بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فقال ابن قيم رحمه الله تعالى في كتابه الفوائد تنبيه من لم ينتفع بعينه لم لم ينتفع باذنه للعبد. طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين هذا هذه الفائدة تنبيهات بمعنى انها جمل مختصرة تحوي معاني منبهة مفيدة. يقول رحمه الله من لم ينتفع بعينه لم ينتفع باذنه اي من لم ينتفع بما يراه ويبصره فانه لن ينتفع بما يسمعه وما السبب في ذلك ان تأثير المرء اعظم من تأثير المسموع فاذا كانت الرؤية لم تؤثر ولم تأتي بنتيجة فتأثير السمع ابعد وهذا مبني على الغالب والا فقد يوافق السمع حضور قلب فيكون موقظا قد يوافق النظر غفلة فلا ينتفع الانسان فالمقصود ان هذا على وجه الاغلب ان من لم ينتفع بالمرء لم ينتفع بالمسموع السبب ان المرء اعظم ايش تأثيرا طيب قال للعبد ستر بينه وبين الله وستر بينه وبين الناس فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس للعبد ستر بينه وبين الله وذلك ان الله تعالى ستير يحب الستر ندب عباده الى ان يستروا المعايب عن انفسهم وعن غيرهم فالستر الذي بينك وبين الله هو ان تحفظ الله تعالى في الغيبة فاذا وقعت في شيء من الاثم اما بترك واجب او فعل محرم فاحفظ ستر الله عليك جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال كل امتي معافى الا المجاهرين وان من الاجهار ان يأتي الرجل المعصية في الليل ثم يصبح فيحدث بها فلان وفلانا اني فعلت كذا وكذا يبيت فيبيت يستره الله وهو يكشف ستر الله عنه وهذا يدل على ما ذكر مؤلف ان من حفظ ستر الله بان ستر نفسه واحب ستر غيره ستره الله تعالى ومن هتك ستر الله بانكل جهر بالمعاصي اما باتيانها على مرأى من الناس او بالاخبار بها فيما اذا كانت خفية او بمحبته اظهر معاي بالناس وكشفهم فان الله يكشف ستره ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر من امن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لا تتبعوا عورات المسلمين فان من تتبع عورة مسلم تتبع الله عورته حتى يفضحه وهو في عقر بيته او داره اذا الستر الذي بين العبد وربه هو ان يحفظ الانسان ستر الله عليه بالا يجاهر بالمعصية والا يكشف ما كان من سيء عمله وان لا يطلب معايب الناس ويسعى الى اظهارها بل يسترها وقد جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة وجاء في مصنف ابن ابي شيبة عن ابي بكر رضي الله تعالى عنه انه قال اني لا اخذ الشارب يعني الخمر واحب ان يستره الله واني لاخذ السارق واحب ان يستره الله يعني يأتي يؤتى به يؤتى بالشارب يؤتى بالسارق فيحب ان يستره الله اي ان لا يكون قد افتضح فيعاقب بجريرة ما فيعاقب ما اقترفه من حد هذا معنى قوله رحمه الله للعبد ستر بينه وبين الله وستر بينه وبين الناس فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله بجهاره واخباره بمعاصيه وعدم حفظه حق ربه في الغيبة وبمحبة اظهاري معاي بالخلق هتك الله الستر الذي بينه وبين الناس نعم قال رحمه الله للعبد رب هو ملاقيه. وبيت هو ساكنه. فينبغي له ان ان يسترضي ربه قبل لقائه. ويعمر بيته قبل انتقاله اليه جيد. يقول للعبد رب هو ملاقيه. يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه وبيت هو ساكنه وهو ما يصير اليه في المآل والمنتهى فينبغي له ان يسترظي ربه قبل لقائه. يسعى في رظاء مولاه قبل ان يلقاه. ويعمر بيته قبل انتقاله اليه وهو ما يصير اليه في الدار الاخرة فانه فانها الدار التي لا زوال لها هي دار القرار فليجد في عمارتها على الوجه الذي يسر به عند لقاء ربه نسأل الله ان يعينا على ذلك نعم قال اضاعة الوقت اشد من الموت لان اضاعة الوقت تقطعك عن عن الله والدار الاخرة والموت يقطعك عن الدنيا واهلها قال الدنيا من اولها الى اخرها لا تساوي غم ساعة. فكيف بغم العمر وقال محبوب اليوم يعقبه المكروه غدا. ومكروه اليوم يعقبه المحبوب غدا فالدنيا لا تدوم على حال محبوب اليوم يعقبه المكروه غدا ومكروه اليوم يعقبه المحبوب غدا وهذا مما يسلي الانسان عند نزول المصاب و ينبهه عند ادراك المحبوب فعند نزول المصاب والمكروه ليتذكر انه لا بقاء لهذا المكروه فليس للشقاء بقاء بل لا بد من تحول وانتقال وزوال وكذلك اذا ادرك محبوبا فليتنبه الى ان هذا لا يدوم وانه لا بد ان يزول فيكون على وعي بحقيقة ما هو فيه من مكروه او محبوب فلا يأس لمكروه ولا يفرح فرحا يطغيه بمحبوب بل يكون في ذلك على نحو من الحال التي يشكر عليها ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وهذا لا يكون الا للمؤمن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير نعم وقال اعظم الربح في الدنيا ان تشغل نفسك كل وقت بما هو اولى بها وانفع لها في معادها بالتأكيد هذا اعظم الربح وهو عنوان الفلاح والنجاح ان تشغل نفسك في كل وقت بوظيفة الوقت فكل وقت له وظيفة اي له عمل مطلوب منك فالربح هو ان تشغل نفسك في كل وقت بافضل ما يكون من العمل في ذلك الوقت وبهذا يحصل الربح وما اسرع تقضي الليالي والايام وما اسرع بلوغ الغاية وانقضاء الاجال ولا ينبغي ان يستطيل الانسان الساعات فيمتد في انواع الغفلة التي تشغله عن التكسب في زمانه كل لحظة غنيمة كل نفس فرصة اما ان يقربك الى الله واما ان يذهب عليك سدى واما ان يبعدك عن عن الله وانت خاسر في الحالين خاسر ان استعملته في معصية الله وخاسر ان لم تستثمره في طاعة الله والفائز هو من عمره بطاعة الله اسأل الله ان يجعلنا واياكم منهم نعم قال كيف يكون عاقلا من باع الجنة بما فيها بشهوة ساعة يخرج العارف من والساعة اي ما يدركه من ملذات الدنيا وساعة يعني لحظة والمقصود بالساعة الزمان الذي يقضيه الانسان في الدنيا فان الدنيا مهما طالت لا تكون في الاخرة الا كما قال الله تعالى كان لم يلبثوا فيها الا عشية او ضحاها والنبي صلى الله عليه وسلم يبين قصر الدنيا بالنظر الى ما يستقبل الانسان من احوال الاخرة قال ما انا والدنيا الا كراكب استظل تحت شجرة ثم ذهب فتركها وانت اذا نظرت لمسافر اذا اتعبه المسير واستظل تحت شجرة كم يبقى يمتد او يبقى وقتا يسيرا لينشط ثم يمشي لو قارنت هذه اللحظات بمدى بمدة السير الذي يسيره الانسان لوجدت انه قليل مواطن الراحة في المسير لا تعد شيئا بالنسبة لوقت المسير وهكذا هي الدنيا فهي ليست بشيء ولهذا ينبغي ان اه يعود الانسان نفسه الصبر ويعلم ان ما فاته من ملاذ الدنيا المحرمة ليس بخسارة بل ربح عاجل وربح عاجل ربح عاجل بما يعقبه الله تعالى في صدره من الزكاء والنور والهدى والطمأنينة والانشراح وربح في الاخرة بما اعده الله لعباده الصالحين مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لكن عندما يعد فوات الملاذ المحرمة في الدنيا خسارة فانه سيستكثر منها ويرى ان الفوز بها فرصة وعند ذلك يستكثر من اسباب هلاكه نعم ولا يخرج العارف من الدنيا ولم يقض وتره من شيئين. بكاؤه على نفسه وثناؤه على ربه. الله اكبر على نفسه لعلمه بعظيم قصوره وتقصيره. قصوره انه لن يفي الله حقه وما قدروا الله حق قدره وتقصيره انه لا بد ان يخطئ فلا فكل ابن ادم خطاء يبكي على هذا وذاك وثناؤه على ربه لانه جل في علاه لا يفتر اللسان في ذكر محامده والثناء عليه وتمجيده وتقديسه سبحانه وبحمده والعارف المقصود به العالم الذي ادرك حقيقة نفسه وقدر ربه جل في علاه. نعم قال المخلوق اذا خفته استوحشت منه وهربت منه والرب تعالى اذا خفته انست به وقربت اليه صحيح ففروا الى الله اني لكم منه نذير مبين فالفرار اليه لا منه وانت تفر اليه خوفا منه جل في علاه ورغبة فيما عنده وتقوى له سبحانه وبحمده وقد ذكرنا ان التقوى تضاف الى الله عز وجل وتظاف الى عذابه والى مكان العذاب والى زمانه اضافة التقوى الى الله هذا كثير في كلام الله تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم النوع الثاني اضافة التقوى الى عذابه او عقابه ومكان ومكانه قوله تعالى فاتقوا النار التي اعدت للكافرين فالنار هي عذابه جل في علاه وهي موضع العذاب ايضا فالنار اسم لموضع العذاب الذي يعذب الله تعالى به اهل العذاب من الكفار والعصاة و الثالث تظاف التقوى الى زمان العقاب والجزاء ومنه قوله تعالى واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت. ومنه قوله تعالى واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ونظائر ذلك فالتقوى تضاف الى الله وتضاف الى عذابه والى مكان عذابه والى زمان عذابه والاكثر هو اظافتها الى الله عز وجل فاذا فاذا اظيفت الى الله ما معناها؟ معناها ان تجعل بينك وبين عذابه وسخطه وعقوبته وقاية كما قال تعالى يا ايها الذين امنوا قو انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة وكيف يحقق الانسان التقوى؟ يحقق التقوى بامرين بفعل ما امر الله تعالى به وبترك ما نهى عنه جل في علاه والاصل في فعل ما امر الله تعالى به الواجبات وفيما نهى عنه المحرمات وقد يندرج في التقوى ايضا فعل المستحبات وترك المكروهات نعم قال لو نفع العلم بلا عمل لما ذم الله سبحانه احبار اهل الكتاب ولو نفع العمل بلا اخلاص لما ذم المنافقين لو نفع العلم بلا عمل لما ذم الله سبحانه احبار اهل الكتاب كما قال تعالى كمثل الحمار يحمل اسفارا وكما قال تعالى غير المغضوب عليهم وهم الذين علموا ولم يعملوا قال ولو نفع العمل بلا اخلاص لا ما ذم المنافقين لان المنافقين يعملون لكنهم يبطلون ما يخالف ما اظهره من عمل فلم ينفعهم ذلك انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. نعم قال دافع الخطرة فان لم تفعل صارت فكرة فدافع الفكرة فان لم تفعل صارت شهوة فحاربها. فان لم تفعل صارت عزيمة وهمة فان لم تدافعها صارت فعلا فان لم تداركه بضده صارت عادة فيصعب عليك الانتقال عنها هذا تدرج آآ الفعل يبدأ خطرة ثم يصير فكرة ثم يتحول الى شهوة وميل ورغبة ثم يصير عزيمة ثم يتحول الى عزيمة ثم يصير فعلا واذا صار فعلا وادامه الانسان صار عادة وهذا في المحرمات ينبغي ان يبادر الانسان الى وأده والبعد عنه من اوائل مراحله وهو مأجور في مدافعته في كل تلك الاحوال نعم قال التقوى ثلاث مراتب احداها حمية القلب. حميته قال التقوى ثلاث مراتب احداها حمية القلب والجوارح عن الاثام والمحرمات الثانية حميتها عن المكروهات الثالثة الثالثة الحمية عن الفضول وما لا وما لا يعني الحمية المقصود بالحمية الوقاية لا الحمية غلط المقصود بالحمية اي وقايته وحمايته من الاثام والمحرمات وهذا اوجب ما يكون ثم قال حميته عن المكروهات وهذا كمال وهذا ما ذكرته قبل قليل من ان التقوى تشمل ترك المكروه كما تشمل فعل المستحب قال الثالثة الحمية عن الفضول وما لا يعني اي ما لا يهم وهذا من كمال اه اه من كمال آآ صيانة القلب والجوارح فالاول حمية القلب والجوارح عن المحرمات الثانية حمية القلب والجوارح عن المكروهات الثالث حمية القلب والجوارح عن الفضول اي زوائد وما لا يعني يأتي تفصيل ذلك فالاول تعطي العبد حياته والثاني تقيده صحته وقوته والثالثة تكسبه سروره سروره وفرحه وبهجته والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد