سم الله يا اخي. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم. الى السماء واذا الارض مدت والقت ما فيها وتخلت واذنت لربها وحقت يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقي فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا. وينقلب والى اهله مسرورا واما من اوتي كتابه وراء ظهره فسوف يدعو ثبورا. ويصلى سعيرا انه كان في اهله مسرورا. انه ظن ان لن يحور. بلى ان ربه كان به بصيرا تفسير سورة الانشقاق وهي مكية قال مالك عن عبد الله ابن يزيد عن ابي سلمة ان ابا هريرة قرأ بهم اذا السماء انشقت فسجد فيها فلما انصرف اخبرها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد فيها. رواه مسلم والنسائي من طريق مالك به وقال البخاري حدثنا ابو النعمان قال حدثنا معتمر عن ابيه عن بكر عن ابي رافع قال صليت صليت مع ابي هريرة العتمة فقرأ اذا السماء انشقت فسجد فقلت له قال سجدت خلف ابي القاسم صلى الله عليه وسلم فلا ازال اسجد بها حتى القاه ورواه ايضا عن مسدد عن معتمر به ثم رواه عن مسدد عن يزيد ابن زريع عن التيمي عن بكر عن ابي رافع فذكر واخرجه مسلم وابو داوود والنسائي من طرق عن سليمان ابن طرخان التيمي به. وقد رواه مسلم واهل السنن من حديث سفيان بن ابن عيينة زاد النسائي وسفيان الثوري كلاهما عن ايوب عن ايوب ابن موسى عن عطاء ابن ميناء عن ابي هريرة قال سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في اذا السماء شقت واقرأ باسم ربك الذي خلق الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه آآ السورة مباركة اسمها سورة الانشقاق وذلك ان الله تعالى ذكر في اولها انشقاق السماء والانشقاق هو آآ تمزق الشيء وتفرقه وهي هو بعد اجتماعه هذا هو الانشقاق السماء ستنشق هذه السورة المباركة ذكر الله تعالى فيها احوال الاخرة وبين فيها حال الانسان واقسم على هذه الحال ببيان ما يكون من انتقال احواله وما يصير اليه ثم ذكر جل وعلا اقسام الناس في هذه الدنيا تدعها سبحانه بذكر جملة من الاحوال التي تكون في الاخرة وهي حال السماء والارض ما يضل الناس وما يقلهم ما الذي سيجري عليه من تغيير ثم بعد ذلك ذكر حال الانسان في معاشه على هذه الارض وفوق وتحت هذه السماء ثم بعد ذلك اقسم جل وعلا بما اقسم به من فلا اقسم بالشفق والليل وما وسق والقمر اذا اتسق لتركبن طبقا عن طبق اي لا تتنقلن من حال الى حال وهذا نوع تتميم لما تقدم من ذكر الانسان لانه ذكر الانسان يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه. ثم ذكر انقسام الناس بعد ذلك عاد الى تنقلات الانسان في هذه الاحوال كما سيأتي في التفسير بعدها ختم السورة بذكر جزاء الفريقين الذي هو ثمرة اعمالهما فذكر الكافرين وذكر المؤمنين هذه السورة فيها سجدة وقد ذكر الله تعالى السجدة التي فيها مستنكرا على المشركين امرين قال فما لهم لا يؤمنون واذا قرأ عليهم القرآن لا يسجدون وهذه حال المكذبين ولذلك قال بل الذين كفروا يكذبون ولهذا كانت هذه الاية من اكد الايات في سجود التلاوة ايات السجود التلاوة هذه الاية ولذلك جعلها بعض اهل العلم دليلا على وجوب سجود التلاوة وان من لم يسجد فانه اثم لان سجود التلاوة واجب فالله تعالى قد وصف التاركين له بعد الاستنكار عليهم بالكفر والتكذيب فقال فما لهم لا يؤمنون واذا قرأ عليهم القرآن لا يسجدون وهذا هو مذهب الامام ابي حنيفة رحمه الله وهو قول اصحابه واختاره جماعات من اهل العلم منهم شيخ الاسلام ابن تيمية استنادا الى هذه الاية و المسألة خلافية بين اهل العلم انما اشرت الى ان ما ذكره من سجود ابي هريرة في صدر هذا التفسير لهذه السورة هو اشارة الى ما اختصت به هذه السورة من وجود اكد ايات السجود فيها فان الله تعالى ذكر ذلك على وجه الانكار للتاركين ثم بعد هذا شرع في التفسير وقال رحمه الله يقول الله تعالى اذا السماء انشقت نعم يقول تعالى اذا السبع وانشقت وذلك يوم القيامة واذنت لربها اي استمعت لربها واطاعت امره فيما امرها به من الانشقاق وحقت اي وحق لها ان تطيع امره لانه العظيم الذي لا يمانع ولا يغالب بل قد بل قد قهر كل شيء وذل له كل كي ثم قال واذا الارض مدت اي بسطت وفرشت ووسعت قال ابن جرير رحمه الله حدثنا ابن عبد الاعلى قال حدثنا ابن ثور عن معمر عن الزهري عن علي ابن الحسين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا كان يوم القيامة مد الله الارض مدا الاديم حتى لا يكون لبشر من الناس الا موضع قدميه فاكون اول فاكون اول من يدعى وجبريل عن يمين الرحمن والله ما رآه قبلها فاقول يا ربي ان هذا اخبرني انك ارسلته الي فيقول الله عز صدق ثم اشفع فاقول يا ربي عبادك عبدوك في اطراف الارظ قال وهو المقام المحمود وقوله والقت ما فيها وتخلت اي القت ما في بطنها من الاموات وتخلت منهم. قال مجاهد؟ قال مجاهد وسعيد وقتادة. واذنت لربها وحقت كما ما تقدم افتتح الله تعالى هذه السورة بذكر هذا الظرف اذا السماء انشقت هذا الانشقاق علامة من علامات القيامة. ولذلك قال وذلك يوم القيامة اي هذا يكون في اواني القيامة عندما يقوم الناس لرب العالمين فيرى الناس من احوال القيامة واهوالها ما ذكر الله تعالى في هذه الاية اذا السماء انشقت وانشقاقها عند قيام الساعة عندما ينادي عندما يصيح الصائح بقيام الساعة تحدث هذه الاهوال العظيمة التي ذكرها الله تعالى من تغير احوال الارظ السمع يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار اذا السماء انشقت انشقاقها انفطارها وانصداعها وتمزقها وذهاب انتظامها كل هذا مما يفسر به الانشقاق وقد ذكر جماعة من اهل العلم آآ ما ذكره الله تعالى احصاء فذكروا ان الله تعالى ذكر في الارض الانشقاق وذكر وذكروا انها اه تكون كالمهل وذكروا فيما ذكر الله تعالى في القرآن انها تكون انها تكون وردة كالدهان. هذه الاحوال التي ذكرها الله تعالى انها تشققوا كالغمام كل هذه الاحوال التي ذكرها الله تعالى هي تغيرات تجري على السماء هنا يقول اذا السماء انشقت وانشقاق وها انصداعها وهذا منتهى ما يجري عليها من احوال فانها تكون وردة كالدهان وتكون كالمهل ثم يصير مآلها وحالها في منتهى التغيير الى الانشقاق وذهاب معالمها وانتثار كواكبها وما الى ذلك مما يجري عليها مما ذكره الله من اهوال واحوال في ذلك اليوم العظيم قال واذنت لربها وحقت اذنت اذنت لربها وحقت اي انها استمعت وانصتت وانقادت لله عز وجل هذا معنى اذنت انها تستمع لامره وتنقاد قضائه وتطيع ما يكون من امره جل في علاه وهذا حال الدنيا في المنتهى كما هو حالها في المبتدأ فالله تعالى قد ذكر في خلق السماوات والارض في مبدأ الخلق قال اتي طوعا او كرها قالتها اتينا طائعين هذا مبدأ الخلق وكذلك هو منتهاه كما قال تعالى في هذه السورة واذنت لربها وحقت فهي ذليلة خاظعة منقادة لامر ربها جل في علاه اذنت اذا اذنت معناها ايش استمعت وانقادت واستجابت وقولها وحقت اي وحق لها ان تطيع ولذلك قال هنا اي وحق لها ان تطيع امره لانه العظيم الذي لا يمانع ولا يغالب انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون وهو سبحانه المقيم للسموات الممسك لها فكيف لا تطيعه وهو جل وعلا الذي يقول في امساك السماوات والارض ان الله يمسك السماوات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده يقول جل وعلا واذا الارض مدت بعد ان فرغ من بيان ما يتعلق بالتغيرات التي تطرأ على السماء وهو انشقاقها. ذكر ما يطرأ على الارض فقال واذا الارض مدت الارض هذه التي عليها الناس مدة اي بسطت بورشت كما قال المفسر اي بسطت وفرشت ووسعت وهي كذلك بزوال كل المعالم التي عليها لا ترى فيها عوجا ولا انت فهي مبسوطة كرحت اليد لا فيها ظل ولا فيها ما يكن بل هي مبسوطة يزول عنها كل معالمها التي عليها. وهذا معنى قوله تعالى يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار واذا الارض مدت والقت ما فيها وتخلت اي اخرجت كل ما فيها من نفيس وخسيس من معدن وجوهر من انس وغيره مما يكون في بطنها فلا يبقى في بطونها شيء من بني ادم وغيرهم مما تحويه في بطنها وهذا معنى قوله والقت ما فيها وتخلت فليس فيها شيء بالكلية بعد ذلك قال واذنت لربها وحقت هذا ليس تكرارا لان هذا خبر عن الارض بعد الخبر عن السماء اخبر عن انقياد السماء بقوله واذنت ربها وحقت ثم عاد للاخبار عن الارض بانقيادها و طاعتها فقال تعالى واذنت لربها وحقت هذان شرطان الشرط الاول اذا السماء انشقت والشرط الثاني المعطوف عليه واذا الارض مدت ومعلوم ان الشرط لابد له في الغالب من جواب ولهذا ذكر العلماء رحمهم الله ان الجواب يفهم مما جاء بعده وهو قوله يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدح كدحا فملاقيه فقالوا جواب هذا الشرط دل عليه ما بعده وتقديره لقي الانسان عمله هذا تقدير الجواب اذا اذا السماء انشقت واذا الارض مدت لقي الانسان عمله هكذا قالوا التقديم وقال اخرون جواب يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه والذي يظهر ان القول الاول اقرب الى الصواب لان فملاقيه جاء في جملة في الثنايا جملة وليس مستقلا حتى يقال انه الجواب لكن الجواب مفهوم من ذلك كله ذلك ان لقاء الله تعالى يكون للمجازاة عن العمل كما قال تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احد نعم بعد ذلك قال وقوله يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا اي ساع الى ربك سعيا وعامل عملا فملاقيه ثم انك ستلقى ما من خير او شر ويشهد له ما رواه ابو داوود الطيالسي عن الحسن ابن ابي جعفر عن ابي عن ابي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جبريل يا محمد عش ما شئت فانك ميت واحبب واحبب ما شئت فانك مفارقه واعمل ما شئت فانك الاقيه ومن الناس من يعيد الضمير على قوله ربك اي فملاق ربك ومعناه فيجازيك بعملك ويكافئك ويكافئك على وقال ويكافئك على سعيك وعلى هذا فكلا القولين متلازم قال العوف عن ابن عباس يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا يقول تعمل عملا تلقى الله به خيرا كان او شراء. وقال هذا يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا ان كدحك يا ابن ادم لضعيف. فمن استطاع ان يكون ان يكون كدح فمن استطاع ان يكون كدحه في طاعة الله فليفعل. ولا قوة الا بالله طيب قول الله جل وعلا يا ايها الانسان خطاب لجنس الانسان يشمل المسلم والكافر الذكر والانثى الصغير والكبير يا ايها الانسان انك كادح اي ساع كما قال المفسر رحمه الله ساع الى ربك انك كادح الى ربك وكادح يطلق على السعي والكدح سعي مقرور بتعب وعلى وهذا الزائد على مجرد العمل والسعي المجرد بل هو سعي بمشقة وتعب وعناء وهذا حال الانسان كما قال تعالى لقد خلقنا الانسان في كبد وهو ما يشعر ما يشعره ويفهمه لفظ الاية يا ايها الانسان انك كادح فلو كان مراد السعي المجرد لقال يا ايها الانسان انك ساعر وهذا حال الانسان عموما لا يخلو منه انسان مهما كان كانت حاله في القدرة والمال والملك فانه ما من انسان الا ولابد له من كدح وعناء ومشاق كل من لاقيت يشكو دهره ليت شعري هذه الدنيا لمن؟ فما من احد الا وهو يكابد في هذه الدنيا انواعا من المكابدات ولو كان ذا مال ولو كان ذا جاه ولو كان ذا آآ سلطة ومهما مهما كانت حاله فلابد ان يتحقق فيه ما ذكر الله تعالى قوله يا ايها الانسان انك كادح الى ربك كدحا تأكيد للمعنى وانه كدح عظيم تعي كبير كبير في مآله ومنتهاه وكبير في ما يلقاه الانسان من عوائق ومتاعب لتحقيق مراده بالوصول الى ربه وقوله فملاقيه هذه الثمرة فالفاء هنا للترتيب اي بعد ذلك السعي وبعد ذلك الكدح تكون الملاقاة والملاقاة هنا هي الاجتماع بالشيء والمعنى هنا انه يجتمع بالله عز وجل يلقاه يكلمه الله جل في علاه فما من احد الا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان وهذا يشمل المسلم والكافر كما دل عليه النصوص فان الكافر يلقى الله عز وجل لكن هذه الرقية لا يلزم منها الرؤيا كما قال جل في علاه كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون بل هي لقيا لا تستلزم الرؤيا الرؤية لا تكون الا لاهل الايمان واما اهل الكفر فاما ان فاما انهم يرونه ثم يحتجم عنهم كما قال بعض اهل العلم واما انهم لا يرونه لكنهم يلقونه ويكلمهم جل في علاه ويقررهم بما انعم عليهم وبما كان منهم من كفر فيقيموا الحجة عليهم من انفسهم يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يكسبون ويقول لهم جل وعلا في هذا اللقاء ما يقيم به الحجة عليهم ثم هذا اللقاء ينقسم بعده الناس الى قسمين وهذه اللقاء لقاء محاسبة ومجازاة على العمل ولذلك ذكر انقسام الناس بعد ذلك الى فريقين قال فاما من اوتي كتابه بيمينه نسأل الله ان نكون منهم