بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف الانبياء المرسلين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللسامعين. قال امام السفريين رحمه الله تعالى صفاته كذاته قديمة اسماؤه ثابتة عظيمة لكنها في الحق توقيفية لنا بذا ادلة وفية له الحياة والكلام والبصر سمع ارادة وعلم اقتدر بقدرة تعلقت بممكن كدائرة والعلم والكلام قد تعلق. الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد تقدم تقرير المصنف رحمه الله للقاعدة فيما يتصل باسماء الله تعالى وصفاته في هذا البيت يقرر معنى من المعاني التي دلت عليه الادلة في الكتاب والسنة واجمع عليها علماء الامة وهو ان الله تعالى اول بصفاته فهو الاول الذي ليس قبله شيء وهو الاخر الذي ليس بعده شيء وانما ذكر مصنف هذه المسألة مع وضوحها تجليها بدلالات الكتاب والسنة ردا على المعتزلة على الجهمية والمعتزلة الذين ينفون الصفات ويزعمون ان اثبات الصفات يستلزم تعدد القدماء يستلزم تعدد القدماء ولا يظن ظان ان هذه المسائل لا وجود لها في عقائد بعض الناس بل هي موجودة في عقائد بعض الناس وينافحون عنها ويكتبون فيها ما يكتبون ويشنعون على طريقة الصحابة والتابعين وتابعيهم ويصفونها الاوصاف المذمومة المصنف رحمه الله يقول صفاته اي صفات الله عز وجل وهي ما اتصف به من الصفات سواء كانت صفات ذاتية كالحياة والعلم والقدرة او صفات فعلية فكلها مندرجة في قوله صفاته كذاته اي مثل ذاته قديمة والمقصود بالقدم هنا التقدم والسبق لكنه تقدم وسبق لا اول له كما دلت على ذلك النصوص واستعمال المصنف رحمه الله هذا الوصف بحديثه عن اسماء عن صفات الله عز وجل جار على ما يستعمله كثير من المتأخرين من علماء الكلام في وصف الله تعالى بالقدم فان المتأخرين يطلقون القدم ويريدون به الاول الذي ليس قبله شيء وقد سبق الاشارة الى هذا عند التعليق على قول المصنف الحمد لله القديم الباقي مقدر الاجال والارزاق فتقدم ان القدم ليس اسما من اسماء الله عز وجل بل هو وصف والمقصود به السبق وقد تبين من النصوص انه سبق لا اول له فهو الاول الذي ليس قبله شيء وقوله رحمه الله صفاته كذاته اي مثل ذاته في التقدم وانها سابقة وليست حادثة بعد ان لم تكن كما يقوله من يقوله ممن ظل وانحرف عن الصراط المستقيم وليعلم ان الصفات نوعان صفات ذاتية وصفات فعلية اما الصفات الذاتية فهي الصفات التي لم يزل ولا يزال الله تعالى متصلا بها كالحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر ونحو ذلك من الصفات التي لم يزل ولا يزال متصلا بها وتسمى صفات ذاتية لانها ملازمة للذات لا تنفك عنها وهذه كباته لانه لا تنفك عن الذات فهو متصل بها ازلا وابدا جل في علاه النوع الثاني من الصفات الصفات الفعلية وهي التي تتعلق بالمشيئة فمتى شاء اتصف بها ومتى شاء لم يتصف بها وتسمى الصفات الاختيارية وهما اسمان لشيء واحد في الصفات الفعلية او الصفات الاختيارية اسمعني لمسمن واحد الصفات الفعلية والاختيارية من حيث جنسها هو كذاته فلم يزل الله تعالى فعالا لما يريد جل في علاه فالفعل صفة له لازمة ازلا وابدا لكن مفردات الصفات الفعلية حادثة بعد ان لم تكن مفردات الصفات الفعلية حادثة بعد