بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد فقال ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى في كتابه الفوائد قال التقوى ثلاث مراتب احداها حمية القلب والجوارح عن الاثام والمحرمات الثانية حميتها عن المكروهات الثالثة الحمية عن الفضول وما لا وما لا يعني الاولى تعطي العبد حياته. والثانية تفيده صحته وقوته والثالثة تكسبه سروره وفرحه وبهجته غموض الحق حين تذب عنه يقلل ناصر الخصم المحق تضل عن الدقيق فهوم قوم فتقضي للمجل على المدق بالله ابلغ ما اسعى وادركه لا بي ولا بشفيع لي من الناس اذا ايست وكاد اليأس يقطعني جاء الرجا مسرعا من جانب الياس من خلقه الله للجنة. طيب الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد يقول رحمه الله التقوى ثلاث مراتب اي ثلاث منازل وذلك ان التقوى هي ان تجعل بينك وبين ما تخاف وقاية ان تجعل بينك وبين ما تخافه وتخشاه وقاية واعظم المخوفات الله جل في علاه فتقواه سبحانه وبحمده رأس الامر وبه يبلغ العبد غاية الامن الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون اللهم اجعلنا منهم يقول رحمه الله احداها حمية القلب والجوارح عن الاثام والمحرمات. حمية القلب اي صيانته ووقايته وحفظه بوقايته من الاثام والمحرمات حمية القلب والجوارح لان الاثام تكون بالقلب وتكون بالجوارح من اثام القلب الحسد والحقد والعجب والكبر كل هذي اثام قلبية والجوارح كالكذب في القول والسرقة في البدن والزنا وشرب الخمر ونحو ذلك كل هذه اثام بالجوارح. المرتبة الاولى من مراتب التقوى حمية القلب والجوارح من الاثام والمحرمات بان تقي قلبك وجوارحك معصية الله فتطهر القلب من دقيق الاثم وكبيره وكذا يطهر جوارحك من معصية الله عز وجل وبه يتحقق لك اصل التقوى كما قال الله تعالى وذروا ظاهر الاثم وباطنه فظاهره ما كان في الجوارح والقول وباطنه ما كان في القلب. عند الموازنة بين اثام الجوارح واثام القلب فجنس اثام القلوب اعظم خطرا من جنس اثام الجوارح جنس وليس المفردات بمعنى ان الاصل ان جنس اذى اثام القلب اخطر ولهذا كانت العقوبة فيه على ادنى ما يكون من خلل لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. كما في الصحيح من حديث عبد الله بن مسعود مثقال ذرة وهذا يدل على خطورة اثام القلب وان جنس اثام القلوب اعظم خطرا من جنس اثام الجوارح وفي كلاهما وفي كليهما هلاك وخطأ الثاني من المراتب يقول حميته من المكروهات وهذه منزلة اعلى مرتبة ارفع وهي ان تحمي قلبك وجوارحك من المكروهات فتتوقى المكروه وهو ما لا عقوبة فيه الثالث الحمية من الفضول وما لا يعنيه وهذا اعلى درجات التقوى ان تدع ما لا بأس به حذرا من ما به بأس كما قال ابن عمر لن تبلغ التقوى حتى تدع ما لا بأس به خشية مخافة ان تقع فيما فيه بأس او ان تقع في معصية الله قال رحمه الله فالاولى الان يبين منزلة المراتب من حيث الثمار والاثار المرتبة الاولى ما هي؟ حمية القلب والجوارح من الاثام والمحرمات تعطي العبد حياته. اصل الفلاح والنجاح والهدى والصلاح وكمال الحياة بي ترك الاثام اثام القلب واثام الجوارح والثانية تفيد صحته وقوته ترى المكروهات تقوي البدن تصحه وتجعله في حال من القوة يدفع عنه الامراض. والثالثة تكسبه سروره وفرحه وبهجته هذه الذروة ومقصود السرور والبهجة والفرحة يعني على وجه الكمال والا ففي المراتب الاولى يدرك سرورا وبهجة وفرحا قال بعد ذلك رحمه الله انتهت الفائدة قال غموض الحق حين تذب عنه يقلل ناصر الخصم المحق غموض الحق اي عدم وضوحه اين تذب عنه يعني في في حين في حال في حال دفاعك عنه يقلل ناصر الخصم المحق المحق يقلل ناصر الخصم المحق بمعنى انه اذا كان الحق خفيا قل ناصره صح ولا لا بخلاف الحق الجلي الواضح الحق الجليل الواضح كل يناصره لكن الحق الغامض والخفي يقل ناصره ولذلك غموض الحق حين تذب عنه في حالة الدفاع عنه يقلل ناصر الحق الناصر الخصم المحق تضل عن الدقائق تضل عن الدقيق فهوم قوم اي تذهب ولا تصيبوا الحق اذا دق هو مقاومة فتقضي للمجل على المدق تقضي اي تحكم للمجل يعني لصاحب الحق الواضح الجلي على المدق ومعنى هذا خلاصة هذا البيت انه اذا طار الحق غامضا قال لناصره وظلت عنه الافهام وقد يحكم بخلافه يحكم بخلافه لعدم ظهوره ولغموضه. قال رحمه الله بالله هذه الفائدة التي تليها قال بالله ابلغ ما اسعى وادركه الله اكبر لله بعونه وتأييده ونصره وتسديده وتوفيقه ومدده بالله ابلغ ما اسعى وادركه فكل ما تدركه وتسعى اليه لم تبلغه بحولك ولا قوتك. انما هو بالله. وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى. بالله ابلغ ما وادركه لا بي ولا بشفيع لي من الناس لا بقوتي ولا بمدد من احد من الخلق انما الله قضاه فكان قظاؤه مبلغا لك اياه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع. ولا ينفع ذا الجد منه الجد. اي لا ينفع صاحب الغنى والحظ والنصيب. حظه وغناه ونصيبه في ادراك ما منعه الله او في او في آآ منع ما قدر الله تعالى حصوله اذا ايست وكاد اليأس يقطعني اي بلغ اليأس منتهاه. جاء الرجاء جاء الرجاء مسرعا من جانب اليأس. جاء الرجاء في فرجه ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا ولذلك ينبغي للمؤمن الا يستسلم هاجس عدم ادراك مطلوبة او عدم الامن من مخوفه فان الرجاء يأتي اذا اشتد الكرب حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا ايش جاءهم نصرنا جاءهم نصرنا كلما اشتد الخطب وعظم الكرب اقترب الاذن بالفرج والله يبتلي الناس يرى صدق صبرهم وحسن ظنهم بربهم ويقينهم بموعوده وهذا موسى عليه السلام يأمره الله بالخروج ببني اسرائيل فيخرج فيتبعوه فرعون وجنوده ويغري فرعون جنوده ادراك موسى ومعه ان هؤلاء لشريمة قليلون. وانهم لنا لغائضون وانا لجميع حاذرون يعني في غاية الاستعداد لادراك هؤلاء ايقاع العقوبة فيهم قال الله تعالى فلما تراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون تراءى الجمعان يعني كل رأى الاخر موسى رأى ومن معه رأى فرعون وفرعون رآهم فرعون ايقن الادراك وموسى ومن معه ومن مع موسى ادركوا خشوا الهلاك ماذا قالوا؟ انا لمدركون قال كلا هذا اليقين ان معي ربي سيهدين شف سبحان الله كيف اليقين؟ هذا ماذا ذكره هنا؟ اذا ايست اذا ايست وكاد اليأس يقطعني جاء الرجاء. جاء الرجاء مسرعا من جانب اليأس انا قال الله تعالى فاوحينا الى موسى ان اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق فرق كالطول العظيم. ما انتهى الخبر قال تعالى وازدلفنا ثم الاخرين وانجينا موسى ومن معه اجمعين ثم اغرقنا الاخرين. الله اكبر ينبغي ان لا يتطرق لقلب المؤمن شك في موعود الله فموعود الله لا يخلف قال رحمه الله من خلقه الله للجنة اللهم اجعلنا منهم قال رحمه الله من خلقه الله للجنة لم تزل هداياها تأتيه من المكاره ومن خلقه للنار لم تزل هداياها تأتيه من الشهوات من خلقه الله للجنة اي من جعله الله تعالى من اهلها وقدر ان يكون من اهلها لم تزل هداياها اي منازلها ومراتبها وادراك ما فيها من خيرات تأتيه من المكاره حفت الجنة بالمكاره كما في الصحيح من حديث ابي هريرة ومن خلقه للنار لم تزل هداياها تأتيه من الشهوات كما قال صلى الله عليه وسلم وحفت النار بالشهوات والمقصود بالشهوات الشهوات المحرمة اما الشوهات المباحة ففي بضع احدكم صدقة قال ويأتي احدنا شهوته يا رسول الله ويكون له فيها اجر؟ قال نعم ارأيتم ان كان عليه وزر. فقوله هنا لم تزر هداياها تأتيه من الشهوات اي الشهوات المحرمة. وقول حفت آآ وحفت النار بالشهوات المقصود به الشهوات المحرمة. اما اما الشهوات المباحة التي يأتيها الانسان على وجه مأذون له فيها فانها تقربه الى الله ويؤجر عليها كما الدال عليه قوله صلى الله عليه وسلم ارأيتم في قوله صلى الله عليه وسلم وفي وضع احدكم صدقة. نعم قال لما طلب ادم الخلود في الجنة من جانب الشجرة عوقب بالخروج منها. ولما طلب يوسف الخروج من السجن من جهة صاحب الرؤيا لبث فيه بضع سنين اذا جرى فلا تطلب الا من الله وهذا لا يعني الا يأخذ الانسان الاسباب لكن ينبغي ان لا يلتفت بقلبه الى اي سبب مهما كان هذا السبب عظيما قد تريد حاجة تطلبها من شخص وهو قادر على انفاذها بما مكنه الله لكن مع هذا لا تلتفت بقلبك اليه. انما هو سبب فالح على الله في انجاز المطلوب وادراك ما تؤمل ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن سبحانه نعم قال اذا جرى على العبد مقدور يكرهه. فله فيه ستة مشاهد. يعني اذا قدر الله تعالى انسان ما يكره من الاقدار في نفسه او في اهله او في ماله في اي شيء من احواله فله ستة مشاهد اي ستة مواقف يتأمل فيها ما جرى به القدر. المشهد الاول احدها. احدها مشهد التوحيد. وان الله هو الذي قدره وشاءه وخلقه وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. ومعنى هذا الاستسلام والرضا بما قدره الله وانه لا مناص جزعت ام رضيت كرهت ام احببت بلا مناص مما قدره الله وبالتالي ارضى بما قدر الله وهذا هو المشهد الاول الرضا بفعل الله ولا يعني هذا الرضا بالمقدور الرضا بالقدر وهو فعله جل في علاه وتعلم ان ما قدره خير فقدره خير لك نعم الثاني قال الثاني مشهد العدل وانه ماض فيه حكمه عدل فيه قضاؤه وهذا واظح في ان يعتقد الانسان ان ما اجراه الله تعالى عدل لا ظلم فيه كما قال تعالى وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير نعم. الثالث مشهد الرحمة. وان رحمته في هذا المقدور غالبة لغضبه وانتقامه. ورحمته حشوة يعني ان يلمح ما في هذا المقدور من رحمة فما من قضاء يقضيه الله تعالى الا وفيه من الرحمات ما يبصره اولو البصائر الرابع الرابع مشهد الحكمة وان حكمته سبحانه اقتضت ذلك لم يقدره سدا ولا قضاه عبثا لله في لله فيما اجراه حكمة. هذه الحكمة قد تخفى وقد تظهر ولكن يقينك بان الله لم يقضي شيئا الا لحكمة كاف في ازالة كل ما يمكن ان يكون في قلبك من ظيق وكذا فلله حكمة فيما قدر نعم الخامس مشهد الحمد وان له سبحانه الحمد التام على ذلك من جميع وجوهه سبحانه وبحمده الحمد والثناء بالجميل هكذا قال جمع من اهل العلم قيل الحمد هو ذكر المحمود بصفات الكمال محبة وتعظيما وهذا هو الاقرب في معنى الحمد فمشهد الحمد هو ان تحمده على ما قظاه وان ما قضاه مما تكره له فيه الحكمة البالغة والرحمة الغالبة والعدل التام و امتلاء قلبك بذلك يوجب حمده والثناء عليه وعدم الظجر او سوء الظن به سبحانه وبحمده. المشهد السادس. السادس مشهد العبودية. وانه عبد محض من كل وجه. تجري عليه احكام واقضيته بحكم كونه ملكه وعبده فيصرفه تحت احكامه القدرية كما يصرفه تحت احكامه الدينية فهو محل لجريان هذه الاحكام عليه فله التوفيق وفساد الرأي وخفاء الحق هذا بيان هذه المشاهد الستة التي ذكر رحمه الله مشهد التوحيد مشهد العدل مشهد الرحمة مشهد الحكمة مشهد الحمد مشهد العبودية وهو ان الله تعالى يقضي في عباده ما شاء ولا اعتراض هذه المشاهد تثمر الصبر على المقدور. بل كمالها يثبت الرظا في قلب العبد المبتلى فارضى بما قسمه الله وقدر بعد ذلك يقول قلة التوفيق قلة التوفيق وفساد الرأي وخفاء الحق وفساد القلب وخمول الذكر واضاعة الوقت ونفرة الخلق والوحشة بين العبد وبين ربه ومنع اجابة الدعاء وقسوة القلب ومحك البركة في الرزق والعمر وحرمان العلم ولباس الذل واهانة العدو وضيق الصدر والابتلاء بقرناء السوء. الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت وطول الهم والغم وضنك المعيشة وكشف البال تتولد من المعصية والغفلة عن ذكر الله كما يتولد الزرع عن الماء والاحراق عن النار. واضداد هذه تتولد عن الطاعة قلة التوفيق فساد الرأي قفاء الحق فساد القلب وخمول الذكر واضاعة الوقت ونفرة الخلق والوحشة بين العبد وربه منع اجابة الدعاء قسوة القلب والوحشة نعم وقسوة القلب ومحق البركة في الرزق والعمر وحرمان العلم ولباس الذل واهانة العدو وضيق الصدر والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت بطول الهم وضنك المعيشة وكسف البال تتولد من المعصية المعصية الصغيرة والكبيرة الظاهرة والباطنة علاج ذلك واتبع السيئة الحسنة تمحها علاج ذلك يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون ولهذا كان من اكثر الذكر المشروع للعبد الاستغفار وذلك لعظيم ما يكون من النقص في عمله الموجب لهذه البلايا العظيمة التي لو فكر الانسان بهذه اللحظة لوجد ان ترك المعصية اهون من تحمل هذه الاثار المشؤومة الالم الذي يجده الانسان بترك المعصية المحبوبة لنفسه اهون من الالم المترتب على فعلها وهذا معنى لو ابصره الانسان حق الابصار لما قرف ذنبا لكن تغشى البصائر الاغطية ويغري الانسان طول الامل ويزين الشيطان للانسان الخطأ فتزل فتزل قدمه فيتورط في شيء من هذه السيئات بالتأكيد انه ترك المعصية صعب محتاج مشاهدة ويشعر الانسان قد يشعر الانسان بفواته ما يحب لكن هذه الالام التي بسبب ترك المعصية اهون واخف مما يكون من الالام التي التي تصيب الانسان بفعله المعصية ثمان الم ترك المعصية ينقلب سرورا وبهجة قال الله تعالى قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم يكف البصر عن المحرمات ويحفظوا فروجهم ذلك اذكى لهم الالم الذي اصابهم بغض الابصار وفوات المشتهيات في المرئيات وبحفظ الفروج عن ان تقع فيما حرم الله اعقبه الله تعالى في قلوبهم زكاء والزكاة انشراح وبهجة وسرور وطمأنينة وزيادة في الخير وذهاب لوحر الصدر كل ذلك ببركة ترك المحرم ادراك الانسان لهذه الاثار التي ذكر رحمه الله تتولد عن المعصية والغفلة عن ذكر الله قال رحمه الله كما يتولد الزرع عن الماء وهذا يدل ان الموظوع يتطور كما ان الزرع لا يشب درجة واحدة انما ينمو شيئا فشيئا فبقدر الاسقاء يكون الانباك فكذلك هذه الاثار لا تصيبوا القلب على مستوى واحد انما بقدر التورط في المعصية والغفلة يحصل ما ذكر من قلة التوفيق وفساد الرأي وخفاء الحق وفساد القلب خمول الذكر وما الى ذلك وما الى ذلك مما ذكره مما يترتب على المعاصي. قال رحمه الله والاحراق عن النار يعني كما يتولد ايضا الاحراق على النار عن النار وهذا تشبيه للالم الذي يحصل فيكون في قلوب العصاة من اثر المعصية والغفلة من القلق والالم ما يشبه الاحراق بالنار. قال واضداد هذه تتولد على الطاعة فالتوفيق وصلاح الرأي وظهور الحق وصلاح القلب ورفع الذكر وحفظ الوقت ومحبة الخلق الانس بين العبد وربه واجابة الدعوة ولين القلب والبركة في الرزق والعمر وحصول العلم ولباس العز الظفر بالاعداء وشرح الصدر والسلامة من قرناء السوء والبهجة والسرور وطيب العيش وانشراح البال كل ذلك يتولد عن الطاعة كما كما يتولد الزرع عن الماء والاحراق حال النار والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد