ومنزلة الصديق والفاروق دلت على ان من يأخذ من علم النبوة الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ترفع منزلة ممن يأخذ من اهل القلوب عن قلوبهم فان غاية الواحد من هؤلاء ان يكون مشابها لعمر. ولا يكون مثله قط. نعم. ومنزلة الصديق افضل ولهذا كان الصديق يعلم عمر ومعاوية في غير قصة كما جرى له معه يوم الحديبية لما قال عمر للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله السنا على الحق؟ قال بلى. قال اليس عدونا على الباطل؟ قال بلى. قال الست رسول الله حقا قال فلم نعطي الدنية في ديننا؟ قال اني رسول الله وهو ناصري ولست اعصيه قال الم تحدثنا انا نأتي البيت الطواف به؟ قال بلى. فقلت لك انك تأتيه في هذا العام قال لا قال فانك اتني البيت ومطوف به ثم جاء عمر الى ابي بكر رضي الله عنه فقال يا ابا بكر السنا على الحق؟ قال بلى. قال يساعدونا على الباطل؟ قال بلى. قال اليس هو رسول الله حقا؟ قال بلى في ديننا قال انه رسول الله وهو ناصره وليس يعصيه. قال الم يكن حديسنا انا نأتي البيت ونطوف به. قال بلى. اقال لك انك تأتيه هذا العام؟ قال لا قال فانك اتني البيت وتطوف به الله اكبر الله اكبر رضي الله عنهم هذه المحاجية العظيمة من عمر رضي الله عنه لرسول الله ثم لابي بكر تدل على عظم الوارد على الصحابة في ذلك الموقف فالوارد عليهم عظيم جدا وقد لا ندركه نحن لكن ما كان لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يخالفوه بامره لما امرهم بالحلق وان يراجعها عمر هذه المراجعة الا لشدة ما ورد عليهم مما اضطربت له قلوبهم حتى ان عمر رضي الله عنه يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاسئلة التي فيها من الشدة وفيها من الانفعال النفسي الشيء الكثير لكنه على كل حال هو من السعي المغفور لهم رضي الله عنهم فان الله عز وجل ذكر بعد ان ذكر الفتح لنبيه صلى الله عليه وسلم انزال السكينة انزال السكينة على قلوبهم. فهو الذي انزل عليهم السكينة سبحانه وتعالى فقرت قلوبهم وسكنت لما فتح الله عز وجل لرسوله بسبب هذا الصلح نعم آآ الشيخ رحمه الله اتى بهذا ليبين لنا اولا تقدم من؟ تقدم ابي بكر رضي الله عنه على عمر ووجه التقدم ظاهر جدا وذلك في المطابقة الحرفية لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما اورده عمر على ابي بكر فانه وافق جواب النبي صلى الله عليه وسلم وطابقه تماما مع انه لم يشهد ذلك المجلس ولم يكون مجتمعين في مجلس واحد ولكن هذا الحديث فيه ان مجيء عمر لابي بكر رضي الله عنه بعد مجيئه للنبي صلى الله عليه وسلم وهذا مما تشكله بعض اهل العلم كيف يسوغ لعمر ان يأتي ابا بكر رضي الله عنه بعد مجيئه للنبي صلى الله عليه وسلم ولذلك رجح جماعة من العلماء الرواية التي فيها ان مجيء ابي بكر ان مجيء عمر لابي بكر كان متقدما على مجيئه لعمر وقد وقع نعم ان مجيء عمر رضي الله عنه لابي بكر كان متقدما على مجيئه للنبي صلى الله عليه وسلم ورجح ما وقع في البخاري وفي بعض المغازي من ان عمر جاء اولا لابي بكر ثم جاء للنبي صلى الله عليه وسلم الا انه يشكل على هذا التوجيه ما هو محفوظ في صحيح البخاري؟ واكثر الروايات عليه عند البخاري وعند غيره من اهل المغازي من ان المجيء اولا كان لمن للنبي صلى الله عليه وسلم ثم لعمر فاذا كان كذلك فلا بد من جواب على هذا والجواب يتلخص في احد وجهين الوجه الاول ان يقال ما تقدم قبل قليل ان الوارد على الصحابة كان عظيما ولذلك عمر رضي الله عنه لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم واجابه من دفع هذا الوارد فذهب وطلب الجواب عند ابي بكر وذلك لشدة ما ورد عليهم ولا يؤاخذون في هذا. ولذلك عمر رضي الله عنه كان يقول بموقفه عن موقفه في احد اجمالا في المساءلة في في صيغة المسائلة وفي انه سأل سأل ابا بكر ايضا بعد سؤال النبي صلى الله عليه وسلم يقول عملت ذلك اعمالا اي اطلب الله عز وجل بها المغفرة او اطلب من الله عز وجل بهذه الاعمال المغفرة والعفو فعظم الوارد الذي ورد عن النبي الذي ورد عن الصحابة كبير وشديد طيب هذا الجواب الاول. الجواب الثاني ان عمر رضي الله عنه انما جاء لابي بكر لانه كان محدثا موافقا للقرآن في عدة مواضع ومواقف فطمع رضي الله عنه ان تحصل له موافقة في هذا الامر كما جرى له موافقة فيما تقدم هذان جوابان يرد بهما على هذا الاشكال الوارد في الحديث ونكمل ان شاء الله تعالى في الدرس القادم والله تعالى اعلم وصلى بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتابه شرح حديث ابي بكر رضي الله عنه اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا قال رحمه الله فابو بكر اجاب بمثل ما اجاب به رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير ان يسمع كلامه في تلك القصة التي اضطربت فيها اكبر الصحابة حتى قال سهل بن حنيف وهو من كبار المؤمنين وشهد مع علي صفين ايها الناس اتهموا الرأي على الدين. فلقد رأيتني يوم ابي جندل ولو استطيع ان ارد رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه البخاري فاذا كان الصديق والفاروق وهما خير الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهما اللذان قال فيهما ما اقتدوا بالذين من بعد ابي بكر وعمر هما مع الرسول صلى الله عليه وسلم كما ترى فما الظن بغيرهما وبهذا يعلم ان كل من ادعى استغناءه عن الرسالة بمكاشفة او مخاطبة او عصمة ذلك له او لشيء شيخه ونحو ذلك فهو من اضل الناس. ومن احتج على ذلك بقصة الخضر مع موسى. بسم الله الرحيم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين المقصود من ايراد هذه القصة قصة عمر رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم وابي بكر في يوم الحديبية بيان ان المحدث اقل درجة من الذي يتلقى عن الشرع من يتلقى عن قلبه قد يخالف ما جاء به الكتاب والسنة لعارض يمنع من معرفة الحق فهذا عمر رظي الله عنه عارض النبي صلى الله عليه وسلم مع انه قال فيه صلى الله عليه وسلم ان يكن في هذه الامة محدثون فعمر فدل ان منزلة الصديق افضل من منزلة المحدث وهذا واضح في الحديث هذا سبب سبب ذكر الحديث ثم استطرد الشيخ رحمه الله في ذكر آآ ان الاستدلال بالمكاشفات على الشرائع او على الاعمال اذا كانت مخالفة للشرع ظلال وعاد الى الكلام الذي تقدم معنا في كتاب الفرقان من ابطال احتجاجهم بقصة الخضر مع موسى عليه السلام ولكنه في هذا الموضع فصل الرد وبين وهناك اجمله فنسمع ما قاله الشيخ رحمه الله في الجواب على من احتج بقصة الخظرع مع موسى على ان التلقي عن القلب وان خالف الشرع لا بأس به وان الولي قد يصل الى درجة يخرج بها عن التزام احكام الشرع يقول رحمه الله ومن احتج على ذلك ومن احتج على ذلك بقصة الخضر مع موسى ففي غاية الجهل لوجوه احدها ان موسى عليه السلام لم يكن مبعوثا الى الخضر. ولا كان يجب على الخضر اتباع موسى. بل قال موسى اني على علم من علم الله علمنيه الله لا تعلموا. وانت على علم من علم الله علمك الله لا اعلم هذا من قول من هذا من قول الخضر لموسى ما ادري عن لكن المحفوظ ان هذا من قول الخضر لموسى وليس من قول موسى للخضر تجي الى مراجعة تراجع يا عبد الله هنا هنا وين بشرح الحديث ولا عندك لا ما هكذا تحقق آآ المخطوطات. ولا كان الامر سهل كل ما واجه الاشكال قد سقطت وانتهى الموضوع على كل يمكن انه خطأ من النساخ هل المحفوظ ان هذا من قول الخذل لموسى نعم نعم ما كمل الى الان ولما سلم عليه لكن هذا بارك الله فيك ما هو في سياق الحديث مرتبا هكذا الشيخ اخذ من الحديث ما يريد ان يستدل به نعم ولما سلم عليه ولما سلم عليه قال وانا بارضك السلام قال انا موسى قال موسى بني اسرائيل؟ قال نعم. فالخضر لم يعرف موسى حتى عرفه نفسه واما محمد صلى الله عليه وسلم فهو رسول الله الى جميع الخلق. فمن لم يتبعه كان كافرا ضالا منه جميع من جميع من بلغته دعوته ومن قال له كما قال الخضر لموسى كان كافرا الوجه الثاني الشيخ رحمه الله استدل على ان موسى لم يكن مبعوثا الى الخضر من جهتين الجهة الاولى قول الخضر او من موضعين من الحديث قول الخضر لموسى اني على علم من العلم من علم الله علمنيه الله لا تعلموا وانت على علم من من علم الله علمكه الله لا اعلمه ولو كان تابعا لما ساغ لموسى ان يقول اه لما ساغ للخضر ان يقول لموسى هذا القول هذا الموضع الاول الموضع الثاني ان الخضر لم يعرف موسى ولو كان مبعوثا اليه مخاطبا بدعوته لوجب عليه ان يسعى اليه ليعرفه ويتلقى عنه ولكنه لم يكن مخاطبا برسالة موسى ولذلك لم يعرف نعم وهذا خلاف حال الاولياء مع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فانه لا يمكن ان تدرك الولاية بعد بعثة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم الا من طريقه لان الولاية التقوى والايمان الا ان الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين امنوا وكانوا يتقون ولا يمكن حصول الايمان والتقوى لاحد الا من طريق النبي صلى الله عليه وسلم فلذلك سقط الاحتجاج هذا اول الاوجه هذا اول الاوجه هذا اول الاوجه التي يجاب بها على من احتج بقصة الخضر مع موسى على جواز الخروج عن حدود واحكام الشريعة طيب الوجه الثاني الوجه الثاني ان ما فعله الخضر لم يكن خارجا عن شريعة موسى. ولهذا لما بين له الاسباب التي ابيح له بها خرق السفينة. وقتل الغلام وبناء الجدار بغير جعل اقره على ذلك بل كانت الاسباب المبيحة لذلك قد علمها الخضر دون موسى. كما يدخل الرجل دار غيره فيأكل عامه ويأخذ ماله لعلمه بانه مأذون له في ذلك. وقبل الاخر لعدم علمه بالاذن. قد كونوا سببا ظاهرا وقد يكون بسبب باطن. وعلى التقديرين هما في الشريعة ها وقتل بل كانت الاسباب المباحة لذلك قد علمها الخضر دون موسى كما يدخل الرجل دار غيره فيأكل طعامه ويأخذ ماله لعلمه بأنه مأذون له بذلك لا ما يصلح وقته الاخر ما يصلح ما يستقيم ما في قتل هنا والظاهر لي ان بدل الواو يعني الواو زائدة هذه لا حاجة لها قبل الاخر يعني يأكل طعامه ويأخذ ماله قبل الاخر يعني قبل الذي دخل معه لعلمه لعدم علمه بالاذن فالواو هنا لا محل لها الا ان يكون هناك كلام ساقط فاحذفوها حتى يستقيم الكلام نعم طيب هذا الوجه الثاني الذي استدل به الشيخ رحمه الله على ان الخضر لا حجة في فعله مع موسى وذلك ان ما فعله الخضر مما انكره عليه موسى عليه السلام في اول الامر موافق للشريعة لشريعة موسى ووجه موافقتي لشريعة موسى ان موسى عليه السلام لما بين له الخضر سبب الفعل لم ينكر ذلك ولم يقل لكن لا يجوز لك هذا انما اقره وسكت واعتذر بل اعتذر ما هو اقره وسكت اقره وسكت واعتذر اي سكت عن الانكار واعتذر على عما بدر منه من مخالفة لما التزمه في اول الامر من عدم الانكار عليه والصبر على ما يصدر منه فدل هذا على ان ما فعله ما فعله الخضر موافق للشريعة ولا غرابة في هذا فقد بينا ذلك قراءة الفرقان وهو ان فعله لما علم سببه كان موافقا للشريعة وانما ينكره من ينكره لخفاء سبب الفعل. ولذلك مثل له ونظر له بمسألة لا تختص بالخضر مع موسى بل هي عامة لكل احد وهي ان رجلين يدخلان بيتا واحدا فيقوم احدهما بالتصرف في بيت هذا الرجل اكلا وشربا ومطالعة في الكتب وتصرفا في المال ويكون ذلك مباحا له والاخر ممنوع من هذا كله والفرق ان هذا علم اذن صاحب الدار وطيب نفسه بما يصدر عنه والاخر ليس عنده علم باذن صاحب الدار وطيب نفسه فجاز هذا ما لم يجز للاخر وهذا مثال واضح يتضح به ان ما فعله الخضر ليس خارجا عن حكم الشريعة بل هو موافق للشريعة نصا ونظرا نصا من عدم انكار موسى ونظرا بنظائره في الاحكام الشرعية التي في في شريعتنا فالشيء الواحد قد يكون مباحا لشخص ممنوعا من اخر بسبب علم هذا وعدم علم الاخر نعم تم صحيح هذا هو هذا اللي يقوله الشيخ يقول ان الخضر ليس مكلفا بشريعة موسى. وموسى لم يرسل للخضر. موسى ارسل لبني اسرائيل فحتى اذا سلمنا بما قلتم من انه ولي يعني وان ما فعله مخالف لشريعة موسى فان موسى لم يكن مرسلا اليه مثل ما قلت محمد الله يتبعنا اثاره