بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا ولاهل العلم وللمسلمين قال المؤلف رحمه الله تعالى الحديث السابع عن ابي رقية تميم ابن اوس الداري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة. قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم. رواه مسلم الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا هو الحديث السابع من احاديث الاربعين النووية وهو ما نقله المؤلف رحمه الله عن ابي رقية تميم الداري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الدين النصيحة هدى لمن يا رسول الله؟ قال هم الصحابة قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم رواه مسلم وهذا الحديث ليس لتميم في صحيح في صحيح الامام مسلم سواه وهو من افراد مسلم وقد ذكره البخاري رحمه الله معلقا ترجمة بعض الابواب باب قول النبي صلى الله عليه وسلم الدين والنصيحة ولم يخرجه مسندا فليس من الدار في صحيح البخاري حديث اما منزلة هذا الحديث منزلة رفيعة وشأنه عظيم قال عنه النووي رحمه الله هذا حديث عظيم الشأن عليه مدار الاسلام فدار الاسلام يعني الاسلام كله يرجع الى هذا المعنى وقد قال بعض اهل العلم انه احد ارباع الدين اي احد احاديث احد اربعة احاديث يرجع اليها الدين ولكن هذا نزول بمقام هذا الحديث عما هو عليه. لذلك قال النووي رحمه الله بل المدار على هذا وحده مدار الدين على هذا دار الاسلام على هذا الحديث فهذا الحديث على اختصار لفظه الدين النصيحة وجازت كلماته الا انه يرجع اليه كل تفاصيل الاسلام الاسلام قائم على النصيحة الدين النصيحة يعني الاسلام النصيحة قول النبي صلى الله عليه وسلم الدين الدين من حيث اللغة مأخوذ من دان يدين دينا وكلمة الدين تطلق على الذل والعبادة والطاعة والخضوع والانقياد وتطلق على الحساب والجزاء القول هنا الدين النصيحة من اي هذين المعنيين من المعنى الاول المقصود بالدين هنا جميع ما يتعبد الله تعالى به ما يتعبد به لله عز وجل من العقائد والاعمال الظاهرة والباطنة فكل ذلك مندرج تحت مسمى الدين الاسلام والايمان والاحسان قائم على النصيحة قوله صلى الله عليه وسلم النصيحة النصيحة مأخوذة النصيحة مأخوذة من النصح ونصحوا لكلام العرب له استعمالان الاول التخليص من الاقدار والتخليئة من الشوائب ومنه قولهم نصحت العسل اذا خلصته ونقيته وازلت ما فيه من الشوائب والثاني من معاني النصح الاصلاح الاصلاح يطلق على النصح ومنه نصحت الثوب اذا خضته اصلحت ما فيه من الشقوق فنصح الرجل ثوبه اي خاطه نسجه واصلح ما فيه من نقص يقول صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة يشمل هذين المعنيين قال ابن الاثير رحمه الله النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي ارادة الخير للمنصوح له فليس يمكن ان يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معانيه غير هذه الكلمة اذا النصح ارادة الخير وارادة الخير تدور على معنيين على على تخليص الشيء من مما يضر وعلى السعي في الاصلاح تخلية وتحلية التخلية للتخليص والتحلية الاصلاح فمدار هذه الكلمة على هذا المعنى وبه يعرف ان الاسلام كله نصح كله صلاح كله تخليص تخليص للانسان من اقدار الدنيا وافاتها في بدنه عمله تخليص له في الاخرة من الكربات والاهوال والعقوبات فكان الدين خلاصا للناس هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة ولما قال الدين نصيحة جاء به على صيغة الحصر كيف ذلك جملة معرفة الطرفين الدين النصيحة ومن القواعد عند اهل اللغة ان ما كان معرف الطرفين فانه يفيد ماذا الحصر ولذلك جاء مصرحا به في رواية النسائي قال انما الدين النصيحة يعني لا خلاص ولا صلاح الا بالنصيحة هذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة وقوله انما الدين والنصيحة قال الصحابة رضي الله عنهم قلنا لمن القائل هم الصحابة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم لمن النصيحة لان النصيحة تقتضي ناصحا ومنصوحا له فسألوا عن محلها وموضعها وقال النبي صلى الله عليه وسلم لله ولكتابه لرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم فذكر النبي صلى الله عليه وسلم في متعلق النصيحة خمسة امور الامر الاول لله ان تكون النصيحة لله وتكون النصيحة لله بالاخلاص له جل في علاه اخلاص العمل له اخلاص القلب له اخلاص التوجه اليه وهل هذا يقوم الدين؟ قال الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين قل انما امرت ان اعبد الله وحده مخلصا له ديني الايات مقررة لهذا المعنى. فرأس النصح لله اخلاص العبادة له ويتبع ذلك محبة وتعظيمه يتبع ذلك نصرة شريعته يتبع ذلك القيام شرعه النصيحة لله تدور على تحقيق العبودية لله عز وجل في الظاهر والباطن فيما يتعلق بحقه وفيما يتعلق بحق الخلق اذا النصيحة لله ملخصها تحقيق العبودية له بان لا يكون في القلب محبوب معظم سوى الله جل في علاه ولكتابه هذا ثاني ما ذكر النصيحة لكتاب الله عز وجل المراد بالكتاب القرآني العظيم والنصيحة للقرآن تخليص الايمان به وباعتقاد ما جاء فيه وبالخضوع لحكمه فيكون الاخلاص فيكون النصح للكتاب ايمانا به خضوعا لحكمه ابونا اللي خبره تعظيما له وذبا عنه كل ذلك مما يجتمع في النصيحة لكتاب الله عز وجل ويمكن ان يقال النصيحة لكتاب هنا يشمل كل كتاب انزله الله تعالى واعظم ذلك القرآن يكون هذا من المفرد المضاف الذي يفيد العموم يشمل كل الكتب ونحن نؤمن بكل كتاب انزله الله عز وجل لكن نؤمن بان الله لم يحفظ كتابا من التحريف والتبديل الزيادة والنقصان سوى القرآن فهو المصون عن ذلك انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون. واما ما عداه من كتب الله عز وجل فقد جرى عليها من التحريف والتبديل والتغيير ما اوجب عدم الثقة بمضمونها وان كنا نؤمن ان الله انزل كتابا اسمه التوراة وانزل كتابا سماه التوراة وكتابا سماه الانجيل وكتبا اخرى على الانبياء والرسل نؤمن بكل كتاب انزله الله عز وجل وهذا من النصيحة لكتابه. خلاصة الكلام النصيحة الكتاب ايش؟ الايمان به الانقياد لحكمه القبول لاخباره والقبول يتضمن التصديق ثم قال ولرسوله ايضا هذا يجري فيه ما يجري فيما قبل الايمان اه النصيحة للرسول قد يكون الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قد يكون الرسول هنا يشمل كل رسول ونبينا منهم بل هو اوفرهم نصيبا وحظا في النصيحة لانه الذي خصنا الله به وبعثه الينا صلى الله عليه وسلم النصيحة للرسول صلى الله عليه وسلم مدارها تحقيق الاتباع له مدار النصيحة للنبي صلى الله عليه وسلم تحقيق الاتباع له وذلك بان يشهد انه رسول الله وان يطيعه فيما امر وان ينتهي عما نهى عنه وزجر وان يحب ينصره ما استطاع الى ذلك سبيلا اما اذا قلنا بان الرسول هنا مفرد مضافي تشمل كل رسول ارسله الله عز وجل هذا يقول لجميع الرسل النصيحة للرسل كلهم بالايمان بهم واعتقادي صدقهم والايمان بمن سماه الله تعالى منهم ومعرفة مراتبهم ومنازلهم كل هذا مما يندرج في الايمان بالرسل صلوات الله وسلامه عليهم رابع ما ذكر المصنف رحمه الله رابع ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من النصيحة نصيحة لائمة المسلمين والائمة جمع امام والامام هو كل من يقتدى به ويتبع سواء كان ذلك علم او لسلطة وان كان ذلك لعلم العلماء الذين يبلغون رسالة رسالات الله قولي سلطة الولاة من الملوك والامراء والعرفاء والاعيان والرؤساء الذين امور الناس يقول صلى الله عليه وسلم ولائمة المسلمين يشمل كل من له امامة سواء كان سببها العلم او كان سببها السلطة النصيحة لائمة المسلمين النصح لهم بدلالتهم على الخير تحذيرهم من الشر جمع الكلمة عليهم منع كل ما يكون سببا للفساد التفرق المسلمين عدم الخروج عليهم كل هذا مما يندرج تحت النصح لائمة المسلمين فان بذلك يتحقق للناس المصالح ومن ظن ان الخروج نحقق مصلحة او اشاعة ما يكون سببا كراهية الائمة يحصل به خير فقد وهم فالتاريخ شاهد انهما قوم ما من قوم خرجوا على حاكم ظالم الا ترتب على خروجهم من الفساد اكثر مما فروا منه التاريخ شاهد انه ما من قوم خرجوا على امام ظالم يريدون الاصلاح الا وقعوا في فساد اعظم من الفساد الذي فروا منه وهذا لا يعني ان لا ينهى عن الظلم وان يحذر منه وان يناصح الولاة لكن فرق بين النصيحة ما تقتضيه المصلحة من التواصي بالحق والتواصي بالصبر وبين التشغيل والسعي في تفريق الامة حمل السلاح على الائمة شتان بين هذا وذاك وهذه مسألة دخلت فيها اهواء كثيرة اصبح الكلام الذي يستند الى العلم فيه مكروها لكثير من الناس لانه لا يوافق اهواءهم وما يشتهون وما يريدون وبالتالي وقع ان اعرض الناس عن العلماء تولى رئاستهم وقيادتهم روسا جهالا فظلوا واضلوا ولو رد ولو رد الامور الى اولي الامر الى اولي الامر من اهل العلم والبصائر توقف شرا كثيرا ولا حصل ولا حصلوا على خير كثير يقول الذهبي وهذه الكلمة ما تعجب كثير من الناس يقول الذهبي رحمه الله الدولة الظالمة مع الأمن خير من الدولة العادلة مع ذهاب الأمن ذكر ذلك في اعلام النبلا وحصول شيء من الظلم مع امن الناس على انفسهم واموالهم واديانهم خير من ان يبحث عن دولة عادلة لا يقام فيها حق ولا يقام فيها عدل. ولا ولا يقام فيها امن ولا تستقيم فيها احوال وفي كل الاحوال النصح للائمة هو بذل الخير في جمع الناس على التقوى والخير والهدى واتباع ما كان عليه الائمة من ائمة اهل العلم من التأليف وجمع الناس على الخير والعلم بان الاثر هو حصول اه الفساد في من يتولى امور الناس من قديم الزمان وقد اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم فيما سبق لكن يجب ان لا في معالجته مسالك تؤدي الى فساد وفتنة وشر وفرقة بين الناس ثم قال صلى الله عليه وسلم وعامتهم هذا خامس من ذكرهم النبي صلى الله عليه وسلم في من يستحقون ايش النصيحة. عامة المسلمين عموم المسلمين وهذا حق لكل مسلم في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه في حق المسلم على المسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحقوق واذا استنصحك انصح له وبهذا يتبين ان حق المسلم العام هو النصح له وقد جاء ذلك من حديث جرير ابن عبد الله ان النبي صلى الله عليه وسلم بايعه على اقامة صلاة وايتاء الزكاة ثم قال والنصح لكل مسلم هذا كله يتبين ان من حق المسلم على المسلم النصيحة والمراد بالنصيحة نصيحة المسلم المسلم وسعيه في ايصال كل خير له وحجب كل شر عنه. فهذا مقتضى النصيحة للمسلمين ان تحب لاخيك ما تحب لنفسك وتسعى في ايصال كل خير وبر اليهم وتكف وتسعى في كف كل شر وفساد عنه وبهذا يكون قد انتهم ذكره النبي صلى الله عليه وسلم ممن يستحق النصيحة وممن ممن تكون له النصيحة فيشمل هذا كل الاطراف كل الاطراف الله وكتابه ورسوله وائمة المسلمين وعامتهم. وبهذا يصلح ما بين بهذا يتبين ان الدين صلاح صلة الانسان بالله وصلاح لصلة الانسان بالخلق قائد هذا الحديث حديثة من فوائد هذا الحديث بيان شفقة النبي صلى الله عليه وسلم على امته حيث كرر النصيحة كما في بعض الروايات قال الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة والتكرار يقتضي التوكيد تنبيه وفيه من فوائد ان النصيحة للاصلاح والاخلاص يرجع اليها كل تفاريع الشريعة كل ما يتصل بالشريعة قوامه النصيحة صلتك بالله وفي صلتك بالخلق. فمن كان ناصحا في صلته بالله ناصحا في صلته بالخلق كان مستقيما على الجادة صالح صالح الديانة وبقدر نقص النصح فيك بقدر ما ينقص دينك كل ما نقص فيك النصح لهذه الامور الخمسة نقص من دينك بقدر ما يكون عندك من النقص فيه من الفوائد ان الصحابة يسألون عما يحتاج الى توضيح وبيان فكانوا يسمعون ليعملوا ولذلك سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان في الحديث اجمال الدين والنصيحة قالوا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم نقف على هذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد