القاعدة السابعة والعشرون المحترزات في القرآن تقع في كل المواضع في اشد الحاجة اليها المحترزات جمع محترس وهو مأخوذ من احتراز. والاحتراز في الاصل مأخوذ من حرزة. الفعل الثلاثي طراز وما يحتاط به المتكلم من فهم غير مراد واصله طلب الوقاية. الاحترازات اي ما تبقى القرآن في اللفظ والمعنى في المواضع التي وردت فيها هذه الاحترازات وقعت في موقع من احسن ما يكون. وفي اشد ما يكون حاجة الى هذا الاحتراس. هذا معنى القاعدة وسيذكر مؤلف رحمه الله امثلة لذلك يتضح بها المقال. نعم. وهذه القاعدة جليلة النفع عظيمة الوقت. وذلك ان كل موضع يسوء الله فيه حكما من الاحكام او خبرا من الاخبار. فيتشوف الذهن فيه الى شيء اخر الا وجدت الله قد به ذلك الامر الذي يعلق في الاذهان في بينه احسن بيان. وهذا اعلى انواع التعليم الذي لا اشكالا الا ازال ولا احتمالا الا وضحه. وهذا يدل على ساتعين الله وحكمته. وذلك في كثير جدا ولنذكر بعض امثلة توضح هذه القاعدة وتحسن للداخل الدخول اليها فمن ذلك قوله تعالى انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة الذي حرمها لما خصها ربما وقع في بعض الاذهان تخصيص ربوبيته بها ازال هذا الوهم بقوله وله كل شيء قال تعالى انما امرت انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة. هذا قول منه سبحانه وتعالى عن رسوله صلى الله عليه وسلم انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة وهذه من الربوبية الخاصة فان الله عز وجل الربوبية في القرآن على نوعين وسيأتي كلام المؤلف في هذا. روبية عامة تشمل كل شيء. وذلك نظير الاخ مصلح مثال لذلك مثال ذكر الربوبية العامة الحمد لله رب العالمين رب العالمين هذه الربوبية العامة التي تعم كل شيء من الحي والجمال من الرطب واليابس. هنا قال ان اعبد رب هذه البلدة هذه ربوية خاصة. فلما خص هذا البلد بالربوبية قد يتوهم متوهم ويظن ان الربوبية ربوية الله خاصة بهذه البقعة وان غيرها من البقاع لها رب اخر فقال سبحانه وتعالى دفعا لهذا التوهم وله كل شيء فهو رب كل شيء سبحانه وتعالى. وهو مالكه وانما اظاف ربوبيته سبحانه وتعالى لهذه البقعة تمييزا لها. واصطفاء لها والله عز وجل قد قال وربك يخلق ما يشاء ويختار من البقاع والازمان من الاماكن والازمان والاشخاص والاوصاف والله حكيم خبير يفعل ما يشاء لا يسأل اما يفعل وهم يسألون. فالله اصطفى هذا المكان واضاف ربوبيته له تعظيما وتشريفا له. لكن دفع هذا التوهم وهو ان تخصر رويته بهذا المكان دون غيره قال في ذلك وله كل شيء سبحانه وتعالى. اذا وين الاحتراز في هذه في هذه الاية قوله وله كل شيء. نعم. ما الفهم الخاطئ الذي يمكن ان يرد؟ حصر الربوبية بهذا المكان. نعم ومنها ومنها قوله تعالى فلا تكفي مرية مما يعبد هؤلاء لما كان قد يقع في الذهن انهما على حجة وبرهان ابان بقوله ما يعبدون الا كما يعبد اباؤهم من قبل انهم ضلال اقتدوا بمثل ثم لما كان قد يتوهم المتوهم انهم في طمأنينة من قولهم وعلى يقين من مذهبهم ربما توهم ايضا ان الاليق الا تبسط لهم الدنيا احترز من ذلك بقوله وانا لموفوهم غير منقوص الى قوله وانهم لفي شك منه مريب. ولما قال تعالى لا يستوي القاعدون من المؤمنين واضح هذا المثال ما نحتاج واضح نعم. ولما قال تعالى لا يستوي القائدون من المؤمنين ربما يظن الظان انهم لا يستوون مع المجاهدين ولو كانوا معذورين ازال هذا الوهم بقوله غير اولي الضرر. وكذلك لما قال تعالى توهمه ابن ام مكتوم رظي الله عنه فان النبي صلى الله عليه وسلم استخلفه في آآ في المدينة في في خروجاته في في احدى غزواته صلى الله عليه وسلم. فقال يا رسول الله لو اطقت جهاد لجاهدت. بعد نزول هذه الاية لا يستوي او الاية اول ما نزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون. في سبيل الله باموالهم وانفسهم. فقال لو اطقت جهادا لجاهدت فانزل الله عز وجل قوله تعالى غير اولي الضرر في قوله لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر فهو قيد رفع التوهم وهو انه حتى ولو كان معذورا بقعوده فانه لا يساوي الخارج للجهاد وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عند عودته من تبوك وهي من اشد الغزوات عليه صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه كما في حديث جابر في صحيح مسلم ان اقواما بالمدينة ما ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا ولا نزلتم منزلا الا كانوا معه او الا شاركوكم في الاجر. قال الصحابة وهم في المدينة يا رسول الله؟ قال وهم في المدينة حبسهم العذر. وفي رواية حبسهم المرض. فدل ذلك على ان من منعه من الطاعة عدم قدرته عليها وعدم استطاعته اياها فانه يكتب له اجره. وفضل الله واسع نسأل الله من فضله. نعم. وكذلك لما قال تعالى لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا ربما توهم احد ان المفضولين ليس لهم عند الله ولا مرتبة فازال هذا الوهم بقوله وكن لو وعد الله الحسنى. ثم لما كان ربما يتوهم ان هذا الاجر يستحق بمجرد العمل المذكور ولو خلا من الاخلاص ازال هذا الوهم بقوله والله بما تعملون خبير ومنها قوله تعالى قال الله القرآن عجيب يعني الانسان وهو يقرأ الايات قد لا تتبادر لذهنه هذه المعاني ولكن اذا امعن النظر وتدبر وقلب الفكر في ايات هذا الكتاب الحكيم انفتحت له الكنوز وتبين له من معاني ما ليس له على بال. وكما قال شيخ الاسلام رحمه الله الفاتحة مع كثرة تكرارها وترددها على السن القراء الا انه قد يبدو للانسان المكثر من القراءة لها من المعاني ما لم يكن له على بال من قبل وهذا من من صور اعجاز القرآن. ان المعاني فيه تتجدد. فيعني سبحان الله نسأل الله ان يمن عليه بالتدبر الشيخ كتب هذا في خلال شهر وستة ايام. وهذه معاني لو ان الانسان فتش عنها في كتب اهل العلم ما ما وجدها انما هداه الله اليها بتدبره رحمه الله وغفر له وهو من ائمة التدبر في الحقيقة الذي يقرأ تفسير الشيخ ويسمع ما كان يقرره شيخنا رحمه الله وقد استفاد من شيخه في هذا يعلم انه قد فتح له في هذا الباب ما لم يفتح لغيره. من المتأخرين. نسأل الله من فضله. امين نعم ومنها قوله تعالى وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الارض ربما وقع في الذهن انهم يفسدون وقد يصلحون ازال هذا بقوله ولا يصلحون. اي لا خير فيهم اصلا مع شرهم العظيم. ومنها انه قال فائدة هذا ايضا فائدة قوله تعالى ولا يصلحون تأكيد بالنفي وهذي فائدة لغوية ان من اهل النحو من يقول التأكيد لا يكون الا بالاثبات تأكيد المعاني لا يكون الا باثباتها. والصحيح ان التأكيد يكون تأكيد الكلام يكون بالنفي ويكون ومثال التوكيد بالنفي هذه الاية فان الله عز وجل قال يفسدون في الارض ثم اكد افسادهم اضافة لما ذكره الشيخ معنى قال ولا يصلحون. ومنه ايضا قول الله تعالى وسيأتينا في سورة الانعام قد ظللت اذا وما انا من المهتدين. ومنها قال في عدة مواضع ولا تسمعوا الصم الدعاء. ربما يتوهم احد انهم وان لم يسمعوا فانهم يفهمون اشارة ازال هذا الاحتمال بقوله اذا ولوا مدبرين. فهذه حالة لا تقبل سماعا ولا رؤية الاشارة وهذا نهاية الاعراب. ومنها قوله تعالى ولكن الله يهدي من يشاء ربما توهم احد ان هدايته تقع جزافا من غير سبب. ازال هذا بقوله وهو اعلم اي بمن يصلح للهداية لزكائه وخيره ممن ليس كذلك. فابانا ان هدايته تابعة لحكمته التي هي وضع الاشياء مواضعها. ومن كان حسن الفهم رأى من هذا النوع شيئا كثيرا القاعدة كما تقدم قاعدة نافعة واضحة ولله الحمد وما ذكره الشيخ رحمه الله من الامثلة بين في الاستدلال لهذه القاعدة وهي ان المحترزات في القرآن الكريم تقع في كل موقع في اشد الحاجة اليها يعني تقع موقعا مناسبة تكون الحاجة فيها الى الاحتراز وتوقي الافهام الخاطئة مهمة. وفي المثال الاخير قوله ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين. فيه دليل لما يقرره اهل السنة والجماعة من ان المشيئة مشيئة الله سبحانه وتعالى مقترنة بحكمته. فما شاءه لا يشاءه جل وعلا الا لحكمة. وهذه مسألة مهمة في غاية الاهمية وهي ان يعتقد العبد انه ما من شيء من افعال الرب جل وعلا الا وله حكمة وهو مقرون بالحكمة فاعطاء الهداية لهذا ومنعها عن ذاك انما هو بحكمته وعلمه جل وعلا وليست حظوظ العمياء بل هي امور موافقة لحكمة الله جل وعلا الحكيم الخبير لذلك قال وهو اعلم بالمهتدين. اي الذين يستحقون الهداية. والذين يصلحون لها كما قال سبحانه وتعالى الله اعلم حيث يجعل رسالته وهذا في الرسل ابتداء وفي اتباعهم ايضا. فان الله اعلم بمن هو اهل كل حمل هذه الرسالة من الرسل في الاصل وممن يمن عليهم بالاتباع لهم. فينبغي للمؤمن ان يسأل الله من فضله وان يحرص على ايجاد وقيام الاسباب التي تؤهله لهذه المنن والهبات من رب العالمين. نعم. القاعدة الثامنة والعشرون في ذكر الاوصاف الجامعة التي وصف الله بها المؤمن لما كان الايمان اصل الخير كله والفلاح وبفقده يفقد كل خير ديني ودنيوي واخروي اكثر الله من ذكره في القرآن جدا امرا به ونهيا عن ضده وترغيبا فيه وبيان اوصاف اهله وما لهم من الجزاء الدنيوي والاخروي. فاما اذا كان المقام مقام خطاب للمؤمنين بالامر والنهي. او ما قام اثبات الاحكام الدنيوية بوصف الايمان فانها تتناول كل مؤمن سواء كان متمما الايمان واحكامه او ناقصا في شيء منها. واما اذا كان العام في جميع الاوامر التي صدر الامر فيها بالايمان بوصف الايمان. فانها عامة لكل من اتصف بهذا الوصف. فقول الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين هذا امر لكل من اتصف بالايمان. ولا يلزم ان يكون قد كمل اوصاف الايمان وبلغ منها الغاية حتى يدخل في هذا الخطاب بل كل من اتصف بالايمان ولو بشيء قليل منه فانه مأمور بهذا الامر. فالخطاب بوصف الايمان او بالايمان نوعان. خطاب يدخل فيه كل احد. من اهل الاسلام. وهو ما كان امرا او نهيا طلبا او منعا. فان الخطاب فيه لكل مسلم لكل مؤمن. ولو لم يكمل ملء اوصاف الايمان. وهذا كل الاوامر كما ذكرنا لكم كل الاوامر المصدرة او النواهي المصدرة بوصف الايمان مثال لهذا النوع واضح؟ نعم. القسم الثاني من الخطاب بالايمان. واما ان كان المقام مقام وثناء وبيان الجزاء الكامل للمؤمن فانما المراد بذلك المؤمن حقا الجامع لمعاني الايمان وهذا هو المراد بيانه هنا. المدح والثناء والوعد بالجزاء على وصف الايمان هو لمن؟ لمن كان قد حقق الايمان. فاتى من الايمان بالوصف الواجب. اتى من الايمان بالوصف الواجب. اما من قصر بارتكاب محرم او بترك واجب فانه لا يدخل بهذه المواضع التي فيها الثناء والمدح لاهل الايمان. نعم. ويذكر الشيخ رحمه الله لذلك نماذج وامثلة. نعم. فنقول وصف الله المؤمن في كتابه فلخص لنا الان ان الايمان نوعان الخطاب بالايمان على نوعين يذكر الايمان ويراد به مطلق يعني ادنى ما يكون من وصف الايمان. وهذا في اي نوع من انواع الخطاب؟ خطاب الامر والنهي. والحث والمنع النوع الثاني من الخطاب الخطاب الثناء والمدح وهذا يراد به الايمان المطلق يعني الايمان الكامل المكمل بواجباته فعندنا امران عندنا ايمان مطلق وعندنا مطلق ايمان. مطلق الايمان يعني ادنى ما يكون من وصف الايمان والايمان المطلق يعني الايمان التام الكامل. نعم. فنقول وصف الله المؤمن في كتابه باعترافه تصديقه بجميع عقائد الدين وبارادة ما يحبه الله ويرضاه. وبالعمل بما يحبه الله ويرضاه وبترك جميع المعاصي وبالمبادرة بالتوبة مما صدر منه منها. وبان ايمانهم اثر في اخلاقه واقوالهم وافعالهم الاثار الطيبة. فوصف المؤمنين بالايمان بالوصول الجامعة. وهو الايمان وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره. وانهم يؤمنون وانهم يؤمنون بكل ما اوتيه الرسل كلهم. ويؤمنون بالغيب ووصفهم بالسمع والطاعة. والانقياد ظاهرا ووصفهم بانهم اذا ذكر الله وجلت قلوبهم. واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون. الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. اولئك هم المؤمنون حقا ووصفهم بان جلودهم تقشعر وعيونهم تفيض من الدم وقلوبهم تلين وتطمئن لايات الله وذكره. وبانهم يخشون ربهم في الغيب والشهادة. وانهم يؤتون ما اتوا وقولوا وجلة انهم الى ربهم راجعون. ووصفهم بالخشوع في احوالهم عموما. وفي الصلاة خصوصا وانهم عن اللغو معرضون وللزكاة فاعلون وفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ايمانهم وانهم بشهاداتهم قائمون. ولاماناتهم وعهدهم راعون. ووصفهم باليقين الكامل الذي لا ريب فيه وبالجهاد باموالهم وانفسهم في سبيل الله. ووصفهم بالاخلاص لربهم في كل ما يأتون ويذرون ووصفهم بمحبة المؤمنين والدعاء لاخوانهم من المؤمنين السابقين واللاحق وانهم مجتهدون في ازالة الغل من قلوبهم على المؤمنين. وبانهم يتولون الله ورسوله المؤمنين ويتبرأون من موالاة جميع اعداء الدين. وبانهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويطيعون الله ورسوله في كل احوالهم. فجمع الله لهم بين العقائد الحقة واليقين الكامل والانابة التامة التي اثارها الانقياد لفعل المأمورات وترك المنهيات والوقوف على الحدود فهذه الاوصاف الجليلة وهي وصف المؤمن المطلق الذي سلم من العقاب واستحق الثواب نال كل خير رتب على الايمان. فان الله رتب على الايمان في كتابه من الفوائد والثمرات. ما لا يقل عن مئة فائدة كل واحدة منها خير من الدنيا وما فيها. قبل اني اشرح فيما رتب الله عز وجل على الامام من الفوائد الواجب على المؤمن في هذا الحصر الذي ذكره الشيخ رحمه الله ان يتفقد المؤمن هذه الاوصاف التي ذكرها الله في كتابه في نفسه وان ينظر اليها هل هو متصف بها؟ هل هو مكمل لها؟ هل هناك نقص فيه؟ في بعضها اكمله بالتوبة والاستغفار والاستعتاب وتلافي ما مضى وكان هذا هو الواجب على المؤمن. لان ما رتب على فوائد الايمان انما يكون بتكميل ما مضى. من العقائد الحق. ومن اليقين الكامل ومن التامة التي تقتضي فعل المأمور وترك المنهي. العقائد الحقة في الله جل وعلا وفيما يجب اعتقاده اليقين التام الكامل وهو التصديق بذلك تصديقا يسكن اليه القلب ويطمئن الانابة التامة هي ثمرة العقائد الحقة واليقين التام. لان من صح عقده واستقام استقامت جواره الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. لذلك يجب على المؤمن ان يتفقه قد نفسه عند هذه الاوصاف. ولذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك فهو خير تؤمر به تؤمر به او شر تنهى عنه واما ان يستعرض الانسان هذه الاوصاف الجليلة التي بها سعادة الدنيا بها سعادة الدنيا والاخرة ثم لا يتفقد نفسه عندها فهذا من الخسران ومن النقص الذي يجب على المؤمن ان يتلافاه. وان يحذر منه. والذي يشحذ الانسان يشحذ همته الى النظر في هذه الصفات ما يذكره الشيخ رحمه الله. الان مما رتبه الله عز وجل على تلك الخصال الجميلة. والافعال كريمة التي تقدم ذكرها. فقال رتب الله نعم فان الله رتب على الايمان. فان الله رتب على الايمان في كتابه من الفوائد والثمرات ما لا يقل عن مائة فائدة. كل واحدة منها خير من الدنيا وما فيها على الايمان نيل رضاه الذي هو اكبر من كل شيء. ورتب عليه دخول الجنة والنجاة من النار من عذاب القبر ومن صعوبات القيامة وتعسر احوالها. والبشرى الكاملة في الحياة الدنيا وفي الاخرة والثبات في الدنيا على الايمان والطاعات وعند الموت وفي القبر على الايمان. وعند الموت وفي القبر على الايمان والتوحيد والجواب النافع السديد. ورتب عليه الحياة الطيبة في الدنيا. والرزق والحسنة وتيسير العبد اليسرى وتجنيبه للعسرى وطمأنينة القلوب وراحة النفوس والقناعة التامة وصلاح الاحوال وصلاح الذرية وجعلهم قرة وجعلهم قرة عين للمؤمن. والصبر عند المحن والمصائب وحمل الله عنهم الاثقال وحمل الله عنهم الاثقال ومدافعة الله عنهم جميع الشرور والنصر على الاعداء ورفع المؤاخذة عن الناس والجاهل والمخطئ منهم. وان الله لم يضع عليهم الاثار بل لها ولم يحملهم ما لا طاقة لهم فيه. ومغفرة الذنوب بايمانهم. والتوفيق للتوبة اكبر وسيلة للقرب من الله والقرب من رحمته ونيل ثوابه. واكبر وسيلة لمغفرة الذنوب وازالة الشدائد او تخفيفها. وثمرات الايمان على وجه التفصيل كثيرة. وبالجملة خيرات الدنيا والاخرة مترتبة على الايمان. كما ان الشرور مرتبة على فقده والله اعلم. اللهم اني اسألك. قوله رحمه الله اكبر وسيلة لمغفرة الذنوب وازالة الشدائد او تخفيفها وهذا لا اشكال فيه. ابن القيم رحمه الله يقول اذا سلط عليك فاكثر من الاستغفار فانما سلط عليك بذنبك والناس اذا سلط عليهم انما يشتغلون بمن سلطه الله عليهم من كلام او او وقيعة او قدح او ذنب او ذنب ويغفلون عن ان هذا التسليط عليهم انما هو بسبب ذنوبهم وما عندهم من قصور. كما قال الله عز وجل ما اصابك من فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك. وهذا يشمل كل اصابة. فالواجب على المؤمن اذا اصيب ونزلت به والشدائد ان يكثر من الاستغفار. والتوبة فان ذلك من اسباب رفعها. والمهم ان فهذه الثمار الجليلة والفوائد العظيمة للايمان لا تحصل الا بهذا الوصف. فكلما تحقق الانسان بوصف الايمان كلما ازدادت فيه هذه الاوصاف. لانه من القواعد التي تقدمت معنا ان الحكم يدور مع علة وجودا وعدما كمل قوة وضعفا فبقدر ما معك من الايمان بقدر ما تقوى هذه الثمار. نسأل الله من فضله. نعم