلها فانه لا يزال لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فعلم ان اية الكرسي مانعة من ان يقرب الشيطان الانسان في منامه وفي ليلة اذا قرأها فلما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ابو هريرة اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال صدقك وهو كذوب صدقك يعني علمك ما هو صدق لانه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان اذا قرأت هذه الاية لكنه تذوب واخبره انه شيطان اخبر النبي صلى الله عليه وسلم ابا هريرة بان الذي كان يحدثه شيطان من الشياطين وانه لم يكن كما وصف ولذلك قال صدقك وهو كذوب وهذا يدل على فضل هذه السورة ومن مواضع قراءتها قراءتها اذا اوى الانسان الى فراشه او قراءتها في ليلة فانه لا يزال قالوا عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان