ان الوضوء مما يرفع الله تعالى به الدرجات ويحط الله تعالى به الخطايا. فقد جاء في الصحيح صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى آله وصحابته ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. ربنا اغفر لنا ولشيخنا واجعله مباركا اينه ما كان وجعل مجلسنا هذا مباركا يا رب العالمين. قال الامام الحاكم احمد ابن علي ابن حجر العسرلابي رحمه الله. في كتابه بلوغ المرامم من ادلة الاحكام قال رحمه الله تعالى باب الوضوء عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك مع كل وضوء. اخرجه مالك واحمد والنسائي صححه ابن خزيمة باب الوضوء الوضوء هو فعل التطهر. اسم لما يفعل من غسل الاعضاء التي امر الله تعالى بغسلها للطهارة والوضوء من العبادات الجليلة التي جاء في فضلها وبيان عظيم اجرها احاديث كثيرة امر الله تعالى به في كتابه في قوله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين وفي قراءة وارجلكم الى الكعبين. ثم قال وان كنتم جنبا فاطهروا الى اخر ما ذكر الله تعالى في اية الوضوء اية الطهارة في سورة المائدة وقد جاء في الوضوء احاديث عدة تبين فظله وعظيم الاجر الحاصل به من ذلك كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يعتاد يأتون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء تأتون يوم القيامة يريد هذه الامة غرا محجلين غرا الغرة هي البياض في الوجه والتحجيل هو البياض في الاطراف وهذه هي مواضع الوضوء فان الوضوء في الوجه واليدين والقدمين تأتون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء فهذا الوضوء الذي يلازمه المؤمن في صلواته وفي سائر احواله يوم القيامة يكون نورا وبياضا يميز هذه الامة عن غيرها من الامم. فان العلامة التي تميز امة الاسلام عن سائر الامم والتي بها يعرف النبي النبي صلى الله عليه وسلم امته يعرفهم باثار الوضوء لا يعرفنا باسمائنا ولا بانسابنا ولا بالسنتنا ولغاتنا معرفنا صلوات الله وسلامه عليه مع كثرة من يتبعوا وكثرة من يؤمن به يعرفهم باثار الوضوء. ولذلك جاء في رواية مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تبلغ الحلية من المؤمن يوم القيامة ما يبلغ الوضوء يعني الى الحد الذي يبلغه الوضوء. الحلية اي ما يحلى به. وهل الحلية هنا هي ما يلبس من الحلي قال ذلك جماعة من العلماء فانه يحلى يوم القيامة اهلها بانواع يوم القيامة في الجنة يحل المؤمنون بانواع من الحلي وقيل الحلية هنا هي ما يميز المؤمنين عن غيرهم في ذلك اليوم. من فضائل ان هذا الوضوء طهارة للانسان من السيء من الاعمال فانه قد جاء عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال تخرج خطايا المؤمن مع اخر قطر الماء جاء ذلك في حديث ابي هريرة وفي حديث غيره في البخاري ومسلم دلالة واشارة الى تطهير الانسان من سيء العمل بوضوءه. وفيه قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لا يحافظ على الوضوء الا مؤمن لا يحافظ على الوضوء اي يحرص عليه ويعتني به. ويقوم به على الوجه الذي يكون به حاصلا على تكميله يا مؤمن فهي شهادة من النبي صلى الله عليه وسلم لمن يحافظ على الوضوء بالايمان وهذا يدل على انه من خصال اهل الايمان اعمالهم المحافظة على الوضوء وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم الا ادلكم على ما يحط الله تعالى يرفع الله تعالى به الدرجات ويحط الخطايا الا ادلكم على ما يرفع الله به الدرجات ويحط به الخطايا؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال اسباغ الوضوء على المكاره هذا اول ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم مما ترتفع به الدرجات وتحط الخطايا. اسباغ الوضوء على المكان. اسباغ الوضوء اي تبليغ الماء العضو المأمور بغسله هذا معنى الاسباغ تبليغه باستيعاب العضو ولو حصل مع هذا ما يكره الانسان من التأذي ببرودة او التأذي سخونة اذا كان الماء ساخنا فان اسباغ الوضوء على المكاره مما يحط الله تعالى به الخطايا ويرفع الدرجات الا ادلكم على ما يحث الله تعالى به الخطايا ويرفع الدرجات اسباغ الوضوء على المكاره هذا اول ما يكون وكثرة الخطى الى المساجد اي كثرة المشي الى اماكن الصلاة سواء كان المشي لصلاة مفروضة او لغيرها مما يشرع ان يصلى في المساجد او لحضور العلم و التعبد لله تعالى بهذه المساجد فان ذلك يشمل المجيء الى المسجد في كل سور المجيء اليه على وجه المشروع سواء كان لفرض او لمستحب ثم قال صلى الله عليه وسلم في الخصلة الثالثة التي يحط الله تعالى بها الخطايا ويرفع الدرجات قال انتظار الصلاة بعد الصلاة انتظار الصلاة بعد الصلاة وهو ان يكون القلب معلقا بالصلاة وانتظار الصلاة على نحوين. الاكمل ان يلزم المسجد ليصلي الصلاة التي تليها. فيصلي العصر ثم ينتظر صلاة المغرب يصلي المغرب ثم ينتظر صلاة العشاء هذا انتظار الصلاة بعد الصلاة. فيلزم المسجد منتظرا الصلاة التي تليها ثانية من صور انتظار الصلاة بعد الصلاة ان ينتظرها ولو كان في عمله وفي بيته وبين اهله ان يكون قلبه معلقا بالمساجد كما جاء في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله. قال ورجل قلبه معلق اجد من السبعة ومعلق بالمساجد ان ينتظروا الصلاة ويرغب في حضورها ويهتم لها وانه لمن التوفيق الالعاب ان يحرص على ذلك وانا اقول لكم في جماعة المسجد الذي نصلي فيه رجل كلما فرغ من صلاته قبل خروجه يقف عند الساعة التي فيها توقيتات الصلاة لينظر متى تكون الصلاة التالية هذا قلبه معلق بالمساجد هذا ينتظر الصلاة بعد الصلاة وهذا من توفيق الله تعالى للعبد فينبغي للمؤمن ان يحرص على هذا فانه عمل يسير يحصل به اجر كثير. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الخصلة فذلكم الرباط فذلكم الرباط اي هذا من الرباط في سبيل الله الذي يحصل به للانسان فضل واجر عظيم وعطاء كبير تحط به الخطايا وترفع به الدرجات المقصود ان الفضائل الواردة في الوضوء كثيرة وعديدة منها ما هو معجل ومنها ما هو مؤجل المعجل هو انها مما يحط الله تعالى به الخطايا مع كل وضوء فانه يخرج من من تحت اظافرك ما جنته يداك ويخرج من اذا غسلت وجهك من منهما ابصرته عيناك مما يحرم عليك واذا مضت كذلك وهل المجر في الاعضاء كما جاء تفصيله فيما رواه مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه فان الخطايا والذنوب تتحاد مع اخر قطر الماء وهذا من فضل الله عز وجل الذي شرع لاهل الايمان ما يحط خطاياهم ويخفف عنهم ما يكون من قصور او تقصير الوضوء عبادة جليلة وهو واجب ومستحب واجب اذا كان الانسان على حدث لكل ما يشترط له الطهارة ومنه الصلاة. جاء ذلك في الصحيح قال صلوات الله وسلامه عليه لا يقبل الله تعالى صلاة احدكم اذا احدث حتى يتطهر. وقال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا قمت من الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الى الكعبين. فامر الله تعالى بالطهارة ليه للصلاة واما المستحب فهو الطهارة لكل صلاة مفروضة ان يتفهم لكل صلاة مفروضة ولو كان على وضوء لان الله تعالى امر بذلك في قوله يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق الى اخر الاية. فامر الله بغسل هذه الاعضاء عند القيام لكل صلاة فهذا يدل على انه يشرع الوضوء والوضوء يستحب تجديده لكل فرض صلاة او لكل صلاة كانت مفروضة او غير مفروضة لكنها في الفرائض اكد فيكون الوضوء واجبا ويكون مستحبا. واجبا عندما يكون الانسان متلبسا بحدث ويكون مستحبا عندما يكون لا حدث لكنه يريد ان يقوم الى الصلاة. فهنا يقال له هذا من الوضوء المستحب الذي يدخل في قوله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا قمتم الى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وايديكم الى المرافق وامسحوا برؤوسكم وارجلكم الى الكعبين هذا الوضوء له سنن واداب. المصنف رحمه الله ابتدأ احدى هذه السنن تنبيها هل اهمية العناية بالوضوء فساق رحمه الله نقل رحمه الله حديث ابي هريرة فقال عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لولا ان اشق على امتي لامرتهم سواك مع كل وضوء. هذا الحديث ذكر مصنف انه اخرجه مالك واحمد والنسائي هذا من حيث تخريجه وقال وصححه ابن حبان. وقد اخرجه هؤلاء من طريق الزهري رحمه الله عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وهذا الحديث اسناده صحيح كما ذكر المصنف فيما نقله عن ابن حبان كما نقله عن ابن خزيمة وهو كما قال رحمه الله فان الحديث اسناده صحيح وقد قال بصحته جماعات من اهل العلم صحة اسناده وقد قال بعض اهل العلم انه على شرط الشيخين عليها شرط البخاري ومسلم وهو في وقد رواه وقد رواه البخاري ومسلم من حديث ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة باسناد بلفظ اخر وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم لولا ان اشق فعلى امتي لامرتهم بالسواك مع كل صلاة لامرتهم بالسواك مع كل صلاة. اخرجه البخاري معلق صيغة الجزم. فقال رحمه الله قال عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة. فالحديث من حيث ثبوته حديث ثابت. والسواك ايها الاخوة من السنن ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالاتفاق لا خلاف بين اهل العلم ان السواك سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد روى ذلك جماعة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذكر منهم الترمذي جماعة فقال رحمه الله ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فضل السواك من سبعة عشر وجها ايوة من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابي بكر وعلي وابن عباس وابن عمر وعبدالله ابن عمر عائشة وحذيفة وزيد بن خالد وجماعات من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى عد ما جاء في فضل السواك من الاحاديث المتواترة وقد عده الكتاني رحمه الله في ما نقل بالتواتر عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فالسواك سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد جاء في فضلها جملة من الاحاديث من ذلك فاخرجه النسائي باسناد جيد عن عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم قال السواك مطهرة للفم مرضاة للرب السواك مرضاة للرب مطهرة للفم وهذا يبين فظيلة السواك وانه مما يدرك به رظا الله جل في علاه. وهنا يتبين للمؤمن ان رظا الله ليس امرا عسيرا في تحصيله فادراك رضا الله يسير على من يسره الله تعالى له وقد جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله ليرضى عن العبد يشرب الشربة فيحمده عليها ويأكل الاكلة فيحمده عليها. في رضا الله يا اخواني يسير لمن يسره الله تعالى له فينبغي للمؤمن ان يجهد في تحصيل رضا ربه سبحانه وبحمده والا يفرط في هذه الاعمال التي يدرك بها السواك مرضاة للرب فاحرص عليه لانه مرضاة لله عز وجل. كما انه يدرك به الانسان تطييب فمه وتطهيره والفم طيبه يحصل تخليته من كل قبيح لونا او رائحة وكذلك يعود هذا التطيير على تطهير اللسان من القول السوء فانما فانه من حرص على العمل الصالح اجتهد في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم اثمر ذلك صلاحا في قوله. فنرجو من الله ان يكون مما يدخل في قوله مطهرة للفم ان يطهر اللسان عن من افاته فيتبقى الانسان بالسواك والمحافظة عليه ما يمكن ان يكون من زلات اللسان وهفواته فان الطيب يجلب الطيب. والحسنة تدعو الى مثلها لذلك ينبغي للمؤمن ان يحرص ويجتهد في هذا المعنى والا يغفل عنه فان السواك مطهرة للفم مرضاة للرب. وكان النبي صلى الله عليه وسلم شديد العناية به حتى قيل لعائشة ما الذي كان يبدأ به النبي صلى الله عليه وسلم اول ما يدخل بيته فقال كان اذا دخل بيته اول ما يبتدأ به السواك اي يطيب فمه بالسواك. وجاء ايضا عنه صلى الله عليه وسلم انه كان اذا استيقظ استاك كما جاء في حذيفة انه كان اذا استيقظ يشوس فاه بالسواك اي اي يطيب فمه بالتسوك محققا مع عناية الشوس تنظيف معه عناية وشدة واهتمام وقد جاء عنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم المبالغة في التسوف كما جاء من حديث ابي موسى لو قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستاك وقد وضع السواك على لسانه كانه يتهوى اي من شدة سواكه في تطييبه لفمه صلى الله عليه وعلى اله وسلم كانما يريد ان يخرج ما في جوفه وهذا كله من عنايته صلوات الله وسلامه عليه بالسواك ومحافظته عليه فينبغي للمؤمن ان يحرص على ذلك وان يجتهد في هذه السنة التي بها ندرك مرضاة الرب وتطيب الفم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ومن مواضع تأكد السواك الوضوء والصلاة. فقد جاء ذلك في الصحيحين من حديث ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا ان اشق على امتي لامرتهم باستواك عند كل صلاة والحديث الذي بين ايدينا قال صلى الله عليه وسلم لولا ان اشق على امتي لامرتهم باستواكي مع كل وضوء. وقد اختلف العلماء رحمهم الله في استواك مع الوضوء هل هو مستحب او سنة والحقيقة ان هذا الخلاف لا طائل وراءه فالجميع متفقون على ان النبي صلى الله عليه وسلم ندب الامة الى العناية بالسواك مع الصلاة والوضوء وبالتالي هو مما ينبغي للمؤمن ان يحرص عليه. قيل انه مستحب او سنة هذا خلاف لفظي ليس وراءه طائل وقد جاء ايضا عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم النذر الى جملة من السنن في الوضوء الا ان المصنف بدأ اولا سنة السواك ونصه على هذا الحديث في اول باب الوضوء للتنبيه الى انه من سنن الوضوء على ان من العلماء من يرى انه ليس من سنن الوضوء انما هو سنة مستقلة لان السواك مندوب اليه في كل الاحوال. في الوضوء وغيره والصواب انه سنة مطلقا ويتأكد في مواضع ومن المواضع التي تتأكد فيها سنية السواك عند الوضوء وعند الصلاة لورد الحديث بذلك في قوله صلى الله عليه وسلم لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك مع كل وضوء وحديث لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة قوله صلى الله عليه وسلم لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك. لولا حرف امتناع لوجود هكذا يقول علماء اللغة لولا حرف امتناع لوجود فالنبي صلى الله عليه وسلم امتنع من الامر بالسواك عند كل صلاة ومع كل وضوء لوجود امر وهو ايش؟ المشقة لولا ان اشق على امتي لامرتهم تهم فثمة امتناع وهو المذكور الثاني بعد الاولى لاجل وجود شيء وهو المشقة فقوله صلى الله عليه وسلم لولا ان اشق على امتي امتنع صلى الله عليه وسلم من امر امتي باستواك مع كل وضوء وعند كل صلاة مخافة حصول المشقة والاثقال والحرج والشدة على الامة والظمير في قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لولا ان اشق على امتي المقصود بالامة هنا اهل الاسلام اهل الايمان والامة تطلق ويراد بها ثلاثة معاني. تطلق ويراد بها كل من وجد بعد بعثة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فهو من امته سواء امن به او لم يؤمن به وهذا يسمى هذا النوع الاول من من المعاني يسمى امة الدعوة فكل البشرية بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم هم من امته. لكنها امة الدعوة امة الدعوة وعلى هذا المعنى فسر قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في الصحيحين من حديث ابي هريرة والذي نفسي بيده النبي صلى الله عليه وسلم يقول والذي نفسي بيده لا يسمع باحد من هذه الامة ثم يقول يهودي او نصراني اليهودي والنصراني من هذه الامة؟ نعم من امة الدعوة الذين وجه اليهم طلب الايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لا يسمع باحد من هذه الامة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي الا كان من اهل النار. هذا المعنى الاول من معاني الامة وهي امة الدعوة. النوع وهذا غير مراد في هذا الحديث. لان الكلام هنا الخطاب فيه لامة الاجابة هو المعنى الثاني من معاني الامة امة الاجابة وهم الذين امنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم ومنهم هذا الحديث قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لولا ان اشق على امتي الامة هنا هي امة الاجابة الذين امنوا به صلوات الله وسلامه عليه وهم اهل الايمان واهل الاسلام. وقد جاء مصرحا بهذا في رواية حيث قال لولا ان اشق على المؤمنين لامرتهم بالسواك عند كل صلاة حدد الامة ببيان من هي؟ فقال لولا ان اشق على ايش؟ على المؤمنين. فعلم ان قوله لولا ان اشق على امتي المراد بذلك امة ايش امة الاجابة امة الاجابة وهم كل من امن بالنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم وصدق رسالته والتزم متابعته صلى الله عليه وسلم هذا والمعنى الثاني من معاني الامة. والمعنى الثالث من معاني الامة هو اخص من هذا كله وهم امة الاتباع الذين اجابوه والتزموا هديه واتبعوه صلوات الله وسلامه عليه. فهذا اعلى مراتب الامة واعلم معانيها هي امة المتابعة امة الاقتفاء وهم اهل السنة والجماعة الذين اتبعوه صلى الله عليه وسلم في قوله وعمله وعقده فلم تخرج عن شيء من هديه صلوات الله وسلامه عليه. وهم المقصودون في قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من امتي على الحق ظاهرين لا يظرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي امر الله وهم على ذلك فنسأل الله ان نكون منهم نسأل الله ان يجعلنا من اتباعه القائمين بهدي مكتفين لسنته صلوات الله وسلامه عليه