ان لم تكن كاستوائه على العرش فانه حادث بعد ان لم يكن وكذلك مجيئه لفصل القضاء يوم القيامة فانه حادث بعد ان لم يكن لكن من حيث جنس الفعل لم يزل متصفا بذلك سبحانه وبحمده والحدوث الصفات لصفات الفعل لا يدل على نقص بل يدل على كمال ولذلك من صفاته جل وعلا انه فعال ايش ها فعلوا لما يريد فما شاءه واراده كائن متى شاء وكيفما شاء جل وعلا فمتى شاء استوى ومتى شاء على العرش ولما شاء ومتى شاء نزل ومتى شاء رضي ومتى شاء احب ومتى شاء ابغض كل ذلك من الصفات الفعلية الدالة على عظمته جل في علاه بخلاف من يقول انه لا يحدث شيء من الصفات لان الحدوث دليل الحدوث الحدوث دليله انه محدث فيستدلون على المحدث بانه حدث بعد ان لم يكن وهذا الاستدلال ليس بصحيح ولا مضطرب ولم يدل عليه كتاب ولا سنة ولا آآ دل عليه عاقل فانه يحدث الشيء مع سبق وجوده اما قدرة واما وجود امثاله ونظائره مما يدل عليه وما ينبه اليه انه لا يقال ان الذات قديمة والصفات قديمة بل الله بصفاته اول ليس قبله شيء ولذلك قال الله تعالى في وصف نفسه هو الاول هو الاخر ولا يمكن الفصل بين الذات والصفات فان الاولية لذاته وصفاته على النحو الذي تقدم بيانه وايظاحه ثم قال المصنف رحمه الله اسماؤه ثابتة عظيمة بعد ان فرغ من ذكر الصفات انتقل الى ذكر الاسماء وانما قدم الصفات لانها الاكثر قرودا ولان الاسماء مستفادة من الصفات ولنا الاسماء مستفادة من الصفات فكل اسم يدل على صفة واصله صفة اتصف الله تعالى بها فلهذا اخرها ذكرا واسماؤه اي ما سمى الله تعالى به نفسه وهي في الكتاب والسنة بينة جلية ثابتة والمقصود ثابتة اي ان له ان له اسماء وهذا رد على الجهمية الذين ينفون الاسماء والصفات فانهم عطلوا الله عن اسمائه وعن صفاته فقالوا لا يوصف بوصف وليس له اسم وعطلوا ما دل عليه الكتاب والسنة من الاسماء والصفات ولذلك قال اسماؤه ثابتة وقوله اسماؤه الاسماء جمع اسم واظافتها الى الله عز وجل هنا تعم كل ما ثبت له من الاسماء ويشمل كل ما جاء النص عليه في الكتاب او جاء النص عليه في السنة وقوله رحمه الله ثابتة اي نثبتها ونوقن بها كما جاء بها الخبر عن الله وعن رسوله وقوله عظيمة اي عظيمة بذاتها عظيمة في معانيها عظيمة في الايمان بها عظيمة في اثارها على من يؤمن بها والعظيم هو ما جمع اوصاف الحمد والمجد والبهاء والجلال واسماء الله تعالى كذلك وقد وصفها الله تعالى في كتابه بالحسنى فقال ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وقال وله الاسماء الحسنى وانما وصفها بعظيمة ولم يصفها بالحسنى كما جاء في القرآن لاجل استقامة الروي اذا قوله رحمه الله عظيمة يشمل عظم الالفاظ وعظم المعاني وعظم الايمان بها اجرا وثوابا وفظلا وعظم اثارها وعظم اثار الايمان بها قال رحمه الله لكنها في الحق توقيفية استدراك يعود على الاسماء ولذلك قال لكنها اي لكن اسمائه توقيفية وقيل بل الظمير يعود الى مجموع ما تقدم في البيت السابق والمذكور في البيت السابق ايش الاسماء والصفات فيقول الاسماء والصفات توقيفية لكن المشهور في كلام العلماء ان التوقيفي قوى الاسماء ويوقف فيها على ما دل عليه الكتاب السنة فان الاسماء جاء بيانها واذاحها وهي اضيق بالعد من الصفات فصفات والله لا عد لها. اما الاسماء فانها جاءت محدودة ومعدودة جاءت محدودة ومعدودة في في النصوص والا في الواقع الله اعلم فله من الاسماء ما لا نعلمه وانما ذكر الله تعالى من اسمائه ما يطيق العباد فهمه وادراكه وادراك معناه وان كانوا قد لا يدركون كونه وله من الاسماء ما لا يدركونه وهو وهو المندرج في قول النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء المأثور واسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمت احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك فمن الاسماء ما نعلمه الا هو جل في علاه وقوله رحمه الله توقيفية ان يوقف فيها على ما جاءت به النصوص فلا يتجاوز الكتاب والسنة فلا يشتق له اسماء من الصفات او من الافعال التي اخبر بها عن نفسه فيقال الصانع ولو قال الاتي الجائي فان هذا وان كان قد جاء به الخبر عن الله لكن لا يشتق له منها اسمع فيقال من قوله تعالى وجاء ربك والملك صفا صافا بان من اسمائه الجائي فان الله تعالى عندما ذكر الاسماء ذكرها موصوفة بوصف فقال ولله الاسماء الحسنى فلا بد ان تكون بالغة منتهى الحسن في لفظها وفي معناها ولهذا لا يتجاوز الكتاب والسنة في ما يتعلق باسماء الله تعالى وصفاته وليعلم ان الله تعالى اخبر عن نفسه في كتابه باسماء واخبر عن نفسه في كتابه باوصاف واخبر عن نفسه في كتابه بافعال وهي في الترتيب على هذا النحو اضيق ما يكون مما اخبر الله تعالى به عن نفسه من الاسماء والصفات والافعال اضيق ذلك الاسماء فانها توقيفية ثم بعد ذلك الصفات ثم بعد ذلك الاخبار قال رحمه الله لنا بذا ادلة وفية اي لنا على هذا المسلك وهذا السبيل وهو ان اسماء الله تعالى توقيفية لنا بدع اسم الاشارة على ما تقدم من كون اسماء الله تعالى توقيفية ادلة وفية اي ادلة وافية كافية في التحصيل المطلوب واقامة الحجة على صحة هذا القول والادلة هي الكتاب والسنة وما اجمع عليه علماء الامة فان الله سمى نفسه باسماء وسماه بها رسوله صلى الله عليه وسلم فلا تجاوز وهو او او فلو تجاوز الكتاب والسنة وعلى هذا جرى علماء الامة فانهم لم يسموا الله تعالى الا بما سمى به نفسه لم يزيدوا في ذلك اما العقل دليل انه لا يزاد في اسماء الله تعالى بل يصار فيها اه اما العقل فدليل ان اسماء الله تعالى يقتصر فيها على النص ان الاسماء تتضمن صفات وهي خبر عن غائب لا تدركه العقول جل في علاه ولا تحيط به علما فوجب ان يقتصر فيها على ما جاءت به النصوص ولا يتجاوز الكتاب والسنة في ذلك ثم بعد هذا ذكر جملة من الصفات التي اتصف بها الله عز وجل وبدأ في ذكر الصفات بالصفات المتفق عليها بين مثبتة الصفات الان المتكلمون في صفات الله تعالى ينقسمون الى قسمين نفات ومثبتة مسالك الناس بصفات الله تعالى في الجملة مسلكان نفات ومثبتة. النفات هم الجهمية والمعتزلة ومن نحى نحو نحوهما المسلك الثاني مسلك المثبتة وهم كل من اثبت الصفات لله عز وجل اما اثباتا مستوعبا لكل صفاته في طريق اهل السنة والجماعة او من اثبت بعضا ونفى بعضا وهؤلاء يسمون مثبتة الصفات كالاشعرية والماتوردية والكلابية ونحوهم فهؤلاء لم ينفوا الصفات بالجملة بل اثبتوا جملة من الصفات ونفوا صفات اخرى والطريق القويم في صفات الله عز وجل هو اثبات ما اثبته الله تعالى لنفسه على نحو ما دلت عليه النصوص من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل فان التمثيل ضلالة والتعطيل ضلالة وكلاهما خروجا عن الصراط المستقيم فيما يتعلق باسماء الله تعالى وصفاته فما ذكره المؤلف رحمه الله في اول ما عد من الصفات ذكر الصفات المتفق عليها بين مثبتة الصفات. فقال له اي لله عز وجل الظمير يعود اليه الحياة والكلام والبصر هذه ثلاث صفات له الحياة وله الكلام وله البصر ثم قال سمع هذه الصفة الراء الرابعة ارادة صفة الخامسة علم صفة السادسة واقتدر القدرة وهذه الصفة السابعة. هذه سبع صفات وهذه السبع صفات يسميها العلماء صفة يسميها علماء الكلام صفات المعاني ووجهه تسميتها بصفات المعاني انه دل عليها العقل اضافة لدلالة النص فهذه الصفات وهي صفات المعاني يثبتها كل مثبتة الصفات وان كانوا قد يختلفون في تفاصيل اثبات هذه الصفات فمثلا صفة الكلام يثبتها الاشاعرة لكنهم على غير النحو الذي جرى عليه علماء الامة من ممن سلك ما عليه اهل القرون المفضلة اهل السنة والجماعة فهم يثبتون لله كلاما في الجملة لكنهم كلاما فهم يثبتون الله كلاما في الجملة وانه صفة من صفاته لكنهم يفارقون طريقة السلف في تفاصيل ذلك الاثبات فقوله هنا له الحياة والكلام والبصر سمع ارادة وعلم واقتدر هو ذكر مجمل الصفات التي اجمع عليها مثبتة مثبتة الصفات ممن اثبت جميعها جميع الصفات وممن اثبت بعظا ونفى بعضا بدأ في ذكره للصفات بصفة الحياة وسبب ذلك ان الحياة لازمة لكل الصفات فلا تثبت صفة الا بالحياة لا تثبت جميع صفات الله عز وجل تستلزم اثبات صفة الحياة ولهذا قدمها ذكرا على غيرها قال الله تعالى وتوكل على الحي الذي لا يموت فذكر في التوكل عليه الذي عنه تصدر الافعال الحياة كل الصفات الفعلية تستلزم اثبات صفة الحياة وكذلك الصفات الذاتية لا تكون الا لحي فالعلم لا يكون الا لحي والسمع لا يكون الا لحي والقدرة لا تكون الا لحي ولذلك قيل ان الحي القيوم هو اسم الله تعالى الاعظم لان عليهما مدار قل لاسماء الله تعالى وصفاته. فعلى الحي تدور صفات الذات وعلى القيوم تدور صفات الفعل فقدم ذكرى الحياة لهذا الحياة الثابتة لله عز وجل حياة كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه لا يسبقها عدم ولا يلحقها زوال فهو الاول الذي ليس قبله شيء وهو الاخر الذي ليس بعده شيء جل في علاه وهو الظاهر الباطن سبحانه وبحمده وقد قال الله تعالى ببيان كمال حياته وتوكل على الحي الذي لا يموت فهي حياة كاملة لا يتطرق اليها نقص بموت بل اعظم من ذلك لا يتطرق اليها نقص بنعاس فقالت كما قال تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم وذلك لكمال حياته جل في علاه وقد جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام يرفع القسط ويخفضه سبحانه وبحمده فحياته لا يتطرق اليها نقص بوجه من الوجوه وثبوت صفة الحياة بالكتاب والسنة والاجماع والعقل والفطرة كالفطر مستقرة على الاقرار باله حي يقصد جل في علاه ثم آآ ذكر الكلام تجعله ان شاء الله تعالى الدرس القادم الله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد