بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولجميعنا وللحاسدين. امين بفضل الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا عن ابي حمزة عن الاعمش عن عبدالله. قال قال النبي صلى الله عليه ان كلمة منذ اخرى. قال النبي صلى الله عليه وسلم من مات وهو يدعو من دون الله الا هذا الباب يتكلم عن ما جاء في تفسير اول اية من ايات الكتاب الحكيم التي ذكر الله تعالى فيها الشرك في المحبة. يقول الله تعالى ومن الناس من هنا تبعضيا. اي بعض الناس من يتخذ من دون الله اندادا اي من يتخذون مع الله امثال فالانداد جمع ند وهو المثيل والنظير هجوت محمدا ولست له بند فشركما لخيركما فداء وهذا في دفاع حسان عن النبي صلى الله عليه وسلم لمنهج هجوت محمدا ولست له يعني لست له نظير ولا مثيل. فقوله جل وعلا ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا اي من الناس من يجعل الغير الله في مرتبة الله. من يجعل غير الله في منزلة الله في اي شيء؟ قال يحبونهم كحب الله تبين بماذا كان التنديد؟ بماذا كان التشريك؟ بماذا كان التمثيل؟ في اي شيء سوه غير الله بالله؟ في المحبة يحبونهم كحب الله اي يصرفون لهم من المحبة ما لا يكون الا لله. وانما ذكرت المحبة في اول سور الشرك لان اصل العبودية المحبة. فمن حقق المحبة لله كمل العبودية له ومن اخل بالمحبة انحرف طريقه عن المحبة عن عن طريق العبودية. واول شرك وقع في الناس بسبب المحبة وذلك ان قوم نوح لما عبدوا الاصنام التي عبدوها من دون الله كان ذلك باي كان ذلك ثمرة انهم جاؤوا قالوا هؤلاء قوم صالحون. هؤلاء من اولياء الله هؤلاء لهم منزلة عند رب العالمين هؤلاء لهم عبادة وطاعة واحسان نصور لهم صور نتذكرهم بها حتى اذا رأينا صورهم نشطنا في العبادة والطاعة. هذه الصور ذكرتهم برهة من الزمن حققت المطلوب الذي لاجله صوروا برهة من الزمن لكن الشيطان يسعى في الافساد ولا يترك سبيلا الا ويطرقه لاظلال بني ادم واخراجهم عن الصراط المستقيم كما قال الله تعالى فيما اخذه على نفسه من عهد فبما اغويتني لاقعدن لهم صراطك ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين. فسعى جهده في اظلال هؤلاء فلما مات اولئك الاوائل الذين صوروا الصور لاجل ما زعموه من تذكر الشرك الذي نفته الرسل وحذرت منه بل اطرق باب الله وستجده جل في علاه انك قريب ما واذا تقربت اليه شبرا تقربت تقرب اليك ذراعا. واذا تقربت اليه ذراعا تقرب اليك باعا الصالحين والعمل بما كانوا عليه من صالح العمل. فجاءهم وقال ان اباءكم كانوا يعبدون هؤلاء يحبونهم ويعبدونهم ويتبركون بهم فعبدوهم من دون الله. هذا مبدأ حصول الشرك في بشرية الغلو في الصالحين. والغلو هو زيادة الحب. وتجاوز الحد في محبتهم الى ان جعلوه اندادا لله ولذلك يقول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا اي يصير بعض الاشياء ندا لله والله ليس له نظير. الله ليس له مثيل. الله ليس له كفر. الله احد صمد جل في علاه الله ليس له سمي سبحانه وبحمده. ولذلك قرر الله هذا المعنى في ايات كثيرة من كتابه يقول الله تعالى في سورة الاخلاص التي تعدل ثلث القرآن ويقرأها اكثر اهل الاسلام قل هو الله احد فليس له شريك. لا الهيته ولا في اسمائه وصفاته ولا فيما يجب له من العبادة ولا في ربوبيته ولا في شيء من شأنه سبحانه وبحمده الله الصمد لم يلد ولم يولد ثم يعود لتقرير المعنى الاول اول السورة توحيد واخرها نفي نفس الشركة لم ولم يكن له كفوا احد. اي ليس له مكافئ جل في علاه. اذا كان ليس له مكافئ فانه لا يزول. ان يسوى به غيره جل في علاه ما يصلح ان يجعل له نظراء وامثال وتصرف العبادة لهم سواء عبادة القلب او عبادة القالب عبادة القلوب او عبادة الاعمال. ولذلك ذكر الله في هذه الاية مصدر كل انحراف عن وهو محبة غير الله. يقول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله واعلم ان الشرك الذي جاءت الرسل جميعا بالتحذير منه والنهي عنه حقيقته هو تسوية غير الله بالله تسوية غير الله بالله. الشرك تسوية غير الله بالله. ولذلك اهل النار ماذا يقولون يوم القيامة ايش يقولون؟ تالله ان كنا لفي ضلال مبين. ليش؟ اذ نسويكم برب العالمين. يقسمون بالله انهم في اعظم ضلال واظهر ضلال لماذا؟ لانهم سووا هؤلاء بالله تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. فالله ليس له ند ولا له نظير سبحانه وبحمده. ولا له مثيل جل في علاه فكيف يسوى به غيره؟ فيشهدون على انفسهم بمنتهى الظلال لانهم سووا غير الله بالله سبحانه وبحمده وكذلك يقول الله جل في علاه في سورة الانعام الحمد لله الذي خلق السماوات والارض وجعل الظلمات والنور. ثم الذين كفروا بربهم ايش تعدلون اي يسوون به غيره. يسوون به غيره. والتسمية هنا لا يلزم ان يجعلوا ان يجعلوا غير الله في منزلة الله لكنهم يعاملون غير الله بمثل ما يعاملون به الله عز وجل. فيصرفون لغير الله صورا من العبادة صورا من التقرب. صورا من القربات الظاهرة والباطنة طبعا المشركون يقولون لا ما يمكن نسوي غير الله بالله. ولذلك لما عابوا عاب عليهم النبي صلى الله عليه وسلم هذه التسوية قالوا ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. اي نحن لا نقصدهم هم بالذات بالعبادة انما نعبدهم لان لهم جاها لان لهم منزلة لانهم اقرب الى الله لان الوصول الى الله من طريقهم اسهل وكل هذا كذب وتظليل فالله عز وجل قد فتح الطرق الموصلة اليه بل الله لم يرتضي ان يجعل بينه وبين عباده في العبادة واسطة. اجعلها على بالك ليس بين الله وبين كعباده واسطة في العبادة. ما تحتاج انك تأتي لاحد ليوصلك الى الله. تتقرب لشخص حتى يقربك الله بل قد قال جل وعلا واذا سألك عبادي عني ايش؟ فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان ما يحتاج تأتي بمفتاح او تأتي بصاحب جاه يدخلك على رب العالمين. انما الواسطة بين الله وبين الخلق في الدلالة عليه والتعريف به. وهم الرسل صلوات الله وسلامه عليه. فالواسطة واسطتان. واسطة. ملغية منفية. وواسطة مثبتة. الواسطة المثبتة هم الرسل صلوات الله وسلامه عليهم الذين قال الله تعالى فيهم الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس هؤلاء الرسل ما ما مهمتهم؟ ما وظيفتهم؟ التعريف بالله والدلالة عليه وبيان الطريق الموصل له. لكن لما يتضح لك الطريق تعرف الله جل في علاه وتعلم ما له من الصفات على حسب ما اخبرت الرسل وما اخبر به سيدنا صلى الله عليه وسلم وعرفت الطريق الموصل اليه هل تحتاج ان تتقرب الى النبي سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه ليدخلك ليدخلك على الله لا لا والله فهذا هو واذا جئته تمشي اتاك هرولة بمنه وفضله وكرمه واحسانه وجوده سبحانه الذي يعطي على القليل الكثير اذا هؤلاء ظلوا واضلوا وسوغوا الشرك بانواع من التسويقات الباطلة واهل الشرك ضعفت قلوبهم عن ان تتعلق بالله فتعلقت باسباب يظنون انها تغنيهم عن الله وهي انما تزيد في شقائهم. ولذلك هؤلاء الذين يحبون غير الله تحب الله. هل هم يسعدون بمحبة الله؟ هل هم يسعدون بهذه المحبة؟ لا والله بل قلوبهم في عمى وهي في غل وهي في ظيق فانه قد قال جل وعلا ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا. ما هي قرار هذا القلب يا اخواني مفطور على محبة الله. فمهما احب سواه فلا يغنيه القلب مفطور على محبوبه الاعلى فلا يغنيه عنه حب ثاني. مهما طلب الانسان حبا يملأ به قلبه يهدئ به روعة ويسكن به فؤاده فانه لن يجد شيئا من ذلك كلية بل سيجد على النقيض من ذلك رعبا وقلقا وخوفا ووظيقا وكدرا لا يسكن القلب الا الى الله لا يسكن القلب الا بمحبته ومعرفته. لا يسكن القلب الا بذكره الا بذكر الله تطمئن القلوب. والقلوب المعرض عنه وعن ذكره يقول فيها ربنا جل وعلا فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله. هؤلاء قست قلوبهم عن ذكر الله فكان جزاؤها هذه الوحشة وهذه الظلمة التي تخيم على قلوب من تعلق بغير الله. الله عز وجل وازن بين قلوب توجهت بالحب الى سواه وبين قلوب اخلصت حبها لله يقول الله تعالى ومن الناس من من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله لا يقارن حب المؤمن بالله عز بحب هؤلاء بالهتهم. فان الهتهم لا تغني ولا تسمن من جوع وانما هي من تزيين الشيطان. لذلك الجاهليون كانوا يعبدون كل ما يخطر على بالك حتى يومنا حتى يومنا هذا تجد من يعبد الحشرات من يعبد القاذورات من يعبد دنيئ البهائم كل ذلك بجهل منهم وعمى بصيرا وقد ذكر المتقدمون في وصف حال الجاهلية ان احدهم كان يصنع معبوده من تمر او من طعام فاذا جاع اكله. وكان بعضهم اذا نزل واديا اتخذ حصى انتقى من الاحصاء من من الاحجار امثلها فعبده. فاذا احتاج اليه في الطبخ وضعه ثالث وثالث الاثاث. هذا اظل ما يكون ولا تتصور ان هذا في الجاهلية الماظية وانتهى وزال ما زال في الناس من يعبد غير الله على نحو من الانحراف السابق الذي تقرأه في كتب السير والتواريخ. فالبشرية هي هي ففيها المؤمن وفيها فيها الراشد وفيها الضال فجدير بالمؤمن ان يعرف ان حبه لله يخلصه من كل الانحرافات بقدر ما معه من حب الله يفوز بعطائه واحسانه والذين امنوا اشد حبا لله. ساق المصنف رحمه الله يعني هنا سؤال لماذا كان الذين امنوا اشد حبا لله من اولئك؟ للعلماء في ذلك التفسيران الاول ان المؤمنين احبوا الله اعظم من محبة اولئك لله لان المشركين احبوا الله وغيره هذا على تفسير انهم احبوا الله وغيره. سووا غير الله بالله فيه المحبة فاحبوا الله وغيره. اما المؤمن فلا في قلبه في محبة الا لله. ومعلوم ان من افرد المحبة لله كان حبه لله اعظم من ذاك الذي وزع قلبه بين الله وغيره هذا واحد. وقيل بل الذين ذكر الله عز وجل من المشركين في قولي ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله. اصلا ما احبوا الله. انما احبوا غيره ولا التفتوا الى الله. بل التفتوا الى سواه فهؤلاء حتى لما احبوا غيره لم يبلغوا في المحبة ما يبلغه المؤمن في محبة الله لماذا لانه لا نظير له. ففظله واحسانه وبره وكرمه. وبهاؤه وجماله. واسماؤه وصفاته لا نظير لها فلله الاسماء الحسنى وله المثل الاعلى واياته تترى على عبده وفي كل شيء له اية تدل على انه واحد ولا ينفك كالعبد من نعمة من الله عز وجل وما بكم من نعمة فمن الله. هل يمكن ان يسوى حب هذا الذي بهذه صفاته بحب صنم او صالح او من لا يملك لنفسه ظرا ولا نفعا بالتأكيد لا يستويان ثم ذكر المصنف رحمه الله في هذا الباب حديث عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه في ثمرة المحبة ما الذي يجريه الانسان فيما اذا اخلص الحب لله؟ وما الذي يجنيه؟ اذا سوى غير اذا سوى غير الله تعالى بالله. ساق باسناد عن طريق الاعمش عن شقيق ابي وائل عن عبد الله ابن عبد الله ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم كلمة اي حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم جملة. العرب تطلق الكلمة وتراد وتريد بها الجملة او حتى الخطبة. يعني هذا الحديث الذي تحدثت به كله كلمة مع انه متكون من جمل ومفردات كثيرة لكن يسمى كلمة ومنه قول ابن مالك وكلمة بها الكلام قد يؤم يعني الكلمة يمكن ان تطلق على الكلام كله. فقوله رضي الله تعالى عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم كلمة يعني جملة. وقلت اخرى اي وقلت جملة اخرى مستفيدا من كلمته صلى الله عليه وسلم. قال النبي صلى الله عليه وسلم من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار. نعوذ بالله. من مات اي من فارق الحياة. فالموت هو مفارقة الحياة وقوله وهو يدعو لله ندا هذه جملة يسميها العلماء جملة حالية يعني من مات وهذه حاله انه يدعو لله ندا ايش معنى يدعو لله ندا؟ اي يزعم ان لله نظيرا ان لله مثيلا ان لله شبيها ان لله مساو ان لله عدل ان لله كفء هذا معنى من مات وهو يدعو لله ندا. يدعو لله ندا اي يزعم اما بقوله واما بعمله لان الدعاوى اما ان تكون بالقول واما ان تكون بالعمل. فالذي يسجد الله والذي يذبح لغير الله والذي ينذر لغير الله والذي يحلف بغير الله الذي يحب غير الله والذي يعتمد ويتوكل على غير الله والذي يعظم غير الله هذا دعا لله ندا سوى غير الله بالله فهذه امور لا تصلح الا لله سواء كانت في اعمال القلوب او اعمال الجوارح او نطق اللسان. فينبغي الا يسوى الله بسواه. وتنبه لهذا هذا المعنى سواء كان ذلك في قلبك او في عملك او في لسانك. والمبدأ في تحقيق التوحيد الا يكون في قلبك تسوية لغير الله بالله. فان القول والعمل تبع لما في القلب من عقد وعلم وقول فاحرص على ان يكون قلبك لله خالصا. فانه بقدر ما معك من اخلاص التوحيد لله يكون لسانك منطلقا بالتوحيد وجوارحك منقادة للتوحيد ولا تصرف بعد ذلك لغير الله شيئا. من العبادات في الاقوال او في الاعمال. لكن عندما عندما يظعف التوحيد في القلب يسوغ الله بالله ينعكس هذا على اللسان وينعكس هذا على الجوارح والاعمال. فتجد ان الانسان يتعلق بغير الله يعتقد النفع والضر في غير الله يحب محبة العبادية غير الله وما الى ذلك مما ينحرف به عن الصراط المستقيم جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له كلمة قال له ما شاء الله وشئت يخاتب النبي في امر من الامور فقال ما شاء الله وشئت يعني يا محمد فماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال اجعلتني لله ندا بل قل ما شاء الله وحده. حتى في اللفظ انظر الى الدقة النبوية في تطهير الالفاظ من تسوية غير الله بالله اجعلتني لله اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم اكرم الخلق اذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو اكرم الخلق واعظمهم جاهد لا يصلح ان يكون لله ندا فكيف هو غير الله بالله من اولياء وصالحين وشهداء وغيرهم من الخلق اكملهم مرتبة واعلاهم منزلة وارفعهم جاها عند رب العالمين يأبى ان يكون لله ردا ويقول ما اصلح ان اكون لله ندا؟ اجعلتني لله ندا اي مساويا بل قل ما شاء الله وحده. حتى في اللفظ اذا من المهم ان تعرف ان التنديد نفيه وازالته بتطهير القلب. اولا من تسوية غيره بالله بالله. ثم اذا محوت هذا ان محى ذلك في قولك وعملك وسعد حالك. يقول النبي صلى الله عليه وسلم من مات وهو يدعو لله ندا نعوذ بالله من هذه الحال اي سوى غير الله بالله دخل النار وهذا الدخول دخول مؤبد لان الله تعالى حرم الجنة على المشركين. يقول الله تعالى انه من يشرك بالله عقوبته فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار. والظالمون هنا المقصود بهم المشركون كما قال الله تعالى في خبره عن وصية لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم. فينبغي المؤمن ان يتنبه لهذا الامر. فان دخول النار هنا ليس دخولا مؤقتا ولا عارظا بل هو دخول مؤبد لان الجنة لا يدخلها الا من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه موقنا بها مصدقا بمعناها. سالما مما ينقضها ويعارضها. قال ابن عباس ابن مسعود رضي الله تعالى عنه هذه الكلمة هي التي سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم. هو في الحديث قال قال النبي صلى الله وسلم كلمة وقلت كلمة اخبرنا بما قال النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال وقلت انا يعني نفسه وقلت انا من مات وهو لا يدعو لله ندا اي لا يسوي غير الله بالله دخل الجنة اي دخل الجنة وكان مآله اليها. تصديقا لما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في غير هذا الحديث. من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه دخل الجنة. وقد جاء هذا الذي قاله ابن مسعود بالنص فيما رواه الامام مسلم في صحيحه من حديث ابي هريرة من لقي الله لا يشرك به شيئا ايش؟ دخل الجنة. ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار هكذا قال الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه. وقول من لقي الله لا يشرك به شيئا يعني اي نوع من انواع الشرك ظاهر او باطن صغير او كبير دخل الجنة. ومن لقي الله يشرك به شيئا دخل النار فيجب على المؤمن ان ينأى بنفسه ويحتاط في السلامة من الشرك دقيقه وجليله صغيره وكبيره وهذه قضية ليست قضية هامشية هذه قضية مصيرية هذه هي القضية الكبرى التي ينبغي للمؤمن ان يسعى لتحقيقها في وقوله وعمله حتى يفوز بجنة عرضها السماوات والارض فان الجنة طيبة لا يدخلها الا الموحدون الطيبون نسأل الله ان نكون منهم. فقوله صلى الله عليه وسلم من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار بيان لعقوبة من وقع في الشرك. وان كل صور الشرك سواء كان تنديدا قلبيا او تنديدا عمليا او تنديدا قوليا مآله ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار نار هنا اسم لدار العذاب التي اعدها الله تعالى المشركين والكفار والعصاة واما الجنة في قوله ومن مات وهو لا يدعو لله ندا دخل الجنة فالجنة هنا المراد بها دار النعيم الكامل التام لا لا لعن رأت ولا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر نسأل الله من فضله