بسم الله الرحمن الرحيم. حياكم الله في الدرس الحادي والاربعين بعد المئة. من دروس علم الصرف. علم الصرف هو علم باصول تعرف به احوال ابنية الافعال المتصرفة والاسماء المتمكنة التي ليست باعراب ولا سنكتسب مهارتين مهارة التصنيف ومهارة التصريف بدأت بمهارة تصنيف الافعال فصنفتها الى جامد ومتصرف. والى ماض ومضارع وطلب. والى صحيح ومعتل والى مجرد ومزيد. ثم انتقلت الى الحديث عن تصنيف الافعال من حيث اللزوم والتعديات فبدأت برسم الصورة الكلية لهذا التصنيف. وقلت لكم ان الافعال في العربية تنقسم ما القسم الاول ما يوصف بالتعدي او اللزوم. والقسم الثاني ما لا يوصف لا بالتعدي ولا وقلت لكم ان القسم الاول هو الاكبر لانه هو الاصل. فالاصل في افعال العربية ان تكون اما لازمة واما متعدية. بعد ذلك بينت لكم معنى اللزوم. وبينت لكم معنى التعدي ثم ربطت بين هذين المعنيين وبين اقسام الفعل من حيث التجرد والزيادة. لاني قلت لكم سابقا ان الفعل ينقسم الى مجرد ومزيد. والمجرد ينقسم الى ثلاثي ورباعي والمزيد ينقسم الى ثلاثي ورباعي. فرغت من الحديث عن اللزوم والتعدي في الفعل الثلاثي المجرب وفي الفعل الرباعي المجرد وفي الفعل الثلاثي المزيد. وبدأت الحديث عن اللزوم تعدي في الفعل الرباعي المزيد. وقد قلت لكم سابقا ان الفعل الرباعي المزيد ينقسم قسمين القسم الاول المزيد بحرف واحد. والقسم الثاني المزيد بحرفين. قلت لكم ايضا ان الفعل الرباعي المزيد بحرف ينقسم الى اصلي وملحق حدثتكم عن اللزوم والتعدي في الفعل الرباعي المزيد بحرف الاصلي غير المضعف في درس مستقل وفي الدرس السابق حدثتكم عن اللزوم والتعدي في الفعل الرباعي المزيد بحرف الاصلي وفي هذا الدرس ساحدثكم عن اللزوم والتعدي في الافعال الملحقة الاصلي كما سترون ان شاء الله تعالى. وساذكركم في اثناء الشرح ببعض ما قلناه فكرة الالحاق عند الصرفيين. اذا عندي في هذا الدرس فكرة واحدة هي اللزوم والتعدي في الافعال الملحقة بتفعللا. تأملوا معي يقول العرب تمسكن فلان اذا تشبه بالمساكين. اذا الاصل هو ساء كان. لاحظوا السين والكاف والنون اذا هو ثلاثي الاصل. وفيه زيادتان. الزيادة الاولى هي الميم والزيادة الثانية هي التاء تأمل العلماء زيادة الميم فوجدوا ان هذه الزيادة تنقل الفعل الى ما يشبه فعله لا لا لاحظوا مسكن دحرج مسكن يشبه دحرج لذلك قالوا هذه ليست مطردة ولا يرتبط بها معنى صرفي مطرد. ولا تجد بها قاعدة تصريفية والغرض منها فقط هو الحاق الفعل بباب فعلل. فكما نقول دحرج نقول مسكنا وكما نصرف دحرج فنقول دحرج يدحرج دحرجة نقول مسكنة يمسكن مسكنة فهذه الميم اصبحت في حكم الحرف الاصلي. هذه هي الزيادة الاولى. اما الزيادة الثانية وهي التاء فهي مطردة لانها تزاد في باب تفعللا كله. لذلك هذه زيادة معنى. اما الميم ف قيادتها زيادة الحاق. لذلك نقول تمسكن اصله فعل رباعي ملحق. لذلك الميم سيصبح رقمها الان واحد والسين اثنين والكاف ثلاثة والنون اربعة ولكن هذا الحرف في حقيقته هو زائد. ولكن الزيادة للالحاق. وزيادة الالحاق تلحق الحرف الزائد اصلي لذلك نقول الان تمسكن اصله مسكنة ومسكن فعل رباعي فيه زيادة الحاق لذلك نقول الان تمسكن ملحق بتفعللة. واذا قلنا وزن تمسكن تفعللة فهذا من باب التسامح في العبارة ولو دققنا سنقول تمسكن كمفعلا. وزيادة الميم الهدف منها هي كالحاق كم افعللة في تصريفه. فكما نقول تفعلل يتفعللوا تفعللا. تدحرج يتدحرج احرجوا تدحرج نقول تم افعل يتم فعل تمفعولا تمسكن يتمسكن وتمسكنا. هذا هو معنى الالحاق وقد شرحته بتفصيله فيما سبق. ولكن هذا من باب التذكير اذا الان نقول تمسكن هو فعل ملحق بتفعللا. وعند اسناده الى فاعله المعنى تمسكن فلان اي تشبه بالمساكين. لذلك نقول تمسكن هنا فعل لازم تأملوا معي كمنطقة اسماء. هذه التاء للتأنيث. اذا الفعل تمنطق. هو في الاصل من ثم زدنا هذه الميم فأصبح الفعل منطق منطق ملحق بدحرج افعل ملحق بفعللة. ثم زدنا التاء فهذه الزيادة للالحاق وهذه الزيادة للمعنى. لذلك نقول الميم والنون والتاء والقاف هذه هي الحروف الاصلية على ان الحرف الاول هو زيادة الحاق يعني هو ملحق الاصلي اما النون والطا والقاف لا فهي اصلية. وليست ملحقة بالاصل. زدنا التاء فاصبح الفعل تمنطق فعل ملحق بتفعللا. وزنه الدقيق تمفعلا ويتصرف تصرفا تفعللا اعلن يتفعلل تفعلوله تمفعل يتمفعل تمفعولا كما نقول تدحرج يتدحرج تدحرج نقول تمنطق يتمنطقوا تمنطقا. تمنطقت اسماء اي شدت وسطها بالنطاق. فهي من نا طاقة فهذا الفعل من الافعال الملحقة بتفعللة. وعند اسناده الى فاعله يتم المعنى. ويكتفي به. وقد مثلت باسماء لان اسماء بنت ابي بكر الصديق رظي الله عنها ورظي الله عن ابيها ورظي الله عن امنا ام المؤمنين عائشة هي سيدة من تمنطق في التاريخ كله. طيب اذا منطقة ايضا فعل لازم. لاحظوا تجورب الطفل اذا لبس الجوارب. هذا الفعل اصله من ميم والراء والباء. ثم زدنا هذه الواو للالحاق. وقلت لكم زيادة الالحاق الحرف الاصلي. لذلك ستصبح هذه الواو هي الحرف الثاني من الاصل. والراء هي الحرف الثالث هي الحرف الرابع. اذا تجورب اصله جوربا. وهذه الواو زيدت لالحاق جوربا بي فعللة جوربة يجورب جوربة مثل دحرج يدحرج دحرجة فوعل يفوعل فوعلة مثل فعللة يفعلل فعللة ثم زدنا التاء فأصبح الفعل ملحقا بباب تفعللا الصورة الان في غاية الوضوح. فنقول تجوربة يتجورب تجوربا كما نقول تدحرج يتدحرج تدحرج نقول تفوعل يتفوعل تفوعلا كما نقول تفعللا يتفعلل وتفعلل اذا هذا الفعل تجورب هو فعل ملحق بباب تفعللا. وعند اسناده الى فاعله يتم المعنى تجورب الطفل اذا هذا الفعل فعل لازم. طيب. لاحظوا تبيطر فلان اذا تكلف معالجة الدواب. هذا البيطرة هي معالجة الدواب. فاذا قلنا تبيطر فلان اي تكلف معالجة الدواب. لاحظوا الاصل بيطرة وبيطرة اصلها باء طاء ثم زيدت هذه الياء للالحاق وزيادة الحاق في حكم الاصلي. فاصبحت الباء هي الحرف الاول من الاصل. واصبحت الياء هي الحرف الثاني. واصبحت الطاء هي الحرف الثالث واصبحت الراء هي الحرف الرابع. فاصل تبيطر بيطر. وبيطر فيه ثلاثة حروف اصول وفيه حرف ملحق بالاصل وهو الياء لانه زيد للالحاق. فبيطر اصبحت تتصرف تصرف دحرجا. فنقول بيطر يبيطر بيطرة كما نقول دحرج يدحرج دحرجة فلما زدنا التاء التحق هذا الفعل بباب تفعللا. فكما نقول تدحرج يتدحرج تدحرج نقول تبيطر يتبيطر تبيطرا. والوزن الدقيق لتبيطر تفيعل. فنقول تفيعل يتفيعل تفيعله كما نقول تفعلل يتفعلل تفعللا. اذا هذا الفعل فعل ملحق بتفعلله اسناده الى فاعله يتم المعنى. لذلك نقول هذا الفعل ايضا فعل لازم. لاحظوا معي تدهور الرمل. اذا هال وسقط اكثره. تدهور اصل تدهور دهور. ودهور اصلها من الدال والهاء والراء. ثم زيدت هذه الواو لالحاق دهور الحاق ولا بفعل لا. فنقول دهور يدهور دهورة كما نقول دحرج لذلك الدال هي الحرف الاول من الاصل. والهاء هي الحرف الثاني والواو الحقت بالاصل لانها زيادة الحاق فاصبح رقمها ثلاثة. واصبحت الراء الحرف الرابع من الاصل. الدهر فلما زدنا التاء التحق هذا الفعل بباب تفعللا. وزنه الدقيق تفعولا لذلك نقول تدهور يتدهور تدهورا كما نقول تدحرج يتدحرج تدحرج. نقول تفعول التفعول كما نقول تفعلل يتفعلل تفعللا اذا هذا الفعل فعل ملحق بباب تفعلل وعند اسناده الى فاعله يكتفي به ويتم المعنى. لذلك نقول هذا الفعل ايضا فعل لازم اذا تأملنا الاحداث التي تدل عليها هذه الافعال سنجد انها لا تحتاج في وقوعها الا الى طرف واحد مسكنة مسكنا. التمسك يحتاج الى متمسك لا غير. كمنطقة منطقا. التمنطق يحتاج الى كمنطق لا غير تجورب تجوربا. التجورب يحتاج الى متجورب لا غير. تبيطر تبيطرا التبيطر يحتاج الى متبيطر لا غير. تدهور تدهور. التدهور يحتاج الى متدهور لا غير اكتفيت بهذه الامثلة الخمسة وستجدون في الوثيقة العلمية كثيرا من الافعال لتأملها والتطبيق عليها تأمل العلماء الافعال الملحقة بباب تفعللا فوجدوا ان معظمها لازمة وقد تعمدت ان احصر لكم كل ما وقعت عليه من افعال هذا الباب في الوثيقة العلمية لتتصوروا هذه الكثرة ولم يخرج عن اللزوم الا في القليل النادر. وقد فتشت كثيرا في كتب العلماء فلم اجد الا هذا الفعل لم اجد من الافعال الملحقة بباب تفعللا فعلا خارجا عن اللزوم الى التعدي الا هذا الفعل الوحيد كما ترون. تلهوجا فلان الشيء تلهوج فلان الشيء اذا تعجل وتلهوج الطباخ اللحم اذا لم ينضجه وهذا فيه معنى التعجل. اذا تلهوجا هو بمعنى التعجل. لاحظوا تلهوج اصل لهوجا. لهوجا ولهوجا اصله اللام. والهاء والجيم. ثم زدنا هذه واو لالحاق لهوجا بدحرجا. لذلك هذه الواو اصبحت في حكمي الاصلي. فاصبحت اللام هي الحرف الاول من الاصل. واصبحت الهاء هي الحرف الثاني. واصبحت الواو هي الحرف الثالث واصبحت الجيم هي الحرف الرابع. لذلك نقول الاصل لهوجة فيه ثلاثة احرف اصول وفيه حرف في حكم الاصلي وهو الواو. فكما نقول دحرج يدحرج دحرجة نقول له لهوي جو لهوجة. كما نقول فعللل يفعلل فعللة. نقول فعول يفعول فعولتان تم زدنا التاء التحق هذا الفعل بتفعلل. فنحن نقول تلهوج يتلهوج تلهوجا كما نقول تدحرج يتدحرج تدحرج. نقول تفعول يتفعول تفعوله كما نقول تفعلل يتفعلل فعلنا هذا الفعل عند اسناده الى فاعله يظل المعنى ناقصا. لاحظوا تلهوج فلان تلهوج الطباخ المعنى ناقص. لان تلهوج هنا بمعنى تعجل. تلهوج فلان شيئا لا يتم المعنى الا بتعدي الفاعل الى المفعول به. وبذكر الفاعل والمفعول به معا يتم لاحظوا تلهوج الطباخ بمعنى لم ينضج تلهوج الطباخ لا يتم المعنى. ولا بد من تعدي الى ذكر المفعول به وبذكرهما معا يتم المعنى. لا بد من ذكر المتلهوج والمتلهوج لذلك نقول تلهوج هنا فعل متعد ولم اجد غير هذا الفعل ولم اجد افعالا بين اللزوم والتعدي. ولذلك نخلص الى نتيجة ختامية من هذا الدرس. هذه النتيجة تقول الافعال الملحقة ببابي معظمها لازم ولا تخرج عن اللزوم الى التعدي الا في القليل النادر. وبهذا اكون قد فرغت من الحديث عن اللزوم والتعدي في فعل الرباعي المزيد بحرف بتقسيماته المختلفة. وفي الدرس القادم سابدأ الحديث عن اللزوم والتعدي في الفعل الرباعي المزيد بحرفين والى ان التقيكم في الدرس القادم ان شاء الله تعالى استودعكم الله واسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد